منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

IZHAR UL-HAQ

(Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.

أحْـلامٌ مِـنْ أبِـي (باراك أوباما) ***

 

 سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (3)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52575
العمر : 72

سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (3) Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (3)   سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (3) Emptyالسبت 18 سبتمبر 2010, 12:48 am

48

" الولد سر أبيه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 124 ) : لا أصل له .

قاله السخاوي في " المقاصد الحسنة " ( ص 706 ) , و السيوطي في " الدرر "

(ص 170 ) تبعا للزركشي في ‏" التذكرة " ( ص 211 ) , و أورده الصغاني في

" الأحاديث الموضوعة " ( ص 4 ) .

و معناه ليس مضطردا , ففي الأنبياء من كان أبوه مشركا عاصيا , مثل آزر والد

إبراهيم عليه السلام , و فيهم من كان ابنه مشركا مثل ابن نوح عليه السلام .


49

" من زار قبر أبويه أو أحدهما في كل جمعة غفر له و كتب برا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 125 ) : موضوع .

أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 199 ) و في " الأوسط " ( 1 / 84 / 1 ـ من

" زوائد المعجمين " ) , و عنه الأصبهاني في " الترغيب " ( 228 / 2 ) من طريق

محمد بن النعمان بن عبد الرحمن عن يحيى بن العلاء البجلي عن عبد الكريم

أبي أمية عن مجاهد عن # أبي هريرة # مرفوعا و قال : لا يروى عن أبي هريرة إلا

بهذا الإسناد .

قلت : و هو موضوع : محمد بن النعمان هذا قال في " الميزان " و تبعه في

" اللسان " : مجهول , قاله العقيلي , و يحيى متروك .

قلت : و يحيى هذا مجمع على ضعفه , و قد كذبه وكيع , و كذا أحمد فقال : كذاب يضع

الحديث و قال ابن عدي : و الضعف على رواياته بين , و أحاديثه موضوعات .

و شيخه عبد الكريم أبي أمية هو ابن أبي المخارق ضعيف أيضا و لكنه لم يتهم ,

و لذلك لم يصب الحافظ الهيثمي حين أعل الحديث به فقط , فقال ( 3 / 60 ) : رواه

الطبراني في " الأوسط " و " الصغير " , و فيه عبد الكريم أبو أمية و هو ضعيف .

و أما شيخه العراقي , فقد أعله في " تخريج الإحياء " ( 4 / 418 ) بما نقلته

آنفا عن " الميزان " فأصاب و كذلك أخطأ السيوطي في " اللآليء " حيث قال ( 2 /

234 ) حيث قال : عبد الكريم ضعيف , و يحيى بن العلاء و محمد بن النعمان مجهولان

فإن يحيى بن العلاء ليس بالمجهول , بل هو معروف و لكن بالكذب ! .

ثم إن للحديث علة أخرى و هي الاضطراب , فقد أخرجه ابن أبي الدنيا في " القبور "

و من طريقه عبد الغني المقدسي في " السنن " ( 92 / 2 ) عن محمد بن النعمان يرفع

الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم , و هذا معضل .

و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 209 ) : سألت أبي عن حديث رواه أبو موسى

محمد ( بن ) المثنى عن محمد بن النعمان أبي النعمان الباهلي عن يحيى بن العلاء

عن عمه خالد بن عامر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل يعق

والديه أو أحدهما فيموتان فيأتي قبره كل ليلة ? قال أبي : هذا إسناد مضطرب ,

و متن الحديث منكر جدا كأنه موضوع .


50

" من زار قبر والديه كل جمعة , فقرأ عندهما أو عنده *( يس )* غفر له بعدد كل

آية أو حرف " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 126 ) : موضوع .

