حــــــــوار مــــــع الإرهــــاب
فهــد بن عبــد العــزيز الغفيـلي
غفر الله له ولوالديه وللمسلمين
================
تقديم الدكتور: إبراهيم بن محمد العواجي
تمتلئ دور النشر بمئات الكتب والمطبوعات عن ظاهرة الإرهاب، وتتصدّر عناوين الصحف سيلاً جارفاً من التحليلات الجادة والسطحية عنها.
ويأتي الأخ فهد بن عبد العزيز الغفيلي - بمنهجية جديدة يحاول من خلالها الدخول إلى عقول العناصر الإرهابية التي ات-خذت من قتل الأبرياء، وهدر الدماء التي حرم الله، وتدمير الحياة، ونشر الرعب في مجتمعٍ آمن، طريقاً منحرفاً لها.
يوظف الأخ فهد ثقافته الخاصة، وحسّه الوطني، وأدوات تحليله المتميّزة ليعبُر من خلالها إلى الحالة...
حالة من باع نفسه، ودينه، وأهله، وقيمه الدينية والإنسانية، وواجبه الوطني للأفكار المضللة المدسوسة على الدين، التي تدعو للهدم وسفك الدماء بحثاً عن هدفٍ مجهول.
هذه المحاولة الجريئة، التي حاول الكاتب من خلالها أنْ يسبر أغوار نفوس الشباب المنحرف عن سواء السبيل، وهي وإنْ كانت افتراضية، لا تستند إلى واقع، إلا أنّها تقدم منهجاً روائياً جميلاً قد تستطيع في بعض الحالات الاقتراب من الصورة الصحيحة لما يدور في نفوس العناصر الإرهابية، التي باعت حياتها، وأمن وطنها، وأهلها للشيطان، لتخدم بذلك الأعداء الحقيقيين، الذين تدّعي تلك العناصر أنّها تقاتل، وترعب، وترهب، وتدمِّر لمحاربتهم.
إنّها ظاهرة قبيحة تستحق الإبحار في أعماق عناصرها المشوهة فكرياً وأخلاقياً، وإذا ما تعذر ذلك على الكاتب لأنّهم أشباحُ في الظلام، فإنّ توظيف قدراته، ومعرفته، وقراءاته، وتصوراته، وفكره لوضع مثل هذه المداخلات الافتراضية، يعتبر عملٌ إبداعي جميل، قد يسهم في اكتمال الصورة عمّا يجري فوق ساحة الوطن الغالي.
والله من وراء القصد.
د. إبراهيـــم بن محمد العواجـي
غفر الله له ولوالديه وللمسلميـن
================
تمهيد
حين بدأت فكرة إعداد هذا الكتاب، قلت في نفسي إنّه من الواجب أنْ يكون فيه شيء من التميز، ليحظى باقتناء القارئ الكريم وثقته، لأنّ هدفي أنْ يشاركني القارئ العزيز ما تعيشه أمتنا الإسلامية والعربية وشعبنا السعودي النبيل من هموم، بسبب ما يجري في بلادنا من أحداث منافية لما تربى عليه جل أفراد هذا الشعب الكريم، فمهما حدث وإنْ كان صغيراً، يعد لافتاً للانتباه لكونه شاذاً ومستحدثاً على أعراف أهالي هذا البلد.
وفي زمن شحت فيه الرغبة في القراءة والاطلاع وانشغل الكثيرون بمتابعة أحداث ومناسبات وبرامج وعروض أكثر جاذبية لهم، رغم كثرة الخطوب التي تستحق المتابعة، والتي تصرف المهتمين منهم وتشدهم إلى وسائل إعلامية تقدم الحدث في حينه، كقنوات التلفزة الفضائية، والمحطات الإذاعية، والصحف اليومية.
ولكن تبقى هناك طريقة لمناقشة الحدث بشكل أكثر عمقاً وشمولية، وفيها من البحث والتقصي ما لا يفضله القائمون على تلك الوسائل، لأنّ طبيعة المتلقي لا تحتمل الصبر بل ترغب في مادة خفيفة، سريعة، موثقة.
ومن هنا يأتي دور الكتاب لتقديم مادة علمية متكاملة تتناول الموضوع المعني بالدراسة من جميع جوانبه.
ومن منطلق حرصي على تقديم المفيد والنافع والخفيف للمتلقي الكريم، فقد قمت بتناول موضوع الإرهاب بطريقة مختلفة عن ما هو معهود، رغبةً مني في جذب القارئ الكريم وإطلاعه على حقيقة وخطورة ما يدور، متناولاً جوانب عديدة متعلقة بالإرهاب بأسلوب قصصي حواري مبسط، معتمداً فيه على الخيال في تناول الأحداث وسردها وليس على الحقيقة.
ولرغبتي في معرفة ردود الأفعال والوصول إلى ما يفكر فيه كل قارئٍ على حدة وكيفية رؤيته للحدث، فقد عمدت إلى طرح بعض المواضيع والمحاور التي تناولتها في هذا الكتاب في جريدة الجزيرة قبل صدوره، وبالفعل كانت تلك الفكرة مجدية وفاعلة بشكل ممتاز، أثمرت العديد من التعديلات في الطرح والأسلوب، والأهم من ذلك لفتت نظري إلى أهمية تناول جوانب ما كانت لتخطر لي على بال لولا أنّي لمستها من خلال تصريح القارئ في بعضها أو تلميحه في بعضها الآخر.
وكان غرضي من إعداد هذا الكتاب إظهار بعض الصور والجوانب التي رأيت أنّ بعضها لم يُتطرق إليه، أو كُتب عنه ولكن ليس بشكل كاف.
فتحدثت عن الإرهابي المغرر به، والإرهابي العائد إلى طريق الصواب، والإرهابي الذي تشرب الغلو والتطرف، وحال زوجة الإرهابي وما تعانيه وتلقاه من مصاعب تتجدد بشكل يومي، بالإضافة إلى محاولتي دحض الآراء، والرد على المزاعم التي تحاول الربط بين الإسلام والإرهاب، ومن ثم تطرقت لنظرة الغرب للمسلمين بشكل عام، وأحكامهم الاستباقية عليهم، والزعم بأنّهم إرهابيون حتى لو كانوا أصدقاء - حسب زعمهم - وذلك من خلال ما يقرأون ويسمعون من وسائل إعلامهم، كما تداركت في اللحظات الأخيرة من مراحل تجهيز هذا الكتاب، وتطرّقت للمراكز الصيفية، والشريط الإسلامي، وتحدثت عن أهميتهما، ودورهما في إثراء حياة الشاب المسلم.
ولم أنس أنْ أناقش أمرين رأيت أنّهما من الأهمية بمكان:
الأول:- متعلق بكيفية الوقاية من الإرهاب.
الثاني:- كيفية التعامل مع الإرهاب.
والحقيقةً أنّي قصدت من وراء إعداد هذا الكتاب وما تناولته فيه من مواضيع متفرقة مما له علاقة بالإرهاب، أنْ أجعل بين يدي القارئ الكريم أداةً مبسطةً، ووسيلةً معينة -بإذن الله- لمن يحاول التحاور في جوانب مختلفة، ربما يواجهها في حياته اليومية من خلال مناقشة بعض من لهم آراء مختلفة عمّـا أومن به ويؤمن به من يتفق معي، وهم كثير ولله الحمد، ولكن من أراد تناول موضوع الإرهاب بشكل أكثر توسعاً فهناك كثيرٌ من الكتب التي تناولته وفصلت فيه والتي لا يمكن حصرها.
فشكري وتقديري لوالديّ بعد الله -تعالى- وقبل كل أحدٍ سواه ثم لكل من أسدى إلي نصيحةً أو توجيهاً أو رأياً سديداً أو نقداً هادفاً.
ولا يفوتني أنْ أتقدم بوافر التحية والتقدير لمعالي الدكتور/ إبراهيم بن محمد العواجي - على تفضله بتقديم هذا الكتاب، وتوجيهه لي بأنْ أعرض عليه الكتاب قبل طرحه في المكتبات، وهذا ما تم بالفعل، فلمعالي الدكتور إبراهيم منّي جزيل الشكر...
والشكر قليلٌ حين يوجه لرجلٍ شهمٍ كريم، له أفضال عليّ لا أستطيع حصرها.
كما أتقدّم بجزيل الشكر إلى رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ الفاضل خالد بن حمد المالك - على دعمه وتشجيعه، وإعطائي المساحة الكافية حين رغبت نشر بعض محاور الكتاب في تلك الجريدة الغراء، وهذا الفعل ليس بمستغربٍ من تلك النوعية من الرجال، ومن يعرف الأستاذ / خالد المالك - عن قرب لابد أنّه رأى الكثير من عطائه وأثره الملموس على الساحة الإعلامية السعودية والعربية، فله مني جزيل الشكر.
ولا أنسى القارئة والناقدة الأولى لكل موضوع تناولته -زوجتي الحبيبة أم عبد العزيز- بنقدها وتشجيعها، رغم مشاغلها العديدة بالوظيفة والبيت والأبناء، خاصة الابنة الصغيرة التي أسأل الله -تعالى- لها الشفاء والصَّلاح.
كما أسأله سبحانه أنْ يكفي ولاة أمورنا، وأمتنا، وبلدنا كل مكروه، وأنْ يرزقنا القبول والإخلاص في العمل، وأنْ يكون هذا الإصدار نافعاً ومفيداً لكل مَنْ اقتناه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فهد بن عبد العزيز الغفيلي.