القاعدة السَّابعةَ عشرةَ: المعاشرة بالمعروف منهاج الحياة الزوجية 1712
القاعدة السَّابعةَ عشرةَ: المعاشرة بالمعروف منهاج الحياة الزوجية
أ. د. ناصـر بن سليمـان العمر
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

قال الله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعرُوفِ" (النساء: 13).
في قول الله تعالى: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعرُوفِ" منهج متكامل وأمرٌ بتحقيق الاستقرار والمودَّة والسَّكن، في بيت الزّوجية، وقد خوطب الزّوج بهذا الأمر الإلهيِّ الجليل، بناءً على مقام القِوامة التي كُلّف بها.

 ولذلك فهو مطالبٌ بأن يجعل من مبدأ المعاشرة بالحسنى منهجًا لحياته الزّوجية، وذلك من لدن أخذه لزوجته من بيتِ أهلها، وإلى أن يلقى الله تعالى.

 وإذا قدَّر الله تعالى أن يقع بينهما الطّلاق؛ فليكن كذلك بالمعروف، كما قال تعالى: "فَأَمسِكُوهُنَّ بِمَعرُوفٍ أَو فَارِقُوهُنَّ بِمَعرُوف" (الطلاق: 2).

وبناءً على هذا الأمر الربّاني الجليل، فمن الواجب على كلِّ مسلمٍ، أن يراجع أسلوب معاملته لأهله، ويرى: هل هو بالمعروف؟

 ونعني بالمعروف ما ورد به الشَّرعُ، أو ما تعارف عليه الناس في مجتمعٍ معيَّنٍ، ممَّا لا يُخالف الشَّرع، إذ لا عبرةَ لما تعارف عليه الناسُ إذا كان مخالفًا لأمر الله تعالى!

فهناك مجتمعاتٌ قد تعارفت على إهانة المرأة، مثل ما كان لدى اليهود، من أعراف باطلة، حرّفوا التوراة وتشددوا فشدد الله عليهم!

ومن ذلك أنَّهم يُنكرون أن يؤاكلَ الزوجُ الزوجةَ الحائض أو أن يُساكنها في البيت، وهذا خلاف ما جاء به محمد (صلى الله عليه وسلم).

 لكنَّنا -مع الأسف- سمعنا أن بعضَ الناس إذا حاضت زوجتُه فارقها في الفراش، وقد ينام في غرفةٍ مستقلَّة، وليس ذلك خشيةَ أن يجامعها فيقع في المحرَّم، إذ لو كان كذلك لكان له وجهٌ شرعيٌّ معتبر، ولكن يفعلون ذلك من باب التنزه أو الكُره والنُّفور لحال كونها حائضًا.

 وقد لا يأكل أحدهم طعام زوجته الحائض أو النُّفساء ولا يجالسها، خلافًا لما ورد من هدي النَّبيِّ (صلى الله عليه وسلم)، كما روي عن أمِّ المؤمنين أمِّ سلمة، قالت: (حِضْتُ وَأَنَا مَعَ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) فِي الْخَمِيلَةِ، فَانْسَلَلْتُ فَخَرَجْتُ مِنْهَا فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حِيضَتِي فَلَبِسْتُهَا، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): أَنُفِسْتِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. فَدَعَانِي فَأَدْخَلَنِي مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ)، أي ثوب القَطِيفة، فمعنى ذلك أنّه (صلى الله عليه وسلم)، لم يشعر عند حيضتها بكُرهٍ ولا نفور.

فينبغي على المسلم أن لا يُبالي بالأعراف الباطلة التي تخالف الشرع.

فليُصغِ الأزواج لهذا الأمر الرباني الجليل: "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعرُوفِ"، ولتُصغِ الزوجاتُ؛ عسى أن تستقرَّ الحياة ويقع التَّآلف والمودَّة والصفاء.

المصدر:
http: http://almoslim.net/tarbawi/289735