| الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين الخميس 25 أغسطس 2016, 11:46 pm | |
| كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين (ابن عساكر) ====================== بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله مسهل ما صعب من الأمور الكائنات فاتح فاتحه الفتوح الميسرات المبشر فتحها بتطهير الأرض المقدسة من دنس الكفر والضلالات بطاهر سريرة مالكها ونصر مالك الأرض والسموات المتقدس عن الحدث والنقصان والآفات المستحق لكمال النعوت والصفات المسبح بصنوف اللغات المحمود على جميع الأفعال والحالات أحمده على ترادف نعمة السابغات وترافد مننه السائغات حمدا دائما على ممر الأوقات والساعات.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة منزهة عن الشك والشبهات وأشهد أن محمداً عبده ورسوله (2 ب) صلى الله عليه وسلم استخرجه من أشرف الأباء والأمهات وابتعثه بالمعجزات البالغات والآيات والحجج الواضحات وختم به النبوة والرسلات وخصه بأفضل النساء والزوجات وشرفه بتحريمهن على المؤمنين بعد الوفاة فأضاء بنور رسالته حنادس الظلم والظلمات وانجلى بشمس مقالته سحاب الكفر والغوايات وأعز دينه بأصحابه وأهله الذين هم لأمته كالنجوم السائرات.
فصلى الله عليه وعليهم أفضل الصلوات وعلى أزواجه الطيبات الطاهرات المنزهات عن قول أهل الإفك المبرآت وسلم كثيراً إلى يوم الدين ونشر العظام الباليات.
أما بعد فإني لما رأيت جماعة من الأئمة الأجلاء والسادة العلماء رحمهم الله صنفوا كثيراً (3 أ) من الأربعينات في فنون حسان ومعان مختلفات طمعاً في الثواب الموعود على ذلك كما شهدت به الأحاديث وورد في الروايات
وذلك فيما أخبرنا به عمي الإمام الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله رحمة الله عليه أنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري ببغداد وأبو محمد طاهر بن سهيل بن بشر بن الإسفرايني بدمشق قالا نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي أخبرنى محمد بن جعفر بن غيلان الشروطي نا سعد بن محمد بن إسحاق الصيرفي نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا محمد بن حفص الحرامي كوفي نا دحيم الصيداوي نا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبدالله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حفظ على أمتي أربعين حديثاً ينفعهم الله بها قيل له ادخل من أي أبواب الجنة شئت) (3 ب) دحيم هو عبد الرحمن من بني الصيدا حي من بني أسد لا من صيدا التي على الساحل كوفي ومحمد الحرامي منسوب إلى أبيه من بني حرام وزر هو ابن حبيش.
وقد روي معنى هذا الحديث من وجوه عن عبدالله بن عباس وعن أمير المؤمنين علي وعن أبي الدرداء وعن عبدالله بن عمر ومعاذ بن جبل وأبي هريرة وغيرهم رضي الله عنهم.
وفي بعض الروايات (مَنْ حفظ على أمتي حديثاً واحداً يقيم به سنة ويرد به بدعة فله الجنة) وهذه الروايات كلها فيها ما يدل على عظم ثواب نشر السنة وقمع البدعة.
وقد أخبرنا بذلك عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر بنيسابور أنا الأستاذ أبو القاسم القشيري أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ نا أبو علي الحسين بن محمد الصفاني بمرو أنا أبو رجاء محمد بن حمدوية (4 أ) نا العلاء بن مسلمة نا إسماعيل بن يحيى التميمي عن سفيان الثوري عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ أدَّى إلى أمتي حديثاً واحداً يقيم به سنة ويرد به بدعة فله الجنة).
وهذا نص قاطع في حصول الثواب بمطلق الأداء دون الحفظ ويحتمل أن يراد بالحفظ ههنا ضبط تلك الأحاديث وتقييدها في الكتب والمواظبة على نقلها وإبلاغها حتى لا تندرس على ممر الأزمان لقوله صلى الله عليه وسلم: (قيدوا العلم بالكتاب).
وهذه الأحاديث وإن كان أئمة الصنعة تكلموا في أسانيدها ولكن فضل الله أعظم من ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ بلغه عن الله تعالى شيء فيه فضيلة فأخذ به إيماناً واحتساباً ورجاء ثوابه آتاه الله ذلك وإن لم يكن كذلك والله أعلم) (4- ب).
فأحببت أن أكون من جملتهم وأدخل في زمرتهم ابتغاء للثواب الجزيل والأجر الجميل ولما فتح مولانا الملك الناصر صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين محي دولة أمير المؤمنين مدينة حلب حرسها الله ولزمتني المهاجرة إلى بابه الشريف شاكراً لإنعامه السابق العميم ومهنئاً بهذا الفتح العظيم رأيت أن أقدم الى خدمته هدية يعم نفعها ويبقى أجرها ولما لم أسمع أن واحداً من العلماء صنف شيئا من مناقب أمهات المؤمنين مفرداً ولا رغب لجمعه من الناس أحد أحببت أن يكون في هذه الدولة ذكر مناقبهن عوضاً عما مضى من سبهن وآثرت أن أجمع في ذلك مختصرا (5 - أ) وإن كان فضلهن سائر مشتهراً وسميته -كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين-.
وقدمت فيه مقدمة أذكر فيها ما خص به صلى الله عليه وسلم في أمر النكاح وما أبيح له منهن ومقدار عددهن ومن دخل بها ومن طلق منهن ومن ماتت عنده ومن مات عنهن ثم أفرد لكل واحدة ممن وقع إلي في حقها خبر خاص ترجمة على ترتيب تزويجه صلى الله عليه وسلم بهن رضي الله عنهن وأرضاهن راجيا في ذلم حسن المغفرة والثواب والأمن من سوء العذاب وعلى الله أتوكل وبه أستعين وأسأله خير العلم والعمل واليقين إنه ولي المتقين.
فصل من خصائصه صلى الله عليه وسلم الزيادة على الأربع (5 ب) إلى التسع.
وفيما فوق ذلك قولان أحدهما لا يحل له أكثر من التسع كالأربع في حقنا لأنه مات عنهن ولم يصح أنه زاد عليهن مع مبالغته في باب النكاح.
والثاني أنهن في حقه كالسراري في حقنا فله الزيادة من غير حصر تشريفاً له وتوسيعاً عليه لما رزقه الله من القوة، والقولان جاريان في انحصار طلاقه في الثلاث.
وجاز له النكاح من غير ولي ولا شهود على الصحيح لأن الولي يراد لتحصيل الكفاءة ولا كفء أكفأ منه صلى الله عليه وسلم وكذا ينعقد من غير شهود لأن المقصود من الشهود إقامة الحجة عند الجحود وهو لا يجحد وقيل يشترط لتوقع جحود الزوجة النكاح.
وأبيح له من غير مهر أيضاً وبلفظ الهبة لقوله عز وجل وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي الآية.
وأبيح له ترك القسم بين نسائه على أحد الوجهين وكان يقسم عليهن تبرعاً وتكرماً مكافأةً على اختيارهن الله ورسوله دون زينة الحياة الدنيا وقد كان وجب عليه تخييرهن لقوله عز وجل: "يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحًا جميلًا".
ووجب إرسال مَنْ اختارت الحياة الدنيا صوناً لمنصبه عن أن يتأذى به أحد وإمساك مَنْ اختارته واختارت الله والدار الآخرة لقوله عز وجل: "لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج... الآية".
وقال الشافعي رضي الله عنه نسخت هذه الآية بالآية السابقة في النظم (6 أ) وهي قوله عز وجل: "يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللآتي آتيت أجورهن... الآية".
وهذا من عجيب النسخ ولم ينسخ في القرآن على مثال سوى قوله عز وجل: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا وصيةً لأزواجهم متاعًا الى الحول"، نسخت بقوله: "والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرًا"، وقال أبو حنيفة رضي الله عنه لم تنسخ آية وجوب الإمساك وتحريم غيرهن وتمسك الشافعي بالحديث أيضاً وهو قول عائشة رضي الله عنها: "ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أبيح له أن يتزوج مَنْ أراد ويُطلّق مَنْ أراد"،
والمعنى في ذلك أن تكون له المنَّة عليهن بإمساكهن مقابلة لاختيارهن له ولو وجب عليه لما كان فيه له منَّة وهذا علة مَنْ قال بعدم وجوب القسم بينهن ووجب (7 أ) على مَنْ له زوجة ورغب في نكاحها أن يطلقها زوجها لقصة زيد.
ومَنْ مات عنها حرمت على غيره إكراماً له لأن العرب تعتقد ذلك سبةً وعاراً.
وهل تحرم مطلقته صلى الله عليه وسلم فيه ثلاثة أوجه أحدهما تحرم كالمتوفي عنها والثاني لا تحرم لأنه زهد فيها وانتهى النكاح نهايته بخلاف الموت فإن أحكام النكاح باقية من وجه ولهذا يجوز نظر المرأة إلى زوجها بعد الموت وتغسله اتفاقاً ويغسلها الزوج عند الشافعي رضي الله عنه وقال أبو حنيفة لا يغسلها بل تغسله والثالث وهو الأصح أنه إن بنى بها فلا تحل لغيره وإلا حلت ودليله ما نقل أن عكرمة بن أبي جهل وقيل الأشعث بن قيس تزوج مطلقته فأنكر عليه عمر رضي الله عنه وأراد فسخ نكاحه فقال إنه لم يدخل بها فأقر نكاحه. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 10 أكتوبر 2022, 8:36 pm عدل 2 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين الجمعة 26 أغسطس 2016, 5:04 am | |
| فصل وأما عددهن (عدد أزواجه صلى الله عليه وسلم) وأما عددهن فقد اختلفوا فيه كثيراً والذي صح من غير خلاف أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج إحدى عشرة امرأة كلهن بنى بهن وتزوج غيرهن ولم يدخل بهن وقيل بنى بثلاث عشرة امرأة وتزوج خمس عشرة امرأة وقيل ثمان عشرة واختلفوا في تسميتهن واجتمع عنده إحدى عشرة امرأة واختلفوا في واحدة منهن فقيل ريحانة وقيل أم شريك وقيل إن ريحانة سرية وأم شريك لم يتزوج بها ولا دخل بها وإنما هي من اللاتي وهبن أنفسهن والله أعلم بذلك واختلفوا أيضاً في تقديم بعضهن على بعض في التزويج بهن أما المتفق على أنه بنى بهن.
فالأولى خديجة
بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي القرشية وأمها فاطمة بنت زائدة بن جندب.
وهي أول امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم من غير خلاف قبل المبعث بخمس عشرة سنة وكانت بنت أربعين سنة وهو ابن خمس وعشرين سنة وكانت قبله تحت أبي هالة هند بن زرارة بن النباش بن عدي أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم وقبله عند عتيق بن عابد.
وهي أم أولاده كلهم سوى إبراهيم بن ماريه القبطية فولدت له القاسم وبه كان يُكَنَّى وعبدالله وهو الطاهر والطيب سمي بذلك لأنه ولد في الإسلام وقيل إن الطاهر والطيب اسمان لابنين وقيل إن اسمهما عبد العزى وعبد مناف وولدت له من النساء زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة صلى الله عليهم أجمعين.
توفيت بمكة قبل الهجرة إلى المدينة وقبل فرض الصلاة بخمس وقيل بثلاث سنين وفي السنة التي مات فيها أبو طالب بن عبد المطلب وفي كل ذلك خلاف وكان عمرها وقت (8 ب) وفاتها خمساً وستين سنة وقيل خمساً وخمسين في شهر رمضان سنة عشر من النبوة ولم يجتمع معها أحد من نسائه صلوات الله عليهن، وقيل زوجها منه أبوها وقيل عمها عمرو.
الثانية سودة بنت زمعة ابن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك وأمها الشموس بنت قيس بن زيد بن عمرو من بني النجار.
وتزوجها بعد الهجرة وقيل في شوال قبل مهاجره إلى المدينة بعد وفاة خديجة وكانت تحت السكران بن عمرو فأسلم وتوفي عنها وتوفيت في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين بالمدينة.
وقيل إنه تزوج عائشة قبل سودة والصحيح أنه تزوجها في شوال إلا أنه لم يدخل بعائشة إلى بعد سنتين أو ثلاث فيحتمل أن من قال إن سودة قبل عائشة معناه بين الروايتين.
الثالثة عائشة (9 أ) بنت أبي بكر الصديق عبدالله ويقال عتيق بن أبي قحافة (عثمان بن) عامر بن عمرو بن كعب وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر.
هاجرت مع النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها بعد الهجرة وقيل بل في شوال سنة عشر من النبوة قبل مهاجره الى المدينة بسنة ونصف أو نحوها وكانت بكراً ولم ينكح بكراً غيرها ولم تلد له ولا غيرها من الحرائر سوى خديجة بنت خويلد.
ونكحها وهي ابنة ست وقيل سبع سنين وبنى بها وهي ابنة تسع سنين وتوفي عنها وهي ابنه ثمان عشرة.
توفيت في شهر رمضان ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضت منه وذلك في سنة ثمان وخمسين وصلى عليها أبو هريرة نائب مروان بن الحكم بالمدينة ودفنت بالبقيع بعد (الوتر من ليلتها)
الرابعة حفصة. بنت عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى (9 ب) بن رياح وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب.
مولدها قبل بعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين كانت تحت خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي فتوفي عنها.
وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان على رأس ثلاثين شهراً (من الهجرة) قبل أحُد في سنة ثلاث وقيل سنة اثنتين وتوفيت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية وهي ابنة ستين سنة وصلى عليها مروان ودفنت بالبقيع.
الخامسة أم سلمة هند بنت أبي أمية سهيل بن المغيرة بن عبد الله وأمها عاتكة بنت عامر بن ربيعة وكانت قرشية مخزومية وكانت قبله تحت أبي سلمة عبدالله بن عبد الأسد بن هلال فتوفي عنها.
وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربع وتوفيت في ذي القعدة سنة تسع وخمسين (وكان لها يوم ماتت أربع وثمانون) (10 أ) سنة صلى عليها أبو هريرة ودفنت بالبقيع.
السادسة جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار من خزاعة كانت تحت مالك بن صفوان وقيل مسافع بن صفوان فقتل يوم المريسيع تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أعتقها وذلك بعد غزوة المريسيع وكانت ابنة عشرين سنة.
وتوفيت وهي ابنة خمس وستين سنة وذلك في شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين في خلافة معاوية وقيل سنة ستين وصلى عليها مروان بن الحكم والي المدينة.
السابعة زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم وكانت تحت زيد بن حارثة بن شرحبيل.
تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة (سنة خمس من الهجرة) وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة (وتوفيت) وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة (10 ب) ودفنت بالبقيع وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي أول أزواجه موتاً (أي بعده صلى الله عليه وسلم).
الثامنة زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبدالله بن عمرو بن عبد مناف وهي أم المساكين كانت تسمى بذلك في الجاهلية وكانت تحت الطفيل بن الحارث بن عبدالمطلب بن عبد مناف فطلقها وتزوج بها عبيدة بن الحارث وقتل يوم بدر شهيداً.
وتزوج بها النبي صلى الله عليه وسلم على رأس أحد وثلاثين شهراً من الهجرة فمكثت عنده ثمانية أشهر وتوفيت في آخر ربيع الآخر على رأس تسع وثلاثين شهراً من الهجرة وصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ودفنت بالبقيع وكان سنّها يوم توفيت نحو ثلاثين سنة كذا ذكره ابن سعد كاتب الواقدي.
التاسعة أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس وأمها صفية بنت أبي العاص بن أمية.
كانت تحت عبيد الله بن جحش (11 أ) بن رئاب توفي بأرض الحبشة بعد أن ارتد.
وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة سبع من الهجرة وهي التي أصدقها النجاشي عنه صلى الله عليه وسلم وكان لها يوم قدم بها المدينة بضع وثلاثون سنة.
وتوفيت في سنة أربع وأربعين في خلافة أخيها معاوية.
العاشرة صفية بنت حيي بن أخطب من ولد هارون النبي صلى الله عليه وسلم وأمها برة بنت سمؤل أخت رفاعة.
كانت تحت سلام بن مشكم القرظي ثم خلف عليها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق.
سباها النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر وكانت عروساً وأعتقها وتزوجها بعد مرجعه من خيبر وكان يقسم لها ولجويرية بنت الحارث وكان سنّها وقت سباها نحو سبع عشرة سنة وتوفيت سنة اثنتين وخمسين من الهجرة في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ودفنت بالبقيع وقيل سنة خمسين.
الحادية عشرة ميمونة وقيل برة بنت الحارث (11 ب) بن حزن بن بجير بن الهزم وأمها هند بنت عوف بن زهير.
وكانت تحت مسعود بن عمرو بن عبد نائل الثقفي في الجاهلية وفارقها ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزي بن أبي قيس بن عبد ود فتوفي عنها فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم.
وهي آخر نسائه تزويجاً وموتاً وقيل إنها ماتت قبل عائشة رضي الله عنها ورد ذلك في حديث صحيح عن عائشة وهي خالة عبد الله بن عباس ونكحها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة سبع سنة عمرة القضاء.
وتوفيت في سنة إحدى وستين في خلافة يزيد بن معاوية كذا ذكره ابن سعد وكان عمرها نحو ثمانين سنة أو إحدى وثمانين ودفنت بسرف في القبة التي بنى بها فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخبر بذلك وقيل ماتت بمكة ونقلت اليها وهي من اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(12 - أ) ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تسع من هؤلاء وهن سودة وعائشة وحفصة وأم سلمة وجويرية وزينب بنت جحش وأم حبيبة وصفية وميمونة وكل واحدة من هؤلاء اتفق النقلة على أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها وبنى بها واتفقوا على أنه مات عن التسع المذكورات واختلفوا في التقديم والتأخير وذلك اختلاف لا يضر واجتمع عنده جميع المذكورات سوى خديجة فإنها ماتت ولم يتزوج معها غيرها وزاد بعضهم إنه اجتمع عنده إحدى عشرة امرأة فقال بعضهم هي أم شريك بنت جابر وريحانة بنت زيد بن عمرو وقيل إنها لم تزل سرية وهو الصحيح. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الجمعة 09 يوليو 2021, 4:51 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| |
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين الجمعة 26 أغسطس 2016, 6:54 am | |
| الحديث السابع أخبرنا عمي الحافظ أنا أبو عبدالله الفراوي أنا أبو الحسين عبدالغفار بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد الجلودي أنا إبراهيم بن سفيان نا مسلم بن الحجاج نا سهل بن عثمان نا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: (ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة (18 ب) وإني لم أدركها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول: "أرسلوا بها الى أصدقاء خديجة"، قالت: فأغضبته يوماً فقلت خديجة فقال: "إني رُزقْتُ حُبَّهَا").
هكذا رواه مسلم في صحيحه وحفص أبو عمر بن غياث بن طلق بن معاوية بن الحارث كوفي قاضيها أخرج البخاري حديثه في الصحيح والله أعلم.
هذا ما وقع إليَّ في فضلها مسنداً وقد روى ابن رزين في مجموع الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "(كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع: مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام).
ولا خفاء بمساعدتها النبي صلى الله عليه وسلم وتثبيتها له عندما بدأ الوحي إليه وشفقتها عليه فصلى الله عليه ورضي عنها.
ذكر ما ورد في مناقب أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها: هي عائشة أم عبدالله بنت أبي بكر الصديق كنَّاها بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثامن أخبرنا عمي الإمام الحافظ أناأبو عبدالله الفراوي وأخبرنا أستاذي الإمام أبو المعالي مسعود أنا أبو محمد بن عبدالجبار قالا أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البهيقي أنا أبو عبدالله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أريتك في المنام مرتين أرى أن رجلاً يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف فأراك فأقول أن كان هذا من عند الله يمضه).
اتفق الأئمة على صحته فرواه أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري (19 ب) في صحيحه عن معلي عن وهيب بمعناه ورواه مسلم من حديث هشام أيضاً.
وقوله: "سَرقة حرير" بفتح الراء وهي الشقة و: "يمضه" يتممه والله أعلم ومنام النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الوحي.
وقد روى مرسلاً وأتم متنا من هذا وذلك فيما أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمه الله قال قرأت علي بن أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الحسن الجوهري أنا أبو عمر ومحمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر الخشاب نا الحسين بن الفهم أنا أبو عبدالله محمد بن سعد كاتب الواقدي أنا محمد بن عمرو ونا عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن حبيب مولى عروة قال: (لما ماتت خديجة حزن عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً شديداً فبعث الله جبريل فأتاه بعائشة في مهد فقال يا رسول الله هذه تذهب ببعض حزنك وإن في هذه (20 أ) خلفاً من خديجة ثم ردها فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول يا أم رومان استوصي بعائشة خيراً واحفظيني فيها فكان لعائشة بذلك منزلة عند أهلها لا يشعرون بأمر الله فيها فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً في بعض ما كان يأتيهم وكان لا يخطئه يوم واحد أن يأتي إلى بيت أبي بكر منذ أسلم إلى أن هاجر فيجد عائشة متسترة بباب دار أبي بكر تبكي بكاء حزيناً فسألها فشكت إليه أمها وذكرت أنها تولع بها فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل على أم رومان فقال يا أم رومان ألم أوصيك بعائشة أن تحفظيني فيها فقالت يا رسول الله إنها بلّغت الصديق عنا فأغضبته علينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإن فعلت قالت أم رومان لا جرم لا سؤتها أبداً وكانت عائشة ولدت السنة الرابعة (20 ب) من النبوة في أولها).
هذا حديث مرسل من حديث حبيب مولى عروة بن الزبير رواه إبن سعد عنه في طبقاته ولا يقول هذا والله أعلم إلا عن إخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن حاضرا وقت تزويج عائشة فكيف قبله ولأن فيه إخبارا عن جبريل وذلك لا اطلاع له ولا لغيره عليه سوى النبي صلى الله عليه وسلم وهذا قبل نزول آية الحجاب لأنها نزلت بعد مهاجره إلى المدينة لما أشار عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عليه بذلك والله أعلم.
الحديث التاسع حديث الإفك أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمه الله أنا أبو عبدالله محمد بن الفضل الفراوي أنا الشيخ أبو الحسين عبدالغافر بن محمد الفارسي أنا أبو أحمد محمد بن عيسى الجلودي (21 أ) أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان نا أبو الحسين مسلم بن الحجاج نا حبان بن موسى أنا عبدالله بن المبارك أنا يونس بن يزيد الأيلي ح وحدثناإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع نا وقال الآخران أنا عبدالرزاق أنا معمر والسياق لحديث معمر من رواية عبد وابن رافع قال يونس ومعمر جميعا عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليها وسلم حين قال فيها أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصاً وقد وعيت عن كل واحد منهم الحديث الذي حدثني (21 ب) وبعض حديثهم يصدق بعضاً ذكروا: (أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفراً أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالت عائشة رضي الله عنها فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما أنزل الحجاب فأنا أحمل في هودجي وأنزل فيه مسيرنا حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من شأني أقبلت إلى الرحيل فلمست صدري (22 أ) فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط كانوا يرحلون بي فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت أركب وهم يحسبون أني فيه قالت وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام ولم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعدما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه وظننت أن القوم سيفقدوني فيرجعون إلى فبينا أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من وراء الجيش (22 ب) فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني وقد كان يراني قبل أن يضرب الحجاب (علي) فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطيء على يدها فركبتها فأنطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من هلك في شأني وكان الذي تولى كبره عبدالله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشيء من ذلك وهو يريبني في وجعي (23 أ) أني لا أعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي إنما يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم فذاك يريبني ولا أشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذاك قبل أن نتخذ الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا فانطلقت أنا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن المطلب بن مناف وأمها ابنة صخر بن عامر خاله أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد (بن المطلب) فأقبلت أنا وبنت أبي رهم قبل بيتي حين فرغنا من شأننا (23 ب) فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا قالت أي هنتاه أولم تسمعي ما قال قلت وماذا قال قالت فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فلما رجعت إلى بيتي دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال كيف تيكم قلت أتأذن لي أن أتي أبوي قالت وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت لأمي يا أماه ما يتحدث الناس قالت يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها قالت قلت سبحان الله وقد تحدث الناس (24 أ) بهذا فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي يعلمه من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثر وإن تسأل الجارية تصدقك قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من شيء يريبك من عائشة قالت له بريرة والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمراً قط أغمضه عليها أكثر من أنها (24 ب) جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله قالت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذر من عبدالله بن أبي سلول قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر: "يا معشر المسلمين مَنْ يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيراً وما كان يدخل على أهلي إلا معي"، فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلاً صالحاً ولكن اجتهلته الحمية فقال لسعد بن معاذ (كذبت) لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد (25 أ) بن عبادة كذبت لعمر الله لنقتله فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج حتى همُّو أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت: فبكيت يومي ذلك لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم (ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم) وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي فبيناهما جالسان عندي وأنا أبكي استأذنت على امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي قالت فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل في ما قيل ولقد لبث شهرا لا يوحى إليه في شأني بشيء قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس ثم قال أما بعد يا عائشة فإنه بلغني عنك كذا وكذا فإن كنت بريئة (25 ب) فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب، تاب الله عليه قالت فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب (عني) رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيراً من القرآن إني والله لقد عرفت أنكم سمعتم بهذا حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به فإن قلت لكم إني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقوني (26 أ) وإني والله ما أجد لي ولكم مثلاً إلا كما قال يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون قالت ثم تحولت فاضجعت على فراشي قالت وأنا والله حينئذ أعلم أني بريئة وأن الله مبرئي ببراءة ولكن والله ما كنت أظن أن ينزل في شأني وحي يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله في بوحي يتلى ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها قالت فوالله مارام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج من أهل البيت أحد حتى أنزل الله على نبيه فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي جتى إنه ليتحدر منه مثل الجمان من العرق في اليوم الشات من ثقل القول الذي أنزل عليه قالت فلما سرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهويضحك فكان أول (26 ب) كلمة تكلم بها أن قال أبشري يا عائشة أما الله فقد برأك فقالت أمي قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله هو الذي أنزل براءتي قالت فأنزل الله: "إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم..." عشر آيات فأنزل الله في هذه الآيات براءتي قالت فقال أبوبكر وكان ينفق على مسطح لقرآبته منه وفقره والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال في عائشة فأنزل الله تعالى: "ولا يأتل أولوا الفضل منكم إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم"؟.
قال حبان بن موسى قال عبدالله بن المبارك هذه أرجى آية في كتاب الله فقال أبوبكر إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال لا أنزعها منه أبداً.
قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل (27 أ) زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري قال ما علمت أوما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيراً قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك قال الزهري فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط وقال في حديث يونس احتملته الحمية.
هذا حديث صحيح من حديث أبي بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري كان كبير القدر وافر العلم عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة وهم من الفقهاء السبعة ومن حديث علقمة بن وقاص كلهم عن أم المؤمنين الصديقة رضي الله عنها رواه البخاري في صحيحه عن عبد العزيز بن عبدالله عن إبراهيم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب.
قال البخاري (27 ب) وكان ذلك في غزوة بني المصطلق وتعرف بغزوة المريسيع وهي قبل غزوة الحديبية فالله أعلم.
الحديث العاشر أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمةالله عليه قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الحسن الجوهري أنا ابن حيوية أنا ابن معروف أحمد أناأبو علي الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا أبو بكر بن عبدالله بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن أسامة بن زيد الليثي عن أبي سلمة بن الماجشون عن أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت: (قلت للنبي صلى الله عليه وسلم من أزواجك في الجنة قال أنت منهن).
هذا حديث حسن من حديث أبي سلمة يوسف بن يعقوب بن عبدالله الماجشون روى عن صالح بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف أخرج البخاري عنه في الصحيح (28 أ) في الوكالة وغيرها وقد صح عن عمار بن ياسر أنه قال: (إنها زوجته في الدنيا والآخرة).
ولا يظن به أن يتقلد هذا القول إلا بعد العلم اليقين بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم له وذلك فيما أخبرنا أستاذي الإمام قطب الدين أنا أبو محمد البهيقي أنا أبو بكر البهيقي أنا أبو عبدالله الحافظ أنا أحمد بن جعفرالقطيعي نا عبدالله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا محمد بن جعفر نا شعبة عن الحكم قال سمعت أبا وائل قال: (لما بعث علي عماراً والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها).
هذا حديث صحيح من حديث أبي اليقظان عمار بن ياسر مولى بني مخزوم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل في صفين وكان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
رواه البخاري في صحيحه عن محمد بن بشار (28 ب) عن غندر عن شعبة هكذا ورواه الإمام أبو عبدالله أحمد بن حنبل الشيباني الفقيه الزاهد إمام الحديث وناقده أحد الأئمة الأربعة رضي الله عنهم أجمعين. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الجمعة 09 يوليو 2021, 4:53 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين الجمعة 26 أغسطس 2016, 11:03 pm | |
| الحديث الحادي عشر وبالإسناد قال أبو بكر البهيقي أنا أبو عبدالله الحافظ أنا ابو بكر محمد بن عبدالله بن الجنيد نا أحمد بن نصر نا أبو نعيم الفضل بن دكين نا عبدالجبار بن الورد عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن أم سلمة قالت: (ذكر النبي صلى الله عليه وسلم خروج بعض أمهات المؤمنين وضحكت عائشة فقال لها انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت ثم التفت إلى علي وقال: يا علي إن وليت من أمرها شيئاً فارفق بها).
هذا حديث حسن من رواية أم سلمة هند زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عن حذيفة بن اليمان أنه أخبر أبا الطفيل بمسير إحدى (زوجات 29 أ) النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين في كتيبة وحذيفة مات قبل مسيرها والغالب أنه لا يقوله إلا عن سماع.
وفي هذا الحديث دلالة على صحة نبوته صلى الله عليه وسلم فيما أخبر أنه سيكون فكان كما قال وذلك دليل على صدقه فيما أخبر عنه من أمور الآخرة والله أعلم.
الحديث الثاني عشر وبالإسناد أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا محمد بن إسحاق لصفاني نا أبو نعيم نا عبدالجبار بن العباس الشيباني عن عطاء بن السائب عن عمر بن الهجنع عن أبي بكرة قال: (قيل له ما منعك أن لا تكون قاتلت على بصيرتك يوم الجمل قال سمعت رسول الله صلى الله عليه سلم يقول: (يخرج قوم هلكى قائدهم امرأة قائدهم في الجنة).
أبو بكر هذا نفيع بن الحارث ثقفي له صحبه روى عنه جماعة من التابعين وفي هذا الحديث دلالة على أنها لا تدخل النار وليست بكافرة بمقاتلة علي رضي الله عنه (29 ب) كما زعمت الرافضة وفيه دليل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث الثالث عشر وبالإسناد نا ابن سعد أنا محمد بن يزيد الواسطي نا مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن مسروق قال قالت لي عائشة: (لقد رأيت جبريل واقفاً في حجرتي هذه على فرس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيه فلما دخل قلت يا رسول الله من هذا الذي رأيتك تناجيه قال وهل رأيته قلت نعم قال فبم شبهته قلت بدحية الكلبي قال لقد رأيت خيراً كثيراً ذاك جبريل قالت فما لبث إلا يسيراً حتى قال يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليكِ السلام قلت وعليه السلام جزاه الله من دخيل خيراً).
هذا حديث حسن من حديث أبي عائشة مسروق بن عبد الرحمن الأجدع الهمداني الكوفي سمع (30 أ) عمر بن الخطاب وعلياً رضي الله عنهما روى عنه أبو وائل والشعبي أخرجه البخاري وقال فيه يا عائش.
الحديث الرابع عشر وبالإسناد نا محمد بن سعد نا معمر عن الزهري عن محمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة قالت: (أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع عائشة في مرطها فأذن لها فدخلت فقالت يارسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي بنية أليس تحبين ما أحب قالت بلى يا رسول الله قال فأحبي هذه.. لعائشة). وفي الحديث طول أنا اختصرته. هذا حديث حسن من حديث أبي بكر محمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ويقال كنيته أبو عبدالرحمن سمع عائشة وأبا هريرة روى عنه الشعبي والزهري، وفيه من الفقه (30 ب) أن الزوج إذا أحب زوجة له دون غيرها وزاد في كرامتها لا جناح عليه ولا يستحققن التسوية إلا في القسم لا غير.
الحديث الخامس عشر وبالإسناد نا ابن سعد نا عبدالله بن أبي يحيى عن عوف بن الحارث قال حدثتني رميثه قالت سمعت أم سلمة تقول: (كلمني صواحبي أن أكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت أم سلمة وأم حبيبة بنت أبي سفيان وزينب بنت خزيمة وجويرية بنت الحارث وميمونة بنت جحش في الجانب الشامي وكانت عائشة وصفية وسودة في الشق الآخر فقالت أم سلمة فكلمني صواحبي فقلن كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الناس يهدون اليه في بيت عائشة ونحن نحب ما تحب فيصرفون إليه هديتهم حيث كان قالت أم سلمة فلما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله إن صواحبي قد أمرنني أن أكلمك تأمر الناس أن يهدوا إليك حيث كنت وقلن إنا نحب ما تحب عائشة (31 أ) قالت فلم يجبني فسألنني فقلت لم يرد علي شيئاً فلما كانت الثالثة عدت إليه فقال: (لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم ينزل علي في لحاف واحد منكن غير عائشة).
هذا حديث صحيح متفق على صحته رواه البخاري مختصراً عن عبدالله بن عبدالوهاب عن حماد عن هشام أبي المنذر عن عروة بن الزبير وفيه قال عروة: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة واجتمع صواحبي إلى أم سلمة فذكره، وأما كون أم سلمة هي المتكلمة عنهن فلأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لها بذهاب غيرتها وذهبت الغيرة عنها رضي الله عنهن أجمعين.
الحديث السادس عشر وبالإسناد نا ابن سعد حدثني حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: (لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه قال أين أنا غداً قالوا عند فلانة قال أين أنا بعد غدٍ قالوا عند فلانة قال فعرف أزواجه أنه يريد (31 ب) عائشة رضي الله عنها فقلن يارسول الله قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة).
هذا حديث صحيح متفق على صحته روى معناه بألفاظ مختلفة أخرجه البخاري في صحيحه.
الحديث السابع عشر أخبرني عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عبدالله محمد الخبازي وأبو سهيل الحفصي قالا أنا أبو محمد الكشميهني أنا أبو عبدالله الفربري حدثنا الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري حدثني محمد بن عبيد نا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد أخبرني ابن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره أن عائشة كانت تقول: (إن من نعم الله (عَلَيَّ) أن رسول الله تُوفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقه وريقي عند موته دخل علي عبدالرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته (32 أ) ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وجعه وقلت الينه لك فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره وبين يديه ركوة أو عليه يشك عمر فيها فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده صلى الله عليه وسلم).
هذا حديث صحيح من حديث أبي بكر عبدالله بن أبي مليكة القرشي من كبار التابعين سمع ابن عباس وابن عمر وعائشة وقد أخرجه البخاري من طريق أخرى عن سليمان بن بلال عن هشام بن عروة وذكر رزين في مجموع الصحاح.
والسحر الرئة تعني موضع الرئة يقال انتفخ سحره وقال صاحب المجمل السحر ما لصق بالحلقوم والمري من أعلى البطن.
ورواه البخاري أيضا فقال: بين حاقنتي وذاقنتي.
قال أبو عمرو الحاقنة النقرة بين الترقوة وحبل العاتق والذاقنة (32 ب) طرف الحلقوم وقال غيره الحاقنة المطمئن بين الرقوة والحلق والذاقنة نقرة الذقن.
الحديث الثامن عشر أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمه الله قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمود الجوهري إجازة (ح). وأنبأنا عمي الإمام الصائن رحمه الله أنا أبو طالب عبدالقادر بن يوسف البغدادي أنا الجوهري أنا ابن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا حجاج بن نصير نا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: "فضلت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بعشر قيل ماهن يا أم المؤمنين؟ قالت: لم ينكح بكراً قط غيري ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري وأنزل الله براءتي من السماء وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال تزوجها فإنها امرأتك وكنت اغتسل أنا وهو في إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري (33 أ) وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري وقبض الله روحه وهو بين سحري ونحري ومات في الليلة التى كان يدور علي فيها ودفن في بيتي.
هذا حديث حسن من حديث أبي محمد ويقال أبوعبدالرحمن القاسم بن محمد بن أبي بكرالصديق رضي الله عنه، وقد صح أن عائشة رضي الله عنها خصا بهذه الأشياء ذلك وورد في الصحاح نعم روى بعض الأحاديث أنه أغتسل وأم سلمة من إناء واحد وكلاهما يحمل على الغالب ويكون ذلك مع أم سلمة مرة واحدة لا متكرراً جمعاً بين الروايتين والله أعلم.
الحديث التاسع عشر أخبرنا أستاذي الإمام قطب الدين أبو المعالي رحمه الله (33 ب) أنا عبدالجبار البيهقي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعيد عثمان بن عبدوس بن محفوظ الفقيه الجزروذي وأبو عبدالرحمن محمد بن الحسين السلمي نا أبو محمد يحيى بن منصور نا جعفر بن محمد بن الحسين (ح) قال أبو بكر البيهقي وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا إبراهيم بن إسحاق السراج قالا نا يحيى ين يحيى أنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يقول: قالت عائشة وارأساه فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك قالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرساً ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم بل أنا وارأساه لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنيون فقلت يأبي الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون.
(34 - أ ) هذا حديث صحيح من حديث أبي محمد القاسم عن عمته أم المؤمنين وثابت من رواية أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهيل.
أخرجه البخاري في صحيحه عن يحيى بن يحيى وقال: يأبى الله ويدفع المؤمنون، وأخرج مسلم أيضا قوله صلى الله عليه وسلم: (ادعي لي أباك أو أخاك حتى أكتب كتاباً فإني أخاف أن يتمنى متمن أو يقول قائل ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر).
ولا يسوغ لأحد أن يطعن في هذا الحديث ويقول لو كان ذلك صحيحاً لنقله غير عائشة كغيره من الأحاديث فنقول السبب في أن غير عائشة لم ينقل هذا ولا مثله أن ذلك كان في حال مرضه وانقطاعه في بيت عائشة رضي الله عنها كما قيل إنه لم يشهد وفاته صلى الله عليه وسلم غيرها والملائكة وقد أظهر الله صدقها ومعجزة نبيه بكونه أخبر عن شيء لم يكن فكان كما أخبر وفي هذا دليل على جواز العهد للخلفاء أعاذنا الله من الطعن في أئمة وأمهات المؤمنين وبالله العون والتوفيق.
الحديث العشرون (34 ب) وبالإسناد أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو الحسن علي بن محمد المقريء أنا الحسن بن محمد بن إسحاق نا يوسف بن يعقوب القاضي نا محمد بن أبي بكر نا مرحوم بن عبد العزيز نا أبو عمران الجوني عن يزيد بن بابنوس أنه أتى عائشة فقالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بحجرتي ألقى إلي الكلمة يقر بها عيني فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم فعصبت رأسي ونمت على فراشي فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال مالك يا عائشة فقلت اشتكي رأسي فقال بل أنا وارأساه أنا الذي أشتكي رأسي وذلك حين أخبره جبريل أنه مقبوض فلبثت أياما وجيء به يحمل في كساء بين أربعة فأدخل علي فقال يا عائشة أرسلي إلي النسوة فلما جئن قال إني لا استطيع (35 أ) أن أختلف بينكن فأذن لي فأكون في بيت عائشة قلن نعم فرأيته يحمر وجه ويعرق ولم أكن رأيت ميتا قط فقال أقعديني فأسندته إلي ووضعت يدي عليه فقبلت رأسه فرفعت يدي عنه وظننت أنه يريد أن يصيب من رأسي فوقعت من فيه نقطة باردة علي ترقوتي أو صدري ثم مال فسقط على الفراش فسجيته بثوب ولم أكن رأيت ميتا قط فعرفت الموت بغيره فجاء عمر يستأذن ومعه المغيرة بن شعبة فأذنت لهما ومددت الحجاب فقال عمر يا عائشة ما لنبي الله صلى الله عليه وسلم قلت غشي عليه منذ ساعة فكشف عن وجهه فقال واغماه إن هذا لهو الغم ثم غطاه ولم يتكلم المغيرة فلما بلغ عند الباب قال المغيرة مات رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر فقال عمر كذبت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يموت حتى يأمر بقتال المنافقين بل أنت تحوشك فتنة (35 ب) فجاء أبو بكر فقال ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة قلت غشي عليه منذ ساعة فكشف عن وجهه فوضع فمه بين عينيه ووضع يديه على صدغيه وقال وانبياه واصفياه واخليلاه صدق الله ورسوله إنك ميت وإنهم ميتون وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت ثم غطاه وخرج إلى الناس وقال أيها الناس هل مع أحد منكم عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لا قال من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ثم قال إنك ميت وإنهم ميتون وقوله كل نفس ذائقة الموت فقال عمر أفي كتاب الله (هذا) يا أبا بكر قال نعم قال عمر هذا أبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وثاني اثنين فبايعوه فحينئذ بايعوه).
هذا حديث حسن أخرج البخاري قصة البيعة بمعنى هذا (36 أ) عن إسماعيل بن عبد الله عن سليمان بن بلال عن هشام (بن عروة) عن أبيه عن عائشة ورواها أيضاً من وجه آخر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وفي رواية البخاري عن أبي بكير قال عمر كأني لم أسمع تلك الآيات ولا أحد من الصحابة قبل ذلك. وأبو عمران اسمه عبد الملك بن حبيب الجوني تابعي سمع أنسا وعبادة بن الصامت وروى عنه حماد بن زيد وجعفر بن سليمان. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الجمعة 09 يوليو 2021, 4:53 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين السبت 27 أغسطس 2016, 10:49 pm | |
| الحديث الحادي والعشرون أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لولو أنا عبدالله محمد بن إبراهيم بن أبان السراج أنا بشار بن موسى الخفاف نا خالد بن عبدالله نا خالد الحذاء قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول: (كان عمرو بن العاص جالساً يحدث الناس عن جيش السلاسل قال قلت يا رسول الله (36 ب) أي الناس أحب إليك؟ قال: "عائشة"، قلت من الرجال؟ قال: "أبوها أبو بكر"، قلت ثم من؟ قال: "عمر بن الخطاب"، قلت ثم من؟ قال فعد لي رجالاً).
هذا حديث صحيح من حديث أبي عبدالله عمرو بن العاص بن وائل بن هشام السهمي القرشي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كبير القدر كثير الحزم والتدبير.
رواه البخاري في صحيحه عن (معلى) بن أسد عن عبدالعزيز عن خالد هكذا ورواه مسلم في صحيحه عن يحيى بن يحيى عن خالد أيضا طريق ووقع إلي من طريق الباغندي وزاد فيه: (أي الناس أحب إليك حتى أحبه).
وفي هذا إشارة إلى أن من أحب إنسانا أحب ما يحبه.
وقوله بعد ذكر عائشة إنما أعني من الرجال فليس ذلك بإعراض عن عائشة (37 أ) ولا لقدح فيها وإنما الصحابة كانوا يعرفون أنها أحب الناس إليه ولهذا كانوا يسمونها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتحرون بهدايهم يوم عائشة كما ذكرناه وإنما سأل ليعرف حال جماعة كان بعض الناس يشكون في تفضيل بعضهم على بعض والله أعلم.
الحديث الثاني والعشرون أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله أنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي بقراءتي عليه بهراة أنا أبو مضر محلم بن إسماعيل بن مضر بن إسماعيل الضبي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة سبع وخمسين وأربع مئة بهراة أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبدالله القاضي السجزي قراءة عليه بهراة وأنا أسمع نا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي نا أبو رجاء قتيبة بن سعيد (37 ب) نا عبدالعزيز عن عبدالله بن عبد الرحمن عن أنس مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام).
هذا حديث صحيح رواه البخاري بزيادة عن آدم عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رواه مسلم أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن شعبة ورواه رزين في مجموع الصحاح وزاد فيه جملة: (كمل) من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد وآسية إمرأة فرعون ومريم ابنة عمران).
وفي هذا فضيلة سنية لعائشة لأنه شبهها بأفضل طعام العرب وأكثر تغدية من غيره ولهذا قيل (من الكامل).
عمرو العلا هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف ...
الحديث الثالث والعشرون أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمة الله أنا أبو بكر محمد بن الحسين (38 أ) بن علي الفرضي المقريء المعروف بابن المرزفي بقراءتي عليه في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسة مئة أنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أناأبو القاسم عبيدالله بن محمد بن سليمان بن حبابة ناأبوالقاسم عبدالله بن محمد نا سليمان بن عمرو نا بقية عن يزيد بن أيهم عن يزيد ين شريح عن عائشة قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا غضب على عائشة وضع يده على منكبها فقال اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها واعذها من مُضلات الفتن).
هذا حديث صحيح حسن من حديث بقية بن الوليد.
وقوله إذا غضب على عائشة يحتمل أن يكون من قول الراوي وقد رواه بمعنى ما سمعه منها والله أعلم.
الحديث الرابع والعشرون أخبرنا الشيخ الأمين أبوالمعالي عبدالله بن عبد الرحمن بن صابر أنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني خطيب دمشق أناأبو الحسين محمد بن عبدالرحمن بن عثمان رضي الله عنه (38 ب) في سنة أربع وأربعين وأربع مئة قال قريء على القاضي يوسف القاسم بن يوسف الميانجي وأنا حاضر أسمع قيل له أخبركم أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي نا أبو موسى نا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال نا مختار بن نافع التميمي عن أبي حيان عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال (لي) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم) الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وأعتق بلال من ماله رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرًا تركه الحق (و) ماله من صديق رحم الله عثمان تستحييه الملائكة رحم الله علياً اللهم أدر الحق معه حيث دار).
هذا حديث حسن صحيح من حديث أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب الفارس المقدم والإمام المكرم له المناقب الشريفة والمكارم المنيفة فضائله لا تحد ومعاليه لا تعد أسلم قبل أن يبلغ الحلم قيل كان ابن عشر سنين وقيل ست سنين وقيل غير ذلك وبارز يوم خيبر وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم قال: 39 - (سأعطي أ) الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله).
مات قتيلاً شهيداً في شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة وهذا الحديث دليل فضل أبي بكر رضي الله عنه وفيه أيضاً فضل عائشة لأنه جعل له المنة عليه بسببها والله أعلم.
الحديث الخامس والعشرون أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم رحمه الله قال أنا أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين القرشي وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد البوسنجيان وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق والأمير أبو عمر ومحمد بن محمد بن القاسم القرشي قالوا أنا أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوسنجي قراءة عليه أنا أبو محمد عبدالله بن أحمد بن حموية السرخسي نا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي أنا أبو محمد عبد بن حميد حدثني محمد بن الفضيل نا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس: أن رجلاً فارسياً كان جار النبي صلى الله عليه وسلم (39 ب) وكانت مرقته أطيب شيءٍ ريحاً فصنع طعاماً ثم جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فدعاه وعائشة إلى جنبه فأومأ إليه أن تعال قال وهذه معي وأشار الى عائشة فقال لا ثم أشار إليه الثانية فقال وهذه معي قال لا ثم أشار إليه فقال نعم فذهبت عائشة.
كذا في الأصل وقد سقط منه ذكر الثالثة والإشارة إلى عائشة ولا بد منه.
هذا حديث حسن من حديث أبي حمزة أنس بن مالك الأنصاري.
وهذا الحديث يحتمل أن يكون قبل نزول الحجاب ويحتمل أن يكون بعده وهو الأشبه لأنه قال أومأ إليه معناه أنه لم يقترب منه وإن دنا منه فقد تكون عائشة رضي الله عنها مستترة وهي إلى جنبه وقد عرفها بالإشارة إليها وإذا هكذا فيكون قول الفارسي لا في المرتين رغبة منه في أن يواكل النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قد نقل: مَنْ أكل مع مغفور له غُفِرَ له.
فأراد أن لا (40 أ) يحرم نفسه ذلك وخشي أنها إن كانت معه لا يقدر على مواكلته لا بخلاً على عائشة به وكيف يظن ذلك وهم كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة كما تقدم طلباً لرضاه صلى الله عليه وسلم فلمَّا علم الفارسي جده في أكلها معه أذن له في الثالثة لأن لا يُحرَم بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأكله طعامه والله أعلم.
وقد روي من وجه آخر: أن خياطاً دعاه وسبقه ثم تبعه النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة معه فلما بلغ الباب قال ومن معي وهي عائشة قال نعم.
وفيه من الفقه جواز الاستثناء في الدعوة واستصحاب غيره والله أعلم؟.
الحديث السادس والعشرون أخبرنا عمي الحافظ أبو القاسم علي رحمه الله أنا أبو عبدالله الفراوي أنا أبو الحسين الفارسي أنا محمد بن عمروية الجلودي أنا أبو إسحاق بن سفيان نا مسلم بن الحجاج نا زهير بن حرب نا روح بن عبادة نا زكريا بن إسحاق نا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال دخل أبو بكر رضي الله عنه ليستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد الناس جلوساً ببابه لم يؤذن لأحد منهم قال فأذن لأبي بكر فدخل ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالساً حوله نساؤه واجماً ساكتاً قال: فقال (40 ب) لأقولن شيئاً أضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله: لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "هن حولي كما ترى يسألنني النفقة"، فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى عائشة يجأ عنقها وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها كلاهما يقول: تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟ قلن: والله لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً أبداً ليس عنده ثم اعتزلهن شهراً أو تسعاً وعشرين ثم نزلت عليه هذه الاية: "ياأيها النبي قل لأزواجك... حتى بلغ: "للمحسنات منكن أجراً عظيماً"، قال: فبدأ بعائشة فقال يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمراً أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويكِ، قالت وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها هذه الآية قالت أفيك يا رسول الله أستيشر (41 أ) أبوي؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخره وأسألك أن لا تخبر امرأة من نسائك بالذي قلت، قال لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متمنعاً ولكن بعثني معلماً ميسراً.
هذا حديث صحيح متفق على صحته رواه البخاري في صحيحه مختصرا عن أبي اليمان عن شعيب عن الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة ورواه مسلم في صحيحه كما سقته من حديث جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام أبو عبدالله الأنصاري وفي اختيارهن النبي صلى الله عليه وسلم مع ضيقة العيش دليل فضلهن وتوفيقهن وتقديم عائشة دليل على محبته لهاأشد من غيرها والله أعلم.
حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. الحديث السابع والعشرون أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمه الله أنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد نا الباغندي نا محمد بن ثواب الهباري نا محمد بن بشر نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق حفصة فأتاه جبريل فقال إن الله يقرئك السلام (41 ب) ويقول إنها لزوجتك في الدنيا والآخرة فراجعها.
هذا حديث حسن من حديث قتادة أبي الخطاب بن دعامة بن قتادة وقد نقل عنه هذا موقوفاً ولم يذكر أنساً قال ابن سعد في طبقاته نا سعد بن عامر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة فجاءه جبريل فقال: يا محمد راجع حفصه وإما قال لا تطلق حفصه فإنها صؤوم قؤوم وإنها من نسائك في الجنة.
وهذا وإن كان مرسلاً فلا يقوله إلا توفيقاً لأنه إخبار عن جبريل ولا يطلع على ذلك ولا يعلمه إلا بإخبار النبي صلى الله عليه وسلم.
أم سلمة هند رضي الله عنها الحديث الثامن والعشرون أخبرني عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو بكر محمد بن عبدالباقي البزاز رحمه الله أنا الجوهري أنا أبو عمرو بن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم أنا ابن سعد كاتب الواقدي أنا أبو اسامة عن عوف بن أبي جميلة عن أبي المعدل عطية (42 أ) الطفاوي عن أمه قالت أخبرتني أم سلمة قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في بيتي إذ جاءت الخادم فقالت علي وفاطمة بالسدة فقال لي تنحي فتنحيت في ناحية البيت فدخل علي وفاطمة ومعهما حسن وحسين وهما صبيان صغيران فأخذ حسن وحسينا فأجلسهما في حجره وأخذ علياً فاحتضنه إليه وأخذ فاطمة بيده الأخرى فاحتضنهما وقبلهما وأغدق عليهما خميصة سوداء ثم قال اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهلي، قالت أم سلمة: وأنا يا رسول الله قال: وأنت.
هذا صحيح وقد روي مختصراً في صحيح مسلم رحمه الله.
وقوله أغدق أي سدل عليهم والخميصة كساء مربع أسود له علمان فإن لم يكن له علمان فليس بخميصة.
ومنه في حديث عائشة رضي الله عنها في وفاته صلى الله عليه وسلم وقد روى من وجه آخر فقيل فيه: إنك من أهلي. والله أعلم.
جورية بنت الحارث رضي الله عنها الحديث التاسع والعشرون أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا أبن حيوية أنا أحمد بن معروف أنا الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا عبدالله بن جعفر الرقي نا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة: أن النبي صلى الله عليه وسلم سبى جورية بنت الحارث فجاء أبوها الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنتي لا يُسبى مثلها وأنا أكرم من ذلك فخل سبيلها قال: أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنا؟ قال: بلى وأديت ما عليك قال: فأتاها أبوها فقال: إن هذا الرجل قد خيركِ فلا تفضحينا قالت: فإني قد اخترت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قد والله فضحتنا.
(43 أ) هذا حديث صحيح مرسل من حديث أبي قلابة عبدالله بن زيد بن عمرو الأزدي البصري رضي الله عنه.
وفي تقديمها النبي صلى الله عليه وسلم على أهلها دليل سعادتها وفضلها وقد نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أعتق بسببها مئة من قومها وذلك كرامتها.
زينب بنت جحش رضي الله عنها الحديث الثلاثون أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمة الله عليه بالإسناد أنا ابن سعد حدثني عبدالله بن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حيان قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ يذهب إلى زينب يبشرها أن الله زوجنيها من السماء وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك... الآية".
هذا حديث حسن من حديث محمد بن يحيى بن حبان أبي عبدالله الأنصاري المازني المديني سمع أنس بن مالك وعمرو بن واسع والأعرج روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري (43 ب) وربيعة بن مالك والليث بن سعد وتوفي في المدينة سنة إحدى وعشرين ومئة وعمر أربع وسبعين سنة. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الجمعة 09 يوليو 2021, 4:55 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين السبت 27 أغسطس 2016, 10:57 pm | |
| الحديث الحادي والثلاثون وبالإسناد نا ابن سعد نا محمد بن عمر نا موسى بن محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن أمه عمرة عن عائشة قالت: يرحم الله زينب بنت جحش لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف، إن الله زوجها نبيه في الدنيا ونطق به القرآن وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ونحن حوله أسرعكن بي لحوقاً أطولكن باعاً فبشَّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرعة لحوقها به وهي زوجته بالجنة.
هذا حديث حسن عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
وقد روى: أطولكن يداً قالت فكنا نقدر بين (44 أ) أيدينا فلما ماتت زينب عرفنا أنه يريد الصدقة.
كل ذلك وقع إليَّ مسنداً وقيل إن سودة هي المتوفاة بعده والدعاء بسرعة اللحوق كان لها إلا أن هذا أشهر وأوضح.
وقولها وهي زوجته في الآخرة لا تقوله إلا بعد سماع منه صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث دليل على صدقه ومعجزته إذ أخبر بما لم يكن فكان كما أخبر كما في حق فاطمة رضي الله عنها.
صفية بنت حيي رضي الله عنها الحديث الثاني والثلاثون أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمه الله قال أنا أبو بكرالفرضي أنا أبو محمد الجوهري أنا محمد بن العباس الخزاز نا عبدالوهاب بن أبي حية نا محمد بن شجاع الثلجي نا محمد بن عمر الواقدي حدثني ابن أبي سبره عن أبي حرملة عن أخته أم عبدالله ابنة أبي القين المزني قالت: كنت آلف صفية من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت تحدثني عن قومها (44 ب) وما كانت تسمع منهم قالت خرجنا حيث أجلانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقمنا بخيبر فتزوجني كنانه بن أبي الحقيق فأعرس بي قبيل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيام وذبح جزوراً ودعا يهود وحولني في حصنه بسلالم فرأيت في النوم كأن قمراً أقبل من يثرب يسير حتى وقع في حجري فذكرت ذلك لكنانة زوجي فلطم عيني فاخضرت فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلت عليه فسألني فأخبرته قالت وجعلت يهود ذراريها في الكتيبة وجردوا حصون النطاه للمقاتلة.
فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وافتتح حصون النطاه دخل علي كنانه فقال قد فرغ محمد من أهل النطاه (45 أ) وليس ههنا أحد يقاتل وقد قتلت يهود حيث قتل أهل النطاه وكذبتنا الأعراب فحولني إلى حصن النزاز بالشق قالت وهو أحصن ما عندنا فخرج حتى أدخلني وبنت عمي ونسيات معنا فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا قبل الكتيبة فسُبيت في النزاز قبل أن ينتهي النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكتيبة فأرسل بي إلى رحله ثم جاءنا حين أمسى فدعاني فجئت وأنا متقنعه حييه فجلست بين يديه فقال: إن قمت على دينك لم أكرهك وإن اخترت الإسلام واخترت الله ورسوله فهو خير لكِ، قالت: أختار الله ورسوله والإسلام فأعتقني رسول الله صلى الله عليه وسلم وتزوجني وجعل عتقي مهري فلما أراد أن يخرج إلى المدينة قال أصحابه اليوم نعلم أزوجة أم سرية (45 ب) فإن كانت امرأة فسيححيها وإلا فهي سريه فلما خرج أمر بستر فسترت به فعرف أني زوجة ثم قدم إلي البعير وقدم فخذه لأضع رجلي عليها فأعظمت ذلك ووضعت فخذي على فخذه ثم ركبت فكنت ألقى من أزواجه يفخرن علي يقلن يا بنت اليهودي وكنت أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يلطف بي ويكرمني فدخل علي يوماً وأنا أبكي فقال: مالك؟ فقلت: أزواجك يفخرن علي ويقلن بنت اليهودي، قال: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب ثم قال: إذا قالوا لكِ أو فاخروكِ فقولي أبي هارون وعمي موسى.
هذا حديث حسن صحيح وقد أخرجه البخاري قصة تزويجه بها وضرب الحجاب عليها كونها كانت تركب على رجله صلى الله عليه وسلم عن عبدالغفار وعن أحمد بن عيسى من (46 أ) حديث يعقوب بن عبد الرحمن من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه وقد أخرج أبو عيسى الترمذي آخر هذا الحديث في جامعه عن عبد بن حميد الكشي رضي الله عنه: وفضلها بين فيه لأنه كان يغضب لغضبها ويركبها على فخذه وكونه نسبها إلى الأنبياء صلوات الله عليهم.
الحديث الثالث والثلاثون أخبرني عمي الإمام الحافظ قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنا ابن حيوية أنا ابن معروف نا أبن الفهم نا ابن سعد حدثني أسامة بن زيد عن أبيه عن عطاء بن يسار قال: لمَّا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ومعه صفية أنزلها في بيت حارثة بن النعمان فسمع بها نساء الأنصار وبجمالها فجئن ينظرن إليها وجاءت عائشة متنقبة حتى دخلت عليها فعرفها فلما خرجت خرج الرسول صلى الله عليه وسلم على إثرها، فقال: كيف رأيتها يا عائشة؟ قالت: رأيت يهودية، قال: لا تقولي هذا يا عائشة (46 ب) فإنها قد أسلمت فحَسُنَ إسلامُها.
هذا حديث حسن من حديث أبي محمد عطاء بن يسار مولى ميمونه بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم تابعي من أجلاء التابعين وكبار المحدثين سمع أبا هريرة وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين.
ودليل فضلها قوله صلى الله عليه وسلم ( قد حَسُنَ إسلامُها) وكونه كره ذكرها بما يؤذيها والله أعلم.
ميمونه بنت الحارث رضي الله عنها وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ونزل فيها: "وامرأة مؤمنة... الآية" الحديث الرابع والثلاثون أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله أنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء وأبو غالب أحمد وأبو عبدالله يحيى ابنا ابن البناء قالوا أنا أبو جعفر محمد بن أحمد المعدل أنا أبو طاهر محمد بن عبدالرحمن المخلص أنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي نا الزبير (47 أ) بن بكار حدثني إبراهيم بن حمزة الزبيري عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن إبراهيم بن عقبة أخي موسى بن عقبة عن كيب مولى عبدالله بن العباس عن عبدالله بن العباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأخوات الأربع ميمونه وأم الفضل وسلمى وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن مؤمنات).
قال ويستثني بعض أصحابنا من هذا الحديث (مؤمنات).
وهذا حديث حسن من حديث كريب أيضاً وله أحاديث كثيرة خرَّجها الأئمة في الصحاح روى النسائي هذا الحديث عن عمرو بن منصور النسائي عن عبدالله بن عبد الوهاب عن الدراوري.
هذا ما تيسَّر جَمْعُه في حق كل واحدة منهن منفرداً.
ذكر ما ورد في فضلهن كلهن مجملاً (47 ب) وقد قال الله تعالى: "يا نساء النبي لستُنَّ كأحدٍ من النّساء... الآية". الحديث الخامس والثلاثون أخبرنا عمي الامام الحافظ أبو القاسم علي رحمه الله أنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن الأشعث وأبو الحسن علي بن المبارك قالا أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور أناأبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح الوزير نا عبدالله بن محمد البغوي نا منصور بن أبي مزاحم نا إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن حصين عن عوف بن الحارث عن أم سلمة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأزواجه: (إن الذي يحبو عليكن بعدي لهو الصادق البار اللهم اسق عبدالرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة).
قال إبراهيم فحدثني بعض أهلنا من ولد (48 أ) عبد الرحمن أن عبد الرحمن باع ماله بكيدمة وهو سهمه من بني النضير بأربعين ألف دينار فقسمه على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا حديث غريب من حديث عوف بن الحارث أبي الطفيل المدني عن أم سلمةزوج النبي صلى الله عليه وسلم تفرد به محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن عبدالرحمن التميمي وقد روى عاليا من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد عنه والله أعلم.
وإنما سمي باراً لأنهن أمهات المؤمنين فكان كالبار بأمه.
الحديث السادس والثلاثون أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد صدر الدين شيخ الشيوخ أبو القاسم عبدالرحيم بن إسماعيل بن أبي سعد الصوفي والشيخ الإمام أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن الأمين قالا أنا أبو القاسم هبة (الله) بن الحصين أنا أبو طالب محمد بن محمد غيلان أنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن إبراهيم (48 ب) الشافعي نا إسحاق بن ميمون الحربي نا أبو غسان نا فضيل عن عطاء عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمه رضي الله عنها قالت: نزلت هذه الاية في بيتي: "إنما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً"، قلت يارسول الله ألست من أهل البيت قال إنكِ إلى خير إنك من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت وأهل البيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين.
هذا حديث صحيح وقد روى من وجه آخر دون ذكر أم سلمة قلت يا رسول الله وقد رواه أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه الكثير روى عنه ابن عمر وجابر وابن عبدالله (49 أ) وأبو سلمه وأبو صالح وعبيد الله بن عبدالله بن عتبة وحميد بن عبدالرحمن وعطاء بن يسار ومات سنة أربع وسبعين.
وهذا يدخل في رواية الصحابي عن الصحابي.
وقولها وأهل البيت هؤلاء الذين ذكرتهم إشارة إلى الذين وجدوا في البيت في تلك الحالة وإلا فآل رسول الله صلى الله عليه وعليهم كلهم أهل البيت والآية نزلت خاصة في هؤلاء المذكورين والله أعلم.
الحديث السابع والثلاثون أخبرتنا الحاجة أم عبدالله أسماء والحاجة أم محمد آمنه ابنتا الشيخ الأمين أبي بركات محمد بن الحسن بن طاهر يعرف بابن الران قالتا أخبرنا جدنا لأمنا القاضي الزكي أبو المفضل يحيى بن علي بن عبدالعزيز القرشي أناالشيخ الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن المصيصي قال قريء على أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز في دكانه في شعبان سنة (49 ب) سبع عشرة وأربع مئة وأنا حاضر أسمع قيل له حدثكم أبو عمر وعثمان بن أحمد بن عبدالله الدقاق المعروف بابن السماك إملاء سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة نا إسحاق بن إبراهيم الجبلي نا نصر بن حريش نا أبو سهل مسلم الخراساني عن يونس بن ابي إسحاق عن الحارث عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل النار مَنْ تزوج إليَّ أو تزوجتُ إليه).
هذا حديث حسن من حديث أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وفي هذا الحديث دليل على فضل اصهاره واختانه وهذه شهادة لهم بالجنة إذ كانوا مؤمنين والله أعلم.
الحديث الثامن والثلاثون أخبرنا أستاذي الإمام العالم قطب الدين رحمه الله (50 أ) أنا أبو محمد عبد الجبار البيهقي أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهيقي الحافظ رحمه الله أنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأحمسي نا الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي نا عبد الله بن أبي زياد نا سيار بن حاتم نا عبد الواحد بن سليمان الحارثي نا الحسن بن علي عن محمد بن علي قال: لمَّا كان قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث هبط إليه جبريل عليه السلام فقال يا محمد إن الله أرسلني إليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصةً لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مغموماً وأجدني يا جبريل مكروباً فلما كان في اليوم الثاني هبط إليه جبريل عليه السلام فقال له مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجدني يا جبريل مغموماً (50 ب) وأجدني يا جبريل مكروباً فلما كان في يوم الثالث هبط إليه جبريل معه ملك الموت ومعهما ملك في الهواء يُقال له إسماعيل على سبعين ألف ملك كل ملك منهم على سبعين ألف ملك قال فسبقهم إليه جبريل وقال يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراماً لك وتفضيلاً لك وخاصةً لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مغموماً وأجدني يا جبريل مكروباً، قال واستأذن ملك الموت على الباب فقال له جبريل يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك ولم يستأذن على أحد قط من قبلك ولا يستأذن على آدمي بعدك فقال أئذن له يا جبريل فقال السلام (51 أ) عليك يا أحمد إن الله أرسلني اليك وأمرني أن أطيعك فيما أمرتني إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها وإن أمرتني أن أتركها تركتها قال وتفعل ذلك يا ملك الموت قال نعم بذلك أمِرْتُ قال جبريل يا أحمد إن الله قد اشتاق إلى لقائك قال: يا ملك الموت امض لما أمِرْتَ به قال: فأتاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله خلفاً من كل هالك وعزاءً من كل مصيبةٍ ودركاً من كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المُصَابَ مَنْ حُرمَ الثَّواب).
هذا حديث حسن مرسل وفيه دلالة على فضلهن (51 ب) لأن تسليم الملائكة عليهن وتعزيتهن أمارة كرامتهن وقد نقل أن بعض نسائه شهدن موته ولهذا قالت عائشة فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم نفذت إلى أبي بكر وكان بالسفح موضع ونفذت حفصة الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه... الحديث.
ونقل عنها في حديث آخر: أنه لم يشهد موته غيري والملائكة صلوات الله عليهم.
وقوله: "إن الله قد اشتاق إليك"، إن صح إسناد هذا الحديث فإنما معناه قد أراد لقاءك وذلك بأن يردك من دنياك الى معادك زيادة في قربتك وكرامتك والله أعلم.
الحديث التاسع والثلاثون أخبرني عمي الحافظ أبو القاسم علي رحمة الله عليه (52 أ) أنا الشريف النسيب أبو القاسم الحسيني أنا القاضي أبو محمد عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن علي بن أبي العجائز حدثني أبي أنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف بن يعقوب الربعي نا أبو بكر وأبو القاسم محمد وعامر ابنا خريم بن محمد قالا أنا أبو عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي نا عبد الرزاق بن همام أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن خالد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم).
هذا حديث غريب من حديث داود بن الحصين عن عكرمة (52 ب) ابن خالد المخزومي لا نعلم أنه رواه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ولم يكتب عنه إلا من هذا الوجه.
وقد وردت أحاديث كثيرة في التوصية بالنساء والأمر بحفظهن ومراعاتهن.
الحديث الأربعون أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله أنا الشريف النسيب أيضا أنا أبو القاسم علي بن يحيى السلمي السميساطي أنا عبدالوهاب بن الحسن أنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا نا يونس بن عبد الأعلى أنا ابن وهب قال حدثني مالك عن عبدالله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه عن عمرو بن سليم الزرقي أنه قال أخبرني أبو حميد ألساعدي أنهم قالوا: (يا رسول الله كيف نصلي عليك فقال رسول (53 أ) الله صلى الله عليه وسلم: " قولوا اللهم صلّى على مُحَمَّدٍ وعلى أزواجه وذريته كما صلّيت على آل إبراهيم وبارك على مُحَمَّدٍ وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد).
هذا حديث صحيح من حديث أبي حميد عبدالرحمن بن سعد بن المنذر له صحبه وقد رواه البخاري في صحيحه عن عبدالله بن يوسف التنيسي وعبدالله بن مسلمة القنعبي عن مالك ورواه مسلم عن محمد بن عبدالله بن نمير عن روح وعبدالله بن نافع وعن إسحاق بن إبراهيم عن روح بن عباده كلاهما عن مالك هكذا والله أعلم.
هذا ما تيسر جمعه من مناقب أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وقد وردت أحاديث كثيرة في فضل الأهل والآل واختلفوا في أن زوجاته هل هن من آله أم لا.
وإنما خرَّجت بعض الاحاديث من الصحيحين تبركاً بذلك وإن كان أرباب الصنعة لا يعتادونه (53 ب) ولكن المقصود متن الحديث دون غيره.
وأسأل الله العظيم التوفيق في كل قول وفعل وأن يصلّي على مُحَمَّدٍ وعلى آله أجمعين وأن يرضى عن أئمة الدِّين وقادة المُسلمين إنه جوادٌ كريمٌ وحسبنا الله ونعم الوكيل. يتبع إن شاء الله...
عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الجمعة 09 يوليو 2021, 4:56 am عدل 1 مرات |
|
| |
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52644 العمر : 72
| موضوع: رد: الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين السبت 27 أغسطس 2016, 11:03 pm | |
| قراءةً على المُصَنّفْ بمقصورة الصَّحابة بجامع دمشق قرأت جميع الأربعين على مُصَنِّفِهَا الشيخ الفقيه الإمام العالم العامل الزَّاهد مفتي الشام فخر الدين أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي أثابه الله الجَنَّة فسمعها عز الدين أبو محمد عبدالعزيز بن عثمان بن أبي طاهر الأربلي وتاج الدين محمد بن جميل بن زيد الخلاطي ومحمد ويحيى ابنا تمام بن يحيى بن الأمير عباس الحميري وعبد الواحد بن عبد السيد بن بركات المقدسي وأبو بكر وعمر ابنا عبد الخالق بن أبي بكر المؤذن بمسجد الرماحين وأخي أبو الفضل سليمان كتبه أبو بكر بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف البلخي وفق الله به وسمع من أول الجزء إلى آخر الحديث العشرين أبو بكر محمد بن الإمام تقي الدين أبي طاهر إسماعيل بن عبد الله بن المحسن الأنصاري الأنماطي وأبو المعالي عبدالله بن محمد بن عبدالله بن صابر السلمي وسمع من أول الحديث الحادي والعشرين الى آخر الجزء أبو علي عبداللطيف بن الحسن بن محمد بن الحسن الشافعي وذلك في مجلسين آخرهما يوم الاثنين تاسع رجب من سنة خمس عشرة وست ومئة بمقصورة الصحابة من جامع دمشق والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا مُحَمَّدٍ وآله.
ثم أتبع بإقرار المؤلف على ما ورد بقوله وخطه صحيح ذلك وكتبه عبدالرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي في تاريخه.
قراءةً على الشيخ إبراهيم بن الشيخ عز الدين ابن عبدالسلام في جامع التَّوبة بدمشق قرأت جميع هذه الأربعين على شيخنا الإمام العالم الصدر الكامل الأوحد المسند المحقق شمس الدين أبو الطاهر إبراهيم بن الشيخ الإمام صدر الشام العالم الصدر الكامل مفتي الفريقين عز الدين أبي محمد بن عبد العزيز بن الشيخ الإمام عبد السلام أثابه الله الجَنَّة بحق سماعه فيه فسمع الفقيه الأجل الفاضل صدر الدين أبو داود سليمان بن الشيخ الإمام الحافظ جمال الدين ابي عبدالله محمد بن عبدالحق بن خلف الحنبلي والفقيه الأجل العالم منير الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن عبد البكري والفقيه الإمام العالم شمس الدين محمد بن إبراهيم بن علي بن مسلم الرقي وآخرون لم يتحقق فواتهم وصح ذلك وثبت في مجالس آخرها يوم الاثنين ثاني عشر من المحرم سنة أربع وسبعين وست ومئة بالجامع الاشرفي بالعقيبة عرف بجامع التوبة وكتب الفقير إلى رحمة ربه أحمد بن عبدالرحمن بن أبي الحسين بن أبي القاسم بن ثعلب الزبيدي الصوفي عفا الله عنه والقراءة له والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا مُحَمَّدٍ وآله.
سماع على الشيخ أحمد بن إبراهيم الفزاري بالرباط الناصري بسفح جبل قاسيون سمع جميع الاربعين من لفظ الشيخ الامام العلامة حجة العرب ولسان أهل الأدب صدر الحافظ شرف الدين أبي العباس أحمد بن الشيخ برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن سباع بن ضيا الفزاري بحق قراءته لها على الشيخين المذكورين في طبقة قراءته المكتوبة على أول الجزء الفقيه الأجل شمس الدين أبو حفص عمر بن الشيخ المسمع والشيخ الصالح الفقيه المقريء محمد بن الشيخ سليمان بن الشيخ داود الجزري والفقيه الأجل زكي الدين أبو محمد زكريا بن الشيخ يوسف بن سليمان الحلي والشمس محمد وأخوه إسماعيل ابنا الشيخ رافع بن محمد الرحبي والبنت الصالحه مؤنسة بنت الشيخ المسمع وكاتب الطبقة إبراهيم بن عبدالرحمن بن إبراهيم بن سباع بن ضيا الفزاري عفا الله عنه وصح ذلك وثبت في مجلسين وافق آخرهما يوم السبت الثامن والعشرين من شهر شعبان المبارك من سنة خمس وثمانين وست مئة بالرباط الناصري بسفح جبل قاسيون والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا مُحَمَّدٍ وعلى آله وسلم تسليماً.
(54 ب) أنبأنا الشيخ الحافظ أبو القاسم علي بن الحافظ أبي محمد عبدالعزيز بن محمود بن المبارك بن الأخضر البغدادي رحمه الله أن والده الحافظ أبا محمد أخبرهم قراءة عليه وهو يسمع قال أنا الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي قراءة عليه وأنا أسمع قال أنشدنا عاصم بن الحسن الأديب لنفسه المنسرح)...
وحق من بعلها النبي ومن ... والدها المرتضى أبو بكر ... لا حلت عن مدحتي لها أبداً ... حتى أواري في ظلمة القبر ... وقد تيقنت أن والدها ... يشفع لي في صيحة الحشر ... طاهرة تنتمي الى نسب ... شرفه الله منه بالفخر ... لما رموا لادر درهم ... بالإفك والزور عصبة الشر ... برأها الله من مقالتهم ... بغير شك في محكم الذكر ... فحالها مشبه يساجلها ... وحق طه وليلة القدر ... وكم لها من فضيلة نطقت ... بها وذكر يبقى على الدهر قالت توفى النبي خالقه ... ما بين سحري وملتقى نحري ... فلا راعى الله من تنقَّصها ... فما له في المعاد من عذر ... وأي عذر لمبدع رجس ... مذهبه شتم زوجة الطهر؟ ...
وبالإسناد قال السمرقندي أنا علي بن أحمد بن محمد البندار أنا عبيدالله بن محمد بن حمدان فيما أذن لنا أبا الحسين محمد بن عبدالله القصري أنشدهم بمكة قال أنشدنا أبو مزاحم لنفسه (من البسيط) ...
أهل الكلام وأهل الرأي قد عدموا ... علم الحديث الذي ينجو به الرجل ... لو أنهم فهموا الآثار ما انحرفوا ... عنها إلى غيرها لكنهم جهلوا ...
سماع على الورقة الأولى من الكتاب قرأت جميع هذا الكتاب وهو كتاب الأربعين للشيخ الإمام العلامة فخر الدين أبي منصور عبدالرحمن بن محمد بن الحسن الشافعي رحمه الله على الشيخين الأجلين الرئيسين العدلين فخر الدين أبي عبدالله محمد وعماد الدين بن أبي زكريا يحيى والدى الشيخ الإمام العالم الزاهد كمال الدين يحيى عباس أطال الله بقاءهما بحق سماعهما منه فسمعه الولد النجيب شمس الدين أبو عبدالله محمد (وأخوه) علاء الدين أبي الحسن علي والدا عماد الدين المسمع المذكور والشيخ الإمام العالم الفاضل الصدر الكبير خطيب الخطباء شمس الدين إبراهيم بن الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام مفتي الفرق فريد العصر عز الدين أبي محمد عبدالعزيز بن الشيخ الامام عبد بن الشيخ الإمام ابي القاسم بن الشيخ الامام الحسن السلمي الشافعي وولده النجيب أسعده الله عز الدين أبو البركات ناصر الدين أبو الفدا أحمد بن الشيخ الإمام العالم العامل الصدر الكبير بدر الدين أبو زكريا يحيى والأمير الكبير عز الدين محمد شنقران الشهرزوري وولده شرف الدين عيسى وسمع الفقيه الإمام العالم العامل عز الدين أبو جعفر الإمام العالم عفيف الدين أبي العباس أحمد بن خضر بن يوسف الهكاري وصح وثبت في مجلس (وذلك في) الثالث عشر من ربيع الآخر سنة أربع وستين وست ومئة بمقصورة الصحابة بجامع دمشق كتبه أفقر عباد الله (أحمد بن ابراهيم بن) سباع بن ضياء الفزازي عفا الله عنه والحمد لله وحده وصلى الله عليه على سيدنا مُحَمَّدٍ وآله وصحبه وسلم.
تملك انتقل بالابتياع الشرعي من فخر الدين الى ملك العبد الفقير إلى الله تعالى شمس الدين أبي عبد (الله) محمد الزرعي الشافعي الحاكم بعجلون إن الله تعالى وذلك عاشر شهر رجب الفرد سنة ثلاث وسبعين.
تملك ملكه من المؤذن كاتبه محمد بن طولون (55 - أ) أنهاه مطالعة مستعيرة من مكتبة مدرسة أبي عمر قدس سره المحتاج لعفو الله تعالى السيد عبد الغني الجابي وذلك في جماد الأول سنة أربع ومائتين وألف. تم بحمد الله. |
|
| |
| الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين | |
|