منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة هود الآيات من 036-040

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

سورة هود الآيات من 036-040 Empty
مُساهمةموضوع: سورة هود الآيات من 036-040   سورة هود الآيات من 036-040 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:17 am

وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٣٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ومجيء "إلا" هنا ليس للاستثناء، ولكنها اسم بمعنى "غير" أي: لن يؤمن من قومك غير الذي آمن.

ولهذا نظير في قمة العقائد حين قال الحق -سبحانه-: (لَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا) (الأنبياء: 22).

و"إلا" هنا أيضاً بمعنى "غير"، ولو كانت "إلا" بمعنى الاستثناء لعنى ذلك أن الله -سبحانه-، -معاذ الله-، سيكون ضمن آلهة آخرين، لذلك لا يصلح هنا أن تكون "إلا" للاستثناء، بل هي بمعنى "غير"، وتفيد معنى الوحدانية لله عَزَّ وجَلَّ وتَفرُّده بالألوهية.

والآية التي نتناولها بخواطرنا تؤكد أنه لا يوجد غير من آمن بنوح -عليه السلام- من قومه، سوف يؤمن؛ فقد ختم الله المسألة.

وهذا يعطينا تبريراً لاجتراء نوح -عليه السلام- على الدعاء على الذين لم يؤمنوا من قومه بقوله: (رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً) (نوح: 26-27).

وكان تبرير ذلك أنه عليه السلام قد دعاهم إلى الإيمان زماناً طويلاً فلم يستجيبوا، وأوحى له  أنهم لن يؤمنوا، وقال له -سبحانه-: (فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) (هود: 36).

والابتئاس هو الحزن المحبط، وهم قد كفروا وليس بعد الكفر ذنب.

ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك: (وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا...).



سورة هود الآيات من 036-040 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

سورة هود الآيات من 036-040 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 036-040   سورة هود الآيات من 036-040 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:18 am

وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (٣٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهكذا علم نوح بمسألة الإغراق من خلال الوحي له بصنع السفينة.

ومعنى "اصنع" أي: اعمل الصنعة، وهناك فرق بين الصنعة والحرفة، فالصنعة أنْ تُوجِدَ معدوماً، كصانع الأكواب، أو صانع الأحذية، أو صانع النَّجَفَ، أو صانع الكراسي، أما الذي يقوم على صيانة الصنعة فهو الحرفيُّ.

وهناك عملية أخرى للاستنباطات مثل مهنة الزارع الذي يحرث الأرض ويبذر فيها الحَبَّ ويرويها ليستنبط منها النباتات، ويسمَّى صاحب هذه المهنة "زارع" أو "فلاَّح"؛ لأن اقتيات الحياة المباشر يأتي من الزراعة.

أما الصانع فيأتي بشيء من متطلبات الحياة، في تطورها ويوجد آلةً أو يصنع جهازاً لم يكن موجوداً، والحرفيُّ هو الذي يصون تلك الآلة، أما التاجر فهو الذي يقوم بعمليةٍ تجمع كل ذلك، ويكون هو الوسيلة بين منتج الشيء والمستهلك، فالتاجر يكون لعرض الأشياء بغية البيع والشراء.

والحق -سبحانه وتعالى- يقول هنا لنوح عليه السلام: (وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ) (هود: 37).

أي: أوجد شيئاً من عدم، إلا أن هذا الشيء سيصنع من شيء آخر موجود، لأن نوحاً عليه السلام قد زرع من قبل شجرة وعاشت معه كل هذه المدة الطويلة، وتضخَّمت في الجذع والفروع.

وبدأ نوح عليه السلام في عملية شقِّ الشجرة ليصنع منها السفينة التي بلغ طولها -كما قيل- ثلاثمائة ذراع وبلغ عرضها خمسين ذراعاً، وبلغ ارتفاعها ثلاثين ذراعاً ومكوَّنة من ثلاثة أدوار لتسع المؤمنين، وزوجين من كل نوع من حيوانات الأرض ودوابِّها وهوامها وسباعها ووحوشها.

ونحن قد علمنا أن الشجرة التي زرعها نوح عليه السلام قد تضخَّمت جداً لطول المدَّة التي قضاها نوح في دعوته لقومه؛ ونعلم أيضاً أن جذع الشجرة ينمو دائرياً بمقدار دائرة كل عام.

وحين نقطع جذع الشجرة نجد أن قطر الجذع مكوَّن من دوائر، وكل دائرة تمثِّل عاماً من عمرها.

وهكذا بلغ حجم الشجرة ما يساعد نوحاً عليه السلام على أن يصنع السفينة.

وقد علَّمه الحق -سبحانه- بالوحي وإلهام الخواطر كيف يصنع السفينة، ألمْ يُلهِم الله -سبحانه- نبيَّه داود عليه السلام في مسألة الحديد؟

وقال لنا -سبحانه- أنه -جل وعلا- قد أمر الجبال أن تُؤَوِّب معه، وكذلك الطير، فألان له الحديد دون نار: (يٰجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَٱلطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ ٱلْحَدِيدَ * أَنِ ٱعْمَلْ سَابِغَاتٍ) (سبأ: 10-11).

هكذا أخبرنا الحق -سبحانه- أن الحديد صار ليِّنًا دون نار -بإذنه سبحانه- ليصنع منه داود دروعاً كبير مستوفية للظهور والصدر، لتحمي معاطب الإنسان.

وقد أوحى الحق -سبحانه- لداود عليه السلام أن يصنع تلك الدروع بطريقة عجيبة، بأن يجعلها سابغات.

والسابغة هي المسرودة، مثل الحصير، حيث يُوضع العُود بجانب العود، ويربط الأعواد كلها بطريقة تسهل من فَرْد الحصير أو لَفِّه.

وفي نفس الآية يبيِّن لنا الحق -سبحانه- كيفية الوحي لداود عليه السلام بتلك الصناعة الدقيقة، فيقول -سبحانه-: (وَقَدِّرْ فِي ٱلسَّرْدِ) (سبأ: 11).

أي: أنك يا داود حين تنسج الحديد الليِّن - بإذن  - لتجعله دروعاً عليك أن تصنع تلك الدروع بتقدير دقيق كي لا تكون الدِّرع ضيِّقة على صدر المقاتل فتضيق حركته، وتقلِّل من قدرته على التنفس، فيلهث بسرعة، ولا يستطيع مواصلة القتال.

وكذلك يجب ألاَّ تكون الدِّرع واسعة على صدر المقاتل؛ حتى لا تساعد سعة الدِّرع سيف الخصم، فيضرب الدِّرع نفسه صدر المقاتل، وتكون قوة الدِّرع مضافة إلى قوة سيف الخصم، ولكن حين تكون الدِّرع قادرة على الإحاطة بالجسم دون أن يُكبِّل الحركة، فهذه الدِّرع المناسبة للقتال.

وقد أتقن داود عليه السلام صناعة تلك الدُّروع بتلك الهندسة الدقيقة التي أوحى الحق -سبحانه- بها إليه، فقد صنعها بأمر الحق الأعلى -سبحانه- حين قال له: (وَقَدِّرْ) (سبأ: 11) وكلمة قدر تعطي معنى التقدير والإتقان.

فعلى الذين يصنعون الأشياء عليهم أن يعلموا أن القرآن الكريم لحظة يوجِّه إلى الإتقان في الأداء والعمل، فإنه يعلمنا طريقة التقدير والإتقان في العمل والإبداع فيه، لنتخذ من هذا التوجيه نبراساً نسير عليه؛ ليكون العمل صالحاً، وأنت ترى من يتقن صنعته وهو يقول: "الله"، وكأن هذا القول اعتراف الفطرة الأولى بقدرة الحق -سبحانه- على أن يَهَبَ الإنسانَ طاقة الإتقان والإبداع.

ويقول الحق -سبحانه- أيضاً في تعليمه لداود عليه السلام: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ) (الأنبياء: 80).

وهكذا يلقي  الخاطر في قلب الرسول أو النبي أن "افعل كذا"؛ فيفعل.

وحين ننظر إلى حضارة مصر القديمة، نجد كلَّ علومها وفنونها في التحنيط والألوان والنَّحت، كانت من اختصاص الكهنة الذين يُمثِّلون السلطة الدينية، ولم يكتب هؤلاء الكهنة أسرار تلك العلوم، فلم يستطع أحد من المعاصرين أن يتعرف عليها.

وهكذا نجد أن كل أمر في أصوله؛ مصدره السماء.

وفي قصة نوح عليه السلام نجد الحق -سبحانه- يقول: (وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ) (هود: 37).

ومعنى "بأعيننا" هو بحفظنا وبرعايتنا.

وكلمة "بأعيننا" تفيد شمول الحفظ وكمال الرعاية.

ألم يقل الحق -سبحانه- في مسألة تخصُّ رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ (وَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) (الطور: 48).

وكذلك قال -سبحانه- في قصة سيدنا موسى عليه السلام: (وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ) (طه: 39).

وأنقذ الحق -سبحانه- موسى عليه السلام من الفرعون الذي كان يقتل أطفال بني إسرائيل، وألقى  المحبة لموسى في قلب زوجة الفرعون، وقال -سبحانه-: (وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي) (طه: 39).

لأن موسى عليه السلام حين كان طفلاً رضيعاً قد ألقيَ في اليَمِّ، والتقطه رجال الفرعون، لكن زوجة الفرعون قالت لزوجها طالبة لموسى الحياة: (قُرَّةُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ) (القصص: 9).

ونحن نجد أن عَدُوَّ موسى وقومه، يلتقط موسى ليعيش في كنفه ورعايته، وكأن الله -سبحانه- يقول لهم: سأجعلكم تُربُّون مَنْ يتولّى قهركم.

وقول الحق -سبحانه-: (وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا) (هود: 37).

أي: إنك إن توقَّفتَ لأية عقبة، فسوف نُلهمك بما تُواجه به تلك العقبة.

وحين صنع نوح عليه السلام الفُلْك احتاج لألواح خشبية، ولابد أن تتماسك تلك الألواح، ولم تكن المسامير قد اختُرعتْ بَعْدُ، فأوحى له  أن يربط الألواح بالحبال المجدولة، وقد فعل هذا أحد مكتشفي أمريكا في العصر الحديث، حين صنع سفينة من نبات البَرْدِى وربطها بالحبال المجدولة القوية.

وقال الحق -سبحانه- في طريقة صنع سفينة نوح عليه السلام: (وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) (القمر: 13).

أي: أن نوحاً عليه السلام قد أحضر ألواحاً من الخشب وربطها بحبال مجدولة، وأحْكَمَ الرَّبط بقدر مقتدر بما لا يسمح بتسرب الماء إلى داخل السفينة.

مثلما تصنع البراميل الخشبية في عصرنا، حيث يصنعها الصانع من قطع خشبية مستطيلة، ويرتّبها ثم يُحْكم رَبْطَها بإطار قويٍّ، وحين يوضع فيها أي سائل، فالخشب يتشرَّب من هذا السائل ويتمدَّد ليسدَّ المسَام، فلا ينضح السائل من البرميل؛ لأن الخشب هو المادة الوحيدة التي تتمدّد بالبرودة على العكس من كل المواد التي تتمدّد بالحرارة.

ولذلك نجد النَّجَّار الحاذق في صنعته هو مَنْ يصنع الأثاث أو الأبواب أو الشبابيك في الفصول الرتيبة؛ لأنه إن صنعها في الصيف، سنجد الخشب وهو منكمش؛ فإذا ما جاء الشتاء تمدَّد ذلك الخشب وسبَّب عدم إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ، وكذلك إن صنعها في الشتاء والخشب متمدِّد سيأتي الصيف وتنكمش الأبواب، وتكون لها متاعبها، فلا يسهل ضبط إغلاق الأبواب أو ضبط أي صندوق أو شبَّاك بإحكام.

ثم يقول الحق -سبحانه-: (وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ) (هود: 37).

أي: لا تحدِّثني في أمر المغفرة لمن ظلموا أنفسهم بالكفر، وهم مَن ارتكبوا الظلم العظيم، وهو الكفر في القمة العقدية، وهي الإيمان ب واحداً أحداً لا شريك له؛ لذلك استحقوا العقاب، وهو الإغراق.

وهكذا عَلِمَ نوح عليه السلام أنَّ صُنْعِ السفينة مرتبط بلون العقاب الذي سيقع على مَنْ كفروا برسالته، فهو ومَنْ آمنوا معه سوف ينجون، أما مَنْ كفر فلسوف يغرق.

ويبيِّن الحق -سبحانه وتعالى- حين يقول: (وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ...).



سورة هود الآيات من 036-040 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

سورة هود الآيات من 036-040 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 036-040   سورة هود الآيات من 036-040 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:19 am

وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (٣٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكان السادة والكبراء من ملأ نوح يمرون عليه وهو يصنع السفينة يسخرون منه، بما يعني: ها هو بعد أن ادَّعى النبوة يتحوَّل إلى نجَّار، ثم يتساءلون: كيف تصل هذه السفينة من "الموصل" إلى البحر؟

ولم يكونوا قد علموا ما علمه نوح عليه السلام من أن الماء هو الذي سوف يأتي ليحمل السفينة.

ونحن نلحظ في قول الحق -سبحانه-: (وَيَصْنَعُ ٱلْفُلْكَ) (هود: 38).

تنفيذ الأمر الذي صدر من الله -سبحانه وتعالى- إلى نوح عليه السلام حين قال -سبحانه-: (وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ) (هود: 37).

ثم يقول الحق -سبحانه- بعد ذلك: (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ...).



سورة هود الآيات من 036-040 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

سورة هود الآيات من 036-040 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 036-040   سورة هود الآيات من 036-040 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:20 am

فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٣٩)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونلحظ في قول الحق -سبحانه-: (فَسَوْفَ) (تَعْلَمُونَ) أن الفعل الذي يعلمه نوح عليه السلام وهو أمر الإغراق سيحدث مستقبلاً؛ لأن أي حدث -كما نعلم- له أكثر من صورة، فإن جاء الكلام عن الحدث بعد وقوعه؛ كان الفعل ماضياً، وإن جاء الكلام وقت وقوع الحدث كان الفعل مضارعاً.

وإن جاء الكلام عن حدث لم يأت زمنه فالأمر يقتضي أن نسبق الكلام عن الحدث بحرف "السين" كأن نقول: "سيعلمون" وهذا عن الاستقبال القريب، أما عن الاستقبال البعيد فتأتي كلمة "سوف".

ونحن نعلم أن نوحاً عليه السلام قضى العديد من السنين وهو يصنع السفينة؛ ولذلك جاء بـ "سوف" لتدل على أوسع مَدًى زمنيٍّ.

وما الذي سوف يعلمونه؟

إنه العذاب، أيأتي لنوح ومن معه أم يأتي للذين كفروا من ملأ نوح.

لذلك يقول الحق -سبحانه- على لسان نوح عليه السلام: (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ) (هود: 39).

وفي هذا القول ما يؤكِّد أن نوحاً عليه السلام يعلم أن العذاب سوف يأتيهم؛ لأنهم كفروا وسَخِروا وقالوا: (فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ) (هود: 32).

وقول الحق -سبحانه-: (وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) (هود: 39).

نجد فيه كلمة (يَحِلُّ) وهي ضِدُّ الرحيل، وتفيد النزول من أعلى إلى مكان الإقامة، فَحَلَّ بالمكان، أي: نزلَ ليقيم به، والضِّدُّ هو الرحيل أو الترحال.

وقول الحق -سبحانه-: (مُّقِيمٌ) يعني أن العذاب الذي سيحِلُّ بهم عذاب دائم.

ويقول الحق -سبحانه وتعالى- بعد ذلك: (حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَمْرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ...).



سورة هود الآيات من 036-040 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

سورة هود الآيات من 036-040 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة هود الآيات من 036-040   سورة هود الآيات من 036-040 Emptyالخميس 14 نوفمبر 2019, 1:21 am

حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (٤٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكلمة (حَتَّىٰ) تدل على الغاية وكلمة (أَمْرُنَا) تدل على الطوفان، ثم الأمر من الحق -سبحانه- بأن يحمل فيها من كل زوجين اثنين، ومَنْ آمن معه وكانوا قِلَّة قليلة.

إذن: ففي قصة نوح عليه السلام أكثر من مرحلة، أمر من  بقوله: (وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ) (هود: 37).

وعمل من نوح عليه السلام بأن يصنع، وقد استغرق هذا الفعل وقتاً طويلاً من نوح عليه السلام إلى أن جاء أمر الطوفان الذي يدل عليه قول الحق -سبحانه-: (وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ) (هود: 40).

ومعنى كلمة (فَارَ) أي: أن الماء قد وصل إلى درجة الغليان.

فالماء يحتوي على هواء بدليل أن السمك يتنفس من الماء، وحين نغلي الماء نرى فقاقيع الهواء وهي تخرج من الماء، ثم يثقل الماء إلى أن تشتد سخونة الغليان، فيفور الماء منثوراً خارج إناء الغليان.

و"التنور" هو المكان الذي تتم فيه عملية الخبز، وخروج الماء من التنور هو علامة مميزة يعلمها نوح عليه السلام ليحمل من يريد نجاتهم، من المؤمنين، ومن متاع الدنيا كله.

وكانت العلامة هي خروج الماء من غير مَظَانِّه وهو التنور.

واختلف العلماء في تفسير كلمة "التنور" فمنهم من قال: إن التنور هو المكان الذي كان آدم عليه السلام يخبز فيه، أو هو المكان الذي كانت تعمل فيه حواء، أو هو بيت نوح، أو هو بيت سيدة عجوز.

وكل تلك التفسيرات لا تفيد ولا تضرُّ، المهم أن فوران التنور كان علامة بين نوح عليه السلام وربه، وأنه إذا ما فار التنور فعَلَى نوح أن يحمل من كل زوجين اثنين.

وقول الحق -سبحانه-: (ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ) (هود: 40).

تعني: أن يحمل من كل الكائنات، وتدل على ذلك كلمة (كُلٍّ) المنونة -وتفيد التعميم- أي: احمل في السفينة من كل شيء، تطلبه حياة الناجين من جميع أصناف النباتات والحيوانات، حتى الخنزير كان ضمن ما حمله نوح عليه السلام والذين يقولون إن تحريم الخنزير جاء؛ لأن نوحاً عليه السلام لم يحمله معه، لم يفطنوا إلى أهمية الخنزير كحيوان يأكل القاذورات وينظف الأرض منها؛ لأن كل كائن له مهمة، وليست مهمة الكائنات فقط أن يأكلها الإنسان.

وكلمة: (زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ) (هود: 40).

تدل على أن كلمة "زَوْجٍ" هي مفرد؛ بدليل قول الحق -سبحانه-: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) (النساء: 1).

إذن: كلمة "زَوْجٍ" تعني مفرد معه مثله، كزوج من الأحذية مثلاً.

أقول ذلك حتى لا نأخذ كلمة "الزوج" على أنها اثنان؛ ولذلك نجد الحق -سبحانه- يقول في آية أخرى: (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مَّنَ ٱلضَّأْنِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْمَعْزِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ) (الأنعام: 143-144).

وحين نجمع العدد سنجده ثمانية، ولو كانت كلمة "زوج" تطلق على الاثنين لصار العدد في تلك الآية الكريمة ستة عشر.

ويوضِّح القرآن الكريم أن كلمة "زوج" مفرد في قول الحق -سبحانه-: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ * فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ) (القيامة: 37-39).

إذن: فالذكر زوج، والأنثى زوج أيضاً.

وواصل نوح عليه السلام تنفيذ أمر الحق -سبحانه-: (ٱحْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ ٱلْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَآ آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ) (هود: 40).

وهكذا شاء الحق -سبحانه- أن يستبقي الحياة بنجاة كل ما تحتاجه الحياة بالسفينة، ويقال: إنهم عاشوا في تلك السفينة عامين.

ويقول الحق -سبحانه- بعد ذلك: (وَقَالَ ٱرْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ ٱللَّهِ مَجْريٰهَا وَمُرْسَاهَا...).



سورة هود الآيات من 036-040 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة هود الآيات من 036-040
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة هود الآيات من 051-055
» سورة هود الآيات من 056-060
» سورة يس الآيات من 31-35
» سورة يس الآيات من 71-75
» سورة ص الآيات من 76-81

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: هـود-
انتقل الى: