ضيف الحلقة :
محمد بن لطفي الصباغ
موضوع الحلقة :
في رحاب السنة ( القرآن يردّ على السنة )
السلام عليكم ورحمة الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين أيها السادة والسيدات ،
هناك فئة ضالة يقولون نحن نريد أن نقتصر على القرآن ولا نريد هذه السنة بحال من الأحوال هؤلاء القوم سنتحدث عنهم في حلقة مقبلة إن شاء الله ونبين انحرافهم ونبين فتاوى العلماء فيهم وهي حركة بالمناسبة قديمة ليست حركة جديدة ولكنها ماتت إما بعثت من جديد كما سنبين لكم إن شاء الله فيما نستقبل من الحلقات نقول للمخدوع منهم أنت تريد القرآن اسمع ما يقول القرآن يقول الله عز وجل (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما )) إذا كنت تريد القرآن فإن القرآن يقسم فلا وربك لا يؤمنون حتى ينقادوا إليك ويطيعوا قولك ولا يكون في نفوسهم حرج مما قضيت ويسلموا لك تسليماً تاماً هذا القرآن فإذا كنت تريد القرآن فالقرآن يردك إلى السنة ويقول عز من قائل:
من يطع الرسول فقد أطاع الله إذا كنت تريد طاعة الله بتنفيذ أحكامه الواردة في القرآن فالقرآن يقول لك من يطع الرسول فقد أطاع الله ويقول تعالى (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) ولا أستطيع يا أيها الأخوة والأخوات أن أورد لكم كل الآيات الواردة في القرآن التي ترد إلى السنة التي ترد المسلمين إلى السنة من هذه الآيات قوله تعالى (( قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين )) والله في هذه الآية شيء مخيف إن كان في قلوبهم خشية لله أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين .
إن الذي يتولى عن طاعة الله وعن طاعة الرسول كافر والله تبارك وتعالى لا يحبه طيب يقول الله أطيعوا الله والرسول كيف طاعة الرسول هل تكون إلا بتنفيذ أوامره التي وردت إلينا بطريق صحيح هذه الطاعات فليست طاعته صلى الله عليه وسلم إلا بتنفيذ أوامره وآية أخرى الله عز وجل فيها إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا واطعنا وأولئك هم المفلحون هذا هو قول المؤمنين قول المؤمنين :
إذا دعوا إلى الله والى الرسول أن يقولوا سمعنا واطعنا إذاً إذا كنتم أنتم أيها المغرورون المخدوعون القائلون بأنكم تريدون أن تكتفوا بالقرآن إذا كنتم تريدون اتباع القرآن فها هو ذا يقول لكم ينبغي إذا سمعتم عن رسول الله حديثاً أن تقولوا سمعنا واطعنا حتى تكونوا من المفلحين وإلا كما وردت في الآية السابقة ففيها تهديد من الكافرين الذين يتولون عن طاعة الله ورسوله هؤلاء كافرون ويقول تبارك وتعالى وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فا انتهوه.
تريدون نصاً أوضح من هذا وجوب اعتبار السنة مرجعاً يرجع إليه المسلم في شؤون حياته كما قلت لكم من الصعب أن أورد كل الآيات التي وردت ترد المسلم إلى السنة من ذلك قوله تعالى (( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا )) أولاً أمرت بطاعة الله وطاعة الرسول ثم ذكرت الآية إن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول وعلقت هذا بأنه دليل على الإيمان إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا إن آيات القرآن الكثيرة الكثيرة توجب طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام وطاعته إنما هي بتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه التي وصلت إلينا عن طريق السنة والرسول الكريم نفسه صلى الله عليه وسلم يبين أن السنة واجبة الإتباع ومن الذي لا يتبعها لا يدخل الجنة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري وغيره كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى استغرب الصحابة طيب واحد يقال له أدخل الجنة وإذا لم يدخل الجنة وين يروح يروح على النار قالوا ومن يأبى يا رسول الله في واحد يدعى إلى دخول الجنة ويأبى قال :
من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى من أطاع رسول الله دخل الجنة ومن عصاه أبى دخول الجنة وماذا يوجد في الآخرة إلا الجنة والنار ماشي معنى ذلك الذي لا يطيع رسول الله هذا ليكون من أهل النار وفي موعظة جميلة رائعة وعظ بها رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة وذكر فيها وجوب طاعة الرسول هذا الحديث حديث صحيح رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجة والداريمي عن العرباد ابن سارية رضي الله عنه قال وعظم رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة الرسول عليه الصلاة والسلام هو أبلغ البلغاء وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون هكذا المواعظ التي ينبغي أن تكون مؤثرة القلوب خافت والعيون دمعت لما سمعت موعظة الرسول فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصل قال صلى الله عليه وسلم أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي نص واضح الزموا سنتي التي هي مع الكتاب دعامة الشريعة الرئيسيتين فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضو عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة قال السنة استمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ النواجذ هي الأسنان الأضراس الداخلية يعني ما تعضوا عليها بأسنانكم الأولى لا وإنما من جوى هذا دليل على شدة الاستمساك بالسنة وأخبرنا صلوات الله وسلامه عليه وهذا من دلائل النبوة لأنه عليه الصلاة والسلام أخبر عن أمور وقعت وهذا أيضاً الحديث الذي سأقرئه عليكم من دلائل نبوته عن أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا أعرفن الرجل يأتيه الأمر من من أمري إما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ما ندري ما هذا عندنا كتاب الله ليس هذا فيه يقول الرسول لا أعرف هذا الرجل الذي يعرض عن سنتي ويقول أنا هذا الأمر أو هذا النهي لم أجده في القرآن وعن المقدام بن معد الكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال أوتيت الكتاب وما يعدله وما يساويه يوشك شبعان على أريكته أن يقول بيني وبينكم كتاب الله فما كان فيها من حلال أحللناه وما وكان فيها من حرام حرمناه ألا وإنه ليس كذلك صلى الله عليه وآله وسلم واحد شبعان جالس على أريكته ويقول نحن إيش بيني وبينكم كتاب الله فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه ألا وإنه ليس كذلك ليش لأنني أوتيت الكتاب وما يعدله إن هذا يا أيها السادة ليدلنا على مكانة السنة في الشريعة وعلى قوتها التشريعية وأنها ملزمة للمسلمين عندما تبلوهم بالطريق الصحيح نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم إلى ما يرضيه والى لقاء أخر إن شاء الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته