مَــنْ أنْتَ؟
في ظل هذه الطفرة المعلوماتية التي نعيشها، والتقدم المذهل لوسائل الاتصالات، ومع وجود وسائل الإعلام المختلفة والمتعددة التي أصبحت تنقل الحدث لحظة وقوعه، وتجعلك تعيشه وتتفاعل معه حتى لو كنت بعيداً عنه، وتفصل بينك وبينه آلاف الأميال.

في زمننا الذي نعيشه، صار الجميع يبحث عن المعلومة وعن الجديد، يريدون أن يسمعوا ويشاهدوا ويقرأوا كل شيء في سبيل الوصول إلى ما يسليهم، على الرغم من أنه ليس كل ما تسمعه الأذن أو تشاهده العين مسلياً، ولكنّ بني البشر جبلوا على المتابعة وحب الاطلاع والمعرفة.

وبما أنّ هناك شخصية طغت شهرتها على الجميع، وحظيت بالنصيب الأكبر من الاهتمام، وصارت أخبارها في كل مكان، وأحداثها تملأ وسائل الإعلام بأنواعها وإن اختلفت ميولها واهتماماتها.

وباتت كل مطبوعة أو محطة إذاعية أو قناة فضائية تسعى لنيل شرف إجراء حوارٍ مع تلك الشخصية لتستقطب أكبر حشد من الجماهير لمتابعتها واستقاء المعلومة منها.

وبما أنّ اللقاء حصري لا يتكرر ولا يُعرض في أي وسيلة أخرى، فقد تشرفت بعرضه بين أنظار قارئي الكتاب الأفاضل لعله يحوز على رضاهم واستحسانهم.

في البداية وكما جرت العادة طلبنا من تلك الشخصية أن تـُعرِّف بنفسها وتخبر القارئ الكريم من تكون؟

فقالت:
لا يوجد لي مسمى محدد، وإن طغى بعض أسمائي على الآخر، حسب الفئة التي تتعامل معي، والوقت الذي أحضر فيه، فبعضهم يسميني إرهاباً وآخرون يطلقون علي جهاداً، وصنفٌ ثالثٌ يقول دفاعاً عن النفس‘ وفئة تدّعي أني أعمال وقائية.

فسألناه:
وأيها تفضل أنت؟.

فقال:
لا تسألني أيها أفضل، بل قل أيها تبغض؟!.. فأنا لا أحب أياً منها، ولهذا لا يهمني أن يختلف الناس في تحديد مسمّى لي، ويعجزون عن الاتفاق على فهمي، ولكن ما يزعجني كثيراً هو أن هناك من يطلق عليّ إرهاباً، ثم في مرات يطلق علي جهاداً وهكذا، على الرغم من أن الفعل نفسه، والضحية بريئة كالمعتاد، بل إن ما يغيظني أكثر هو أن هناك فئة نصبت نفسها حكماً وأصبحت تصنفني حسبما تقتضيه مصالحها، فقبل فترة ليست بالبعيدة وقع اعتداءٌ من قبل إحدى الجهات في بلدٍ ما راح ضحيته مئات الأبرياء، فقالوا: إن ما وقع شأن داخلي تقتضيه الضرورة لإعادة تنظيم ذلك البلد، واليوم وقع نفس الفعل من الجهة ذاتها فهبّوا جميعاً يستنكرون ويشجبون ويمنعون ويقاطعون ويطلقون على ذلك الفعل أشنع وأبشع الألفاظ .

لماذا؟!..
لأن المصالح غير موجودة الآن، ولأن دور تلك الجهة انتهى، لذا وجب شجبها ومقاطعتها، ومن ثم استبدال أخرى بها تناسب المخططات القادمة.

فسألناه:
ولكن ماذا عنك أنت؟!... بمَ تُعرِّف نفسك؟... وكيف تصفها؟

فقال:
يجب أن يعلم الجميع من خلال هذا المنبر أنَّ لي الحق أن أقول عن نفسي ما أشاء، دون تدخل من أحد، لأنّ أي تدخل سيعيدنا مرة أخرى إلى دائرة الغموض والاحتيال في المسمّيات، بهدف تقييم كل فعل على حدة، وتصنيفه حسب الجهة التي قامت به، والأطراف المنتفعة منه، وأيضاً من وقع عليهم ذلك الفعل، ولكني حين أتحدث عن نفسي فأنّي أقول إن لي تعريفين أو نوعين من التعاريف كأي مصطلح أخر.

فهناك تعريف من حيث المفهوم اللفظي، فبالإمكان أن تطلق عليّ الخوف والخشية والرعب والوجل، وهناك لفظة عربية قريبة جداً من اللفظة المستخدمة في اللغة الإنجليزية وفي اللغات ذات الأصول اللاتينية وهي كلمة (ترويـع) وهي مشابهة من حيث اللفظ والمعنـى للكلمـة الإنجليـزيـة (TEROR) وتعني يخيف، يرعب، يرهب، يروع والاسم منها (TERORISM) وتعني إرهاب أو ترويع.

فسألناه:
وماذا عن تعريفك الآخر من حيث المفهوم؟

فقال:
قبل أن أجيبك، دعني أطمئنك أنه لا يوجد أي اختلاف ولله الحمد فيما يتعلق بتعريفي اللغوي فالجميع متفقون عليه وإن اختلفت الألفاظ والتعابير، ولكنها جميعاً تدور حول التخويف والترويع، أما بالنسبة لتعريفي من حيث المفهوم فهو مختلف قليلاً، فهناك من يظن أني سيء دائماً، ولا يرى مني سوى وجهي البشع، ولكن في حقيقة الأمر لست كذلك، فأنا بقدر ما يظهره وجهي من قبح، إلا أن باطني به جمال ومنفعة وجوانب خيرة لا يعلمها ولا يدرك حقيقتها إلا من عرفني وفهمني وعمل على إنصافي.

فجانبي الطيب يظهر في قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ" (الأنفال: 60)، فهذه الآية الكريمة نص في أنّه يجب على المسلمين أن يبذلوا قصارى جهدهم في التسلح، وإعداد القوة، وتدريب الجيوش، حتى يَرهبهم العدو ويحسب لهم ألف حساب.

ويجدر بي أن أنبِّه هنا إلى أنَّ إعداد الجيوش وتجهيزها وتسليحها تكون بإذنٍ من ولي أمر المسلمين، لا كما يفعل بعض المخربين اليوم من قتل وترويع وخروج على ولي الأمر زاعمين أنه جهاد، فإن قاموا بالتجهيز والإعداد تحت راية الإسلام دون إخلال بأيٍ من الشروط المنظمة لذلك، فقد حققوا الجانب الإيجابي من الإرهاب وهو ذلك المتمثل في إعداد القوة وتجهيزها من أجل تخويف وبث الرعب في نفوس أعداء الإسلام، وفي ذلك تحقيق لوصف المؤمنين الذين امتدحهم الله تعالى في سورة الشورى حين ذكر من صفاتهم القدرة على الانتصار على من بغى عليهم في قوله تعالى: "وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ" (الشورى: 39).

فهذا الإرهاب المتعلق بتخويف غير المسلمين يُعد إرهاباً مشروعاً شرعه الله تعالى لهذه الأمة بل وأمرها به.

أما وجهي القبيح فيظهر حين تقوم فئة باستخدامي في قتل الأبرياء وترويع الآمنين والمستأمنين دون رجوع لعالم أو سلطان، بل يعملون على تنفيذ ما يريدون بغض النظر عن النتائج وما سيترتب على أفعالهم من شرور ومفاسد.

فسألناه:
ولكنك بهذه الطريقة وبتبنيك مفهومين أحدهما حسن والآخر قبيح، تشجع كل من تسول له نفسه الإقدام على عمل إجرامي وادِّعاء أنه من باب الترهيب المندوب.

فرد قائلاً:
لا ليس الأمر كذلك، فهناك معايير وضوابط لكل عملٍ عند تصنيفهِ وإدراجهِ في قائمةِ الأعمالِ الإرهابيةِ أو الجهادية، ولن أستشهد فقط بالشريعة الإسلامية التي أعدها أول من أظهر الجانب الحسن مني، ولكني أقول لكل من التبس عليه الأمر أو بالأصح سعى في تلبيسه وإبهامه، ارجعوا إلى الأعراف الدولية، والأديان السماوية، والقوانين الوضعية، ستجدونها تعطي مفهوماً لا لبس فيه على من فعله يصنف جهاداً، ومن جرمه يدخل في دائرة الإرهاب، وستعلمون أيضاً من يمكن أن يحظى بشرف الاستشهاد ومن يوصم بالانتحاري.

إن من يعتدي على الآمنين فيرهبهم، ويقتلهم، ويسفك دماءهم معتد أثيم، أمّا من يدافع عن أرضِ أو عرضِ أو مالِ فهو مجاهدٌ وإن قُتل فهو شهيد لأنّ خاتم المرسلين -صلى الله عليه وسلم- يقول: (مَنْ قُتِلَ دون ماله أو عرضه فهو شهيد).

فسألناه:
وما تقول في من يحاول استخدام وجهك الحسن لتسويغ أفعاله وتصرفاته؟.

فأجاب:
لا تخافوا، فسينكشفون وستسقط أقنعتهم، لأن الناس يدركون الحق ويميزونه عن الباطل وإن صار هناك بعض الغموض في بادئ الأمر ولكن الغمّـة سرعان ما تنكشف وتتضح الأمور، فالقوي المتبجح الذي يمارس إرهابه بدعاوى المحافظة على الأمن والديمقراطية سوف يضعف وتخور قواه ويسقط، والمتخفي الذي يمارس إرهابه بدعاوى الإصلاح في جنح الظلام سوف يأتي فجر جديد تشرق شمسه فتحرق تلك الخفافيش التي لا يروق لها العمل في وضح النهار.

فسألناه:
هل يزعجك لو سألناك عن عمرك الحقيقي؟!..

فأجاب:
لا، بل على العكس من ذلك، فسؤالكم هذا يفسح لي المجال للحديث عن عراقتي وخبراتي المتراكمة مع بني البشر منذ الأزل، فأنا وإياهم صنوان لم نفترق منذ بدء الخليقة وحتى اليوم، فحين قام قابيل بتهديد أخيه هابيل وتخويفه بالقتل، بسبب نجاح الثاني وفشل الأول، وقيامه بتنفيذ تهديده، كنت موجوداً هناك.
مروراً بتهديد الأنبياء والمرسلين عليهم السلام بالإبعاد أو القتل كما يقول قوم شعيب لنبيهم -عليه السلام- في قول الله تعالى: "قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ" (الأعراف: 88).

ومن ذلك الاعتداء السافر على حرمات الله تعالى وآياته كما فعل قوم صالح حين قتلوا ناقة الله، حيث يقول الله تعالى: "فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ" (الأعراف: 77).

ثم إرهاب فرعون لبني إسرائيل في قوله تعالى: "وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ" (الأعراف: 127).

بالإضافة لقتل أصحاب الأخدود دون وجه حق، إلا أنهم قالوا ربنا الله: "وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" (البروج: 8).

وتعذيب وقتل بعض المؤمنين السابقين من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام.

وما فعله التتار حين دخلوا بغداد، وكذلك ما أحدثه الصليبيون عند دخول بيت المقدس.

وما نراه اليوم من إرهاب وانتهاكات في سائر بقاع الأرض، من فلسطين والعراق إلى الشيشان وكشمير ومن راوندا إلى البوسنة والهرسك وكوسوفا وألبانيا وأفغانستان، بل حتى أطهر البقاع وأكثرها أمناً لم تسلم من تلك الأيدي الحاقدة.

إذاً فكما أخبرتك أنا مع البشرية في كل زمان ومكان.

فسألناه:
وما الذي يدفع بعض الناس لاعتناقك واتخاذك منهجا ونبراساً مع وجود البدائل؟

فقال:
دعني أجبك عن مسألة البديل، فأنا أتفق معك بوجود البديل ولكن المشكلة أنني أتميز عن سائر البدائل بالسرعة والسهولة، فأنا سلاح العاجزين المتهورين وما أكثرهم في كل زمان ومكان، فلو نظرت مثلاً إلى دعوة محمدٍ عليه الصلاة والسلام، وكم استمرت، وكيف بدأت بدعوات فردية، ثم تطورت إلى اجتماعات سرية، ثم إلى دعوة علنية، لم يحدث فيها أي اعتداء على المعارضين والمخالفين، مع إمكانية ذلك، من باب الدفاع عن النفس، ثم تبع ذلك هجرة، وقامت أول معركة ومواجهة حقيقية بين الحق والباطل، بعد ما يقرب من خمس عشرة سنة من التأسيس، ونتج عن كل ذلك دولةٌ إسلامية هابتها الأرض كلها، في غضون ثلاثين سنة من تأسيسها، وسيطرت على مشارق الأرض ومغاربها، وهي لم تتجاوز بعد عمر رجل.

أما مَنْ يطلقون على أنفسهم مجاهدين في هذا العصر، وخذ على سبيل المثال في هذا البلد الحرام فهم يريدون أن يغيروا ويفرضوا أفكارهم ويعملوا وصاية على هذا البلد وأهله، ولا يريدون الانتظار، ولا يطيقون الصبر، بل إنّـهم وبمجرد معارضتهم ومواجهتهم وفتح باب النقاش معهم ينسلون ويتحصّـنون في ظلام دامسٍ -زائلٍ بإذن الله- ويبدأون بالتخريب والإفساد هنا وهناك.

فسألناه:
عن الأسباب التي تجعل أتباعه يلجأون للعنف والتخريب والتدمير والقتل وسفك الدماء.

فقال:
هناك عدة أسباب:
أقْدَمُهَا على الإطلاق.. الغيرة من النجاح، فكثيراً ما حاول الفاشلون إفساد مشاريع الناجحين، إما بتدمير المشروع نفسه كما حاول أبرهة الحبشي حين أقدم على مخططه الإرهابي لهدم الكعبة، أو محاولة التخلص من الشخص نفسه، كما فعل قابيل حين قتل شقيقه.

ومن الأسباب أيضاً محاولة فرض الوصاية على الفكر الفردي أو المجتمعي بأسره، وهو الغالب، ومن ذلك ادِّعاء الإصلاح والتجديد وتحرير الشعوب وحمايتها.

كما أن هناك سبباً ثالثاً يتعلق بعدم التعايش مع الجنس أو العرق أو اللون أو الديانة، فتنشأ عنها حركات إرهابية ينادي أصحابها بالقضاء على تلك الأقلية المختلفة.

فسألناه:
هل من كلمة تود أن تختم بها قبل أن ننهي هذا اللقاء؟.

فأجاب:
كل ما أود قوله وأرجوه أن يحذر الجميع من أولئك الذين ينادون بي ويحاولون إيهام الآخرين وخداعهم أنهم يقومون بأعمالهم التخريبية من باب الجهاد في سبيل الله، أو الدفاع عن النفس، فهذا غير صحيح، فليسوا هم مَنْ يحق له الحكم على الفعل وتصنيفه، بل يجب عليكم أنتم يا أبناء هذا البلد وعلماءه وقادته أن تقولوا وبكل أمانه إن هذا خطأ وذاك صواب، فتدعموا الحق وأهله وتحاربوا الباطل ومن يقف وراءه وتعرونهم.

أمّا إنْ تساهلتم معهم وتركتم يداً واحدة تعمل والأخرى حائرة مترددة، فسوف يأتي اليوم الذي يستيقظ فيه الغافل على دوي القنابل وأصوات البنادق ولن يجدي حينها ندم أو حسرة، بل بادروا لمحاربتهم، وكونوا يداً واحدة تربون وتعلمون وتنصحون وترشدون وتحاورون، فإن لم يُجدِ ذلك تبلغون وتبحثون وتطاردون وتقبضون وتعتقلون، ومَنْ لم يفلح معه كل ذلك فلا ضير أن نقول تقتلون وتصلبون وتقطعون من خلاف.

وهذا آخر العلاج الذي بالتأكيد سيكون ناجعاً مع مَنْ لم تنفع معهم كل طرق التطبيب تلك؛ لأنهم مِمَّنْ قال الله تعالى فيهم: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" (المائدة: 33).