وزير العدل:
علينا الاهتمام باليتيم وتربيته ومعاملته وضمان معيشته حتى ينشأ عضواً نافعاً في مجتمعه
علينا الاهتمام باليتيم وتربيته ومعاملته وضمان معيشته حتى ينشأ عضواً نافعاً في مجتمعه E5f4ea10
قال معالي وزير العدل الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ:
لقد اهتم الإسلام بشأن اليتيم الاهتمام البالغ من ناحية تربية ومعاملته وضمان معيشته حتى ينشأ عضواً نافعاً في مجتمعه ينهض بواجباته ويقوم بمسؤولياته، فمن اهتمام القرآن الكريم بشأن اليتيم وأمره بعدم قهره والحط من شأنه وكرامته يقول سبحانه (وأما اليتيم فلا تقهر) ويقول سبحانه (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم). فجعل الذي يدع اليتيم آية من آيات التكذيب بيوم الدين والمتأمل في كتاب الله جل وعلا يرى مكانة حق اليتيم في الرعاية والعناية.

واضاف ولما نزل الأمر برعاية حق اليتيم في القرآن الكريم تحرّج المسلمون في معاملتهم لليتامى خشية التقصير في حقهم فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فنزل قوله تعالى: (ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لا عنتكم إن الله عزيز حكيم) فأفهمهم أن المخالطة مع العدل والإصلاح من مقتضى ما بينهم من الأخوة الإنسانية والدينية والرحم.

وأردف وتتمثل عناية الإسلام باليتيم في التوصيات النبوية التي تولي عناية فائقة باليتيم والاهتمام به والحرص على الإحسان إليه، وإعالته حتى يستغني، والعمل على إدخال السرور على قلبه، مع مراعاة مشاعره وعواطفه.

واشار فقد جاء في البخاري وأبي داود والترمذي أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.

وكفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى حجر كافله أي ضمه إلى أسرته، فينفق عليه، ويقوم على تربيته، وتأديبه حتى يبلغ، لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ، وهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية وغير ذلك، وهذه الكفالة كانت الغالبة في عصر الصحابة.

وقال وتكون كفالة اليتيم أيضاً بالإنفاق عليه مع عدم ضمه إلى الكافل كما هو حال كثير من أهل الخير الذين يدفعون مبلغاً من المال لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو نحو ذلك، فهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى، ومن يدفع المال للجمعيات الخيرية التي تعنى بالأيتام يعتبر حقيقة كافلاً لليتيم وهو داخل إن شاء الله تعالى في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا). ونشهد في هذه الأيام تنظيم ملتقى علمي لرعاية الأيتام ويأتي هذا الملتقى حلقة في سلسلة أعمال الخير التي يحرص ولاة أمر هذه البلاد - وفقهم الله - على العناية بها، وخير شاهد على ذلك رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الجمعية لهذا الملتقى الذي يعقد هذه الأيام في مدينة الرياض. فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزي راعي الملتقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز خير الجزاء وأن يوفق جميع القائمين على هذا الملتقى وأن يحقق أهدافه في حث المجتمع على العناية باليت