منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الإخوة في الله حقوق وواجبات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

الإخوة في الله حقوق وواجبات Empty
مُساهمةموضوع: الإخوة في الله حقوق وواجبات   الإخوة في الله حقوق وواجبات Emptyالأحد 07 نوفمبر 2010, 7:31 am

أيها الأخوة الموحدون :
أنه لنص عظيم يظهر لنا كم نحن مقصرون بحق أخوتنا الموحدين الذين يستنصرونا كل يوم في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من بقاع الأرض التي يعتدي فيها على حرمات الموحدين من الكفرة الظالمين والمحاربين .

( وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ ) هكذا عموماً ، النصر بالمال ، والنصر بالنفس ، والنصر بالقلم والنصر بكل وسائل النصر ، والتأييد بكل وسائل التأييد .

عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَبَا طَلْحَةَ بْنَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّ يَقُولَانِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَه ) وقال صلى الله عليه وسلم : (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ) ولا يسلمه : أي إلى عدوه فلا تخلي بينه وبين المعتدي عليه ما استطعت لذلك سبيلاً .
ولا يخذله : أي لا يترك نصرته .

وقال صلى الله عليه وسلم : ( ...أعينوا المظلوم ..) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( ..وأغيثوا الملهوف ..)
وقال صلى الله عليه وسلم : ( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ) .

فدماء المسلمين واحدة ، وأعراضهم واحدة ، وأموالهم واحدة ، والنبي صلى الله عليه وسلم أعلن ذلك بقوله :
(ِ الْمُؤْمِنُونَ تتَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ ) يقول شراح الحديث في شرح قوله : ( وهم يد على من سواهم ) (( وهم يد على من سواهم ) أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا على جميع الأديان والملل كأنه جعل أيديهم يدا واحدة وفعلهم فعلا واحدا .))
فكلما أعتدي – أخي الموحد – على دم موحد فكأنما أعتدي على دمك ، وكلما أعتدي على عرض أخ موحد فكأنما أعتدي على عرضك ، وكلما أعتدي على مال أخ موحد فكأنما أعتدي على مالك ..
ويا أسفاه ..كم ترتفع نداءات المستضعفين والثكالى ، والتي تنشد إيمان الموحدين وتطلب النصرة منهم ولكنها لا تجد نخوة المعتصم .
كم من وامعتصماه انطلقت
لم تلامس نخوة المعتصم
فهذه نصوص قطعية الثبوت ، قطعية الدلالة ، من وجوب نصرة المسلم لأخيه المسلم الموحد .
واضحة الدلالة تبقى حجة صارخة على كل من هو يرفل في النعيم واللذات ، ويرفع أرصدته في بنوك الغرب ، وأخوته – إن صحت له أخوة – يذبحون تحت سياط جلاديهم .

أما فيما يتعلق بفك العاني فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : (فُكُّوا الْعَانِيَ -يَعْنِي الْأَسِيرَ وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ وَعُودُوا الْمَرِيضَ ) والعواني هم أسارى الموحدين كما فسره سفيان بن سعيد بن مسروق راوي الحديث .

وكم وكم من الموحدين يقبع في سجون الطواغيت ويلقى من الأذى والعذاب ما لا يعلمه إلا الله ليس لشيء إلا أن يقول ربي الله .
فواجب على الموحدين أن ينصروا أخوتهم في سجون الطواغيت ، وألا يقفوا مكتفي الأيدي حيال قضية أسرى الموحدين ، ويتلخص ما يمكن أن تقوم به – أخي الموحد – تجاه أخوتك الأسرى بما يلي :
- تأسيس منظمة للدفاع عن حقوق أسرى المسلمين ، ونشر قضيتهم ، وفضح الطواغيت عالمياً ، ومحاولة إخراجهم من السجون حتى ولو بالقوة وذلك حسب سياسة جماعة المسلمين .

- إعانة أهاليهم بكل وسائل العون المعنوي والمادي .
- محاولة زيارتهم ، وتقديم المعونات لهم داخل السجن إن أمكن ذلك .
- ذكرهم دائماً بالدعاء .
إن عدد الموحدين القابعين في سجون الطواغيت مذهل ، وكذلك ما يلقونه من صنوف العذاب .

قال الإمام مالك رجمه الله تعالى : " يجب على المسلمين فداء أسراهم ، وإن استغرق ذلك أموالهم ".
وذكر أبن عابدين فقيه الحنفية صورة فقال " مسلمة سبيت بالمشرق ، وجب على أهل المغرب تخليصها من الأسر ."
فهل يفقه هذا أصحاب الكروش النفطية ، والعروش الذهبية ، والقصور والجواري ، ممن يبذَرون أموال الأمة شرقاً وغرباً ، وبعد ذلك لا يستحون من الانتساب للتوحيد ودعوة التوحيد.
نسأل الله تعالى أن يفرج عن أسرى الموحدين ، ويعجَل بهلاك الطواغيت وأعوانهم على أيدي الموحدين ..آمين .

6- واجبات اجتماعية :
أوجب الإسلام واجبات عديدة لإدامة صلة الأخوة الإيمانية ، بين الموحدين ، ولزيادة المحبة فيما بينهم وهذه جملة من الواجبات المستحبات أشير إليها بشكل موجز :

أ- قبول الهدية واستحباب الإثابة عليها :
وذلك أن الهدية تزيد المحبة بين الأخوة ، وتنمي المودة ، وهذا ما عبر عنه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله : (تَصَافَحُوا يَذْهَبْ الْغِلُّ وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا وَتَذْهَبْ الشَّحْنَاءُ ) وخصوصاً إذا كانت الهدية بعد مناسبة من نجاح أو زواج أو غيره ...

وكان من هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن يثيب على الهدية ويقبلها روى البخاري في صحيحه : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَيُثِيبُ عَلَيْهَا )
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : ( قوله : ( يقبل الهدية ويثيب عليها ) أي يعطي الذي يهدي له بدلها , والمراد بالثواب المجازاة وأقله ما يساوي قيمة الهدية . واستدل بعض المالكية بهذا الحديث على وجوب الثواب على الهدية إذا أطلق الواهب وكان ممن يطلب مثله الثواب كالفقير للغني , بخلاف ما يهبه الأعلى للأدنى , ووجه الدلالة منه مواظبته صلى الله عليه وسلم , ومن حيث المعنى أن الذي أهدى قصد أن يعطي أكثر مما أهدى فلا أقل أن يعوض بنظير هديته , وبه قال الشافعي في القديم , وقال في الجديد كالحنفية : الهبة للثواب باطلة لا تنعقد لأنها بيع بثمن مجهول , ولأن موضوع الهبة التبرع فلو أبطلناه لكان في معنى المعاوضة , وقد فرق الشرع والعرف بين البيع والهبة , فما استحق العوض أطلق عليه لفظ البيع بخلاف الهبة . وأجاب بعض المالكية بأن الهبة لو لم تقتض الثواب أصلا لكانت بمعنى الصدقة , وليس كذلك فإن الأغلب من حال الذي يهدي أنه يطلب الثواب ولا سيما إذا كان فقيرا , والله أعلم .)

ب- إجابة الدعوى :
فإذا دعا المسلم أخاه المسلم إلى دعوة طعام أو غيره ، فمن حقه عليه أن يجيب دعوته ، إلا إذا عنده عذر شرعي يعتذر به ، إن دعوة المسلم لأخيه المسلم صلة اجتماعية تعبر عن مودّة وأخوّة ، وهذه الصلة تستدعي أن تقابل بالاستجابة ، لا بالرفض ، والمستجيب يعقد من طرفه حبل الصلة الذي مده إليه أخوه.
قال صلى الله عليه وسلم : ( حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ ) .

ج- ستر المسلم لأخيه المسلم :
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :(من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة) .
من حق المسلم على أخيه المسلم أن ستره ولا يفضحه ، والله تعالى يكافئه من جنس عمله فيستره يوم القيامة ، وجاء في حديث آخر ، أن الله يستره في الدنيا والآخرة .

وستر المسلم لأخيه المسلم يعتبر من مكارم الأخلاق ، فإذا اطلع المسلم على خطيئة أو معصية أو نقيصة وقع بها أخوه المسلم بينه وبين ربّه ، ولم يجاهر بها أمام الناس ، بل تستر بها وتوارى واستحيى فيها ، فما هو الغرض من فضيحته ونشر خطيئته بين الناس إذا كانت من الأمور التي لا تتعلق بها حقوق شخصية للآخرين ، أو حقوق عامة ترتبط بها مصالح المسلمين الكبرى ؟ ، إنه لا مصلحة في ذلك ، بل الغرض تعييره وتنقيصه وإنزال مكانته بين الناس .

وإرادة الفضيحة هي من قبيل إشاعة الفاحشة وفعل السوء في المسلمين ، وهي تعبَر عن رذيلة خلقية في الإنسان .
من ذا الذي يريد لأخيه المسلم الإهانة ونزول المكانة إلاّ من كان في نفسه عقدة من رذائل الأخلاق .

وقد أنذر الله سبحانه وتعالى الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا بالعذاب الأليم في الدنيا والآخرة فقال تعالى في سورة النور 24 : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) .

د- تشميت العطاس :
أما تشميت العاطس ، فهو أدب من الآداب الإسلامية الاجتماعية ، وهو ينم عن ذوق رفيع في مجالس المسلمين ، إذ يتصيّد المسلم أدنى مناسبة ليدعو لأخيه المسلم بدعوة كريمة ، وليوجّه له كلمة حلوة ، يجذب بها من قلبه خيطاً من خيوط العواطف الإنسانية ، التي تنسج بها وشائج المودة والمحبة ، وتوثق بها روابط الإخاء .

وحين يتلقى العاطس الدعاء له من إخوانه يشعر في ذات نفسه بأن شركاءه في المجلس قد اهتموا بشأنه ، عند هذه العارضة اليسيرة التي تعرض لها ، فدعوا له بالرحمة ، فكيف يكون اهتمامهم به إذا نابه شيء كبير ، وعندئذ يردّ لمن دعا له بالرحمة .

أما الدعوة بإصلاح البال فهي زيادة بارعة تشير إلى أن سبب البدء بالدعوة بالرحمة انشغال بال الأخ عن أخيه ، إذ سمعه عطس وحمد الله تعالى ، فكأنه يقول له :ولا أقلق الله بالك على نفسك أو أخ أو قريب أو حبيب."

هـ- إحسان الظن وسلامة الصدر :
ومن حسن المعاشرة بين الإخوان إحسان الظن بهم ، وحمل ما يصدر عنهم من كلام على احسن المحامل ، وقد نهينا عن ظن السوء فإنه أكذب الحديث ، كما في حديث أبا هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (َ إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيث وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا إِخْوَانًا وَلَا يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَتْرُكَ ) ، قال القرطبي " المراد بالظن هنا التهمة التي لا سبب لها كمن يتهم رجلاً بالفاحشة من غير أن يظهر عليه ما يقتضيها ، ولذلك عطف عليه قوله : ( ولا تجسسوا ) وذلك أن الشخص يقع له خاطر التهمة فيريد أن يتحقق فيتجسس ويبحث ويستمع ، فنهى عن ذلك ، وهذا الحديث يوافق قوله تعالى يا أيها الَّذِين َ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ) [ الحجرات : 12] ، فدل سياق الآية على الأمر بصون عرض المسلم غاية الصيانة ، لتقدم النهي عن الخوض فيه بالظن ، فإن قال الظان أبحث لأتحقق ، قيل هل ( ولا تجسسوا ) فإن قال تحققت من غير تجسس قيل له ( ولا يغتب بعضكم بعضاً ) " .

وفيما يتعلق بسلامة الصدر قال تعالى على لسان المؤمنين : (وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [ الحشر : 10 ] و يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِمَنْ يَحْرُمُ عَلَى النَّارِ أَوْ بِمَنْ تَحْرُمُ عَلَيْهِ النَّارُ عَلَى كُلِّ قَرِيبٍ هَيِّنٍ سَهْلٍ ) ، وكان دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( واسلل سخيمة صدري ) .

7- الدعاء للإخوان بكل خير في حياتهم و شهود الجنازة والدعاء بالمغفرة والرضوان بعد مماتهم :
فقد ورد في الحديث الصحيح (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ وَلَكَ بِمِثْلٍ ) ولا يجوز أن يعجز المسلم عن هذه المرتبة ، بل عليه أن يذكر أخوته دائماً بالدعاء والاستغفار ، وقد وعده الصادق الأمين بأن له بمثل كما سبق في الحديث السابق .

وأما اتباع جنازته ، فهو صلة من المسلم لأخيه المسلم موصولة من حياته إلى ما بعد مماته ، واتباع الجنائز يلحقها الصلاة على الميت ، والشفاعة له عند الله ، وهذا أيضاً صلة عظيمة له بخير ما ينفعه بعد موته وهي الدعوة الصالحة ، وتعبير صادق مخلص لا رياء فيه ولا سمعة ، عن الأخوة الإيمانية التي عقدها الله بين المؤمنين ، يضاف إلى ذلك ما في اتباع الجنائز من مواساة لأهل الميت وذويه المصابين بفقده ، وهم بحاجة ماسة إلى من يواسيهم ويعزيهم ويصبرهم على مصابهم ، ويشاركهم مشاركة وجدانية كريمة .

قال صلى الله عليه وسلم (حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ خَمْسٌ رَدُّ السَّلَامِ وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ ) .
وقال الله تعالى : (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) [ الحشر : 10 ] .

رابعاً : محاذير في طريق الأخوة :
1-الغيبة والنميمة و والتجسس والسخرية و التعيير والغمز :
قد نهى الله سبحانه وتعالى الذين آمنوا أن يغتاب بعضهم بعضاً ، فقال تعالى : (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) [ الحجرات : 12] .
والغيبة أن يذكر الإنسان أخاه في غيبته بما يكره ، روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ . قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ ؟ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ ) فمن ذكر أخاه في غيبته بما يكره مما هو فيه فتلك هي الغيبة ، ومن ذكر أخاه في غيبته بما يكره مما ليس فيه ، فقد بهته ، أي كذب عليه واتهمه بما ليس فيه .

والغيبة من القبائح الاجتماعية التي لا يليق بالذين آمنوا أن يرتكبوها ، فيغتاب بعضهم بعضاً ، وقد حرمها الله ونهى عنها ، لما فيها من تقطيع أواصر الأخوة الإيمانية ، وإفساد المودات ، وبذر بذور العداوات ، وذلك لأن الغيبة في الغالب لا تبقى سرّاً ، بل يصل العلم بها لمن ذكر غيبته بما يكره ، فقلَ في الناس من يكتم حديثاً ، وعندئذٍ يغضب ممن ذكره ، ويحقد عليه ، وينتقم منه بمثل عمله أو بأقبح منه ، وفي نشر معايب الناس بين الناس تشجيع على الاستهانة بها وارتكاب مثلها أو أقبح منها ، لا سيما إذا كان المتحدث عنه من المعروفين بالاستقامة ، أو من مستورين هذا الحال ، أو ممن يشار إليه بالبنان ، أو من الدعاة إلى الخير .

وللتنفير من الغيبة جعلها الله مثل من يأكل لحم أخيه ميتاً ، فقال تعالى : (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ) كما سبق ، وذلك أن من يذم أخاه المؤمن ويتحدث عن نقائصه ومعايبه ، ويؤذيه أذى يشبه أذى من يعضه ويأكل لحمه ، فإذا كان ذلك في غيبته وعلى غير شعور منه ، كان كمن يعضّه ويأكل لحمه وهو ميت لا يحس ألم العضّ والأكل .

وقد وردت كثير من الأحاديث في التحذير من الغيبة ليس هذا موطن بسطها .
أما فيما يتعلق بالتجسس والتحسس ، فالتجسس على الناس هو تبع عوراتهم وهم في خلواتهم ، إما بالنظر إليهم وهم لا يشعرون ، وإما باستراق السمع وهم لا يعلمون ، وإما بالإطلاع على مكتوباتهم ووثائقهم وأسرارهم وما يخفوه من أعين الناس دون أذن منهم .
وقد نهى الله المؤمنين الموحدين عن التجسس على إخوانهم المؤمنين ، ما داموا ظاهري الاستقامة غير مجاهرين بالمعصية وكان ما يخفونه من أمورهم من السلوك الشخصي الذي يخّصهم ، ولا يتعلق بكيد يكيدونه للمسلمين .

وقد نهى الله عن التجسس ، لأن من حق المسلم أن يخلوا بنفسه دون أن يطلع عليه أحد إلا الله ، ومن حقه أن يستر قبائحه ومعاصيه إذا كان له منها شيء ، وليس من حق المجتمع أن يراقبه في خلواته الخاصة ، حتى يجاهر بذنبه أو يكشف صفحة نفسه وما يخفى من مخالفاته ومعاصيه .

قال تعالى : ( ولا تجسسوا ) والتجسس والتحسس كلاهما يولد في المجتمع الأحقاد ، ويورث العداوات والبغضاء ، إذ يشعر المتجسس عليه بأنه مشكوك في أمره غير موثوق ، وهما يكشفات عورات الناس ، ويتسببان في نشر الفاحشة في الذين آمنوا .

أما النميمة ، فالنميمة هي السعي بين الناس بالإفساد ، لتحريض الناس بعضهم على بعض ، والإيقاع بينهم ، وشحن قلوبهم بالعداء والضغينة ، والنميمة قد تكون للإفساد بين صديقين ، أو شريكين ، أو زوجين ، أو قريبين ، أو حبيبين أو أسرتين ، أو قبيلتين ، أو شعبين ، أو دولتين ، أو أي فريقين ، بينهما صلات ، ومودات .

وهي أخبث وسائل التفريق الشيطانية ، وقد أبان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النمام لا يدخل الجنة ، روى مسلم في صحيحه عن حذيفة : ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ ) .
أما فيما يتعلق بالغمز واللمز والتعيير والسخرية ، فاللمز هو أن يعيب الإنسان أخيه في وجهه بكلام ولو خفيّ ، ورب لمز خفي هو أشد من طعن صريح ، وأعمق من جرحاً في داخل النفس ، لأنَ فيه بالإضافة إلى الطعن والتجريح بالعيب معنى استغباء الملموز واستغفاله ، فكأن اللامز يشعر اللذين في المجلس أن الملموز غبي لا ينتبه إلى الطعن الذي يوجه ضده في رمز الكلام .

اللمز والغمز قبيحة اجتماعية تورث الأحقاد والأضغان ، وتقطع أواصر الأخوة الإيمانية ، وهو ظلم وعدوان وفي النهي عن اللمز يقول تعالى : ( ولا تلمزوا أنفسكم ) [ الحجرات : 11] ، ونلاحظ أن القرآن عبر عن لمز الأخ الموحد لأخيه بلمز نفسه وكأنهم جسد واحد .

وكذلك السخرية فإن السخرية تنافي ما يوجبه الحق ، وهي ظلم قبيح ، وإيذاء للأخ وعدوان على كرامته ، وإيذاء لنفسه وقلبه ، ومن آثارها أنها تقطع الروابط الاجتماعية القائمة على الأخوة والتوادّ والتراحم ، وتبذر بذور العداوة والبغضاء، وتولد الرغبة بالانتقام.
يقول الله تعالى : (يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ )[ الحجرات : 11] ، وهذا التحقير الاستصغار الذي تعبر عنه السخرية إما أن يكون له من ظاهر ما يسخر منه مبرر ، وإما أن لا يكون له مبرر مطلقاً ، وإنما كانت السخرية نوع من المقاومة العدوانية لذات الشخص المسخور منه، أو لفكرته أو لعمله، وكلا الأمرين ظلم قبيح وعدوان منكر يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْتَقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ ) فهذه المنكرات الاجتماعية لها أثر كبير في تمزيق الأخوة وتشقيق جسدها ، وبذر بذور الحقد والضغينة ، وهو ما لا يرضاه المولى عز وجل ، وهو ما لا يجب أن يظهر في المجتمع المسلم .

2- الغضب والحسد يحرقان الأخوة :
الغضب شعلة محرقة من النار ، تحرق الأخوة الإيمانية ، وتنزع بالإنسان لسلوك الشيطان ، ومن نتائج الغضب الحقد والحسد ولذلك فإن الدين نهى عن الغضب أشد النهي ، وأرشد لعلاجه ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم موصياً الرجل الذي طلب الوصية : ( لَا تَغْضَبْ فَرَدَّدَ مِرَارًا قَالَ لَا تَغْضَبْ ) ، وحقيقة الغضب غليان دم القلب لطلب الانتقام ، يقول ابن قدامة المقدسي : " متى قويت نار الغضب والتهبت ، أعمت أصحابها ، وأصمته من كل موعظة ، لأن الغضب يرتفع للدماغ ، فيغطي على معادن الفكر ، وربما تعدى إلى معادن الحس ، فتظلم عينيه حتى لا يرى بعينيه " .

ومدح الله سبحانه وتعالى الذين يكظمون غيظهم وغضبهم ، فقال تعالى في معرض المدح : ( والكاظمين الغيظ )[آل عمران : 134] ، وفي الحديث : (مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ ) .

وكذلك الحسد ، والحسد من شر معاصي القلوب ، ومعاصي القلوب أشد إثماً من كثير من معاصي الجوارح ، نظراً إلى آثارها الخطيرة على السلوك .
وعلة داء الحسد ترجع إلى الإفراط في الأنانية وحب الذات ، مع ضعف في الإيمان بكمال حكمة الله تعالى ، الأمر الذي يفضي إلى الاعتراض على الله في حكمته التي وزع على مقتضاها عطاءه بين خلقه ليبلوهم فيما آتاهم ، فضرره من هذه الناحية يمس جانب الإيمان ويؤثر فيه .

وداء الحسد قديم في الناس ، روى الإمام أحمد الترمذي عن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ الْحَسَدُ وَالْبَغْضَاءُ هِيَ الْحَالِقَةُ لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَفَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَاكُمْ لَكُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ ) .

ونهى النبي عن الحسد فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( ولا تحاسدوا ) .

يقطع الحسد وشائج المودّات ، وصلات القربات ، ويفسد الصداقات ، ويولد الناس العداوات، ويفكك افراد المجتمع، ويباعد بين الجماعات.
إن مثل الحسد كمثل مقراض خبيث ، يمشي بين الناس فيقطع الأربطة التي تصل بعضهم ببعض على أساس الأخوة والمودة ، ويضع مكانها بذرة العداوة والبغضاء والحقد .

في حين أن التربية الأخلاقية الإسلامية تبني المجتمع الإسلامي على أساس الأخوة ، ذات الأربطة المتينة التي تجعل المجتمع بمثابة جسد واحد .

3- العداوة والحقد :
إن الحقد وما في معناه من : الضغن ، والوغر ، والدوى ، والغل يعني : حبس أو إمساك العداوة والبغضاء في الصدر للعجز عن التشفي حالا مع التربص أو التحين للتعبير عنها بصورة من الصور ، أو شكل من الأشكال , " والحقد هو العداوة الدفينة في القلب ، والعداوة هي كراهية يصاحبها رغبة بالانتقام من الشخص المكروه إلى حدّ إفنائه وإلغائه من الوجود ، ومن مرادفات الحقد تقريباً : كلمة الغل ، فالغل هو العداوة المتغلغلة في القلب.

ومن مرادفاته أيضا : الضغن ، والشحناء ، فهي جميعا كلمات تدور حول معنى واحد أو معان متقاربة ، ترجع بوجه عام إلى معنى العداوة " ، وقد نهى الشرع الحنيف عن البغضاء ، والحقد ، في نصوص كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : (لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثٍ ) ، وهذا نص صريح في النهي عن الحقد والضغينة وعن الهجران ، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم : (َ تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ) .

4- الكبر ورؤية الذات والغرور :
الكبر هو إظهار الأخ إعجابه بنفسه بصورة تجعله يحتقر الآخرين في أنفسهم وينال من ذواتهم ، ويترفع عن قبول الحق ، وقد جاء الوعيد الشديد في الكتاب والسنة المطهرة على هذا الخلق الذميم ، لما له من آثار مدمرة على نفس المتكبر وعلى نفوس أخوته ، فالقلوب جبلت على بغض من يترفع عليها ويحتقرها ويقلل من شأنها ، فالكبر ينشر البغض بين الأخوة ، كما أن المتكبر يهلك نفسه بستر الحق وبرفضه لقبوله ، وفي ذلك يقول تعالى : ( وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ ) [ البقرة : 266] ويقول تعالى مبيناً مصير المتكبر: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) [ غافر : 35] ، ويقول رسول الله صلى عليه وسلم : ( لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً قَالَ إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمْطُ النَّاسِ ) .
ويتولد عن داء الكبر الذي تصاب به النفوس أنواع قبيحة من السلوك الداخي والخارجي ، فالمستكبر قد يجحد الحق الذي لغيره ، ولا يعترف له يه ، لأنه لا يريد أن يخضع لغيره ، أو لا يريد أن يتفوق عليه أو يساويه في الامتياز أحد . وحين لا يملك تغيير الواقع فيما عليه إلا أن يستره بغمطه وجحوده وتنقيصه ، وبالتعالي عليه في تصرفات وأعمال من شأنها إشعار الآخرين بأنه ذو امتياز أسمى مما لغيره .

والغرور بالنفس ينفخ في صدور المستكبرين حتى يروا أنفسهم عظماء كبراء ، وهم في واقع حالهم صغار جداً ، إن شعورهم حول أنفسهم شعور هوائي صنعته الأوهام ، لا يصاحبه نماء حقيقي فيما تملكه ذات المستكبر من خصائص وقوى معنوية أو مادية .

وربما يغشى الكبر على البصائر فيعميها على رؤية الحق حقاً والباطل باطلاً ومن أجل ذلك تتمادى في طغيانها . وما يزال الغرور بالنفس ينتفخ وينتفخ ، وتنتفخ النفس به ، حتى تنفجر وتتمزق ، أو تصطدم بما يهشمها ويحطمها ، وهذا من السنن الربانية الدائمة التي تقدم شواهدها من الواقع الإنساني ، سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً .

6-آفات أخرى مع التقصير في تأدية واجبات الأخوة :
وهناك آفات كثيرة تأثر في الأخوة الإسلامية وتضعفها ، مثل : الهجر ، والجفاء والغلظة ، والفضول ، والغيرة ، والغدر ، والطمع ، وسوء الظن ، والشك والريبة ، والشماتة ، والبيع على البيع ، والخطبة على الخطبة ، .....وغيرها كثير من الأمور التي نبه عليها الشرع في نصوص عديدة وليس هنا مكان بسطها ، وأردت التنويه لبعض الأمور التي تسيء للأخوة في الله ، وكذلك فإن التقصير في تأدية واجبات الأخوة الإيمانية التي سبق ذكر طرف منها ، له أثر كبير في تمزيق الأخوة الإيمانية وأضعافها ، نسأل الله أن يجنب الأخوة هذه الآفات ، ويحققهم بتحقيق أوامر الله تعالى وواجبات الشرع الحنيف تجاه الأخوة في الله .

خامساً : نماذج مشرقة :
حفظ لنا التاريخ نماذج مشرقة، وصفحات مضيئة، من صور الأخوة في الله تعالى، رسمتها شخصيات الجيل الفريد من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ومن تبعهم بإحسان، وننقل هنا بعض الصورة المبرزة عسى أن تكون منارة للسائرين في طريق الله تعالى:

أ – عن أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ الْأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الْغَزْوِ أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ ) .

ب – عن عَائِذِ بْنِ عَمْرٍو: ( أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبِلَالٍ فِي نَفَرٍ فَقَالُوا وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا قَالَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّكَ فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ يَا إِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ قَالُوا لَا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَا أَخِي ) .

وذلك لأنهم إنما قالوا ما قالوا تولياً لله ورسوله، ومعاداة لأعدائه، وليس لحظ النفس أو شهوة الانتقام وشهد بذلك خاتمة أنبياء الله عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من الله.

فكيف حال وسائل الإعلام، التابعة للأنظمة المتسلطة على رقاب المسلمين هذه الأيام التي تمدح الكفار والمرتدين والمنافقين ، والفسقة والزناة واللوطيين، والمأبونيين ليل نهار، وتسخر من المؤمنين وتسبهم وتصفهم بأقذع النعوت من التطرف ، والإرهاب والجمود ، والتخلف والظلامية !!!

أليس هؤلاء قد عظموا الكافرين وعادوا الموحدين ، وهم يخوضون في غضب ربَ العالمين ؟! نسأل الله العافية .

ج – عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ( ثم أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس شاة فقال إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا قال فبعث إليه فلم يزل يبعث إليه واحدا إلى آخر حتى تداولها سبعة أبيات حتى رجعت إلى الأول فنزلت ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة إلى آخر الآية )

هـ - قضى ابن شبرمة حاجة كبيرة لبعض إخوانه ، فجاء بهدية ، فقال أبن شبرمة : ما هذا ؟ قال أخوه : لما أسديته إلي من معروف . قال أبن شبرمة : خذ مالك عافاك الله ، إذ سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضاءها ، فتوضأ للصلاة وكبَر عليه أربع تكبيرات وعده في الموتى .

وهكذا فإن أمثلة الإخاء في الله المشرقة لاتعد ولا تحصى ، على أن السلف الصالح كانوا يعيشون في ظلال الأخوة الإسلامية الوارفة متحابين متكاتفين متعاونين متفانيين رحماء بينهم ، أذلة على المؤمنين من إخوانهم ، أشداء على الكفار ، وأعزة عليهم .
فحيا على رجال نجباء يتآخون في الله ، ويحيوا تاريخ أمتنا التليد ، ويصوغوا فجر صحوة تهز البيرق ، وتعيد المجد لأمة المجد .

يا أخي المسلم في كل مكان وبلد
أنت مني وأنا منك كروح في جسد
وحدة قد شادها الله أضاءت للأبد
وتسامت بشعار قل هو الله أحد
يا أخي المسلم إنا دعاة الحق المبين
ورسول الله وافى رحمة للعالمين
وكتاب الله يهدي بسناه الحائرين
وهو للكون ضياء وهدى للعالمين
يا أخي المسلم في كل مكان وبلد
أنت مني وأنا منك كروح في جسد
يا أخي المسلم والإسلام دين للإله
في حماه قد تساوى كل فرد بسواه
فبلال كعلي ليس من فرق تراه
كلنا لله عبد وله تعلوا الجباه

(والله على غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)
مساء يوم الثلاثاء 3/6/1425هـ
الموافق 20/7/2004م
أبو سعد الأثري غفر الله له ولأبويه آمين.


الإخوة في الله حقوق وواجبات 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الإخوة في الله حقوق وواجبات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأُخوة في الله حقوق وواجبات
» حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته في ضوء الكتاب والسنة
» في تعاملك مع الإخوة تعلم من: حياة القنافذ..!
» حقوق المرأة في ظل الدولة الإسلامية
» دروس فضيلة الشيخ: حسين بن علي العلي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة-
انتقل الى: