95- كتاب التعبير
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - باب: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة.
6581 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا معمر: قال الزُهري: فأخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، فكان يأتي حراء فيتحنث فيه، وهو التعبد، الليالي ذوات العدد، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها، حتى فجئه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فيه، فقال: اقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: {اقرأ باسم ربك الذي خلق - حتى بلغ - علم الإنسان ما لم يعلم}). فرجع بها ترجف بوادره، حتى دخل على خديجة، فقال: (زمِّلوني زمِّلوني). فزمَّلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال: (يا خديجة، ما لي). وأخبرها الخبر، وقال: (قد خشيت على نفسي). فقالت له: كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد ابن عبد العزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة أخي أبيها، وكان امرأ تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: أي ابن عمِّ، اسمع من ابن أخيك، فقال ورقة: ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى، فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى، ياليتني فيها جذعاً، أكون حياً حين يخرجك قومك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أو مخرجيَّ هم). فقال ورقة: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزَّراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما بلغنا، حزناً غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا. فيسكن لذلك جأشه، وتقرُّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدَّى له جبريل فقال له مثل ذلك.
[ر:3]
قال ابن عباس: {فالق الإصباح} /الأنعام: 96/: ضوء السمش بالنهار، وضوء القمر بالليل.
2 - باب: رؤيا الصالحين.
وقوله تعالى: {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلِّقين رؤوسكم ومقصِّرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً} /الفتح: 27/.
6582 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الرؤيا الحسنة، من الرجل الصالح، جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
[6593 - وانظر: 6586 - 6587]
3 - باب: الرؤيا من الله.
6583 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد، قال: سمعت أبا سلمة قال: سمعت أبا قتادة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان).
[ر:3118]
6584 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري:
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدِّث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره).
[6638]
4 - باب: الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة.
6585 - حدثنا مسدد: حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير، وأثنى عليه خيراً، لقيته باليمامة، عن أبيه: حدثنا أبو سلمة، عن أبي قتادة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم فليتعوذ منه، وليبصق عن شماله، فإنها لا تضره).
وعن أبيه: حدثنا عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
[ر:3118]
6586 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن عبادة بن الصامت،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
[ر:6582]
6587 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن الزُهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
رواه ثابت، وحميد، وإسحق بن عبد الله، وشعيب، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[6614 - وانظر: 6582]
6588 - حدثني إبراهيم بن حمزة: حدثني ابن أبي حازم والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري:
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
5 - باب: المبشِّرات.
6589 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: حدثني سعيد بن المسيب: أن أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لم يبق من النبوة إلا المبشِّرات). قالوا: وما المبشِّرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة).
6 - باب: رؤيا يوسف.
وقوله تعالى: {إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين. وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتمَّ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمَّها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحق إن ربك عليم حكيم}. /يوسف: 4 - 6/.
وقوله تعالى: {يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم. رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين} /يوسف: 100 - 101/.
قال أبو عبد الله: فاطر والبديع والمبدئ والبارئ والخالق واحد. قال أبو عبد الله: من البدو: بادئة.
7 - باب: رؤيا إبراهيم عليه السلام.
وقوله تعالى: {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين. فلما أسلما وتلَّه للجبين. وناديناه أن يا إبراهيم. قد صدَّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين} /الصافات: 102 - 105/.
قال مجاهد: أسلما: سلَّما ما أمرا به، وتلَّه: وضع وجهه بالأرض.
8 - باب: التواطؤ على الرؤيا.
6590 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن ابن عمر رضي الله عنه:
أن أناساً أروا ليلة القدر في السبع الأواخر، وأن أناساً أروا أنها في العشر الأواخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (التمسوها في السبع الأواخر).
[ر:1911]
9 - باب: رؤيا أهل السجون والفساد والشرك.
لقوله تعالى: {ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبِّئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين. قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبَّأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علَّمني ربي إني تركت ملَّة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون. واتَّبعت ملَّة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون. يا صاحبي السجن أأرباب متفرِّقون - وقال الفضيل لبعض الأتباع: يا عبد الله: أرباب متفرقون - خير أم الله الواحد القهار. ما تعبدون من دونه إلا أسماء سمَّيتموها أنتم وآباءكم ما أنزل الله بها من سلطان إن الحكم إلا لله أمر أن لا تعبدوا إلا إياه ذلك الدين القيِّم ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون. يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربَّه خمراً وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان. وقال للذي ظنَّ أنه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربِّه فلبث في السجن بضع سنين. وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهنَّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون. قالوا أضغاث أحلام وما نحن يتأويل الأحلام بعالمين. وقال الذي نجا منهما وادَّكر بعد أمَّة أنا أنبِّئكم بتأويله فأرسلون. يوسف أيها الصدِّيق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهنَّ سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون. قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون. ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدَّمتم لهنَّ إلا قليلاً مما تحصنون. ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون. وقال الملك ائتوني به فلما جاءه الرسول قال ارجع إلى ربك} /يوسف: 36 - 50/.
وادَّكر: افتعل من ذكر، أمَّة: قرن، وتقرأ: أمه: نسيان.
وقال ابن عباس: يعصرون: الأعناب والدهن. تحصنون: تحرسون.
6591 - حدثنا عبد الله: حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزُهري: أن سعيد بن المسيب وأبا عبيد أخبراه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو لبثت في السجن ما لبث يوسف، ثم أتاني الداعي لأجبته).
[ر:3192]
10 - باب: من رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام.
6592 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزُهري: حدثني أبو سلمة: أن أبا هريرة قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثَّل الشيطان بي).
قال أبو عبد الله: قال ابن سيرين: إذا رآه في صورته.
6593 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا عبد العزيز بن مختار: حدثنا ثابت البناني، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتخيَّل بي، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة).
[ر:6582]
6594/6595 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر: أخبرني أبو سلمة، عن أبي قتادة قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فمن رأى شيئاً يكرهه فلينفث عن شماله ثلاثاً وليتعوَّذ من الشيطان، فإنها لا تضره، وإن الشيطان لا يتراءى بي).
(6595) - حدثنا خالد بن خليًّ: حدثنا محمد بن حرب: حدثني الزبيدي، عن الزُهري: قال أبو سلمة: قال أبو قتادة رضي الله عنه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رآني فقد رأى الحق).
تابعه يونس وابن أخي الزُهري.
[ر:3118]
6596 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني ابن الهاد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري:
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتكوَّنني).
11 - باب: رؤيا الليل.
رواه سمرة.
[ر:6640]
6597 - حدثنا أحمد بن المقدام العجلي: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي: حدثنا أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أعطيت مفاتيح الكلم، ونصرت بالرعب، وبينما أنا نائم البارحة إذ أتيت بمفاتيح خزائن الأرض حتى وضعت في يدي).
قال أبو هريرة: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتقلونها.
[ر: 2815]
6598 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أراني الليلة عند الكعبة، فرأيت رجلاً آدم، كأحسن ما أنت راء من أدم الرجال، له لمَّة كأحسن ما أنت راء من اللِّمم، قد رجَّلها، تقطر ماء، متَّكئاً على رجلين أو على عواتق رجلين، يطوف بالبيت، فسألت: من هذا؟ فقيل: المسيح ابن مريم، ثم إذا أنا برجل جعد قطط، أعور العين اليمنى، كأنها عنبة طافية. فسألت: من هذا؟ فقيل: المسيح الدجال).
[ر:3256]
6599 - حدثنا يحيى: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله ابن عبد الله: أن ابن عباس كان يحدث: أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت الليلة في المنام، وساق الحديث.
وتابعه سليمان بن كثير، وابن أخي الزُهري، وسفيان بن حسين، عن الزُهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الزبيدي، عن الزُهري، عن عبيد الله: أن ابن عباس، أو أبا هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال شعيب، وإسحق بن يحيى، عن الزُهري: كان أبو هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معمر لا يسنده حتى كان بعد.
[6639]
12 - باب: الرؤيا بالنهار.
وقال ابن عون، عن ابن سيرين: رؤيا النهار مثل رؤيا الليل.
6600 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة: أنه سمع أنس بن مالك يقول:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها يوماً فأطعمته، وجعلت تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: (ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرَّة، أو: مثل الملوك على الأسرَّة). شك إسحق، قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: (ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله). كما قال في الأولى، قالت: فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (أنت من الأولين). فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.
[ر:2636]
13 - باب: رؤيا النساء.
6601/6602 - حدثنا سعيد بن عفير: حدثني الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت:
أن أم العلاء، امرأة من الأنصار بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرته: أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة، قالت: فطار لنا عثمان بن مظعون وأنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفِّي فيه، فلما توفِّي غُسِّل وكُفِّن في أثوابه، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما يدريك أن الله أكرمه). فقلت: بأبي أنت يا رسول الله، فمن يكرمه الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما هو فوالله لقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، ووالله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يفعل بي).
فقالت: والله لا أزكِّي بعده أحداً أبداً.
(6602) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري بهذا،
وقال: (ما أدري ما يفعل به). قالت: وأحزنني فنمت، فرأيت لعثمان عيناً تجري، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ذلك عمله).
[ر:1186]
14 - باب: الحلم من الشيطان. وإذا حلم فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله عز وجل.
6603 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة: أن أبا قتادة الأنصاري، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وفرسانه، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله منه، فلن يضره).
[ر:3118]
15 - باب: اللبن.
6604 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري: أخبرني حمزة بن عبد الله: أن ابن عمر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه، حتى إني لأرى الرِّيَّ يخرج من أظفاري، ثم أعطيت فضلي - يعني - عمر). قالوا: فما أوَّلته يا رسول الله؟ قال: (العلم).
[ر:82]
16 - باب: إذا جرى اللبن في أطرافه أو أظافره.
6605 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب: حدثني حمزة بن عبد الله بن عمر: أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينا أنا نائم أتيت بقدح لبن، فشربت منه، حتى إني لأرى الرِّيَّ يخرج من أطرافي، فأعطيت فضلي عمر بن الخطاب). فقال من حوله: فما أوَّلت ذلك يا رسول الله؟ قال: (العلم).
[ر:82]
17 - باب: القميص في المنام.
6606 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثني أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: حدثني أبو أمامة بن سهل: أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما أنا نائم، رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، ومرَّ عليَّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرُّه). قالوا: ما أوَّلت يا رسول الله؟ قال: (الدين).
[ر:23]
18 - باب: جر القميص في المنام.
6607 - حدثنا سعيد بن عفير: حدثني الليث: حدثني عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني أبو أمامة بن سهل، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينا أنا نائم، رأيت الناس عرضوا عليَّ وعليهم قمص، فمنها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك، وعرض عليَّ عمر بن الخطاب، وعليه قميص يجتره). قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: (الدين).
[ر:23]
19 - باب: الخضر في المنام، والروضة الخضراء.
6608 - حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي: حدثنا حرميُّ بن عمارة: حدثنا قرَّة بن خالد، عن محمد بن سيرين قال: قال قيس بن عباد:
كنت في حلقة فيها سعد بن مالك وابن عمر، فمر عبد الله بن سلام، فقالوا: هذا رجل من أهل الجنة، فقلت له: إنهم قالوا كذا وكذا، قال: سبحان الله، ما كان ينبغي لهم أن يقولوا ما ليس لهم به علم، إنما رأيت كأنما عمود وضع في روضة خضراء، فنصب فيها، وفي رأسها عروة، وفي أسفلها منصف، والمنصف الوصيف، فقيل: ارقه، فرقيت حتى أخذت بالعروة، فقصصتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يموت عبد الله وهو آخذ بالعروة الوثقى).
[ر:3602]
20 - باب: كشف المرأة في المنام.
6609 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أريتك في المنام مرتين، إذا رجل يحملك في سرقة من حرير، فيقول: هذه امرأتك، فأكشفها فإذا هي أنت، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه).
[ر:3682]
21 - باب: ثياب الحرير في المنام.
6610 - حدثنا محمد: أخبرنا أبو معاوية: أخبرنا هشام، عن ابنه، عن عائشة قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أريتك قبل أن أتزوجك مرتين، رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير، فقلت له: اكشف، فكشف فإذا هي أنت، فقلت: إن يكن هذا من عند الله يمضه، ثم أريتك يحملك في سرقة من حرير، فقلت: اكشف، فكشف، فإذا هي أنت، فقلت: إن يك هذا من عند الله يمضه).
[ر:3682]