منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة هود الآيات من 086-090

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة هود الآيات من 086-090 Empty
مُساهمةموضوع: سورة هود الآيات من 086-090   سورة هود الآيات من 086-090 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:26 am

بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (٨٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: ما يبقى لكم من الأمر الحلال خير لكم؛ لأن من يأخذ غير حقه يخطىء؛ لأنه يزيل البركة عن الحلال بالحرام؛ فمن يأخذ غير حقه يسلط الله عليه أبواباً تنهب منه الزائد عن حقه.

وأنت تسمع من يقول: "فلان هذا إنما يحيا في بركة"، أي: أن دخله قليل، ولكن حالته طيبة، ويربي أولاده بيسر، على عكس إنسان آخر قد يكون غنيّاً من غير حلال، لكنه يحيا في ضنك العيش.

وقد تجد هذا الإنسان قد انفتحت عليه مصارف الدنيا فلا يكفي ماله لصد همومه، لأن الله -سبحانه- قد جَرَّأ عليه مصارف سوء متعددة.

وقد يستطيع الإنسان أن يخدع غيره من الناس، ولكنه لن يستطيع أن يخدع ربه أبداً.

وقول الحق -سبحانه-: (بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ) (هود: 86).

أي: أن  يُذهِب -عمن يراعي حقوق غيره- مصارف السوء.

وسبق أن قلنا قديماً: فلننظر إلى رزق السلب لا إلى رزق الإيجاب؛ لأن الناس في غالبيتها تنظر إلى رزق الإيجاب، بمعنى البحث عن المال الكثير، وينسون أن الحق -سبحانه وتعالى- قد يسلط مصارف السوء على صاحب المال الكثير الذي جمعه من غير حق، بينما يسلب عن الذي يرعى حقوق الناس تلك المصارف من السوء.

ومن يُربُّون أولادهم من سُحْت أو حرام، لا يبارك الله فيهم؛ لأن هناك في تكوينهم شيئاً حراماً.

فنجد -على سبيل المثال- ابن المرتشي يأخذ دروساً خصوصية ويرسب، بينما ابن المنضبط والملتزم بتحصيل الكسب الحلال مقبل على العلم وناجح.

أو قد يرزق  صاحب المال الحرام زوجة لا يرضيها أي شيء، بل تطمع في المزيد دائماً، بينما يعطي الله -سبحانه- من يرعى حقوق الناس زوجة تقدر كل ما يفعله.

يقول الحق -سبحانه-: (بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (هود: 86).

أي: إن كنتم مؤمنين بأن  رقيب، وأنه -سبحانه- قيُّوم؛ فلا تأخذ حقّاً غير حقك؛ لأنك لن تستغل إلا نفسك؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- رقيب عليك.

ويُنهي الحق -سبحانه- الآية بقوله: (وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) (هود: 86).

أي: أن شعيباً عليه السلام قد أوضح لأهل مدين: أنا لن أقف على رأس كل مفسد لأمنعه من الإفساد؛ لأن كل إنسان عليه أن يكون رقيباً على نفسه ما دام قد آمن بالله -سبحانه-، وما دام قد عرف أن الحق -سبحانه- قد قال: (بَقِيَّتُ ٱللَّهِ) (هود: 86).

أي: أن ما يبقى إنما تشيع فيه البركة.

وهذه هي فائدة الإيمان: ما يأمر به وما ينهي عنه.

وهذا أمر يختلف عن القانون الوضعي؛ لأن عين القانون الوضعي قاصرة عما يخفى من أمور الناس فكأنها تحميهم من الوقوع تحت طائلته.       

أما القانون الإلهي فهو محيط بأحوال الناس المعلنة، والخافية.

ومن يتأمل الآيات الثلاث: (وَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنقُصُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ إِنِّيۤ أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ * وَيٰقَوْمِ أَوْفُواْ ٱلْمِكْيَالَ وَٱلْمِيزَانَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَآ أَنَاْ عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ) (هود: 84-86).

من يتأمل هذه الآيات يجد عناصر الصيانة للحركة في المجتمع كله، والمجتمع إن لم تُصَنْ حركته يفسد؛ لأن حركة المجتمع أرادها الحق -سبحانه- حركة تكاملية، لا تكرار فيها؛ ولو تكررت المواهب لما احتاج أحد إلى مواهب غيره.

والمصلحة العامة تقتضي أن يحتاج كل إنسان إلى موهبة الآخر، فمن يدرس الدكتوراه فهو يحتاج إلى من يكنس الشارع، ومن يعالج الناس ليشفيهم الله نجده يحتاج إلى من يقوم بإصلاح المجاري.

وماذا كان رد أهل مدين على قول شعيب؟

يقول الحق -سبحانه-: (قَالُواْ يٰشُعَيْبُ أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ...).



سورة هود الآيات من 086-090 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة هود الآيات من 086-090 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 086-090   سورة هود الآيات من 086-090 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:27 am

قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (٨٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: أيأمرك إلهك ودينك أن نترك ما يعبد آباؤنا؟

ولقائل أن يقول: ولماذا قالوا: "أصلاتك"؟

نقول: لأن الإسلام بُنِيَ على خمس: أولها شهادة ألاّ إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؛ ويكفي أن يقولها الإنسان مرة واحدة في حياته كلها، ثم إقامة الصلاة، وبعد ذلك إيتاء الزكاة، ثم صوم رمضان، ثم حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.

وأنت إن نظرت إلى هذه الأركان فقد تجد إنساناً لا يملك ما يزكِّى به أو ما يحج به، وقد يكون مريضاً فلا صوم عليه، وهو ينطق بالشهادة مرة واحدة في حياته، ولا يبقى في أركان الدين إلا الصلاة؛ ولذلك يقال عنها: "عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين"؛ لأنها الركن الوحيد الذي يعلن العبد فيه الولاء لربه كل يوم خمس مرات، دواماً في الولاء لله.

ولا تسقط الصلاة أبداً عن أي إنسان مهما كانت ظروفه، فإن عجز عن الحركة؛ فله أن يصلي برموش عينيه، وإن عجز عن تحريك رموش عينيه فَلْيُجْرِ الصلاة على قلبه، حتى في حالة الحرب والمسايفة فالإنسان المسلم يصلي صلاة الخوف.

إذن: فالصلاة هي الركن الذي لا يسقط أبداً، ويُكرَّر في اليوم خمس مرات، وقد أعطاها الحق -سبحانه- في التشريع ما يناسبها من الأهمية.

وكل تكليفات الإسلام جاءت بوحي من الله -سبحانه وتعالى-، فجبريل عليه السلام يحمل الوحي إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ ويبلغنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- إياه، وتميزت الصلاة وحدها بأن الحق -سبحانه- قد كلَّف بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في أثناء وجوده في الملأ الأعلى؛ عند سدرة المنتهى، وذلك لفرط أهميتها.

ومثال ذلك من حياتنا -ولله المثل الأعلى- نجد الرئيس في أي موقع من مواقع العمل؛ وهو يستقبل البريد اليومي المتعلق بالعمل، ويحول كل خطاب إلى الموظف المختص ليدرسه أو ليقترح بخصوصه اقتراحاً، وإذا وجد الرئيس أمراً مهمّاً قادماً من أعلى المستويات؛ فهو يستدعي الموظف المختص؛ ويرتب معه الإجراءات والترتيبات الواجب اتخاذها؛ وإذا كان هذا يحدث في الأمور البشرية، فما بالنا بالتكليف من الله -سبحانه وتعالى- للرسول؟

وقد شاء الحق -سبحانه- أن يكون تكليف الصلاة -لأهميته- هو التكليف الوحيد الذي نال تلك المنزلة؛ لأنها الركن الذي يتكرر خمس مرات في اليوم الواحد؛ ولا مناص منه.

فأنت قد لا تنطق الشهادة إلا مرة واحدة؛ لكنك تقولها في كل صلاة.

وفي الزكاة تضحِّي ببعض المال؛ وأنت لم تولد ومعك المال؛ إلا إن كنت قد ورثت وأنت في بطن أمك؛ ولابد أن تزكِّي من مالك؛ والمال لا يأتي إلا من العمل؛ والعمل فرع من الوقت؛ وأنت في الصلاة تضحِّي بالوقت نفسه؛ والوقت أوسع من دائرة الزكاة.

وفي الصيام أنت تمتنع عن شهوتي البطن والفرج؛ من الفجر إلى المغرب؛ لكنك تمارس كل أنشطة الحياة؛ أما في الصلاة فأنت تصوم عن شهوتي الفرج والطعام؛ وتصوم أكثر عن أشياء مباحة لك في الصيام.

وفي الحج أنت تتوجه إلى بيت الله الحرام؛ وأنت في كل صلاة تتوجه إلى بيت الله الحرام.

وهكذا تجتمع كل أركان الإسلام في الصلاة.

وأهل مدين هنا في الآية الكريمة -التي نحن بصدد خواطرنا عنها- قد هزءوا برسولهم شعيب عليه السلام، وصلاته؛ مثلما فعل كفار قريش مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وقال أهل مدين لشعيب عليه السلام: (أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ) (هود: 87).

وظنوا أنهم بهذا القول إنما يتهكمون عليه؛ لأن شعيباً كان كثير الصلاة؛ وهم -ككفار قريش- يجهلون أن الصلاة تأمر وتنهى.

والحق -سبحانه- يقول: (إِنَّ ٱلصَّلاَةَ تَنْهَىٰ عَنِ ٱلْفَحْشَآءِ وَٱلْمُنْكَرِ) (العنكبوت: 45).

إذن: فللصلاة أمر، وللصلاة نهي، وما دام قد ثبت لشيء حكم؛ يثبت له مقابله، وأنت تسمع من يقول لآخر: أنت تصلي لذلك فأنا أثق في أمانتك وتسمع إنساناً آخر ينصح صديقاً بقوله: كيف تسمح لنفسك أن ترتكب هذا الإثم وأنت خارج من الصلاة؟

وكثير من الناس يغفلون عن أن التقابل في الجهات إنما يحل مشاكل متعددة؛ فيأخذون جهة ويتركون الأخرى.

ولذلك أقول: ما دام الحق -سبحانه- قد قال إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فلابد أنها تأمر بالبر والخير.

ومثال آخر: نجده في قول الحق -سبحانه- عن غرق قوم فرعون: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ) (الدخان: 29).

وما دام الحق -سبحانه وتعالى- قد نفى بكاء السماوات والأرض على قوم فرعون؛ ففي المقابل فلابد أنها تبكي على قوم آخرين؛ لأن السماوات والأرض من المسخّرات للتسبيح، وقال الحق -سبحانه- عنهما: (إِنَّا عَرَضْنَا ٱلأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا) (الأحزاب: 72).

وبهذا القول اختارت كل من السماوات والأرض مكانة الكائنات المسبِّحة، مصداقاً لقول الحق -سبحانه-: (وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) (الإسراء: 44).

فإذا رأت السماوات والأرض إنساناً مُسبِّحاً؛ فلابد أن تحبه، وإن رأت إنساناً كافراً، معانداً؛ فلابد أن تكرهه.

وما دامت السماوات والأرض لم تبكِ على قوم فرعون؛ فذلك لأنهم ضالون؛ لأنها لا تبكي إلا على المهديين.

وقد حلَّ لنا الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- هذه المسألة؛ فقال: "إذا مات المؤمن بكى عليه موضعان: موضع في الأرض، وموضع في السماء، أما موضعه الذي في الأرض؛ فمصلاّه، وأما موضعه في السماء فمصعد عمله".

لأن موضعه الذي كان يصلي فيه؛ يُحرم من أن واحداً كان يصلي فيه، وأما موضعه الذي كان يصعد منه عمله؛ فيفتقد رائحة عبور العمل الصالح.

فإن أردت بالصلاة الدين؛ وهي رمز الدين؛ فللصلاة أمر هو نفس أمر الدين، وهي الأمر بالإيمان الحق، لأن الإيمان المقلد لا نفع له.

إذن: فقد أراد أهل مدين التهكم على دعوة شعيب لهم؛ وتساءلوا: (أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ) (هود: 87).

وهذا القول يحمل أيضاً ردهم على دعوته لهم ألاّ يعبدوا غير الله؛ فلا إله غيره؛ وردوا كذلك على دعوته لهم ألاّ ينقصوا الكيل والميزان؛ وألاّ يبخسوا الناس أشياءهم؛ وأن يتيقنوا أن ما يبقى عند الله هو الخير لهم، وألا يعثوا في الأرض مفسدين.

وقالوا: أتنهانا أيضاً عن أن نفعل بأموالنا ما نشاء؟

وكأنهم قد عميت بصيرتهم؛ لأنهم إن أباحوا لأنفسهم أن يفعلوا بأموالهم ما يشاءون؛ فغيرهم سيبيحون لأنفسهم أن يفعلوا بأموالهم ما يشاءون؛ وستصطدم المصالح، ويخسر الجميع.

وقولهم: (إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ) (هود: 87).

استمرار في التهكم الذي بدءوه بقولهم: (أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَآ) (هود: 87).

مثلهم في ذلك مثل منافقي المدينة الذين قالوا للأنصار: (لاَ تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّواْ) (المنافقون: 7).

وكانوا يريدون أن يضربوا المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار؛ وقد قالوا: (رَسُولِ ٱللَّهِ) تهكماً؛ وهم يحرضون أثرياء المدينة على تجويع المهاجرين.

ومثلهم -أيضاً- مثل قوم لوط حين نهاهم عن فعل تلك الفحشاء؛ فقالوا تهكماً منه وممن آمن معه: (أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (الأعراف: 82).

فهل تطهرهم علة للإخراج من القرية، ولكنهم قالوا هذا لأنهم لا يريدون أن يكون بينهم من يعكر ما هم فيه.

وهذا مثلما نسمع في حياتنا من يقول: "لا تستعن بفلان لأنه حنبلي".

هم -إذن- قد قالوا: (إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ) (هود: 87).

وهذا منطق السخرية منه؛ لأنه لم يوافقهم على عبادة غير الله؛ ولم يوافقهم على إنقاص الكيل والميزان؛ ونهاهم عن بَخْس الناس أشياءهم.

وإذا قيل حُكْمٌ وهو حقٌّ؛ ويقوله من لا يؤمن به؛ فهو يقصد به الهُزْء والسخرية.

وهو لون من التهكم جاء في القرآن الكريم في مواضع متعددة؛ فنجد الحق -سبحانه- يقول لمن تجبر وطغى في الدنيا؛ ويلقى عذاب السعير في الآخرة: (ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ) (الدخان: 49).

وكذلك يقول الحق -سبحانه-: (وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ) (الكهف: 29).

وفي كُلٍّ من القولين تهكم وسخرية، وكذلك قولهم في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها-: (أَصَلَٰوتُكَ تَأْمُرُكَ) (هود: 87).

وهذا قول يحمل التهكم بصلاته.

وكذلك قولهم: (إِنَّكَ لأَنتَ ٱلْحَلِيمُ ٱلرَّشِيدُ) (هود: 87).

يعني التساؤل: كيف يصح لك وأنت العاقل الحليم أن تتورط وتقول لنا: (ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ) (هود: 84).

وقد قالوا ذلك لأنهم قد ألفوا عبادة الأصنام، وكذلك تهكموا على دعوته لهم بعدم إنقاص الكيل والميزان.

وأيضاً لم يقبلوا منه قوله بأن يحسنوا التصرف في المال، والعلة التي برروا بها كل هذا السَّفَه أن شعيباً حليم رشيد؛ فكيف يدعوهم إلى ما يخالف أهواءهم؟

ويأتي الحق -سبحانه- بما قاله شعيب -عليه السلام- فيقول جَلَّ شأنه: (قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي...).



سورة هود الآيات من 086-090 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة هود الآيات من 086-090 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 086-090   سورة هود الآيات من 086-090 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:28 am

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (٨٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهنا يعلن لهم شعيب -عليه السلام- أنه على يقين من أن الله -سبحانه وتعالى- قد أعطاه حجة ومنهجاً، وقد رزقه الرزق الحسن الذي لا يحتاج معه إلى أحد؛ فأمور حياته ميسورة.

وقد يكون المقصود بالرزق الحسن رحمة النبوة.

ثم يقول الحق -سبحانه- ما جاء على لسان شعيب عليه السلام: (وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) (هود: 88).

أي: أنني أطبق ما أدعوكم إليه على نفسي؛ فلا أنقص كيلاً أو أخْسِر ميزاناً، ولا أبخس أحداً أشياءه؛ لأني لا أعبد غير الله.

وكلمة "أخالف" تدل على اتجاهين متضادين، فإن كان قولك بهدف صرف إنسان عن فعل لكي تفعله أنت؛ تكون قد خالفته "إلى" كذا، وإن كنت تريده أن يفعل فعلاً كيلا تفعله أنت؛ تكون قد خالفته "عن" كذا.

فشعيب -عليه السلام- يوضح لهم أنه لا ينهاهم عن أفعال؛ ليفعلها هو؛ بل ينهاهم عن الذي لا يفعله؛ لأن الحق -سبحانه- قد أمره بألا يفعل تلك الأفعال، فالحق -سبحانه- هو الذي أوحى له بالمنهج، وهو الذي أنزل عليه الرسالة.

وشعيب -عليه السلام- لا ينهاهم عن أفعال يفعلها هو؛ لأنه لا يستأثر لنفسه بما يرونه خيراً؛ فليس في نقص الكيل والميزان؛ أو الشرك بالله أدنى خير، فكل تلك الأفعال هي الشر نفسه.

ويوضح لهم شعيب -عليه السلام- مهمة النبوة؛ فيقول: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ) (هود: 88).

فالنبوات كلها لا يرسلها  إلا حين يطم الفساد، ويأتي النبي المُرسَل بمنهج يدل الناس إلى ما يصلح أحوالهم؛ من خلال "افعل" و"لا تفعل" ويكون النبي المُرسَل هو الأسوة لتطبيق المنهج؛ فلا يأمر أمراً هو عنه بنَجْوةٍ؛ ويطبق على نفسه أولاً كل ما يدعو إليه.

ولذلك قال شعيب -عليه السلام-: (إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ) (هود: 88).

لأن الله -سبحانه وتعالى- لا يكلف نفساً إلا وسعها، وما يدخل في طوعها.

ويقول شعيب -عليه السلام- بعد ذلك: (وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) (هود: 88).

وهكذا نعلم أن هناك فرقاً بين العمل؛ وبين التوفيق في العمل؛ لأن جوارحك قد تنشغل بالعمل؛ ولكن النية قد تكون غير خالصة؛ عندئذ لا يأتي التوفيق من الله.

أما إن أقبلت على العمل؛ وفي نيتك أن يوفقك الله -سبحانه- لتؤدي هذا العمل بإخلاص؛ فستجد  وهو يصوِّب لك أيَّ خطأ تقع فيه؛ وستنجز العمل بإتقان وتشعر بجمال الإتقان، وفي الجمال جلال.

والحق -سبحانه وتعالى- يقول هنا ما جاء على لسان شعيب عليه السلام: (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ)؛ أي: أنه لا يتوكل إلا على الله؛ ولا يصح أن تعطف على هذا القول شيئاً؛ لأنك إن عطفت على هذا القول وقلت "على الله توكلت وعليك"؛ فتوقع ألا يوفقك الله، لأنك أشركت أحداً غير الله.

ونجد في القرآن الكريم قول الحق -سبحانه- على لسان هود عليه السلام: (تَوَكَّلْتُ عَلَى ٱللَّهِ) (هود: 56).

ويجوز لك هنا أن تعطف.

ولك أن تتذكر قول أحد العارفين: "اللهم إني أستغفرك من كل عملٍ قصدتُ به وجهك فخالفني فيه ما ليس لك".

فلا تترك شيئاً يزحف على توكلك على؛ لأنك إليه تنيب؛ وترجع؛ كما قال شعيب عليه السلام: (وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).

ويقول الحق -سبحانه وتعالى- من بعد ذلك: (وَيٰقَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِيۤ...).



سورة هود الآيات من 086-090 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة هود الآيات من 086-090 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 086-090   سورة هود الآيات من 086-090 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:29 am

وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (٨٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

يقول لهم شعيب عليه السلام: أرجو ألا تحملكم عداوتكم لي على أن تُجرموا جُرْماً؛ يكون سبباً في أن ينزل الحق -سبحانه- بكم عقاباً، مثلما أصاب القوم الذين سبقوكم؛ من الذين خالفوا رسلهم؛ فأنزل الله -عز وجل- عليهم العذاب كالغرق، و الرجفة، والصيحة، والصاعقة، فاحذروا ذلك.

وشعيب عليه السلام ينصحهم هنا حرصاً منه عليهم، على الرغم من علمه أنهم يكنون له العداء؛ لأنه دعاهم إلى ترك عبادة الأصنام التي عبدها آباؤهم؛ ونهاهم عن إنقاص الكيل والميزان، وألا يبخسوا الناس أشياءهم؛ وسبق أن عذَّب الحق -سبحانه- المخالفين لشرع الله من الأمم السابقة؛ ويذكرهم شعيب -عليه السلام- بأقرب من عُذِّبوا زماناً ومكاناً؛ وهم قوم لوط.

يقول الحق -سبحانه وتعالى- بعد ذلك: (وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ...).



سورة هود الآيات من 086-090 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

سورة هود الآيات من 086-090 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 086-090   سورة هود الآيات من 086-090 Emptyالأحد 17 نوفمبر 2019, 1:32 am

وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (٩٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهذه الآية تبين لنا أن الحق -سبحانه- لا يغلق أمام العاصي - حتى المُصِرّ على شيء من المعصية - باب التوبة.

ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرض فلاة".

ولنا أن نتخيل بماذا يشعر من فقد بعيره؛ وهذا البعير يحمل زاد صاحبه ورَحْله؛ ثم يعثر الرجل على بعيره هذا.

لابد -إذن- أن يفرح صاحب البعير بالعثور عليه.

والحق -سبحانه- يقول هنا ما جاء على لسان شعيب -عليه السلام- لقومه: (وَٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ) (هود: 90).

وما دمتم ستستغفرونه عن الذنوب الماضية؛ وتتوبون إليه؛ بألا تعودوا إلى ارتكابها مرة أخرى؛ فالحق -سبحانه- لا يرد مَنْ قصد بابه: (إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ) (هود: 90) لأن مغفرته تستر العذاب، ورحمته تمنع العذاب.

وجاء الحق -سبحانه- هنا بأوسع المعاني: المغفرة، والرحمة، ومعهما صفته "الودود"؛ وهي من الود؛ والود هو الحب؛ والحب يقتضي العطف على قدر حاجة المعطوف عليه.

ولله المثل الأعلى: نرى الأم ولها ولدان: أولهما قادر ثري يأتي لها بما تريد؛ وثانيهما ضعيف فقير؛ فنجد قلب الأم - دائماً - مع هذا الضعيف الفقير؛ وتحنِّن قلب القويِّ القادر على الفقير الضعيف.

ونجد المرأة العربية القديمة تجيب على من سألها: أي أبنائك أحب إليك؟

فتقول: الصغير حتى يكبر؛ والغائب حتى يعود؛ والمريض حتى يشفى.

إذن: فالحب يقتضي العطف على قدر الحاجة.

ويقول الحق -سبحانه- في الحديث القدسي: "يا بن آدم؛ لا تَخَافنَّ من ذي سلطان؛ ما دام سلطاني باقياً؛ وسلطاني لا ينفد أبداً. يا بن آدم لا تَخْشَ من ضيق رزق؛ وخزائني ملآنة، وخزائني لا تنفد أبداً. يا بن آدم خلقتك للعبادة؛ فلا تلعب، وضمنت لك رزقك فلا تتعب، فَوَعِزَّتي وجلالي إن رضيتَ بما قسمتُه لك أرحتُ قلبك وبدنك؛ وكنتَ عندي محموداً؛ وإن أنت لم ترض بما قسمتُه لك؛ فوعزتي وجلالي لأسلِّطنَّ عليك الدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في البرية؛ ثم لا يكون لك منها إلا ما قسمته لك. يا بن آدم خلقت السماوات والأرض ولم أعِيَ بخلقهنَّ؛ أيعييني رغيف عيش أسُوقه لك؟ يا بن آدم لا تسألني رزق غد كما لم أطلب منك عمل غدٍ. يا بن آدم أنا لك مُحِبٌّ؛ فبحقي عليك كنْ لي مُحِبّاً".

وهذا الحديث الكريم يبيِّن مدى مودة الله -سبحانه- لخلقه؛ تلك المودة التي لا تستوعبها القلوب المشركة.

ويأتي الحق -سبحانه وتعالى- بعد ذلك بقول أهل مدين رَدّاً على شعيب -عليه السلام-: (قَالُواْ يٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً...).



سورة هود الآيات من 086-090 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة هود الآيات من 086-090
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة ص الآيات من 26-29
» سورة هود الآيات من 001-005
» سورة هود الآيات من 081-085
» سورة طه الآيات من 016-020
» سورة هود الآيات من 006-010

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: هـود-
انتقل الى: