أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: يَعْقُوْب عليه السلام الثلاثاء 12 أكتوبر 2010, 12:36 pm | |
| يَعْقُوْب عليه السلام
نُبْذَة:
ابْن إِسْحَاق يُقَال لَه "إِسْرَائِيْل" وَتَعْنِي عَبْد الْلَّه، كَان نَبِيّا لِقَوْمِه، وَكَان تَقِيا وَبَشَّرَت بِه الْمَلَائِكَة جَدَّه إِبْرَاهِيْم وَزَوْجَتَه سَارَة عَلَيْهِمَا الْسَّلَام وَهُو وَالِد يُوَسُف.
سِيْرَتِه:
هُو يَعْقُوْب بْن إِسْحَاق بْن إِبْرَاهِيْم.. اسْمُه إِسْرَائِيْل.. كَان نَبِيا إِلَى قَوْمِه.. ذِكْر الْلَّه تَعَالَى ثَلَاث أَجْزَاء مِن قِصَّتِه.. بِشَارَة مِيْلَادُه.. وَقَد بَشَّر الْمَلَائِكَة بِه إِبْرَاهِيْم جَدِّه.. وَسَارَة جَدَّتِه.. أَيْضا ذِكْر الْلَّه تَعَالَى وَصِيَّتَه عِنْد وَفَاتِه.. وَسَيَذْكُرُه الَلّه فِيْمَا بَعْد -بِغَيْر إِشَارَة لِاسْمِه- فِي قِصَّة يُوَسُف.
نَعْرِف مِقْدَار تَقْوَاه مِن هَذِه الْإِشَارَة الْسَّرِيْعَة إِلَى وَفَاتِه.. نَعْلَم أَن الْمَوْت كَارِثَة تَدَهِم الْإِنْسَان، فَلَا يُذْكَر غَيْر هَمُّه وَمُصِيْبَتِه.. غَيْر أَن يَعْقُوْب لَا يُنْسَى وَهُو يَمُوْت أَن يَدْعُو إِلَى رَبِّه.. قَال تَعَالَى فِي سُوْرَة (الْبَقَرَة): أَم كُنْتُم شُهَدَاء إِذ حَضَر يَعْقُوْب الْمَوْت إِذ قَال لِبَنِيْه مَا تَعْبُدُوْن مِن بَعْدِي قَالُوْا نَعْبُد إِلـهَك وَإِلـه آَبَائِك إِبْرَاهِيْم وَإِسْمَاعِيْل وَإِسْحَاق إِلـهُا وَاحِدَا وَنَحْن لَه مُسْلِمُوْن (133) (الْبَقَرَة)
إِن هَذَا الْمَشْهَد بَيْن يَعْقُوْب وَبَنِيْه فِي سَاعَة الْمَوْت وَلَحَظَات الِاحْتِضَار، مَشْهَد عَظِيْم الْدَّلَالَة.. نَحْن أَمَام مَيِّت يُحْتَضَر.. مَا الْقَضِيَّة الَّتِي تَشْغَل بِالّه فِي سَاعَة الِاحْتِضَار..؟ مَا الْأَفْكَار الَّتِي تُعَبِّر ذِهْنِه الَّذِي يَتَهَيَّأ لُلانْزَّلَاق مَع سَكَرَات الْمَوْت..؟ مَا الْأَمْر الْخَطِيْر الَّذِي يُرِيْد أَن يَطْمَئِن عَلَيْه قَبْل مَوْتِه..؟ مَا التَّرِكَة الَّتِي يُرِيْد أَن يَخْلُفَها لَأَبْنَائِه وَأَحْفَادِه..؟ مَا الْشَّيْء الَّذِي يُرِيْد أَن يَطْمَئِن -قَبْل مَوْتِه- عَلَى سَلَامَة وُصُوْلِه لِلْنَّاس.. كُل الْنَّاس..؟ سَتَجِد الْجَوَاب عَن هَذِه الْأَسْئِلَة كُلُّهَا فِي سُؤَالِه (مَا تَعْبُدُوْن مِن بَعْدِي).
هَذَا مَا يَشْغَلُه وَيُؤَرِّقُه وَيَحْرِص عَلَيْه فِي سَكَرَات الْمَوْت.. قَضِيَّة الْإِيْمَان بِالْلَّه. هِي الْقَضَيَّة الْأُوْلَى وَالْوَحِيْدّة، وَهِي الْمِيْرَاث الْحَقِيقَي الَّذِي لَا يَنْخُرُه الْسُّوْس وَلَا يُفْسِدُه.. وَهِي الْذُّخْر وَالْمَلَاذ.
