منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة هود الآيات من 061-065

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

سورة هود الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: سورة هود الآيات من 061-065   سورة هود الآيات من 061-065 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 5:51 pm

وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (٦١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونحن نلحظ أن الحق -سبحانه- يبيِّن لنا هنا أنه أرسل إلى ثمود واحداً منهم هو صالح عليه السلام وجاء الحق -سبحانه- بلفظ (أَخَاهُمْ) ليبين العلاقة التي بين صالح -عليه السلام- وقومه، فهو قد نشأ بينهم، وعرفوه وخبروه، فإذا ما جاءهم بدعوة -وقد لمسوا صدقه- فلابد أن يؤمنوا بما جاء به من منهج.

وناداهم صالح عليه السلام: (يٰقَوْمِ)، وهي من القيام، يعني: يا من تقومون للأمور.

والذي يقوم على الأمر عادة هم الرجال؛ لأن أمر النساء مستور -دائماً- في طي الرجال، فليس كل حكم من أحكام الدين يأتي فيه ذكر المرأة، بل نجد كثيراً من الأحكام تنزل للرجال، والنساء مطويات على الستر في ظل الرجال، والرجل يشقى ويكدح، والمرأة تدير حياة السُكْنى وتربية الأولاد.

ونحن نجد من النساء ومن الرجال من يتراضون عند الزواج على ألا تخرج المرأة للعمل.

إن للمرأة حق العمل إن احتاجت ولم تجد من يعولها، ولكن إن وجدت من يقوم عليها، فلماذا لا تلتفت إلى عمل لا يقل أهمية عن عمل الرجل، وهو رعاية الأسرة؟

وكذلك يجد من يقوم باسم الحرية بالهجوم على الحجاب، ونقول لمن يفعل ذلك: إذا كنت لم تنتقد التهتك في الملابس، ووَصَفْتَهُ بأنه "حرية"، فلماذا تتدخل في أمر الحجاب، ولا تعتبره "حرية" أيضاً.

ونعود إلى الآية الكريمة -التي نحن بصدد خواطرنا عنها- (ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ) (هود: 61) والعبادة تقتضي تلقي أوامر الإله المعبود بـ "افعل" و"لا تفعل" في كل حركة من حركات الحياة.

فكان أول شيء طلبه صالح من قومه ثمود (ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ) وأمر عبادة الله وحده مطلوب من كل أحد، ولا يسع أحداً مخالفته.       

(مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ) (هود: 61).

تقرير واقع لا تستطيعون تغييره، فليس لكم إله آخر غير الله، مهما حاولتم ادعاء آلهة أخرى.

ويقول الحق -سبحانه-: (هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود: 61).

والإنشاء هو الإيجاد ابتداء من غير واسطة شيء، ويقال: أنشأ، أي: أوجد وجوداً ابتداءً من غير الاستعانة بشيء آخر.

لذلك لا نقول لمن اخترع: إنه "أنشأ" لأنه استعان بأشياء كثيرة ليصل إلى اختراعه؛ فقد يكون مستعيناً بمادة أخذها من الجبال، وبخبرة تجارب صنعها من سبقوه، ولكن الحق -سبحانه وتعالى- هو الذي ينشىء من عدم.

والوجود من العدم قسمان: قسم أوجدته باستعانة بموجود، وقسم أوجدته من عدم محض، وهذا الأخير هو الإنشاء ولا يقدر عليه إلا الله -سبحانه وتعالى- والحق -سبحانه- جلَّت مشيئته في الإنشاء، فهو ينشىء الإنسان من التقاء الزوج والزوجة، وإن أرجعت هذا الإنشاء إلى البداية الأولى في آدم عليه السلام، فستجد أن الحق -سبحانه وتعالى- قد خلقه من نفس مادة الأرض، والأرض مخلوق من مخلوقات الله.

فمنيُّ الزوج وبويضة الزوجة يتكونان من خلاصة الدم، الذي هو خلاصة الأغذية وهي تأتي من الأرض، فسواء رمزت لآدم بإنشائه من الأرض، أو أبقيتها في ذريته، فكل شيء مَردُّه إلى الأرض.وقول الحق -سبحانه-: (أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود: 61).

نجد فيه كلمة (ٱسْتَعْمَرَكُمْ) وساعة ترى الألف والسين والتاء فاعلم أنها للطلب، وهكذا يكون معنى كلمة "استعمر" هو طلب التعمير.

ومن الخطأ الشائع تسمية البلاد التي تحتل بلاداً أخرى: "دول الاستعمار".

أقول: إن ذلك خطأ، لأنهم لو كانوا دول استعمار، فهذا يعني أنهم يرغبون في عمارة الأرض، ولكنهم في حقيقة الأمر كانوا يخربون في الأرض؛ ولذلك كان يجب أن تسمى "دول الاستخراب".       

(وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) أي: طلب منكم عمارتها، وهذا يتطلب أمرين اثنين: أن يبقي الناس الأمر الصالح على صلاحه، أو يزيدوه صلاحاً.

وكما ضربت المثل من قبل بتحسين وسائل وصول المياه إلى المنازل بعد اكتشاف نظرية الأواني المستطرقة، فقد كان الناس يشربون الماء من الترع، ثم تم اختراع كيفية تكرير المياه، ثم جاءت نظرية الأواني المستطرقة، فاستغلها الناس في بناء خزانات عالية، وتوصيل الماء بواسطة مواسير تدخل لكل بيت.

وهكذا تصل المياه النقية لكل منزل، وهكذا يزداد في الأمر الصالح صلاحاً.

وأيضاً إن استصلحنا الأرض البور، فنحن نزيد الأرض رقعة صالحة لإنتاج الغذاء لمقابلة الزيادة في عدد السكان.

وما دام عدد السكان في زيادة فلابد من زيادة رقعة الأرض بالاستصلاح؛ لأن الأزمة التي نعاني منها الآن، هي نتيجة للغفلة التي مرت علينا، فزاد التكاثر عن الاستصلاح، وكان الواجب يقتضي أن نزيد من الاستصلاح بما يتناسب مع الزيادة في السكان.

وهكذا نفهم معنى استعمار الأرض.

ومن عظمة الحق -سبحانه وتعالى- أنه تجلَّى على الخَلْق بصفات من صفاته، فالقويُّ يعين الضعيف، والحق -سبحانه- له مطلق القوة، ويَهَبُ الخلق من حكمته حكمة، ومن قبضه قبضاً، ومن بسطه بسطاً، ومن غناه غنىً؛ ولكن الصفات الحسنى كلها ذاتية فيه وموهوبة منه لنا.

والدليل على ذلك أن القوي فينا يصير إلى ضعف، والغني منا قد يصيبه الفقر؛ حتى لا نفهم أن هذه الصفات ذاتية فينا، وأن الحق -سبحانه وتعالى- قد أعطانا من صفاته قدرة لنفعل.

ومن أعطاه  قدرة ليفعل؛ عليه أن يلاحظ أنه انتفع بفعل من سبقه، فإن أكل اليوم تمراً -على سبيل المثال- فعليه أن يتذكر أن الذي زرع له النخلة هو من سبقه، فليزرع من يأكل البلح الآن نخلة لتفيده بعد سبع سنين - وهو الزمن اللازم لتطرح النخلة بلحاً - وليستفيد بها من يأتي من بعده.

ويقول الحق -سبحانه وتعالى- ما جاء على لسان صالح عليه السلام لقومه "ثمود" في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها-: (فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ) (هود: 61).

فإن استغفر الإنسان، فالحق -سبحانه- قريب من كل عبد يستغفر عن ذنوب لا تمثل حقوقاً للناس، والله -سبحانه وتعالى- يجيب لطالب المغفرة.

فماذا كان الرد من قوم ثمود؟

يقول الحق عز وجل ما جاء على ألسنتهم: (قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا...).



سورة هود الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

سورة هود الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 061-065   سورة هود الآيات من 061-065 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 5:52 pm

قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَٰذَا أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ (٦٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

كانوا ينظرون إلى صالح -عليه السلام- بتقدير ورجاء قبل أن يدعوهم لعبادة الله وحده، ولا إله غيره.

والمرجوُّ هو الإنسان المؤمَّل فيه الخير، ذكاءً، وطموحاً، وأمانة، وأية خصلة من الخصال التي تبشر بأن له مستقبلاً حسناً.

ولكن ما إن دعاهم صالح -عليه السلام- إلى عبادة الله -سبحانه وتعالى- أعلنوا أنه -بتلك الدعوة- إنما يفسد رجاءهم فيه وما كانوا يأملونه فيه.

وقد أوضح لهم صالح -عليه السلام- ما أوضحه الرسل من قبله ومن بعده، أن اتخاذ الأصنام أو الأشجار أو الشمس آلهة تُعْبد هو أمر خاطىء؛ لأن العبادة تقتضي أوامر ونواهي ينزل بها منهج؛ يتبعه من يعبدون، وتلك الكائنات المعبودة لا منهج لها، ولا عبادة دون منهج.

وأضاف قوم ثمود: (وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ) (هود: 62).

والشك هو استواء الطرفين: النفي والإثبات.

إذن: فهم ليسوا على يقين أن عبادتهم لما عبد آباؤهم هي عبادة صادقة، ودعوة صالح عليه السلام لهم جعلتهم يترددون في أمر تلك العبادة؛ وهذا يُظهر أن خصال الخير في صالح عليه السلام جعلتهم يترددون في أمر عبادتهم.

ويقول الحق -سبحانه وتعالى- ما جاء على لسان صالح عليه السلام لثمود: (قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي...).



سورة هود الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

سورة هود الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 061-065   سورة هود الآيات من 061-065 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 5:52 pm

قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ (٦٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكأن صالحاً قد ارتضاهم حكماً فقال: أخبروني إذا كنت أنا على بينة من ربي ويقين بأنه أرسلني وأيَّدني، وأنا إن خدعت الناس جميعاً فلن أخدع نفسي، فهل أترك ما أكرمني به ربي وأنزل إليَّ منهجاً أدعوكم إليه؟

هل أترك ذلك وأستمع لكلامكم؟

هل أترك يقيني بأنه أرسلني بهذه الرسالة (وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً) (هود: 63) وهي النبوة؟       

(فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ) (هود: 63).

وساعة يستفهم إنسان عن شيء في مثل هذا الموقف فهو لا يستفهم إلا عن شيء يثق أن الإجابة ستكون بما يرضيه.

ثم يقول الحق -سبحانه وتعالى- على لسان صالح عليه السلام: (فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ) (هود: 63).

ونحن نعلم أن الخسارة ضد المكسب، ومعنى الخسارة أن يقل رأس المال.

فهل التخسير واقع منه عليهم أم واقع منهم عليه.

إن ثراء الأسلوب القرآني هنا يوضح لنا هذه المعاني كلها، فإن أطاعهم صالح -عليه السلام- وعصى ربه، فهو قد أزاد في خسارته، أو أنه ينسبهم إلى الخسران أكثر، لأنهم غير مهديين، ويريدون له أن يضل ويتبع ما يعبدون من دون  إذن: فالتخسير إما أن يكون واقعاً عليهم من صالح -عليه السلام- وإما أن يكون واقعاً منهم على صالح.

ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك على لسان صالح عليه السلام: (وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً...).



سورة هود الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

سورة هود الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 061-065   سورة هود الآيات من 061-065 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 5:55 pm

وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (٦٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكان قوم صالح قد طلبوا آية، فقالوا له: إن كنت نبيّاً فأخرج لنا ناقة من تلك الصخرة، وأشاروا إلى صخرة ما، وهم قوم كانوا نابغين في نحت بيوتهم في الجبال.

ومن يَزُرْ المنطقة الواقعة بين الشام والمدينة، يمكنه أن يشاهد مدائن صالح، وهي منحوتة في الجبال.

وقد قال فيهم الحق -سبحانه-: (وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ) (الشعراء: 149).

هم -إذن- قد حددوا الآية، وهي خروج ناقة من صخرة أشاروا إليها، فخرجت الناقة وهي حامل.

وبعد أن وُجدت الناقة على وفق ما طلبوها لم يطيقوا أن يعلنوا التصديق، وقد قال لهم صالح عليه السلام: (وَيٰقَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ) (هود: 64).

وساعة تسمع شيئاً مضافاً إلى الله، فاعلم أن له عظمة بعظمة المضاف إليه.

مثلما نقول: "بيت الله"، وهذا القول إن أُطلق فالمقصود به الكعبة المشرفة، وإن حددنا موقعاً وقلنا عنه: "بيت الله" فنحن نبني عليه مسجداً، وتكون أرضه قد حُكرت لتكون مُصَلّى، ولا يُزاوَل فيها أي عمل آخر.

هكذا تكون الكعبة هي بيت الله باختيار الله، وتكون هناك مساجد أخرى هي بيوت لله باختيار خَلْق الله.

ولذلك فبيت الله -باختيار الله- هو قبلة لبيوت الله باختيار خلق الله.

إذن: فإن أضيف شيء لله تعالى، فهو يأخذ عظمة الحق -سبحانه وتعالى-، وقد قال لهم صالح: (هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ) (هود: 64) وهي ليست ناقة زيد أو ناقة عمرو.

ولم يلتفت قوم صالح إلى ما قاله صالح عليه السلام، ولم يلحظوا أن الشيء المنسوب لله تعالى له عظمة من المضاف إليه.

ومثال ذلك: ابن أبي لهب، وكان قد تزوج ابنة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحين اشتد عناد أبي لهب للرسول -صلى الله عليه وسلم-، قال أبو لهب لابنه: طلق بنت محمد، فطلقها، وفعل فعلاً يدل على الازدراء، فدعا عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "أما إني أسأل الله أن يُسَلّطَ عليه كلبه"، فقال أبو لهب: إني لأتوجس شرّاً من دعوة مُحَمَّدٍ، ثم سافر ابن أبي لهب مع بعض قومه في رحلة، وكانوا إذا ناموا طلب أبو لهب مكاناً في وسط رحال الرَّكب كله خوفاً على ابنه من دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإذا بأسد يقفز من الرِّحال ويأكل الولد، فهنا نَسَبَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- الأمر إلى الله فقال: "أكلك كلبٌ من كلاب الله" فكان كلبُ الله أسداً.

وهنا في الآية -التي نحن بصدد خواطرنا عنها- يوضح لهم صالح عليه السلام: هذه الناقة هي الآية التي طلبتموها وقد جاءت من الصخر.

وكان يقدر أن يأتي لهم بالجنس الأرقى من الجماد، وهو النبات، ولكن الحق -سبحانه- استجاب للآية التي طلبوها وهي من جنس الحيوان.

ونحن نعلم أن الكائنات الأرضية إما أن تكون جماداً، وإما أن يأخذ الجماد صفة النمو فيصير نباتاً، وإما أن يأخذ صفة الحس والحركة فيصير حيواناً، وإما أن يأخذ صفة الحس والحركة والفكر فيصير إنساناً.

وكان من الممكن أن يأتي لهم صالح عليه السلام بشجرة من الصخر، وهذا أمر فيه إعجاز أيضاً، ولكن الحق -سبحانه- أرسل الآية كما طلبوها؛ ناقة من جنس الحيوان، وحامل في الوقت نفسه.

وطالبهم صالح عليه السلام أن يحافظوا عليها؛ لأنها معجزة، عليهم ألا يتعرضوا لها.

وقال لهم: (فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) (هود: 64).

وهكذا وعظهم، وطلب منهم أن يتركوها تأكل في أرض الله، وإن مسّوها بسوء ولم يأخذهم عذاب، فمن آمن به لابد أن يكفر.

إذن: فلابد أن يأتي العذاب القريب إن هم مسّوها.

وهم قد مسّوها بالفعل، وهو ما تبينه الآية الكريمة التالية: (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ...).



سورة هود الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49202
العمر : 72

سورة هود الآيات من 061-065 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 061-065   سورة هود الآيات من 061-065 Emptyالسبت 16 نوفمبر 2019, 5:56 pm

فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (٦٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وجلسوا في منازلهم ثلاثة أيام ثم جاءهم العذاب.

ولقائل أن يقول: ولمَ الإمهال بثلاثة أيام؟

ونقول: إن العذاب إذا جاء فالألم الحسِّي ينقطع من المعذَّب، ويشاء الله أن يعيشوا في ذلك الألم طوال تلك المُدَّة حتى يتألموا حِسِّيًا، وكل يوم يمرُّ عليهم تزداد آلامهم من قرب الوعيد الذي قال فيه: (وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (هود: 65).

الحق -سبحانه- هو الذي يَعِدُ، وهو القادر على إنفاذ الوعد، ولا تقوم قوة أمامه؛ لذلك فهو وعد صادق غير مكذوب.

على عكس الإنسان منا حين يَعِدُ بشيء، فمن الممكن أن يأتي وقت تنفيذ الوعد ولا يستطيع.

لذلك يقول لنا الحق -سبحانه-: (وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً * إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ)الكهف: 23-24).

لأنك إن قلت: "أفعل ذلك غداً"، وتعد إنساناً بلقائه لكذا وكذا؛ فقل: "إن شاء الله"؛ لأن  لا يمنع ترتيب أمور لزمن يأتي، وإنما يجب أن يردف من يرتب الأمور "بمشيئة القوي القادر" حتى إذا لم ينجز ما وعد به؛ يكون قد خرج عن الكذب، لأن  لم يشأ، لأن الإنسان إذا وعد، فهو لا يعتمد على إرادته، ولكن مشيئة  تعلو كل شيء.

والفعل -كما نعلم- يقتضي فاعلاً، ومفعولاً، وزمناً، وسبباً دافعاً، وقدرة تمكِّن الإنسان من الفعل، فهل يملك أحدٌ شيئاً من كل هذا؟

إن الإنسان لا يملك نفسه أن يعيش إلى الغد، ولا يملك من يعده أن يوجد غداً حتى يلقاه، ولا يملك أن يظل السبب سبباً للِّقاء؛ فربما انتهى السبب، ولا يملك حين تجتمع الأسباب كلها أن توجد له قدرة وقوة على إنفاذ السبب.

إذن: فإذا قال: "أفعل ذلك غداً مع فلان"؛ يكون قد جازف وتكلم في شيء لا يملك عنصراً واحداً من عناصره، فقل: "إن شاء الله"، أي: أنك تستعين بمشيئة من يملك كل هذه العناصر.

ويعطي الحق -سبحانه- في كل لقطة إيمانية من اللقطات، قدرته على خلقه فهو -سبحانه- القائل: (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) (هود: 65).

وقوله: (فِي دَارِكُمْ) لأن من هؤلاء الذين كفروا قوماً في مكان يختلف عن مكان آخر يوجد به أيضاً قوم كافرون، ومنهم المسافر، ومنهم العائد من سفر، فتتبعهم العذاب حيثما كانوا، فلم ينزل على مكان واحد، إنما نزل على المكين منهم في أي مكان.

ولم يَنْجُ من هذه المسألة إلا واحد اسمه "أبو رغال"، وكان يحج إلى بيت الله، فلم يتبعه عذابه في بيت الله؛ لأن الله -سبحانه- طلب منا نحن عباده أن نؤمِّن من دخل بيته، فهو -سبحانه وتعالى- أوْلى بأن يؤمِّن من دخل البيت الحرام، وظل الحجر الذي سيُضرب به، أو الصيحة التي كان عليها أن تأخذه، ظلت إلى أن خرج من الحرم فوقعت عليه.       

وعَمَّ العذابُ الكافرين من قوم صالح، وتتبع من في الديار إلا هذا الرجل، وما إن خرج من البيت الحرام حتى وقع عليه العذاب.

ولذلك كان قاتل الأب أو الإنسان الذي عليه دم نتيجة أنه ارتكب جريمة قتل، إذا ما دخل البيت الحرام فهو يُؤمَّن إلى أن يخرج، وكانوا يُضيِّقون عليه، فلا يطعمه أحد، ولا يسقيه أحد ليضطر إلى الخروج، فيتم القصاص منه بعد خروجه من البيت الحرام، ولتظل حرمة البيت الحرام مُصَانة.

ونحن نعلم أن الحق -سبحانه- أراد من تحريم القتال في البيت الحرام، صيانة وتكريماً للكرامة الإنسانية.

ونحن نعلم أيضاً أن كل حدث من الأحداث يقتضي زماناً، ويقتضي مكاناً.

وكان العرب دائمي الغارات على بعضهم البعض، فأراد الحق -سبحانه- أن يوجد مكان يحرم فيه القتال؛ فخصَّ البيت الحرام بذلك، وأراد -سبحانه- أن يوجد زمان يحرم فيه القتال؛ فكانت الأشهر الحرم؛ لان الحرب قد تكون سجالاً بين الناس وتوقظ فيهم الحمية والأنفة والعزة.

وكل واحد منهم يحب في ذاته أن ينتهي من الحرب، ولكنه لا يحب أن يجبن أمام الناس، فأراد الحق -سبحانه- أن يجعل لهم شيئاً يتوارون فيه من الزمان ومن المكان، فحرم القتال في الأشهر الحرم.

وما إن تأتي الأشهر الحرم حتى يعلن المقاتل من هؤلاء: لولا الأشهر الحرم لكنت قد أنزلت بخصمي الهزيمة الساحقة، وهو يقول ذلك ليداري كبرياءه؛ لأنه في أعماقه يتمنى انتهاء الحرب.

وكذلك حين يدخل مقاتل إلى البيت الحرام، هنا يقول مَنْ كان يحاربه: لو لم يدخل الحرم؛ لأذقته عذاب الهزيمة.

وبمضيِّ الزمان وبالمكث في المكان ينعم الناس بالأمن والسلام، وربما عشقوه فانتهوا من الحرب.

ثم يقول الحق -سبحانه-: (فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ...).



سورة هود الآيات من 061-065 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة هود الآيات من 061-065
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: هـود-
انتقل الى: