ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ : محمد بن لطفي الصباغ
موضوع الحلقة :
الدعاء ( 1 )
السلام عليكم ورحمة الله الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين ،
أيها السادة موضوعنا الذي أريد أن أتحدث إليكم عنه موضوع الدعاء ما أشد حاجاتنا في هذه الأيام وفي كل حين إلى الدعاء الدعاء شيء عظيم في حياة المسلم ندب الله إليه عبده في ضروراته كالطعام والشراب والملبس والمأوى وفي أمانيه وفي تطلعاته وفي حصوله على المغفرة من الذنوب وقد وعد تبارك وتعالى بالإجابة على الدعاء قال الله عز وجل ) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ( البقرة (آية:186) وهنا يا أيها الأخوة والأخوات ملاحظة مهمة في آيات القرآن عندما يأتي سؤال للنبي عليه الصلاة والسلام يسألونك عن الأهلة يسألونك عن الشهر الحرام يسألونك عن المحيض يوسط الرب تبارك وتعالى عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغهم الجواب أما في هذه الآية فلم يقل قل وإنما قال الرب تبارك وتعالى مباشرة فإن قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان لنفهم منها أن الوساطة بين الله وعباده غير موجودة وإنما نتوجه إلى الله تبارك وتعالى مباشرة في الدعاء وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العبادة أيها السادة الصلاة ما هي هي دعاء والصلاة أعظم شيء في الإسلام بعد الشهادتين ويقول عليه الصلاة والسلام الدعاء مخ العبادة ويقول أيضاَ من سر أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء قال أيضاًَ قال الله عز وجل يا ابن أدم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي هذه رحمة من الله هذا كرم من الله مهما كنت أيها الإنسان قد أذنبت في حقك وفي حق الله عزّ وجل فإذا استغفرته ودعوته غفر لك ما كان منك وعن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا أتاه الله تعالى إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدعو بإثم أو قطيعة رحم لما سمع هذا الكلام رجل من القوم قال إذاَ نكثر قال صلى الله عليه وسلم الله أكثر أي الله أكثر إجابة مهما سألت فأسأل فإن الله تبارك وتعالى سيجيبك
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم ينصب وجهه لله عز وجل في مسألة إلا أعطائها الله إياه إما أن يعجلها له وأما أن يدخرها له في الآخرة وقال أيضاَ من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله عز وجل فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل لماذا يطلب الناس بعضهم من بعض لماذا يسأل الناس غير الله هذا الذي تسأله هو يسأل الله فإذاَ كما قال الشاعر فاطلب إلى ملك الملوك ولا تكن بادي الضراعة طالباَ من طالب أيها السادة الدعاء هو إظهار غاية التذلل لله عز وجل والافتقار إليه والاستكانة له وما شرعت العبادات إلا للخضوع للباري وإظهار الافتقار إليه وقد قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإجابة محققة فتارة تقع بعين ما دعا وتارة بعوضه وتارة يدخرها الله له في الآخرة الدعاء مستجاب ولكن هناك شروط للإجابة الشرط الأول أن يخلص في دعائه فلا يدعو مع الله أحد فأدعوه مخلصين له الدين الشرط الثاني أن لا يكون في دعائه أثم ولا قطيعة رحم الثالث أن يكون طيب المطعم والملبس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأن يستجاب له رواه مسلم وغيره كذلك من شروط الإجابة أن لا يستعجل لقوله صلى الله عليه وسلم يستجاب لأحدكم ما لم يقل دعوت فلم يستجيب لي واحد يدعو يقول يا رب كم مرة أريد أن أدعوك دعوتك كثيراَ فلم تستجب لي هذا إذا قاله يكون قدم هدم شرطاَ من شروط إجابة الدعاء كذلك التوبة من الذنوب هذا شرط من شروط الإجابة يقول الله عز وجل ) وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ( هود (آية:3) كذلك الاستغفار الاستغفار شيء مهم ليحصل الإنسان على إجابة الدعاء يقول سيدنا نوح عليه السلام فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفار يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا الدعاء يا أيها السادة يجعل العبد متعلقاَ بالله ذاكراً عبوديته له وافتقاره إليه إن علينا أن نعيد هذه النعم التي غمرنا الله بنا أن نعيدها إلى المنعم وأن نعترف لله عز وجل بفضله علينا وهذا يقود إلى التوكل على الله وحكم الدعاء كثيرة من حكم الدعاء أولاَ إحكام الصلة بين العبد وربه إن الدعاء يذكر المسلم بعبوديته لله ويذكره بآلهة الرب وربوبيته ويذكره بضعف نفسه وافتقاره إليه الأبرار الصالحون يكثرون الدعاء الله يكره إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب لا تسألن بني آدم حاجة وأسال الذي أبوابه لا تحجب الاغترار بالدنيا ونسيان دعاء الله وذكره قد يصيب صاحبه بالخسران في الدنيا وعذاب الآخرة أشد وأبقى نسأل الله عز وجل أن يوقفنا وإياكم إلى ما يرضيه وإلى لقاء أخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .