منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 وصايا هامة جداً للمغترب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48337
العمر : 71

وصايا هامة جداً للمغترب Empty
مُساهمةموضوع: وصايا هامة جداً للمغترب   وصايا هامة جداً للمغترب Emptyالسبت 06 نوفمبر 2010, 12:31 am

قال صلى الله عليه وسلم :
" كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم " . البخاري 7 /168 ومسلم 4 / 2072
----------------------
بسم الله الرحمن الرحيم

بك أصبحنا

دكتور: محمد بن عبدالرحمن العريفي

الحلقة رقم 37

الإخوة والأخوات أعضاء المنتدى السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسمحوا لى أن اطل على المنتدى من هذه النافذة و يسعدنى كثيرا مشاركتكم وإضافاتكم القيمة للحلقة .

إن موضوعي معكم هذا الأسبوع عن الغربة وكنت انوى الكتابة عن مشاكل المغتربين فى السعودية ولكننى وجدت كنزين من الكنوز الدفينة والتى شعرت بضآلة همومنا ومشاكلنا فى السعودية لذا نقلت لكم من هذين الكنزين لعلنا نستفيد جميعا.

أتمنى ان تعجبكم حلقة هذا الاسبوع
موضوع الاسبوع وصايا لمغترب:

أيها الأخ المغترب :
كل واحد من المغتربين له قصة ..
وكل أبٍ كسير في صدره مأساة ..
وفي وجه كل واحد منهم حكاية ..
فما هو الحل ؟! ..

هل الحل هو أن تستسلموا للواقع المرّ ؟ ..
أم تحاولوا الإصلاح والحفاظ على دينكم وأولادكم بقدر المستطاع .. حتى يجعل الله لكم فرجاً ومخرجاً ..

من خلال واقع الأخوة المغتربين سواء في أمريكيا أو كندا أو استراليا أو بريطانيا أو فرنسا أو الدول الاسكندنافية أو غيرها.. أستطيع أن أخرج بهذه الوصايا، التي أرجو أن يكون حال من التزم بها أحسن من غيره:

الوصية الأولى:

اعلم أن الكفار أعداء لا يمكن أن ينقلبوا أصدقاء محبين للمسلمين .. أبداً .. مهما أظهروا من العدل والحب والحفاوة فهم أعداء، ولا يرضيهم منك إلا الكفر .. { وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } ..
{ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ } ..
نعم .. والله ..

هل تعلم أن دولة البرازيل دخلها خلال الخمسين سنة الماضية مليون مسلم ، تنصر منهم إلى الآن نصف مليون !!

{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } ..{ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ } .. { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ }.. مع أن غايتهم الكبرى هي أن تتخلى عن إسلامك .. أما اعتناقك للنصرانية فهو أمر ثانوي بالنسبة لهم بدليل أنهم هم أنفسهم غير متمسكين بالنصرانية تمسكاً تاماً ..

وتأمل معي :

كم يُقتل من المسلمين بأيدي النصارى في بقاع كثيرة !! البوسنة .. كوسوفا .. الشيشان .. أريتريا .. السودان .. أندونيسيا .. هل تظن أن النصارى هنا يختلفون عن النصارى هناك !!
إن الكفر ملة واحدة ..

ومن تأمل بدقة في هذه البلاد التي تستقبل اللاجئين المسلمين وتحتفي بهم وجد أنها تغيبهم عن دينهم من خلال التعليم والوظيفة والاختلاط والنظام.. و.. ويدندنون في كل مكان: حرية..!!.. Free والحرية والرذيلة– عندهم – وجهان لعملة واحدة.. ومن ظل متمسكاً بالأخلاق فهو رجعي متخلف !!..

الوصية الثانية :

اعتبر بقاءك في هذا البلد ليس دائماً ، نعم .. قرِّر ذلك.. وأقنع به نفسك.. وزوجتك وأولادك .. بصرف النظر عن واقعيته.. فهذا حريٌ بأن يجعل انتماءك وولاءك هو لبلاد الإسلام لا لبلاد الكفر.. وسوف يأتي يوم تعود فيه إلى بلاد الإسلام.. تسمع الأذان.. وتصلي مع المصلين ..

واقرأ هذه الفتوى بتمعن، وهي من فتاوى سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – حفظه الله ( 3 ) – حيث سئل ( 4 ) :

س / ما حكم الإقامة في بلاد الكفار ؟

ج / الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم وأخلاقه وسلوكه وآدابه ، وقد شاهدنا وغيرُنا شاهد انحراف كثير ممن أقاموا هناك ، فرجعوا بغير ما ذهبوا به ، رجعوا فُسَّاقاً ، وبعضهم رجع مرتداً عن دينه وكافراً به وبسائر الأديان – وبعضهم بالله – حتى صاروا إلى الجحود المطلق ، والاستهزاء بالدين وأهله ، السابقين منهم واللاحقين .
ولهذا : كان ينبغي – بل يتعين – التحفظ من ذلك ، ووضع الشروط التي تمنع من الهوى في تلك المهالك .
فالإقامة في بلاد الكفر لا بد فيها من شرطين أساسيين :

الشرط الأول :

أمن المقيم على دينه ، بحيث يكون عنده من العلم والإيمان وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه ، والحذر من الانحراف والزيغ ، وأن يكون مضمراً لعداوة الكافرين وبغضهم ، مبتعداً عن موالاتهم ومحبتهم ، فإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان ، قال الله تعالى: { لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُم } الآية وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ }

وثابت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( أن من أحب قوماً فهو منهم )) ، (( وأن المرء مع من أحب )) ومحبة أعداء الله من أعظم ما يكون خطراً على المسلم ؛ لأن محبتهم تستلزم موافقتهم واتباعهم ، أو على الأقل عدم الإنكار عليهم ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من أحب قوماً فهو منهم )) .

الشرط الثاني :

أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع، فلا يُمْنع من إقامة الصلاة، والجمعة والجماعات، إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة ، ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج، وغيرها من شعائر الدين.

فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة، لوجوب الهجرة حينئذ، قال في كتاب المغني ( 8/457 ) في الكلام على أقسام الناس في الهجرة : " أحدها : من تجب عليه : وهو من يقدر عليها ولا يمكنه إظهار دينه ، ولا تمكنه إقامة واجبات دينه مع المقام بين الكفار ، فهذا تجب عليه الهجرة ، لقوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً } وهذا وعيد شديد يدل على الوجوب ولأن القيام بواجب دينه واجب على من قدر عليه والهجرة من ضرورة الواجب وتتمته ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب " ازهـ .

الوصية الثالثة :

أهم ما ينبغي على المسلم أن يعتني به هو دينه ، فما قيمة المال والمسكن والوظيفة والمستشفى والعيش الرغيد في غير طاعة الملك المالك جل جلاله !!..

احرص على إقامة الشعائر أينما كنت .. ومن خصائص هذا الدين أنه دين ظاهر .. أينما أدركتك الصلاة فصلّ .. في السوق .. في المدرسة .. في العمل .. في المصنع .. ولا تخجل من ذلك: { قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى } ..

أيها الأخ الحبيب : إن إظهار هذه الشعيرة وسيلة من أكبر الوسائل للدعوة إلى دين الإسلام .. { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ(45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } ..

ولا أنس أيضاً أن أذكرك أيها الرجل المبارك أن الشعائر الأخرى لا بدّ أن تظهر، مثل: عدم مصافحة النساء .. ولا الخلوة بهن .. أسأل الله أن يحفظك عفيفاً .. ويصون دينك وإيمانك .. آمين .

الوصية الرابعة:

منزلك أخي المغترب هو مملكتك التي لا يكاد يزاحمك أحد عليها ، وسوف تسأل عن أفراد هذا المنزل يوم القيامة ، ومن أحسن التعامل مع أولاده وتنشئتهم تنشئة صالحة في صغرهم نفعوه في الدنيا والآخرة .. فأحسنوا إليه في حياته وحياتهم ببرّهم له .. وطاعتهم .. وعنايتهم .. وانتفع بهم بعد مماته بدعائهم واستغفارهم .. { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } .. وكان من دعاء زكريا عليه السلام أنه قال : { رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ } .. فلم يسأل ربه أي ذرية .. وإنما أراداها أن تكون ذرية طيبة .. لأن الذرية الفاسدة لا تزيدك إلا عنتاً ومشقة ..

وإليك بعض التوجيهات الهامة في ذلك :

• احرص على إقامة الصلوات في أوقاتها جماعة مع أولادك في المسجد ، فإن لم تتمكن من ذلك فاحرص على إقامتها في البيت في أوقاتها دون تأخير ولا تتساهل بغياب أحد من الأولاد عن صلاتها معكم جماعة ، وذلك في جميع الصلوات .

• احرص على الأذان لكل صلاة ، ولا بأس أن تعلق ورقة في المنزل فيها بيان لأوقات الصلوات ، وتجعل أحد الأولاد مسئولاً عن الأذان للصلاة ، بحيث يكون مكان الاجتماع للصلاة معروفاً غرفة محددة من غرفات البيت فيؤذن المؤذن فيها ويجتمع الباقون لإقامة الصلاة .

• لا بد أن يكون في البيت مكتبة ، ولو صغيرة ، فيها بعض القصص والأحكام الشرعية وغير ذلك ، من الكتب والأشرطة ، ولا تبخل بما تنفقه من مال في ذلك ، فإنه من النفقة في سبيل الله التي تؤجر عليها .

• احرص على أن لا يمر أسبوع إلا ويكون في المنزل درس ديني ، حيث يجتمع أفراد العائلة كلهم وتقرؤون شيئاً من كتاب رياض الصالحين أو التفسير أو غير ذلك ، وهذا مهم جداً في ربط العائلة بعضهم ببعض ، وحتى تحفكم الملائكة وتغشاكم الرحمة ويذكركم الله فيمن عنده ، ولا تتساهل في تغيبهم عن الدرس.

وهذه الدروس المنزلية طبعاً لا تغني عن حضور الدروس المقامة في المركز الإسلامي.

• إن اصطحابك لأولادك إلى المركز الإسلامي من وقت لآخر لحضور الصلوات والدروس العلمية فيه تقوية لإيمانهم ، وربط لهم بإخوانهم المسلمين ، وزرع الشعور بالعزة الإسلامية في نفوسهم .

• لا تتكلم مع أولادك إلا باللغة العربية ، وشدد الأمر في ذلك ، امنع أولادك من الكلام بغير اللغة العربية ، ومن تكلم بلغة المدرسة أو الشارع فعاقبه وكن حازماً في ذلك ، ولا تتسامح بكلمة ولا نصف كلمة .. هذا هام جداً .. جداً ..

الوصية الخامسة :

أولادك عجينة بين يديك تفعل ما تشاء ما داموا في سني الطفولة، وليس لك عذر إن قصرت في شيء من تربيتهم في هذه المرحلة، فاحرص على:
أن لا يبلغ ولدك سن الثالثة إلا وقد حفظته سورة الفاتحة ، فإذا أتقنها فحفظه قصار السور كسورة الإخلاص { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }
فإذا بلغ خمس سنين فحفّظه ما بعد ذلك من السور ..

حتى إذا بلغ العاشرة من عمره فإذا به يحفظ ثلاثة أجزاء أو أربعة.. وهذا قد يبدوا صعباً في البداية ولكن إذا تعود الابن على ذلك سهل عليه { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ }
سوف تتعب قليلاً ، ولكن هل تريد الجنة من غير تعب !!

قال صلى الله عليه وسلم : (( حُفّت الجنة بالمكاره ، وحُفّت النار بالشهوات )) ( 8 ) ..وأنت لا تدري متى ترحل من هذه الدنيا وتفارق أولادك .. فحفظهم القرآن ليبقوا لك ذخراً يثقّل ميزانك عند الله تعالى يوم القيامة ..

قال صلى الله عليه وسلم : (( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، وعلم ينتفع به ، وولد صالح يدعوا له )) ( 9 ) .. وأيّ صلاح أعظم من صلاح ولد حافظ لكتاب الله تعالى ...

وانتبه من أن تكون أنت أو أولادك ممن اشتكى الرسول صلى الله عليه وسلم .. كما في قوله تعالى : { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً } ..

ويمكن أن تستعين في تدريس أولادك بأمور .. منها :

• الأشرطة المسجلة : حيث يستمع الطفل إلى الشريط ويردد وراءه حتى يحفظ .
• المدرّس الخاص : حيث يتفق عدد من الآباء مع مدرّس واحد يجلس مع أولادهم عدة جلسات في الأسبوع ويتابعهم أولاً بأوّل .
• تشجيع الولد على الحفظ من خلال الجوائز .
• التقليل من الألعاب والأجهزة التي تشغل الولد عن الحفظ ، كألعاب الكمبيوتر ونحوها .

حدثني أحد الدعاة :

أنه ذهب إلى مدينة في السويد لإلقاء المحاضرات فرأى أحد الأخوة الأعاجم لا يفهم من اللغة العربية كلمة واحدة ومع ذلك له بنتان وولد أكبرهم عمره اثنتي عشرة سنة ، وكلهم يحفظون القرآن كاملاً !!
نعم .. وقد رآهم صاحبي واختبرهم .. ومَنْ حَسُنَ قصده وخلصت نيته وفقه الله تعالى وبارك فيه وفي ذريته .

ورأيت في الدانمارك رجلاً أسلم حديثاً ، ولا يفهم من اللغة العربية كلمة واحدة ، وكان حريصاً على حفظ القرآن وتعلم الدين ، حتى إنه يحمل معه دائماً مسجلاً صغيراً وإذا رأى من يتقن العربية طلب منه أن يسجل له شيئاً من سور القرآن أو الأذكار أو نحو ذلك ثم يكرر الاستماع إلى ذلك حتى يحفظه .. { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ..

وحدثني داعية آخر :

أنه كان في استراليا ورأى طفلين مسلمين يحملان الجنسية الأسترالية – وهما من أصل سنغافوري – أحدهما عمره خمس سنوات والآخر سبع سنوات ، كلاهما يحفظ القرآن كاملاً .. ! .. وهما لا يفهمان من اللغة العربية كلمة واحدة .. وأخبرني هذا الداعية أنه اختبرهما وعجِب من قوة حفظهما، قال: حتى إنني خاطبت أحدهما – باللغة الإنجليزية – وقلت له : أخبرني بالآيات التي فيها كلمة ( جهنم ) فسردها لي بسرعة .. ثم طلبت منه الآيات التي فيها كلمة ( الجنة ) فسردها لي !!

وكان الذي اهتم بحفظ هذين الطفلين عليهما هو زوج أمهما .. وكان يحفظهما القرآن عن طريق الاستماع المتكرر للسورة من جهاز التسجيل حتى يحفظها الطفل ، ثم ينتقل إلى غيرها .. فجزاه الله خيراً ..

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح

الوصية السادسة :

احرص على أن تعلم أولادك الآداب الإسلامية منذ الصغر فإنهم ينشئون عليها ..

والآداب الشرعية متنوعة :

مثل آداب الطعام والشراب فيقول بسم الله قبل الأكل والحمد لله بعده ، ويأكل باليد اليمنى ..
وآداب المجالسة فيسلم عند الدخول والخروج، ويحترم الكبير.. ويلتزم بآداب الكلام فلا يكذب ولا يتلفظ بألفاظ بذيئة..

وآداب الخلاء كذكر الله قبل الدخول ، وعدم استقبال القبلة أثناء قضاء الحاجة.. وغير ذلك من الآداب، وما ذكرته مجرد أمثلة فقط.. فإذا أهملت تعليم ولدك الآداب الشرعية في صغره..
هل تدري ما النتيجة؟ سوف يتولى تأديبه غيرُك، فيتعلم في الحضانة أن يأكل بالشوكة بيده اليسرى.. ويتعلم في الحضانة أن لا يغلق باب الخلاء ولا يستر عورته عند قضاء الحاجة.. ويتعلم في الشارع السب واللعن والكلام الفاحش.. فتأمل الفرق بين التربيتين.

الوصية السابعة:

لا بدّ أن تتعاون مع أم أولادك وتجندها معك في تربيتهم، وتزرع فيها الصبر والاحتساب، فأحسن اختيار زوجتك، واحرص على أن تكون مؤمنة متحجبة عفيفة، ثم بعد الزواج احرص على ارتقاء إيمانها وزيادة معرفتها بالدين ، وشجعها على حضور المحاضرات والدروس الشرعية ، وقراءة الكتب النافعة واستماع الأشرطة المفيدة.. فإن الأم إذا صلحت صلح الأولاد تبعاً لها.

الوصية الثامنة :

أخي الكريم !! منذ كم سنة أنت مقيم هنا في بلاد الغربة ؟! بين الكفار الضالين !!

بعض المغتربين جاء إلى بلاد الغربة منذ عشر سنوات وبعضهم عشرين ، ولا أبالغ لو قلت إن بعضهم جاء منذ أربعين سنة .. سكن معهم في مساكنهم وخالطهم في وظائفهم وأسواقهم وشوارعهم ومطاعمهم.

ولكن الأسئلة الكبيرة التي أريدك أن تجيب عليها بصراحة: من خلال هذه الإقامة الطويلة : كم شخصاً أسلم على يدك خلال هذه السنوات ؟.. بل كم شخصاً ناقشته عن الإسلام وأزلت ما في نفسه من شبهات أو سوء فهم عن الإسلام ؟.. كم كتاباً أو شريطاً في الدعوة إلى الإسلام وزعت؟.. كم مسلماً مقصراً نصحت؟..

وفي الجانب الآخر أسألك:
كم من الأموال جمعت؟.. وكم شقة اشتريت؟..
وأعوذ بالله أن أسألك: كم معصية كبيرة قارفت ؟؟..

أيها الأخ الحبيب: إن أصحاب المذاهب الضالة الهدامة يعملون دائبين في الدعوة إلى مذاهبهم في دول أوربا وغيرها أكثر من بعض المسلمين، فانظر إلى نشاط " شهود يهوه " .. ونشاط " الشيعة ".. وغيرهم .. مع أنك على حق وهم على الباطل .. { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحا } .. كن مشعل هداية أينما كنت، احمل معك الكتب والأشرطة الدعوية ولن تكلف إلا مبلغاً يسيراً يعوضك الله به خـيـراً..

أحد المسلمين كان يعمل في شركة كبرى ويحدث نفسه بالدعوة دائماً لكنه يخجل ويتكاسل ، وفي يوم من الأيام أحيل إلى التقاعد أحد زملائه من الموظفين الكبار، فعمل له أصحابه حفلة توديع، وأحضر كل واحد من زملائه هدية يودعه بها.. قال صاحبنا: واحترتُ ماذا أقدم له ؟! فتذكرت أن هذا الموظف يحب التحف والأواني الأثرية القديمة ، فاشتريت له تحفة جميلة وخبأت بداخلها كتاباً صغيراً عن الإسلام وكتبت عنواني عليه ، وغلفتها بغلاف جميل وأهديتها إليه مع بقية زملائي .. ومضت الأيام ..

وبعد قرابة الشهرين فوجئت باتصال من صاحبي المتقاعد يبشرني بإسلامه .. ويخبرني أنه قرأ الكتاب كله .. ثم اشتاق أن يتعلم معلومات أكثر عن الإسلام فبدأ يبحث ويسأل حتى دخلت الهداية قلبه وأسلم .. والسبب الأول هو هذا الكتاب الذي خبأته له على استحياء .. والعجيب أن صاحبي المتقاعد بدأ يلومني: لماذا حجبت عني الهداية طوال تلك السنوات؟!

أيها المغترب الحبيب المبارك :

هل تعلم كيف دخل الإسلام إلى الهند وباكستان والصين وكثير من بلاد أفريقيا.. وغيرها من البلاد البعيدة عن مهبط الرسالة ؟

لم يدخلها عن طريق الدعاة.. ولا عن طريق الجهاد.. ولا عن طريق المكاتبات.. ولا.. إنما دخلها عن طريق رجال مسلمين ليسوا علماء ولا دعاة، تجار ذهبوا إلى هناك في تجارة.. ذهبوا ليشتروا البضائع ويبيعوا بضائعهم.. ذهبوا لا يريدون إلا الدنيا والمال..

وماذا كانت النتيجة ؟؟
جمع الله لهم الدنيا والآخرة.. جمعوا الأموال.. وتأثر أهل تلك البلاد بالمسلمين.. رأوا صلاتهم .. وحسن تعاملهم.. فسألوهم عن الإسلام فأخبروهم ودعوهم إليه.. فأسلم ما لا يحصى عدده من الناس بسبب هؤلاء التجار.

في الهند مائة مليون مسلم، ومن كان سبب هدايتهم؟! وفي الصين أكثر من مائة مليون، من كان سبب هدايتهم؟! وفي بلاد أفريقيا مئات الملايين، ومن كان سبب هدايتهم؟!
إنهم هؤلاء التجار الذين دخلوا هذه البلاد طلباً للدنيا فجمع الله لهم الحسنيين..

أيها الأخ المسلم الموفق :

إن حالك لا يختلف كثيراً عن حال أولئك التجار، هم جاءوا إلى تلك البلاد طلباً للدنيا، وأنت جئت إلى هذه البلاد طلباً للراحة الدنيوية والعيش الرغيد والأمن على النفس والولد.. فلماذا لا تجمع الدنيا والآخرة!! كما فعلوهم.

أخي الكريم :

لعل الله كتب الهداية لأهل هذه البلاد على يدك أنت ومن معك من المغتربين..
لعل الله قدّر عليكم من الظروف والمشاكل ما استجلبكم به إلى هذه البلاد لهداية هؤلاء، فلماذا لا تكونون دعاة إلى ربكم .. { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } ..


وليست الدعوة للكفار فقط بل للمسلمين المقصرين المذنبين.. فهم وإن وقعوا في المعاصي أو قارفوا الكبائر فلا يزال فيهم إيمان وحب للدين ورغبة في العودة إليه..

الوصية التاسعة :

كنت في إحدى البلاد الأوربية ، وبعدما صليت التراويح وألقيت المحاضرة، دعاني أحد الأخوة إلى منزله لتناول الشاي.. وفي ذلك المجلس اجتمع معنا قرابة الثلاثين من الأخوة المغتربين.. آثرت في البداية أن أستمع ولا أتكلم.. بدأ الأخوة أحاديثهم.. احتلال البلد الفلاني.. وغزو البلد الآخر.. وغلاء الأسعار..
والضرائب.. ثم اشتدّ النقاش.. وارتفعت الأصوات.. وضجّ الصياح.. ثم تحول الأمر إلى سبّ وتقذيع.. هذا حالهم.. أما حالي فهو أعجب وأغرب.. لأنني أول الأمر ظننت نفسي انتقلت إلى اجتماع هيئة الأمم المتحدة.

لكني بعدما تلفَّتُّ حولي تذكرت أني لا أزال بين هؤلاء الأخوة.. فبقيت هادئاً.. في البداية خجلت أن آمرهم بالسكوت.. وانتظرت أن تنخفض أصواتهم.. فلم يفعلوا.. فلما طال الأمر التفتّ إلى الذي بجانبي وقلت: هل سيطول الحال هكذا؟!
فقال: ما رأيت شيئاً!! هم اليوم هادئون!! إن موعدهم الصبح!! أليس الصبح بقريب؟!!
ثم قال: هل تريد أن أسكتهم؟
قلت: هل تستطيع ذلك؟!! نعم أسكتهم.
فصاح بأعلى صوته: يا جماعة!! نريد أن نستفيد من الشيخ، يا جماعة!! هدوء..
فخجلوا وبدأ بعضهم يُسكت بعضاً..
فقلت لهم: أسألكم سؤالاً: كلكم تحفظون سورة { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ(1)اللَّهُ الصَّمَدُ }؟ قالوا: نعم!! فقلت: ما معنى { اللَّهُ الصَّمَدُ }؟ فسكتوا!!.. قلت: كلكم تحفظون { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ } قالوا: نعم!! فقلت: ما معنى { غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ }؟ فسكتوا!!.. فقلت: أيها الأخوة الأخيار!! لو اشتغلتم في مجلسكم هذا بتفسير آية.. أو قراءة حديث.. أو النقاش حول تربية أولادكم.. أو حل مشاكل بناتكم.. لكان خيراً لكم مما أنتم فيه..

كم هي المجالس التي تجلسونها وينطبق عليها قوله صلى الله عليه وسلم: (( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم ترة يعني: ( حسرة وندامة ) فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم )) ( 9 )؟

وقوله صلى الله عليه وسلم: (( ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان لهم حسرة )) ( 10 ). ثم قلت لهم: هذا تفسير ابن كثير موجود على الطاولة أمامكم فلماذا لا تستفيدوا منه؟!

كيف تريدون أن تنصروا هذا الدين، وأن تدعوا الناس إليه، وأنتم تجهلون المبادئ الأساسية من الدين، لو سألتكم في بعض أحكام الصلاة، أو الصيام لوجدت أكثرهم بها جاهلاً.. ثم دعوت لهم وختمت المجلس..

وحدثني أحد الدعاة فقال: كنت في أمريكا في شهر رمضان، وألقيت محاضرة باللغة العربية حول الأسرة وتربية الأولاد ووسائل الثبات على الدين.. وما كادت المحاضرة تنتهي حتى قام أحدهم وسأل: لماذا الحاكم الفلاني يفعل كذا وكذا؟! فأجبته بلطف قائلاً: أرجو أن تكون الأسئلة فيما يتعلق بموضوع المحاضرة..
فقام آخر فقال: لماذا الدولة الفلانية تقاتل دولة كذا؟! فاعتذرت عن الإجابة لأن الإجابة لا تفيدنا بشيء.. فقام أحدهم متحمساً وقد ظن أنني خائف من الإجابة، فقال: يا شيخ! لا تكن جباناً! سيد الشهداء هو الذي يجهر بكلمة الحق عند سلطان جائر.. فيقتله.. فاجهر بكلمة الحق وإن وصلت إلى سلطان فقتلك! أفلا تريد أن تكون سيد الشهداء؟!

فقلت له: إذاً ما رأيك أيها الأخ الشجاع أن نجمع لك الآن ثمن تذكرة سفر، وتعود إلى بلدك وتجهر بكلمة الحق عند الرئيس ( ... )، ليقتلك فتكون أول الشهداء! ونحن بعدك إن شاء الله.. فضحك الجميع.. وأغرقوا في الضحك ثم ضج المسجد بالكلام والاعتراضات.
فصحت بأعلى صوتي قائلاً: يا جماعة! أنا أحدثكم عن أمور تعيشونها يومياً وتقاسون آلامها، وأنتم تشغلونا بأمور لو تكلمنا عنها عشر سنين لما استفدنا منها شيئاً.. ثم رفعت صوتي أكثر، وقلت:

مَنْ منكم يستطيع أن يمنع ابنته من الزنا؟

من منكم يستطيع أن يمنع امرأته من اتخاذ صديق أو عشيق؟

من منكم يستطيع أن يمنع ولده من شرب الخمر؟ أو ارتكاب الفواحش؟

من منكم يستطيع أن يلزم أولاده بالصلاة؟.. أو بالصوم؟.. أو بالعفة عن المحرمات؟.. أو بعدم الاختلاط؟.. فسكتوا جميعاً..
فقام أحدهم وقال: بصراحة يا شيخ: لا أحـد.. والله يا شيخ !! لا أحـد .. لو منعت ابنتي أو ولدي من شيء اشتكاني إلى الشرطة .. حتى زوجتي .. فقلت : أيها الأخوة الكرام :
لن يسأل الله أحداً منكم يوم القيامة عن الحاكم الفلاني أو الدولة الفلانية.. ولا عن أسعار النفط .. وأين تصرف عائداته ..

ما ذا يفيدك الكلام في هذه الأمور ما دام أنه من باب معرفة الواقع المحيط بك، أما الاشتغال بها وإثارتها في المجالس والمحافل فهذا غير مناسب أبداً، بل هو مجلبة للجدال والخصومات وأنتم في غنى عن ذلك.. لن يضركم الجهل بها يوم القيامة.. لكن والله ليسألن كل منكم يوم القيامة عن أولاده وتربيتهم وبناته وصيانتهن .. وزوجته وحفظها..

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( إن الله سائل كل راع عما استرعاه: أحفظ أو ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته ) ( 11 ).
قال الشيخ: فلما سمعوا مني ذلك.. أنصتوا.. واستمعوا..

أيها الأخ الحبيب :

احرص على طلب العلم .. وتعلم أحكام دينك .. بقراءة الكتب النافعة ، واستماع الأشرطة المفيدة ، ومجالسة طلاب العلم ، وحضور مجالس الذكر .. احذر أن يمرّ عليك يوم دون أن تستفيد فيه فائدة جديدة ..
وسل نفسك : هل تتقن القرآن ؟
كم تمضي من الوقت يومياً في قراءة الكتب النافعة وكم تمضي في مشاهدة التلفاز ؟
ثم قارن بين الوقتين ..
وسل نفسك .. ألا يستحق هذا الدين أن أبذل له أكثر وقتي تعلماً وتعليماً ودعوة ..

أيها الأخ المبارك :

احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وكن مؤثراً فعّالاً، إذا دُعيت إلى مجلس فخذ معك كتاباً نافعاً.. واقرأ عليهم ولو لمدة عشر دقائق.. عن فضل قيام الليل.. أو فضل ذكر الله تعالى.. أو فضل الصدقة.. أو غير ذلك .. ليكون مجلسكم تحفه الملائكة وتغشاه الرحمة.. ويذكركم الله فيمن عنده.. أسأل الله تعالى أن يجعلك مباركاً أينما كنت.. آمين.

الوصية العاشرة :

إن الفراغ الكثير يؤدي إلى كثير من المفاسد.. من أعظمها: كثرة الكلام والقيل والقال.. فتجد أن كثيراً من الأخوة المغتربين يجتمعون في مجالس متعددة فيبدأ أحدهم في غيبة الآخر أو الانتقاص من عرضه .. أو التدخل في شئونه الخاصة .. أو تقديم اقتراحات وآراء في أمور شخصية دون أن يطلب منه ذلك .. وقد يكون الدافع إلى ذلك أحياناً الغيرة .. وأحياناً تمتلئ القلوب ضغينة وحقداً.. وبغضاً وحسداً..

أيها الأخ الحبيب :

كيف تريد أن نوحّد الأمة الإسلامية ونحن لم نستطع أن نوحّد صفوفنا المسلمة في بلد واحد ؟!! بل فرّقتنا الأحقاد والخلافات .. إن صفاء النفس وسلامة الصدر على المسلمين عبادة من أعظم العبادات، بل هي من صفات أهل الجنة {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ}..

وما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم لما سئل: أي الناس أفضل؟ فقال: (( كل مخموم القلب صدوق اللسان )) قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: (( هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد )) ( 12 ).

أحسن إلى المسلمين وإن أساءوا إليك.. واحلم عليهم وإن غضبوا عليك.. واجعل صدرك واسعاً لإخوانك المسلمين.. وإنما الدنيا أيام معدودات.. وكثير من الناس يستطيع أن يتقرب إلى الله تعالى بصلاة وصدقة وصيام.. ولكن قليلاً منهم من يستطيع أن يتقرب إلى الله بصفاء سريرته على المسلمين.. فاحذر من أن يطلع الله تعالى على صدرك فيرى فيه غلاً وحسداً على المسلمين..

الوصية الحادية عشرة:

انتبه.. احذر من الزواج من امرأة نصرانية.. نعم قد تقول لي إن ذلك جائز في شريعة الإسلام.. فأقول لك نعم هو جائز.. ولكن عند النظر فيما ترتب ويترتب على هذا الزواج من ضياع الأبناء –غالباً– وكثرة الخلافات بين الزوجين، أو تخلي الزوج عن دينه، حتى يصل إلى حال يكون تعلقه بالإسلام بمجرد الاسم فقط .. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. فلا صلاة.. ولا دعوة إلى الله.. ولا حجاب لزوجته.. ولا محاربة للاختلاط.. ولا.. ولا.. وكلّ هذا قد رأيته بنفسي –والله– عند رجال مسلمين أقدموا على الزواج من النصرانيات ثم بعدما ذهبت سكرة الزواج.. وفرحة الحياة الجديدة.. بدأ أحدهم يجني ثمار تسرّعه في الزواج من النصرانية..

الوصية الثانية عشرة:

ما هو مصدر تلقي الدين إليك؟!..
سؤال مهم لاحظت أن بعض الأخوة المغتربين يتتبعون الرخص.. ويفرحون بمن يفتيهم بما يوافق أهواءهم.. بل بعضهم إذا سمع فتوى توافق هواه.. طار بها فرحاً ومدح المفتي قائلاً: هذا هو الشيخ العالم.. هذا هو الشيخ الذي يفهم الواقع.. هذا الذي يعيش جراح المسلمين.. يقول ذلك عن الفتوى وإن كانت تخالف الكتاب والسنة.. أو فيها تمييع للدين.. أو تساهل بالنصوص الشرعية.. أو تحايل للبحث عن الرخص والأقوال الضعيفة.. فالمهم أنها فتوى.. فتوى!!.

أيها المسلم الحبيب:

إن الله سيسألك يوم القيامة سؤالاً واحداً { وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ }.. لن يسأل عن الشيخ فلان ولا فلان.. وإنما عن اتباع الكتاب والسنة.. فقط.. أعيد عليك السؤال المهم مرة أخرى: ما هو مصدر تلقي الدين بالنسبة إليك؟!

هل كل من لبس جبة أو عمامة وظهر في القنوات الفضائية يكون مفتياً.. ويصلح أن يكون مصدراً لتلقي الدين؟!
إن المقياس الذي ينبغي أن تحكم به على الشيخ المفتي هو أن تكون فتاواه موافقة للكتاب والسنة.. ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله.. { مــَاذَا أَجَبْـتُـمُ الْمُـرْسَلِينَ }؟.

الوصية الأخيرة:

اذكر الوقوف بين يدي الله تعالى واعلم أن هذه الدنيا دار ممرّ لا مقرّ.. واسأل الله تعالى حسن الخاتمة..

قال صاحبي:

كنت أدرس الطب في كندا، ولا أنسى أبداً ذلك اليوم الذي كنت أقوم فيه بالمرور اليومي على المرضى في غرفة العناية المركزة في المستشفى، ولفت انتباهي اسم المريض الذي في السرير رقم 3، إنه محمد.. أخذت أتفحص وجهه الذي لا تكاد تراه من كثرة الأجهزة والأنابيب على فمه وأنفه، إنه شاب في الخامسة والعشرين من عمره مصاب بمرض ( الإيدز ) أدخل إلى المستشفى قبل يومين إثر التهاب حادّ في الرئة وحالته خطرة جداً جداً.. اقتربت منه.. حاولت أن أكلمه برفق: محمد.. محمد.. إنه يسمعني لكنه يجيب بكلمات غير مفهومة.. اتصلت ببيته فردت عليّ أمه.. يبدوا من لكنتها أنها من أصل لبناني.. عرفت منها أن أباه تاجر كبير يمتلك محلات حلويات.. شرحت للأم حالة ابنها، وأثناء حديثي معها بدأت أجراس الإنذار تتعالى بشكل مخيف من الأجهزة الموصلة بذلك الفتى مؤشرة على هبوط حادّ في الدورة الدموية، ارتبكت في حديثي مع الأم وصرخت بها: لابد أن تحضري الآن، قالت: أنا مشغولة في عملي وسوف أحضر بعد انتهاء الدوام، قلت: عندها ربما يكون الأمر قد فات.. وأغلقت السماعة..

بعد نصف ساعة أخبرتني الممرضة أن أم الفتى وصلت وتريد مقابلتي.. قابلتها.. امرأة في متوسط العمر لا تبدو عليها مظاهر الإسلام .. رأت حالة ابنها فانفجرت باكية.. حاولت تهدئتها وقلت: تعلقي بالله تعالى واسألي له الشفاء، قالت بذهول: أأنت مسلم؟!
قلت: الحمد لله!! قالت: نحن أيضاً مسلمون،
قلت: حسناً لماذا لا تقفين عند رأسه وتقرئين عليه شيئاً من القرآن لعل الله أن يخفف عنه..
ارتبكت الأم.. ثم انخرطت في بكاء مرير..
وقالت: هاه ! القرآن؟! لا أعرف!! لا أحفظ شيئاً من القرآن!!

قلت: كيف تصلين.. ألا تحفظين الفاتحة؟!!
فغصت بعبراتها وهي تقول: نحن لا نصلي إلا في العيد منذ أن أتينا إلى هذا البلد..
سألتها عن حال ابنها، فقالت: كان حاله على ما يرام، حتى تردّت بسبب تلك الفتاة..
قلت: هل كان يصلي؟
قالت: لا ولكنه كان ينوي أن يحج في آخر عمره ( !! ).. وبدأت أجهزة الإنذار ترتفع أصواتها أكثر وأكثر.. اقتربتُ من الفتى المسكين.. إنه يعالج سكرات الموت.. الأجهزة تصفّر بشكل مخيف.. الأم تبكي بصوت مسموع.. الممرضات ينظرون بدهشة.. اقتربت من أذنه وقلت: لا إله إلا الله.. قل: لا إله إلا الله.. الفتى لا يستجيب.. قل: لا إله إلا الله.. إنه يسمعني.. بدأ يفيق وينظر إليّ.. المسكين يحاول بكلّ جوارحه.. الدموع تسيل من عينيه ووجهه يتغير إلى السواد.. قل: لا إله إلا الله.. بدأ يتكلم بصوت متقطع: آه.. آه.. ألم شديد.. آه.. أريد مسكناً للألم.. آه آه.. بدأت أدافع عبرتي وأتوسل إليه قل: لا إله إلا الله.. بدأ يحرك شفتيه.. فرحت.. يا إلهي سيقولها.. سينطقها الآن.. لكنه قال: ( I cant .. I cant ) أريد صديقتي.. أريد صديقتي.. لا أستطيع.. لا أستطيع.. الأم تنظر وتبكي.. النبض يتناقص.. يتلاشى.. لم أتمالك نفسي.. أخذت أبكي بحرقة.. أمسكت بيده.. عاودت المحاولة: أرجوك قل: لا إله إلا الله.
لا أستطيع.. لا أستطيع.. توقّف النبض.. انقلب وجه الفتى أسوداً.. ثم مات.. انهارت الأم.. وارتمت على صدره تصرخ.. رأيت هذا المنظر فلم أتمالك نفسي.. نسيت كلَّ الأعراف الطبية.. انفجراتُ صارخاً بالأم: أنت المسئولة.. أنت وأبوه.. ضيعتم الأمانة ضيعكم الله.. ضيعتم الأمانة ضيعكم الله.. { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }..

أخي المغترب :

تأمل في حال هذا المسكين.. وماذا لو كان ولدك أو ابنتك.. أو أخوك.. أو أنت.. نعم أنت فاحرص على طاعة الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }.. إلجأ إلى الله تعالى في جميع أحوالك وسَلهُ العون والتوفيق في كل أعمالك.. سَلهُ صلاح الذرية: { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ }..
وسَلهُ الثبات على الدين والنجاة من الفتن: { اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }..

احرص على ذكر الله تعالى في جميع أحوالك: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً }.. واستشعر مراقبته إن دعتك النفس إلى معصية واعلم أنه يراك ويراقبك..

ومجمل القول: اجعل بينك وبين ربك عز وجلّ علاقة خفية.. من قيام ليل.. أو صيام.. أو صدقة سرّ.. أو دعوة ونصح للناس.. فإن من تعرف إلى الله في الرخاء عرفه في الشدة..
أسأل الله أن يحفظك ويوفقك..

وختاماً:

أيها الأخ الحبيب.. أيها المسلم المغترب:
هذه وصايا استخرجتها لك من مكنون نصحي.. سكبت فيها روحي.. وصدقتك فيها النصح والتوجيه.. فلا يكن نصيبي منك أقل من دعوة لي بظهر الغيب تستنزل بها الرحمات لي ولك من أرحم الراحمين..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
محبك : محمد بن عبدالرحمن العريفي
http://www.islamdoor.com/k/219.htm


وصايا هامة جداً للمغترب 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
وصايا هامة جداً للمغترب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر
» شرح حديث: "ولا هامة ولا صفر" ابن باز
» لا عدوى ولا هامة ولا صفر
» عشر وصايا للوقاية من الوباء
» ثلاث وصايا بعد رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: الكتابات الإسلامية والعامة-
انتقل الى: