منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة إبراهيم الآيات من 36-40

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: سورة إبراهيم الآيات من 36-40   سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Emptyالأربعاء 18 ديسمبر 2019, 4:58 pm

رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونعلم أن الأصنام بذاتها لا تُضِل أحداً؛ ذلك أنها لا تتكلم ولا تتحدث إلى أحد؛ ولكن القائمين عليها بدعْوى أن لتلك الأصنام ألوهية؛ ولا تكليفَ يصدر منها، هم الذين يضلِون الناس ويتركونهم كما يقول المثل العامي "على حَلِّ شعورهم”.

ويرحب بهذا الضلال كل مَنْ يكره أن يتبع تعاليم الخالق الواحد الأحد.

ويتابع سبحانه ما جاء على لسان إبراهيم -عليه السلام- من بعد الدعاء: (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (إبراهيم: 36).

وهذه تعقيباتٌ في مسألة الغُفران والرحمة بعد العصيان؛ فمرّة يعقُبها الحق سبحانه: (ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (المائدة: 118).

ومرّة يعقبها: (ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) (الزمر: 53).

ذلك أن الجرائم تختلف درجاتها، فهناك جريمة الخيانة العُظْمى أو جريمة القِمّة؛ مثل مَنْ يدّعي أنه إلهٌ؛ أو مَنْ يقول عنه أتباعه أنه إله دون أنْ يقولَ لهم هو ذلك.

وقد قال عيسى -عليه السلام- بسؤال الحق له: (أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ) (المائدة: 116).

فيأتي قَوْل عيسى -عليه السلام-: (إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ ٱلْغُيُوبِ) (المائدة: 116).

ويتابع عيسى -عليه السلام- القَوْل: (إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (المائدة: 118).

وهكذا تأتي العزّة والمغفرة بعد ذِكْر العذاب؛ فهناك مواقف تُناسِبها العِزّة والحكمة؛ ومواقف تناسبها المغفرة والرحمة، ولا أحدَ بقادرٍ على أنْ يردّ لله أَمْرَ مغفرةٍ أو رحمةٍ؛ لأنه عزيزٌ وحكيمٌ.

وقوله الحق: (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ..) (إبراهيم: 36).

يعكس صفات مناسبة للمُقدِّمات الصدرية في الآية، وتؤكد لنا أن القرآن من حكيم خبير، وأن الله هو الذي أوحى إلى عبده القرآن: (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ) (الأعلى: 6).

فما الذي يجعله يقول في الآية: (ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ) (الزمر: 53).

وفي آية أخرى: (ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ) (المائدة: 118).

مع أن السياق المعنويّ قد يُوحي من الظاهر بعكس ذلك؟ وما الذي يجعله سبحانه يقول في آية بعد أن يُذكّرنا أن نِعَم الله لا تُعَدّ ولا تُحْصَى: (إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) (إبراهيم: 34).

ويقول في آية أخرى بعد أنْ يُذكِّرنا بِنعَمِ الله بنفس اللفظ: (إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) (النحل: 18).

وكذلك قوله: (كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ) (عبس: 11-12).

ثم قوله في آية أخرى: (إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً) (الإنسان: 29).

كل ذلك يعطينا حكمة التنزيل، فإن كل آية لها حكمة، وتنزيلها يحمل أسرار المراد.

وكُلُّ ذلك يأتي تصديقاً لقوله الحق: (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ) (الأعلى: 6).

لأن الحق -سبحانه وتعالى- شاء أنْ يُنزِل القرآن على رسوله، ويضمن أنه سيحفظه؛ ولن ينسى موقع أن مكان آيةٍ من الآيات أبداً، ذلك أن الذي قال: (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ) (الأعلى: 6) هو الحق الخالق القادر.

ويقول الحق سبحانه من بعد ذلك ما قاله إبراهيم -عليه السلام-: (رَّبَّنَآ إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي...).



سورة إبراهيم الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة إبراهيم الآيات من 36-40   سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Emptyالأربعاء 18 ديسمبر 2019, 5:01 pm

رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (٣٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونفهم من التعبير في هذه الآية أن المكانَ لا يصلح للزرع؛ ذلك أنه أرض صَخْرية؛ وليست أرضاً يمكن استصلاحها؛ وقَوْل إبراهيم -عليه السلام-: (غَيْرِ ذِي زَرْعٍ..) (إبراهيم: 37).

أي: لا أملَ في زراعتها بمجهود إنساني، وليس أمام تواجد الرزق في هذا المكان إلا العطاء الرباني.

ولم يكُنْ اختيار المكان نتيجة بَحْثٍ من إبراهيم -عليه السلام-؛ ولكن بتكليف إلهيّ، فسبحانه هو الذي أمر بإقامة القواعد من البيت المُحَرَّمِ، وهو مكان من اختيار الله، وليس من اختيار إبراهيم -عليه السلام- وحين يقول إبراهيم -عليه السلام-: (عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ..) (إبراهيم: 37).

فهذا يعني حيثية الرِّضا بالتكليف، وما دام هذا أمراً تكليفياً يجب أنْ يُنفّذ بعشق؛ فهو يأخذ ثوابين اثنين؛ ثواب حُبّ التكليف؛ وثواب القيام بالتكليف.

ولنا المثل في حكاية الرجل الذي قابله الأصمعي عند البيت الحرام، وكان يقول: "اللهم، إنِّي قد عصيتُك، ولكني أحب مَنْ يطيعك، فاجعلها قُرْبة لي”.

فقال الأصمعي ما يعني أن الله لابُدَّ أن يغفر لهذا الرجل لِحُسْن مسألته، ذلك أنه رجل قد فرح بحب التكليف ولو لم يَقُمْ به هو؛ بل يقوم به غيره وهذا يُسعده.

فالتكليف عندما يقوم به أيُّ إنسان؛ فذلك أمر في صالح كل البشر، وكلنا نقول حين نُصلي ونقرأ الفاتحة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (الفاتحة: 5).

أي: أن كُلاً مِنّا يحشر نفسه في زمرة العابدين؛ لعل الله يتقبّل من واحد فندخل كلنا في الصفقة؛ ولذلك أقول لِمَنْ يرتكب معصية: عليك ألاّ تغضب، لأن هناك مَنْ يطيع الله؛ بل افرح به؛ لأن فرحَك بالمطيع لله؛ دليلٌ على أنك تحبُّ التكليف، رغم أنك لا تقدر على نفسك، وفي هذا الحُبِّ كرامة لك.

وقد قال إبراهيم -عليه السلام- عن الوادي الذي أمره الحق سبحانه أن يقيم فيه القواعد للبيت الحرام أنه وادٍ غير ذي زَرْع، وقد جاء هو إلى هذا المكان لِيُنفّذ تكليف الحق سبحانه له؛ لدرجة أن زوجته هاجر عندما علمت أن الاستقرار في هذا المكان هو بتكليف من الله قالت: "إذنْ لن يضيعنا”.

ويُقدِّم إبراهيم -عليه السلام- حيثيات الإقامة في هذا المكان، وأسباب إقامته للقواعد كما أراد الله، فيقول: (فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِيۤ إِلَيْهِمْ..) (إبراهيم: 37).

أي: أن مجيء الناس إلى هذا المكان لن يكون شهوةَ سياحة؛ ولكن إقامة عبادة؛ فما دام المكان قد أُقيم فيه بيت لله باختيار الله؛ فلابُدَّ أن يُعبدَ فيه سبحانه وهكذا تتضح تماماً حيثيات أَخْذ الأمر بالوجود في مكان ليس فيه من أسباب الحياة ولا مُقوِّماتها شيء؛ ولكن الحق سبحانه قد أمر بذلك؛ فلابُدَّ للمقيم للصلاة من إقامة حياة؛ والمُقوِّم الأول للحياة هو المَأْكل والمَشْرب.

ولذلك دعا إبراهيم -عليه السلام-: (فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِيۤ إِلَيْهِمْ..) (إبراهيم: 37).

والأفئدة جمع "فؤاد"، وتُطلَق على الطائفة؛ وعلاقة الفؤاد بالحجيج علاقةٌ قوية؛ لأن الهوى في الحجيج هوى قلوب؛ لا جيوب.

وأنت تجد الإنسان يجمع النقود الخاصة بالحج، وقد يحرم نفسه من أشياء كثيرة من أجل أن يحظَى بأداء تلك الفريضة.

 وكلمة "هوى" مُكوّنة من مادة "الهاء" و "الواو" و "الياء" ولها معَانٍ متعددة، فلك أنْ تقول "هَوَى" أو تقول "هَوِى"، فإنْ قلت: "هَوَى يهوي" من السقوط من مكان عالٍ؛ دون إرادة منه في السقوط؛ وكأنه مقهورٌ عليه، وإنْ قُلْت: "هَوِى يهوىَ" فهذا يعني أحبّ، وهو نتيجة لِميْل القلوب، لا مَيْل القوالب.

وهنا يقول الحق سبحانه: (فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِيۤ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مِّنَ ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) (إبراهيم: 37).

فهم في مكان لا يمكن زراعته.

وقد تقبَّل الحق سبحانه دعاءَ إبراهيم -عليه السلام-؛ ووجدنا التطبيق العملي في قوله الحق: (أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا) (القصص: 57).

وذلك قبل أن يوجد بترول أو غير ذلك من الثروات.

وكلمة "يُجْبى" تدل على أن الأمرَ في هذا الرزق القادم من الله كأنه جِبَاية؛ وأمْر مفروض، فتكون في الطائف مثلاً وفيها من الرمان والعنب وتحاول أنْ تشتريه؛ فتجد مَنْ يقول لك: إن هذا يخصُّ مكة المكرمة؛ إنْ أردتَ منه فاذهب إلى هناك.

وتجد في كلمة: (ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ) (القصص: 57).

ما يثير العجب والدهشة؛ فأنت في مكة تجد بالفعل ثمرات كل شيء من زراعة أو صناعة؛ ففيها ثمرات الفصول الأربعة قادمة من كل البلاد؛ نتيجة أن كل البيئات تُصدِّر بعضاً من إنتاجها إلى مكة.

وفي عصرنا الحالي نجد ثمرات النموِّ الحضاري والعقول المُفكِّرة وهي معروضة في سوق مكة أو جدة؛ بل تجد ثمرات التخطيط والإمكانات وقد تمَّتْ ترجمتُها إلى واقع ملموس في كل أَوْجُه الحياة هناك.

وقديماً عندما كُنّا نؤدي فريضة الحج؛ كُنّا نأخذ معنا إبرة الخيط؛ ومِلْح الطعام؛ ومن بعد أن توحَّدتْ غالبية أرض الجزيرة تحت حكم آل سعود واكتشاف البترول؛ صِرْنا نذهب إلى هناك، ونأتي بكماليات الحياة.

ولنلحظ قَوْل الحق سبحانه: (فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِيۤ إِلَيْهِمْ..) (إبراهيم: 37).

فكلمة "من" تُوضِّح أن مَنْ تهوي قلوبهم إلى المكان هم قطعةٌ من أفئدة الناس، وقال بعَضٌ من العارفين بالله: لو أن النصَّ قد جاء "فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم" لوجدنا أبناء الديانات الأخرى قد دخلت أيضاً في الحجيج، ومن رحمة الله سبحانه أن جاء النص: (فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِيۤ إِلَيْهِمْ..) (إبراهيم: 37).

فاقتصر الحجيج على المسلمين.

ويقول سبحانه من بعد ذلك مُستْكمِلاً ما جاء على لسان إبراهيم -عليه السلام-: (رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي...).



سورة إبراهيم الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة إبراهيم الآيات من 36-40   سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Emptyالأربعاء 18 ديسمبر 2019, 5:02 pm

رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (٣٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وبعد أن اطمأن إبراهيم -عليه السلام- أن لهذا البلد أمناً عاماً وأمناً خاصاً، واطمأن على مُقوِّمات الحياة؛ وأن كل شيء من عند الله، بعد كل ذلك عاودته المسألة التي كانت تشغله، وهي مسألة تَرْكه لهاجر وإسماعيل في هذا المكان.

وبعض المُفسِّرين قالوا: إن الضمير بالجمع في قوله تعالى: (تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ..) (إبراهيم: 38).

مقصود به ما يُكِنّه من الحُبِّ لهاجر وإسماعيل، وما يُعلِنه من الجفاء الذي يُظهِره لهما أمام سارة، وكأن المعاني النفسية عاودتْه لحظةَ أنْ بدأ في سلام الوداع لهاجر وابنه إسماعيل.

ونقول: لقد كانت هاجر هي الأخرى تعيش موقفاً صَعْباً؛ ذلك أنها قد وُجِدت في مكان ليس فيه زَرْع ولا ماء، وكأنها كتمتْ نوازعها البشرية طوال تلك الفترة وصبرتْ.

ولحظة أنْ جاء إبراهيم لِيُودّعها؛ قالت له: أين تتركنا؟ وهل تتركنا مِنْ رأيك أم من أمر ربَك؟ فقال لها إبراهيم -عليه السلام-: بل هو من أَمر الله.

فقالت: إذن لن يضيعنا.

وتأكدت هاجر من أن ما قالتْه قد تحقَّق؛ ولن يُضيّعهما الله، وحين يعطش وحيدها تجري بين الصفا والمروة بَحْثاً عن مياه؛ ولكنها ترى تفجُّر الماء تحت قَدَمَيْ ابنها في المكان الذي تركته فيه؛ ويبدأ بئر زمزم في عطاء البشر منذ ذلك التاريخ مياهه التي لا تنضب.

وهكذا يتحقق قول إبراهيم -عليه السلام- في أن الله يعلم ما نُسِرّ وما نُعلِن؛ ذلك أن كل مُعْلَن لا يكون إلا بعد أن كان مَخْفياً، وعلى الرغم منَ أن الله غَيْبٌ إلا أن صِلَته لا تقتصر على الغيب؛ بل تشمل العالم الظاهر والباطن؛ وكل مظروف في السماء أو الأرض معلومٌ لله؛ لأن ما تعتبره أنت غيباً في ذهنك هو معلوم لله من قبل أن يتحركَ ذهنك إليه.

ولذلك يقول سبحانه في موقع آخر: (وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى) (طه: 7).

فإذا كان السِّر هو ما أسررْت به لغيرك؛ وخرج منك لأنك استأمنتَ الغير على ألاّ يقوله، أو كان السر ما أخفيتَه أنت في نفسك؛ فالله هو العَالِم به في الحالتين.

ويقول القرآن: (وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً) (التحريم: 3).

أي: أن السِّرَّ كان عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وانتقل إلى بعضٍ من أزواجه.

والأَخْفى هو ما قبل أنْ تبوحَ بالسرِّ؛ وكتمته ولم تَبُحْ به.

وسبحانه يعلم هذا السر وما تخفيه.

أي: السر الذي لم تَقًُلْه لأحد، بل ويعلمه قبل أنْ يكونَ سرِاً.

ويقول سبحانه ما قاله إبراهيم -عليه السلام- ضراعةَ وحَمْداً له سبحانه: (ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي...).



سورة إبراهيم الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة إبراهيم الآيات من 36-40   سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Emptyالأربعاء 18 ديسمبر 2019, 5:03 pm

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والوَهْب هو عطاء من مُعْطٍ بلا مقابل منك.

وكل الذرية هِبَة، لو لم تكُنْ هبة لكانت رتيبة بين الزوجين؛ وأينما يوجد زوجان توجد.

ولذلك قال الله: (يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) (الشورى: 49-50).

والدليل على أن الذرية هِبَة هو ما شاءه سبحانه مع زكريا -عليه السلام-؛ وقد طلب من الله سبحانه أن يرزقه بغلام يرثه، على الرغم من أنه قد بلغَ من الكِبَر عِتياً وزوجه عاقر؛ وقد تعجَّب زكريا من ذلك؛ لأنه أنجب بقوة، وفي هذا المعنى يقول الحق سبحانه: (كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) (مريم: 9).

وهذا يعني ألاَّ يدخل زكريا في الأسباب والمُسبِّبات والقوانين.

وقد سمَّى الحق سبحانه الذرية هِبةً؛ لذلك يجب أن نشكرَ الله على هِبَته؛ فلا تُرد هِبَته، إنْ وهبَ لك إناثاً فعلى العين والرأس؛ لأن الذي يقبل هبة الله في إنجاب الإناث برضاً يرزقه الله بشباب يتزوجون البنات؛ ويصبحون أطوعَ له من أبنائه، رغم أنه لم يَشْقَ في تربيتهم.

