أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: أصول المعاصي ثلاثة السبت 02 أكتوبر 2010, 11:43 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أصول المعاصي ثلاثة
أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها ثلاث
تعلق القلب بغير الله.
وطاعة القوة الغضبية.
والقوة الشهوانية، وهي الشرك والظلم والفواحش
فغاية التعلق بغير الله شرك وأن يدعى معه إله آخر وغاية طاعة القوة الغضبية القتل، وغاية طاعة القوة الشهوانية الزنا، ولهذا جمع الله سبحانه بين الثلاثة في قوله تعالى: { والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون} الفرقان 68، وهذه الثلاثة يدعو بعضها إلى بعض، فالشرك يدعو إلى الظلم والفواحش، كما أن الإخلاص والتوحيد يصرفهما عن صاحبه، قال تعالى: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} يوسف24.
فالسوء: العشق
والفحشاء: الزنا
وكذلك الظلم يدعو إلى الشرك والفاحشة:
فان الشرك اظلم الظلم كما أن أعدل العدل التوحيد، فالعدل قرين الشرك ولهذا يجمع سبحانه بينهما:
أما الأول: ففي قوله تعالى: { شهد اللهُ أنهُ لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط } آل عمران 13.
وأما الثاني: فكقوله تعالى: { إن الشرك لظلم عظيم } لقمان 13، والفاحشة تدعو إلى الشرك والظلم ولا سيما إذا قويت إرادتها ولم تحصل إلا بنوع من الظلم والاستعانة بالسحر والشيطان.
وقد جمع سبحانه بين الزنا والشرك في قوله تعالى: { الزاني لا ينكح إلا زانيةً أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشركٍ وحُرِّمَ ذلِكَ على المؤمنين } النور3.
فهذه الثلاثة يجر بعضها إلى بعض ويأمر بعضها ببعض، ولهذا كلما كان القلب أضعف توحيداً وأعظم شركاً كان أكثر فاحشة وأعظم تعلقاً بالصور وعشقاً لها، ونظير هذا قوله تعالى: { فما أوتيتم من شيءٍ فمتاعُ الحياةِ الدُّنيا وما عند اللهِ خيرٌ وأبقى للذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون 36 والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون} الشورى37، فاخبر أن ما عنده خيرٌ لِمَنْ آمن به وتوكل عليه، وهذا هو التوحيد، ثم قال تعالى: { و الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش } الشورى37، فهذا اجتناب داعي القوة الشهوانية كما قال تعالى: { وإذا غضبوا} الشورى37، فهذا مخالفة القوة الغضبية فجمع بين التوحيد والعفة والعدل التي هي جماع الخير كله.
منقول من كتاب الفوائد
لإبن القيم الجوزية |
|