منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 المراسل الصحفي المحترف للإذاعة والتلفزيون والصحف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49023
العمر : 72

المراسل الصحفي المحترف للإذاعة والتلفزيون والصحف Empty
مُساهمةموضوع: المراسل الصحفي المحترف للإذاعة والتلفزيون والصحف   المراسل الصحفي المحترف للإذاعة والتلفزيون والصحف Emptyالسبت 25 سبتمبر 2010, 12:32 am

المراسل الصحفي المحترف
للإذاعة والتلفزيون والصحف
تأليف الكاتب الصحفي
الأستاذ نـوار بـاهي

كلمة المؤلف
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، فجعله شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بالحق وسراجا منيرا، وجعل فيه أسوة حسنة لمن كان يرجو لقاء ربه واليوم الآخر وذكر الله كثيرا، اللهم صلي على سيدنا محمد وبارك عليه وآله وصحبه ومن والاه وبعد:
فإنه من دواعي الغبطة والسرور والفرحة والحبور أن أضع بين أيدي طلبة الإعلام والصحافة وكل هواة الكتابة الصحفية المحترفة هذا العمل الإعلامي المتواضع والذي أرى فيه الميزات الكثيرة والمعلومات الغزيرة التي ستساعدهم بدون شك في ولوج عالم الكتابة الصحفية وتأهيلهم للعمل الصحفي المحترف لحساب الصحف والإذاعة والتلفزيون، وتصقل مواهبهم بما يستجيب لمتطلبات واحتياجات الصحافة المعاصرة .
في هذا الكتاب ركزت كثيرا على عرض وتفصيل أهم المسائل والمحاور المهمة التي سيحتاجها الصحفي المبتدئ أثناء عمله الصحفي وخصوصا على صعيد تقنيات تحرير مختلف الفنون الصحفية في ظل ما يقتضيه واقع الصحافة الحديثة، ولم أذهب إلى تفصيل وتحليل بعض المسائل الأخرى كالتطرق إلى تواريخ ظهور الصحافة العربية والأوروبية ...الخ.
والتي أراها غير مهمة بقدر أهمية التركيز على ما يفيد الصحفي في عمله الميداني، ولقد اعتمدت في تأليف هذا الكتاب على تجربتي الشخصية في العمل الصحفي بنسبة تسعون في المائة كوني اشتغلت مراسلا صحفيا لعدد من الصحف الوطنية في الجزائر على مر الأربع سنوات الفارطة.
وأما بخصوص بعض المحاور المتصلة بتاريخ ظهور الصحافة العربية، وتاريخ ظهور الصحافة في الجزائر، كما بالنسبة إلى بعض النقاط الأخرى المتعلقة بتعريفات الخبر في نظر بعض الشخصيات الإعلامية العالمية فقد استقيتها من خلال مطالعتي لبعض المقالات المنشورة على صفحات بعض مواقع المنتديات الثقافية عبر الانترنيت، الشيء الذي ساعدني ولو بالقسط اليسير في إتمام هذا الإنتاج الإعلامي والذي أتمنى أن يروق إعجاب الممارسين الإعلاميين وجميع المهتمين اللهم آمين .
***اللهم قدر لي الخير في الدنيا والآخرة، انك أنت الغفور الودود ذو العرش المجيد
الجمعة المباركة 26 ماي – مايو- 2006

تقديم
عزيزي القارئ، هل تريد أن تصبح مراسلا صحفيا محترفا للصحف الإخبارية المتخصصة والإذاعة والتلفزيون، إن ذلك ليس صعبا عليك لطالما أننا سنضع بين يديك هذا الكتاب الهام، الذي سيمكنك من تحقيق هذا الحلم الذي ربما راودك كثيرا، فقط كن جديا وعمليا، وواثقا من نفسك، حتى تتمكن من تحقيق هذه الرغبة التي يحبها كل المتعلمين والمثقفين في العالم، وما عليك عزيزي القارئ إلا التتبع الجيد والمذاكرة الضمنية والهادفة لكل ماستجده في هذا الكتاب الهام من دروس ومسائل تتعلق بالصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، والخوض في مسائل وفنيات تحريرها، واعلم عزيزي القارئ أن مهنة الصحافة ليست بالأمر اليسير، كونها تخضع للفطنة والذكاء والصبر وفي كثير من الأحيان المغامرة، لذا فأنت مطالب بالأخذ بمجمل النصائح والإرشادات التي ستتلقاها في هذا الكتاب، وبذلك ستتعلم أصول هذه المهنة النبيلة، وتثبت قدراتك أثناء ممارستها في الميدان لتتدرج بمجهوداتك المستمرة في سلم الإحتراف وتبلغ قمته وذلك ما نريده بحق، واعلم عزيزي القارئ أنك اذا كنت تريد فأنت تستطيع.

التزامات الصحفي المبتدئ
عزيزي القارئ ان اتقان الكتابة الصحفية وفقا لقواعد اللغة العربية دونما الوقوع في الأخطاء الإملائية والنحوية والصرفية يتطلب معرفة جيدة بقواعد لغة الكتابة أولا وثانيا المعرفة الجيدة بفنيات ومنهجيات التحرير الصحفي، وعلى هذا الأساس ينبغي عليك كصحفي مبتدئ أن تلتزم بالمطالعة الكثيرة والقراءة اليومية والمستديمة لمختلف الكتب الأدبية والفكرية مع ضرورة التركيز على مطالعة الصحف الإخبارية المتخصصة، حتى تمتلك بذلك مخزونا لغويا جيدا يمكنك من الكتابة في كافة المواضيع الصحفية المختلفة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو رياضية أو اجتماعية، واعلم عزيزي القارئ أنك اذا اكتسبت مخزونا لغويا وكنت عارفا بالقواعد اللغوية والفنون الصحفية فإنك ستنجح حتما في مشوارك الصحفي وستختصر طريق الإحترافية ببضع مقالات.

وعليه فإنك مطالب ابتداءا من اليوم بما يلي:
1. قراءة جريدة اخبارية يوميا، وبتدبر وتمعن كبيرين.
2. مطالعة معجم عربي عربي كل يوم على الأقل لمدة ساعة.
3. قراءة كتب القواعد النحوية والصرفية حتى تتعرف على جميع قواعد تركيب الجملة العربية وتحديد معانيها المتغيرة.
4. متابعة النشرات الرئيسية في الإذاعات والتلفزيونات الإخبارية المتخصصة.
5. متابعة الحصص والبرامج الإذاعية والتلفزيونية ذات الطابع الإخباري والصحفي مثل الحصص الحوارية السياسية، والبرامج الإخبارية المختلفة.
6. اعداد كراسة اعلامية لتسجل عليها جميع المصطلحات والتعابير الهامة والمعبرة خلال قراءتك للجريدة لكي تذاكرها وتضيفها إلى مخزونك اللغوي الإعلامي.
7. ضرورة مراجعة تلك التعابير والمصطلحات الهامة بصفة مستديمة تماما مثلما تذاكر الدروس.
8. عليك بتعويد ذاكرتك على تخزين أكبر كم من المعلومات وكل ما يفيدك في تخصصك حتى تكون سريعا في تنفيذ أعمالك الصحفية.
9. يجب أن تفصل بين المصطلحات السياسية والاقتصادية والرياضية ...الخ على كراستك الإعلامية وذلك حتى تتمكن من مذاكرتها بطريقة سهلة وهادفة.
10. لا تترك صفحة من صفحات الجريدة إلا وتقرأها بتمعن وخاصة صفحات الأخبار المحلية والرياضية والأحداث.
11. اذا كنت تنوي فعلا ولوج عالم العمل الصحفي ننصحك في خلق علاقات صداقة على كافة المستويات مع الناس العاديين مع المسئوولين، مع الموظفين في الإدارات العمومية، وأسلاك الأمن وذلك لضمان أكبر عدد من المصادر الخبرية التي ستعتمد عليها أثناء عملك الصحفي مستقبلا، واعلم أن خلق مثل هذه العلاقات يتطلب منك الصبر والتواضع التام والطيبة وحسن السلوك أثناء التعامل مع الآخرين والذكاء والحذر أيضا.

ماهية الصحافة؟.
يصعب الإتفاق على تعريف واحد لمفهوم الصحافة،
فبينما يعتبرها بعض المتفقهين في علوم الإتصال والإعلام على أنها انتاجا صناعيا وابداعا فكريا في آن واحد كما يقول أحد أعلام الصحافة "بيار ألبير" فإن البعض الآخر يعتبرها مهنة مكرسة لفائدة المصلحة العامة ولفضح الألاعيب والشرور وعدم الكفاءة في تسيير الشأن العام للناس، وهي مهنة لاتخضع للتحزب في أداءها وتكون عادلة ومنصفة للرأي العام المعارض والمضاد، على حد تعريف "أدولف أوخس".

مراحل تطور الصحافة:
برزت حاجة الإنسان إلى التواصل والتفاعل مع الآخرين منذ أن وجد على وجه البسيطة من حيث هو كائن اجتماعي بطبعه، على حد قول "ابن خلدون" وقد بدأت محاولات الإنسان الأولى في نقل الأخبار والمعلومات بالحركات قبل أن يهتدي إلى اللغة، فكان يعبر عن أفكاره ويوصل معلوماته بتحريك جسده أو بإيماءات من يديه ورجليه أو بالتعبير بملامح من وجهه، تلت ذلك مرحلة التخطيط والرسم على الجدران والكهوف والمعابد ومن ذلك انتقلت إلى اللغة ثم إلى الإشارة إلى أن جاءت مرحلة الكلام الذي سرعان ما تطور إلى اللغة المكتوبة ومن ثمة راهن الإنسان البدائي على ابتداع وسائله الإعلامية الملائمة واستخدمها في تحقيق رغبته في التواصل والتفاعل ولم تتوقف محاولاته المستمرة في البحث عن طرق أخرى أكثر تطورا وتقدما وأسهلها تداولا، فقبل اختراع الكتابة عرف الإنسان النقل الصوتي للأخبار عن طريق الشعراء والرواة والتجار ثم عرف النقل الخطي المكتوب باليد وقد كان اختراع الطباعة استجابة للحاجة الملحة سيما بعد تزايد عدد المتعلمين والمهتمين بالقضايا العامة للناس آنذاك، وقد تم تصنيف تلك الوسائل الإعلامية القديمة إلى وسائل سمعية " كالنفير والجرس والبوق والطبل والمدفع…الخ
وأخرى بصرية كالدخان والنار والمشاعل والمنارات والمرايا والرايات، إلا أن مساعي الإنسان لم تهدأ بل استمر في مسيرته التاريخية في البحث المتواصل عن وسائل أخرى للإتصال والتواصل سعيا لحشد المزيد من المعلومات للإطلاع عليها واشباع حاجته واهتماماته وقد تطورت هذه الوسائل إلى أن وصلت إلى ماهي عليه الآن من تقدم تكنولوجي رهيب، أدى إلى احداث ما يصطلح عليه بالثورة الإعلامية التي أخرجت الإنسان من دائرة العزلة التي كان يعيشها قديما والتي كانت تقتصر على ما يمكن له أن يطلع عليه ضمن حدود حواسه المباشرة دونما أدنى وسيط اعلامي آخر فكان يعيش في ذلك الوقت عالما يستطيع أن يعين حدوده بقدميه وحواسه وبدأ الإنسان ينفتح تدريجيا على عالم واسع وفسيح يتجاوز مدى رؤيته واطلاعه حدود الكرة الأرضية، ليصل هذا المدى بفضل الوسائل الإعلامية والاتصالية الحديثة..
" الانترنيت، والأقمار الصناعية" واشتمل على ما في الفضاء وما على الأرض وما تحت البحر دون جهد أو عناء يمكن وصفه بالكبير سوى السعي الحثيث إلى امتلاك هذه الوسائل الإعلامية والإتصالية ليطلع من خلالها من موقعه على كل ما يدور في هذا العالم من دقائق الأحداث ليتعرف على تفاصيلها وفي حينها على شكل حي ومباشر.

تاريخ ظهور الصحافة:
يعود تاريخ ظهور الصحافة إلى منتصف القرن الرابع عشر ميلادي، وذلك منذ اختراع مطبعة "فيتنبارج"، وشركاءه وكانت هذه الطابعة عبارة عن مجموعة حروف مشكلة من الحديد يتم جمعها في شكل نصوص إعلامية لتتم اثر ذلك صباغتها بالحبر وتضغط على الورق لتنشأ بذلك الصحيفة، وقد تواصلت عمليات الطبع بهذه المطبعة إلى غاية حلول القرن السابع عشر ميلادي والذي عرفت فيه أوروبا ظهور أعداد كبيرة من الدوريات والجرائد التي كانت تصدر بصفة منتظمة، ويجمع المؤرخون للصحافة أن نشوء فكرة الصحافة ونشر الخبر لأول مرة كانت في الصين على اعتبار أن فكرة الصحافة تحتاج إلى ورق، والورق منشأه الأول كان في بلاد الصين.

تاريخ ظهور الصحافة في الجزائر:
يعود تاريخ ظهور الصحافة في الجزائر إلى بداية القرن التاسع عشر ميلادي وتعد جريدة المغرب التي أصدرت سنة 1903م وتواصلت إلى غاية 1913م كأول جريدة في الجزائر وكانت بمثابة أول محاولة لخلق صحافة جزائرية تُعنى بشؤون الجزائريين وتدافع عن حقوقهم، وفي خضم ذلك اتجه العديد من المفكرين ورجالات الثقافة نحو تأسيس عدد من الصحف السياسية التي تهتم بحقوق المسلمين الجزائريين والدفاع عن حقوقهم المشروعة، ومن هذه الصحف صدرت" جريدة الصباح، وجريدة الاسلام، وجريدة ذو الفقار، وجريدة الفاروق ...الخ
لكن مايجب الإشارة اليه أن معظم تلك الصحف التي صدرت وقت ذاك لم تعمر طويلا نتيجة عدة عوامل وضغوطات فرضها الكولون الفرنسي على هذه الصحف كالتضييق، وفرض الرقابة، والمصادرة والتعليق التعسفي.

أثر الصحافة في دعم الثورة الجزائرية:
منذ بداية عام 1903م ظهرت بالجزائر أكثر من45صحيفة بعضها ناطقة باللغة العربية وبعضها الآخر ناطقة باللغة الفرنسية، حيث أسهمت بعض هذه الصحف بقسط كبير في التحضير للثورة، واذكاء روح المقاومة في نفوس الجزائريين، لتحقيق هدف التحرر من القبضة الاستعمارية التي أحكمت على الجزائريين بالغبن والحرمان طيلة130سنة من الاستعمار، كما أسهمت بعض تلك الصحف الصادرة آنذاك في ترسيخ فكرة الثوران ضد المستعمر وطرده بروح المقاومة كأفضل خيار لتحقيق الاستقلال التام أمل الشعب الجزائري في تلك الأثناء، لكن ما يعاب على بعض تلك الصحف أنها كانت تساند الوجود الفرنسي في الجزائر، ومن أهم الصحف التي أسهمت في نشر القضية الجزائرية والتعريف بها في مختلف بقاع العالم نذكرجريدة المجاهد التي كانت بمثابة الناطق الرسمي باسم الثورة التحريرية وكانت تصدر في الجزائر وتونس وفرنسا في آن واحد، وكانت قد تعرضت إلى عدة مضايقات من طرف المستعمر حيث قام بتدمير مقراتها أثناء معركة الجزائر سنة 1957م
ورغم ذلك قاومت واستأنفت في الصدور بعد ذلك لمدة شهرين في مدينة تطوان بالمملكة المغربية، ثم حولتها الثورة الجزائرية إلى تونس تحت اشراف عبان رمضان وبعد وفاته تولاها أحمد بومنجل ، ثم وزارة الأخبار عقب الإعلان عن الحكومة المؤقتة، واستمرت جريدة المجاهد في نضالها الإعلامي إلى غاية تحقيق مكسب الاستقلال التام سنة 1962م.

الصحافة الجزائرية في مرحلة ما قبل أكتوبر 1988:
منذ تحقيق مكسب الاستقلال ظلت الدولة الجزائرية ولمدة 28 سنة المحتكر الوحيد لوسائل الإعلام الثقيلة كالإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء الجزائرية وكل الصحف الصادرة آنذاك حيث كانت كل هذه الوسائل الإعلامية تمولها وزارة الثقافة والإعلام باعتبارها المشرف الرسمي عليها وكانت كل الصحف العمومية الصادرة وقت ذاك بمثابة الناطق الرسمي باسم الدولة الجزائرية، ومن بين هذه الصحف صدرت " جريدة الشعب الناطقة بالعربية والتي أنشأت بعد الاستقلال ومازالت تصدر إلى اليوم، وجريدة المجاهد ناطقة بالفرنسية أنشأت سنة 1956م ومازالت تصدر إلى يومنا هذا.

الصحافة الجزائرية في مرحلة ما بعد أكتوبر 1988:
عرفت مرحلة ما بعد ثورة التعددية والانفتاح " 05 أكتوبر 1988م"، في الجزائر نشوء الصحافة المستقلة التابعة للقطاع الخاص، بعد أن تنادى العديد من الإعلاميين والمثقفين ورجالات الفكر بضرورة الانفتاح على التعددية الإعلامية وفسح المجال لخلق صحف مستقلة يديرها أشخاص متخصصون في الميدان، فصدر قانون الإعلام سنة 1990م والذي أقر بمشروعية تأسيس مؤسسات اعلامية مستقلة لإصدار صحف مستقلة، فكانت هذه المرحلة منعرجا حاسما في التحول نحو الممارسة الإعلامية المستقلة والمتخصصة والمحترفة في كنف التعددية وحرية التعبير، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الصحف المستقلة في النشوء والتفريخ بين اليوميات والأسبوعيات والدوريات وانفتحت السوق الإعلامية في الجزائر على منافسة شرسة، عصفت بعدد من الصحف الضعيفة وأدت إلى اختفاءها من الحيز الإعلامي نتيجة العجز المالي واحتكار المادة الإعلامية، وعوامل أخرى فرضتها المنافسة والاحترافية والتخصصية، ومن تلك الصحف التي أنجبتها ثورة التعددية الإعلامية، والتي مازالت تلعب دورا حاسما في الحقل الإعلامي الجزائري إلى غاية اليوم نجد جريدة الخبر، الشروق اليومي، النصر، اليوم، الفجر...الخ.

إذن من هو المراسل الصحفي؟
هو الصحفي الذي تعينه المؤسسة الإعلامية التي توظفه سواء كانت جريدة أو إذاعة أو تلفزيون في مكان ما أو مدينة ما ليغطي لها الأحداث الدائرة هناك ويرسلها في الوقت المناسب إلى إدارة تحرير المؤسسة، والصحفي المراسل مطالب بتغطية الأحداث التي ستدور في المكان أو المنطقة التي يتواجد بها ليضمن بذلك تغطية مستمرة أو ظرفية لتلك الأحداث وإرسالها إلى مؤسسته والصحفي المراسل قد يعين في أي مكان سواء خارج الوطن كمراسل جريدة الخبر الجزائرية من بغداد أو مراسل الخبر من ولاية قسنطينة.

أنواع المراسلين الصحفيين:
هناك ثلاثة أنواع من المراسلين الصحفيين.
1.المراسل الصحفي الدائم:
هو الصحفي الذي تختاره المؤسسة الإعلامية التي توظفه ليمثلها في مدينة ما أو عاصمة عالمية ما لمدة غير محدودة ليضمن لها تغطية مستمرة لأهم الأحداث الدائرة في مكان عمله، وتكلفه بتقصي الأخبار وإنجاز التحقيقات والريبورتاجات والحوارات، وعمل المراسل الدائم يكون حراً بحيث لا ينتظر التوجيه من طرف المؤسسة التي توظفه وإنما يبادر بنفسه للبحث عن جديد الأخبار وتقصي المادة الإعلامية الجديدة التي سيزود بها مؤسسته وهو بذلك يساهم في تطورها واستمراريتها نحو الأفضل من حيث هي مصدر رزقه الوحيد.
جميع الجرائد التي تصدر حديثا في الجزائر مثلاً لها مراسلون معتمدون في كل ولايات ودوائر الوطن، فأحيانا نجد جريدة واحدة لها ثلاثة مراسلون دائمون في كل ولاية وأحيانا يكون العدد أكثر عندما يتعلق الأمر بالولايات الكبرى من حيث المساحة والتعداد السكاني والوضع التنموي كالعاصمة أو قسنطينة أو سطيف أو وهران مثلا، كما أن بعض الجرائد الصادرة حديثا في الجزائر لها مراسلون دائمون في أهم العواصم العالمية ومناطق الحروب كمنطقة الشرق الأوسط والعراق.

2.المراسل المؤقت "المبعوث الخاص":
هو الصحفي الذي ترسله المؤسسة الإعلامية إلى مكان ما أو مدينة ما ليغطي لها حدثا مهما أو مجموعة أحداث متسلسلة في عين المكان، كأن ترسل جريدة الخبر واحداً من صحفييها في مهمة لتغطية زيارة رئيس الجمهورية إلى ولاية سطيف، ثم يعود المبعوث إلى مركز الجريدة بعد انتهاء المهمة.
في غالب الأحيان تعتمد الجريدة على مراسليها الدائمين وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتغطيات الداخلية " داخل الوطن"، لكن عندما يتعلق الأمر بمهمة صعبة فإنها تدعمه بمبعوث من مركز الجريدة لمساعدته في المهمة.

إلتزامات المبعوث الخاص:
أن يكون ذي خبرة إعلامية في العمل الصحفي .
أن يكون سريعاً في تنقله.
أن يكون عارفاً بقواعد تحرير مختلف الفنون الصحفية التغطية، الحديث، التحقيق…الخ.
أن يلتزم بإرسال الأخبار والتغطيات في أوقاتها المحددة.
أن يكون قادراً على تسجيل كل صغيرةٍ وكبيرةٍ من المعلومات حتى لا يفوت عليه المعلومات المهمة.

3. المراسل المتعاون:
هو الصحفي الذي يعمل تحت الطلب، فعندما يتعلق الأمر بتغطية حدث مهم فإن الجريدة تطلب منه القيام بالمهمة وذلك تفادياً لتحمل تكاليف إرسال مبعوث خاص من مركز الجريدة وقد يتلقى المراسل المتعاون عدة طلبات من عدة جرائد لتغطية حدثٍ واحدٍ ويتلقى المراسل المتعاون مستحقاته المادية وفق عدة معايير منها:
" حسب المقال" أو حسب نوعية المقال، أو حسب عدد الأسطر في المقال، وفي مطلق الأحوال تحدد مستحقات المراسل المتعاون بعد اتفاق مسبق بين الطرفين "الصحفي والمؤسسة الإعلامية".

من هو المراسل الصحفي المحترف؟
ان المراسل الصحفي المحترف هو الشخص المتفرغ مهنيا وعمليا لمهنة الصحافة وتتبع الأخبار وتقصي المعلومات لتزويد مؤسسته بالجديد في عالم الأخبار والأحداث وذلك هو الصحفي المحترف الذي يعتمد في مصدر رزقه على مهنة الصحافة.

كيف يعمل المراسل الصحفي؟
ان ما يجب أن يتسم به المراسل الصحفي هو اليقظة والفطنة والنشاط وسرعة التنقل والتقصي وسرعة التنفيذ، فلا يجب أن يتوقف عن البحث عن الأخبار والأحداث يومياً وآنياً ودائماً، والمراسل حر في تنقله وعمله ولا ينتظر أي توجيه أو أي أمر من جريدته، وإنما هو مطالب بالمبادرة الشخصية والتوجه الذاتي لتقصي الأخبار عبر المنطقة التي يغطيها، والصحفي الذكي لا يفوت قراءة ومطالعة الجرائد الإخبارية بصفة يومية، فربما يصادف خبراً ما كُتب عن بلدته أو حدثٍ ما يعني المنطقة التي يغطيها فيقرأه بتمعنٍ ويسجل المعلومات الناقصة فيه فيبحث عنها ويعيد إدراجها في خبر ثان يعالجه من زاوية المعلومات الناقصة فيه ويرسله فوراً إلى جريدته لإعادة نشره في قالبٍ آخر وفي مثل هذه الحالة على الصحفي أن يكون ذكياً في التعامل مع مثل هذا النوع من الأخبار الذي يمكن تسميته "بإبداع الأخبار" وهو ماسنذهب إلى تفصيله في درس "الخبر المبدع رقم 02" لاحقاً.
إن المراسل الذكي هو الذي يجمع أكبر عدد ممكن من أرقام هواتف وفاكسات الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة والأشخاص، ويسجل هذه الأرقام في أجندته الشخصية التي يجب أن تلازمه حيث كان وأينما توجه.
المراسل الصحفي المحترف يبدأ يومه بتصفح الجرائد كل صباح وبطريقة تدبرية لعله يجد شيئاً يحتاجه أو كان يبحث عنه وبعدها يبادر للبحث عن الأخبار والتغطيات المختلفة.
المراسل الصحفي عليه أن يراجع يومياً أجندته الإعلامية، فربما يكون قد سجل موعداً إعلامياً في إطار مهنته فلا يجب أن يفوته وإلا ضاع منه الخبر واختلت علاقته مع مصدر خبره بسبب التأجيل في إجابة المواعيد المهنية وفي حال تعذر الأمر لطارئ منطقي عليه أن يقدم اعتذاره لمصدره.
المراسل الذكي عليه أن يتصل يومياً بمسئولي الإدارات والقطاعات الهامة والحساسة، يسلم عليهم ويبحث لديهم بالسؤال عن جديد الأخبار فربما يصادف اتصاله خبراً أو حدثاً جديداً لم يكن يتوقعه فيسجله فوراً ويحيط به من جميع الجوانب فيحرر عنه خبراً ويرسله فوراً إلى جريدته.
المراسل الصحفي حتى ينجح في أداء عمله بكفاءة وسهولة عليه أن يمتلك هاتفاً شخصياً ويفضل أن يكون هاتف نقال، فربما قد يتصل به أحد مصادره فيعلمه بجديد الأحداث فيتصرف فوراً ويحصل على كل المعلومات ويصيغها في خبر ويرسلها إلى جريدته.
المراسل الذكي هو الذي يجعل من "الحبة قُبة" كما يقال ولكننا نقصد أن يخلق من معلومة خبراً أو من اشاعةٍ تحقيقاً، فأحيانا تكون الإشاعات مصادر أخبار مهمة لكن على الصحفي أن يروج الإشاعة بطريقة ذكية لا تؤثر على مصداقية أخباره أو على مصداقية جريدته أو قد تؤدي به إلى السجن، وعموماً يجب توخي الحذر الشديد في التعامل مع الإشاعات الخبرية.
الصحفي الناجح هو الذي تربطه علاقات صداقة واسعة مع عدد هام من الأشخاص والمسئولين وكل هؤلاء يعدون مصدراً حياً لأخباره اليومية لكن عليه أن يثق فيهم قبل أن يتعامل معهم.
المراسل الصحفي لكي ينجح في مسيرته الإعلامية عليه أن يكون عارفاً بتقنيات تحرير مختلف الفنون الصحفية من الخبر إلى التحقيق فالريبورتاج فالحديث…الخ.
المراسل الصحفي عليه أن يكون قادراً على الكتابة في جميع المواضيع السياسية والاقتصادية والرياضية والاجتماعية والثقافية.
المراسل عليه أن يكتفي فقط بالكتابة عن الأحداث الدائرة بالمنطقة التي يغطيها ولا ينشط إلا في مجال الإقليم الذي يغطيه ولا يكتب في القضايا السياسية أو الدولية الكبرى كأن يحرر أخباراً عن الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين أو الاحتلال الأميركي في العراق لأن مثل هذه الأخبار هي من اختصاص القسم الدولي في الجريدة.
أن يكون مطلعا على قانون الإعلام وميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة لئلا يقع في مشاكل قد لا تحمد عواقبها.

أن لا يغامر بكتابة مقالات تتعلق بالفضائح المالية والسياسية الكبرى وما شابهها من المواضيع الخطيرة دونما الاستشهاد بالمستندات والوثائق الثبوتية أو المحررات الرسمية الصادرة عن الجهات الرسمية التي من شأنها اثبات صحة المعلومات التي سيتم نشرها ضمن المقال.
أن لا يكتب المقالات والمواضيع التي قد تمس بأمن الدولة أو تدعو للتحريض أو تروج للنزعة العنصرية وإشاعة التفرقة والفتنة في المجتمع.
أن لا يكتب الأخبار التي قد تمس بالحريات الفردية للأشخاص أو الجماعات.
أن لا يكتب الأخبار إلا بعد التأكد من مصادرها الحية.
أن ينتقل بنفسه إلى مكان الحدث ولا يعتمد على الادعاءات والأقاويل التي قد تكون كاذبة، وبالتالي ستمس بمهنته ومصداقية قلمه وقد تتجاوز ذلك لتمس بشخصيته وحقوقه المدنية والمهنية.
أن يهتم بكل الأخبار التي تخص بلدته ولا يحتقر منها شيئا.
أن يكون سريعا في تنقله إلى موقع الحدث حتى لا يفلت منه الخبر.
أن يعتمد في أخباره على مصادره الحية التي يثق فيها، فمثلا عندما يقع حادث مرور في الصباح وسمع عنه الصحفي في منتصف النهار فعليه أن يتصل فورا بمصالح الحماية المدنية عن طريق الهاتف لتأكيد المعلومات عبر الهاتف، وفي حالة ثبوتها ينتقل فورا إلى مقر مديرية الحماية المدنية ويستقصي كل المعلومات المتعلقة بظروف وملابسات الحادث ويحررها في خبر ويرسله فورا إلى جريدته.
المراسل الصحفي عليه أن يكون سباقاً في إرسال الأخبار ليحقق "السبق الصحفي" وعليه أن يحتفظ بالمعلومات لصالحه ولا يقدمها لزملائه الصحفيين حتى لا يفسخ هذا السبق الصحفي.
أن يقدم رقم هاتفه لكل المصالح والخلايا الإخبارية الهامة "مثل مصالح الأمن والدرك والحماية المدنية والمصالح الصحية... الخ، ويطلب منهم بكل لباقة أن يتصلوا به كلما تعلق الأمر بأحداث وأخبار مهمة وقابلة للنشر.
الصحفي عليه أن يرى بعينه ويسمع بأذنه ولا يعتمد في مطلق الأحوال على الأقوال والتصريحات والادعاءات والإشاعات، فيحضر الندوات والاجتماعات وحتى "الزردات" ولكن عليه أن يحافظ على شخصيته الإعلامية.
أن يؤكد معلوماته من أكثر من مصدر خبري ويطابقها وينتقي منها الأصح ليحرر منه أخباره.
أن يكون مزوداً بأكثر من قلم وبكمية معتبرة من الأوراق أثناء عمله وكذا جهاز تسجيل، ليتفادى تعطل عمله.
أن تكون لديه ساعة يد حتى يعرف كيف يستغل وقته، وينتبه إلى أوقات مواعيده مع مصادر عمله الصحفي.
المراسل عليه أن يسجل مواعيده مع مصادر عمله على أجندته الإعلامية حتى لا ينساها أو يهملها.
أن تكون له مبادئ حسنة في اللغات الأجنبية وخاصة اللغة الفرنسية حتى يتمكن من فهم بعض الأشخاص الذين لا يحسنون التحدث باللغة العربية ويحصل منهم ما استطاع من المعلومات والأخبار.
المراسل الذكي هو الذي يحسن التعامل مع الصم والبكم ويفهم لغتهم فقد يحصل منهم على معلومات مهمة عن حدث غامض كانوا شاهد عيان فيه فيعتمدهم كمصدر حي لمعلوماته، لكن عليه أن يكون ذكيا أيضا في التعامل معهم ولا يعتمد على شهاداتهم في مطلق الأحوال.
أن لا يكشف عن مصدر خبره بالإشارة إلى إسمه أو رتبة عمله في أخباره، فلا يكتب "وقد أكد لنا الرقيب فلان الفلاني بمديرية الأمن الولائي أن المتهم……."بل يكتب "وحسب مصدر أمني …أو يكتب وحسب متحدث باسم الشرطة …..أو حسب مصدر أمني مسئوول.
أن لا ينشر تفاصيل غزيرة عن فضائح خطيرة إلا عندما يحوز على جميع الدلائل المادية الدامغة كأن تكون محررات صادرة عن جهات رسمية أو مستندات ووثائق أو صور ثبوتية فيحتفظ بها أو يأخذ عنها نسخا مطابقة لأصلها ويصادق عليها لدى مصلحة الحالة المدنية بالبلدية، ومن ثمة يختار منها ما يمكن نشره مع المقال أو يحتفظ بتلك الدلائل ليدافع بها عن مصداقية مقاله في حالة الضرورة.
أن يحافظ على شخصيته الصحفية اذا دُعي إلى الحفلات الغنائية مثلاً وأن لا يقوم بحركات قد تمس بشخصيته، كأن يرقص ضمن الجمهور أو يصفق بحرارة أو يصرخ أو يقبل على الأطعمة والحلويات بشراهة أو ما شابه ذلك من الحركات الغير مرغوب فيها تماما.
أن لا يستجيب للمساومات والإغراءات، وأن يحافظ على مسافة الإحترام بينه وبين مصادر عمله.
أن يحترم خصوصية الأشخاص ويدافع عنها بالقلم.
أن يتقي الأخطاء المهنية وإن حصلت يعترف بها ويصححها بعجالة.
أن يرسل أخباره بالفاكس وإن لم يجد يرسلها بالانترنيت، وعليه أن يكون عارفاً بالعنوان الإلكتروني للجريدة.
أن يتعلم أساسيات التعامل مع الحاسوب والاتصال بالانترنيت.
هذه مجموعة من الشروط والضوابط المهنية التي يجب أن يتقيد بها المراسل الصحفي حتى يكون ناجحاً في أداء عمله عن كفاءة.

توزيع المقالات في الجريدة:
إن توزيع المقالات الصحفية وإدراجها ضمن صفحات الجريدة يلعب دوراً كبيراً في رواج الصحيفة وتوسيع رقعة مقروئيتها في أوساط الجمهور وإعطائها مظهرها اللائق، فإذا تصفحنا الجريدة فإننا سنجد صفحة أهم من الأخرى فنجد أن الصفحة الأولى هي أهم صفحة في الجريدة وتليها مباشرة الصفحة الأخيرة من حيث الأهمية على اعتبار أن القارئ عندما يأخذ الجريدة بين يديه سيطلع على الصفحة الأولى ثم يقلب الجريدة مباشرة على الصفحة الأخيرة ليطالعها، أما بالنسبة لبقية الصفحات فنجد الصفحات الفردية أهم من الصفحات الزوجية، فالقارئ عندما يتصفح الجريدة عادة ما يتجه نظره نحو الصفحات الفردية، ولهذا نجد أن معظم المقالات والأخبار الأكثر أهمية بالنسبة لجمهور القراء عادة ما تحتضنها الصفحات الفردية أما بقية المقالات فنجدها في الصفحات الزوجية وعند تصفحنا للجرائد التي تصدر اليوم سنجد أن معظم الصفحات الزوجية يتم تخصيصها للإعلانات والبطاقات الإشهارية المختلــفة.

ترتيب المسئووليات في الصحافة الحديثة:
إن تدرج الصحفي في سلم المسئوليات في الجرائد التي تصدر حديثاً في الجزائرعلى سبيل المثال لم يعد مرتبطا بمدة العمل الصحفي بقدر ما أصبح مرتبطاً بالمهارات المهنية وإثبات القدرات والكفاءة في الأداء الصحفي، وأما عن المسؤليات في معظم الجرائد الصادرة حديثا في الجزائر فتكون مرتبة كما يلي:

الرئيس المدير العام مسئوول النشر:
هو الشخص المسئول الأول عـن المسائل التقنية المتعلقة بالنشـر والتوزيع والمداخيل والمخاريـج والمسائل المالية، والإدارية والعلاقات العامة.

مديــــر التحريـــــر:
هو الشخص المسـئول عن كل ما ينشر بالجريدة من مقــالات وأخبار ومواضيع إخبارية، بحيث لا يتم نشر الخبر إلا بعد مــروره على مراقبة مدير التحرير بصفته المسؤول الأول عن الخـــط الإفتتاحي للجريـدة.

رئيـــــس التحريــر:
هو الشخص المسئول عن استقبال واستلام الأخبار والمواضيع والمقالات المحررة من طرف مراسلي وصحفيي الجريدة، وتنقيحها وتصحيحها وإدخال التعديلات عليها، بإضافة أو ازالة بعض التعابير والجمل والمعلومات والتصرف في عناوين المواضيع، وعموما معالجة المادة الإعلامية بما يجعلها في مستوى النشر وما يتوافق والخط الإفتتاحي للجريدة.

رئيــــٍس القســــم:
هو الشخص الذي يتم تعيينه من طرف إدارة التحرير بالجريدة وتكمن مسئووليته في الإشراف على أحد أقسام الجريدة، من خلال إعطاء توجيهات وأوامر مهنية لفريق القسم الذي يرأسه، وكل قسم من أقسام الجريدة قد يتكون من 03 إلى 05 صحفيين متخصصين في مجال نشاط القسم.

أقســـــام الجريـــدة:
معظم الجرائد التي تصدر حديثا في الجزائرتتألف من ستة أقسام رئيسية نذكر منها:

1. القسم الوطني وتجد رمزه في توقيع بعض المقالات ق.و.
2. القسم المحلي وتجد رمزه في توقيع بعض المقالات ق.م.
3.القسم الدولي وتجد رمزه في توقيع بعض المقالات ق.د.
4. القسم الثقافي وتجد رمزه في توقيع بعض المقالات ق.ث.
5.القسم الإجتماعي وتجد رمزه في توقيع بعض المقالات ق.إ.
6. القسم الرياضي وتجد رمزه في توقيع بعض المقالات ق.ر.
كل قسم يضم عدداً من الصحفيين المتخصصين في مجال نشاط القسم، وكل قسم يرأسه صحفي يشرف على تنشيط هذا القسم بتقديم مخططات العمل وإعطاء التوجيهات والأوامر المهنية ويجمع الأخبار والمقالات المحررة من طرف فريق القسم، ثم يدخل عليها بعض التعديلات الملائمة ويرتبها حسب الأهمية ويقدمها إلى رئيس التحرير الذي سيقوم هو الآخر بدوره ثم يمررها إلى مدير التحرير لينتقي منها ما لا يتعارض مع الخط الإفتتاحي للجريدة ويوجهه إلى القسم التقني قصد التوضيب "كتابة الأخبار" وتحويله إلى المطبعة.
ملاحظة هامة:
القسم المحلي هو القسم الذي يهتم بنشر أخبار مراسلي الجريدة من مختلف مناطق الوطن.

انتقاء وبرمجة أخبار المراسلين الصحفيين:
المراسل الصحفي عند تحريره لخبر أو مقال ما فإنه سيرسله عن طريق الفاكس أو الانترنيت إلى إدارة تحرير الجريدة، يستقبل مراسلات المراسلين رئيس التحرير، ويقوم رئيس التحرير بانتقاء وتوجيه الأخبار إلى الأقسام الخاصة بها، وقبل ذلك يقوم بتصحيح بعض الأخطاء المحتملة في المقالات "أخطاء إملائية أو نحوية أو صرفية " ويدخل عليها بعض التعديلات كتغيير العناوين أو إزالة فقرة أو إضافة أخرى وهو ما يسمى في الصحافة "بالتصرف"، ثم يصنف الخبر أو المقال حسب أهميته في صفحة القسم الموجه اليه وهنا نشير إلى أن معظم أخبار المراسلين يتم توجيهها ونشرها في القسم المحلي ومثل هذه العملية تتكرر مع بقية الأقسام.. الرياضية، والاجتماعية، والاقتصادية... الخ.

تعريف الخبر الصحفي:
يمكن تعريف الخبر الصحفي بأنه مجموعة من المعلومات المثيرة والمهمة يمتاز بالجدة والتميز، حيث يدفع القارئ إلى طلب المزيد من المعلومات يمكن أن يحمل معلومات مثيرة عن الجريمة والمال والفضائح وقد يحتوي على معلومات مهمة قد تثير فضول القارئ للتعرف عليها وطلب المزيد.

كيف تتم صناعة الخبر الصحفي؟
تزدحم الحياة العامة بالعديد من الأحداث والوقائع التي يحولها العمل الصحفي إلى أخبار مهمة وينشرها بالمرور على ثلاث مراحل أساسية.

1. البحـــــــث:
ونقصد به البحث عن المعلومات واستقصاءها من مصادرها الحية وجمعها وصياغتها في شكل أخبار تقدم لجمهور القراء من خلال الجريدة.

2. الاختيـــــــار:
هو اختيار المعلومات الصحيحة في الخبر وانتقاءها بشكل موضوعي وجمعها في شكل معلومات أساسية لتدخل في إنشاء الخبر وتركيبته.

3. الكتـــابــــة:
هي اختيار القالب الفني الذي يجب أن ينطبق على نوع الخبر وتحريره بالاعتماد على المعلومات التي تم البحث عنها واختيارها بشكل موضوعي وعلى هذا الأساس يجب أن يخبرنا الخبر عن ماذا وقع؟ ومن الذي وقع له الحدث؟ ومتى وقع الحدث؟ وأين وقع الحدث؟ وكيف وقع الحدث؟!.

خصائص الخبر الصحفي:
إن رأسمال أي صحيفة هو ما تحفل به من أخبار تتميز بالدقة والحداثة لأن مثل هذه الأخبار تحظى باهتمام القراء فيتهافتون على قراءة الصحيفة، وحتى يكون الخبر مفيداً ودقيقاً في معلوماته لابد وأن يجيب على ستة أسئلة أجمع المختصون في الصحافة على أنها الأساس في الصناعة الصحفية.
وتنقسم هذه الأسئلة إلى قسمين.
القسم الأول : يتكون من خمسة أسئلة وهي:
من؟ ماذا ؟ أين ؟ لماذا ؟ متى؟.
القسم الثاني: يتكون من سؤال واحد وهو كيف؟
إن ما يهم القارئ أو المتلقي للخبر أن يجد الإجابة عن السؤال من؟ أي من فعل الحدث أو قام به، بعد ذلك يبحث في السؤال ماذا؟ وهنا على الصحفي أن يجيب على هذا السؤال بالتطرق إلى ظروف وقوع الحدث بصيغة الجملة الخبرية، ويسرد وقائع الحدث ومجرياته، لينتقل بعد ذلك اهتمام القارئ لمعرفة زمن وقوع الحدث فيتساءل متى وقع الحدث؟ وهنا فإن زمن وقوع الحدث مهم جداً في فهم الحدث واستقراء نتائجه، ويقترن السؤال عن الزمان بالسؤال عن المكان أي أين وقع الحدث؟ وفي هذه الحالة الصحفي مطالب بتحديد مكان وقوع الحدث بدقة، لأن الحديث عن أي حدث لا يفيد في شيء اذا ما لم ترسم له حدود الزمان والمكان وأيضا بالنسبة لسائر الأبحاث والكتابات التي لابد وأن تعرف بتحديد الزمان والمكان.
إن أفكار القارئ تتجه دوماً إلى معرفة الأسباب والمعطيات التي أنتجت الحدث، وهنا على الصحفي أن يجيب على السؤال لماذا وقع الحدث؟ ويشخص المسببات والظروف والملابسات المسببة للحدث والسؤال الأخير الذي يجب أن يجيب عليه الصحفي في خبره هو… كيف؟ أي كيف وقع الحدث والإجابة على هذا السؤال تستوجب على الصحفي تقصي أهم المعلومات في الخبر والتفصيل في سردها.

