منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة يونس الآيات من 091-095

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة يونس الآيات من 091-095 Empty
مُساهمةموضوع: سورة يونس الآيات من 091-095   سورة يونس الآيات من 091-095 Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2019, 5:17 am

آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٩١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وهذا يعني: أتقول إنك آمنت الآن وإنك من المسلمين.

إن قولك هذا مردود؛ لأنه جاء في غير وقته، فهناك فرق بين إيمان الإجْبار وإيمان الاختيار، أتقول الآن آمنت وأنت قد عصيت من قبل، وكنت تفسد في الأرض.

وكان من الممكن أن يقبل الله سبحانه منه إيمانه وهو في نجوة بعيدة عن الشر الذي حاق به.

فالحق سبحانه لا يقبل إيمان أحد بلغت روحه الحلقوم، فهذا إيمان إجبار، لا إيمان اختيار.

ولو كان المطلوب إيمان الإجبار لأجبر الحق سبحانه الخلق كلهم على أن يؤمنوا، ولما استطاع أحد أن يكفر بالله تعالى، وأمامنا الكون كله خاضع لإمرة الله -سبحانه وتعالى- ولا يتأبَّى فيه أحد على الله تعالى وقدرة الحق -عز وجل- المطلقة قادرة على إجبار البشر على الإيمان، لكنها تثبت طلاقة القدرة، ولا تثبت المحبوبية للمعبود.

وهذه المحبوبية للمعبود لا تثبت إلا إذا كان لك خيار في أن تؤمن أو لا تؤمن.

والله سبحانه يريد إيمان الاختيار.

إذن: فالمردود من فرعون ليس القول، ولكن زمن القول.

ويقال: إنها رُدَّتْ ولم تُقبل -رغم أنه قالها ثلاث مرات- لأن قوم موسى في ذلك الوقت كانوا قد دخلوا في مرحلة التجسيم لذات الله وادعوا -معاذ الله- أن الله -تعالى الله عما يقولون- جلس على صخرة وأنزل رِجْليه في حوض ماء، وكان يلعب مع الحوت..

إلى آخر الخرافات التي ابتدعها بنو إسرائيل.

وحين أعلن فرعون أنه آمن بالإله الذي آمنت به بنو إسرائيل، فهذا يعني أنه لم يؤمن بالإله الحق سبحانه ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: (فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ...).



سورة يونس الآيات من 091-095 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة يونس الآيات من 091-095 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يونس الآيات من 091-095   سورة يونس الآيات من 091-095 Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2019, 5:18 am

فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

ونحن نعرف أن الإنسان مكوَّن من بدن، وهو الهيكل المادي المصوَّر على تلك الصورة التي نعرفها، وهناك الروح التي في البدن، وبها تكون الحركة والحياة.

وساعة نقول: "بدن"، فافهم أنها مجردة عن الروح، مثلما نقول: جسد.

وإذا أطلقت كلمة "جسد" فمعناها الهيكل المادي المجرد من الروح.

والحق سبحانه هو القائل: (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَىٰ كُرْسِيِّهِ جَسَداً) (ص: 34).

وكان سيدنا سليمان -عليه السلام- يستمتع بما آتاه الله سبحانه من الملك ما لا ينبغي لأحد من بعده، وسخَّر له الجن والرياح وعلّمه كل اللغات، وكان صاحب الأوامر والنواهي والهيمنة، ثم وجد نفسه قاعداً على كرسيه بلا حراك وبلا روح، ويقدر عليه أي واحد من الرعية، ثم أعاد الله له روحه إلى جسده، وهو ما يقوله الحق سبحانه: (.. ثُمَّ أَنَابَ) (ص: 34).

أي: أنه أفاق لنفسه، فعلم أن كل ما يملكه هو أمر مُفاضٌ عليه، لا أمر نابع من ذاته.

