فن الإنصات
إذا كان التخاطب والتحادث من شأنه أن يوصل المعلومة إلي متلقيها ويسري عن النفس علي درجة بالغة من الأهمية، فالإنصات لا يقل أهمية عنه .
وعلي الرغم من أن الإنصات يعُد من الأمور السهلة غير المكلفة، فإن معظم البشر لا يحسنونه، فهم يسمعون ولا ينصتون، ذلك أن الإنصات يفوق الاستماع بدرجات، الإنصات يعني الاستيعاب والفهم الكامل لما يقال، بينما في الاستماع قد يسمع الإنسان كلمات لا تعدو أن تكون ذبذبات لا تصل إلي قلبه أو عقله، لذا يقول عز وجل " وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا " صدق الله العظيم، أي تمعنوا في كلماته وافهموا المراد منها ثم اعملوا بما جاء بها، وإذا أعطي كلا الزوجين الإنصات قدراً من الأهمية تمكنا من القضاء علي مشاكل عديدة .
هناك دراسات كثيرة تشير إلي أن الشخص العادي لا يلتقط سوي ثلث الحديث ولا يتذكر سوي نصف ما سمع ولو كان حديث عهد به، لذا تحدث الكثير من المشاكل نتيجة عدم الانتباه التام لما يقال،
إذ أن عدم الإنصات يؤدي في كثير من الأحيان إلي سوء الفهم، كما أن الكثيرين لا يلقون بالاً إلي ما يسمي بالأذن الثالثة، أو محاولة فهم ما تحمله نبرة الصوت من معان معبرة عن الحب أو الاعتذار أو العتاب أو الأسف أو الألم .. إلخ،
كما أن ملامح الوجه ولغة الجسد لو أحسن الاهتمام بهما والالتفات إليهما لاستخلصت منهما معان كثيرة لا تعبر عنها الكلمات، ولو اهتم الزوجان بهذا الجانب لفهم كل منهما الآخر بدرجة أكبر ولاستطاعا تفادي الكثير من المشكلات العائلية قبل وقوعها أو علي الأقل تطويقها وسرعة الإجهاز عليها إذا ما وقعت فعلاً .