(مُؤْمِنوا الفُرْس)
"لَوْ كَانَ الإيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلاءِ"
(رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-)
ربّما لاحظ البعض أنني من خلال هذا الكتاب ركَّزت على الهجوم على خونة الفرس في غير موضع، وهذا شيءٌ لا أنكره البتة، وليس عندي من الشك أدناه أنني لو أعدت كتابة هذا الكتاب من جديد، لتركت المجال لقلمي لكي ينزل على مرازبة فارس ما هو أشد وطأة مما كتبت!
ليس ذلك من قبيل الحقد القومي أو النزعة العنصرية التي لا يحتاج القارئ الكريم لكثيرٍ من التأمل في صفحات هذا الكتاب ليكتشف أن كاتبه بعيدٌ كل البُعد عنها، بل كان ذلك من باب إعطاء كل ذي حقٍ حقّه...
فلقد مدحت البربر الأمازيغ في هذا الكتاب حتى خِلتُ نفسي بربريًا، ومدحت الأتراك في غير موضع حتى ظننت أنني أحد أحفاد عثمان أرطغرل، وأشدت بصلاح الدين وسليمان الحلبي بعد أن ذكرت أنهما كرديان، وترجمت لأبطالٍ منسيين من أمثال لابو لابو الفلبيني، وزومبي البرازيلي، والفرنسي موريس بوكاي، والأمريكي مالكوم إكس، والغيني عبد الرحمن بن سوري، والصعيدي علي الجرجاوي، والفارسي البطل سلمان الفارسي.
ولِمَنْ كان له صبرٌ لمتابعة بقية أحداث هذا العمل لآخره سيجد أنني أذكر عظماء الإِسلام من الهنود بشكل يليق بعظمتهم، بل إن أول كتاب كتبته في حياتي كان عن عملاقٍ من أمَّة الفُرس بالتحديد اسمه سلمان الفارسي.
وواللَّه ما مدحت هؤلاء وهؤلاء في هذا الكتاب إلا إنصافاً للتاريخ وابتغاءً لوجه اللَّه، وواللَّه ما هاجمت مجرمي الفرس في هذا الكتاب إلا إنصافاً للتاريخ وابتغاءً لوجه اللَّه أيضًا!
فلقد اختار الفُرس كقومية منذ ظهور المجرم (إسماعيل الصفوي) أن ينسلخوا من إسلاميتهم وأن ينضووا تحت عباءة فارسيتهم المجوسية، فاختاروا بذلك أن يكونوا في الصف المعادي لأمة الإِسلام، فكان حقًا علي محاربتهم بقلمي.
وأقسم بالذي أنزل القرآن العربي على عبده العربي لو أن العرب كانوا قد انسلخوا من إسلاميتهم وفضَّلوا الرجوع إلى جاهليتهم كما فضَّل الفرس الرجوع إلى مجوسيتهم، لهجوت العرب في هذا الكتاب بهجاءٍ يفوق هجاء جريرٍ للفرزدق!
ولا يحتاج المرء لأكثر من تذكرة سفر لطائرة متوجهة إلى حاضرة الفُرس "طهران" لكي يرى بأم عينيه مظاهر انسلاخ الفُرس عن الإِسلام.
ولست في حاجة هنا إلى ذكر الأرقام التي تذكرها الحكومة الإيرانية عن نسب الدعارة المنتشرة في شوارع طهران أو مظاهر الانحلال الفاضحة التي يراها المرء في حدائق أصفهان، فهذا ليس لبّ الموضوع الذي يهمنا الآن.
فالموضوع في أصله موضوعٌ عقائدي، فلقد لاحظت من خلال احتكاكي مع شباب فارس في أوروبا بأنهم يلبسون على أعناقهم سلاسلًا عليها نسرٌ مميَّز الشكل، ظننته في بادئ الأمر نوعًا من أنواع الزينة، ولكنني عندما رأيت هذا الأمر يتكرر، بحثت في حقيقة ذلك النسر لأكتشف أنه "نسر زرادشت المُقدَّس"!
