موعظة امرأة
في موطأ مالك عن القاسم بن محمد قال: هلكت امرأة لي فأتانا محمد ابن كعب القرظي يعزيني فيها فقال: إنه قد كان في بني إسرائيل رَجُلٌ فقيهٌ عابدٌ عالمٌ مجتهدٌ وكانت له امرأة وكان بها معجباً فماتت فوجد عليها وجداً شديداً حتى خلى في بيته وأغلق على نفسه واحتجب عن الناس، فلم يكن يدخل عليه أحدٌ، ثم إن امرأة من بني اسرائيل سمعت به فجاءته فقالت:
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
(1) - أخرجه مسلم (4/ قدر /2052 /ح 34).


إن لي إليه حاجة أستفتيه فيها ليس يجزيني إلا أن أشافهه بها فذهب الناس ولزمت الباب فأخبر فأذن لها..
فقالت: أستفتيك في أمر..
قال: وما هو؟
قالت: إني استعرت من جارة حُلِيّاً فكنت ألبسه وأعيره زماناً ثم إنها أرسلت إلِيَّ فيه أفأرُدُّهُ اليها؟
قال: نعم.
قالت: والله إنه مكث عندي زماناً.
فقال: ذلك أحق لردكِ إيَّاه.
فقالت له: يرحمك الله أفتأسف على ما أعارك الله ثم أخذه منك وهو أحق به منك؟
فأبصر ما كان فيه ونفعه الله بقولها.
وفي جامع الترمذي عن شيخ من بني مرة قال: قدمت الكوفة فأخبرت عن بلال بن أبي بردة فقلت: ان فيه لمعتبراً فأتيته وهو محبوس في داره التي كان بناها واذا كل شيء منه قد تغيَّر من العذاب والضرب واذا هو في قشاش..
فقلتُ له: الحمد لله يا بلال لقد رأيتك تمر بنا وأنت تمسك أنفك من غير غبار وأنت في حالتك هذه فكيف صبرك اليوم؟
فقال: مِمَّنْ أنت؟
قلتُ: من بني مرة بن عباد..
قال: ألا أحدثك حديثاً عسى أن ينفعك الله به؟
قلتُ: هات..
قال: حدَّثني أبو بردة عن أبي موسى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر).
قال: وقرأ: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير) (الشورى: 3) (1).