قالوا في الخبـــر:
اللورد نور تكليف قال بأن الخبر هو الإثارة والخروج عن المألوف، والخبر في نظره ليس عندما يعض الكلب الرجل ولكن الخبر هو عندما يعض الرجل الكلب لأن عضة الكلب للرجل تعتبر أمراً عادياً، ولكن أن يعض رجلاً كلباً فذلك هو غير العادي والمثير والغير مألوف وهذا هو الحدث الذي يجب أن يكون خبراً لتنشره الجرائد.
آرثر ما كوين يرى أن الخبر هو الشيء الذي يدفع بالقارئ إلى طلب المزيد من المعلومات.
الصحفي ستا نلي ووكر "يرى أن الخبر هو المرأة والجنس والمال والجريمة.
الصحفي جوزيف بو ليتزر من صحيفة نيويورك وورلد يرى أن الخبر يكون خبراً عندما يتميز بالجدة والدراما والتميز والرومانسية وحب الاستطلاع والطرافة والفكاهة، ويشترط أن تكون الأخبار جديدة لتجلب حولها أحاديث القراء.
الصحفي نيل ما كنيل يقول أن الخبر هو جمع الحقائق عن الأحداث الجارية التي تثير اهتمام القارئ.
الصحفي فريرزر بوند يقول "الخبر هو تقرير وقتي عن حدث مثير بالنسبة للقارئ.
بيار ألبير قال أن الخبر لابد أن يقدم الطرافة والجديد، والخبر عليه أن يشبع فضول القارئ.

مواصفات الخبر الناجح:
إن الخبر الصحفي حتى يكون قويا ويثير فضول القارئ ويجعله يطلب المزيد يجب أن يحتوي على عدة عناصر تجعله خبراً قوياً وذو قيمة خبرية في أوساط القراء وقوة الخبر تكمن في عدة عناصر هامة منها:

أن يكون الخبر جديداً:
يكون الخبر جديداً ومجارياً للأحداث الدائرة والجديدة لأن قيمة الخبر وقوته مرتبطة بجدته.
إن الخبر الجديد لا تنحصر قيمته وجدته في الزمن وإنما ذلك مرتبط أيضا بعوامل أخرى، فإذا اكتشف الصحفي أحداثاً جديدة وغريبة في أحداث 11 سبتمبر2001م مثلاً فإن الخبر يعتبر جديداً، رغم أن الحدث قد مرت عليه سنوات، واذا قرأنا خبراً عن هذا الموضوع فالخبر يعتبر جديدا.

أن يكون الخبر مثيراً:
الإثارة هي عنصر آخر وهام في تكوين الخبر وهي المغناطيس الذي يجذب القارئ لمتابعة الخبر لأنها تتخاطب مباشرة مع عواطفه وحواسه، ومعظم الصحف الصادرة حالياً تتخذ من الإثارة عنصراً طلائعياً في صياغة أخبارها ومقالاتها مما جعلها تحيد عن الموضوعية وأفقدها مصداقيتها وثقتها بين قراءها.
لدينا في الجزائر على سبيل المثال العديد من الصحف الفنية التي تعتمد في تقديم مادتها الإعلامية على عنصرالإثارة، كون معظمها تتمحور موضوعاتها في مشاكل الشباب والحب والجنس، والحظ والأبراج والزواج وأخبار الجرائم وفضائح الفنانين والمسئوولين ... الخ، وغيرها من الموضوعات التي تؤثر على القراء وتجذبهم وخاصة فئة الشباب .
هناك بعض الجرائد السياسية والإخبارية التي تصدر في الجزائر تستعمل من عنصر الإثارة في الأخبار التي تمس الفضائح السياسية والإقتصادية والمالية.

أن يحتوي الخبر على عنصر الشهرة:
إن عنصر الشهرة في الخبر الصحفي له أهمية بالغة في إعطاءه قيمته الإخبارية، ونقصد بالشهرة شهرة الأشخاص الفاعلون في الحدث، كأن يكون مثلاً رئيس حزب أو رجل سياسي له وزنه في الساحة السياسية وهي الشخصيات التي يحب القراء أن يطلعوا على أخبارها، فخبر توقيف المدير العام لمجمع الخليفة مثلاً عندما نشر لأول مرة في الصحف الجزائرية كان له وقع كبير في نفوس القراء الذين معظمهم قد يكونون ضحايا احتيالات المجموعة البنكية التي كان يشرف عليها الرجل، فعندما أثيرت قضية الخليفة في الجزائر وفي العالم، أخذت حيزاً كبيراً من كل الصحف الوطنية والعالمية كما كانت عملية توقيف الرجل خبراً هاماً تصدرته أغلب الصحف العربية وحتى العالمية .
إن شهرة الخبر ليست مرتبطة فقط بالشخصية بل قد تتعدى ذلك لترتبط أيضا بالمكان، فالخبر يكون قوياً ومقروءاً إذا كان يتحدث عن مكان مشهور، فإذا ضرب زلزال في مدينة العاصمة، وتسبب في الحاق أضرار جسيمة على مستوى مقام الشهيد "لا قدر الله" فالخبر عن هذا الحدث سيتصدر صفحات الجرائد، وسيأخذ حيزاً كبيراً في الصحف على اعتبار أن مقام الشهيد هو رمز مشهور من رموز الدولة وله قيمة معنوية كبيرة لدى جميع الجزائريين.

أن يحتوي الخبر على عنصر الأهمية:
إن عنصر الأهمية في الخبر له تأثير ووقع كبير في نفسية القارئ فخبر عن توقيف الإرهابي المعروف عالمياً "عبد الرزاق البارا " مثلا كانت له أهمية كبيرة في الساحة الأمنية لإرتباط هذا الشخص بزرع الرعب وقتل الأبرياء وترهيبهم في الجزائر ودول الجوار.
إن قوة الخبر الصحفي مرتبطة بعدة عناصر أساسية تدخل في تكوينه حتى يكون خبراً مقروءاً ويشد انتباه القراء ويجذب أعداداً أخرى منهم، ولذا يجب أن يحتوي أيضا على عنصر التشويق من حيث هو أحد العناصر المهمة في تركيبته، كما يجب أن يحتوي على عنصر الغرابة باحتواءه على أشياء غريبة وخارجة عن المألوف حتى يقع في نفس القارئ ويتعجب لأجله، كأن يقرأ مثلاً خبراً عن رجل تزوج أربعة نساء في يوم واحد، وهذا خبر غريب وطريف في نفس الوقت، كذلك بالنسبة لعنصر المنافسة الذي يدخل في تكوين بعض الأخبار الرياضية والمسابقات الفكرية والإنتخابات والأخبار التي تنطوي على عنصر تنافسي يجعل القارئ ينتظر نتائجه.
إن الخبر القوي والجيد يدفع القارئ بالضرورة إلى معرفة نتائجه وذلك من خلال المعلومات التي تدخل في تركيبته.
فخبر انسحاب رئيس الجمهورية من منافسة الإنتخابات الرئاسية سيطرح بالتأكيد عدة استفهامات حول أسباب الإنسحاب ولماذا انسحب رئيس الجمهورية؟ ومن سيترشح لرئاسة الجمهورية؟ وهل سيؤجل موعد الإنتخابات؟ ومن هذا المنطلق يمكن للصحفي أن يطرح بعض هذه التساؤلات ويجيب عنها بتحفظ حتى لا يقحم رأيه الشخصي في الخبر ويؤثر على القارئ بل يجب أن يترك له فضاءً ليفكر ويتوقع اجابات للأسئلة العالقة التي تم طرحها في الخبر.
قوة الخبر وأهميته قد تزداد عندما يمس الجوانب التي تتناول الفوائد الجماعية أو المصلحة العامة للقراء أو بعضهم.
فخبر عن ارتفاع أجور العمال المتقاعدين العسكريين مثلا له فائدة عامة للقراء من فئة المتقاعدين العسكريين.
هناك أخبار تتحدث عن جرائم بشعة تمس بالكرامة الإنسانية وتصادر حقوقها في العيش والحياة، كأن نقرأ خبرا عن اغتيال عائلة بكاملها ذبحاً من طرف مجموعة ارهابية، ومثل هذه الأخبار تثير الإهتمامات الإنسانية كونها عنصراً أساسياً يدخل في تكوينها.

الخبر يجب أن يكون موضوعياً:
إن قوة الخبر وفعاليته ووقعه في نفس المتلقي تكمن في حقيقية معلوماته وصحتها بعيدا عن الشائعات والمضاربات التي قد تخل بالخبر وتمس بموضوعيته وقيمته الخبرية، فالصحفي المحترف عليه أن يأتي بالخبر من مصدره الأصلي ويتأكد من صحة معلوماته جيدا ثم ينشره.
إن غياب عنصر الموضوعية التي نعني بها نقل الوقائع كما هي دون التصرف فيها بالحذف أو الزيادة أفقد الكثير من الصحفيين مصداقيتهم وثقة قراءهم نتيجة التسرع وعدم التأكد من صحة مصادر الأخبار، وذلك من أجل تحقيق السبق الصحفي وكفى ، لكن كل هذه الأخطاء المهنية كلفت العديد من الصحفيين أثمانا باهضة وأدخلت الكثير منهم إلى أروقة المحاكم والسجون، ومن هنا نستنتج أن الخبر لا يخضع أبدا لأهواء الصحفي ومزاجيته فيحذف ما يشاء ويضيف ما يرضيه للتأثير على القارئ.
إن الخبر الصحفي المحترف يجب أن يكون دقيقا في معلوماته لأن عدم التدقيق سيفقده مصداقيته وقيمته الخبرية.

أنواع الخبر الصحفي:
1. الخبر المتوقع: هو الخبر الذي يكون الصحفي على علم بمكانه وزمانه كخبر اجراء مقابلة رياضية أو لقاء أو إجتماع أو ندوة صحفية.
2. الخبر غير المتوقع: هو الخبر الذي لا يعلم الصحفي بوقوعه ولايمكن له توقعه وهذا النوع من الأخبار يعد المادة الإخبارية الأولى التي تعيش منها الصحافة الحديثة.
قد نجد خبرا متوقعا يتعلق بزيارة رئيس الدولة إلى مدينة "عين المكان " فيأتي الرئيس إلى المدينة ويقوم بجولة تفقدية بمختلف مناطق المدينة لكنه يصاب خلال هاته الجولة التفقدية بنوبة تستدعي نقله إلى المستشفى فهذا الحادث الغير متوقع أضاف معلومات وعناصر جديدة ومثيرة ولم تكن متوقعة يمكن اضافتها إلى المعلومات المتوقعة وصياغتها في مقال واحد.

الخبر الجاهز :
هو الخبر الذي يكون مصدره ماديا كأن تعتمد صحيفة الخبر في أخبارها المحلية على وكالة الأنباء الجزائرية، وهي أخبار جاهزة أما الصحف الفنية والإسلامية الصادرة حاليا في الجزائر فكلها تعتمد في مادتها الإعلامية على وسائل مادية مثل مواقع الأنترنيت...الخ.

الخبر المبدع:
هو الخبر الذي يصل الصحفي في شكل بيان أو دعوى اعلامية فعندما يحصل الصحفي على بيان من جمعية مثلا أو هيئة عمومية فالخبر يعتبر جاهزا، لكن اذا تحرك الصحفي وبحث في أسباب اصدارهذا البيان وسجل تصريحات مصدر هذا البيان وكتب عنه خبرا مفصلا ففي هذه الحالة نستطيع تسمية هذا الخبر بالخبر المبدع، لما أبدع فيه الصحفي من معلومات جديدة عندما اتصل بمصدره الأصلي.

الخبر الخفيف :
هو كل خبر يتناول الأحداث الخفيفة، مثل أخبارحوادث المرور وأخبار النجوم وأخبار الطرائف.

الخبر المجرد:
هو الخبر الذي لا يتجاوز الحديث فيه عن المعلومات الواقعة في الحدث، وذلك بشيء بسيط جدا من التفسير وهو خبر خال من رأي كاتبه .

مصادر الخبر الصحفي:
هناك مصدران هامان للصحفي يمكنه أن يحصل منهما على أخباره اليومية.

1. مصادر بشرية :
وتسمى أيضا "مصادر حية " وتتمثل في الناس بصفة عامة من شخصيات ومسئوولين، ومواطنين...، مهما اختلفت مستوياتهم الاجتماعية والطبقية والعلمية فكل هؤلاء يعدون مصادر بشرية هامة بالنسبة للصحفي، وكل من يقدم معلومة جديدة ومؤكدة، فهو مصدر حي يجب على الصحفي أن يكسبه بطرقه الخاصة.
إن المصادر البشرية تعد من أهم وأقوى المصادر التي تعتمد عليها الصحافة الحديثة وعليها يرتكز نجاحها في الأداء الإعلامي.

2. مصادر مادية:
وتتمثل في المطبوعات والمجلات والجرائد، والوثائق، ومواقع الانترنيت ، والمصادر المادية هي التي يحصل عليها الصحفي بطريقة غير مباشرة.

التغطية الصحفية :
ونعني بها احتواء الخبر والإحاطة به من كل الجوانب وذلك بجمع أكبر كم ممكن من المعلومات التي تتعلق بمكان وقوعه وعموما الإجابة عن الأسئلة الستة التي سبق ذكرها، فإذا أجبنا على كافة الأسئلة الهامة في الحدث فقد قمنا بت


المراسل الصحفي المحترف للإذاعة والتلفزيون والصحف 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المراسل الصحفي المحترف للإذاعة والتلفزيون والصحف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: مركز التعـليم المفتوح جامعة القاهرة-
انتقل الى: