أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: الشيخ عبد العزيز عيون السود الإثنين 20 سبتمبر 2010, 7:53 pm | |
| أمين الإفتاء وشيخ القراء علامة حمص الشيخ عبد العزيز عيون السود (1335-1399هـ / 1917-1979م) اسمه ومولده: هو المقرئ، المفسر، الفقيه، المحدث، اللغوي، أمين الإفتاء وشيخ القراء، علامة حمص وعالمها، فريد عصره ودرة زمانه الشيخ أبو عبد الرحمن عبد العزيز بن الشيخ ((محمد علي)) بن الشيخ عبد الغني عيون السود الحنفي الحمصي ولد في مدينة حمص ليلة الخميس في الثامن من شهر جمادي الأولى عام 1335هـ الموافق للأول من شهر آذار عام 1917 م، لأسرة عريقة في العلم والفضل فوالده الشيخ ((محمد علي)) عيون السود، وعمه الشيخ عبد الغفار عيون السود من علماء حمص ومشايخها. شيوخه وطلبه للعلم: نشأ الشيخ عبد العزيز في بيت علم ودين، وكان رحمه الله ذا همة عالية في طلب العلم حتى تخرج على كبار مشايخ وعلماء عصره عرفنا منهم: 1- والده الشيخ (( محمد علي)) عيون السود. 2- عمه الشيخ عبد الغفار عيون السود. 3- الشيخ عبد القادر خوجه. 4- الشيخ طاهر الرئيس. 5- الشيخ عبد الجليل مراد. 6- الشيخ زاهد الأتاسي. 7- الشيخ أنيس كلاليب. 8- الشيخ محمد الياسين. 9- الشيخ أحمد صافي. 10- المقرئ سليمان الفارس كوري المصري. 11- شيخ قراء دمشق (( محمد سليم)) الحلواني (1285-1363هـ / 1868-1944م) 12- المقرئ عبد القادر قويدر العربيلي (1318-1379 هـ / 1900-1959م). 13- المقرئ أحمد بن حامد التيجي المكي. 14- شيخ القراء في مصر المقرئ علي بن محمد الضباع . 15- المحدث الشيخ النعيم النعيمي الجزائري. تلقى عن عمه الشيخ عبد الغفار، وعن الشيخ عبد القادر خوجه، والشيخ طاهر الرئيس، والشيخ عبد الجليل مراد، وغيرهم. كما تلقى في دار العلوم الشرعية التابعة للأوقاف عن الشيخ زاهد الأتاسي، والشيخ أنيس كلاليب، والشيخ محمد الياسين، والشيخ أحمد صافي، ووالده الشيخ (( محمد علي)) عيون السود وتخرج منها عام (1355هـ /1936م). أصيب بمرض قطعه عن الناس، فاغتنم الفرصة، فحفظ القرآن الكريم ومن ثمّ تلقى علم القراءات السبع بمضمن الشاطبية عن الشيخ المقرئ سليمان الفارس كوري المصري، ثم نزل دمشق فقرأ على شيخ قرائها العلامة المقرئ ((محمد سليم)) الحلواني القراءات العشر الصغرى من الشاطبية والدرة. وفي وقت أخذه عنه كان يتردد إلى قرية عربين (عربيل) قرب دمشق ليأخذ عن الشيخ المقرئ عبد القادر قويدر العربيلي القراءات العشر الكبرى من طيبة النشر، حيث بدأ القراءة على شيخه عبد القادر في 15 شوال 1361هـ وأتم الختم في أربعة شهور بتاريخ 4 ذي الحجة 1361هـ. وقرأ في مكة المكرمة بعد الحج على شيخ قراء الحجاز المقرئ أحمد بن حامد التيجي القراءات الأربع عشرة بمضمن الشاطبية والدرة والطيبة والفوائد المعتبرة. استأذن والده، فرحل إلى مصر، وتلقى القراءات عن شيخ عموم المقارئ المصرية الشيخ العلامة المقرئ علي بن محمد الضباع، فقرأ عليه القراءات الأربع عشرة من طريق الشاطبية والدرة والطيبة والفوائد المعتبرة. كما تلقى عنه المقدمة الجزرية وعقيلة أتراب القصائد في الرسم وناظمة الزهر في علم الفواصل وكلتاهما للشاطبي. وقد أجازه علماء القراءات المذكورين كلهم. والشيخ عبد العزيز عيون السود من أصحاب الأسانيد العالية في علم القراءات سواء في العشر الكبرى من الطيبة أو العشر الصغرى من الشاطبية والدرة، وذلك بتلقيه عن علامة عصره المقرئ علي بن محمد الضباع القراءات العشر الكبرى، وبتلقيه العشر الصغرى عن العلامة المقرئ محمد سليم الحلواني. وإلى جانب علمه في القراءات كان عالماً في التفسير يحقق فيه، وله باع في علم الحديث ومصطلحه وقواعد الجرح والتعديل حفظ الكتب الستة والمسلسلات، وأجازه المحدث الشيخ النعيم النعيمي الجزائري، وعنده إجازات في رواية بعض الأحاديث. تلقى الفقه الحنفي وأصوله عن والده، وعمه الشيخ عبد الغفار، وشيخه عبد القادر الخوجه، وهم فقهاء بالتلقي بالسند المتصل بأبي حنيفه– رضي الله عنه وكان متمكناً يرجع إليه في معضلات الفقه حتى غدا المرجع الأعلى في حمص بالفقه.
واسع الإطلاع في علوم العربية، ومحفوظاته كثيرة تبلغ نحواً من ثلاثة عشر ألف بيت من الشعر في العلوم المختلفة. تلاميذه: 1- الشيخ المقرئ محمد تميم الزعبي الحمصي، قرأ عليه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم والمقدمة الجزرية ومنظومة الفوائد المحررة في القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة للشيخ محمد محمد هلال الابياري، ثم منظومة للشيخ عبد العزيز عيون السود زاد فيها على الفوائد المحررة للأصبهاني والأزرق عن ورش وحمزة ويعقوب من طرق الطيبة بمنظومة أولها يقول: يقول راجي عفو ذي الودود* عبد العزيز عيون السود. ثم قرأ عليه العشر من طريق الطيبة بتحريرات الإزميري والمتولي والعبيدي وغيرها، وقد أجازه الشيخ عيون السود ثلاث مرات كتابة: الأولى: إجازة بالقراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة عام1391هـ. الثانية: إجازة في منظومة الشاطبية في القراءات السبع عام 1392هـ. الثالثة: الإجازة العامة لدور الإقراء والعلوم الشرعية عام1394هـ. 2- الشيخ المقرئ الدكتور أيمن بن رشدي سويد الدمشقي– صهر الشيخ عبد العزيز عيون السود – قرأ عليه القرآن الكريم كاملأً برواية حفص عن عاصم من طريق الطيبة، ثم قرأ عليه العشر من طريق من طريق طيبة النشر جمعاً، وقد أجازه بذلك كله. كما تلقى عنه المقدمة الجزرية والشاطبية والدرة المضية وطيبة النشر والفوائد المعتبرة للمتولي وعقيلة أتراب القصائد في الرسم لشاطبي وناظمة الزهر في عد آي القرآن للشاطبي ورسالة النفس المطمئنة في كيفية إخفاء الميم الساكنة للشيخ عبد العزيز عيون السود ومنظومة تلخيص صريح النص لعيون السود ومنظومة اختصار القول الأصدق لعيون السود ودرس عليه أيضا الفقه والحديث وغير ذلك، وأجازه بذلك. 3- الشيخ المحدث المقرئ النعيم النعيمي الجزائري، تلقى عنه القراءات العشر الصغرى الكبرى والأربع الشواذ وغيرها وأجازه بها في عام 1961م (حيث كان الشيخ عبد العزيز متفرغاً لإقرائه، والشيخ النعيمي صاحب حافظة قوية وهمة عاليه وهو من علماء الحديث). 4- الشيخ مروان سوار الدمشقي، تلقى عنه القراءات العشر الكبرى من طيبة النشر. 5- الشيخ المقرئ سعيد العبد الله المحمد – شيخ قراء حماة – قرأ عليه القراءات الثلاث المتممة للعشر من طريق الدرة. و ذكر صاحب إمتاع الفضلاء الشيخ الياس البرماوي في ترجمة الشيخ سعيد العبد الله نقلاً عن الشيخ سعيد" أن الشيخ سعيد العبد الله قرأ بعض الأجزاء القرآنية على الشيخ عبد العزيز عيون السود من طريق الطيبة وأجازه بها وبكل القرآن من الطيبة". 6- الشيخ عبد الغفار الدروبي، قرأ عليه القراءات العشر الصغرى من الشاطبية والدرة. 7- الشيخ محمد حامد الأشقر المعروف بالغجري قرأ عليه القراءات السبع من الشاطبية. وممن قرأ عليه بعض القراءات السبع هم: 8- الشيخ أحمد اليافي. 9- الشيخ علي قزّو. 10- الشيخ خالد التركماني. 11- الشيخ محمد مندو. 12- الشيخ عبد الرحمن مندو. 13- الشيخ نصوح شمسي باشا. 14- الشيخ محمد علي المصري الحلبي. 15- الشيخ المقرئ أبو الحسن محي الدين الكردي، قرأ عليه القرآن برواية ورش من طريق الاصبهاني من طيبة النشر. 16- ولده الشيخ (( محمد عبد الرحمن )) بن عبد العزيز عيون السود قرأ عليه رواية حفص عن عاصم من الشاطبية. 17- ولده الشيخ ((محمد المبشر)) بن عبد العزيز عيون السود قرأ عليه رواية حفص عن عاصم من الشاطبية. 18- الشيخ محمد علوي المالكي أخذ عنه القراءات السبع من الشاطبية وهو من أهل مكة. قلت: وذكر صلاح الدين المنجد محقق كتاب دور القرآن في دمشق للشيخ عبد القادر النعيمي طبعة دار الكتاب الجديد في بيروت أن تلاميذ الشيخ عبد العزيز عيون السود هم: 1- الشيخ النعيم النعيمي من الجزائر أخذ القراءات الأربع عشرة. 2- الشيخ سعيد العبد الله – شيخ قراء حماة أنه أخذ القراءات الأربع عشرة، وهذا الكلام غير دقيق فإنه الشيخ النعيم النعيمي هو الذي أخذ القراءات الأربع عشرة كما وضح سابقا. 3- وأخذ القراءات العشر، وثلاثا فوقها الشيخ أحمد اليافي من يافا- وهنا خطأ طباعي أو كتابي فلعله أخذ القراءات الثلاث المتممة للعشر أو العشر كاملة والله أعلم. ثم ذكر أن الذي أخذ القراءات العشر–ولم يحدد الطريق– من أهل حمص هم: 4- الشيخ محمد تميم الزعبي. 5- الشيخ علي قزو. 6- الشيخ خالد التركماني. 7- الشيخ محمود مندو. 8- الشيخ عبد الغفار مندو. 9- الشيخ عبد الرحمن مندو. 10- الشيخ نصوح شمسي باشا. 11- الشيخ عبد الغفار الدروبي. 12- ومن أهل حلب الشيخ محمد علي المصري. 13- وأخذ السبعة من أهل مكة. الشيخ محمد علوي المالكي. وهذا الأمر يحتاج إلى تحقيق والله أعلم. مؤلفاته: 1- النفس المطمئنة في كيفية إخفاء الميم الساكنة. 2- رسالة في أحكام بعض البيوع والمكاييل والأوزان الشرعية. 3- منظومة تلخيص صريح النص في الكلمات المختلف فيها عن حفص: ((شرحها وعلق عليها الشيخ أيمن سويد)). 4- منظومة اختصار القول الأصدق فيما خالف فيه الأصبهاني الأزرق. 5- الفتن والملاحم وعلامات الساعة الصغرى والكبرى. أخلاقه وشمائله: جمع من العلم التواضع للعلماء والمتعلمين؛ لكنه كان مع التواضع وقورا مهيبا، محبوبا بين الناس، حسن العشرة والصحبة، يهتم بمرافقيه وطلابه ويعتني بهم، ويرفع قدرهم. بارا بوالديه وأعمامه، حريصا على خدمتهم في حياتهم؛ يكثر من زيارتهم بعد موتهم، ويذكرهم بالاحترام باراً بشيوخه وعلماء عصره؛ يحرص على رضاهم ويتردد إليهم، يكثر من زيارة الصالحين. كان قليل المزاح، كثير الذكر والتلاوة والصلاة، يحافظ على الصلوات لأوقاتها مع الجماعة، وقد نقل أنه لم يصلِّ منفردا أبدا لا في سفر ولا حضر، يديم التهجد، ويثابر على الذكر بين العشاء ين، وبين الفجر وطلوع الشمس، وكان يحرص على تطبيق السُّنَّة في أعماله وعباداته. وهو من أعلام العلماء إذا تحدث بينهم كان له قدره وجلاله، ويجذب إليه الجالسين بكلامه، وقد حدثوا في هذا الشأن أنه التقى في إحدى المرات مع شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود، وضم المجلس نائب رئيس الجمهورية. وتطرق الكلام إلى أحاديث يوم القيامة، وأخبارها، ففصل صاحب الترجمة في الموضوع، وتناول مستقصيا ما قاله العلماء، وأدلى بدلوه، فأثار إعجاب الحاضرين وعجبهم. فلما مضى سأل شيخ الأزهر نائب رئيس الجمهورية: كيف رأيت الشيخ؟
قال: لقد ملك عليّ نفسي. أحب النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته، واحترمهم، وأنزلهم في نفسه منزلة شريفة عزيزة، وكان يرى النبي صلى الله عليه وسلم في أغلب لياليه. بقي أن نسوق ما نقل عارفوه عن كرمه الذي كان قليل النظير؛ فقد كان محبا للضيوف يكرمهم ويتولى شؤونهم، وبنى لهم غرفا متصلة بمنزله ليؤمن لهم راحتهم، وقد ينزل به الضيف ومعه زوجته وأولاده، فجعل لهم غرفا غير الأماكن التي ينزل بها الرجال وحدهم، ولا يزهد بأي ضيف منهم حتى لو كان صغيرا، وقد ينزل عليه من لا يعرفه فيحسن ضيافته واستقباله. ولم تكن أحواله المادية في سعة، ولهذا فقد اضطر أحيانا لبيع بعض ما يملك ومنها كتبه للقيام بحق الضيافة، ثم عوض الكتب التي باعها حين تيسر له المال. في ذكر وفاته رحمه الله تعالى: وبعد حياة حافلة مليئة بخدمة كتاب الله تعالى، وتقديم العلم للمسلمين، توضأ الشيخ عبد العزيز وبدأ في صلاة التهجد كعادته، وتوفي في أثناء الصلاة وهو ساجد في الساعة الرابعة قبل الفجر من يوم السبت الثالث عشر من شهر صفر عام 1399هـ الموافق الثالث عشر من شهر كانون الثاني عام 1979م. عن عمر قارب الثلاث والستين عاما رحمه الله رحمة واسعة وأورده موارد الأبرار، وقد شيعه خلق كثير وجمع غفير من علماء سوريا ووجهائها. ورثاه غير واحد من الفضلاء منهم الأستاذ راتب السيد بقصيدة عظيمة مطلعها: بكى عليك البيـــــان اليوم والقلم يا كامل الفضـــل والارشاد يا علم بكت عليك عيـــون سال مدمعها دمعا هتوفا فسـال الدمــع وهــو دم عبد العزيز عيون الســود واأسفا عليـه مات التقى والعـــز والشــمـم بنى من العلــم صرحا لا يطاولـه بذاك من قرأوا القــرآن أو علمـــوا شيخ جليـــل له في العلــــم منزلة جلّت عن الوصف لا يرقى لها قلـم فإن أتيت عن التفســـــير تسألــــه وصلـــت فهو العلـــيم الحاذق الفهم هو العلا والنّهى والفضل أجمعــه والعزم والحزم والإفصاح والحكــم لقّنت ناشئـــة الأجيـــال كل هدى وكنت أعذب ورد في الهدى لهـــم جاءوك يبغون علما فانبريت لهــــم معلمـــا منقــــذا ممــا يضلّهــــــــــم نستودع الله شيخا كان شيـــخ تقي وكان في العلـــم وهو المفـــرد العلم |
|