ضيف الحلقة :
الشيخ الدكتور عائض بن عبد الله القرني
موضوع المحاضرة
عفا الله عما سلف
جئتكم اليوم ببشرى من ملك الملوك وبهدية من الواحد الأحد وهي عفا الله عما سلف هو الذي قال وهو ملك الملوك الذي يحكم لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه جل في علاه و تقدس اسمه قال لمن أخطأ وذل عفا الله عما سلف قال لمن سفك الدم ثم تاب عفا الله عما سلف قال لمن ارتكب الفواحش والجرائم والكبائر ثم أناب وبكى عفا الله عما سلف فلا يغفر الذنوب إلا هو ولا يصدر العفو العام عن الخليقة إلا هو حتى يقول ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ) ثم وقف القرءان وقفةً أستحسنها أهل العلم قالوا هي كالتاج على رأس الملك قال ( ومن يغفر الذنوب إلا الله ) يقول أروني جهة أو قوة في الأرض أو دولة أو كيان تغفر ذنب العباد إلا رب العباد جل في علاه فنسأله ونتوسل إليه بأحب الأسماء إليه وبصفاته الجليلة بإعلائه علينا أن يغفر لنا ذنوبنا وخطايانا و أن يعفو عنا نعم هذه المحاضرة أتت لنقول لأنفسنا ولإخواننا ولمن أخطأ ولمن زل ولمن أساء تعالوا إلى عفو الباري سبحانه وتعالى عفا الله عما سلف وسوف أتلوا عليكم من الآيات المحكمة والأحاديث المطهرة والقصص البليلة الصحيحة إن شاء الله ما فيه العبرة وأنتم تعرفون ذلك لكننا نتذاكر في مكان مبارك وفي زمان مبارك وفي مسجد مبارك وفي بلد مبارك بأذن الله ليتم النور على النور نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء أخوتي في الله يقول سبحانه وتعالى ويقص علينا أخوة يوسف حينما ارتكبوا خطأً فاحشاً من عقوق الوالد ومن السعاية بدم أخيهم ومن النكاية بقلب أبيهم ومن تشتيت شمل الأسرة ومن الخروج عن الطاعة ومع ذلك ألقوه في الجب وحيداً وعرضوه للهلاك وأبقوا أباه غفر الله لهم وفي آخر المطاف أتوا إليه وقالوا له والله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين فكان الجواب المحكم السريع من يوسف عليه السلام بعد النكايات وبعد الإساءات وبعد الغربة وبعد العزلة وبعد الدموع وبعد الحبس وبعد التشريد وبعد الطرد وبعد القيح لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين يقول أهل العلم من المفسرين ما سمعنا بألطف من كلام يوسف لإخوانه وهو يتلوا قصة حياته ومذكرات حياته معهم يقول وقد يقول سبحانه فاطر السموات والأرض وقد أحسن بي يعني ربي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ولم يذكر الجب ولا الذيب ولا الصحراء ولا الطرد ولا التشريد انظر أراد أن يعلقها بالشيطان يقول تراكم ما أنتم مسئولين غفر الله لكم أنتم براء من بعد أن نزل الشيطان بيني وبين أخوتي يقول أنا وإياكم اشتركنا في هذا ما أدري هل أنا المصيب ولا أنتم أو المخطأ أنا ولا أنتم يا للكرم ويا للعفو ويا جلال العبارة ويا إشراك الحديث من بعد ما نزل الشيطان بيني وبين أخوتي قال فسلم الأمر وأحال على الشيطان ليبقى الملف ملف تصحيح وملف التوبة وملف الصفاء والمسامحة ملف لا لبس فيه ولقد فعل ذلك عليه الصلاة والسلام فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام من أحاديث رواها أحمد وغيره أن أبا سفيان ابن حرث أبن عمه قريبه حيث يكون القريب عاق أحياناً حيث أوصي القريب القرابه و الرحيم الرحم شق الطاعة على محمد صلى الله عليه وسلم على من تشق الطاعة على ملك بل خير الناس عليه الصلاة والسلام على إنسان بل إمام الإنسانية على بشر بل رسول البشر صلى الله عليه وسلم فجاء أبن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربه وسل السيف في وجه وطعنه بالرماح في المعارك وفي الأخير لما انتصر عليه الصلاة والسلام نصره الله الواحد الأحد سبحان من أيده سبحان من أعزه سبحان من قدره مثال للبشر فأتى وهو المنتصر ليفتح مكة بجيش عرمرم ونقدم وثيقة للتاريخ ويقول أنا النبي المعصوم المختار مغتان البشرية بأذن الله وهذا بيت الله وهذه قدرته فأبو سفيان ماذا يفعل الدولة بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم والجيش معه والسيوف المسلطة تنتظر كلمة فقط كلمة لتتطاير الرؤوس مباشرة مع كلمته صلى الله عليه وسلم فأخذ أطفاله وذهب إلى الصحراء ولقي ابن عمه الأخر علي لكن القريب البار علي لكن القريب البطل علي لكن لوصوله لكن صاحب العلو قال لا يا أبا سفيان قال إلى الصحراء دعني أذهب إلى الصحراء والله إن ظفر بي محمد ليقطعني إرباً إرباً
قال أخطت أنت لا تعرف محمد صلى الله عليه وسلم محمد صلى الله عليه وسلم أبر الناس وأرحم الناس وأوصل الناس بالله عليكم وين يكون في بر أذا ما كان كلمة محمد صلى الله عليه وسلم وين تكون الرحمة أجل أيه تبحث عن الحلم محمد صلى الله عليه وسلم قال لكن من فقه علي قال أهل العلم كان علي فقيهاً من شبابه ومن فهمه للكتاب والسنة قال تعود إلى محمد صلى الله عليه وسلم وسلم عليه بالنبوة يعرف مداخل قلب الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف لأنه عايشه ونام معه وسار معه وصاحبه وقاتل معه وهو عارف مداخل تلك النفس الكبيرة والقلب الحاني الكبير قال عد إليه وسلم عليه بالنبوة وقلت والله لقد آثرك الله علينا وأن كنا لخاطئين لأنه يعلم علي أن الرسول صلى الله عليه وسلم سوف يأتي بالجملة الثاني المباشرة فأتى أبو سفيان وقف على رسول صلى الله عليه وسلم نظر رسول صلى الله عليه وسلم هكذا متواضعاً في انتصار في فتح مكة الانتصار الذي شهد له التاريخ وبصم عليه الدهر ووقف عليه البشر ولا يعلم في التاريخ أن صار متله عاصمة الدنيا فتحها ورسول صلى الله عليه وسلم يقول خفض رأسه فناد الى لربه بي بعض الناس بالسر قال رأينا دمعة عينه صلى الله عليه وسلم يعني من رحمة الله سبحان الله هذا الطريد الشريد وحده في الصحراء يواكب جيش ويسقط الدولة ويسقط الأصنام ويقول لأهل الأرض هنا عاصمة الدنيا من بلادي مطلب العلم ولا يطلب العلم من الغرب الغبي و بها مهدة وحي الله بل أرسل الله بها خير نبي قل هو الرحمن آمنا به واتبعنا هذا من نية نبي فأتى أبو سفيان قال السلام عليك ورحمة الله يا رسول الله قال عليكم السلام ورحمة الله وبركاته قال والله لقد آثرك الله علينا و إن كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين فبكى أبو سفيان يعني تلك المسيرة والإساءات والحرب والقتل والعقوق قال الله ما أبرك الله ما أوصلك الله ما أ رحمك الله ما أحلمك فهو الإمام المعتبر عليه الصلاة والسلام يمدح الله أولياؤه يقول (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) قال أهل العلم هي ثلاث مراتب فمن كتم غيظه مأجور عند الله عز وجل أنت تكظم لكن لا تؤذي أن من في قلبه غيظ وحقد ما تستطيع أن تزيله لأن بعض القلوب ترى مهما أوعظتهم ومهما حاولت معهم لا يمكن أن يذهب الحقد من قلوبهم هي فطرة من الواحد الأحد أو تفسير يعني أخلاق فغير هذا الحقد مرتبة الأولى الكاظم والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ومن يصدرون عفوا ًعاما ًعن كل من أساء إليهم قال بعض الأولياء يكن لك جلسة قبل النوم اعفي عن من ظلمك وبعض يقول اغسل قلبك سبع مرات قبل النوم بالعفو وعفره الثامنة بالغفران فالعافي عن النفس كما عفا الله عمن ظلمنا وعمن شتمنا وعفا الله عمن سبنا عفا الله عمن أساء إلينا هذا هو العفو الذي نقله العلم وقد ذكر عبد الرزاق في سنده الجيد في مصنف وقد نقله ابن الخليل في مداده للسالكين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف على المنبر قال أيكم يتصدق بعرضه كما تصدق أبو ظمظم قالوا كيف تصدق يا رسول الله أبو ظمظم وهو فقير من الصحابة فسألو أبا ظمظم قال ما وجدت شيء أنفقه في غزوة تبوك فليس عندي دراهم ولا دنانير ولا برد ولا تمر فقمت صليت ركعتين في الليل وقلت يا ربي والله ما أجد من المال ما ابذله في سبيلك ولكن اللهم من شتمني فاعفوا عنه ومن سبني فاعفو عنه ومن اخذ من حقي شيءً فاعفو عنه قد تصدقت بعرضي لوجهك الكريم هذا من العافين عن الناس قال السائب بن يزيد يدعى الناس يوم القيامة فيقول أين العافين عن الناس فيقولون يتخطون الصفوف تحت العرش فيقول الله قد عفوت عنكم هذه مرتبة ثانية قال سبحانه وتعالى والله يحب المحسنين هذا امتياز وهم الذين يحسنون لمن أساء إليهم يكرمون فلا يحقدون ويعفون فلا يسيئون ثم يحسنون إلى من أساء إليهم يعني أساء إليك فعفوا عنك وعفوت عنه فأهديت له هدية كما فعل الحسن بن سيرين كانوا إذا سمعوا بمحتاج أو ثائر ارسلو له بكساء أو بتمر أرسل الحسن بطبق تمر لرجلاً اختاره فقال له أنت الحسنات ونهدي لك التمرات فأنت تحسن كما يقول أبو تمام المبدع إذا مرضنا أتيناكم نعودكم و تذنبون فنأتيكم فنعتذر ويقول ابن تيما على هذا الأثر فالمؤمن لا يطالب ولا يحاسب ولا يعاتب ولا يضارب مالك حق على الناس الحق لله سبحانه وتعالى للجميع لكن تعفوا عن من ظلمك كما ورد في أثر يحسبه بعض العلماء إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأعفو عن من ظلمني وأعطي من حرمني والله جعل كل أجر محدد إلا أجر الصابر وأجر العافي فقال في العافي (فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) يقول اتركوا الأجر لنا تحديد النسبة وعدد الحسنات إلى الواحد الأحد إذا كان الله هو المتفضل سبحانه وإذا كان هو صاحب العفو فأي عفو يكون وأية كفرة تكون وأي بركة تكون وأمر سبحانه وتعالى رسوله عليه الصلاة والسلام بتعاليم قرآنية مع الناس قال خد العفو واعمل بالعرف وأعرض عن الجاهلين قال بن سعدي في تفسيره هذه الآية هي أصل الأخلاق في جميع مراحل العبد حتى يلقى ربه فعليها أركانها الثلاثة تكون الأخلاق خذوا العفو قال ماعفا من أخلاق الناس لا تكلفهم أكثر من البسمة وأكثر من اللطف وأكثر من يأتيهم ذات لا تبحث تقول قصرتم في حقنا أو ما وفيتم مقامنا أو ما أعطيتمونا أو مل بذلتم العفو وأمر بالعرف قال الأمر من الأقوال والأحكام الشرعية الموافقة للكتاب والسنة وأعرض عن الجاهلين وهم من أساءوا بالمناسبة عند هذه الآية صح في الصحيح أن الحر بن قيس كان من أهل القرآن وكان أهل القرآن قرابة يقربهم عمر رضي الله عنه يدنيهم منه ويجعلهم مستشاريه وأهل أسراره وأخباره فجاء عمه عيرت بن حسني الفيزا ري الذي أرتد ثم رجع فوفد وطرق الباب يظن أن منزلته هي على منزلة الجاهلية يعني قبيلا وأنه شيخ عشيرة وأنه لا بد لينزل وعمر له مقاييس خاصة مقايس القرآن السنة الجهاد الهجرة الزهد فانتظر بأذن ثم أدخل عمر بعد قال عمر من قال أنا الكريم أبن الكريم قال كذبت الكريم ابن الكريم ابن الكريم الكريم يوسف ابن يعقوب ابن إسحاق ابن إبراهيم هذه الصراحة والصرامة فدخل قال هيه يا ابن الخطاب يكلم عمر ابن الخطاب لأمير المؤمنين الفاروق اسمع الكلام كلام الأعراب هيه يا ابن الخطاب ما تأمر فينا بالعدل ولا تعطينا الجزم يعني لا تحكم بالسوية ولا تنفق من يعدل إذا لم يعدل عمر بعد أبا بكر والرسول صلى الله عليه وسلم من في أي دستور يكون العدل أذا لم يكون في هذا فهما عمر بالعصا التي يؤدب العصاة ليبطحه ليريه الصباح قبل المساء فقام الحر ابن القيس ويعرف عمر أذا همهم الملوك أمامه ترتعب عند عمر ضري الله عنه فقال يا أمير المؤمنين إنا الله يقول خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وهذا جاهل فوضع العصا وقال والله ما تجاوزها وكان وقاف عند كتاب الله هذا عمر رضي الله عنه إذا ذكرته بالقول وقف وأنتها الأمر فهو أمر من عند الباري سبحانه وتعالى تعلمون قضية عائشة رضي الله عنها وأرضاها وما قاله أهل الإفك والزور وقد طهرها الله وبراها من فوق سبع سماوات فهي الصديقة بنت الصديق الطاهرة بنت الطاهر زوجت نبي الأمة عليه الصلاة والسلام في الدنيا والآخرة وهي أمنا رضي الله عنها وأرضاها جاء مصلح وكان ينفق عليه أبو بكر فقير عنده وأحياناً تأتيك الإساءة ممن تحسن إليه فأخذ يتكلم عن من تكلم فسمع عمر قال حتى مصلح يتكلم والله لا أنفق عليه فأنزل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم فنزلت دموع أبو بكر أبي بكر قال بلى أحب أن يغفر الله لي أعيدوا النفقة إليه هذه هي جمل ونصوص تقدم لمن غفى وأصلح أما رسول الهدى عليه الصلاة والسلام فأنه أعظم من أصدر عفواً بشرياً عما أساء أليه ومن قاتله ومن حاربه فقد أخذ بحيلة باب الكعبة بأبيه وأمه صلى الله عليه وسلم وتكلم للناس وللدهر وكفار قريش الذين قاتلوا أمامه الذين حاربوه وأخرجوه من داره وآذوه وسبوه وشتموه قال ما ترون إني فاعل بكم هذا السؤال يسمى التوطئة في الخطاب قال ما تروني فاعل بكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن انتهى سمع الإجابة لأن السيوف مسلطة والرماح مصرعه والجماجم ممكن تندر في لحظة ممكن أن يقول صلى الله عليه وسلم نزلوا هذه الجماجم فتنزل في الحال ومن ينزل الجماجم عمر وعلي وخالد والزبير وأبطال الأمة والحضور وهناك جردوا السلاح لما دخلوا الكعبة قالوا وهم يبكون قريش يقول عبد الله اختلط صوت الرجال بالنساء بالأطفال قالوا أخ كريم وابن أخ كريم ما شاء الله لهذا الفتح الآن أخ كريم وابن أخ كريم الآن لا يعلم أمة آذت يعني قبيلة آذت أبنها البار أبنها العظيم مثل هذه القبيلة قال صلى الله عليه وسلم اذهبوا فأنتم الطلقاء عفا الله عنكم فوقع هذا الكلام في ضمير كل مسلم يخاف الله فكلما أسيئ إليه قل لصاحبك أذهب فأنت الطليق فعفا الله عنك هذا منهجه عليه الصلاة والسلام وقد حفظ لنا التاريخ نماذج كثيرة من عفوه صلى الله عليه وسلم وبالمناسبة في أحاديث من يرحم ُيرحم ومن يغفر يغفر له هذا صححه الألباني وفي بعض الآثار ومن يعفو يعفى عنه فبقدر المجازاة والعمل تجازى عند الباري سبحانه وتعالى وفي الصحيحين أن رجل من بني إسرائيل كان يعامل الناس فكان إذا أتى فقير محتاج قال تجاوزوا عنه وقال إذا أتى مديون قال تجاوزوا عنه فحاسبه ربه سبحانه وتعالى فلما حاسبه فإذا ما عنده صلاح كثير وعنده إساءات وفجور قال خذوه إلى النار ثم قال سبحانه وتعالى والله يريد أن يرحمه ولكنه سبحانه يسأل العبد هل لك من عمل قال ليس لي من عمل إلا كنت يا ربي أداني الناس وأبايعهم وشاريهم وكان أذا أتى مسلم قلت تجاوزوا عنه قال الله نحن أولى بالكرم منك تجاوزوا عنه فتجاوز الله عنه فأدخله الجنة كعب بن الزبير في السير بأساليب بعضها الذي حسنها هجا محمد صلى الله عليه وسلم هجا وسب وهذا فيه الإعدام وأعدم غيابيا ًمن وجده فليقتله وأخذ يتخفى ويندس من قبائل العرب تأتي عند الخيمة لأن من الذي ألقى التهديد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم من الذي قال كلمة هذه الكلمة الصادقة إن من وجده فليقتله محمد صلى الله عليه وسلم كل إنسان يتقرب بطاعة هذا النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم يقتر من الخيمة فيقول له الرجل أنا ضيفك هذه الليلة إن كنت كعب لا تقربنا قال قد أهدر دمك محمد صلى الله عليه وسلم فضاقت به الدنيا بما رحبت فأتى محمد صلى الله عليه وسلم وحضر صلاة الفجر وبعد ما صلى الله عليه وسلم بالناس في غسق وإذا بالرجل أمامه يجلس قال من أنت قال لا تعجل علي يا رسول الله اسمع مني أبيات قال قل قال بانت سعاد هذا لابد العرب حتى في المسجد داخل الكعبة يتغزل بسعاد وسلمى وليلى التي أشغلتنا وضيعتنا من الدراسة ومن أصول الدين والشريعة وما حفظتنا القرآن حتى ذاك الوقت الى الآن قال بانت سعاد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سعاد قال زوجتي فتبسم صلى الله عليه وسلم قال لم تبن إذا يقول ما بانت عجل هي معك الحمد لله على السلامة لكن اسمع القصيدة الرائعة المشجية المؤثرة قال
لبيت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول
مهلا هداك الذي أعطاك نافذة القرآن فيها مواعيظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويل
ثم وصف حاله قال صلى الله عليه وسلم عفوت عنك وخلع له البرد برده صلى الله عليه وسلم الذي كان يلبسه في صلاة الفجر ولبسه إياه فتناقل البرد هذا إلى أن أخذه معاوية بأربعين ألف درهم ثم وصل الى دولة الدولة العثمانية وتزاحم الملوك والزعماء أن يلقوا نظرة عليه من خارج الزجاج لينظروا نظرة واحدة في ما بقي من هذا البرد فصلى الله وسلم على نبي الأمة عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون فهذا من أثره صلى الله عليه وسلم و من كرمه ومن أريحية التي قدمها للعالمين صلى الله عليه وسلم يقول بعض أهل العلم إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان ظاهر البشاشة باطنه السماحة وذكر صاحب دلائل النبوة أنه يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه لا تخبروني بما قال الناس في إني أريد أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر يقول لا تخبروني الرجاء أن لا ينقل لي الخبر حتى أبن مسعود لما كان في الساحة ذكر الناس كذا كذا كذا تغير وجه صلى الله عليه وسلم قال رحم الله موسى وهو الذي أكثر من ذلك فصبر فكان صلى الله عليه وسلم يصبر وكان يغفر وكان يسامح وكان يعفو عليه الصلاة والسلام حتى في أمور اجتماعية وهم عن الناس وهو يمسك بيده بين الناس صلى الله عليه وسلم وبين الجماهير وفي الصحيح أن رجلاً أتاه من الأعراب وعلى صلى الله عليه وسلم برد غليظ الحاشية ليس رقيق الحاشية لم يعرف صلى الله عليه وسلم الديباج ولا الحرير لأن هذا محرم في السنة ولم يعرف أحسن اللباس ولبس أخشن شيء وأكل أخشن شيء ولبس في أخشن البيوت ليجعله الله في المقام الأعلى والأرفق في المقام الوحيد في الجنة الذي لا ينبغي لعبد إلا هو صلى الله عليه وسلم فسحب الأعرابي بالجبة من ورائه حتى أثرت في عنقه الشريف واحمر عنقه أمام العالم فالتفت إليه قال الأعرابي أعطني من مال الله لا من مال أبيك ولا من مال أمك فضحك صلى الله عليه وسلم هذا خلق لا يمكن أن يخطر ببال ولا يمكن أن يمتثله عالم ولا يمكن أن يأتي به مصلح ولا إنسان إلا محمد صلى الله عليه وسلم فأمر له بعطاء وعفا عنه فذهب إلى قومه فأسلموا عن بكرة أبيهم هذا خلقه صلى الله عليه وسلم والتي زكاها الله ولم يحسد والحمد لله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى استحى بعض العلماء لما كتبوا رسالته قالوا نستحي أن نمدحه لأن الله مدحه ونستحي أن نقول فيه شعراُ لان الله سبحانه وتعالى زكاه حتى أمير الشعراء أحمد شوقي يقول أبا الزهراء قد جاوزت حدي وسامحني إذا أثنيت عليك لأنني تطفلت وأسأت الأدب من يمدحك والله مدحك من يثني عليك وقد اثني الله عليك من يزكيك والله زكاك الله من فوق العرش يقول وإنك لعلى خلق عظيم فبما رحمة من الله نلت لهم فهو المزكى من عند الواحد الأحد الذي تزكيته ما بعدها تزكية والذي مدحه الزيين وشيمه هو الشيم إذا شام عض وإذا ذم عض كما في السنن ومسند أحمد أن وفد بني ثمين طرقوا حجريات على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في القيلولة قال اخرج إلينا يا محمد فإن مدحنا زين وذمنا شين وإذا مدحنا مدحنا وإذا ذممنا ذممنى وتجمل فينا نمدحك واحتار رسول الله في الناس ولا بشر ولا قبائل من انتم أصلاً هو تاريخنا صلى الله عليه وسلم وهو مجدنا هو فخرنا قال صلى الله عليه وسلم ذلك هو الله الذي مدحه يزين وذمه يشين عند أهل العلم إما انتم أمدحكم أو أترككم حتى صلى الله عليه وسلم ما كان يعني يلقي باله للقصائد التي تلقى عليه وحتى إن جاء عامر بن صعصعة و الحقيقة إنها قبيلة شجاعة وإنها متفردة ولكن عند محمد صلى الله عليه وسلم تنتهي الشجاعات وتنتهي السامحات وتنتهي المكارم وتنتهي المناطر عند محمد صلى الله عليه وسلم ولا هم قبيلة بني ربيعة الذين حجبهم النعمان بن المنذر فدخل لبيد قال إن بعيد الإغريق يأتيك السعد ونمني من فزع مفزعة نحن بني أم البنون الأربعة وخير رجال عامر بن صعصعة المطعمون الجفنة المدعدعة شوف الشعر القوي الرهيب يقول والله نحن نطعم الجفنة الكبيرة المدعدعة لنمرح بالحم والسنج وصدق المطعمون الجفنة المدعدعة والضاربون الهام تحت الخومعة فأذن له الملك ورحب بوفدهم فوفدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون يخطبون تلك الخطبة فقال خطيبهم أنت أكثرنا فضل ما شاء الله بيزكيه وسيدنا وأملنا وأكثرنا طولاً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها الناس قولوا بقولكم أو ببعض قولكم ولا يستجدينكم الشيطان إن معنا عبد الله ورسوله فقولوا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فسبحان من رفعه وسبحان من جعل العبودية في أعلى مراتبها له وشرفه بالرسالة صلى الله عليه وسلم وجعله قدوة للعالمين عفو الوالي على الرعية ومن أعظم ما حصد لنا التاريخ عفو الوالي على الرعية وقبل أن نذكر نماذج أوجه رسالة لمن حاد عن المنهج لمن خرج عن الجماعة تعالوا إلى الوالي إلى الأب الرحيم إلى صاحب القلب الكريم الكبير فقد عفى عنكم وأعطاكم مهلة وقال تعالوا إلينا ونتصافح ونتصافى وكأنه ما حصل شيء هل بعد هذا هل يرد هذا هذا وفاء قابل الوفاء بوفاء قابل الكرم بكرم قابل التجاوز بالتجاوز لا تكون إنسان لئيم كون أبو الطيب وما قتل الأحرار كالعفو عنهم يقول لا يقتل الكريم إلا أن تعفو عنه وملك الحر الذي تحفظوا اليد إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وأن أنت أكرمت اللئيم تمردا فالعفو عفو من قدرة وهو يدل على قوة الكيان والدولة إن شاء الله وفي من سدادة الرأي وأبشر من عفا وأصلح سواء ً الوالي أو المسئول أو الأب بالعزة في الدنيا والآخرة يقول صلى الله عليه وسلم والذي نفسه بيده ما زاد الله عبد بعفوً إلا عزة فيعزه سبحانه وتعالى في الدنيا ويعزه في الآخرة وهذه فرصة سانحة لأن العبد يمر به من الشبهات ويمر به من التغرير مع قلة أو يعني صغر السن والحداثة والشباب ما كمن أن نخطي فيه فإذا وجد هناك من يقدر هذا الظرف ويقدر هذا الخطر ويترك مساحة للمواجهة وخط رجعة لمن أراد أن يحاسب نفسه فأرى أن تفتح الأبواب وأرى أن يستمر الحوار وأرى لمن حاد عن الطريق واعوج عن الصراط المستقيم وأرى أنه ترك الجمعة والجماعة ترك جماعة المسلمين وأن ترك أسرته وقرابته وقبيلته وأمته وشعبه أن يأتي إلى الجماعة يد الله مع الجماعة فالعفو مع القدرة يقول أحد الحكماء أما العقوبة فكل يحسنها وأما العفو فلا يستطيعه إلا العظماء وأتوا بوزير شق الطاعة في عهد المأمون يريد أن يقتله قال ما رأيكم أريد أن أقتله اليوم قاتل له أحد العلماء إن قتلته فلك أمثال في التاريخ وإن عفوت عنه فأنت فرد التاريخ قال عفوت عنه فهذا هو العفو الذي يميز الثاني العفو كما قلت لكم يقتل الأعداء وينهي الحجج يعني يتذرع بها بعض الناس فيقول ما ترك لنا فرصة وما رأينا أحد يرحب بنا وما رأينا صدر يرحمنا وما رأينا واحد يتصل بنا وما حرم علينا أحد وما سامحنا أحد فالآن أعلن من أكبر منصب في الدولة أننا سامحنا وعفونا فتعالوا وأقبلوا ومن عفى فليأتي إلينا فأنتم أبناؤنا وادخلوا في الجماعة وكأنه ما حصل شيء وعفا الله عما سلف هذا هو الملخص وماذا يعني العفو يعني عند أهل العلم العظمة والرحمة والحكمة وأما العظمة فقال العلماء كما قلت لكم لا يعفو إلا عظيم لأن كبير القلب يحب العفو وصغير القلب يحب الانتقام دائماً ولذلك الأشرار يحبون الانتقام ويقول والله ما أتركها له ولا نجوت النجا والله أني وراه وراه حتى يموت هذا شوف صغر لما يكونوا في البادية رجل من هذه البادية صارت على جاره قتل جمل الذي ركب على الجمل فمات هذا الذي اخذ الجمل ماطلعه ما سند الله يغفر سبحانه وتعالى فحضر جاره وهم يصلون على الجنازة قال اللهم لا تغفر له فإنه قتل جملي اللهم اقتص منه يوم القيامة فصغر النفس وضيق النفس وجهل النفس يجعل الإنسان يطلب الانتقام ويطلب الاقتصاص ويطلب الحقوق والكريم لا يأخذ حقه بل الكريم دائماً ينزل من حقوقه ويعفو عن الناس وحتى أني أعرف الفضلاء بعض في الرياض من الأجواد الأخيار الصلحاء أني أراه ويقول سامحوا والله يغفر لنا ولكم أننا مقصرين معكم وهو الذي يقدم الخدمات للناس وهو الذي يحسن إليهم ومن أحسن ما رأيت وهي مدرسة الأمام المجدد الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله منباز رحمه الله فرأيت فيه من الصفح ومن العفو ومن الحن وجلسنا في مجلس ورأينا من يؤذيه من العامة ومن يتطاول عليه من بعض أهل العلم يقول غفر الله لنا ولكم غفرا الله لنا ولكم سامحك الله سامحك الله ما ينبغي هذا سامحك الله وهو إمام وإمام أهل السنة في وقته ومن اعتبر كلامه وفتاويه وسارت بأخباره الركبان وشد له بالقابون و عليه من طنجا إلى جاكرتا ومع ذلك يعفو عن الناس لا يحملون علماً ولا تحصيلا ولا فقهاً فهذا هو واجب العبد الصالح أن يكون عظيماً أي يعني يسموا عن الأخطاء ويتجاوز وبعرف طبيعة البشر ويلتمس الأعذار لإخوانه ويقول ربما هذا جهل كلامي ربما أساء ربما طيش الشباب حمله على ذلك جلساء السوء ربما غرر به فهو يفتح المعاذير للناس عل الله أن يفتح له المعاذير يوم القيامة فالجزاء من جنس العمل ويعني ذلك الرحمة فإن القاسي لا يمكن أن يكون قريب من الناس والجبار بعيد عن الله سبحانه وتعالى فالرحمة هي القرب من الناس والعفو عنهم والصفح وهذه الرحمة لا ينزعها الله إلا من قلب شقي والراحمون يرحمهم الرحمن وهذا الحديث المسلسل قيل المسلسل بالعبادنة وقيل مسلسل بالاتصال بالمصافحة والراحمون يرحهم الرحمن ولذلك فتح الله كتابه باسمين عظيمين جليلين الرحمن الرحيم في صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان جالساً يأخذ الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة كل من دخل شاب من شباب الأمة فسيداه الحسن والحسين فيقبل هذا يا لهذا القلب الكبير ويا لهذه الرحمة يقبل هذا يوم ألتفت إلى الصحابة وقال هما ريحانتين من الدنيا قاتل الله عبيد بن زياد لما قطع رأس الحسين أخذ يدخل العصا في أنفه وفي طصك صحن رأس الحسين وبكى الصحابة وبكى الناس فأخذ يدخل العصا في هذا المكان مكان الحسين حيث الجمال وحيث السمو وحيث الطهر ابن فاطمة فيدخل العصا ورأسه مقطوم جمجمة من أعظم جماجم التاريخ الحسين لما قتلوه كبروا جهل أهل العراق يقول أحد الشعراء جاءوا برأسك يا أبن بنت محمد متزملاً بدمائه تزميلاً ويكبرون بأنك قتلت وإنما قتلوا بك التكبير والتهليل يقول قتلوا التكبير والتهليل والرحم والرسالة الذي من بيتك أنت والمسكن الذي كنت فيه انبعث النار العالم فأخذ عبيد بن زياد بالعصا يقول هذا خرج علينا خرج عليك لا ردك الله قال خرج علينا وهذا عصا الطائي وهذا فعل فقام أبو برزت أصل هو صحابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى قال عبيد ارفع عصاك والله الذي لا آله إلا هو وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل هذا الموتى ويقول هما ريحانتين من الدنيا تولي بعصاك وتشير إلى الناس وتشمت به وبفمه الطاهر وبأنفه وبهذا الوجه الجميل الذي أجمل من البدر ما قلنا قط إلا في تشهده لولا التشهد كان له النعموا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ الطفلين الحبيبين الذكيين القريبين فيقبل هذا ويقبل هذا أبناء فاطمة ويقال هما ريحانتين من الدنيا ماله وفي الدنيا ريحانات ولا أشياء ولا باقات هذه باقاته صلى الله عليه وسلم فأقربنا في الحابس من أحد قبائل العرب من رؤسائهم ومشايخهم جالس قال تقبلون الأطفال عندكم كأنه يسأل أحد المواطنين يسأل محمد صلى الله عليه وسلم شوف الجفاة شوف الجهل قال تقبلون الأطفال عندكم يا أقرع الذي أمامك هو الذي ينزل عليه جبريل صباح مساء يا أقرع الذي عندك هذا الذي أتى عليه القرءان من اللوح المحفوظ يا أقرع هذا الإنسان الذي أمامك هو صاحب الشفاعة الكبرى يا أقرع هذا الإنسان الذي تكلمه هو الذي يتكلم يوم القيامة يوم لا يتكلم لا ملك مقرب ولا نبي مرسل وهو يرفع رأسه فيقول الله ارفع رأسك واشفع تشفع فيتكلم وحده قال تقبلون الأطفال عندكم أسمع زيادة النشرة والله عندي عشرة من أطفال ما قبلت واحد منهم هذا رواية مسلم قال صلى الله عليه وسلم وهل أملك أن ينزع الله الرحمة من قلبك أنا أملك أن أورثك الرحمة أن أنزل الرحمة أن أشكوى الرحمة في قلبك في ضميرك لا فهذه رحمته عليه الصلاة والسلام قال أهل العلم فـ العفو يدل على الرحمة فرحمة القلب تجعل الإنسان يعفو ولا يظل بالعقل انه ضعيف لا والله بل يصدر عن قوة وسداد الرأي الإنسان يعفو يستطيع أن ينتقم ومن يستطيع أن يتجاوز يستطيع أن يأخذ أما الجبان الرعديد فلا يستطيع أن يتجاوز عن سيئاتهم ويدل على الحكمة فان من الناس من يحتاج إلى العفو والناس طرائق قددا ومذاهب شتى في فهمهم للنصوص وفي العلوم وارتكابهم للأعمال خاصة في مثل الشعوب ففيهم من الطرائق والشرائح والمذاهب ما يمكن أن يكون هناك حكمة في معالجة هذا الرأي والحقيقة وقعت الحكمة والحمد لله ونودي بها وأعلنت والله كلما رجع راجعٍ أنا نفرح ونسجد شكراً والحمد لله وانتم رأيتم من تكلم البارحة وأخبر عن حاله وقال والله إني كنت حرمت صلاة الجمعة والجماعة لماذا جماعات المسلمين يصلون الحمد لله يحجون يعتمرون ويقرءون في القرآن يتصدقون وأمر بالمعروف وانهي عن المنكر فإذا لم تستطع شيء فدعه من رأى منكم المنكر فليغيره بيده فأن لم يستطع بلسانه فمن لم يستطع ف بقلبه و ذلك أضعف الإيمان عبرة الله عز وجل وعبرة محمد صلى الله عليه وسلم يعني لا بد أنت تقوم بسلاح أنت والأربيجي وأنت فرد لتصادم الأمة والدولة والشعب والعلماء والمفكرين والصالحين والأخيار والناس الذي عذركم الله عز وجل أدي عليك فقصدي لماذا يتحمل لماذا هذا المسار المظلم لماذا هذا النفق المظلم طيب ليش أخطأت ومر سنة وسنتان وثلاث لكن أتى البيان الآن من العلماء أتى من الدعاة أتى العفو من قرار من القائد ومن ولي الأمر فما هي الحجة فماذا بقي فالقرار الحكيم من الوالي له ثمرات أربع الأولى الرجوع عن الخطأ فهو والحمد لله فرصة لمن أراد أن يراجع الخطأ ويقول بعض العلماء من العلماء المعاصرين هذا العفو يجعل الإنسان يعيد حساباته في ذهنه يقول مادام أني قوبلت بالعفو دليل على أنه لا هناك حب الانتقام ولا هناك إصرار على الظلم والجبروت كما يدعي بعضهم مادام أنه قدم لك وقيل لك هذا عفو فالواجب أنك تراجع..إنسان يقول عفا الله عنك ماذا تقول؟ قل وعفا الله عنك ويقول لك السلام عليكم...وعليكم السلام وسامحك الله قل وسامحكم الله فإذا حييتم بتحية فحييوا بأحسن منها أو ردوها فإذا قيل له عفونا عنكم وتجاوزنا عنكم فليقل ونحن نقبل هذا العفو ونحن نسلم ونحن نأتي إلى أبينا ونحن نقول له والله تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين ليقول لنا لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، الثاني سل الحقد وحب الانتقام إن هذا فيه من الحكمة أن كل شاب موتور لعقائد في ذهنه أو فهم يحمله ذلك على أن يسحب هذه الضغينة من القلب فـ والله ما عفى عاف إلا حبته القلوب كما قال سبحانه وتعالى (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر) الثالث إقامة الحجة الآن الحمد لله انتهى إقامة الحجة العلمية والعملية العلمية المتمثلة في العلماء الدعاة والعملي متمثل في القرار السياسي الحكيم فقد انتهى الأمر وأصبح هناك حجة كأن يعتذر بعضهم يقول أنا لو سلمت نفسي عذبوني وأهانوني وحبسوني فيقال الآن انتهى يقول تعال الآن ويعفى عنك ولا تعذب ولا تحاسب وتدخل في دارك من دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبو سفيان فهو آمن وكأنه ما حصل شيء وعفا الله عما سلف والآن العلماء يقولون لو كان شاك من هؤلاء الشباب في هذا فليأتي إلينا ونذهب به نحن إلى والي الأمر ونشهد معه عند والي الأمر أنه في ذممنا وأنه يريد كتابكم أو يريد شهادة وسوف يجد من والي الأمر من الكرم أن يجعلك ابنه ويقول انتهى الموضوع وهذا الذي تم والحمد لله والبوادر أبشركم أن هناك سوف تسمعونها قريبا وهي تجعل الشمل يجتمع أكثر والأمن يستتب أكثر ولن أستعجل الأحداث حتى تعلن في حينها لكن استبشروا خيرا ونفرح والله كلما رجع وأن لا يكون شريدا طريدا تبكي عليه أمه وأبوه وأبناؤه ويدعى عليه في مساجد المسلمين ويشق الطاعة على غير مشروع موفق ولا خطة سليمة ولا رأي سديد ولا عقيدة محمودة الرابع من آثار هذا العفو جمع الشمل وتوحيد الكلمة فإن العافي في حكمة يعلم أنه إذا عفى وأصلح تأتي القلوب وتجتمع عليه الأرواح وتحبه الأنفس كما قال سبحانه وتعالى (وألف بين قلوبهم لو أنفقت مافي الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه....) فتأليف القلوب واجب الراعي وهو ما فعله وواجب على والي الأمر أيضا الرفق كما قال عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه) وقال عليه الصلاة والسلام في الصحيح (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) الذي فعل هذا موافق لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام في الرفق يعني مطلوب من صاحب القوة الذي آتاه الله سبحانه وتعالى الدولة والقوة أن يعلم أن عباد الله فيهم من يخطئ ومنهم من يجهل ومنهم يفهم خطأ ومنهم من يغرر به ومنهم من تمثل له الشبهة ومنهم من تغلبه الشهوة فإذا عاد فليقبل منه فهذا فيه جمع الشمل... ولا يفوتني أن اشكر فضيلة الشيخ سامر الشيخ إمام هذا الجامع وأشكر لمن نسق لهذه المحاضرة الشيخ خالد العساف وكل من قام وشارك في هذا الاجتماع المبارك فأهل الفضل يشكرون ويثنى عليهم ويدعى لهم فنسأل الله أن يثيب كل من ساهم في الخير أو قال كلمة خير أو دعا إلى خير أو جمع شمل ونسأل الله باسمه الأعظم أن يصلح والي الأمر وأن يوفقه ببطانةً صالحة ناصحة راشدة تدله على الخير وتحذره من الشر ونسأل الله أن يجمع كلمتنا كلمة الراعي والرعية على كتاب الله وعلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يجعل بلدنا أمنناً مطمأنا رخاءً سخاءً وسائر بلاد المسلمين سبحانك بلاد المسلمين سبحانك ربي رب العزة عما يأسفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي المصطفى وعلى اله وصحبه ومن والاه.