قَال أَبْنَاء إِسْرَائِيْل: نَعْبُد إِلَهَك وَإِلَه آَبَائِك إِبْرَاهِيْم وَإِسْمَاعِيْل وَإِسْحَاق إِلَها وَاحِدا، وَنَحْن لَه مُسْلِمُوْن.. وَالْنَّص قَاطِع فِي أَنَّهُم بُعِثُوْا عَلَى الْإِسْلَام.. إِن خَرَجُوْا عَنْه، خَرَجُوْا مِن رَحْمَة الْلَّه.. وَإِن ظَلُّوْا فِيْه، أَدْرَكْتُهُم الْرَّحْمَة. مَات يَعْقُوْب وَهُو يَسْأَل أَبْنَاءَه عَن الْإِسْلَام، وَيَطْمَئِن عَلَى عَقِيْدَتِهِم.. وَقَبْل مَوْتِه، ابْتُلِي بَلَاء شَدِيْدا فِي ابْنِه يُوَسُف. سَتَرُد مَعَنَا مُشَاهِد مِن قِصَّة يَعْقُوْب عَلَيْه الْسَّلَام عِنْد ذِكْرِنَا لِقِصَّة ابْنَه الْنَّبِي الْكَرِيْم يُوَسُف عَلَيْه الْسَّلَام.
دَعَا نَبِي الْلَّه يَعْقُوْب عَلَيْه الْسَّلَام إِلَى دِيَن الْإِسْلَام وَإِلَى عِبَادَة الْلَّه وَحْدَه وَتَرْك عِبَادَة غَيْر الْلَّه، وَقَد ابْتَلَى الْلَّه نَبِيَّه يَعْقُوْب بِالْبَلَايَا الْكَثِيْرَة فَصَبْر وَنَال الْدَّرَجَات الْعَالِيَة، وَمَن جُمْلَة الْبَلَاء الَّذِي ابْتَلَى بِه عَلَيْه الْسَّلَام أَنَّه فَقَد بَصَرَه حُزُنا عَلَى وَلَدِه يُوَسُف الَّذِي مَكْر بِه أُخُوَّتُه الْعَشَرَة وَهُم مِن سِوَى بَنْيَامِين، ثُم رَد الْلَّه تَعَالَى لَه بَصَرَه بَعْد أَن جَاء الْبَشِيْر بِقَمِيْص يُوَسُف وَوَضَعَه عَلَى وَجْهِه فَعَاد بَصِيْرا بَعْد طُول غِيَاب وَشِدَّة حُزْن وَأَلَم عَلَى فَقْد ابْنَه وَحَبِيْبِه يُوَسُف عَلَيْه الْصَّلاة وَالْسَّلام قَال الْلَّه: { فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيْر أَلْقَاه عَلَى وَجْهِه فَارْتَد بَصِيْرا قَال أَلَم أَقُل لَّكُم إِنِّي أَعْلَم مِن الْلَّه مَا لَا تَعْلَمُوْن . قَالُوَا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِر لَنَا ذُنُوْبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِيْن . قَال سَوْف أَسْتَغْفِر لَكُم رَبِّي إِنَّه هُو الْغَفُوْر الْرَّحِيْم } الْآَيَة رَقِم (96 : 98) سُوْرَة يُوَسُف.
وَقَد اجْتَمَع يَعْقُوْب بِابْنِه يُوَسُف عَلَيْهِمَا الْسَّلَام فِي مِصْر بَعْد طُول غِيَاب حَيْث مَكَث يُوَسُف بِعَيّدا عَن أَبِيْه يَعْقُوْب مَا يُقَارِب الْأَرْبَعِيْن سَنَة.
كَمَا يَتَبَيَّن مِقْدَار تَقْوَاه مِن هَذِه الْإِشَارَة الْسَّرِيْعَة إِلَى وَفَاتِه.. نَعْلَم أَن الْمَوْت كَارِثَة تَدَهِم الْإِنْسَان فَتُنَسِّيه رَسَمَه، وَلَا يُذْكَر غَيْر هَمُّه وَمُصِيْبَتِه.. غَيْر أَن يَعْقُوْب لَا يُنْسَى وَهُو يَمُوْت أَن يَدْعُو إِلَى رَبِّه..
قَال تَعَالَى فِي سُوْرَة (الْبَقَرَة): { أَم كُنْتُم شُهَدَاء إِذ حَضَر يَعْقُوْب الْمَوْت إِذ قَال لِبَنِيْه مَا تَعْبُدُوْن مِن بَعْدِي قَالُوْا نَعْبُد إِلـهَك وَإِلـه آَبَائِك إِبْرَاهِيْم وَإِسْمَاعِيْل وَإِسْحَاق إِلـهُا وَاحِدَا وَنَحْن لَه مُسْلِمُوْن } (133) (الْبَقَرَة)
إِن هَذَا الْمَشْهَد بَيْن يَعْقُوْب وَبَنِيْه فِي سَاعَة الْمَوْت وَلَحَظَات الِاحْتِضَار، مَشْهَد عَظِيْم الْدَّلَالَة.. نَحْن أَمَام مَيِّت يُحْتَضَر.. مَا الْقَضِيَّة الَّتِي تَشْغَل بِالّه فِي سَاعَة الِاحْتِضَار..؟ مَا الْأَفْكَار الَّتِي تُعَبِّر ذِهْنِه الَّذِي يَتَهَيَّأ لُلانْزَّلَاق مَع سَكَرَات الْمَوْت..؟ مَا الْأَمْر الْخَطِيْر الَّذِي يُرِيْد أَن يَطْمَئِن عَلَيْه قَبْل مَوْتِه..؟ مَا التَّرِكَة الَّتِي يُرِيْد أَن يَخْلُفَها لَأَبْنَائِه وَأَحْفَادِه..؟ مَا الْشَّيْء الَّذِي يُرِيْد أَن يَطْمَئِن -قَبْل مَوْتِه- عَلَى سَلَامَة وُصُوْلِه لِلْنَّاس.. كُل الْنَّاس..؟
سَتَجِد الْجَوَاب عَن هَذِه الْأَسْئِلَة كُلُّهَا فِي سُؤَالِه { مَا تَعْبُدُوْن مِن بَعْدِي }. هَذَا مَا يَشْغَلُه وَيُؤَرِّقُه وَيَحْرِص عَلَيْه فِي سَكَرَات الْمَوْت.. قَضِيَّة الْإِيْمَان بِالْلَّه. هِي الْقَضَيَّة الْأُوْلَى وَالْوَحِيْدّة، وَهِي الْمِيْرَاث الْحَقِيقَي الَّذِي لَا يَنْخُرُه الْسُّوْس وَلَا يُفْسِدُه.. وَهِي الْذُّخْر وَالْمَلَاذ.
قَال أَبْنَاء إِسْرَائِيْل: نَعْبُد إِلَهَك وَإِلَه آَبَائِك إِبْرَاهِيْم وَإِسْمَاعِيْل وَإِسْحَاق إِلَها وَاحِدا، وَنَحْن لَه مُسْلِمُوْن.. وَالْنَّص قَاطِع فِي أَنَّهُم بُعِثُوْا عَلَى الْإِسْلَام.. إِن خَرَجُوْا عَنْه، خَرَجُوْا مِن رَحْمَة الْلَّه.. وَإِن ظَلُّوْا فِيْه، أَدْرَكْتُهُم الْرَّحْمَة.
تُوُفِّي يَعْقُوْب عَلَيْه الْسَّلَام وَلَه مَن الْعُمْر مَا يَزِيْد عَلَى الْمِائَة، وَكَان ذَلِك بَعْد سَبْعَة عَشَر سَنَة مِن اجْتِمَاعِه بِيُوْسُف، وَقَد أَوْصَى نَبِي الْلَّه يَعْقُوْب ابْنَه يُوَسُف عَلَيْه الْسَّلَام أَن يَدْفِنَه مَع أَبِيْه إِسْحَاق وَجَدَه إِبْرَاهِيْم عَلَيْهِم الْصَّلاة وَالْسَّلام فَفَعَل ذَلِك، وَسَار بِه إِلَى فِلَسْطِيْن وَدَفَنَه فِي الْمَغَارَة بِحَبْرُون وَهِي مَدِيْنَة الْخَلِيْل فِي فِلِسْطِيْن.
|
|