منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة النحل الآيات من 056-060

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النحل الآيات من 056-060 Empty
مُساهمةموضوع: سورة النحل الآيات من 056-060   سورة النحل الآيات من 056-060 Emptyالثلاثاء 07 يناير 2020, 1:57 am

وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (٥٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: الذين يكفرون بالله ويتخذون الأصنام والشركاء، يجعلون لها نصيباً.

وقول الحق سبحانه: (لاَ يَعْلَمُونَ) (النحل: 56).

ما العلم؟

العلم أن تعرفَ قضية، هذه القضية صِدْق أي: مطابقة للواقع وتستطيع أن تُدلِّل عليها، فإذا اختلّ واحد منها لم تكُنْ علماً.

وهؤلاء حينما جعلوا للأصنام نصيباً، فقد أَتَوْا بأشياء لا وجودَ لها في الواقع ولا في العلم، وليست حقائق.

وهل للأصنام وجود؟

وهل عليها دليل؟

قال تعالى: (إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ) (النجم: 23).

هذه الأصنام ليست لها وجود في الحقيقة، وفي آية أخرى يقول الحق سبحانه: (وَجَعَلُواْ للَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلْحَرْثِ وَٱلأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـٰذَا للَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـٰذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَىٰ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ للَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَىٰ شُرَكَآئِهِمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ) (الأنعام: 136).

حتى لمَّا جعلوا للأصنام نصيباً جعلوه مما رزقهم الله، أَلاَ جعلتم نصيب الأصنام مما تعطيكم الأصنام؟

ونصيب الله مما رزقكم الله؟

فهذا اعتراف منكم بعجز أصنامكم، وأنكم أخذتم رزق الله وجعلتموه لأصنامكم.

وهذا دليل على أن الأصنام لا تعطيكم شيئاً، وشهادة منكم عليهم.

وهل درت الأصنام بهذا؟

إذن: (لِمَا لاَ يَعْلَمُونَ) (النحل: 56).

أي: للأصنام؛ لأنها لا وجودَ لها في الحقيقة، وهم يأخذون ما رزقناهم، ويجعلونه لأصنامهم.

ثم يقول الحق تبارك وتعالى: (تَٱللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ) (النحل: 56).

التاء هنا في (تَٱللَّهِ) للقسم أي: والله لَتُسْألُنَّ عما افتريتم من أمر الأصنام.

والافتراء: هو الكذب المتعمد.



سورة النحل الآيات من 056-060 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النحل الآيات من 056-060 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة النحل الآيات من 056-060   سورة النحل الآيات من 056-060 Emptyالثلاثاء 07 يناير 2020, 1:58 am

وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (٥٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ساعة أنْ تسمع كلمة (سُبْحَانَهُ) فاعلم أنها تنزيهٌ لله تعالى عَمّا لا يليق، فهي هنا تنزيهٌ لله سبحانه وتعالى عما سبق من نسبة البنات له.        تعالى الله عن ذلك عُلواً كبيراً.

أي: تنزيهاً لله عن أن يكونَ له بنات.

فهل يمكن أن يكون له أولاد ذكور؟

إنهم جعلوا لله البنات، وجعلوا لأنفسهم الذكور، وهذه قسمة قال عنها القرآن الكريم: (أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلأُنْثَىٰ * تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ) (النجم: 21-22).        أي: جائرة.

لم تجعلوها عادلة، يعني لي ولد ولكم ولد، ولي بنت ولكم بنت، إنما تجعلون لله مَا تكرهون وهي البنات لله، وتجعلون لكم ما تحبون.

لذلك كان في جَعْلهم لله البنات عيبان: الأول: أنهم نَسبُوا لله الولد ـ ولو كان ذكراً فهو افتراء باطل يتنزه الله عنه.

الثاني: أنهم اختاروا أخسَّ الأنواع في نظرهم.

ولا يستطيع أحد أن يقول: إن البنات أخسُّ الأنواع.

لماذا؟

لأن بالبنات يكون بقاء النوع؛ ولذلك قال العباس: لو سمع الله ما قال الناس في الناس لما كان الناس.

أي: لو استجاب الله لرغبة الناس في أنهم لا يريدون البنات فاستجاب ولم يُعْطهم.

ماذا سيحدث؟

سينقطع النسل، فهذا مطْلَب غبيّ، فالبنت هي التي تَلِد الولد، وبها بقاء النوع واستمرار النسل.

وقوله تعالى: (سُبْحَانَهُ) (النحل: 57).

