أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: أحكام الرمي في أيام التشريق السبت 10 سبتمبر 2016, 5:06 pm | |
| أحكــام الرمــي فــي أيــام التشــريــق إعداد: ناصر بن سعيد بن سيف السيف غفر الله له ولوالديه وجميع المسلميــن ====================== بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد.. فإن مسائل الحج كثيرة ومتنوعة وقد وقع الخلاف بين العلماء في كثير منها ومن مسائل الحج التي وقع فيها الخلاف مسألة وقت رمي الجمرات في أيام التشريق. وقد قسمت هذا البحث إلى أربعة مباحث على النحو الآتي: المبحث الأول: مفهوم رمي الجمرات. المبحث الثاني: سبب مشروعية رمي الجمرات. المبحث الثالث: رمي جمرة العقبة وآدابه. المبحث الرابع: رمي الجمرات في أيام التشريق وآدابه. نسأل الله العلي القدير التوفيق والسداد, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ========================= المبحث الأول مفهوم رمي الجمرات لغة واصطلاحاً الرمي في اللغة: القذف والدفع. الرمي في الاصطلاح: دفع الحصى الصغار بِقُوَّةٍ إلى موضع الرمي داخل حوض الجمرة.
الجمرات في اللغة: الجمرة: الحصاة الصغيرة، وجمعها جمرات، وجمار (1). قال العلامة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى: (اشتقاق الجمرة: من التجمّر: وهو التجمّع؛ لاجتماع الحصى في الموضع الذي يُرمى فيه أو سُمِّيت الجمرة من التجمّع لاجتماع الحجاج عندها يرمونها، والعلم عند الله تعالى) (2).
الجمرة في الاصطلاح: مجتمع الحصى الذي تحت العمود الشاخص الذي يقع وسط الحوض في الجمرة الصغرى والوسطى، ويقع الحوض في جهة جمرة العقبة الغربية الجنوبية، فإذا وقع الحصى داخل الحوض تحت العمود الشاخص أجزأَ عند العلماء، وهو الموضع الذي رمى فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أصبح حوض الجمرة الكبرى: جمرة العقبة من جميع الجهات (3). المبحث الثاني سبب مشروعية الرمي وحكمته وردت أحاديث تدل على أن أوَّل من رمى الجمار إبراهيم الخليل -صلى الله عليه وسلم-، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لما أتى إبراهيم خليل الله المناسك عرض له الشيطان عند جمرة العقبة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثانية فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض، ثم عرض له عند الجمرة الثالثة، فرماه بسبع حصيات حتى ساخ في الأرض))، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون) (4).
المبحث الثالث رمي جمرة العقبة وآدابه إذا وصل الحاج إلى منى يوم النحر فالأفضل أن يعمل الآتي: أولاً: يقطع التلبية عند جمرة العقبة؛ لحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: أن أسامة كان ردف النبي -صلى الله عليه وسلم- من عرفة إلى مزدلفة، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى، فكلاهما قال: ((لم يزل النبي -صلى الله عليه وسلم- يلبي حتى رمى جمرة العقبة)) (5)، وسُمِّيت جمرة العقبة؛ لأنها في عقبة مأزم منى، وخلفها من ناحية الشام وادٍ فيه بايع الأنصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيعة العقبة، وهي ملاصقة للجبل، وبجانبها طريق مع الجبل يسمى العقبة، والعقبة: الطريق مع الجبل، ولهذا سميت بالعقبة وأزيل طرف الجبل المتصل بجمرة العقبة بعد فتوى مفتي البلاد السعودية في عصره العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى، بتاريخ 1/ 9/ 1375هـ، وأنشئت الطرقات بين جمرة العقبة والجبل، كما هو مشاهد الآن (6).
ثانياً: يستحب له أن يجعل منى عن يمينه، والكعبة عن يساره، وجمرة العقبة أمامه، ثم يرميها بسبع حصيات متعاقبات، يرفع يده مع كل حصاة، ويكبر مع كل حصاة، ويتأكد بأن الرمي يقع في الحوض داخل المرمى؛ لحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، فعن عبد الرحمن بن يزيد: (أنه حجَّ مع عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، فرآه يرمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات يُكبِّر مع كل حصاة، فجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، ثم قال: (هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة) (7).
ثالثاً: وقت رمي جمرة العقبة، هذه الجمرة الوحيدة التي يستحب للحاج أن يرميها ضُحىً يوم النحر، وأما بقية الأيام فلا تُرمَى الجمار الثلاث إلا بعد الزوال فعن جابر -رضي الله عنه- قال: (رمى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر ضحىً وأما بعدُ فإذا زالت الشمس)، هذا لفظ مسلم، ولفظ البخاري معلقاً: (رمى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر ضحىً، ورمى بعد ذلك بعد الزوال)) (8)، وجمرة العقبة هي الأخيرة مما يلي مكة ثم ينحر هديه، أو يذبحه إن كان عليه هدي.
رابعاً: الحلق أو التقصير، والحلق أفضل إذا ا فرغ الحاج من ذبح هديه أو نحره لمن كان له هدي حلق رأسه أو قصَّره، والحلق أفضل للرجل؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا بالرحمة والمغفرة للمحلقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة واحدة؛ لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((رحم الله المحلقين))، قالوا: والمقصرين يارسول الله، قال: ((رحم الله المحلقين))، قالوا: والمقصرين يارسول الله، قال: ((رحم الله المحلقين))، قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: ((والمقصرين)) (9), وأما المرأة فليس عليها إلا التقصير تأخذ من كل قرن قدر الأنملة أو أقل.
وبعد رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للمحرم كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء، ويُسمَّى هذا التحلل الأول، فإذا تحلل التحلل الأول استحب له أن يتطيب؛ لقول عائشة رضي الله عنها: (كنت أطيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لإحرامه حين يحرم ، ولحله قبل أن يطوف بالبيت) ( 10).
ويستحب له أن يتنظف ويلبس أحسن ثيابه ثم يطوف طواف الإفاضة، ويسعى إن كان عليه سعيٌ ثم يرجع الحاج إلى منى بعد طواف الإفاضة والسعي ممن عليه سعيٌ، فيبيت بها ليلة الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، إن أراد التأخر. المبحث الرابع رمي الجمرات في أيام التشريق وآدابه ====================== أولاً: ذكر العلماء شروطاً لصحة الرمي, منها: الشرط الأول: أن يكون المرمي به حصى؛ لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وفعله.
الشرط الثاني: أن يكون الرمي مقصوداً بفعله، فلو رمى في الهواء لا يقصد رمي الجمرة فوقعت الحصاة في المرمى لم يجزه؛ لأنه لم يقصده، ولو رمى إنساناً فوقعت الحصاة في ثوبه فنفضها فوصلت إلى المرمى لم تجزه، فلا بد من نية مطلق الرمي لقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنما الأعمال بالنيات)) (11).
الشرط الثالث: وقوع الحصى في المرمى في الحوض في مجتمع الحصى.
الشرط الرابع: غلبة الظن أو العلم بوقوع الحصى في المرمى.
الشرط الخامس: تفريق الرميات، فلو رماها دفعة واحدة لا تجزئ، وتعتبر واحدة فقط.
الشرط السادس: ترتيب رمي الجمرات، فيبدأ بالصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وقوله: ((لتأخذوا عني مناسككم)) (12).
ثانياً: الرمي أيام التشريق واجب من واجبات الحج عند جماهير العلماء، للأدلة الآتية: الدليل الأول: حديث جابر -رضي الله عنه- قال: ((رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول: ((لتأخذوا مناسككم؛ فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه)) (13).
الدليل الثاني: رمي النبي -صلى الله عليه وسلم- في أيام التشريق الجمار الثلاث بعد الزوال، وقد قال: ((خذوا عني مناسككم لعلِّي لا أراكم بعد عامي هذا)) (14).
الدليل الثالث: أمر الله تعالى بذكره في أيام التشريق، فقال تعالى: ]وَاذْكُرُوا الله فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِـمَنِ اتَّقَى |
|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: أحكام الرمي في أيام التشريق السبت 10 سبتمبر 2016, 5:12 pm | |
| الدليل الثامن: أن الرمي لو كان قبل الزوال في أيام التشريق جائزاً، لفعله النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فيه من فعل العبادة في أول وقتها؛ ولما فيه من تطويل الوقت حتى يتسع وقت الدعاء عند الجمرة الأولى والوسطى؛ لأن ابن مسعود -رضي الله عنه- ذكر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه دعا بمقدار قراءة سورة البقرة (26).
الدليل التاسع: أن الرمي لو كان قبل الزوال جائزاً؛ لبادر إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ؛لما فيه من التَّيسير على أمته، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يأمر أمته بالتيسير، فيقول: ((يسِّروا ولا تُعسِّروا)) (27), وقد أخبر الصحابة رضي الله عنهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً)) (28).
الدليل العاشر: عمل جميع الصحابة بلا استثناء في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد مماته، فكلهم يرمون في حجهم في أيام التشريق بعد الزوال، وقد حج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- من المدينة خلق كثير، بلغ عددهم كما ذكر العلماء: (مائة وثلاثين ألفاً) (29).
الدليل الحادي عشر: عن ابن جريج، قال سمعت عطاء يقول: (لا تُرمى الجمرة حتى تزول الشمس، فعاودته في ذلك فقال ذلك) (30).
الدليل الثاني عشر: كبار علماء الأمة يقولون بعدم جواز الرمي قبل الزوال كالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتَّبعة: الإمام مالك، والشافعي، وأحمد، وأبو حنيفة، إلا أن أبا حنيفة رخَّص في يوم النفر فقط قبل الزوال، ولكن لا ينفر إلا بعد الزوال (31), قال العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى: (رمي الجمرات الثلاث أيام التشريق لا يصح قبل الزوال: بالكتاب والسنة والإجماع: أما الكتاب فقوله تعالى: ]وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا |
|