منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة Empty
مُساهمةموضوع: الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة   الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة Emptyالثلاثاء 06 أغسطس 2019, 11:11 pm

الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة

وفيه أربعة فصول:

الفصل الأول: كيفية توقف المحمل المصري والشامي

لاحظنا في الاحتفالات السابقة في مصر وفي مكة البدع والخرافات والموسيقيات والمزامير والطبول التي تصاحب المحمل الـمُحَمَّل بالكسوة الشريفة.           


فمن الطبيعي جدًا أن لا مكان لمثل هذه الاحتفالات في حكومة أنشأت على أساس كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.           


ولذا نجد أن الإمام سعود الكبير أول ما دخل مكة واستقر فيها كتب إلى مصدر المحامل بمنع قدومها.


جاء في كتاب (الكعبة والكسوة):

في اليوم الرابع من شهر المحرم سنة 1218هـ (1803م) دخل الإمام سعود الكبير ابن الإمام عبد العزيز مكة المكرمة حرسها الله في عهد أبيه، ولم يدرك الحج ولا حفل كسوة الكعبة، ولكنه علم ما يصحب الكسوة من بدع، فأراد منع تكرارها فيما يأتي من الأعوام فكتب إلى السلطان سليم يطلب إليه منع قدوم المحمل المصري والمحمل الشامي مصحوبين بالطبول والزمور، لأن ذلك من البدع التي يجب منعها.


ونص الكتاب: من سعود بن عبد العزيز السعود إلى سليم

أما بعد:

فقد دخلت مكة في اليوم الرابع من محرم سنة 1218هـ، وأمنت أهلها مع أرواحهم وأموالهم بعد ما هدمت ما هناك من أشياء وثنية، وألغيت الضرائب إلا ما كان منها حقًا، وأثبت القاضي الذي وليته أنت طبقًا للشرع، فعليك أن تمنع والي دمشق ووالي القاهرة من المجيء بالمحمل والطبول والزمور إلى هذا البلد المقدس، فإن ذلك ليس من الدين في شيء، وعليك رحمة الله وبركاته.


ويقول الدكتور منير العجلان:

"ومن المعروف أن السلفيين وخاصة الحنابلة منهم كانوا ضد هذه الطقوس المبتدعة، التي لا تخلو من شيء من المظاهر الوثنية، وقد تشدد الإمام سعود الكبير في منع المحمل العثماني من دخول مكة بأبهته المعهودة وحاشيته الموسيقية وحرسه المسلح، وعد ذلك مخالفًا للشرع...".


وبعد أن دخل مكة الإمام سعود بن عبد العزيز آل سعود لم يلبث بمكة إلا يسيرًا، وأقام عليها واليًا من طرفه، وعاد إلى نجد، فإذا الوالي من قبل الحكومة العثمانية الذي كان قد هرب من مكة عند دخول سعود الكبير عاد إليها وتسلم زمام الأمر فيها، وأخرج واليه (أي والي سعود الكبير).


ولكن سعود الكبير عاد بعد ذلك إلى الحجاز، واستولى على مكة مرة ثانية وذلك سنة 1221هـ.


وقال السباعي:

"وحج في هذا العام 1221هـ المحمل الشامي والمصري، فاعترض السعوديون على أمر المحامل، ونبهوا على أمرائها ألا يعودوا بعد عامهم هذا".


وقال أيضًا:

وفي موسم هذا العام 1221هـ وافت المحامل على جري عادتها، وقد أرسل أمير الحج الشامي كتبه بأنه قادم في الطريق، فأعاد السعوديون إليه الكتب يمنعونه من دخول مكة، فعاد من خلال الطريق.


وأما المحمل المصري فإنه وصل دون أن يتقدمه خبر، فهجم السعوديون عليه وأحرقوه.


وذكر الجبرتي هذا الخبر بتفاصيل أكثر فقال:

"في شهر جمادى الآخرة سنة 1221هـ في يوم الخميس ثالث عشرة وصلت قافلة من السويس وصحبتها المحمل، فأدخلوه، وشقوا به من المدينة، وخلفه طبل وزمر، وأمامه أكابر العسكر وأولاد الباشا ومصطفى جاويش المتسفر عليه، ولقد أخبرني مصطفى جاويش المذكور أنه لما ذهب إلى مكة، وكان الوهابي حضر إلى الحج واجتمع به، فقال لـه الوهابي: ما هذه العويدات التي تأتون بها وتعظمونها بينكم يشير بذلك القول إلى المحمل، فقال لـه: جرت العادة من قديم الزمان بها يجعلونها علامة وإشارة لاجتماع الحجاج، فقال: لا تفعلوا ذلك، ولا تأتوا بها بعد هذه المرة، وإن أتيتم بها مرة أخرى فإني أكسره".  انتهى.


ويؤكد الخبر السابق ما ذكره الجبرتي في مكان آخر فقال:

"وفي صفر سنة 1222هـ وصل حجاج المغاربة إلى مصر من طريق البر، وأخبروا أنهم حجوا وقضوا مناسكهم، وأن مسعود الوهابي وصل إلى مكة بجيش كثيف، وحج مع الناس بالأمن وعدم الضرر ورخاء الأسعار، وأحضر مصطفى جاويش أمير الركب المصري، وقال لـه: ما هذه العويدات والطبول التي معكم يعني بالعويدات: المحمل، فقال: هو إشارة وعلامة على اجتماع الناس بحسب عادتهم، فقال: لا تأت بذلك بعد هذا العام وإن أتيت به أحرقته، وأنه هدم القباب...".

*         *         *



الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة   الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة Emptyالثلاثاء 06 أغسطس 2019, 11:13 pm

الفصل الثاني: انقطاع الحج المصري والشامي
وفي عام 1223هـ انقطع الحج المصري والشامي، واتهمت الحكومة المصرية والشامية الحكومة الحجازية بأنها تمنع الناس عن الحج، مع أن الحكومة الحجازية لم تمنع الناس عن الحج، وقد دافع الجبرتي عن الحكومة الحجازية فـقال:  من الحوادث العامة في ذي الحجة سنة 1223هـ: انقطاع الحج الشامي والمصري معتلين بمنع الوهابي الناس عن الحج، والحال ليس كذلك، فإنه لم يمنع أحدًا يأتي إلى الحج على الطريقة المشروعة، وإنما يمنع من يأتي بخلاف ذلك من البدع التي لا يجيزها الشرع، مثل المحمل والطبل والزمر وحمل الأسلحة، وقد وصل طائفة من حجاج المغاربة وحجوا ورجعوا في هذا العام وما قبله، ولم يتعرض لهم أحد بشيء.

وقال السباعي:
كانت المحامل قد منعت في عهد السعوديين الأول، فلما عاد الحكم إلى العثمانيين في هذا العهد استؤنف المحمل الشامي والمصري مسيرهما إلى مكة. ولم أطلع على خبر المحمل الرومي...  وكان المحملان يستقبلان في جدة استقبالاً رسميًا واستمرت مصر في إرسال الكسوة دون أن تتأثر بالحرب العظمى الأولى إلى سنة 1430هـ.

تقدم أن في عام 1341هـ لما لم يسمح الشريف حسين ابن علي بنـزول البعثة الطبية المصرية الإضافية أبى المسئولون المصريون إنزال الكسوة، فأعادوا الباخرة إلى السويس مع ما فيها وفيها الكسوة الشريفة أيضًا، فكسى الشريف الكعبة بالكسوة التي كانت محفوظة في المدينة المنورة من صنع تركيا، ثم أرسلت مصر الكسوة عام 1342هـ وامتنعت عام 1343هـ  فكسى الشريف الكعبة بكسوة صنعت في الإحساء.
*         *         *



الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة   الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة Emptyالثلاثاء 06 أغسطس 2019, 11:15 pm

الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة Ocoo_a10

الفصل الثالث: عودة العهد السعودي الثاني وما جرى بين
الحكومة المصرية والسعودية وكيف عادت الكسوة والمحمل
وفي 20جمادى الآخرة عام 1344هـ انضمت الحجاز بما فيها مكة المكرمة إلى الدولة السعودية وفي هذه السنة أرسل جلالة الملك عبد العزيز برقية إلى حكومة مصر، وتكلم فيها عن حالة الأمن في الحجاز، ثم ذكر جلالة الملك فيها أنه يقابل المحمل وركب المحمل على الرحب والسعة، ويرحب بهم الترحيب اللائق بمقامهم، وبمصر وبأهل مصر وبمَلك مصْرَ، ويسمح بدخول البعثات الطبية كلها..

وتكلم عن الموسيقى والدخان وذكر أنه يلفت نظر الحكومة المصرية إلى ما سيذكره في شأنهما، ويرجو الموافقة عليه حفظًا لأواصر الصداقة والود، وقال عن الموسيقى إنها ولو كانت مُسَلِّيَة للجند ومُنَظِّمَة لسيرهم، فإنها تُلهي عن ذكر الله في البلاد التي أوجدها الله لذكره، وقال: إنه يقبل مجيئها لغاية جدة فقط، ويبدو أنه قبل هذه البرقية أرسل رسالة قريبة من هذه البرقية، طلب فيها تجريد حرس المحمل من السلاح ومنع انتقال الموسيقى المصاحبة للمحمل كما هو ظاهر من جواب الأستاذ محمد ماضي أبو العزايم المصري.

ونص جوابه:
(نشرت بعض الصحف أن الحكومة المصرية بلغها أن ملك الحجاز وسلطان نجد يمنع انتقال الموسيقى المصاحبة للمحمل من جدة إلى مكة ويطلب تجريد حرس المحمل من السلاح في الأراضي المقدسة مع حمل الكسوة من غير احتفال من جدة إلى مكة، وأن الحكومة تهتم بهذا الأمر ونحن حيال ذلك نقول إن مثل هذه الأخبار وإن صحت لا يهتم بها فإن مكة بلد الله وسكان بيته المكرم وأن الحج فريضة علي كل مسلم بالغ مستطيع...

ومن فرائض الحج (الإحرام) وهو التجرد من المخيط إجلالاً للبيت كما فرضت الشريعة  ولما كان القادم إلى مكة يجب عليه أن يتجرد من محيط الملابس ومخيطها وأن يكون أشعث أغبر إقرارًا بأنه عبد قدم على بيت سيده ومولاه، ونحن نرى الداخل على ملك من الخلق يلبس لـه لباسًا رسميًا بحيث لو لبس غيره لكان مخالفًا لآداب الزيارة مستهينًا بالملك ودخول مكة بالموسيقى وبالسلاح ينافي العبودية لرب البيت في جواره فالمتعين شرعًا الرجوع إلى آداب الشريعة في مثل هذه المشاهد، ولو أن نص الواقف إرسال المحمل بقوة عسكرية وموسيقى فإن شروط الواقف لا تنفذ إذا كانت تخالف آداب العبد لربه في جوار بيته.          

وإنا لنشكر الإمام عبد العزيز آل سعود ملك الحجاز على رعايته تلك الآداب الفاضلة.          

فإن الإنسان إذا خالف آداب حاكم من الخلق يرمى بسوء الأدب فكيف إذا خالف الآداب مع أحكم الحاكمين واعتقادي أن الحكومة المصرية يسرها جدًا أن يكون في الحجاز ملك يعظم البيت ويراعي حرمة آدابه فإن أجمل اللباس يلبسه القادم على البيت هو لباس الذلة والاحتقار والتواضع والانكسار.          

والحكومة المصرية أحرص على قلوب الأمة من أن تفتح عليها بابًا يظن منه تأخير المحمل أو حقوق أهل الحجاز.          

فإن الحج فريضة لا يسقط إلا بفقد الاستطاعة أو بمرض مقعد، واعتقادنا في ملك الحجاز وسلطان نجد العناية بمناسك الحج واللطف والرحمة بكل وافد على بيت الله مع الحرص على رعاية آداب الشريعة المطهرة.  (محمد ماضي أبو العزايم).

وجاء موسم الحج لعام 1344هـ، ووصل المحمل المصري يحمل الكسوة، ولكن صحبها جنود مصريون مسلحون وضباط وقائد، ولم يُرد الملك أن يحدث أزمة  بمنعه بعد وصوله، فسمح للقوة العسكرية بالنـزول، ولكن توجس منها الخيفة، وقد حدث ما حدث في حج تلك السنة بمنى من البعثة المصرية المسلحة المصاحبة للمحمل ولطف الله سبحانه وتعالى بحجاج بيته المعظم من شر تلك الحادثة   بفضله وبفضل ما استعمله جلالة الملك عبد العزيز من الحكمة والمخاطرة بنفسه في تلك الليلة التي هي ليلة الموقف بعرفة 9 ذي الحجة سنة 1344هـ وكان حجاج بيت الله تعالى مكتظين بين منى وعرفات، وكانت مقذوفات حرس المحمل من مدافع ورشاشات وبنادق تمطر نيرانها هنا وهناك، والحمد لله على لطفه في تلك الليلة.

فلو نظرنا إلى ما جاء في جريدة (أم القرى) نقلاً من جرائد مصر وما حدث في حج تلك السنة من حوادث مؤلمة في منى من قبل حرس المحمل المصري تبين التناقض، وما كان يضمر الحرس من النية السيئة إن لم تكن الحادثة حادثة وقت غير مدبرة من الأول.  والله أعلم.
*         *         *



الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في السبت 10 أغسطس 2019, 5:12 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49318
العمر : 72

الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة   الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة Emptyالثلاثاء 06 أغسطس 2019, 11:16 pm

الفصل الرابع: حادثة المحمل بمنى
تقدَّم أن ركب المحمل المصري لما وصل مكة المكرمة نزل في مكانه المعتاد وقد زاره الملك مع بعض أولاده وحاشيته، ثم سار المحمل من مكانه مساء الاثنين من ذي الحجة قاصدًا منى وعرفات، وكان يحيط به بعض نفر من حرس جلالة الملك يمنعون الناس من المرور في طريق المحمل، لئلا يتعرض المحمل ومن معه لسوء، وليكون رجال المحمل في راحة من زحام الناس، فسار المحمل بكل راحة وهناء حتى بلغ آخر منى حيث كانت خيام حجاج أهل نجد، وكانوا أكثر الحجاج عددًا في ذلك العام، فرأى عربان نجد أمامهم (المحمل) القادم مع الركب المصري على جمل يتهادى بين الجموع، تحيط به موسيقاه وعساكره ودباباته، وإذ ذاك لم يسمع الناس إلا أصوات الأبواق تتصاعد من رجال ركب المحمل، وهذه كان ينكرها أهل نجد، ولا يعرفونها، ولم يكن أحد يعلم سببًا لصوت البوق في ذلك المكان، وما درى غير الذين يفهمون إشارة الأبواق ماذا كان يراد من تلك الأصوات، وماذا فهم الجند منها، لأنها كانت تضرب مشعرة الجند بأوامر تتعلق بالموقف.

فلما سمع البدو النجديين هذه الأصوات ­وكانوا في خيام بالقرب من طريق المحمل­ أقبلوا إلى جهة المحمل، وأنكروا ضرب الأبواق في ساعة من ساعات العبادة، وفي مشعر من المشاعر الحرام، فردهم رجال الحرس الملكي الخاص بعنف وشدة، فلم ينتهوا وكان ذلك قريبًا من خيمة جلالة الملك نفسه، فأوصل الجند الخبر إليه فأمر نجله الأمير فيصل بالسير إلى محل المحمل ليمنع أي اعتداء عليه، فسارع سموه إليه من غير أن يأخذ قوة معه، فلما وصل المكان وجد بعض البدو يتنابزون ألفاظ السباب ويتبادلونها، وتجاوز بعضهم إلى رمي الحرس ببعض الحجارة، فطلب من رجال المحمل أن لا يتجاوزوا موقعهم، وانكفأ على البدو يعرفهم بنفسه، ويمنعهم عن تعرض المحمل ويطاردهم بمن معه من حرسه، وطلب من جلالة والده مزيدًا من الحرس فأرسل أكبر أنجاله الأمير سعود لنجدة أخيه بقوة من الجند.

وبينما هما يحاولان تهدئة الموقف وإذا أمير الحج المصري (محمود عزمي باشا) أمر بنصب المدافع والرشاشات وإطلاق نيرانها على الجموع يمنة ويسرة تقتل وتجرح الآمنين، وما هي إلا لمحات والناس يقبلون ويهرعون نحو مخرج النار ملبين ومهللين، وكثير منهم ما كانوا يعلمون عن الخبر شيئًا، وكانت الفتنة في البداية صغيرة في طور السباب والشتائم، فلم يشعر الناس إلا والنار تقذف فعظم الشر، وكان قوة المحمل لا يزيد عددها عن الأربعمائة جندي وعدد الذين كانوا هدفًا لنيران حرس المحمل لا يقلون عن التسعين ألفًا من الحجاج النجديين وكلهم كانوا أولو بأس شديد، وقد قتلت النيران بعضهم، ولم يبق عليهم إلا أن يقابلوا الشر بالشر مثله.

وفي ذلك الموقف المحرج المزعج سمع جلالة الملك أصوات البنادق والمدافع فاستعاذ بالله وخرج لساعته من سرادقه نحو النار، والنار ترمي بشررها في ذلك الليل المظلم البهيم، ولم يفكر في أهله وأطفاله، ولم يفكر بمملكته وخرج ليحمي المحمل وليحمي الحجيج، وتبعه أولاده وإخوانه وأولاد إخوانه، وكل من يدلي إليه بقرابة أو نسب مشى بهم إلى حيث النيران تطلق، فلم يقترب من المحمل إلا وقد أناخ عليه من كل جمع من الإخوان ركب يسائرون أمره، وأخبروه أن قتلاهم يضرجون بدمائهم، فتأثر إذ ذاك تأثرًا بليغًا، وتوجه إلى الإخوان وقال: أذكركم الله وهذا الموقف، أذكركم دينكم، أذكركم حميتكم الإسلامية وشيمتكم العربية أن حجاج بيت الله ضيوفنا، وهم في وجوهنا فلا تمد إليهم يد بأذى.

إنني سأقف أمام ركب هذا المحمل، واعلموا أنه لا تمد يد إليه بسوء وفي (هذا العنق) دم يجري، سمع الإخوان هذا الكلام، وكانت النار تكاد تخرج من أنوفهم، فكان ذلك النداء بردًا وسلامًا، وحملوا سيوفهم وكروا على المجتمعين حول المحمل يردونهم بسيوفهم.

لم يكن بعد أن سمع الإخوان كلام إمامهم ونداءه غير دقائق حتى رجع كل منهم إلى مكانه وقد وتر من وتر منهم، وقتل من قتل منهم، ولم يصب أحد من جند المحمل غير رجل أصيب بحجر في أنفه، وأصابت يد جندي آخر برصاصة طائشة، أما من أهل نجد فقتل منهم خمسة وعشرين بين رجل وامرأة وطفل وقتل من الإبل أربعون بعيرًا، وهكذا هدأت الفتنة.

وقال الزركلي ­بعد أن هدأت الفتنة­:
أمر جلالة الملك ابنه فيصلاً أن يتولى إحاطة الجنود المصريين بجنود سعوديين يحرسونهم من أن يتعرض لهم أحد حتى تتم مناسك الحج.

 وقال أيضًا:
وبعدما انقضى الحج أرسل معهم الأمير مشاري ابن سعود بن جلوي، وثلة من الجند السعوديين تحرسهم إلى جدة وسافروا منها إلى مصر آمنين.

فلما كان عام 1345هـ وحان وقت مجيء الكسوة من مصر منعت الحكومة المصرية إرسال الكسوة المعتادة للكعبة المعظمة مع عموم العوائد مثل الحنطة والصرور وما شاكل ذلك التي هي من أوقاف أصحاب الخير على أهل الحرمين منذ مئات السنين ولم تملك منها الحكومة المصرية شيئًا سوى النظارة عليها بسبب أنها الحاكمة على البلاد، ولم تخبر الحكومة المصرية الحكومة السعودية بذلك إلا في غرة ذي الحجة.

وما عملوا ذلك إلا ليوقعوا جلالة الملك في حرج شديد.

ولكن الله سبحانه وتعالى أعانه واستطاع بمساعدة رجاله المخلصين إعداد كسوة في خلال عشرة أيام، فصنعت من الجوخ الأسود الفاخر مبطنًا بالقلع المتين، وركبت عليها الستارة والأحزمة المطرزة بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وفي رواية: بالذهب الفضي المموه بالذهب مع ستارة الباب (البرقع)، ولم يأت اليوم الموعود إلا والكعبة لابسة تلك الكسوة التي عملت ونسجت في بضعة أيام.

وبهذا السبب عزم جلالة الملك عبد العزيز بإنشاء معمل ومصنع لكسوة الكعبة حتى يُبْعد كسوة الكعبة من سياسة الحكومة المصرية وذلك في مستهل شهر محرم الحرام سنة 1346هـ.
*        *        *



الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الباب الثالث: حوادث مهمة في تاريخ الكسوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: كســـــوة الـكــعــبـــــة الـمـشـرفـــــة-
انتقل الى: