رعاية الطفل ورضاعته
=============
السؤال: كيف اهتم الإسلام برعاية الطفل ورضاعته؟
الجواب:
قرر القرآن الكريم أن صاحب الحق في رَضاع الولد وحضانته هو الأم، فقال: (والوالدتُ يُرضِعْنَ أولادَهنَّ حولَين كاملَين) (البقرة: 233) ودلت الدراسات النفسية والطبية على أن ذلك هو الزمن الضروريّ حتى يتغذى الطفل من لبن أمه هذه المدة.
ويحرص الإسلام على أن تكون الأم هي المرضعة، حتى ولو كان هناك انفصال بين الأم والأب، وألزَمَ الأبَ بأن يدفع للأم مقابل الرَّضاع والحضانة في هذه الحالة.
كما حرَص على أن تكون الحاضنة بعد الرضاع هي الأم؛ لأن الطفل في صغَره ليس محتاجًا إلى العقل الحازم الجازم ولكنه يحتاج إلى الحنان وإلى العاطفة الرقيقة التي تناسب طبيعة تكوين الأم.
والوليد لا يذهب إلى المعلم إلا بعد فترة طويلة، وهذه الفترة الطويلة ليس معناها أنه ليس أهلًا للتربية ولا موضعًا لها، ولكنه أهل للتربية في موضع لا يصلُح فيه إلا الأم، ولا يحسُن فيه إلا الأب، ولا يحسُن فيه إلا القرابة المحيطة به؛ لأن الحقائق التي تتواجد الطفل إنما توجد منذ أن تتفتح عينه لترى وأذنه لتسمع، وحين يرى التصرفات من حوله فتنطبع في نفسه مقوِّمات تنطبع انطباعًا وإن كان بطيئًا، ولذلك يحرص الإسلام على أن ينميَ في الناس عواطفهم نحو أبنائهم الصغار حتى لا يصابوا بشذوذ ولا انحراف ولا بمركّب نقص.