3- بعض آداب خروج المرأة من البيت
    الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

وبعد:
    الأصل للمرأة أن تجلس في البيت قال الله تعالى: }وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ{

    وقال الله تعالى:
}وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ{ وفي هذه الآية الكريمة نص واضح في وجوب تحجب النساء عن الرجال وتسترهن وقد أوضح الله سبحانه في هذه الآية أن التحجب أطهر لقلوب الرجال والنساء وأبعد عن الفاحشة وأسبابها وأشار سبحانه إلى أن السفور وعدم التحجب خبث ونجاسة وأن التحجب طهارة وسلامة.

وقد حدد الإسلام لخروج المرأة من البيت للحاجة الماسة بشروط منها:
    1) الخروج للحاجة لا للهو وإضاعة الأوقات كما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أذن لكن في الخروج لحاجتكن». رواه البخاري ومسلم.

    2) الخروج بإذن الزوج أو الولي من الأب أو الأم أو الأخ والعم ولقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «أيما إمرأة خرجت من بيتها بغير إذن زوجها كانت في سخط الله تعالى حتى ترجع إلى بيتها أو يرضى عنها زوجها». روي هذا الحديث عن أنس بإسناد ضعيف.

    3) أن تطيل المسلمة لباسها إلى أن يستر قدميها وأن تسبل خمارها على رأسها فتستر عنقها ونحرها وصدرها ووجها لأن الوجه مجمعٍ المحاسن وأن لا يكون حجابها خفيفاً ولا ضيقاً ولاقصيراً بل يكون سميكاً وأن يكون خالياً من الألوان المغرية والزينة الظاهرة ولا متعطرة ولا تلبس ملابس الرجال ولا غيرها مما هو خاص بهم وقد ورد في الأحاديث الصحيحة اللعن للمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال قال تعالى: }يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ{ إلى آخر الآية الكريمة.

    4) وأن تغض نظرها في سيرها فلا تنظر هنا وهناك لغير حاجة وإذا احتاجت إلى محادثة الرجال تتحدث إليهم بعادي الكلام فلا تلين بصوتها ولا تخضع به لئلا يطمع فيهن من في قلبه مرض, قال الله تعالى: }فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا{ولقوله تعالى: }وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ{.

    5) ترك التعطر واستعمال أدوات الزينة فتخرج من البيت ويجد الناس رائحة العطر منها كما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية». رواه النسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهم والحاكم وقال صحيح الإسناد.

    6) تمشي متواضعة في أدب وحياء ولا تتخذ خلاخل ولا حذاء يضرب على الأرض بقوة فيسمع قرع حذائها فربما وقعت الفتنة, قال تعالى: }وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ{.

    7) لا ترفع النقاب عن وجهها في الطريق والأسواق ومجامع الرجال إلا أن تضطرها إلى ذلك حاجة وعلى قدر تلك الحاجة.

    وإذا دخلت على صديقة لها تزورها فلا تضع ثمنة  ثيابها فقد يكون في البيت رجل يتلصص أو يكون في المجلس امرأة سوء فتصفها لمن يرغب فيها ولا ريب أنه يحرم على المرأة أن تصف امرأة أجنبية لزوجها فقد يدعو ذلك إلى الإثم كما صح عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها».

    9) ولا تسافر المرأة سفر اليوم وليلة إلا مع ذي محرم لها لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل لامرأة أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم عليها» وهو زوجها أو من تحرم عليه، والحديث متفق عليه.

وقال رجل يا رسول الله إن إمرأتي خرجت حاجة وأني اكتتبت في غزوة كذا وكذا, فقال: «انطلق وحج مع امرأتك», وقد كانت الزوجة من السلف الصالح تقول لزوجها إذا خرج إلى عمله اتق الله وإياك والكسب الحرام, إنا نصبر على الجوع والضر ولا نصبر على النار».