أسألك أن تدعو الله لها
قال علي بن أبي حرارة: كانت أمِّي مُقْعَدَةٌ نحو عشرين سنة فقالت لي يوماً: اذهب إلى أحمد بن حنبل فاسأله أن يدعو الله لي..
فَسِرْتُ إليه فدققتُ عليه الباب، وهو في دهليزه، فلم يفتح لي وقال: مَنْ هذا؟..
فقلتُ: أنا رجلٌ من أهل ذاك الجانب، سألتني أمِّي وهي زَمِنَةٌ مُقْعَدَةٌ أن أسألكَ أن تدعُو اللهَ لها..
فسمعتُ كلامه كلام رَجُلٍ مُغْضَبٍ..
فقال: نحنُ أحْوَجُ إلى أن تُدْعُو اللهَ لنا..
فَوَلَّيْتُ مُنصرفاً..
فخرجت امرأةٌ عجوزٌ من داره، فقالت: أنْتَ الذي كَلّمْتَ أبا عبد الله؟..
قلتُ: نعم..
قالت: قد تَرَكْتُهُ يدعُو اللهَ لها..
قال: فجئتُ من فوري إلى البيت، فدققتُ البابَ، فخرجتْ أمِّي على رجليها تمشي، حتى فَتَحَتْ الباب..
فقالت: قد وَهَبَ اللهُ لِيَ العافية.