وهنا في الآية الكريمة التي نحن بصددها الآن يقول الحق سبحانه: (فَٱلْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً) (يونس: 92).

وباللهِ، لو لم يأمر الحق البحر بأن يلفظ جثمان فرعون، أما كان من الجائز أن يقولوا: إنه إله، وإنه سيرجع مرة أخرى؟

ولكن الحق سبحانه قد شاء أن يلفظ البحر جثمانه كما يلفظ جيفة أي حيوان غارق؛ حتى لا يكون هناك شك في أن هذا الفرعون قد غرق، وحتى ينظر من بقي من قومه إلى حقيقته، فيعرفوا أنه مجرد بشر، ويصبح عبرة للجميع، بعد أن كان جباراً مسرفاً طاغية يقول لهم: (مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي) (القصص: 38).

وبعض من باحثي التاريخ يقول: إن فرعون المقصود هو "تحتمس"، وإنهم حلَّلوا بعضاً من جثمانه، فوجدوا به آثار مياه مالحة.

ونحن نقول: إن فرعون ليس اسماً لشخص، بل هو توصيف لوظيفة، ولعل أجساد الفراعين المحنطه تقول لنا: إن علة حفظ الأبدان هي عبرة؛ وليتعظ كل إنسان ويرى كيف انهارت الحضارات، وكيف بقيت تلك الأبدان آية نعتبر بها.

وقد تعرَّض القرآن لمسألة الفرعون، فقال الحق سبحانه: (وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ) (الفجر: 10).

ويقول سبحانه في نفس السورة عن كل جبار مفسد: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ) (الفجر: 14).

ونلحظ أن كلام الحق سبحانه عن فرعون في سورة الفجر كان كلاماً يضمُّ إلى جانب حضارة الفراعنة حضارات أخرى قديمة، مثل حضارة عاد وحضارة ثمود.

وكذلك تكلم الحق سبحانه عن الفرعون في أثناء لقطات قصة موسى عليه السلام، ولكن الكلام يختلف في قصة يوسف عليه السلام، فلا تأتي وظيفة الفرعون، بل يحدثنا الحق سبحانه عن وظائف أخرى، هي وظية "عزيز مصر" -أي: رئيس وزرائها- ويحدثنا الله سبحانه عن ملك مصر بقوله: (وَقَالَ ٱلْمَلِكُ ٱئْتُونِي بِهِ) (يوسف: 50).

ولم يُكْتَشَف الفارق بين وظيفة "الفرعون" ووظيفة "الملك" في التاريخ المصري إلا بعد أن جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر وفك "شامبليون" رموز اللغة الهيروغليفيه من خلال نقوش حجر "رشيد"، فعرفنا أن حكام مصر القديمة كانوا يسمون "الفراعنة" إلا في فترة كانت فيها مصر تحت حكم "ملوك الرعاة" أو "الهكسوس" الذين أغاروا على مصر، وحكموها حكماً ملكياً وقضوا على حكم الفراعنة، ثم عاد الفراعنة إلى حكم مصر بعد أن خلصوها من سيطرة "الهكسوس".

وهكذا نجد أن إشارة القرآن في قصة يوسف -عليه السلام- كانت إلى الملك، ولم يأت فيها بذكر فرعون، وهذا دليل على أن القرآن قد سبق بعلمه أي اكتشاف، وكلما جاء اكتشاف جديد أو ابتكار حقيقي، نجده يؤيد كتاب الله.

ويُنهي الحق سبحانه الآية التي نحن بصدد خواطرنا عنها بقوله: (.. وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) (يونس: 92).

وهذا القول يوضح أن هناك من يغفل عن الآيات، وهناك من لا يغفل عنها، وينظر إلى تلك الآيات ويتأملها ويتدبرها، ويتساءل عن جدوى كل شيء، فيصل إلى ابتكارات واختراعات ينتفع بها الإنسان، أّذِن بميلادها عند البحث عنها؛ لتستبين عظمة الله في خلقه.