وكل منّا يرى ذلك في مُحِِيطه، فمَنْ أنجب الأولاد الذكور يظل يرقب: هل يتزوج ابنه بمَنْ تخطفه وتجعله أطوعَ لغيره منه.

وإنْ وهب لك الذكور فعلى العين والرأس أيضاً، وعليك أنْ تطلبَ من الله أن يكون ابنك من الذرية الصالحة، وإنْ وهبكَ ذُكْرانا وإناثاً فلكَ أن تشكره، وتطلب من الله أن يُعينك على تربيتهم.

وعلى مَنْ جعله الحق سبحانه عقيماً أن يشكرَ ربه؛ لأن العُقْم أيضاً هبةٌ منه سبحانه؛ فقد رأينا الابن الذي يقتل أباه وأمه، ورأينا البنت التي تجحد أباها وأمها.

وإنْ قَبِل العاقر هبةَ الله في ذلك؛ وأعلن لنفسه ولمَنْ حوله هذا القبول؛ فالحق -سبحانه وتعالى- يجعل نظرة الناس كلهم له نظرة أبناء لأب، ويجعل كل مَنْ يراه من شباب يقول له: "أتريد شيئاً يا عم فلان؟" ويخدمه الجميع بمحبة صافية.

وإبراهيم -عليه السلام- قد قال للحق سبحانه: (ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلْكِبَرِ..) (إبراهيم: 39).

والشكر على الهبة -كما عرفنا- يُشكِّل عطاءَ الذرية في الشباب، أو في الشيخوخة.

وأهل التفسير يقولون في: (عَلَى ٱلْكِبَرِ..) (إبراهيم: 39).

أنه يشكر الحق سبحانه على وَهْبه إسماعيل وإسحاق مع أنه كبير.

ولماذا يستعمل الحق سبحانه (على) وهي من ثلاثة حروف؛ بدلاً من "مع" ولم يَقُل "الحمد لله الذي وهب لي مع الكِبَر إسماعيل وإسحاق”.

وأقول: إن (على) تفيد الاستعلاء، فالكِبَر ضَعْف، ولكن إرادة الله أقوى من الضعف؛ ولو قال "مع الكبر" فالمعيّة هنا لا تقتضي قوة.

أما قوله: (وَهَبَ لِي عَلَى ٱلْكِبَرِ..) (إبراهيم: 39).

فيجعل قدرة الله في العطاء فوق الشيخوخة.

وحين يقول إبراهيم -عليه السلام- ذلك؛ فهو يشكر الله على استجابته لما قاله من قبل: (إِنَّيۤ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) (إبراهيم: 37).

أي: أنه دعا أن تكونَ له ذرية.

ويُذيِّل الحق سبحانه الآية بقول إبراهيم: (إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ) (إبراهيم: 39).

ويقول سبحانه من بعد ذلك: (رَبِّ ٱجْعَلْنِي...).



سورة إبراهيم الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة إبراهيم الآيات من 36-40   سورة إبراهيم الآيات من 36-40 Emptyالأربعاء 18 ديسمبر 2019, 5:04 pm

رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (٤٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكأن إبراهيم -عليه السلام- حين دعا بأمر إقامة الصلاة فهذه قضية تَخُصُّ منهج الله، وهو يسأل اللهَ أنْ يقبلَ، ذلك أن الطلبات الأخرى قد طلبها ببشريَّته؛ وقد يكون ما طلبه شرّاً أو خيراً؛ ولكن الطلب بأن يجعله مُقيماً للصلاة هو وذريته هو طَلَبٌ بالخير.

ويتتابع الدُّعاء في قول الحق سبحانه على لسان إبراهيم -عليه السلام-: (رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ...).



سورة إبراهيم الآيات من 36-40 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة إبراهيم الآيات من 36-40
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة إبراهيم الآيات من 31-35
» سورة إبراهيم الآيات من 26-30
» سورة إبراهيم الآيات من 01-05
» سورة إبراهيم الآيات من 06-10
» سورة إبراهيم الآيات من 11-15

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: إبراهيم-
انتقل الى: