خـمــــس عـشـــــرة وصـيــــــة
مع بداية العـــام الهجري الجديد
عـــادل بن عبد العزيز المحلاوي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين

1- طول العمر نعمة لا تُقدّر بثمن، فكم من حبيب واريته الثرى، وكم قريب دفنته البِلى، فزادك الله بعدهم عمراً، وأمدك بالحياة، فاقدر هذه النعمة حق قدرها، واغتنمه بما ينفعك.

2- احمد الله على نعمة الإسلام، فبها النجاة من النّار ودخول الجنّة، فكم من سكّان الأرض من يسجد لبقرة، ومن يدعو حجرة، وأنت تسجد للواحد الصمد.

3- اغتنم زيادة العمر واعمل على تقوية إيمانك، فليس مثل الإيمان منزلة عند الله، والنّاس تتفاوت منازلهم عند ربهم بالإيمان والعمل الصالح؛ فاعقد العزم على أداء فرائض الله، وأتبعها بالسنن، فزيادة العمر مهلة تزداد بها الحجة عليك إن لم تُطع فيه ربك.

4- غيّر كل طبع تكرهه من نفسك كسوء خلق، وفظاظة قول، وسوء عشرة (وكن هيّناً ليّناً سهلاً) فهؤلاء هم أهل الجنّة، وحسّن معاشرتك للنّاس، فأنتَ بالنّاس ما دمت تعيش بينهم؛ فجامل، وتبسّم، ولطّف منطقك، واعف، وتغافل.. تعش أطيب حياة.

5- كن مغتنماً لزمانك ولا يضيعُ عليك سبهللاً، فما خسر المرء شيئاً كخسارة الوقت، ولا أتقن العبد أمراً كإتقانه إدارة الزمان.

6- وازن بين الحقوق فهناك حقٌ لربك، وحقٌ لوالديك، وحقٌ لولدك، وحقٌ لنفسك..فأعط كل ذي حق حقه.

7- احرص على زيادة العلم -فما رُفع أحدٌ بمثل العلم- فكن طالباً له، كثير القراءة، تشارك الأذكياء بعقولهم، وتكسب خبرات صفوة الخلق، واجتهد أن تضيف شيئاً في عامك، وارتق في أهدافك، وأعلى الأهداف ما قرّبك إلى ربك، وأعلى منزلتك، وزكت به نفسُك.

8- روّح عن نفسك بالمباح، فالترويح سبيل للجِدِّ بعده، وإذا روّحت عن ووالديك وولدك وصديقك فاحتسب ذلك عند الله ليكون لك طاعة.

9- اجتهد أن تكون لك كل خبيئة عمل صالح لا يعلم به أحدٌ إلا الله، واكتم حسناتك كما تكتم سيئاتك، ولا تظهرها إلا في حال المصلحة الراجحة، وأنسب الفضل لأهله.

10- لا يكن عامك الحالي كعامك السابق (فأنتَ في عام جديد، فأضف إليه جديداً) وزيادة العمر يعني نقصانه، فليكن كل يوم جديد بالنسبة لك فرصة للتزوّد من الخيرات، فلن ترحل من الدنيا بمثل الحسنات والباقيات الصالحات.

11- واقعك الاجتماعي لابد من النظر فيه، فإن كنتَ مقصراً في صلة رحمك، أو حقوق جارك فاجتهد أن تصلحه، فالصلة بركتها في الدارين، وحُسن الجوار طيب في الحياة وأحدوثة جميلة عنك بعد الممات.

12- كن جاداً في التعامل مع وسائل التواصل، فلا يختلف اثنان أنّها أصبحت السارق الأعظم للوقت، والمضيّع الأكبر لكثير من فرص الخير من طلب علم وقراءة قرآن بل زاحمت واجبات كثيرة كبِّر الوالدين، ورعاية حق زوج وولد، فتعامل معها بجدية وانضباط لئلا تكون سبباً لضياع زمانك وتفريطك بواجباتك.

13- لا يحمل قلبك كل يوم إلا التفاؤل الحسن، والظنّ الجميل بربه، فالله كريم لطيف رحيم، سيحقق الله لك الأماني، وسترى ما تُحب ولئن تأخرتْ قليلاً فإنّك لا تدري ما هو الأصلح لك، ولئن أصابك ضر فما بعده خير، ولئن غشيك مكروه فأيقن أنّ العاقبة أجمل.

14- ابتعد عن اليأس في حياتك، فمهما فشلت في مشاريع، فأمامك الفرص قائمة، لن تنتهي الدنيا بفقدان زوج، أو فشل في دراسة، أو خسارة تجارة.. ولا زالت فرص النجاح تملأ حياتك، وما عليك إلا الاستفادة من تجاربك وتصحيح الأخطاء، والعزيمة على تحقيق مرادك، واستعن بالله ولا تعجز.

15- في كل حوائجك، وفي كل أمر من أمورك كن كثير اللجوء إلى الله، عظيم الاضطرار له (وهذه الوصية جامعة ومهيمنة على جميع ما قبلها من الوصايا) فكن أفقر الخلق لربك، وأحوجهم لمولاك، وأصدقهم طلباً، وأحسنهم ظناً به، وأبشر بعطايا لا تتخيلها.

وفقك الله، ورضي عنك، وجعل ما بقي من عمرك خير لك ممّا مضى، وأبعد عنّا وعنك كل شر، وختم لنا ولك بخير.

وعام سعيد وعمر مديد بعطايا الرحمن.

كتبه أخوك:
عادل بن عبد العزيز المحلاوي
@adelalmhlawi
١٤٤١/١/١ هجري.

المصدر:
http://saaid.net/Doat/adelalmhlawi/24.htm