وحين ينظر الإنسان في تلك الابتكارات سيجدها وليدة أفكار مَنْ نظروا بإمعان، وامتلكوا قدرة الاستنباط، ولو لم يغفل الناس عن النظر في آيات الكون، والسماوات والأرض، لزادت الابتكارات والاختراعات، والحق سبحانه هو القائل: (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف: 105).

وحين ننظر إلى مكتشف قانون الجاذبية "نيوتن" الذي رأى ثمرة تفاح تسقط من شجرتها، نجد أن هناك عشرات الآلاف أو الملايين من البشر شاهدوا من قبله مشهد سقوط ثمرة من على شجرة، ولكن نيوتن وحده هو الذي تفكر وتدبر ما يحدث أمامه إلى أن أهتدى إلى اكتشاف قانون الجاذبية.

وجاء من بعد نيوتن من بنى سفن الفضاء التي تستفيد من هذا القانون وغيره.

وكذلك نجد من صَمَّم الغواصات، والبواخر العملاقة التي تشبه المدن العائمة، هؤلاء اعتمدوا على من اكتشف قانون "الطفو" وقاعدة "أرشميدس" الذي لاحظ أنه كلما غطس شيءٌ في المياه، ارتفع الماء بنفس حجم الشيء الغاطس فيه.

كل هؤلاء اكتشفوا -ولم يخلقوا- أسراراً كانت موجودة في الكون، وهم تميَّزوا بالانتباه لها.

وكذلك العالم الذي اكتشف "البنسلين" قد لاحظ أن أصيصاً من المواد العضوية كانت تنزل منه قطرات من الماء العفن، ورأى الحشرات التي تقترب من هذا الماء تموت، فأخذ عينة من هذا العفن وأخذ يُجري عليها بعض التجارب في معمله إلى أن اكتشف "البنسلين".

وقول الحق سبحانه: (وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ) (يوسف: 105).

فكأنهم لو لم يعرضوا لاستنبطوا من آيات الكون الشيء الكثير.

وكذلك القصص التي تأتي في القرآن، إنما جاءت ليعتبر الناس ويتأملوا، فحين يرسل الله رسولاً مؤيَّداً بمعجزة منه لا يقدر عليها البشر؛ فعلى الناس أن يسلّموا ويقولوا: "آمنا"، لا أن يظلوا في حالة إعادة للتجارب السابقة؛ لأن ارتقاءات البشر في الأمور المادية قد تواصلت؛ لأن كل جيل من العلماء يأخذ نتائج العلم التي توصل إليها مَنْ سبقوه، فلماذا لا يحدث هذا في الأمور العقدية؟

ولو أن الناس بدأوا من حيث انتهى غيرهم؛ لوجدنا الكل مؤمناً بالله تعالى، ولأخذ كل مولود الأمر من حيث انتهى أبوه، ولَوصَل خير آدم إلى كل من وُلِدَ بعد ذلك، لكن آفة البشر أن الإنسان يريد أن يجرب بنفسه.

ونحن نجد ذلك في أمور ضارة مثل: الخمر، نجدها ضارة لكل من يقرب منها، فإذا حرَّمها الدين وجدنا من يتساءل: لماذا تُحرَّم؟

وكذلك التدخين؛ نجد من يجربه رغم أن التجارب السابقة أثبتت أضراره البالغة، ولو أخذ كل إنسان تجارب السابقين عليه؛ فهو يصل عمره بعمر الآخرين.

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ...).



سورة يونس الآيات من 091-095 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة يونس الآيات من 091-095 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يونس الآيات من 091-095   سورة يونس الآيات من 091-095 Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2019, 5:19 am

وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٩٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكلمة "تبوأ" تعني إقامة مباءة أي: البيوت التي يكون فيها السكن الخاص، وإذا أطلقت كلمة "مبوأ" فهي تعني الإقليم أو الوطن.

والوطن أنت تتحرك فيه وكذلك غيرك، أما البيت فهو للإنسان وأسرته كسكن خاص.

أما الثري فقد يكون له جناح خاص في البيت، وقد يخصص الثريُّ في منزله جناحاً لنفسه، وآخر لولده وثالثاً لابنته.

أما غالبية الناس فكل أسرة تسكن في "شقة" قد تتكون من غرفة أو اثنتين أو ثلاثة حسب إمكانات الأسرة.

إذن: فيوجد فرق بين تبؤُّء البيوت وتبوء المواطن، فتبؤُّء المواطن هو الوطن.

وسبق أن قال الحق سبحانه لموسى وهارون عليهما السلام: (أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً) (يونس: 87).

هذا في التبوء الخاص، أما في التبوء العام فهو يحتاج إلى قدرة الحق تعالى، وهو سبحانه يقول هنا: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ) (يونس: 93).

والحق سبحانه أتاح لهم ذلك في زمن موسى -عليه السلام- وأتاح لهم السكن في مصر والشام، وهو سبحانه القائل: (سُبْحَانَ ٱلَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَى ٱلَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ) (الإسراء: 1).

وما دام الحق سبحانه قد بارك حوله فلابد أن فيه خيراً كثيراً، ولابد أن تكون الأرض التي حوله مُبوَّأ صدق.

وكلمة "الصدق" تعني جماع الخير والبر.

ولذلك نجد الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما سُئِلَ: أيكون المؤمن جباناً؟ قال: "نعم"، وحين سُئِلَ: أيكون المؤمن بخيلاً؟ قال: "نعم"، وحين سُئِلَ: أيكون المؤمن كذَّاباً؟ قال: "لا".

ولذلك فأنت تجد في الإسلام عقوبة على الزِّنَا، وعقوبة تُقام على السَّارق، أما الكذب فهو خصلة لا يقربُها المُسلم؛ لأن عليه أن يكون صادقاً.

وكل خصال الخير هي مُبوَّأ الصدق.

ولذلك نجد قول الحق سبحانه: (وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ) (الإسراء: 80).

وقول الحق سبحانه: (وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ) (يونس: 2).

وقول الحق سبحانه: (وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ) (الشعراء: 84).

أي: اجعل لي ذكرى حسنة فلا يقال فلان كان كاذباً، وأما قدم الصدق فهي سوابق الخير التي يسعى إليها؛ ولذلك كان الجزاء على الصدق هو ما يقول عنه الحق سبحانه: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ) (القمر: 55).

وهو مقعد عند مليك لا يبخل، ولا يجلس في رحابه إلا من يحبه، ولا يضن بخيره على من هم في رحابه.

ومقعد الصدق هو جزاء لمن استجاب له ربه فأدخله مدخل صدق، وأخرجه مخرج صدق، وجعل له لسان صدق، وقدم صدق.

وبعد أن بوَّأ الحق سبحانه بني إسرائيل مُبوَّاً صدق، في مصر والشام، وبعد أن قال لهم: (ٱهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ) (البقرة: 61).

أي: أن الحق سبحانه حقق قوله: (وَرَزَقْنَاهُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ) (يونس: 93).

وأنجاهم من فرعون، وكان من المفترض أن تستقيم أمورهم.

ويقول الحق سبحانه: (فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ) (يونس: 93).

والمقصود بذلك هو معرفتهم بعلامات الرسول الخاتم محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومنهم من ترقب مجيء النبي -صلى الله عليه وسلم- ليؤمن به، ومنهم من تمادى في الطغيان؛ لذلك قطَّعهم الله -سبحانه- في الأرض أمماً.

وحين ننظر إلى دقة التعبير القرآني نجده يحدد مسألة التقطيع هذه، فهم في كل أمة يمثلون قطعة، أي: أنه سبحانه لم يُذِبْهم في الشعوب.

بل لهم في كل بلد ذهبوا إليه مكانٌ خاصٌّ بهم، ولا يذَوبون في غيرهم.

والحق سبحانه يقول: (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ) (الإسراء: 104).

وقد يقول أحد السطحيين: وهل هناك سكن في غير الأرض؟

ونقول: لنا أن نلحظ أن الحق سبحانه لم يحدد لهم في أية بقعة من الأرض يسكنون، فكأن الحق سبحانه قد بيَّن ما أصدره من حكم عليهم بالتقطيع في الأرض أمماً؛ فهو سبحانه القائل: (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً) (الأعراف: 168).

وإذا كنا نراهم في أيامنا هذه وقد صار لهم وطن، فاعلم أن الحق سبحانه هو القائل: (وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) (الإسراء: 4).

وقد قال في آخر سورة الإسراء: (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الإسراء: 104).

والمجيء بهم لفيفاً إنما يعني أن يجمعهم في وطن قومي لتأتي لهم الضربة القاصمة التي ذكرها الحق سبحانه في قوله: (.. فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً) (الإسراء: 7).

لأننا لن نستطيع أن نحاربهم في كل بلد من البلاد التي قطَّعهم الله فيها، لكنهم حين يجتمعون في مكان واحد، إنما يسهل أن ينزل عليهم قضاء الله.

وحين ننظر إلى رحلتهم نجد أن "يثرب" كانت المكان الذي اتسع لهم بعد اضطهادات المجتمعات التي دخلوا إليها، وحين اجتمعوا في يثرب صار لهم الجاه؛ لأنهم أهل علم، وأهل اقتصاد، وأهل حرب.

وهم قد اجتمعوا في المدينة؛ لأن المخلصين من أهل الكتاب أخبروهم أن هذه المدينة هي المهجر لنبي ورسول يأتي من العرب في آخر الزمان؛ فمكثوا فيها انتظاراً له، وكانوا يقولون لكفار قريش: "لقد أظل زمان يأتي فيه نبي نتبعه، ونقتلكم فيه قَتل عاد وإرم".

وكان من المفروض أن يؤمنوا برسالته -صلى الله عليه وسلم-، لكنه ما إن أطل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنور رسالته حتى أنكروه خوفاً على سلطتهم الزمنية.

وهو ما تقول عنه الآية الكريمة التي نحن بصدد خواطرنا عنها: (فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ) (يونس: 93).

أي: أن علمهم بمجيء الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو مصدر اختلافهم، فمنهم من سمعوا إشارات عنه -صلى الله عليه وسلم- وعرفوا علاماته -صلى الله عليه وسلم-؛ فآمنوا به، ومنهم من لم يؤمن به.

وهم لم يختلفوا من قبل وكانوا متفقين، وتوعَّدوا المشركين من قريش.

وما إن أهلَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعلمت به "الأوس" و"الخزرج" أنه رسول من الله تعالى قد ظهر بمكة، فقالت الأوس والخزرج: إنه النبي الذي توعَّدتنا به يهود، فهيا بنا لنذهب ونسبقهم إليه قبل أن يسبقونا، فيقتلونا به.

فكأن اليهود هم الذين تسببوا في هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة؛ لأن الأوس والخزرج سبقوهم إليه؛ وهذا لنعلم كيف ينصر الله تعالى دينه بأعدائه.

ولذلك نجد أنهم في اختلافهم يأتي عبد الله بن سلام إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويقول: إن اليهود قوم بُهْتٌ، وإذا أنا آمنت بك يا رسول الله سيقولون فيَّ ما يسيء إليَّ؛ لذلك فقبل أن أعلن إسلامي اسألهم عنِّي.

وكان ابن سلام في ذلك يسلك سلوكاً يتناسب مع كونه يهودياً، ولما اجتمع معشر اليهود، سألهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: ما تقولون في ابن سلام؟

قالوا: حَبْرُنا وشيخنا وهو الورع فينا، وبعد أن أثنوا عليه ثناء عظيماً، قال ابن سلام: يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.

وهنا بدأ اليهود يكيلون له السِّباب، فقال ابن سلام: ألم أقُلْ لك يا رسول الله إنهم قوم بُهْت؟

إذن: فمعنى قوله سبحانه: (فَمَا ٱخْتَلَفُواْ حَتَّىٰ جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ) (يونس: 93).

أي: أن أناساً منهم بقوا على الباطل، وأناساً منهم آمنوا بالرسول الحق -صلى الله عليه وسلم-.

وينهي الحق سبحانه الآية الكريمة بقوله تعالى: (.. إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (يونس: 93).

أي: أن الله سبحانه وتعالى سوف يقضي بين ما جاءوا في صف الإيمان، وبين مَنْ بَقَوْا على اليهودية المتعصبة ضد الإيمان.

ونحن نلحظ أن كلمة (بَيْنَهُمْ) توضح أن الضمير عام، لهؤلاء ولأولئك.

ونقول: إن الحق سبحانه وتعالى يقضي يوم القيامة بين المؤمنين والكافرين، ويقضي أيضاً بين الكافرين، فمنهم من كان ظالماً لكافر، ومنهم من كان مختلساً أو مرتشياً، ومنهم من عمل على غير مقتضى دينه؛ لذلك يقضي الله سبحانه بينهم.

والآية تفيد العموم في القضاء ماضياً وحاضراً ومستقبلاً بين كل مؤمن وكافر، وبين كل تائب وعاصٍ.

ويقو الحق سبحانه بعد ذلك: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ...).



سورة يونس الآيات من 091-095 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة يونس الآيات من 091-095 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يونس الآيات من 091-095   سورة يونس الآيات من 091-095 Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2019, 5:20 am

فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (٩٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والخطاب هنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ونحن نعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد قال من البداية إنه لا يشك في رسالته، وحين وعده أهله بالسيادة قال: "والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يُظهره الله، أو أهلك فيه، ما تركته".

نقول: إن الحق سبحانه وتعالى يضمر خطاب الأمة في خطاب رسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الأتباع حين يقرأون ويسمعون الخطاب وهو موجَّه بهذا الأسلوب إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهم لن يستنكفوا عن أيِّ أمر يصدر إليهم.

ومثال ذلك: لو أن قائداً يصدر أمراً لاثنين من مساعديه اللذين يقودان مجموعتين من المقاتلين، فيقول القائد الأعلى لكل منهما: إياك أن تفعل كذا أو تصنع كذا.

والقائد الأعلى بتعليماته لا يقصد المساعدين له، ولكنه يقصد كل مرءوسيهم من الجند.

وجاء الأمر هنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ لتفهم أمته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما كان ليتأبَّى على أمر من أوامر الله، بل هو -صلى الله عليه وسلم- ينفّذ كل ما يؤمر به بدقة؛ وذلك من باب خطاب الأمة في شخصية رسولها -صلى الله عليه وسلم-.

وقول الحق سبحانه: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ) (يونس: 94).

هذا القول دليل على أن الذين عندهم علم بالكتاب من السابقين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يعرفون الحقائق الواضحة عن رسالته -صلى الله عليه وسلم-.

وإن الذين يكابرون ويكفرون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورسالته إنما يعرفونه كما يعرفون أبناءهم.

وقد قال عبد الله بن سلام: "لقد عرفت محمداً حين رأيته كمعرفتي لابني، ومعرفتي لمحمد أشد".

إذن: فالحق عندهم واضح مكتوبٌ في التوراة من بشارة به -صلى الله عليه وسلم-، وهذا يثبت أنك يا محمد صادق في دعوتك، بشهادة هؤلاء.

ويُنهي الحق سبحانه الآية بقوله تعالى: (.. لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ) (يونس: 94).

والحق القادم من الله تعالى ثابت لا يتغير؛ لأنه واقع، والواقع لا يتعدد، بل يأتي على صورة واحدة.

أما الكذب فيأتي على صور متعددة.

ولذلك فمهمة المحقِّق الدقيق أن يقلِّب أوجه الشهادات التي تقال أمامه في النيابة أو القضاء؛ حتى يأتي حكمه مصيباً لا مدخل فيه لتناقض، ولا يعتمد على تخيُّل أو أكاذيب.

وقول الحق سبحانه: (لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ) (يونس: 94).

إنما يدل على أن الذين قرأوا الكتاب قد عرفوا أنك رسول الله حقّاً، ومنهم من ترك معسكر اليهودية، وجاء إلى معسكر الإيمان بك؛ لأن الحق الذي جاء لا دخل للبشرية فيه، بل جاء من ربك: (.. فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ) (يونس: 94).

ومجيء الخطاب بهذا الشكل، هو كما قلت موجَّه إلى الأمَّة المؤمنة في شخص الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

والحق سبحانه يقول: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (الزمر: 65).

هذا القول نزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن غير المعقول أن يُشرِكَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وكل الآيات التي تحمل معاني التوجيه في الأمور المُنَزَّهِ عنها رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- خاصَّة بأمَّتِهِ.

وأيضاً يقول الحق سبحانه: (وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ) (يونس: 95).

والقول الحكيم ساعة يوجِّه إلى الخير قد يأتي بمقابلة من الشر؛ لتتضح الأشياء بالمقارنة.

ونحن في حياتنا اليومية نجد الأب يقول لابنه: اجتهد في دروسك، واستمع إلى مدرِّسيك جيّداً حتى تنجح، فلا تكن مثل فلان الذي رسب، والوالد في هذه الحالة يأتي بالإغراء الخيِّر، ويصاحبه بمقابله، وهو التحذير من الشر.

وقد قال الشاعر:
فالوَجْهُ مثلُ الصُّبحِ مُبْيَضُّ والشَّعْرُ مثلُ الليلِ مُسْوَدُّ
ضِدَّانِ لمّا استجمعا حَسُنَا والضِّدُّ يُظْهِر حُسنَهُ الضِّدُّ

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: (وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ...).



سورة يونس الآيات من 091-095 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49101
العمر : 72

سورة يونس الآيات من 091-095 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة يونس الآيات من 091-095   سورة يونس الآيات من 091-095 Emptyالإثنين 14 أكتوبر 2019, 5:20 am

وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٩٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وآيات الله سبحانه كما نعرفها متعددة؛ إما آيات كونية وهي الأصل في المعتقد الأول بأن خالقها هو الخالق الأعلى سبحانه، وتُلْفِت هذه الآيات إلى بديع صُنْعه سبحانه، ودقة تكوين خلقه، وشمول قدرتِه.

وكذلك يُقصد بالآيات؛ المعجزات المنزلة على الرسل -عليهم السلام- لتظهر صدق كل رسول في البلاغ عن الله تعالى وآيات القرآن الكريم التي تحمل منهج الله.

وهم كانوا يُكذِّبون بكل الآيات.

والخطاب في هذه الآية هو خطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وجاء معطوفاً على ما في الآية السابقة، حيث يقول الحق سبحانه: (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ) (يونس: 94).

وكل ما يرد من مثل هذا القول لا يصح أن نفهم منه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الممكن أن يشك، أو من المحتمل أن يكون من الذين كذَّبوا بآيات الله -سبحانه وتعالى- ولكن إيراد مثل هذا الأمر، هو إيراد لدفع خواطر البشرية، أيًا كانت تلك الخواطر، فإذا وجدنا الخطاب المراد به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التنزيل، فغاية المراد اعتدال موازين الفهم في أمّته تعليماً وتوجيهاً؛ لأن المنهج مُنزّل عليه لتبليغه لأمته فهو شهيد على الأمم.

وإذا كانت الآية التي سبقت توضح: إن كنت في شك فاسأل، فهو سبحانه يعطيه السؤال؛ ليستمع منه إلى الجواب، وليُسْمعه لكل الأمة؛ الجواب القائل: أنا لا أشك ولا أسأل، وحسبي ما أنزل الله سبحانه عليَّ.

ألم يَرِدْ في القرآن الكريم أن الحق سبحانه وتعالى يقول للملائكة يوم القيامة بمحضر من عبدوا الملائكة، ويشير إلى هؤلاء الذين عبدوا الملائكة ومخاطباً ملائكته.

(.. أَهَـٰؤُلاَءِ إِيَّاكُمْ كَانُواْ يَعْبُدُونَ) (سبأ: 40).

ونحن نعلم أن الملائكة: (.. لاَّ يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم: 6).

والحق سبحانه يعلم مسبقاً جواب الملائكة، وهم يقولون: (سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمْ) (سبأ: 41).

ولكنه سبحانه وتعالى أراد أن يُسْمِع من في الحشر كلهم جواب الملائكة وهم يستنكرون أن يعبدهم أحد من الخَلق، فهؤلاء الخلق إنما عبدوا الجن.

إذن: فالسؤال جاء؛ ليبين الرد عليه، مثلما يرد عيسى عليه السلام حين يُعبد من بعض قومه، ويسأله سبحانه عن ذلك: (أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ ٱللَّهِ) (المائدة: 116).

فيأتي الجواب: (سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ) (المائدة: 116).

إذن: فالمُراد أن يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: أنا لا أشك ولا أسأل.

والشك -كما نعلم- معناه: تساوي كفة النفي وكفة الإثبات، فإن رجحت واحدة منهما فهذا ظن، وتكون المرجوحة وَهْماً وافتراء وكذباً.

وكلمة "الشك" مأخوذة من مسألة حسية، فنحن نرى الصيادين وهم يصعون كل سمكة بعد اصطيادها في خيط يسمى "المشكاك".

وكذلك نرى من يقوم بـ (لضْم) العقود، وهو يشك الحبة في الخيط.

من هذا نأخذ أن الشك معناه: ضَمُّ شيء إلى شيء، ومنه الشكائك، وهي البيوت المنتظمة بجانب بعضها البعض.

ومنه "شاك السلاح" أي: الذي ضَمَّ نفسه إلى الدرع.

فالشك هو ضم شيء إلى شيء، وفي النسب تضم النفي والإثبات معاً؛ لأنك غير قادر على أن ترجِّح أحدهما.

وكل خطاب في الشك يأتي على هذا اللون.

والآية التي نحن بصددها تقول: (وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ) (يونس: 95).

ونحن نعلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو نفسه آية من الآيات، وهكذا نرى أن الخطاب مُوجَّه لأمته، فمن المستحيل أن يكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- من المكذِّبين لآيات الله -سبحانه وتعالى- لأن التكذيب بآيات الله تعالى يعني: إخراج الصدق إلى الكذب، وإخراج الواقع إلى غير الواقع.

والذين كذبوا بالآيات إما أنهم لا يؤمنون بإله، أو يؤمنون بإله ولا يؤمنون برسول، أو يؤمنون بإله ويؤمنون برسول ولا يؤمنون بما أنزِل على الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

والذي يؤيد هذا وجود آية في آخر السورة يقول فيها الحق سبحانه: (قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ) (يونس: 104).

فكأن الخطاب المقصود منه الأمة.

ويقول الحق سبحانه بعد ذلك: (إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتْ...).



سورة يونس الآيات من 091-095 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة يونس الآيات من 091-095
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة يونس الآيات من 051-055
» سورة يونس الآيات من 056-060
» سورة يونس الآيات من 061-065
» سورة يونس الآيات من 066-070
» سورة يونس الآيات من 071-075

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: يونس-
انتقل الى: