(33) القيام من هنغ كونغ:
غادرنا مدينة هنغ كونغ ووِجْهَتُنَا مدينة يوكوهاما وبينما أنا ورفيقاي نُطَالِعُ في بعض الكُتُبِ على مَعْزِلٍ من الرُّكَّابِ، وإذا بِرَجُل من كندا بأمريكا اقترب منا ورَغِبَ في الحديث معنا، لا سيما بعد أنْ عَرَفَ أنِّي مصري، وفعلًا قَرُبَ مِنَّا وبَدَأَنا بالتحيَّة فردَدْناها عليه بأحسنَ منها، ثُمَّ وجَّهَ إليَّ الخطابَ وقال: إنِّي لَمَّا كُنْتُ في الصين وَصَلَ إلِيَّ خَبَرُ حادثة دنشواي، ولكن الروايات التي كنت أسمعها كانت تختلف كثيرًا فأريد أن أعرف حقيقة هذه الحادثة؛ حيث إنك مصري فأجبته بالإيجاب، وأخذتُ أشرحُ له هذه الحادثة بالتفصيل، وبيَّنْتُ له تاريخ وجود المحكمة المخصوصة والسبب في وجودها فكنت أرى في وجه الرجل علامات التأثُّر الشديد، ثُمَّ استطردنا الحديث في مواضيع أخرى في الشئون السياسية المُتَعَلِّقَةَ بمصر وأحوالها الحاضرة، ولا داعي لذكره الآن.

وبعد تسعة أيام وصلنا إلى ثغر "يوكوهاما" وكانت الباخرة تسيرُ ببطئٍ وهي داخلة في ميناء هذا الثغر، وقد مررنا في الطريق على جُزُرٍ كثيرة لا داعي إلى أن نصرف وقتًا في الكلام عليها.