منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة هود الآيات من 096-100

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة هود الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: سورة هود الآيات من 096-100   سورة هود الآيات من 096-100 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:42 am

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٩٦)

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)


ونحن نعلم أن الآيات إذا وردت في القرآن إنما تنصرف إلى ثلاثة أشياء: آيات كونية تعاصر كل الناس ويراها كل واحد، مثل آيات الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والأرض الخاشعة إذا ما نزل عليها الماء اهتزت وربت، وكلها آيات كونية تلفت العقل إلى النظر في أن وراء هذا الكون الدقيق تكويناً هندسياً أقامه إله قادر.


وهناك آيات تأتي لبيان صدق الرسول في البلاغ عن الله، وهي المعجزات مثل: ناقة ثمود المبصرة، وشفاء عيسى عليه السلام للأكمه والأبرص بإذن الله.


ثم آيات الأحكام التي تبيِّن مطلوبات المنهج بـ "افعل" و"لا تفعل".


وهنا قال الحق -سبحانه-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) (هود: 96).


فهناك آيات تدل على صدقه، وفوق ذلك سلطان ظاهر، إما أن يكون سلطاناً يقهر الغالب، أو سلطان حجة تقنع العقل.


وسلطان القوة قد يقهر الغالب، لكنه لا يقهر القلب، والله -سبحانه- يريد قلوباً، لا قوالب؛ لذلك قال -سبحانه- لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء: 3-4).


إذن: فالحق -سبحانه- يطلب القلوب لا القوالب، قلوب تأتي إلى  طواعية بدون إكراه.


لذلك فالسلطان الأهم هو سلطان الحجة؛ لأنه يقنع الإنسان أن يفعل.


ولم يكن لموسى عليه السلام سلطانٌ من القوة ليظهر، بل كان له سلطان الحجة، وهو قول الحق -سبحانه-: (وَقَالَ مُوسَىٰ يٰفِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَّ أَقُولَ عَلَى ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ) (الأعراف: 104-105).


فيرد عليه فرعون: (قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ * فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ) (الأعراف: 106-108).


وبياض اليد مسألة ذاتية في موسى عليه السلام، وطارئة أيضاً، فلم تكن مرضاً كالبهاق مثلاً، بدليل الاحتياط في قوله تعالى: (وَٱضْمُمْ يَدَكَ إِلَىٰ جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ) (طه: 22).


أما العصا فهي الحجة التي دفعت فرعون إلى أن يأتي بالسحرة، ليغلبهم موسى أمام فرعون والملأ، فيتبع السحرة موسى ويؤمنوا برب موسى وهارون.


ونحن نعلم أن الحق -سبحانه- قد أرسل موسى عليه السلام بتسع آيات هي: العصا التي تصير ثعباناً يلقف ما صنع السحرة، واليد البيضاء من غير سوء، ثم أخذ آل فرعون بالسنين، ونقص في الأنفس والثمرات، لأن الجدب يمنع الزرع، ونقص الأموال يحقق المجاعة، وكذلك أرسل الحق -سبحانه- على قوم فرعون الطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع، هذه هي الآيات التسع التي أرسلها الحق -سبحانه- على آل فرعون، بسبب عدم إيمانهم برسالة موسى عليه السلام وهناك آيات آخرى أرسلها الحق -سبحانه- لقوم موسى بواسطة موسى عليه السلام؛ هي نتق الجبل، وضرب البحر بالعصا، ثم ضرب الحجر بالعصا لتتفجر اثنتا عشرة عيناً، وكذلك نزول التوراة في ألواح.


إذن: فالكلام في الآيات التسع المقصود بها الآيات التي أرسل بها موسى إلى فرعون، أما هذه الآيات فقد كانت بعد الخروج من مصر أو مصاحبة له كضرب البحر بالعصا.


والدليل على أن قصة موسى مع فرعون خاصة، أن موسى كانت له رسالتان: الرسالة الأولى مع فرعون، والرسالة الثانية مع بني إسرائيل.


ولذلك نلحظ أن الحق -سبحانه وتعالى- يخبرنا في آخر السورة بالخلاف بين موسى عليه السلام وبني إسرائيل: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ ٱلْكِتَابَ فَٱخْتُلِفَ فِيهِ) (هود: 110).


إذن: فقصته مع بني إسرائيل تأتي بعد إيتائه الكتاب، أي: التوراة.


وهنا يتكلم الحق -سبحانه- عن آيات موسى عليه السلام مع فرعون فيقول: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) (هود: 96).


أي: سلطان محيط لا يدع للخصم مكاناً أو فكاكاً.


ثم يقول الحق -سبحانه-: (إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ...).



سورة هود الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة هود الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 096-100   سورة هود الآيات من 096-100 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:43 am

إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ (٩٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والملأ: هم القوم الذين يملأون العيون، ويتصدرون المجالس.

ويقال: "فلان ملء العين" أي: لا تقتحمه العيون؛ لأنه واضح ظاهر.

فالملأ -إذن- هم أشراف القوم، وهم -عادة- الذين يزينون للطاغية الاستخفاف بالرعية.

والحق -سبحانه- يقول: (فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ) (الزخرف: 54).

وحين يتكلم الحق -سبحانه- عن فرعون والملأ والقوم، نجده يبيِّن ويفصل بين الملأ من جهة، وفرعون من جهة أخرى، وكذلك يفصل بين الفرعون والملأ من جهة، والقوم من جهة أخرى.

فلكل طرف من تلك الأطراف الثلاثة أسلوب يعامله الحق -سبحانه- به.

وهنا يبيِّن لنا الله -سبحانه- أن الملأ قد اتبعوا أمر فرعون، هذا الأمر الذي يصفه الحق -سبحانه- بقوله: (وَمَآ أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) (هود: 97).

والرشد يقابله الغيُّ، وهذا القول يدلنا على أن الملأ من قوم فرعون لم يتدارسوا أمر فرعون بتأنٍّ، ولم تستقبله عقولهم بالبحث، وهم لو فعلوا ذلك لما اتبعوا أمر فرعون.

ويبيِّن الحق -سبحانه- لنا عدم رشد أمر فرعون، فهو يذكر لنا ما يحدث له يوم القيامة هو وقومه، فيقول تعالى: (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ...).



سورة هود الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة هود الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 096-100   سورة هود الآيات من 096-100 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:44 am

يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (٩٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكلمة "يقدم" هي من مادة "القاف" و"الدال" و"الميم".

وعند استخدام هذه المادة في التعبير قولاً أو كتابة، فهي تدل على الإقبال بالمواجهة؛ فيقال: "قدم فلان" دليل إقباله عليك مواجهة.

وإذا قيل: "أقبل فلان" فهذا يعني الإقبال بشيءٍ من العزم.

و"قدم القوم يقدمهم" أي: أنهم يتقدمون في اتجاه واحد، ومن يقودهم يتقدمهم.

ويُفهم من هذا أن فرعون اتبعه الملأ، والقوم اتبعوا الملأ وفرعون، وما داموا قد اتَّبعوه في الأولى؛ فلابد أن يتبعوه في الآخرة.

ويأتي القرآن بآيات ويُبيِّنها، مثل قول الحق -سبحانه-: (فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً * ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً * ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً) (مريم: 68-70).

فالحق -سبحانه- ينزع من كل جماعة الأشد فتوة وسطوة، ويلقيه في النار، لأنه أعلم بمن يجب أن يَصْلَى السعير.

ويقول الحق -سبحانه-: (وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّنَذَرُ ٱلظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً) (مريم: 71ـ72).

ولم يقل الحق -سبحانه-: "وإنْ منهم إلاّ واردُها".

وإنما قال: (وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا) (مريم: 71).

وبذلك عمَّم الخطاب للكل، أو أنه يستحضر الكفار ويترك المؤمنين بمعزل.

وهنا يقول الحق -سبحانه- عن قوم فرعون: (فَأَوْرَدَهُمُ ٱلنَّارَ وَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ ٱلْمَوْرُودُ) (هود: 98).

وحين تكلم كتاب الله الكريم عن "الورود"، وهو الكتاب الذي نزل بلسان عربي مبين، نجد أن الورود يأتي بمعنى الذهاب إلى الماء دون شرب من الماء، قلت: "وردَ يردُ وروداً"، وإن أردت التعبير عن شرب الماء مع الورود، فقل: "وردَ يردُ وِرْداً" بدليل أن الحق -سبحانه- يقول هنا: (وَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ ٱلْمَوْرُودُ) (هود: 98).

أي: أنهم يشعرون بالبؤس لحظة أن يروا ماء جهنم ويشربون منه.

إذن: فكلمة "الوِرْد" تطلق على عملية الشرب من الماء، وقد تطلق على ذات الواردين مثل قوله: (وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً) (مريم: 86).

وقد قال الشاعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى في معلقته:
فَلمَّا وَرَدْنَ الماءَ زُرقاً جِمَامُهُ وَضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ الُمَتَخيّمِ

والشاعر هنا يصف الرَّكْب ساعة يرى المياه الزرقاء الخالية من أي شيء يعكرها أو يُكدِّرها، فوضع القوم عصا الترحال.

وكان الغالب قديماً أن يحمل كل من يسير عصاً في يده، مثل موسى عليه السلام حين قال: (هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ) (طه: 18).

ويقول الشاعر:
فألقتْ عصَاها واستقرَّ بها النَّوَى كمَا قَرَّ عيناً بالإياب المُسَافرُ

فساعة رأى الركب المياه زرقاء، فهذا يعني أنها مياه غير مكدَّرة.

ونحن نعلم أن المياه لا لون لها، ولكنها توصف بالزُّرْقة إن كانت خالية من الشوائب، شديدة الصفاء، فتنعكس عليها صورة السماء الزرقاء.

والشاعر يصف قومه ساعة أن وصلوا إلى الماء الصافي وتوقفوا وأقاموا في المكان.

وهكذا نجد أن الورود يعني الذهاب إلى الماء دون الشرب منه.

والورد للماء يُفرح النفس أولاً، ثم يورده ويرويه ما يشربه منها، ومن يرد الماء لا شك أنه يعاني من ظمأ يريد أن يرويه، وحرارة كبد يريد أن يبردها.

وهنا يقول الحق -سبحانه-: (وَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ ٱلْمَوْرُودُ) (هود: 98).

وفي هذا تهكم شديد، لأنهم - قوم فرعون - ساعة يرون الماء يشعرون بقرب ري الظمأ وإبراد الحرارة، ولكنهم يشربون من ماء جهنم، فبئس ما يشربون، فهو يُطمعهم أولاً، ثم يؤيسهم بعد ذلك.

كما في قوله -سبحانه-: (وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ) (الكهف: 29).

فهم ساعة يسمعون كلمة "يغاثوا" يفهمون أن هناك فرجاً قادماً لهم، فإذا ما علموا أنه ماء كالمهل يشوي الوجوه، عانوا من مرارة التهكم.

ولله المثل الأعلى: فأنت قد تجد من يدعوك لأطايب الطعام، وبعد ذلك تغسل يديك، فيلح عليك من دعاك إلى تناول الحلوى، فتستشرف نفسك إلى تناول الحلوى، بينما يكون من دعاك قد أوصى الطباخ أن يخلط الحلوى بنبات "الشطة" فيلتهب جوفك؛ أليس في هذا تهكم شديد؟

والحق -سبحانه- يبيِّن لهم أن الورد إنما جاء لترطيب الكبد، لكن أكبادكم ستشتعل بما تشربونه من هذا الماء، وكذلك الطعام الذي يأكله أهل النار.

والحق -سبحانه- يقول: (وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ) (الحاقة: 36).

وهكذا تصير النكبة نكبتين.

وبعض الناس قد فهم قول الحق -سبحانه-: (وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا) (مريم: 71).

بمعنى أنهم جميعاً سوف يَرِدون جهنم.

ولكن الحق -سبحانه- يقول أيضاً: (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِٱلَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيّاً) (مريم: 70).

إذن: فالحق -سبحانه- يعطي لكل الناس صورة للنار، فإذا رأى المؤمنون النار وتسعُّرها، ولم يدخلوها، عرفوا كيف نجَّتهم كلمة الإيمان منها فيحمدون الله -سبحانه وتعالى- على النجاة.

ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك: (وَأُتْبِعُواْ فِي هَـٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ...).



سورة هود الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة هود الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 096-100   سورة هود الآيات من 096-100 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:45 am

وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (٩٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: أن اللعنة قد بقيت لهم، وما زلنا نحن المسلمين نلعنهم إلى الآن، ثم يصيرون إلى اللعنة الكبرى، وهي لعنة يوم القيامة: (بِئْسَ ٱلرِّفْدُ ٱلْمَرْفُودُ) (هود: 99) والرفد: هو العطاء، فهل تعد اللعنة في الآخرة عطاءً؟

إن هذا تهكم منهم أيضاً، مثلها مثل قول الحق -سبحانه-: (وَبِئْسَ ٱلْوِرْدُ ٱلْمَوْرُودُ) (هود: 98).

ثم يقول الحق -سبحانه-: (ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْقُرَىٰ...).



سورة هود الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة هود الآيات من 096-100 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 096-100   سورة هود الآيات من 096-100 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:46 am

ذَٰلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (١٠٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وقد أهلك الحق -سبحانه- تلك القرى بالعذاب؛ لأنها كذَّبت أنبياءها.

والخطاب موجَّه لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لتثبيت فؤاده، والحق -سبحانه- إنما يبيِّن له أن الكافرين لن يكونوا بمنجىً من العذاب؛ كما أخذ الله -سبحانه- الأمم السابقة الكافرة بالعذاب.

وقول الحق -سبحانه-: (نَقُصُّهُ عَلَيْكَ) (هود: 100).

يتطلب أن نفرِّق بين المعنى الشائع عن القصة، والمعنى الحقيقي لها، فبعض الناس يقول: إن القرآن فيه قصص، والقصص عادة تمتلىء بالتوسع، وتوضع فيها أحداث خيالية من أجل الحبكة.

ولهؤلاء نقول: أنتم لم تفهموا معنى كلمة "القصة" في اللغة العربية، لأنها تعني -في لغتنا- الالتزام الحرفي بما كان فيها من أحداث، فهي مأخوذة من كلمة: "قصّ الأثر"، ومن يقص الأثر إنما يتتبع مواقع الأقدام إلى أن يصل إلى الشيء المراد.

إذن: فقصص القرآن يتقصى الحقائق ولا يقول غيرها، أما ما اصطُلح عليه في عرف العامة أنه قصص، بما في تلك القصص من خيالات وعناصر مشوقة، فهذا ما يُسمَّى - لغوياً - بالروايات، ولا يُعتبر قصصاً.

وقصص الإهلاك للأمم التي كفرت إنما هو عبرة لمن لا يعتبر، والناس تعلم أن ما رواه القرآن من قصص هو واقع تدل عليه آثار الحضارات التي اندثرت، وبقيت منها بقايا أحجار ونقوش على المقابر.

ونحن نجد في آثار الحضارات السابقة ما هو قائم من بقايا أعمدة ونقوش، ومنها ما هو مُحطَّم.

ولذلك يقول الحق -سبحانه- في موضع آخر من القرآن: (وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ * وَبِٱلَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (الصافات: 137-138).

أي: أنكم تشاهدون من الآثار ما هو قائم وما هو حطيم.

ويقول الحق -سبحانه- عن تلك القرى: (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ...).



سورة هود الآيات من 096-100 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة هود الآيات من 096-100
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة هود الآيات من 066-070
» سورة هود الآيات من 071-075
» سورة طه الآيات من 081-085
» سورة سبأ الآيات من 26-30
» سورة يس الآيات من 11-15

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: هـود-
انتقل الى: