ضيف الحلقة :
فضيلة الشيخ :د/ عبد العزيز السدحان
موضوع الحلقة :
مسؤولية الأسرة تجاه الخاطب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله أما بعد،
سأتلكم في هذا المجلس إن شاء الله تعالى عن شيء يسير عن مسؤولية الأسرة اتجاه الخاطب فأقول وبالله تعالى التوفيق إن أمر المسؤولية عظيم وإن شأنها كبير ذلك لأن الذمة لا تبرأ حتى يقوم المسؤول بمسؤولته قدر استطاعه فإذا أقام بها قدر استطاعته وأدى ما أوجب الله عليه قدر استطاعته فقد برئت ذمته وطهرت ساحته ولما كان الزواج من الأمور العظيمة في الإسلام وقد جعل الإسلام للزواج أمور وشروطاَ وجعل لأمر الزواج شأناَ عظيماَ وكانت الأسرة تقوم وتبنى إذا كان الزواج سليماَ وقد تحرى فيه المسؤول عنه أمر الله جلا وعلا فلا شك ولا ريب أن بناء الأسرة يكون سليما وطيبا وإن كانت الأخرى فلا يجني جان إلا على نفسه وإن أمر المسؤولية كما سلف آنفاَ من الخطورة بما كان لكنه يسير على من يسره الله تعالى عليه ولما كان أيضاَ أمر تزويج البنت أو أمر تزويج الابن من الأمور المهمة في المسؤولية كان لازماَ على أهل البيوت أن يعنوا عناية تامة بهذا الأمر ومما أخطأ فيه كثير من الناس في فهم المسؤولية أنهم قصروا مفهوم المسؤولية على توفير المأكل والمشرب والملبس والمركب لأهل البيت وظن بعضهم أيضاَ أن المسؤولية تتم إذا قام بهذا وزاد على ذلك العناية بأمر دراسة الطلاب والعناية بمراقبة صحتهم عند سقمهم ولا شك ولا ريب أن هذا جزء من المسؤولية إلا أن دائرة المسؤولية أعظم وإذا كان ذلك كذلك فإن أمر الزواج من الأمور المهمة الملاقاة على عاتق صاحب المسؤولية ولهذا أذكر أثرا لطيفاَ أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب العيال عن سعيد ابن العاص أنه قال إذا زوجت ولدي وحججه وحفظته القرآن فقد قضيت حقه علي وبقي حقي عليه بكل حال أذكر حتى لا أطيل بعض الأمور التي ينبغي أن تراعى في جانب أمر مسؤولية الأسرة اتجاه الخاطب يقال أولاَ إن مما يؤخذ أولا على بعض الأسر بحكم العادات الإقليمية أو القبلية أنها أو أن بعضهم يزوج ابنته دون أن يستشيرها بل ويخبر الخاطب أو يخبر المتقدم أن الأمر قد تم ثم يحدد موعد الزواج والبنت المسكينة لا تدري عن شيء من ذلك الأمر الذي بيت لها ولا شك أن هذا من الجناية ومن الظلم إذ أن الإسلام قد جعل للمرأة حق الاختيار إذا كانت في اختيارها موقفة أما أن ولي أمرها من والد أو عم أو أخ أو مما وكل إليه الأمر أن يزوجها بعدم اختيارها أو بعدم إخبارها فلا شك أن هذا من الظلم المحرم وقد ورد في الحديث وإن كان فيه كلام أن خنساء أبنت خزام وخزام زوجها وليها من غير مرضاتها أو من غير مشورتها فرد النبي صلى الله عليه وسلم نكاحها إذاَ فيجب على من ولاه الله أمر تزويج الفتاة أن يستشيرها وأن يخبرها وأن يخيرها إذا كان المتقدم لها مما يرضى في خلقه وأمانته ودينه
هذا أمر الأمر الثاني أيضاَ مما يلحظ على بعض العادات الإقليمية أو القبلية أن بعضهم يرفض أن يزوج الصغيرة قبل الكبيرة ويرى أن ذلك من العاري والشنار نعم قد تتأثر البنت الكبرى أو البنات التي يكبرن اللاتي يكبرن أختهن إذا تزوجت الصغيرة قبلهن لكن هذا رزق ساقه الله عز وجل فينبغي أن نوطن أنفسنا وأن نوطن النساء البنات على أن الله إذا ساق للصغيرة رزقاً أن لا تؤخر حتى تذهب الكبيرة وهذا أمر يعود إلى تقدير المسؤولية من ولي الأمر ومن البنات جميعاَ أيضاَ مما يتعلق بذلك أو بالمسؤولية الأسرة اتجاه الخاطب أن بعض أولياء الأمور يرفض أن يرى الخاطب مخطوبته ويرى أن ذلك مما يخالف العادات ومما يعاب به عند قبليته أو عند عشيرته أو عند معارفه ولا شك ولا ريب أنه يجب على المسلم أن يجعل نصب عينيه مرضاة الله جلا وعلا ومرضاة نبينه صلى الله عليه وسلم والرؤية أي رؤية الخاطب لمخطوبته فيها خير كثير وفيها نتيجة طيبة إذ أن الخاطب قد يوافق على الزواج وقد يرفض كما أن المخطوبة نفسها قد ترفض أن تقبل الزوج لمواصفات خلقية رأتها فيه أو ما يتبع ذلك من حيث القبول النفسي والنبي صلى الله عليه وسلم حث على ذلك فقال أو أمر بأن يرى الخاطب مخطبته قال أنه أحرى أن يؤدم بينهما إذاَ فعليك أيها الولي أن تحرص على هذا الأمر لأن كون الزواج أو كون الأمر ينفسخ أو ينتهي قبل أن يتم لا شك ولا ريب أنه أفضل وأولى من أن يتم الزواج ثم يفاجئ الزوج بصورة لم يتوقعها من قبل أو قد رسم له في مخيلته صورة مخالفة فيرفض الزوجة فيؤثر على نفسيتها وعلى نفسيته وقبل ذلك على أهل بيتها فحرياَ بك أن تجعل نصب عينك أن يرى الخاطب مخطوبته وأن هذا من السنة النبوية وأن الصحابة أتقى خلق الله لله بعد الأنبياء والرسل وكان هذا الأمر ليس فقط معروف من العادات بل من التقرب والتدين إلى الله عز وجل أخيراَ السؤال عن الخاطب أن تسأل عن عدالته الظاهرة وعن سمعته الطيبة من تستطيع ولا تتلطع في السؤال وتكثر التنقيب بتشدد فإن هذا بهذه الطريقة لن يصفوا لك أحد ولكن سل عن سمعته الظاهرة وعن أخلاقه وعن عدالته الظاهرة فيمن تثق سل من في دينه وعقله فإن رأيت الجواب طيباَ فالحمد الله فاستعن بالله وأقبل وإن كان الأخرى ففي الناس غيره كثير أسأل الله جلا وعلا أن يوفق نساء المسلمين وشباب المسلمين إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم إنه سميع مجيب شكر الله لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.