منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (المخلَّفون الثلاثة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (المخلَّفون الثلاثة) Empty
مُساهمةموضوع: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (المخلَّفون الثلاثة)   {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (المخلَّفون الثلاثة) Emptyالخميس 16 فبراير 2017, 6:35 am

{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (المخلَّفون الثلاثة) 2Q==
{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا}
(المخلَّفون الثلاثة)

"ولبثت بعد ذلك عشر ليالٍ حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول اللَّه عن كلامنا، فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة على سطح بيت من بيوتنا بينا أنا جالس على الحال التي ذكر اللَّه تعالى، قد ضاقت عليَّ نفسي، وضاقت عليَّ الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى من جبل سلع بأعلى صوته، يا كعب بن مالك: أبشر! فخررت ساجدًا"
(كعب بن مالك)

تطرَّق هذا الكتاب إلى قصة التتار، وفَصَّلَ بشكلٍ مطول -نوعًا ما- تاريخَ الأندلس، وشرح قصةَ الفتنة من أول شرارة لها، وكشف الغطاء عن قصة الإسلام الخفية في أمريكا، وقتل موضوع الشيعة الرافضة وخياناتهم من الهند إلى الأندلس بحثًا وتحذيرًا، وحاول بشكلٍ أو بآخر أن يعطي القارئ الكريم فكرة عن دولِ الإسلام المختلفة، من بداية الخلافة الراشدة، وحتى الخلافة العثمانية، مرورًا بالخلافتين الأموية والعباسية.

ولكني أعتقد أن أهم قصة وردت في هذا الكتاب هي قصة الإسلام نفسه!

والحقيقة أنني أرى أن كثيرًا من أساتذتي المختصين في مجال التاريخ الإسلامي يفوتهم شيءٌ مهمٌ للغاية، فالكثير منهم يعتقد أن تاريخ الإسلام يبدأ مع نزول الروح الأمين جبريل عليه السلام، على الصادق الأمين محمد عليه الصلاة والسلام، وثلة قليلة منهم تبدأ حديثها عن الإسلام من عام الفيل!

والحقيقة أن أيًا من الفريقين جزاهما اللَّه خيرًا لم يُصب كبد الحقيقة في اجتهاده.

فحصر قصة الإسلام لتُبدأ من بداية البعثة النبوية شيءٌ لا يستقيم أبدًا، فتاريخ الإسلام قديم قديم، بقِدم ظهور الإنسان نفسه. 



فالإسلام كشريعة (مثل الحج مثلًا) بدأ فعلًا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكن الإسلام كعقيدة (توحيد اللَّه) سبق ظهور رسول اللَّه نفسه، فلقد رأينا أن هناك من العرب مَنْ كانوا مسلمين قبل البعثة النبوية.

ورأينا بعض النصارى المسلمين (الآريسيين)، ورأينا زوجة فرعون المسلمة، وأصحاب الكهف المسلمين، ومؤمني ثمود، وغيرهم الكثيرين من المسلمين الموحدين، فالإسلام هو تاريخُ الإنسانية، وليس تاريخًا في الإنسانية!

وفي ضوء هذا المفهوم الأوسع للإسلام، يصبح من الخطأ بمكان أن نؤرخ لبداية الحروب الصليبية من الـ 27 من نوفمبر سنة 1095م يوم انعقاد مؤتمر "كليرمونت"، فالبداية الحقيقية للحروب الصليبية بدأت في يوم الـ 20 من مايو سنة 325م!

وهو اليوم الذي تم فيه عقد مؤتمر "نيقية" الذي أعلن فيه الصليبيون الحرب على المسلمين الموحدين بقيادة القس البطل (آريوس) الذي رفض قرارات المؤتمر!

أما بالنسبة للمسلمين من أمَّةِ محمد، فقد بدأت الحرب الصليبية فِعْلّيًا من العام السابع للهجرة، وبالتحديد مع رسالة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى هرقل.

والمُفارقة أن أول شهداء الحروب الصليبية في تاريخ أمة محمد كان كبير أساقفة الإمبراطورية الرومانية (صغاطر) رحمه اللَّه تعالى الذي قتله الصليبيون فورَ إسلامه!

ثم رأينا كيف دعا رسول الرحمة النصارى بالحسنى والطرق السلمية إلى الإسلام، ليقابله النصارى بقتل رسوله، قبل أن يغدر جيشٌ مُكَوَّنٌ من 200000 مقاتل نصراني بسرية إسلامية صغيرة مكونة من 3000 مجاهد لم يذهبوا في الأساس لقتال الرومان.

ورأينا كيف استشهد "الفرسان الثلاثة" في ملحمة بطولية نادرة لا تتكرر في التاريخ!

وللقصة بقية...
فلقد قرَّر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- منذ تلك اللحظة إعلان حالة الحرب الشاملة على الإمبراطورية الرومانية التي غدرت بالمسلمين.

والسائل يتساءل هنا:
هل أعلن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الحرب على أكبر إمبراطورية موجودة في العالم آنذاك من أجل 12 صحابيًا فقط كانوا قد سقطوا في مؤتة؟

الإجابة:
نعم! فأولئك الشهداء لم يكونوا جنودًا يُربطون بالسلاسل كجنود الفرس، ولم يكونوا عبيدًا مُلزمين بالتجنيد الإجباري كجنود الرُّوم، بل كان محمد بن عبد اللَّه أعظم إنسانٍ خلقه اللَّه في الكون بأسره، فرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو أكثر إنسان في الدنيا يقدّر معنى الوفاء للصاحب.

والصحابة رضوان اللَّه عليهم هم خير البشر بعد الأنبياء منذ بدء الخلق وإلى يوم القيامة، لذلك أعلن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- الحرب على أكبر إمبراطورية في الدنيا من أجل 12 صحابيًا فقط!

وواللَّه ما أعلنت الحرب على علماء الشيعة الرافضة في هذا الكتاب إلى حبًا بمحمدٍ واقتداءً به، فالعيب كل العيب أن ندفن رؤوسنا في الرمال ومائة ألفٍ من أصحاب محمدٍ يُلعنون من شذّاذ الآفاق في فارس وأتباعهم.

فواللَّه لن أكفنَّ عنهم إلا إذا كَفُّوا عن لعن أصحاب نبيّنا، فإن كَفُّوا نَكُفْ... وإلا فلا كرامة!

وبالفعل...
حرَّك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- جيشًا مكونًا من 30000 مجاهدٍ هو أكبر جيشٌ جمعته العرب في تاريخها، فتوجه به نحو "تبوك" لمُلاقاة الرُّوم، فكانت المفاجأة...

لقد هرب الروم!!!

فظل الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- في تبوك لثلاثة أيامٍ مُعَسْكِرًا ليُثبت للرُّوم أنه ينتظرهم بدون أي خوف، ولكن أحدًا منهم لم يظهر، لينتصر المسلمون في معركة تبوك الخالدة بدون قتال!

وليتحملني القارئ الكريم هذه المرَّة أيضًا، فقد شارف الكتاب على الانتهاء، وعندها سيرتاح القارئ من الكاتب ووقفاته المتكرِّرة.

فهناك ملاحظة مهمة لا يجب أن تفوتنا:
فلماذا شارك الإمبراطور الرُّوماني بنفسه مع ما يقرب من ربع مليون مقاتل في قتال سرية صغيرة من ثلاثة آلاف مسلم؟، في الوقت الذي يمتنع فيه عن قتال رسول الإسلام نفسه الذي جاءه بقدميه؟ بل حتى تجنَّب إرسال كتيبة لقتالهم؟!

الحقيقة أن الجواب ينقسم إلى شقين اثنين:
(الأول)
الرُّعب الذي ملأ قلب الرُّومان بعد رؤيتهم لبسالة جيش مؤتة والفرسان الثلاثة، فلقد انتصر ثلاثة آلاف مسلم فقط على ما يقرب من ربع مليون نصراني في مؤتة، فما بالك بجيش تبوك الذي كان عشرة أضعاف جيش مؤتة؟!!

(ثانيًا):
رأينا من القصة التي رواها الصحابي الجليل أبو سفيان بن حرب والتي أخرجها البخاري في صحيحه، أن هرقل كان مؤمنًا تمام الإيمان بنبوة رسول اللَّه، إلا أنه ضنَّ بمُلكه، ففضَّل الدنيا على الآخرة.

فلما علم القيصر أن رسول اللَّه جاء بنفسه على رأس جيشٍ لقتاله، ولّى القهقرى، ولم يعقّب!

والآن لنبقى مع قصة المُخَلَّفِينَ الثلاثة:
فمتى ذُكِرَتْ غزوة تبوك ذُكِرَ معها ذلكم الحَدَثُ العظيم، الذي عاشته المدينة وتقلّبت مع أحداثه خمسين ليلة.

إنه خبر الثلاثة الذين خُلِّفُوا:
(كعب بن مالك ومرارة ابن الربيع وهلال بن أمية).

وهؤلاء الثلاثة كانوا الوحيدين من بين المؤمنين الذين تخلَّفوا عن الجيش، لا عن نفاق أو جُبْنٍ، بل بسبب التَّسويف.

ولنترك الحديث للشاعر كعب بن مالك ليروي لنا فُصول تِلكم الواقعة:
"قد جَمَعْتُ راحلتين، وأنا أقْدَرُ شيءٍ في نفسي على الجهاد، وأنا في ذلك أصغي إلى الظلال، وطيب الثمار، فلم أزل كذلك حتى قام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- غاديًا بالغداة، فقلت: أنطلق غداً إلى السُّوق فأشتري جهازي ثم ألحق بهم.

فانطلقت إلى السوق من الغد، فَعَسُرَ عَلَيَّ بعض شأني، فرجعت فقلت: أرجع غدًا إن شاء اللَّه فألحق بهم، فعسُر عليَّ بعض شأني أيضًا، فقلت: أرجع غدًا إن شاء اللَّه، فلم أزل كذلك، حتى مضت الأيام، وتخلفت عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

فجعلت أمشي في الأسواق وأطوف بالمدينة، فلا أرى إلا رجلًا مغموصًا عليه في النّفاق، أو رجلًا قد عذره اللَّه، فلما قضى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- غزوة تبوك، وأقبل راجعًا إلى المدينة، جعلت أتذكر بماذا أخرج به من سخطه، وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي.

حتى إذا وصل المدينة، عرفتُ أني لا أنجو إلا بالصدق، وكان من عادته إذا جاء من سفر أو غزاة أن يبدأ بالمسجد، فيصلي ركعتين ثم يجلس للناس.

فجاءه المُخَلّفُونَ (المُنافقون)، فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له، هذا.. يشتكي مرضه، وذاك.. قلة ذات اليد عنده، وآخر.. نساءه وعوراته، كانوا بضعة وثمانين رجلًا، فقبل منهم علانيتهم، وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى اللَّه.

فجئت إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فسلَّمت عليه، فتبسَّمَ تبسُّمَ المُغضب، ثم قال لي: تعال، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: ما خلّفك، ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟

فقلت: بلى، إني واللَّه لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أن أخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جدلًا، ولكني واللَّه لقد علمت إن حدَّثتُك اليوم حديث كذبٍ ترضى به عليَّ، ليوشكن اللَّهُ أن يُسخطكَ عليَّ، ولئن حدثتُكَ حديث صدقٍ تجد عليَّ فيه، إني لأرجو فيه عفو اللَّه عني.

واللَّه ما كان لي من عذر، واللَّه ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلّفت عنك.

فقال رسول اللَّه:
أمَّا هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي اللَّه فيك.

فقمت، وثار رجال من بني سلمة، فاتبعوني يؤنبوني فقالوا لي: واللَّه ما علمناك كنت أذنبت ذنبًا قبل هذا، ولقد عجزت ألا تكون اعتذرت إلى رسول اللَّه بما اعتذر إليه المُخَلّفُونَ فقد كان كافيك ذنبك واستغفار رسول اللَّه لك.

قلت:
فواللَّه ما زالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي، ثم قلت: هل لقي هذا معي أحد؟ قالوا نعم، رجلان قالا مثل ما قلت، فقيل لهما مثل ما قيل لك، فقلت: مَنْ هما؟ قالوا: مرارة بن الربيع العامري، وهلال بن أمية الواقفي، فذكروا لي رجلين صالحين شهدا بدرًا فيهما أسوة.

فمضيت حين ذكروهما لي فاجتنبنا الناس وتغيَّرُوا لنا، حتى تنكَّرت لي الأرض، فما هي بالتي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، فأمَّا صاحباي، فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأمَّا أنا فكنت أشبَّ القوم وأجْلَدَهُمْ فكنت أخرج، فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق، ولا يكلمني أحد، وآتي رسول اللَّه، فأسلم عليه وهو في مجلسه بعد الصلاة.

فأقول في نفسي:
هل حرَّك شفتيه برد السَّلام عَلَيَّ أم لا؟

ثم أصلي قريبًا منه، فأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي، أقبل إليَّ وإذا التفتُّ نحوه، أعرض عني، حتى إذا طال عليَّ ذلك في جفوة المسلمين، مشيت حتى جدار حائط أبي قتادة، وهو ابن عمي، وأحبُّ الناس إليَّ فسلمت عليه، فواللَّه ما رد عليَّ السلام. 



فقلت:

يا أبا قتادة، أنشدك اللَّه، هل تعلمني أحِبُّ اللَّهَ ورسولهُ فسكت، فعُدتُ، فناشدته، فسكت، فعُدتُ فناشدته فقال: اللَّهُ ورسولهُ أعلم!

ففاضت عيناي، وتولَّيت حتى تسوَّرت الجدار، فبينا أنا أمشي بسوق المدينة، إذا نبطيٌ من أنباط الشام مِمَّنْ قَدِمَ بالطعام يبيعه بالمدينة يقول: مَنْ يَدُلُّ على كعب بن مالك.

فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني، دفع إليَّ كتابًا من ملك غسان (النصراني).

فإذا فيه:
أما بعد: فإنه بلغني أن صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك اللَّه بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك! (عرض للخيانة!)

قال كعب:
وهذا أيضًا من البلاء فتيمَّمت التنور فسجرتها، (أي أحرقتها).
حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول اللَّه يأتيني فقال: إن رسول اللَّه يأمرك أن تعتزل امرأتك، فقلت: أطلقها؟ قال: لا، ولكن اعتزلها ولا تقربها، وأرسل إلي صاحبيَّ مثل ذلك.

فقلت لامرأتي:
الحقي بأهلك، فكوني عندهم حتى يقضي اللَّه في هذا الأمر.

فجاءت امرأة هلال بن أمية فقالت:
يا رسول اللَّه إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم، فهل تكره أن أخدمه قال: لا، ولكن لا يقربك، قالت: إنه واللَّه ما به حركة إلى شيء، واللَّه ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذا.

قال كعب فقال لي بعض أهلي:
لو استأذنت رسول اللَّه في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه، فقلت: واللَّه لا أستأذن فيها رسول اللَّه وما يدريني ما يقول رسول اللَّه إذا استأذنته فيها، وأنا رجل شاب.

ولبثت بعد ذلك عشر ليالٍ حتى كَمُلَتْ لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول اللَّه عن كلامنا، فلما صلّيتُ صلاة الفجر صُبح خمسين ليلة على سطح بيت من بيوتنا بينا أنا جالسٌ على الحال التي ذكر اللَّه تعالى (في الآية القرآنية التي تصف حالهم).

قد ضاقت عَلَيَّ نفسي، وضاقت عَلَيَّ الأرض بما رَحُبَتْ، سمعت صوت صارخ أوفى من جبل سلع بأعلى صوته، يا كعب ابن مالك: أبشر، فخررت ساجدًا فعرفت أن قد جاء فرجٌ من اللَّه، وآذن رسول اللَّه بتوبة اللَّه علينا حين صلّى الفجر فذهب الناس يبشروننا.

وذهب قِبَلَ صاحبيَّ مبشرون فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبيَّ فكسوته إياهما ببُشراه، واللَّه ما أملك غيرهما!

واستعرت ثوبين، فلبستهما، فانطلقت إلى رسول اللَّه فتلقاني الناس فوجًا فوجًا يهنئونني بالتوبة يقولون: ليهنك توبة اللَّه عليك، حتى دخلت المسجد، فإذا رسول اللَّه جالس حوله الناس، فقام إليَّ طلحة بين عبيد اللَّه يهرول حتى صافحني وهنأني، ولست أنساها لطلحة.

فلمَّا سلَّمتُ على رسول اللَّه قال:
وهو يبرق وجهه من السرور: أبشر بخير يومٍ مر عليك منذ ولدتك أمك.

قلت:
أمن عندك يا رسول اللَّه أم من عند اللَّه؟

قال:
لا بل من عند اللَّه، وكان رسول اللَّه إذا سُر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه.

فلما جلست بين يديه قلت:
يا رسول اللَّه، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى اللَّه، وإلى رسوله.

فقال:
أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك.

قلت:
فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، فقلت: يا رسول اللَّه، إن اللَّه إنما نجَّاني بالصّدق، وإن من توبتي ألا أحدّث إلا صدقًا ما بقيت".

وقد خلَّد اللَّهُ قصة هؤلاء المُخَلَّفِينَ الثلاثة، الذين عَلّمُوا الدنيا معنى التوبة الحقيقية في قرآنٍ تُتلى آياته إلى يوم القيامة بقوله عَزَّ من قائل: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (117) وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)} [التوبة: 117 - 119].

غزوة تبوك...
كان من أبطالها عملاقٌ عظيم من عمالقة الإسلام، هذا العملاق دفع نصف أملاكه دفعة واحدة لتجهيز الجيش الإسلامي المتجه إلى تبوك!
فمن يكون الصحابي الجليل الذي أسس علم الاقتصاد الإسلامي؟
(عبد الرحمن بن عوف)

{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (المخلَّفون الثلاثة) Image16

يتبع...
يتبع إن شاء الله...



{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (المخلَّفون الثلاثة) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
{وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا} (المخلَّفون الثلاثة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} (البدريون).
»  (الفرسان الثلاثة)
» قصة الثلاثة أصحاب الغار
» المساجد الثلاثة - أولياؤها وأعداؤها
» التنزلات الثلاثة للقرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: 100 من عظماء الإسلام-
انتقل الى: