ضيف الحلقة :
الشيخ محمد بن لطفي الصباغ ( الرياض - السعودية )
موضوع الحلقة :
قو انفسكم وأهليكم نارا
السلام عليكم ورحمة الله الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته على يوم الدين.
أيها الإخوة والأخوات وأيها الأبناء والبنات حتى ما نكبر الأخوات أيها الأبناء والبنات أحق الناس بأن ندعوهم إلى هذا الدين العظيم وإلى التخلق بأخلاق هذا الدين وإلى تنفيذ أحكام هذا الدين هم أهلونا وأولادنا أبناءنا وبناتنا لأن الإنسان يريد الخير لأهله أولا لأسرته أولاً ثم يريده لما حوله بعد ذلك ربنا تبارك وتعالى يخاطب رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فيقول وأنذر عشيرتك الأقربين ويقول تبارك وتعالى يا أيها الذين أمنوا قو أنفسكم وأهليكم نار وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ربنا يقول قو أنفسكم وأهليكم نار حاولوا أن تقوا أنفسكم وأهليكم تلك النار نسأل الله تعالى أن يعافينا ويعافيكم منها ومن كل بلاء.
ويصف هذه النار وصفاً تنخلع له القلوب وقود هذه النار الناس والحجارة وقود نار الدنيا الحطب هناك الناس هؤلاء الكفار والحجارة أيضا الحجارة يعني تكون وقوداً في تلك النار الرهيبة المخيفة وعليها ملائكة غلاظ شداد يعاملون هؤلاء الذين يدخلون هذه النار بالشدة والغلظة وهم ملتزمون لأمر الله عز وجل يا إخواني ويا أخواتي إذا كانت دعوة الأهل والأولاد في السابق أمراً واجباً فهي الآن أشد وجوبا والله يمكن بألف مرة أو أكثر من ذلك الشباب الآن و الشابات والله مساكين معرضون إلى غزو فكري وأخلاقي هذه المحطات الفضائية التي تعرض أموراً مثيرة تحرك الحجر هذه المجلات والصحف التي فيها الصور الفظيعة والتي فيها القصص الفظيعة التي تدعوا إلى الجريمة التي تدعوا إلى الفاحشة هذه الدعوات المنحرفة التي تداهم أبناءنا وبناتنا من خلال الروايات ومن خلال القصص ومن خلال الأفلام والمسلسلات هذا الوضع الاقتصادي المتردي في كثير من البلاد الإسلامية في كثير من البلاد الإسلامية.
يا إخوان لم يبقى هناك طبقة متوسطة بقي عدد قليل من الناس يملكون الثروات الطائلة وبقية الناس من الفقراء والفقر يكاد أن يكون كفر الفقر قد يكون إلى ارتكاب الأمور المنكرة والفواحش الآثمة إن هذه المحطات الفضائية وهذه المجلات وهذه الدعوات دخلت معظم البيوت و أسفاه بل إنني لا أقول إن أكثر من تسعين بالمائة من المتدينين دخلت هذه المحطات إلى بيوتهم
ومراقبة البرامج بالنسبة إلى البيت والأسرة أمر في غاية الصعوبة ليش لأن الرجل ليس موجوداً دائماً في البيت وهذه البرامج فيها ما يشد الفتى والفتاة بل فيها ما يشد الرجل الكبير أشياء طريفة وأشياء يعني قصص يريد أن يقف الإنسان على حل عقدتها وما إلى ذلك ولو أننا فرضنا أن الإنسان استطاع يعني أن لا يدخل هذه المحطات إلى بيته فإن أولاده يرون هذه البرامج في السوق وعند الحلاق وعند أصدقائهم وإن لم يروها ممكن أصدقائهم يحكون لهم ما رأوا من هذه الأمور المنكرة إذاً معالجة هذا أمر واجب إننا بحاجة ماسة إلى أن نعمل على إيجاد المناعة ضد هذه الانحرافات خلي الولد خلي الابن والبنت عند كل واحد منهما مناعة ممن هذه الانحرافات عن طريق الإقناع وعن طريق الترغيب والترهيب وعن طريق ذكر الرقاط التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيها السادة إن هذا أمر يفرض نفسه على العلماء والدعاة وعلى الآباء والأمهات وعلى المصلحين والمصلحات الآن المرأة لها دور كبير في أن تدعوا إلى الله وفي أن تبين لأبنائها ولبناتها خطر هذه الأمور التي ذكرناها الأمر يا أيها السادة والسيدات خطير جد خطير والمسؤولية بين يدي الله كبيرة جداً.
كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته إن المراقب لأوضاع أسرنا يشكوا من تقصير الآباء والأمهات في أداء هذا الواجب واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب التوعية واجب إيجاد المناعة ضد هذه الأخطار التي تواجهنا ليش لأن هناك انشغال طويل عن الأولاد وعن متابعة أمورهم وعن متابعة أفكارهم وأحوالهم وعن معرفة رفاقهم لأن الرفيق له تأثير كبير على الفتى وعلى الفتاة فترى بعض الآباء منشغلين بالكسب عنده وظيفة أو عنده محل تجاري أو عنده مكتب لمشروعات فهو يقضي سحابة النهار بعيداً عن البيت ويقضي ذلف من الليل في عمله بعيداً عن البيت وترى بعضهم منشغلاً بالأصدقاء مرة حكا لي صديق قال لما تزوجت أنا في عادة أن أصدقائي يزورونني وأنا أزورهم فقالت له زوجته العروس ما هذا الوضع الذي نحن فيه فأنت إما أن تكون مع أصدقائك وإما أن يأتي أصدقائك وهذه أيضاً مشكلة ثانية لأنني سأكلف بتقديم الضيافة وأنا معزولة قاعدة وحدي في البيت إذاً لا يحوز أن ينشغل الإنسان بأصدقائه كل الوقت.
لا ياأخي ما بصير كل الوقت مع الأصدقاء طيب وين الأولاد وين الزوجة وين الأقارب هذا لا ينبغي أن يكون وترى بعضهم من الناس منشغلاً بالتلفاز تلاقيه قاعد على التلفاز ويقلب من محطة إلى محطة إلى منتصف الليل و أو الكمبيوتر وبالانترنت كل هذه المشاغل تصرفه عن أولاده وعن أهله فلا يكون بينه وبينهم لقاء فكري ولا توجيه ولا إيجاد للمناعة التي تحدثنا عنها وهناك انشغال غريب جداً تراه عند بعض الشباب الذين يدعون إلى الله المطلوب أن يوازن الداعي بين الواجبات فلا يفرط في جانب لانشغاله في جانب أخر لا يجوز أن يكون شغله في الدعوة على حساب بيته وأولاده وإهمال هذا الأمر يا أيها الإخوان أوجد مشكلة مؤلمة عند عدد من الأفاضل وذلك أن بعض الدعاة نكبو بأولادهم فكان هذا مشكلاً كارثة عليهم لا تعدلها كارثة والعياذ بالله تعالى يعني إذا أصيب الولد بمرض بطير عقل الأب و الأم ما بالنا إذا أصيب في دينه أصيب في خلقه هذا سيكون إذا أصيب في دينه هذا يكون مصيره إلى النار أنت تخاف على ولدك أن يصيبه مرض فكيف إذا أصابه والعياذ بالله انحراف كبير عن الجادة السوية.
لابد يا أيها الإخوة والأخوات من أن نعد برامج بالتعاون بين الأب والأم تملاً أوقات الأولاد بالنافع الجذاب المفيد ولابد من التعاون بين الأبوين لابد لا يجوز أن نحمل الأم المسؤولية وحدها ولا يجوز أن نحمل المسؤولية للأب وحده لابد من أن يتعاون الطرفان على مواجهة هذا الخطأ بعدين يا أيها الإخوة والأخوات لكل ولد عندما يكون متديناً يكون باراً بكما أما إذا كان فاسقاً عاصياً فسيهمل موضوع الأبوين ولا يلتفت إلى موضوع البر أما المتدين الذي يقرأ قول الله عز وجل وقضى ربك ألا تعبدوا غلا إياه وبالوالدين إحسانا هذا سيكون لكما في كبركم خير معيد إذاً وبعد ذلك تكون يعني لأنه يقول الرسول عليه الصلاة والسلام إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث علم ينتفع به أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعوا له هذا الولد الصالح كسب لك و لك ِ يا أيها الأخ ويا أيتها الأخت بعد أن تفاقا هذه الحياة التنظيم نعم على الداعية أن يبدأ بعملية الإصلاح في بيته ويمكن بشيء من التنظيم أن يجمع بين أمور متعددة كلها من الأمور الطيبة الفاضلة التنظيم مع الزوجة والأولاد والتعاون بينهم جميعاً على مواجهة هذا الخطر الذي يداهم فكرنا ويداهم أخلاقنا وهو خطر محقق إن لم نواجهه بالعمل المنظم الدائم وكما قلنا قبل قليل يعني ينبغي أن يكون عملنا يعني متصفاً بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلى شانه وإلى لقاء أخر إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .