ماهي الدروس المستفادة من تحويل القبلة؟
ماهي الدروس المستفادة من تحويل القبلة؟ Ocia1378
ما هي الدروس والعبرة من تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصي إلى المسجد الحرام؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه وعلي آله الصلاة والتسليم.

وبعد
من محاسن شرعنا أن الله جعل الأفضلية فى كل شيء حولنا من الأزمنة والأمكنة لهذه الأمَّة صاحبة الخيريَّة فى كل شيء، فاللهُ عز وجل يخلق ما يشاء ويختار ففضَّل بعض الأمكنة على بعض وبعض الأزمنة على بعض وكذلك فضَّل بعض الرُّسل علي بعض والشواهد علي ذلك من القرآن والسُّنَّة كثيرة.       

وقد تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلي المسجد الحرام بمكة في شهر شعبان فى السنة الثانية للهجرة النبوية، حيث لما فرضت الصلاة ظل النبى صلى الله عليه وسلم مُتجهاً لبيت المقدس فى صلاته ستة عشر أو سبعة عشر شهراً إلي أن جاء أمر الله بتحويل القبلة.       

ولم يكن تحويل القبلة مفاجأة بل سبقها نزول القرآن يوضح منزلة البيت الحرام بمكة وفضله قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ" (إبراهيم الآية: 35)، فهذه الأفضلية تتضح من هذه الآية وغيرها في إثبات الأمن والطمأنينة فى مكان هو الأكثر أماناً فى الأرض، و قال تعالى: "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ" (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ" (سورة البقرة الآيتان: 125، 126)، وهذه الآيات توضح مكانة هذا المكان وأهميته، وكذلك تبرز دعوة خليل الرحمن لهذا المكان بالزيادة فى الرزق والثمرات.

إن هذه الحادثة لتؤكد لنا أن الله اختار لأمة الإسلام أفضل إلا مكة ليتجهوا إليها فى معراجهم الروحي إلي الله كل يوم خمس مرات في الصلاة.

لقد كانت هذه الحادثة بمثابة تدريب من الله للمسلمين أن يعدوا العدة وأن يحضروا للخصوم الرد القوي المفحم قال تعالي: " سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (البقرة الآية: 142)، كذلك علمتنا أن الدعاء الصادر من قلب صاف عامر بالإيمان لا يُرد ويقبله الله قال تعالى: "قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ۗ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ" (البقرة الآية 144).       

كما يبين الله أنه لا يضيع إيمان المؤمنين حين يتغير التشريع بعد مماتهم وكان جماعة ماتوا من الذين حضروا بدراً ولم يتجهوا للكعبة قال تعالى مبينناً مصيرهم: "مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ البقرة الآية" (143).

لقد كان تحويل القبلة بمثابة إبراز لمكانة المسلمين عند الله فمكة هى مكان الأمْن والأمان،قال تعالى: "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ".

المصدر:
http://gate. ahram. org. eg/Question/1790. aspx