قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ
صدر الحكم الجائر الظالم بلا تهمة دون تثبت التهمة ولكنهم يفهمون أنه يعارضهم ويخالفهم في عبادة الآلهة وتجد هذا سلوك الظلمة كل من يخالفه ولو لم يثبت عليه التهمة مستعد أن ينزل به أنواع العقاب وأختاروا كلمة الجحيم فألقوه في الجحيم لأن النار المستعرة شديدة الإحراق وهم أصحاب الجحيم وهم أرادوا إلقاء إبراهيم في الجحيم فألقاهم الله في الجحيم ونجى إبراهيم.
قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا
كي يلقوه من خلاله وبنوا له ما يقذفونه من خلاله أن النار التي أوقدوها كانت نارا عظيمة جدا لا يستطيعون أن يقتربوا منها ليضعوا فيها إبراهيم إنما يريدون أن يلقوه من بعد وبالفعل فعلوا ذلك وتركهم الله عز وجل بحكمته إلي أن أوقدوا النار وبنوا البنيان وبالفعل ألقوا إبراهيم واثناء إلقاه وهو في الطريق إلي النار حين ألقي والنار مازالت نارا قال إبراهيم حسبنا الله ونعم الوكيل كافينا الله ونعم ما يتوكل عليه كما قال ابن عباس رضي الله عنه حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم حين القي في النار وقالها محمد حين قال له الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فحسبنا الله ونعم الوكيل فحين ألقي إبراهيم في النار في الأثر الإسرائيلي إن جبريل آتاه وهو في الهواء فقال ألك حاجة فقال أما إليك فلا وأما إلي الله فنعم هي معني وأحسن الذي ورد في السنة الصحيحة أنه قال حسبنا الله ونعم الوكيل فجاء الفرج من عند الله في اللحظة الأخيرة ضحي إبراهيم بنفسه وقبل أن يلقي في النار لكي يقول دعوة الحق ولكي يقول كلمة الحق ولا يكتم براءته من الشرك وأهله واستخفافه بآلهة الباطل فكان الجزاء من الله عز وجل بلا واسطة لا واسطة ملك ولا واسطة ريح ولا واسطة مطر ولكن بكلامه سبحانه وتعالي قال عز وجل (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) لن تنطفئ النار بل بقيت نارا لأن الله قال لها يا نار فظلت نارا لكن كانت بردا وسلاما وليس بردا فقط لأنه ربما تأذي من البرد ولكن وسلاما أنظر إلي الحب العظيم الذي أحب الله لإبراهيم ليخصه بكلامه عز وجل قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ لتكون آية عظيمة ما أحرقت إلا وثاقه الذي أوثق به ورآه الكفار في النار أياما طيبا يقال أنها خير أيامه كان يجد فيها أنواع النعيم وهم يتأملون الآية الكبري العظيمة فيما نجاه الله وفي إبطال كيدهم وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأَخْسَرِينَ أمرهم ما نفذ قالوا حرقوه وأنصورا آلهتكم فما أنتصرت الآلهة ولم يحرق إبراهيم كلمتهم سفلي جعلهم الله الأسفلين في الدنيا بخزيهم وفي الآخرة حين يكونون في طبقات الجحيم السفلي أرادوا به كيدا فكانت نجاة إبراهيم من الكيد بفضل الله وكذلك كل من سار علي نهج إبراهيم إذا أريد به الكيد يتوكل علي الله ويقل حسبنا الله ونعم الوكيل فيصرف الله كيد الكائدين ويجعلهم الأسفلين وأعداء الإسلام يكيدون للمسلمين فعليهم أن يتوكلوا علي الله لكي يدفعوا أذي المؤذين وكيد الكائدين وضرر الضارين والله سبحانه وتعالي وحده هوا لنافع الضار والله عز وجل الذي يمكر بالكافرين فأرادوا به كيدا فجعلناهم الأسفلين لما ضحي إبراهيم لربه حفظه الله سبحانه وتعالي وظل في النار أيام في نعيم حتي قال له فيما يذكر قال به أبوه نعم الرب ربك يا إبراهيم ومع هذا الأمر البين العجب أن هؤلاء القوم لم يؤمنوا وظلوا علي كفرهم لم يؤمن بإبراهيم إلا سارة ولوط قال تعالي (فآمن له لوط) فهنا قرر إبراهيم الهجرة عندما أصروا على كفرهم بعد الآيات وجادله النمرود كذلك في ربه وأظهر الله إبراهيم بالحجة وكما أظهره بالمعجزة والكفر وإستمرار عبادة غير الله فقرر إبراهيم أن يفارق وهكذا المؤمن إذا لم يجد ثمرة من دعوته إلي الله وأرض الله واسعة وليبحث عن مكان آخر إذ لم يجد إستجابة وإذا لم يجد سماع وإذا تكرر إعراض الباطل ويكرر الدعوة مرة ومرة ومرة مرات عديدة فإذا أصر المبطلون فليرحل إلي مكان آخر الأرض واسعة والأرض القابلة للزراعة كثيرة فليوضع البذر الطيب في الأرض الطيبة هؤلاء قوم لم يقبلوا البذرة الطيبة بذرة العقيدة الصحيحة التي تثمر أعظم الخيرات ما قبلوها ولا رضوا بها فقال إني مهاجر إلي ربي إلي المكان الذي يأمره به ربه فيه إلي بيت المقدس حول فلسطين نسأل الله أن يردها إلي المسلمين، قال سيهدين، سيهدين في الدنيا وفي الآخرة وهداه الله إلي أكمل السبل وقال إني ذاهب إلي ربي سيهدين وتجد في هذا الشوق إلي الله عز وجل وتجد في طيات هذه الكلمات المنيرة مدي حب إبراهيم لربه وشوقه إليه وهاجر في سبيل الله وترك قومه فصار فردا صار واحدا فماذا يريد يريد أسرة صالحة يريد قوم يعاشرهم غير عشرة هؤلاء التي عشرتهم عذاب قال ربي هب لي من الصالحين.
وقال وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ
الهبة من الله الولد هبة محضة الإنسان قد يأخذ بالأسباب ولكنه يعجز إبراهيم صلي الله عليه وسلم دعا بهذه الدعوة وتأخرت الإجابة إلي الكبر إلي أن ييأس الناس في العادة من أن يوجد لمثل هذا الرجل وإذا قال الحمد لله الذي وهب لي علي الكبر إسماعيل وإسحاق رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ هذا الدعاء لطلب الولد ليس لمجرد طلب الولد ليس بمجرد وجود الرغبة في الأبوة ولكن ليكون صالحا هذا هو النافع للإنسان أن الولد عندما لا يكون صالحا فهو ضرر علي الإنسان وربما كان عذابا كما قال في المنافقين: ((فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ)) فربما كان الولد سبب في عذاب أبيه وأمه إذا لم يكن صالحا ربي هب لي من الصالحين إذا تأخرت إجابة الدعاء لا نستعجل قد مضت سنوات قبل أن يستجاب لإبراهيم عليه الصلاة والسلام قد أجيبت الدعوة ولكن متي تحققت الإجابة قد تتأخر فلا تستعجل يستجاب للمرء ما لم يستعجل كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ربي هب لي من الصالحين فلا تيأس من رحمة الله كما لم ييأس إبراهيم عليه السلام إبراهيم كما ذكرنا في كل المواطن الفرج كان يأتي في اللحظة الأخيرة كما في شأن الولد أتي بعد أن يأٍس الناس كما ذكرنا في العادة من الولد ولم ييأس إبراهيم قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون كانت سارة وصلت إلي سن لا تجد فيها أمل هي أصلا عقيم وعجوز وإبراهيم في هذا الموضع إنما ولده إسماعيل علي الصحيح بل الصواب من أقوال العلماء في سورة الصافات الولد هو إسماعيل الذبيح هو إسماعيل كما تدل عليه هذه السورة الكريمة لأن لما قبل إبراهيم أن يذبح ولده ونجح في هذا الإمتحان كافأه الله أن أعطاه ولد آخر وصحبة الصالحين فهي سعادة هذه الدنيا بل ومن سعادة الآخرة النبي يقول في آخر كلماته في هذه الدنيا اللهم الرفيق الأعلي وإبراهيم عليه السلام يقول ربي هب لي حكما وألحقني بالصالحين ان صحبة الصالحين سعادة وإن صحبة الكفار والفاسقين عقوبة والنظر في وجوههم شقاء وعذاب أن يكون الإنسان مبتلي بفسقة وفجرة وكفرة ومنافقين والله إن كلامهم فقط حتي لو كان الإنسان يبغضهم لهو نوع من الألم والشقاء والتعب فضلا أن يكلف النظر في وجوههم كما قالت أم جريج لجريج اللهم لا تمته حتي ينظر في وجوه المومسات مع إنه ينظر لتبرئة نفسه جريج أضطر إلي النظر في وجه المومسة لكي يبرئ نفسه من التهمة الباطلة التي أتهمته بها وهي الزنى ومع ذلك كان ذلك من دعوة أمه عليه فتخيلوا الذي يصر علي صحبة الكذابين في وسائل الإعلام الفاسدة وعلي صفحات الجرائد والمجلات ويصر علي صحبتهم علي شاشات التلفزيون والفيديو ويصر علي صحبتهم علي شاشات السينما ويصر علي صحبتهم في القصص السخيف مجرد النظر لهؤلاء فقط عذاب للإنسان الإنسان يحب صحبة الصالحين هم القوم لا يشقي بهم جليسهم سيدنا إبراهيم يقول ربي هب لي من الصالحين والذي يريد الولد ينبغي أن يدعوا هذا الدعاء ربي هب لي من الصالحين، ربي هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء، لم يطلب زكريا أي ذرية وإنما ذرية طيبة إنما يريد من يعبد الله سبحانه وتعالي.
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ
كما ذكرنا الصحيح أنه إسماعيل أول ما رزق إبراهيم من الولد من أم ولده هاجر فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ والحلم هو عدم العجلة وهو صفة طيبة عظيمة وفي السورة الأخري و بشرناه بغلام عليم وهذا إسحاق عليه وعلي نبينا الصلاة والسلام وكانت بشرت به سارة التي لم تنجب في صغرها وإنما أنجبت بعد أن بلغت من الكبر ما بلغت وكان ذلك من آيات الله سبحانه وتعالي فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ وكان علي الكبر وهذا يكون أشد لحب الإنسان للولد لأنه أتاه بعد مدة طويلة وبعد إنتظار وكان ولد حليما صالحا وهذا أكثر حبا في قلب أبيه من غيره مطيع يلتزم بأوامر أبيه مباشرة كما قال في قصة بناء البيت إن الله أمرني بأمر قال فأفعل ما أمرك ربك من غير ما يستفسر يمتثل قال وتعينني قال وأعينك قال فإنه أمرني أن أبني له بيتا فسبحان الله هناك الإمتثال التام هذا يجعل الولد أحب لأبيه.
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ
وهذه تجعله أشد حب ومنزلة في قلبه الطفل وهو صغير لسه ما بيحبوش بنفس الدرجة التي يحب بها الكبار لأنه لسه لم يتكلم معه لن ينفعه لم يتعامل معه المعاملة تجعل الطفل أحب إلي والده فإذا بلغ، ينفعه فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ سار يسعي معه و ترجي إعانته.
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ
جاء الإبتلاء وفي صورة يمكن أن يدخل الشيطان منها وهي أنها لم تكن وحي مباشر أتاه جبريل مثلا وإنما رأي في المنام ولكن رؤيا الأنبياء وحي وهذا وحي من الله عز وجل ولم يتشكك إبراهيم وإنما تلطف في عرض الأمر علي ولده ليكون فعله صادر عن إقتناع كما يقولون أو عن طواعية في الحقيقة لم يرد أن يذبحه مباشرة هو سينفذ الأمر سواء قبل الولد أم لم يقبل لكنه يريد أن يثاب الولد لذا قال يا بني جلس معه وخاطبه بهذه اللفظة يا بني يعني يا أبني الصغير يذكره بأني لم أنسي رابطة البنوة التي تربطه به أنا أبوك و أنت أبني ومع ذلك إني أري في المنام أني أذبحك لكي لا يظن الأبن أن ذلك ينافي الشفقة أو نسيان العلاقة لا ليس كذلك هو متذكر تماما أنه إبنه يتلطف معه لكي يصدر الأمر عن رضا و سماحة نفس النفس إذا أدت ما كلفت به عن سماحة و طيب نفس كان ذلك أزكي وأكثر في الثواب و مقبولا عند الله الذي يستخرج الطاعة من بين أضراسه هذه طاعة ناقصة و لذلك الزكاة من أداها طيبة بها نفسه أجر عليها ومن أداها ونفسه تنازعه فهذا أنقص بلا شك وأما الذي غلبته نفسه فهذا الذي ضيع الواجب فإبراهيم عليه السلام يعلمنا من خلال هذه الوسيلة التربوية الرائعة كيفية توجيه الأبناء ينبغي أن يكون بالمجالسة وبالملاطفة وبالنصيحة المباشرة و بأخذ الفترة المناسبة لكي يقع الأمر طواعية و كما أمرنا النبي صلي الله عليه و سلم في أمر العبادات قال: مروا أولادكم بالصلاة لسبع و أضربوهم عليها لعشر و فرقوا بينهم في المضاجع فأمر أن يؤمر الطفل بالصلاة من غير عقوبة ثلاث سنوات متواصلة يتسأل في كل يوم خمس مرات قم فصلي قم فصلي، وإذا دخل الأب البيت يسأل يقول أصلي الغلام كما كان النبي يفعل يوم دخل علي ميمونة وكان عندها ابن عباس فقال اصلي الغلام يبقي هي أمرته وبعدين اللي جه سأل ثلاث سنين وبعد كده لو أصر يبقي يضرب لكن قبل ذلك الأخذ طواعية لكي يتعود أن يفعل الطاعة من نفسه كرر الأمر ولا تيأس والمجالسة بين الأب وأبنائه أمر مطلوب لأنه تجد الحوار هادئ لم يكن هذا إلا علي المجالسة تجد الناس تفر من أبنائها والعياذ بالله والدليل علي كده كتر القهاوي، القهاوي دلوقتي أكبر مشروع ناجح في زماننا والعياذ بالله الناس بتسيب البيت وتمشي كل الناس محتاجه تقعد مع عيالها لكن العيال مشغولين في الكورة والأتاري ده دول أحسن الأولاد أما الأولاد التانيين ونسأل الله العافية فالكل مشغول الناس كلها مشغولة، فمحتاج الأب يقعد مع أولاده يكلمهم يا بني إني اري في المنام أني أذبح فأنظر ماذا تري؟ ما قلش أنظر ماذا أفعل لأنه سيفعل ولكن أنظر ماذا تري؟ يعني أنظر ما تراه أنت؟ وكان الجواب علي ما يرضي الأب الرحيم الشفيق.
قال: يا أبت أفعل ما تؤمر
ويا أبت فيها تعظيم وتوقير وتكريم لأبيه يا أبت أفعل ما تؤمر مع إن صيغة الأمر مش مناسبة في الخطاب ولكن بيأمره يعني أفعل ما أمرك به ربك لأنه يريده أن يسمع منه ذلك لأنه يريد أن يسمع منه أن يطلب منه ما أمره به ربه أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، مع إن صبره فعله هو ولكن علقه علي مشيئة الله دليل علي ان هذا الإبن الواعي يفهم قضية القضاء والقدر وأن فعله لن يكون إلا بمشية الله وتوفيقه ستجدني إن شاء الله من الصابرين ولم يزكي نفسه وإنما علقه علي مشيئة الله فهو يرجوا أن يكون صابرا وهو أن يصبر علي أمر الله والبلاء والألم المتوقع وبعدين لو أن الإنسان أمر بأن ينظر فقط إلي ولده المريض لكان ذلك مؤلما أم إسماعيل ما كانت تنظر إلي ولدها يتلوي من الجوع أنصرفت كراهية أن تنظر إليه فعلا الأم لما يبقي أبنها متألم تبقي عايزه تعمل أي حاجة والأب كذلك يتألم إنه يراه وهو يتألم تخيل لو حد بيقتل أبنك دي الطاقات الكامنة كلها تنفجر علشان ينقذ ابنه من القتل فضلا إنه هو يقتله بنفسه ممكن مثلا يقتله بحاجة من بعيد لا ده بيقتله بالذبح وهو بجانبه مباشرة فسبحان الله بلاء مبين لأن سيدنا إبراهيم ما كانش في حاجه في قلبه لغير الله فحب الولد حب عظيم وكثير من الناس من أجل الأموال والأولاد ربما باعوا أديانهم كل حاجة عشان العيال ويأكل الحرام عشان يبني للعيال مستقبل ويتعامل بالربا عشان العيال فحب الولد كان الإمتحان الأكيد في أن إبراهيم خالص لله سليم قلبه لله.
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ،
إستسلام لله وراحة وأخذه إبراهيم عليه السلام ليذبحه وهذا كان في يوم الأضحي في أعظم الأيام في السنة وعلي ما يظهر في مكة المكرمة وذلك أن قرني الكبش كانا معلقين في الكعبة فدل ذلك علي أن هذه الواقعة وقعت في مكة المكرمة فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ سيدنا إبراهيم لم يؤمر أن ينظر إلي وجه ولده هذه اعظم مشقة فجعله علي وجهه كي يكون أيسر في الذبح لكي لا ينظر إلي ولده وهو يتألم و كلاهما مستسلم ووضعت السكين علي الجلد ليبدأ الذبح، أنظر متي يأتي الفرج؟!! في اللحظة الأخيرة كل مواقف سيدنا إبراهيم يأتي الفرج في آخر لحظة سيدنا إسماعيل وهو يتلوي من العطش الفرج جاء أمتي بعد سبع أشواط بين الصفا والمروة وبعد ما نفد التمر والماء ثم يأتي الفرج في اللحظة الأخيرة الفرج دائما يأتي بعد شدة العسر ولذلك لا تيأسوا عباد الله الأمة سوف يأتيها الفرج من عند الله سبحانه وتعالي.
قال تعالي: ((فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ))
هنا قد نفذت ما أمرت به وقد وقع ما أراد الله من الإمتحان يكفي هذا هنا كان النجاة لإبراهيم وإسماعيل مع رفع الدرجات العالية إنا كذلك نجزي المحسنين إذا ليست خاصة بإبرهيم فقط بل هي لكل محسن أخلص لله وراقب الله سوف يجازي بنفس الطريقة إنا كذلك نجزي المحسنين كل من ضحي لله بشئ فالله سوف يخلفه خير منه أو يبقيه له وزياده كما بقيت نفس إسماعيل زيد له أخا نبيا بدلا من نبي واحد أصبحا نبيين إسماعيل وإسحاق، وفداه الله بذبح عظيم.
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاَء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ
إن هذا لهو البلاء البين الذي يظهر من خلاله الإيمان واليقين والتوكل والصبر والرضا وكمال الإنقياد لله عز و جل وفديناه بذبح عظيم بكبش نزل به جبريل وذبحه إبراهيم فكان كرم من الله سبحانه وتعالي وهبة وعطاء وتشريع لهذه الشعيرة العظيمة شعيرة الأضحية.
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ * سَلاَمٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ.
فكل الأمم المتأخرة تسلم علي إبراهيم و تريد الإنتساب إليه وإن أولي الناس بإبراهيم للذين إتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا معه ونحن أولي الناس بإبراهيم إذ نحن علي ملته: "كذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ"، نسأل الله أن يجعلنا من المحسنين ولا يجعلنا من الظالمين وأن يلحقنا بالصالحين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
المصدر:
الدعوة السلفية بالإسكندرية
فريق عمل طريق السلف