ضيف الحلقة :
الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي
موضوع المحاضرة
بعض الآثار السيئة لإتباع الشهوات
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه على يوم الدين أما بعد،
أما الحديث في هذه الليلة فبعد استخارة لله تعالى واستشارة واستبانه بل استبانات وأسئلة كثيرة جمعت أفكار البكائين والنادمين والراجعين أولائك الذين يتأملون على أيام سالفات ولحظات خاسرات مرت في حياتهم أحببت أن أضع عبرة وعظة زجراً وتنبيها إن الحديث عن مكامن النفوس حديث فيه أنس ويجلوا بالفكر إلى الأنس ولكن ثم جمر يتقد رماده ثاره لأن معه العار والشنار والبوار معه فوازع الإيمان فقل الخوف من الرحمن إذاً لماذا الحديث هذا قل لنا يا محدثنا حديثنا عن نيران الشهوات المحرقات المهلكات المدمرات لماذا سميتها بأنها نيران أبدأ مستعين بالله طالب منه التوفيق إنها أخي ويا أختاه قصص تحمل العار واتصالات تكشف الحال ورسائل توضح مكمن الخطر وعلامة الشرر يا الله يا الله كم أعراض انتهكت بسبب الشهوات بل كم من دين ضعف أو تلاشى وزال بسبب الشهوات كم من قضية كم من فضيلة حوربت وقبيحة أعلنت بسبب الشهوات بيوت ووظائف وأولاد وأموال كلها أصحبت ضحية الشهوات بل الموفق والمصان هو من ألهمه المولى سبحانه وتعالى حفظ شهوته
فعن سهل ابن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يضمن لي ما بين لحييه وما بين فخذيه أضمن له الجنة نعم من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ورواه البخاري واللفظ له والترمذي كذلك ولذلك إن الشهوات تغر وتعر فكم أهلك الزنة أقوام وكم أهلك اللواط أقوام وكم جرت رذائل الفواحش لأناس كما سوف تسمع بعد قليل أخبارهم وقصصهم قال الله تعالى / ولوط إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا إلا أن قالوا أتينا بعذاب الله إذا كنت من الصادقين / إنها دعوة للصيانة والكرامة والعفة والنزاهة يا لها من مفخرة ما أعظمها من مفخرة قال صلى الله عليه وسلم :
من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة رواه الترمذي وقال حديث حسن إنه وسام دعوة لهذا الوسام اسمعه رعاك الله واسمعيه حفظك الله لنسمعه جميعاً لعلنا نفتخر بذلك الوسام عندما نقف جميعاً أمام الرحيم الرحمن فيقف الخلائق كلهم فيتميز أولائك أقوام بأنهم منِ من طبقوا هذا الوسام وحافظوا عليه في الليالي وبين الليالي والأيام قال الله / والحافظين فروجهم والحافظين فروجهم والحافظات / كم ذهب أقوام في تيار الشهوات بكوا الدموع بل الدماء إنهم تجرجروا في رذائلها وعاشوا في صحائف طياتها هذا مالك ابن دينار رحمه الله يقول من غلب شهوات الدنيا فذلك الذي يفرق الشيطان من ظله ويقول أبو سليمان الداراني عليه رحمة الله في قوله تعالى وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا قال إنهم صبروا عن الشهوات ويقول يحيى ابن معاذ رحمه الله من أرضى الجوارح في اللذات من أرضى الجوارح في اللذات فقد غرس لنفسه شجر الندامات ويقول بشر الحارث رحمه الله لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين عذاب الله وبينك وبين الشهوات حائط من حديد سأل رجل وهب ابن منبه عليه رحمة الله تعالى فقال يا وهب أويجد لذة العبادة رجل عصى الله قال لا بل حتى من فكر في معصية الله فإن الله تعالى ينزع منه لذة العبادة تلك اللذة التي فقدناها في صلواتنا وفقدناها في عباداتنا وقيامنا تلك العبادات قال أبو علي الدقاق رحمه الله تعالى من ملك شهوته في حال شبيبته سيره الله ملك في كهولته كيوسف عليه السلام إنه من يتقي ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين وصدق الذي قد قال:
وعجيب الإغداق في السفرات المحرمة يا لها من مصيبة وكارثة طامة طلاب الكليات يقول لي جمع منهم يقولون ننتظر المكافئات قلت لماذا قالوا لكي نسافر نعم لكي نسافر وأثناء سفري لبعض الدول تفاجئت من رؤية شباب في أعمار الزهور لم يخط الشارب منهم بعد وإذا بهم يرتدون زي خليع بذيء ممتن جداً عندما رآني بعضهم استحى وانخنس وقلت ما الذي جاء بك إلى هذه الأرض قال هذا سيارة وقال ذاك أتمشى وقال ذاك وذاك وأما غيرهم فسكت وطأطأ رأسه تزايد قصص الاختطاف الفتيات وحتى الفتيان وأحب أن أشير لفائدة إنني لم أجمع هذا الموضوع على مثل هذه الأرض بل من خلال سفرات عديدة جمعت هذا الموضوع لكي يكون على منظار عام ومتسع في كل ميدان عندما سافرت لبعض البلاد التي تعيش فيها الإباحية سألت والتقيت ببعض الضباط وإذا بهم يقولون الغريب أن الزنة مفتوح على مصراعيه والفواحش كذلك ولكن نسب الاختطاف متزايدة بشكل غريب عياذاً بالله تعالى الافتخار بالخلان والخليلات فالفتى يفتخر بأن عنده خلاً أو ولدا والفتاة تعيب على الفتاة أنه ليس عندها صديقة أو ليس عندها صديق تقول إحدى الفتيات زميلاتي في المدرسة يلقون علي الأرقام ويقولون هل عندك صديق يخفف المعاناة ويسليك وإذا بي أتفاجئ أن قضية الخلان والخليلات تهجم على بعض من بهم دين إنما هو من باب الدعوة إلى الله تعالى ومن باب النصيحة وإذا وقعت الطوام المهلكات جئنا لكي نقيم الإسعاف ونقل جثث المعاصي منظر أرجوك أن تغض بصرك وتفهم مقصدي في ذلك إركاب صغار السن الفراغ في المراكب الأمامية وأما الكبار ففي المقاعد الخلفية أيها الفضلاء وأيها الكرماء إذاَ ما هي الأسباب المثيرة لهذه الشهوات وما الذي يجعل الإنسان منا يصبح إنساناً ضعيف أمام الشهوة يصبح ضعيفاً أمامها بكل ما تعنيه كلمة الضعف وكلمة الخوري وقلة الشجاعة أولاً ضعف الإيمان في القلب ضعف الإيمان في القلب وإطلاق البصر على عنانه دون أي محاسبة ودون أي ثقل كذلك الأغاني واستماعها ولهوها وحتى إن بعض الأناشيد التي تقوم على العواطف وتحريك المشاعر لتثير ذلك أيضا الأسواق ما تحمله فيها يقول جمع من الشبيبة إن الدمى التي يعلقها أصحاب المحلات في ظواهر محلاتهم تحرك عندي الشهوة لا أستطيع ويقول بعضهم لا أستطيع دخول السوق لأن الشهوة عندي تتحرك بسبب ما أراه من الملابس النسائية الخاصة التي تعلق يا لها من طامة يا لها من كارثة تلك الملابس الخاصة بالنساء أصحبت تباع في الأسواق الشعبية بل يبيعها رجال أيام كانت تباع عند خاصة النساء في منازلهن أصحبت الآن يبيعها رجل على نسائنا فأين الغيرة وأين التوجيه يا تجار المسلمين الحركات المثيرة في الأسواق عندما التقيت ببعض المعاكسين وجالستهم وإذا بهم يثبتون أن الحركات النسائية التي تفعلها الفتيات هي التي تحرك مكمن الخطر الاختلاط بجميع صوره في المستشفيات في المطارات في الطائرات في الأعمال في الفنادق قل أن يسلم من تحريش ومن نظر ومن كلام فمن الذي يضمن دينه ومن الذي يضمن كرامته المجلات الخليعة التي تعرض في كل بقاله فضلاً عن مكان كبير للتمويل فأين المجلات الإسلامية القنوات الفضائية قبل شهرين تقريباً عرضت قناة فضائية جديدة عرض مغري حتى لم يبقى فيها اشتراك واحد ويبقى الآن حرب ضد بعض الناس حرب ضد قناة المجد في اشتراكها