أي: تنزيهاً له أن يكون له ولد، وتنزيهاً له سبحانه أن يكون له أخسَّ النوعين في نظرهم وعرفهم، وقد قال عنهم القرآن في الآية التالية: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ) (النحل: 58-59).

ولذلك فالحق -تبارك وتعالى- حينما يُحدِّثنا عن الإنجاب يقول: (لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً) (الشورى: 49-50).

أول ما بدأ الحق سبحانه بدأ بالإناث.

ثم أعطانا هذه الصور من الخَلْق: إناث، ذكور، ذكور وإناث، عقيم.

إذن: هِبَات الله تعالى لها أربعة أنواع، ومن هنا كان العُقْم أيضاً هبةً من الله لحكمة أرادها سبحانه.

لكن الناس لا تأخذ العُقْم على أنه هِبَة.

لكن تأخذه على أنه نِقْمة وغضب.

لماذا؟

لماذا تأخذه على أنه نِقْمة وبلاء؟

فربما وهبك الولد، وجاء عاقّاً، كالولد الذي جاء فتنة لأبويْه، يدعوهما إلى الكفر.

ولو أن صاحب العقم رضي بما قسمه الله له من هبة العقم واعتبره هبة ورضي به لرأى كل ولد في المجتمع ولده من غير تعب في حَمْله وولادته وتربيته.

فيرى جميع الأولاد من حوله أولاده ويعطف الله قلوبهم إليه كأنه والدهم.

وكأن الحق تبارك وتعالى يقول له: ما دُمْتَ رضيتَ بهبة الله لك في العقم لأجعلنَّ كل ولدٍ ولداً لك.

ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله: (وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ) (النحل: 57).

أي: من الذّكْران؛ لأن الولد عِزْوة لأبيه ينفعه في الحرب والقتال وينفعه في المكاثرة.. الخ، إنما البنت تكون عالةً عليه؛ ولذلك قال تعالى بعد هذا: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ...).



سورة النحل الآيات من 056-060 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النحل الآيات من 056-060 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة النحل الآيات من 056-060   سورة النحل الآيات من 056-060 Emptyالثلاثاء 07 يناير 2020, 1:58 am

وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

نعرف أن البشارة تكون بخير، فكان يجب عليهم أن يستقبلوها استقبالَ البشارة، ولكنهم استقبلوها استقبال الناقمين الكارهين لما بُشّروا به، فتجد وجه الواحد منهم.

(مُسْوَدّاً) (النحل: 58).

ومعنى اسوداد الوجه انقباضه من الغيظ؛ لذلك يقول تعالى: (وَهُوَ كَظِيمٌ) (النحل: 58).

الكظم هو كَتْم الشيء.

ولذلك يقول تعالى في آية أخرى: (وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ) (آل عمران: 134).

وهو مأخوذ من كَظْم القِرْبة حين تمتلىء بالماء، ثم يكظمها أي: يربطها، فتراها ممتلئة كأنها ستنفجر.

هكذا الغضبان تنتفخ عروقه، ويتوارد الدم في وجهه، ويحدث له احتقان، فهو مكظوم ممنوع أنْ ينفجر.

ثم يقول الحق سبحانه واصفاً حاله: (يَتَوَارَىٰ مِنَ...).



سورة النحل الآيات من 056-060 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النحل الآيات من 056-060 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة النحل الآيات من 056-060   سورة النحل الآيات من 056-060 Emptyالثلاثاء 07 يناير 2020, 1:59 am

يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٥٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (يَتَوَارَىٰ مِنَ ٱلْقَوْمِ) (النحل: 59).

أي: يتخفَّى منهم مخافَة أنْ يُقال: أنجب بنتاً.

(مِن سُوۤءِ مَا بُشِّرَ بِهِ) (النحل: 59).

نلاحظ إعادة البشارة في هذه الآية أيضاً، وكأنه سبحانه وتعالى يُحنِّن قلبه عليها، ويدعوه إلى الرِّفْق بها.

فهو متردد لا يدري ماذا يفعل؛ لذلك يقول تعالى: (أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي ٱلتُّرَابِ) (النحل: 59).

أي: ماذا يفعل فيما وُلِد له.

أيحتفظ به على هُونٍ -أي: هوان ومذلة- أم يدسُّه في التراب -أي: يدفنها فيه حية؟-، (أَلاَ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ) (النحل: 59).

أي: ساء ما يحكمون في الحالتين.

حالة الإمساك على هُون ومذلَّة، أو حالة دَسّها في التراب، فكلاهما إساءة.

وكان بعض هؤلاء إذا وُلدتْ له بنت كرهها، فإن أمسكها أمسكها على حال كونها ذليلةً عنده، مُحتقرة مُهَانة، وهي مسكينة لا ذنبَ لها.

ولذلك، فإن المرأة العربية التي عاصرتْ هذه الأحداث فطِنَتْ إلى ما لم نعرفه نحن إلا قريباً، حيث اكتشف العالم الحديث أن أمر إنجاب الولد أو البنت راجع إلى الرجل وليس إلى المرأة.

وكان أبو حمزة كثيراً ما يترك زوجته ويغضب منها، لأنها لا تلد إلا البنات.

فماذا قالت هذه المرأة العربية التي هجرها زوجها؟ قالت:
مَا لأبي حمزةَ لاَ يأتِينَاغ
َضْـبانَ ألاَّ نَلِدَ البَنِـينا
تَاللهِ مَا ذَلكَ فِـي أَيْدينا
فَنَحنُ كَالأَرْضِ لغارسينا
نُعطِي لَهُم مِثْل الذِي أُعْطِينَا

والحق سبحانه وتعالى حينما يريد توازناً في الكون يصنع هذا التوازن من خلال مقتضيات النفس البشرية، ومن مقتضياتها أن يكون للإنسان جاهٌ، وأن يكون له عِزّ، لكن الإنسان يخطىء في تكوين هذا الجاه والعِزّ، فيظن أنه قادر على صُنْع ما يريد بأسبابه وحدها.

إنما لو علم أن تكوين الجاه والعِزّ بشيء فوق أسبابه هو، بشيء مخلوق لله تعالى، بقدر مخلوق لله تعالى، لو علم هذه الحقيقة لجاء المسألة من بابها.

ذلك لأن العزة ليست بما تُنجِب.

العزة هنا لله وللرسول وللمؤمنين، اعتزّ هنا بُعصْبة الإيمان، اعتز بأنك في بيئة مؤمنة متكافلة، إذا أصابك فيها ضَيْم فزِع إليك الجميع.

ولا تعتزّ بالأنسال والأنجال، فقد يأتي الولد عاقّاً لا يُسعِف أبويْه في شدة، ولا يعينهما في حاجة؛ ذلك لأنك لجأتَ إلى عَصَبية الدم وعَصَبيَّة الدم قد تتخلّف، أما عَصبِيّة العقيدة وعَصَبية الإيمان والدين فلا.

ولنأخذ على ذلك مثالاً.

ما حدث بين الأنصار والمهاجرين من تكافل وتعاون فاق كُل ما يتصوره البشر، ولم يكُنْ بينهم سوى رابطة العقيدة وعصبية الإيمان.

ماذا حدث بين هؤلاء الأفذاذ؟

وجدنا أن العصبية الإيمانية جعلت الرجل يُضحِّي بأنفَس شيء يضِنُّ به على الغير.

نتصور في هذا الموقف أن يعود الأنصار بفضل ما عندهم من نعم على إخوانهم المهاجرين، فَمنْ كانت عنده ركوبة أو منزل مثلاً يقول لأخيه المهاجر: تفضل اركب هذه الركوبة، أو اجلس في هذا المنزل.

هذا كله أمر طبيعي.

أما نعيم المرأة، فقد طُبِع في النفس البشرية أن الإنسان لا يحب أن تتعدَّى نعمته فيها إلى غيره.

لكن انظر إلى الإيمان، ماذا صنع بالنفوس؟.

فقد كان الأنصاري يقول للمهاجر: انظر لزوجاتي، أيّهن أعجبتْك أُطلِّقها لتتزوجها أنت، وما حمله على ذلك ليس عصبية الدم أو عَصبيّة الجنس، بل عَصبيّة اليقين والإيمان.

ولذلك تنتفي جميع العصبيات في قصة نوح -عليه السلام- وولده الكافر، حينما ناداه نوح -عليه السلام-: (يٰبُنَيَّ ٱرْكَبَ مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ ٱلْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِيۤ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ قَالَ لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ) (هود: 42-43).

ويتمسّك نوح بولده، ويحرص كل الحرص على نجاته فيقول: (رَبِّ إِنَّ ٱبْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ ٱلْحَقُّ) (هود: 45).

فيأتي فَصْل الخطاب في هذه القضية: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْئَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّيۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلْجَاهِلِينَ) (هود: 46).

إذن: هذا الولد ليس من أهلك؛ لأن البُنُوة هنا بُنُوة العمل، لا بُنُوة الدم والنَّسَب.

صحيح أن الإنسان يحب العزة ويطلبها لنفسه، ولكن يجب أن تنظر كيف تكون العزة الحقيقية؟

وما أسبابها؟

خُذْ العزة بالله وبالرسول وبالبيئة الإيمانية، يصبح كل الأولاد أولادك؛ لأنهم معك في يقينك بالله وإيمانك به سبحانه.

أما أن تعتز بطريقتك أنت، فتطلب العزة في الولد الذكَر، فمَنْ يُدرِيك أن تجد فيه العزة والعِزوة والمكاثرة؟! ثم يقول الحق سبحانه: (لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ...).



سورة النحل الآيات من 056-060 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة النحل الآيات من 056-060 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة النحل الآيات من 056-060   سورة النحل الآيات من 056-060 Emptyالثلاثاء 07 يناير 2020, 2:00 am

لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قوله تعالى: (مَثَلُ ٱلسَّوْءِ) (النحل: 60).

صفة السوء أي: الصفات السيئة الخسيسة من الكفر والجحود والنكْران، ومن عَمى البصيرة، وغيرها من صفات السوء.

لماذا كان للذين لا يؤمنون بالآخرة مثَلُ السوء؟

لأن المعادلة التي أَجْرَوْها معادلة خاطئة؛ لأن الذي لا يؤمن بالآخرة قصّر عمره.

فعُمْر الدنيا بالنسبة له قصير، وقد قلنا: إياك أن تقيسَ الدنيا بعمرها.

ولكن قِسْ الدنيا بعمرك أنت، فعمر الدنيا مدة بقائِكَ أنت فيها.

إنما هي باقية من بعدك لغيرك، وليس لك أنت فيها نصيب بعد انقضاء عمرك.

إذن: عمر الدنيا عمرك أنت فيها.

عمرك: شهر، سنة، عشر سنوات، مائة.

هذا هو عمر الدنيا الحقيقي بالنسبة لك أنت.

ومع ذلك، فعمر الدنيا مهما طال مُنْتَهٍ إلى زوال، فَمنْ لا يؤمن بالله ولا يؤمن بالآخرة قد اختار الخاسرة؛ لأنه لا يضمن أن يعيش في الدنيا حتى متوسط الأعمار.

وهَبْ أنك عِشْتَ في الدنيا إلى متوسط الأعمار، بل إلى أرذل العمر.

وهَبْ أنك استمتعتَ في دنياك بكل أنواع المعاصي، ماذا ستكون النهاية؟

أنْ تفوتَ هذا كله إلى الموت.

قارن -إذن- حال هذا بمَنْ آمن بالله وآمن بالآخرة.

نقول لمَنْ لا يؤمن بالآخرة: دنياك مظنونة، يمكن أن تعيش فيها، أو يعاجلك الموت.

حتى مَنْ عاش إلى متوسط الأعمار، فالنهاية إلى زوال.

وما نِلْتَ من مُتَع في دنياك أخذتها على قَدْر إمكاناتك أنت.

إذن: أنت أخذت صفقة محدودة غير مُتيقّنة، وتركتَ صفقة غير محدودة ومُتيقّنة.

أليستْ هذه الصفقة خاسرة؟

أما مَنْ آمن بالآخرة فقد ربحتَ صفقته، حيث اختار حياة ممتدة يجد المتعة فيها على قَدْر إمكانات المنعِم سبحانه وتعالى إذن: (مَثَلُ ٱلسَّوْءِ) (النحل: 60).

أي: الصفة شديدة السوء، ذلك لأنهم خاسرون لا محالة.

وقوله تعالى: (وَلِلَّهِ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ) (النحل: 60).

لله الصفة العليا، وكأن الآية تقول لك: اترك صفة السوء، وخُذ الصفة الأعلى التي تجد المتعة فيها على قَدْر إمكانات الحق سبحانه وتعالى ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله: (وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (النحل: 60).

العزيز أي: الذي لا يُغلَب على أمره، فإذا قيل: قد يوجد مَنْ لا يُغلب على أمره.

نعم؛ لكنه سبحانه عزيز حكيم يستعمل القهر والغلبة بحكمة.

ثم يقول الحق تبارك وتعالى: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ...).



سورة النحل الآيات من 056-060 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة النحل الآيات من 056-060
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة النحل الآيات من 116-120
» سورة النحل الآيات من 041-045
» سورة النحل الآيات من 121-125
» سورة النحل الآيات من 021-025
» سورة النحل الآيات من 046-050

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: النَّحل-
انتقل الى: