أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: حقــــوق وكرامـــة الأيتـــام الأربعاء 05 أبريل 2017, 5:57 pm | |
| حقــــوق وكرامـــة الأيتـــام عبدالعزيز جـارالله الجـارالله =============== النداء الذي توجّه به أيتام الرياض للمؤتمر الأول للمثقفين السعوديين ونشرته جريدة الاقتصادية يوم أول من أمس هو نداء إنساني عاجل لأصحاب القلم والفكر ليجعلوا الأيتام ضمن همومهم اليومية وليذكِّروهم بأن هناك شريحة منسية تعيش تحت خط الفقر المادي والاجتماعي والعاطفي والنفسي.
وزارة العمل سابقاً ووزارة الشؤون الاجتماعية حالياً، أدَّت دوراً يقول بعض الأيتام إنه دور منقوص لكنه دور حضاني في السنوات الأولى من عمر اليتيم وعندما يصل إلى مرحلة الثانوية والجامعة تنتهي تلك الروابط ما بين اليتيم ووزارة الشؤون الاجتماعية، وكما قال أحد الأيتام أثناء سؤالي له ماذا بعد الثانوية قال إلى الشارع حيث يتم اخراجنا من السكن وتنقطع صلاتنا بأي راع لنا سواء من وزارة الشؤون الاجتماعية أو حتى من الجمعيات الخيرية..
وهذه نهاية مؤلمة ليتيم فقد والديه في شهور أو أيام ولادته الأولى، وهناك مَنْ يجهل والديه أصلاً، فهل الشوارع هي ملاذ الأيتام؟!
هؤلاء الأيتام جزء منا ونحن جزء منهم، هم أبناء الوطن وشريحة عزيزة علينا بغض النظر عن الظرف الذي وجدوا فيه أو وضعوا فيه. فهؤلاء لا ذنب لهم فإما هي أخطاؤنا أو نتيجة ظروف قهرية أو حوادث طبيعية، وكل ذلك بإرادة الله العلي القدير..
جاءوا إلى الدنيا ووجدوا في دورالرعاية ليس باختيارهم أو موافقتهم بل فرض عليهم هذا الأسلوب والنمط في المعيشة فلماذا لا نسمع لهم لماذا نتجاهل همومهم وقضاياهم وأشياءهم؟..
هؤلاء الأيتام يعيشون عذابات في دواخلهم، وحرماناً من الأب والأم والأخت والأخ والأهل والأقارب يعيشون عذاباً اجتماعياً في نظرة الآخرين لهم وتصنيفات المجتمع ونبخل عليهم حتى بالقليل من العطف الذي يناله أطفالنا ونتخلى عنهم بلا مبرر إنساني...
عندما نكون داخل بيوتنا نمسح على رؤوس أطفالنا باليوم آلاف المرات ونربت على أكتافهم صباح مساء ونقبل جباههم وعيونهم ونغمرهم بنظرات العطف والحب والفرح، نمازحهم نراقصهم نتبادل معهم دفق الحنان والمحبة، نتحول إلى نهر من العاطفة عندما يزكم الهواء البارد أنوفهم.
وعندما تعرق جباههم بحبات عرق ساخنة... ننكفئ عليهم، وعندما تبرد أطرافهم في شتاء الشبط.
وعندما تهب المربعانية نتراكض في سباق مجنون على محلات ملابس الدفء بحثاً عن الفراء والصوف لنلملم أطرافهم الناعمة وشفاههم الرطبة...
هذا السيل العاطفي لأطفالنا نقابله بجفاف متشقق لأولئك الأيتام تاركينهم تحت تلك السياطات المتقلبة صيفاً وشتاء بلا عطف وبلا حنان..
وإذا كانت أجهزة الدولة ساعدت الأيتام في المراحل الأولى فإن لرجال الأعمال والميسورين وأهل الخير والتجار والمؤسسات الاجتماعية دوراً لرعايتهم وهو واجب ديني وإنساني ووطني لا نتفضل به عليهم...
فأين رجال الأعمال والوجهاء والميسورون؟ أين هم من الأيتام فدور الحضانة ودور التربية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية وجمعيات ومؤسسات خيرية مثل المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام والجمعية الخيرية لرعاية الأيتام ودار المؤمن ودار المحبة... جميعها لا يمكن أن تغطي أيتام المملكة في ظل تزايد أيتام الظروف الخاصة أو مجهولي الأبوين أو من في حكمهم نتيجة التفكك الأسري ..
مثل هذه الدور للأيتام تبقى ناقصة وسط تزايد أرقام الأيتام إذا لم تكثف الجهود الوزارية والقطاع الخاص والوجهاء لمساعدة الأيتام في تأمين حياة كريمة ليس أقلها تزويجهم وإسكانهم وإيجاد وظائف لهم، فقد عانوا كثيراً وتعذبوا كثيراً والله لا يضيع أجر المحسنين.
وهذا ليس فقط إحساناً، بل هوواجب ديني وإنساني لحفظ كرامة أيتامنا وجعلهم ينصهرون داخلنا لأنهم جزء عزيز من هذا الوطن، فهل نعزلهم ونجعلهم يدفعون ثمن أخطاء آبائهم أو ظروف أهليهم...
اليتيم جزء كريم في هذا الوطن مهما كانت التصنيفات ومهما قست عليهم الظروف الاجتماعية..
فما أحرانا أن نرعاهم ونكفلهم والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يقول"أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.. http://www.alriyadh.com/13208 |
|