وزرادشت يا سادة هو مؤسس الدين المجوسي!!
ليس هذا فحسب، بل إن شعار الدولة الإيرانية المعاصرة والذي يعتقد كثيرٌ من المخدوعين بأنه عبارة عن رسمٍ للفظ الجلالة (اللَّه) ليس إلا شعار السيخ الهنود الذين انبثق من رحمهم الخميني.
ولا أدري لماذا لا يرسم الفُرس كلمة (اللَّه) بشكلٍ واضح كما رسمت المملكة العربية السعودية الشهادتين على علمها أو كما رسم الشهيد بإذن اللَّه صدَّام حسين على عَلَمِهِ بخط يده عبارة (اللَّه أكبر)!
الغريب في الأمر أن إيران ما زالت تُصِرُّ على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، على الرغم من أنها تدَّعي الانتساب لشيعة علي العربي القرشي!
بل إن إيران رفضت مقترحًا من منظمة المؤتمر الإِسلامي بتسميته بالخليج الإِسلامي!!!
والذي لا يعلمه الكثير منّا أن العيد الوطني الرابع في إيران هو عيد مقتل الفاروق عمر الذي قتله الفارسي الإرهابي أبو لؤلؤة! وإيران الفارسية هي الدولة التي ما زالت تحتل أرضًا عربية متمثلة في الجزر الإماراتية والأحواز التي تمنع أهلها عن مجرد تعلم العربية لغة القرآن.
وإذاعة إيران الرسمية تفتح إشارتها بلعن أصحاب محمد، ناهيك عن دور إيران القذر في العراق الجريح وتدريبها لميليشيات الغدر لقتل أهل السُّنَّةِ والجماعة.
وناهيك أيضًا عن دورها القذر في الاضطرابات التي يُحدثها جواسيسها في المنطقة!
من أجل هذه الأسباب وغيرها هاجمتُ خَوَنَةَ الفُرس، ولكنني في نفس الوقت سأدافع عن الفُرس المسلمين الذين يلعنهم الفُرس الصفويين ليل نهار.
فالذي لا يعلمه الكثيرون أن أبا حنيفة الذي نبش شيعة الصفويين الأنجاس قبره في بغداد عند احتلالها هو فارسي الأصل، فالفُرس كانوا منا وكنا منهم.
بل إن أعظم علماء أهل السنة والجماعة كانوا جميعًا من الفُرس، فلقد كان 90% من الفُرس من أهل السُّنَّةِ والجماعة حتى جاء القذر إسماعيل الصفوي ليغيّر دين الفُرس بعد أن قتل مئات الآلاف منهم، لينسى عامة الفرس انتسابهم لعظماء أمة الإِسلام، مفضلين على ذلك انتسابهم لكسرى يزدجرد!
وهاكم قائمة ببعض أسماء عُلماء بلاد فارس الذين يتبرَّأ منهم الفُرس الحاليون:
* الإِمام البخاري،
* الإِمام أبو حنيفة النعمان،
* الإِمام النسائي،
* الإِمام الترمذي،
* الإِمام ابن ماجة،
* الإِمام أبو داود،
* الإِمام البيهقي،
* الإِمام الحاكم النيسابوري،
* الإِمام الدارقطني،
* الإِمام السجستاني،
* الإِمام الطبري،
* الإِمام الكسائي،
* أبو بكر الرازي،
* فخر الدين الرازي،
* الخوارزمي،
* سيبويه،
وغيرهم الكثير من الذين لا يتّسع المُقام لعدّهم، والذين كانوا من أهم بُنَاةِ هذه الحضارة الإِسلامية العربية!
وإذا جاء ذكر علماء الفُرس، جاء ذكر أعظم عالم فارسي...
جاء ذكر عالم إسلامي عظيم كان كتابه ومازال أعظم كتاب موجودٍ على وجه الكرة الأرضية بعد كتاب اللَّه مباشرة!
يتبع...
يتبع إن شاء الله...