وأمورها وما علم أولائك الناس الأيتام أن أيتام الطاعة يعيشون تيهاً فمن يوقظهم من ثباتهم إنها مهلكات القنوات الفضائية التي أهلكت كل شيء اتصل علي يعاتب ويقول أنت وغيرك تتحملون الإثم قلت أي إثم أو نحو كلام قال كتبت عندما زرت منطقتنا أرسلت لك بسؤالي لأنني إنسان بي من الصلاح والدين وضعت الدش في مجلس البيت لا تعلم زوجتي ولا أهلي بذلك بدأت هذا الطريق كتبت لك أن تنصحني فلم يقدم السؤال لك ولم تلقيه عليا ولم أسمعه أنا الآن قادم من دولة أعيش طريق الحرام طريق الحرام وبدأ يحكي المآسي والأحزان كذلك من الأسباب حب السفر إلى بلاد الرذيلة والعار يا لها من طوام من يسافرون بأهاليهم نساء تبكي وتقول أزواجنا يضعوننا في الفنادق ثم يخرجون ولا يأتون إلى بعد صلاة الفجر وتقول أخرى ما أفعل بزوجي السكران في كل حين هذا هو حاله الجوال برسائله وصوره كم جر من رذيلة وكم ورث من فضيحة وكم علم على شنار لقد سهل أمورا كنت أذكر أنني ذكرت بالحب الزائف أن الشباب كانوا يشترون الصور يشترونها اشترائا وأما الآن فأصبحوا يحصلون عليه برسائل سهلة ميسورة العشق وتوابعه جر إلى الشهوات وحرك مكامن الخطر تأخر الزواج مع القدرة يا لها من مصيبة عندما يهتم الشباب وغيرهم بزي سيارة ولباس وغير ذلك وإذا بالزواج ترصد أمامه الأبواب ويغلق أمامه الستار فيا لها من طامة ومن الأسباب المثيرة الألبسة الضيقة التي معها الحركات المثيرة عندما نلتقي بالشباب في السجون وغير ذلك يثبتون الذي أوقعهم في فاحشة اللواط ونحوها هم الشباب أنفسهم فيقولون لقد حركنا بلباس الجينز الضيق الذي يرتديه ذلك الإنسان الفاتن وفي إحدى المناطق وعند مرورنا بإحدى الإشارات يرتدي زياً جميلاً بجواره فتاة يستحي الرجل الفاضل أن تقف بجواره قلت لا أصدق أن تكون هذه أخته أو أمه أو قريبته فأخذنا الفة قليلاًً نريد نصيحة هذا الرجل وإذا به يركبها في سيارة الأجرة قلت الأمر قد صعب الآن وإذا به يريد أن يركب سيارته وكانت سيارته فارهة جداً قلت للأخوة قفوا بي عنده حولت وسلمت عليه فحول على خجل واستحياء قلت لقد رأيت المسلسل الذي وقع بأطرافه الأخيرة خرجت من هذا المطعم لا شك قال نعم قلت عندي جلسة أريد أن أجلسها معك قال وأنا كذلك وركبت معه السيارة وقلت تعرف الفندق الفلاني خذ بنا إليه وتبدأ أتحدث معهم وكيف تعرف عليها وكيف بدأ طريقه وكيف بدأ بابه وكيف بدأ أموره فقلت له كلمة لا تلف معي ولا تدور أن الآن قادم من محاضرة بعنوان نيران الشهوات وأرى المنظر أمامي عياناً والله لقد قالها صراحة كيف بدأ معها وبدأ الطريق وأنه لا يرضى لأخته ولا زوجته وأمه أن تكون كذلك إذاً كذلك من الأسباب الصحبة التي جرت إلى الرذائل عدم ستر العورات خصوصاً من الصغار والصغيرات ماذا أنت راعي لو حملت أولادك إلى مكان ألعاب أو مكان نزهة أو غير ذلك إنك ترى فتيات صغار ربما بعضهم خرجوا مع السائقين ومع الخدم لا يرتدون لباساً يسترهم عياذاً بالله تعالى برك السباحة غير المنضبطة باللباس الساتر أليس هذا مثير من المثيرات العظيمة ويا لها من طامة عندما يسبح أبناء الأسرة الواحدة الإخوان والأخوات وأبناء العم وأبناء الخال في بركة واحدة الفتيات مع الفتيان ماذا نحو جميعاً ننتظر من كل هذا ومن الأسباب فراغ القلب إن القلب إذا كان فارغا حل فيه كل شيء أرأيتم هذا الإناء لو كان فارغا إنه يمتلئ بالهواء كذلك القلب إذا كان فارغا إن أيضا كثرة الخواطر التي تجر وتعر بشبابنا ورجالنا والله إن بعضهم لمتزوج
وتفاجئ أن الشهوة عنده تتفاقم وعقد ابن القيم رحمه الله تعالى فصلاً في كتابه القيم زاد المعاد بعنوان حراسة الخواطر كذلك عدم إشباع الحب في الأسرة وغيرها إن الأسرة والأطفال والأولاد عندما يتربون على إشباع الحب بجميع صفاته وصوره سوف نحبيهم من هذا التيار أن يتجه أولادنا إلى الزنة أو يتجهون إلى اللواط أو يتجهون إلى استمناع أو يتجهون إلى غيره كذلك التحدي بين الجنسين القيت محاضرة في إحدى الدول الخليجية وتفاجئ باتصال وإذا بها تقول لقد ذكرت في محاضرتك أن الله تعالى يغفر للعاصي ويغفر للمذنب كيف يغفر الله تعالى لمن ظلمني قلت يا أختاه إن الله يقول ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول أنتقول عليهم بثمل قولك قلت حدثيني بقصتك وإذا بالقصة تحكي لنا شعار التحدي قالت هذه المرأة زميلتي أغرتني وألهتني وقالت مشاكلك مع زوجي يخففها إنسان تتعلقين به بدأت المشوار ولكن لم استقبل هذا وإذا به يتصل علي ويناديني باسمي أغلقت الهاتف دعتني صديقتي إلى مطعم من المطاعم ذهبنا أنا أعترف لم أكن في ذلك الوقت متدينة ولا مستقيمة والحجاب في منطقتنا وبلدنا كذا وكذا وصفه جلست في المطعم مع صديقتي فجأة دخل علينا المطعم تفاجئت رجل يدخل علينا مباشرة حتى في بلادنا بلاد التفسخ لا يعرف هذا وإذا به يناديني باسمي يقول فلانة فلانة لا تستحين فلانة لا تخافين تفاجئت أنه يعرف اسمي أيضا جلس معنا بدأت العلاقة وبدأ التحدي الذي هو مكمن الخطر الذي لا أعرفه قال لي أطلبي الطلاق من هذا الإنسان الذي لا يعرف الحنان ولا العطف بدأت أخلق المشاكل بيني وبين زوجي حتى بعد مدة تم الطلاق فاتصلت عليه أخبره الخبر الذي يسر الشيطان ولا يسر الرحمن عندها بدأ الأمر الذي ما كنت أتصوره هو تمويج بالألفاظ وتمزيق للمواعيد والأخبار وإذا به يخبرني بكل صراحة أنه لا يريد الزواج ما أخفيك سراً تقول دعوت عليه في الأسحار ألهجت بالدعاء للرحمن أن الله تعالى يعاقب هذا الظالم الذي ظلمني وفعل بي ما فعل وإذا به يتصل علي بعد مدة أنه قد وقع له حادث وتكسرت جمع من أضلاعه وأموره فقلت سوف استمر بالدعاء عليك السؤال الذي يطرح نفسه قالت هذه المرأة قالت اكتشفت بعد مدة إلى أن هذا الرجل بينه وبين زوجي خلاف ووصل الأمر إلى تحدي عجيب أنه يفسد بيت زوجي ولقد تم له ما يريد عياذاً بالله تعالى ومن الأسباب أيضا التميع الزائد والتجمل المفرط إنما يعيشه بعض شبابنا ورجالنا وبعض المعلمات وبعض المعلمين من ارتداء زي مائع أما ندرك أن هذا مثير للشهوات ومحرك لكثير من الأمور قال الرافعي ومن أناقته وهو يتكلم عن الشاب المائع لم يبقى إلا أن تلحقه تاء التأنيث ويقول صاحب الإحياء في آداب العشرة ولا تتصنع تصنع المرأة في التزين إن الفحولة من علامة الرجال وإن من الأمور أتن ندرك أن الأمر العظيم وتأمل هذا الكلام الجميل عن عبداه ابن نسين قال رأى أبا موسى قوماً يقفون في الماء بغير أزر فقال لأن أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر ثم أموت ثم أنشر أحب إلي من أن أفعل مثل هذا
أيها الكرماء أيها الفضلاء لو تساءلنا جميعاً عن هذه المثيرات التي قد ذكرتها لماذا لا نأخذ طرفاً منها لكي ندرك خطورتها بقمتها وأن لا نأمن على أنفسنا مهما كانت استقامتنا ومهما كان ديننا ومهما كان أمرنا النظر النظر مكمن الخطر في تحريك الشهوات قال سبحانه وتعالى / قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن /الله أكبر ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون قال صلى الله عليه وسلم العينان تزنيان وزناهما النظر أخرجه البخاري ومسلم وعن يحيى بن سعيد قال كان عيسى بن مريم يقول النظر يزرع في القلب الشهوة وكفا بها خطيئة وفي رواية عن سفيان قال إياكم والنظرة فإنها تزرع في القلب الشهوة وكفا بها لصاحبها فتنة ماذا فعل النظر بامرأة العزيز أذلها وقالت هيت لك وماذا فعل النظر بالنسوة قالوا فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاشا لله ما هذا بشراً النظر صنارة الصياد صنارة الصيد للزناة واللوطية بل قال لي بعضهم ما نظرت ولا تأملت للذي أمامي إلا وكأنه عارٍ عياذاً بالله تعالى قال ذو النون اللحظات تولد الحسرات أولها أسف وآخرها تلف فمن طاوع طرفه تابع حتفه قال الإمام المبجل أحمد بن حنبل عليه رحمة الله تعالى كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلبل ماذا يقول من تابع العرايا والفاتنات في المسلسلات الهابطات والمواقع الإباحية وعبر صفحات المجلات في المحلات حتى علب المواد الصحية لن تسلم من تلك الصور هذا شاب يقول تأثرت دراستي وقلت معرفتي أصبحت أتيه وأنا لا أشعر أنا الآن في ثاني ثانوي أغيب عن المدرسة وأذهب إلى أحد المقاهي أقلب المواقع إلى الظهر بل لم أسلم من السيديات المليئة بالخليعة أنا الآن أكلمك بعد ما وجدت تأثيرها حتى على صلاتي فبدأت أتكاسل عنها أنا الآن لي شهرين لم أشهد صلاة الفجر مع الجماعة منذ بدأت هذا الطريق حتى أثارتني تلك الصور التي أحتفظ بها في قلبي قبل أي شيء نعم أثارت عندي الفاحشة ثم أنت أعلم بما سوف يقع وهذه أخرى أرسلت برسالتها تقول كثر نظري لابن عمتي أحببته غلب علي عقلي وتفكيري حتى في صلاتي وأما دروسي فلا أستطيع التركيز فيها وحتى كنت أتوهم أنها أيضاً تشاركني وكنت أتوهم أنه أيضاً يشاركني ذلك فجأةً جاءني الخبر أنه يريد أن يتزوج بأخرى أنا الآن أريد أن أتوب من تلك النظرات التي ورثت في حياتي الحسرات ليس الشجاع الذي يحمي مطيته يوم النزال ونار الحرب تشتعل لكن فتى غض طرفاً أو ثنى بصراً عن الحرام فذاك الفارس البطل أيها الفضلاء وإن من المثيرات الأغاني الماجنات مزمار الشيطان يقول ابن القيم عليه رحمة الله تعالى في إغاثة اللهفان عن الأغاني يقول فهو قرآن الشيطان والحجاب الكثيف عن الرحمن هو رقية اللواط والزنا به ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى كاد به الشيطان النفوس المبطلة وحس منه مكراً وغروراً و يقول في موطن آخر فلعمر الله كم من حرة أصبحت بالغناء من البغايا وكمك من حر أصبح عبداً للصبيان الصبايا وكم من غيور تبدل به اسماً قبيحاً بين البغايا وكم من دين غنا وثروة أصبح به على الأرض بعد المطارف والحشايا كم من معافى أمسى وقد حلت به أنواع البلايا وكم جرع من غصة وأزال من نعمة وجلب من نقمة وذلك منه من إحدى العطايا كم خبأ لأهله من آلام منتظرة وعقوم متوقعة وهموم مستقبلة إنها الأغاني إنها الأغاني سألت جمعاً من الشباب الذين ابتلوا بالغناء والذين من الله تعالى على بعضهم بعودة وتوبة ورجوع لقد أجمعوا قاطبة أن الأغاني تقوم على وصف الحبيب مع حبيبه والصديق مع صديقه حتى قال لي بعضهم أنها تقوم على وصف النهاد والخدود ووصف الأمور والأمور حتى قال آخر بل إنها عياذاً بالله تعالى لتصف الفاحشة وصفاً قال الله ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ها هو ابن مسعود رضي الله عنه العالم بالقرآن يقسم فيقول والذي لا إله غيره هو الغناء هو الغناء هو الغناء يرددها ثلاث مرات وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال إنه الغناء فأسألك يا مسلم وأسألكِ بالله تعالى كيف طبع عندنا الأمر حتى أصبحت تدخل عندنا الموسيقى في جولاتنا بل أصبحت في مساجدنا ولقد أعلنا أحد الكفار قبل سنوات إذ قال سوف نعزوهم في المساجد سوف نغزوهم في المساجد فيا لله يا لها من مصيبة عظيمة
فعن أبي أمامه كما عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تبيعوا القنات ولا تشتروهن ولا تُعلموهن ولا تَعلموهن فلا خير في تجارة فيهن وثمنهن حرام قال الألباني رحمه الله إسناده حسن وإن من المثيرات أيضاً لهذه الشهوات تلك الخلوات المحرمات سواء عبر الشات والإنترنت وعبر كل فاتن مفتون فخلوة الطالب مع زميله والفتاة مع زميلتها والصديق مع صديقه وخلوة الرجال وما مطاعم العائلات التي فتحت أبوابها في المحلات إلا مكمن خطر ينبغي لنا أن نحذره أشد الحذر ماذا ننتظر من أثر إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول الحم الموت الحم الموت فماذا ندرك إذا كان هذا هو أخو الزوج يحذرنا منه صلى الله عليه وسلم فكيف بغيره فكيف بمن خلا مع الخادمات والسائقين وغيرهم كثير ماذا ينتظر يقول أحد مرشدي الطلاب غاب الطالب عن المدرسة ولما جاء في اليوم الآخر بدأت أتناقش معه لماذا سبب غيابك تفاجأت أنه تحول من الغياب إلى البكاء والتألم وقال أنا غبت لظرف كذا ولكن نزلت الساعة التاسعة والنصف أنا أعلم أنه لا يوجد في بيتنا أحد إلا الخادمة وهي تجلس في غرفتها تغلقها عليها يقول وإذا بي أسمع صوتاً وحسساً في إحدى الغرف دخلت فيها ويا لها من طامة يا ليتني ما رأيتها رأيت والدي مع الخادمة عياذاً بالله تعالى واتصل يقول خرجت بها من المنطقة الفلانية لأنهم لا يريدون أن يزوجوني إياها ذهبت بها أنا في المنطقة الأخرى بين هذه المناطق التي يحكيها لي ما يزيد على سبع مئة كيلو لا إله إلا الله أي مصيبة هذه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول إياكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار أفرأيت الحمُ يا رسول الله أي أخو الزوج قال الحم الموت متفق عليه ويقول ابن عباس رضي الله تعال عنهما قال صلى الله عليه وسلم لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم متفق عليه كم يقع في الخلوات م نظرات ومصافحات وكلمات محرمات كم جرت إلى رذيلة وكم حركت من فاحشة شباب كثير أحدهم يقول هجمت علي الخادمة في غرفتي لولا أنني خرجت لكان ما كان عياذاً بالله تعالى تلك الخلوات التي جرت إلى الرذيلة والعار هذه أميمة بنت رفيقة قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة نبايعه فقال إني لا أصافح النساء النبي صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه لا يصافح النساء فماذا جواب من يصافح النساء ما هو جوابك يا عبد الله وما جوابك أنت يا أمة الله لأن يضرب أحدكم بمخيط في رأسه خير له من أن تمس يده يد امرأة لا تحل عليه لا تحل له فالمرأة ذاتها مثير للشهوة فكيف إذا خضعت أيضاً بالقول وكشف الحجاب وبان المغطى وظهر المستور وصدق الذي قد قال وخلق الإنسان ضعيفا قال بعض المفسرين كما في المختصر لابن الجوزي إنه الرجل إذا نظر إلى النساء لم يستطع الصبر وهذا سعيد بن جبير يقول لأن أؤتمن على بيت من الدر أحب إلي من أن أؤتمن على امرأة حسناء فكيف بمن جلس مع المرأة الحسناء على طاولة واحدة في الطب وفي غيره هل هذا من المعصومين وهل هي من المعصومات ما هو جواب هؤلاء
وكذلك الخلوات والملاعبات حتى في البرك مع الأولاد والصبيان وذوي الوسامة والجمال لماذا لماذا لأنها مثيرة اتصل يقول ويردد ويقول أنا الآن متوجه إلى الله من مدة وجيزة ولكن لا تزال حرارة العصيان في قلبي تؤرق ضميري وتشغل تفكيري قلت له عذراً أخي عذراً أخي أنت تتكلم عن خيال أم عن ماذا يا ترى ما الذي يؤرقك وما الذي تحكيه ردد علي قائلها أخشى أن تغلق السماعة ولا تتحمل ما أقول قلت تفضل فما رددت عليك إلا لكي أسمع حديثك ومقالك فردد في عبارته وارتبكت ألفاظه سالت منه العبرة قبل سيلان العبارة قلت له تفضل رد عليا قائلاً بعد إلحاح مستمر ونقاش مني عشت مع اللواط خمسة عشر عاماً قلت ماذا قال نعم خمسة عشر عاماً حتى صباح اليوم أتاني آت لفعل الفاحشة فقال عشت الذل عذاباً نفسياً سقط جاهي أريد حقيقة الهداية أنا الآن عرفت طريقها وشعرت بنورها أدركت أن الاستقامة هي التي بإذن الله سوف تحميني من ذلك قلت له إذاً لماذا لا تترك لماذا لا تترك ولماذا لا تصدق مع الله وتعود قال الصحبة يا شيخ الصحبة الصحبة لم تتركني تهددني قلت كم عمرك الآن قال خمسة وعشرين عاماً قلت له سريعاً من أين تحصل على المال قال من الفاحشة قال من الفاحشة بدأت أردد عليه قول الله تعالى والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون وأما الذي آلمني أيضاً عندما ألقيت هذه المحاضرة في إحدى المناطق في الإجازة الماضية فجاءني شاب عليه سمت وصلاح قال أنا علمت منذ شهر بقدومك هذه المنطقة ولكني تفاجأت أنك حدثتنا بمحاضرة هي التي سوف أتلكم لك عنها قلت صلي معي في المسجد المجاور للسكن في المكان الفلاني صلى معي صلاة الفجر جلست معه بعد الصلاة قال إن ما ذكرته في محاضرة نيران الشهوات كل تلك الأمور فيني أنا وكأنك تتكلم عني قلت أخي أنا لا أعرفك ولأول مرة أراك ما حديثك قال ماذا أحدثك وأنا قد وجدت الآثار التي ذكرتها والله أنا الآن أتعالج عند طبيب نفسي طالب في الجامعة أسرتي وأهلي بل حتى الطبيب لم يكتشف السبب أنا أحكي لك السبب عشت مع الشهوات أيام الثانوية أغلقت في المحرم تعلقت بشاب ذهبت معه أصدقك القول لأنني أريد الخلاص أنا استقمت منذ ثلاث سنوات ولكن نيران المعصية لا تزال في قلبي أريد النهاية أريد استئصالها من جذورها قلت وما الأمر قال الأمر أننا بدأنا نتعاشر أعظم من معاشرة الرجل مع زوجته أعظم من ذلك كله بل إذا ذكر اسمه في مجلس أو رأيته في البلدة أصبت بحالة من الغثيان يظن الناس أن معي هبوط في السكر ويظنون أن معي المرض الفلاني والله ما معي ذلك كله إنما هي المعصية أيها الأحبة في الله ونأتي معكم إلى تلك الآثار لهذه النيران إن الله يغضب إذا انتهكت محارم الله وعصي في الأرض بل جاء في الصحيح أن الماء يغار ويريد أن يهجم على ابن آدم من جراء ما يفعلونه من معاصي فساد وإفساد في الأرض أيها فساد أعظم من أن تفسد الفتاة أو يفسد الشاب قلب للفطر
نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم جناية على الأسر البريئة المسكينة عندما يخطف ولدها وتسبى بنتها أمراض وأوجاع كتب لي يقول في إحدى المحاضرات أتمنى أن تدعو الله لي أنت والحاضرين يؤمنون قلت على ماذا وإذا به قد كتب والله لأول مرة أسافر وأفعل الحرام أنا الآن مصاب بالإيدز أريد الخلاص والفكاك نشر للرذيلة في المجتمعات أما ما يخص الزاني أو الزانية أو اللوطي أو الملاط به فإنه تذكر دائك لما قام به من الفحش في حج العام الماضي بعد ما ألقيت إحدى المحاضرات في إحدى المخيمات مسك بيدي رجل وقال لي كلمات غريبة وعجيبة قال الناس في يوم عرفة كل توجه بعد صلاة العصر يدعو الله تعالى هذا يستغيث وهذا يتوسل توجهت إلى القبلة أدعو الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى وإذا بي أتفاجأ أن أمام عيني يظهر أمر ما كنت أتوقع أن يظهر في هذا المكان وبدا لهم سيئات ما عملوا قال كل ما كنت أشاهده أيام الغفلة واللهو من مجلات خليعة ومناظر ومفاتن كلها قد ظهرت أمام عيني في يوم عرفة يظن الناس أنني أبكي اسمع على ماذا يبكون يظن الناس من حولي أنني أبكي خوفاً من الرحمن وأنا أبكي من هذه الذنوب بل والله ثم والله ما يعيشه بعض الناس من أرق يحدثني بعضهم فيقول سواء من رجال أو نساء يظل بعضهم باليومين والثلاثة فلا ينام لماذا من جراء الفاحشة بل أرق يقد المضجع تفكير وإن ترك فلا يزال وابن القيم رحمه الله يشير في الجواب الكافي إلى أن من أعظم آثار المعصية أنها تبقى سوادها في القلب إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فمن صدق مع الله جل الله تعالى عنه تلك المناظر وتلك الفواحش وتلك المحرمات وتلك الأنتان أما من لا يزال الدخن في قلبه فلا تزال صور المعاصي كأنها مناظر تؤذه أزاً فإذا ذكر من فعل معه أو ذكر اسمه فقط بل لو ذكر الاسم الأول لتذكر الفاحشة كما حدثني جمع ممن وقعوا في ذلك إهدار الأموال والله قالها لي بكل صراحة عندما ألقيت محاضرة في كلية المعلمين بالمحافظة في رمضان وإذا به يتصل علي ويطلب المقابلة والقصة طويلة وإذا به يقول وهو ابن رفاهية وعلو فلما جلس معي في بيتي قال لي والله لقد أنفقت في هذه العلاقات ما يزيد على مائتين وخمسين ألف عياذاً بالله كل ذلك في الفواحش أنا الآن مصاب بمرض لا يوجد في أسرتي كلها هم يقولون الأطباء أنه وراثي والحقيقة أن أسرتي لا تعرف بحمد الله هذا المرض إنني أعلم يقيناً أن هذا عقوبة من الله تعالى إن من أعظم ما يبتلى به الزاني واللوطية عدم لذة الحياة الزوجية نعم عدم لذة الحياة الزوجية بل يفقدون جمالها ورونقها وأثرها بل من الآثار ودت الزانية أن النساء كلهم زنوا وود اللوطي كذلك لذلك يصاب من أصيب بهذا الشذوذ إلى أنه إن كان في ريعان شبابه في سن المراهقة الأولى أنه يصاب بحالة من الشذوذ إذا بلغ ثمانية عشر وعشرين سنة بل يصبح في حالة من الانتقام شديدة جداً روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال عشر خصال من أعمال قوم لوط تصفيف الشعر وحل الإزار ورمي البندق والخلف بالحصى والعي بالحمام الطيارة والصفير بالأصابع وفرقعة الأكعب وإسبال الإزار وحل أزر الأقبية وإدمان شرب الخمر وإتيان الذكور وستزيد عليها هذه الأمة مساحقة النساء في أدبارهن رواه أبو يعلا بإسناد جيد وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أخوف ما أخاف على أمتي من عمل قوم لوط رواه ابن ماجد والترمذي وقال حسن الغريب والحاكم وقال صحيح الإسناد إنها تلك المآسي التي يعيشها من جرتهم هذه الفواحش إن الزنا واللواط من أعظم الذنوب تغضب رب العباد إنها الفواحش يضيق بها الفضاء وتعج لها السماء ويحل بها البلاء فكشف حال وسوء مآل وداء عضال وقبح أفعال وعيب دونه سائر العيوب عيب تموت به الفضيلة وتحيى به الرذيلة وتتفتت على أهلها الأكباد وتذوب من أجلها حياة القلوب فعمل مسبوب ووضع مقلوب وفاعل ملعون ومفعول به عليه مغضوب خلق فاسد وشرف مسلوب وعرض ممزق وكرامة معدومة .