رواه ابن عدي ( 286 / 1 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 344 - 345 )

و عبد الغني المقدسي في " السنن " ( 91 / 2 ) من طريق أبي مسعود يزيد بن خالد ,

حدثنا عمرو بن زياد , حدثنا يحيى بن سليم الطائفي عن هشام بن عروة عن أبيه عن

عائشة عن # أبي بكر الصديق # مرفوعا و كتب بعض المحدثين - و أظنه ابن المحب أو

الذهبي - على هامش نسخة " سنن المقدسي " : هذا حديث غير ثابت , و قال ابن عدي :

باطل ليس له أصل بهذا الإسناد , ذكره في ترجمة عمرو بن زياد هذا , و هو

أبو الحسن الثوباني مع أحاديث أخرى له , قال في أحدها : موضوع , ثم قال :

و لعمرو بن زياد غير هذا من الحديث , منها سرقة يسرقها من الثقات , و منها

موضوعات , و كان هو يتهم بوضعها .

و قال الدارقطني : يضع الحديث و لهذا أورد الحديث ابن الجوزي في " الموضوعات "

( 3 / 239 ) من رواية ابن عدي فأصاب , و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 /

440 ) بقوله : قلت : له شاهد , ثم ساق سند الحديث الذي قبله ! و قد علمت أنه

حديث موضوع أيضا ! و لو قيل بأنه ضعيف فقط فلا يصلح شاهدا لهذا , لوجهين :

الأول : أنه مغاير له في المعنى و لا يلتقي معه إلا في مطلق الزيارة .

الآخر : ما ذكره المناوي في شرحه على " الجامع الصغير " فإنه قال بعد أن نقل

كلام ابن عدي المتقدم : و من ثم اتجه حكم ابن الجوزي عليه بالوضع , و تعقبه

المصنف بأن له شاهدا ( و أشار إلى الحديث المتقدم ) و ذلك غير صواب لتصريحهم

حتى هو بأن الشواهد لا أثر لها في الموضوع بل في الضعيف و نحوه .

و الحديث يدل على استحباب قراءة القرآن عند القبور , و ليس في السنة الصحيحة ما

يشهد لذلك , بل هي تدل على أن المشروع عند زيارة القبور إنما هو السلام عليهم

و تذكر الآخرة فقط , و على ذلك جرى عمل السلف الصالح رضي الله عنهم , فقراءة

القرآن عندها بدعة مكروهة كما صرح به جماعة من العلماء المتقدمين , منهم

أبو حنيفة , و مالك , و أحمد في رواية كما في " شرح الإحياء " للزبيدي ( 2 /

285 ) قال : لأنه لم ترد به سنة , و قال محمد بن الحسن و أحمد في رواية : لا

تكره , لما روى عن ابن عمر أنه أوصى أن يقرأ على قبره وقت الدفن بفواتح سورة

البقرة و خواتمها .

قلت : هذا الأثر عن ابن عمر لا يصح سنده إليه , و لو صح فلا يدل إلا على

القراءة عند الدفن لا مطلقا كما هو ظاهر .

فعليك أيها المسلم بالسنة , و إياك و البدعة , و إن رآها الناس حسنة , فإن " كل

بدعة ضلالة " كما قال صلى الله عليه وسلم .


51

" إن الله يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 128 ) : ضعيف .

أخرجه ابن ماجه ( 2 / 529 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 361 ) من طريق حماد

ابن عيسى , حدثنا موسى بن عبيدة , أخبرني القاسم بن مهران عن # عمران بن حصين #

مرفوعا .

و قال العقيلي في ترجمة القاسم : لا يثبت سماعه من عمران بن حصين , رواه عنه

موسى بن عبيدة و هو متروك .

و أقره البوصيري في " الزوائد " ( 253 / 2 ) و قال : هذا إسناد ضعيف .

قلت : فللحديث علتان تبينتا في كلام العقيلي و هما الانقطاع و ضعف ابن عبيدة .

و له علة ثالثة : و هي جهالة ابن مهران هذا , قال الحافظ في " التقريب " : مجهول .

و علة رابعة و هي حماد بن عيسى و هو الواسطي , قال الحافظ : ضعيف , و لذلك قال

العراقي: سنده ضعيف كما نقله المناوي و ضعفه السخاوي أيضا في "المقاصد" (رقم 246).

قلت : و قد وجدت للحديث طريقا أخرى و لكنه لا يزداد بها إلا ضعفا , لأنه من

رواية محمد بن الفضل عن زيد العمي عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين به دون

قوله : " أبا العيال " , أخرجه ابن عدي ( 295 / 1 ) و أبو نعيم ( 2 / 282 )

و قال : غريب من حديث محمد بن سيرين , لم نكتبه إلا من حديث زيد و محمد بن

الفضل بن عطية .

قلت : و في هذا السند ثلاث علل أيضا :

الأولى : الانقطاع بين عمران و ابن سيرين , فإنه لم يسمع منه كما قال الدارقطني

خلافا لما رواه عبد الله بن أحمد عن أبيه .

الثانية : زيد العمي و هو ابن الحواري , ضعيف .

الثالثة : محمد بن الفضل بن عطية و هو كذاب كما قال الفلاس و غيره .


52

" إذا استصعبت على أحدكم دابته أو ساء خلق زوجته أو أحد من أهل بيته فليؤذن في

أذنه " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 130 ) : ضعيف .

أورده الغزالي ( 2 / 195 ) جازما بنسبته إليه صلى الله عليه وسلم ! و قال مخرجه

الحافظ العراقي : رواه أبو منصور الديلمي في " مسند الفردوس " من حديث # الحسين

ابن علي بن أبي طالب # بسند ضعيف نحوه .

قلت : و لفظه كما في " الفردوس " ( 3 / 558 ) : " من ساء خلقه من إنسان أو

دابة , فأذنوا في أذنيه " .


53

" عليكم بدين العجائز " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 130 ) : لا أصل له .

كذا قال في " المقاصد " و ذكره الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( 7 ) و أورده

الغزالي ( 3 / 67 ) مرفوعا إليه صلى الله عليه وسلم ! و قال مخرجه العراقي :

قال ابن طاهر في " كتاب التذكرة " ( رقم 511 ) : تداوله العامة , و لم أقف له

على أصل يرجع إليه من رواية صحيحة و لا سقيمة , حتى رأيت حديثا لمحمد بن

عبد الرحمن البيلماني عن أبيه عن # ابن عمر # عن النبي صلى الله عليه وسلم .

قلت : ثم ذكر الحديث الآتي :


54

"إذا كان في آخر الزمان, واختلفت الأهواء, فعليكم بدين أهل البادية والنساء".

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 130 ) : موضوع .

قال ابن طاهر : و ابن البيلماني ( يعني الذي في سنده ) له عن أبيه عن

# ابن عمر # نسخة كان يتهم بوضعها .

قال الحافظ العراقي : و هذا اللفظ من هذا الوجه رواه ابن حبان في " الضعفاء "

في ترجمة ابن البيلماني .

قلت : من طريق ابن حبان أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 271 ) و منه

تبين أن فيه علة أخرى , لأن راويه عن ابن عبد الرحمن البيلماني محمد بن الحارث

الحارثي و هو ضعيف , و في ترجمته أورد الحديث ابن عدي ( 297 / 2 ) و قال :

و عامة ما يرويه غير محفوظ , ثم قال ابن الجوزي : لا يصح , محمد بن الحارث ليس

بشيء , و شيخه كذلك حدث عن أبيه بنسخة موضوعة ,

و إنما يعرف هذا من قول عمر بن عبد العزيز .

و أقره السيوطي في " اللآليء المصنوعة " ( 1 / 131 ) و زاد عليه فقال : قلت :

محمد بن الحارث من رجال ابن ماجه , و قال في " الميزان " : هذا الحديث من

عجائبه .

قلت : الحمل فيه على ابن البيلماني أولى من الحمل فيه على ابن الحارث , فإن هذا

قد وثقه بعضهم , بخلاف ابن البيلماني فإنه متفق على توهينه , و قد أشار إلى ما

ذهبت إليه بعض الأئمة , فقال الآجرى : سألت أبا داود عن ابن الحارث فقال :

بلغني عن بندار قال : ما في قلبي منه شيء , البلية من ابن البيلماني , و قال

البزار : مشهور ليس به بأس , و إنما تأتي هذه الأحاديث من ابن البيلماني .

فثبت أن آفة الحديث من ابن البيلماني و به أعله الحافظ ابن طاهر كما تقدم ,

و كذا السخاوي في " المقاصد " , و قال الشيخ علي القاري : حديث موضوع .

ثم أليس من العجائب أن يورد السيوطي هذا الحديث في " الجامع الصغير " مع تعهده

في مقدمته أن يصونه مما تفرد به كذاب أو وضاع مع أن الحديث فيه ذاك الكذاب ابن

البيلماني , و مع إقراره ابن الجوزي على حكمه عليه بالوضع ? ! و قد أقرهما على

ذلك ابن عراق أيضا في " تنزيه الشريعة " ( 136 / 1 ) فإنه أورده في " الفصل

الأول " الذي يورد فيه ما حكم ابن الجوزي بوضعه و لم يخالف فيه كما نص عليه في

المقدمة .


55

" سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 132 ) : منكر جدا .

و قد روي من حديث # أبي هريرة و ابن عمر و أنس و ابن عباس # .

1 ـ أما حديث أبي هريرة فقد روي من ثلاث طرق عن أبي سعيد المقبري عنه .

الأولى : عن محمد بن يعقوب الفرجي قال : نبأنا محمد بن عبد الملك بن قريب

الأصمعي قال : نبأنا أبي عن أبي معشر عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة .

أخرجه أبو سعد الماليني في " الأربعين في شيوخ الصوفية " ( 5 / 1 ) و أبو نعيم

في " الحلية " ( 10 / 290 ) و الخطيب في " تاريخ بغداد " ( 1 / 417 ) , و من

طريقه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1178 ) و قال : لم أسمع لمحمد بن الأصمعي

ذكرا إلا في هذا الحديث , قال الذهبي في ترجمته : و هو حديث منكر جدا , ثم ساقه

بهذا السند ثم قال : هذا غير صحيح , و أقره الحافظ في " اللسان " .

قلت : و لهذا الإسناد ثلاث علل :

أ - ابن الأصمعي هذا و هو مجهول كما يشير إليه كلام الخطيب السابق .

ب - الراوي عنه محمد بن يعقوب الفرجي , لم أجد له ترجمة إلا أن الماليني أورده

في " شيوخ الصوفية " و لم يذكر فيه تعديلا و لا جرحا , و كذلك فعل الخطيب في

"تاريخ بغداد" (3 / 388) إلا أنه قال: وكان يحفظ الحديث, و لعله هو الآفة.

ج - أبو معشر و اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي ضعيف اتفاقا , و ضعفه يحيى بن

سعيد جدا , و كذا البخاري حيث قال : منكر الحديث .

الطريق الثانية : قال عبد الله بن سالم : حدثنا عمار بن مطر الرهاوي - و كان

حافظا للحديث - حدثنا ابن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة , أخرجه ابن عدي في

" الكامل " ( 5 / 72 ـ بيروت ) , و عنه ابن الجوزي في " الواهيات " ( 2 / 219 )

و قال : لا يصح , و ذكره الذهبي في ترجمة عمار هذا , و قال : هالك , وثقه بعضهم

و منهم من وصفه بالحفظ , ثم ساقه ثم ذكر أحاديث منكرة , ثم ختم ترجمته بقوله :

قال أبو حاتم الرازي : كان يكذب , و قال ابن عدي : أحاديثه بواطيل , و قال

الدارقطني : ضعيف .

قلت : فهذه متابعة قوية لأبي معشر من ابن أبي ذئب , و لكنه لا يعتد بها , فإنه

و إن كان ثقة ففي الطريق إليه ذلك الهالك , لكنه روي من طريق غيره و هو :

الطريق الثالثة : أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 5 / 72 ) , و من طريقه ابن

الجوزي عن أبي شهاب عبد القدوس بن عبد القاهر بن أبي ذئب أبي شهاب سمعه من صدقة

ابن أبي الليث الحصني - و كان من الثقات - عن ابن أبي ذئب , ذكره ابن حجر في

" اللسان " في ترجمة عبد القدوس هذا بعد أن قال فيه الذهبي : له أكاذيب وضعها ,

ثم ذكر منها حديثا , ثم ذكر الحافظ منها حديثا آخر هو هذا ثم قال : و هذا إنما

يعرف برواية عمار بن مطر عن ابن أبي ذئب , و كان الناس ينكرونه على عمار , و قد

عرفت حال عمار آنفا .

و خير هذه الطرق الأولى , و مع ذلك فهي واهية لكثرة عللها , و قد قال الحافظ في

" تخريج الكشاف " ( 130 رقم 181 ) : و إسناده ضعيف .

2 ـ و أما حديث ابن عمر , فأخرجه عباس الدوري في " تاريخ ابن معين " ( ق 41 /

2 ) , و ابن عدي ( 5 / 13 و 7 / 77 ) , و الخطيب في " الجامع " ( 5 / 91 / 2 )

نسخة الإسكندرية و الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 194 / 1 ) و الثعلبي في

" التفسير " ( 3 / 78 / 2 ) , و ابن الجوزي في " الواهيات " ( 1177 ) عن الوليد

ابن سلمة - قاضي الأردن - حدثنا عمر بن صهبان عن نافع عنه , و قال ابن عدي :

و عمر هذا عامة أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه و يغلب على حديثه المناكير .

قلت : و هو ضعيف جدا , قال البخاري : منكر الحديث , و قال الدارقطني : متروك

الحديث .

قلت : لكن الراوي عنه الوليد بن سلمة شر منه فقد قال فيه أبو مسهر و دحيم

و غيرهما : كذاب , و قال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات .

و قد ساق ابن عدي له أحاديث , و منها هذا الحديث أورده في ترجمته أيضا و قال و

كذا في " المنتخب منه " ( ق 350 / 1 ) و غيره : عامتها غير محفوظة .

3 ـ و أما حديث أنس , فأخرجه ابن بشران في " الأمالي " ( 23 / 69 / 2 ) ,

و الخطيب في " الجامع " ( 2 / 22 / 1 ) من طريق محمد بن يونس حدثنا يوسف بن

كامل حدثنا عبد السلام بن سليمان الأزدي عن أبان عنه مرفوعا بلفظ : "... بهاء الوجه".

و هذا إسناد باطل ليس فيهم من هو معروف بالثقة باستثناء أنس طبعا .

أما أبان فهو ابن أبي عياش الزاهد البصري , و قال أحمد : متروك الحديث , و قال

شعبة : لأن يزني الرجل خير من أن يروي عن أبان .

قلت : و لا يجوز أن يقال مثل هذا إلا فيمن هو كذاب معروف بذلك و قد كان شعبة

يحلف على ذلك , و لعله كان لا يتعمد الكذب , فقد قال فيه ابن حبان : كان أبان

من العباد يسهر الليل بالقيام و يطوي النهار بالصيام , سمع من أنس أحاديث

و جالس الحسن فكان يسمع كلامه و يحفظ , فإذا حدث ربما جعل كلام الحسن عن أنس

مرفوعا و هو لا يعلم ! و لعله روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من

ألف حديث و خمس مئة حديث ما لكبير شيء منها أصل يرجع له ! .

و أما عبد السلام بن سليمان الأزدي , فالظاهر أنه أبو همام العبدي , فإنه من

طبقته سمع داود بن أبي هند روى عنه حرمي بن عمارة و أبو سلمة و يحيى بن يحيى

كما قال أبو حاتم على ما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 1 / 46 ) و لم يذكر فيه

جرحا و لا تعديلا فهو مجهول الحال , و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 2 /

182 ) على قاعدته و أورد قبله راويا آخر فقال : عبد السلام بن سليمان يروي عن

يزيد بن سمرة , عداده في أهل الشام , روى عنه الأوزاعي .

و الظاهر أنه ليس هو راوي هذا الحديث فإن إسناده ليس شاميا , فإنما هو الذي قبله .

و أما يوسف بن كامل , فالظاهر أنه العطار , روى عن سويد بن أبي حاتم و نافع بن

عمر الجمحي , روى عنه عمرو بن علي الصيرفي كما في " الجرح و التعديل " ( 4 /

2 / 228 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لعله في " ثقات ابن حبان " فليراجع

في أتباع أتباع التابعين منه, فإن نسختنا منه ينقص منها هذا المجلد وما دونه.

و أما محمد بن يونس فهو الكديمي قال ابن عدي : قد اتهم بالوضع , و قال

ابن حبان : لعله وضع أكثر من ألف حديث , و كذبه أبو داود و موسى بن هارون

و القاسم بن المطرز , و قال الدارقطني : يتهم بوضع الحديث , و ما أحسن فيه

القول إلا من لم يخبر حاله .

4 ـ و أما حديث ابن عباس فعزاه السيوطي في " الجامع " لابن النجار , و لم أقف

على إسناده , و غالب الظن أنه واه كغيره , و قد بيض له المناوي .

فتبين من هذا التحقيق أن هذه الطرق كلها واهية جدا فلا تصلح لتقوية الطريق

الأولى منها , و هي على ضعفها أحسنها حالا , فلا تغتر بقول الحافظ السخاوي في

" المقاصد " ( 240 ) : و شواهده كثيرة , فإنها لا تصلح للشهادة كما ذكرنا .

و الظاهر أن أصل الحديث موقوف رفعه أولئك الضعفاء عمدا أو سهوا , فقد رأيت في

" المنتقى من المجالسة " للدينوري ( 52 / 2 ) بسند صحيح عن مغيرة قال : قال

إبراهيم : ليس من المروءة كثرة الالتفات في الطريق , و يقال : " سرعة المشي

تذهب بهاء المؤمن " .

و ذكره الشيخ على القاري في " شرح الشمائل " ( 1 / 52 ) من قول الزهري .

و يكفي في رد هذا الحديث أنه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في مشيه ,

فقد كان صلى الله عليه وسلم سريع المشي كما ثبت ذلك عنه في غير ما حديث , و روى

ابن سعد في " الطبقات " عن الشفاء بنت عبد الله أم سليمان قالت : كان عمر إذا

مشى أسرع .

و لعل هذا الحديث من افتراء بعض المتزهدين الذين يرون أن الكمال أن يمشي المسلم

متباطئا متماوتا كأن به مرضا ! و هذه الصفة ليست مرادة قطعا بقوله تعالى :

*( و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا , و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا

سلاما )* , قال الحافظ ابن كثير في تفسيرها : هونا : أي بسكينة و وقار من غير

جبرية و لا استكبار , كقوله تعالى : * ( و لا تمش في الأرض مرحا )* , فأما

هؤلاء فإنهم يمشون بغير استكبار و لا مرح و لا أشر و لا بطر .

و ليس المراد أنهم يمشون كالمرضى تصنعا و رياء , فقد كان سيد ولد آدم عليه

الصلاة و السلام إذا مشى كأنما ينحط من صبب و كأنما تطوى الأرض له , و قد كره

بعض السلف المشي بتضعف , حتى روى عن عمر أنه رأى شابا يمشي رويدا , فقال : ما

بالك أأنت مريض ? قال : لا يا أمير المؤمنين , فعلاه بالدرة و أمره أن يمشي

بقوة , و إنما المراد بالهون هنا : السكينة و الوقار .

و قد روى الإمام أحمد ( رقم 3034 ) من حديث ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه

وسلم كان إذا مشى مشى مجتمعا ليس فيه كسل , و رواه البزار ( 2391 ـ زوائده ) و

سنده صحيح , و له شاهد عن سيار أبي الحكم مرسلا , رواه ابن سعد ( 1 / 379 ) .


56

" لولا النساء لعبد الله حقا حقا " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 139 ) : موضوع .

و له طريقان :

الأول : عن محمد بن عمران الهمذاني , أنبأنا عيسى بن زياد الدورقي - صاحب ابن

عيينة - قال : حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن

# عمر بن الخطاب # مرفوعا , أخرجه ابن عدي ( ق 312 / 1 ) و قال : هذا حديث منكر

, و لا أعرفه إلا من هذا الوجه , و عبد الرحيم بن زيد العمي أحاديثه كلها لا

يتابعه الثقات عليه .

قلت : و قال البخاري : تركوه , و قال أبو حاتم : يترك حديثه , منكر الحديث ,

كان يفسد أباه يحدث عنه بالطامات , و قال ابن معين : كذاب خبيث .

قلت : و أبوه زيد ضعيف كما تقدم ( 51 ) .

و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 255 ) من طريق ابن عدي ثم

قال : لا أصل له , عبد الرحيم و أبوه متروكان , و محمد بن عمران منكر الحديث .

قلت : الظاهر أن ابن الجوزي توهم أن محمد بن عمران هذا هو الأخنسي الذي قال فيه

البخاري في " تاريخه الكبير " ( 1 / 1 / 202 ) : كان ببغداد , يتكلمون فيه ,

منكر الحديث عن أبي بكر بن عياش , و ليس صاحب هذا الحديث هو الأخنسي , بل هو

الهمذاني كما صرح ابن عدي في روايته , و هو ثقة و له ترجمة جيدة في " تاريخ

بغداد " ( 3 / 133 - 134 ) , فعلة الحديث ممن فوقه .

و أما السيوطي فخفي عليه هذا , فإنه إنما تعقب ابن الجوزي بقوله في " اللآليء "

( 1 / 159 ) : قلت : له شاهد ! و مع ذلك فهذا تعقب لا طائل تحته , لأن الشاهد

المشار إليه ليس خيرا من المشهود له !

هو الطريق الآخر : عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن # أنس # مرفوعا بلفظ :

" لولا النساء دخل الرجال الجنة " .

رواه أبو الفضل عيسى بن موسى الهاشمي في " نسخة الزبير بن عدي " ( 1 / 55 / 2 )

و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 30 ) و الثقفي في " الثقفيات " .

قلت : و بشر هذا متروك يكذب كما تقدم ( 28 ) , و من طريقه رواه الديلمي في

" مسند الفردوس " بلفظ : " لولا النساء لعبد الله حق عبادته " كما في " فيض

القدير " .

و قد اقتصر السيوطي في ترجمة بشر هذا على قوله عقب الحديث : متروك , فتعقبه ابن

عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 204 ) : بل كذاب وضاع فلا يصلح حديثه شاهدا .

و مما سبق تعلم أن السيوطي لم يحسن صنعا بإيراده هذه الأحاديث الثلاثة في

" الجامع الصغير " خلافا لشرطه الذي ذكرته أكثر من مرة .


57

" اختلاف أمتي رحمة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 141 ) : لا أصل له .

و لقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا , حتى قال السيوطي في

" الجامع الصغير " : و لعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا ! .

و هذا بعيد عندي , إذ يلزم منه أنه ضاع على الأمة بعض أحاديثه صلى الله عليه

وسلم , و هذا مما لا يليق بمسلم اعتقاده .

و نقل المناوي عن السبكي أنه قال : و ليس بمعروف عند المحدثين , و لم أقف له

على سند صحيح و لا ضعيف و لا موضوع .

و أقره الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على " تفسير البيضاوي " ( ق 92 / 2 ) .

ثم إن معنى هذا الحديث مستنكر عند المحققين من العلماء , فقال العلامة ابن حزم

في " الإحكام في أصول الأحكام " ( 5 / 64 ) بعد أن أشار إلى أنه ليس بحديث :

و هذا من أفسد قول يكون , لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطا , و هذا

ما لا يقوله مسلم , لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف , و ليس إلا رحمة أو سخط .

و قال في مكان آخر : باطل مكذوب , كما سيأتي في كلامه المذكور عند الحديث

( 61 ) .

و إن من آثار هذا الحديث السيئة أن كثيرا من المسلمين يقرون بسببه الاختلاف

الشديد الواقع بين المذاهب الأربعة , و لا يحاولون أبدا الرجوع بها إلى الكتاب

و السنة الصحيحة , كما أمرهم بذلك أئمتهم رضي الله عنهم , بل إن أولئك ليرون

مذاهب هؤلاء الأئمة رضي الله عنهم إنما هي كشرائع متعددة ! يقولون هذا مع علمهم

بما بينها من اختلاف و تعارض لا يمكن التوفيق بينها إلا برد بعضها المخالف

للدليل , و قبول البعض الآخر الموافق له , و هذا ما لا يفعلون ! و بذلك فقد

نسبوا إلى الشريعة التناقض ! و هو وحده دليل على أنه ليس من الله عز وجل لو

كانوا يتأملون قوله تعالى في حق القرآن : *( و لو كان من عند غير الله لوجدوا

فيه اختلافا كثيرا )* فالآية صريحة في أن الاختلاف ليس من الله , فكيف يصح إذن

جعله شريعة متبعة , و رحمة منزلة ? .

و بسبب هذا الحديث و نحوه ظل أكثر المسلمين بعد الأئمة الأربعة إلى اليوم

مختلفين في كثير من المسائل الاعتقادية و العملية , و لو أنهم كانوا يرون أن

الخلاف شر كما قال ابن مسعود و غيره رضي الله عنهم و دلت على ذمه الآيات

القرآنية و الأحاديث النبوية الكثيرة , لسعوا إلى الاتفاق , و لأمكنهم ذلك في

أكثر هذه المسائل بما نصب الله تعالى عليها من الأدلة التي يعرف بها الصواب من

الخطأ , و الحق من الباطل , ثم عذر بعضهم بعضا فيما قد يختلفون فيه , و لكن

لماذا هذا السعي و هم يرون أن الاختلاف رحمة , و أن المذاهب على اختلافها

كشرائع متعددة ! و إن شئت أن ترى أثر هذا الاختلاف و الإصرار عليه , فانظر إلى

كثير من المساجد , تجد فيها أربعة محاريب يصلى فيها أربعة من الأئمة !

و لكل منهم جماعة ينتظرون الصلاة مع إمامهم كأنهم أصحاب أديان مختلفة ! و كيف

لا و عالمهم يقول : إن مذاهبهم كشرائع متعددة ! يفعلون ذلك و هم يعلمون قوله

صلى الله عليه وسلم : " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة " رواه مسلم

و غيره , و لكنهم يستجيزون مخالفة هذا الحديث و غيره محافظة منهم على المذهب

كأن المذهب معظم عندهم و محفوظ أكثر من أحاديثه عليه الصلاة و السلام ! و جملة

القول أن الاختلاف مذموم في الشريعة , فالواجب محاولة التخلص منه ما أمكن ,

لأنه من أسباب ضعف الأمة كما قال تعالى : *( و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب

ريحكم )* , أما الرضا به و تسميته رحمة فخلاف الآيات الكريمة المصرحة بذمه ,

و لا مستند له إلا هذا الحديث الذي لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

و هنا قد يرد سؤال و هو : إن الصحابة قد اختلفوا و هم أفاضل الناس , أفيلحقهم

الذم المذكور ? .

و قد أجاب عنه ابن حزم رحمه الله تعالى فقال ( 5 / 67 - 68 ) : كلا ما يلحق

أولئك شيء من هذا , لأن كل امرئ منهم تحرى سبيل الله , و وجهته الحق , فالمخطئ

منهم مأجور أجرا واحدا لنيته الجميلة في إرادة الخير , و قد رفع عنهم الإثم في

خطئهم لأنهم لم يتعمدوه و لا قصدوه و لا استهانوا بطلبهم , و المصيب منهم مأجور

أجرين , و هكذا كل مسلم إلى يوم القيامة فيما خفي عليه من الدين

و لم يبلغه , و إنما الذم المذكور و الوعيد المنصوص , لمن ترك التعلق بحبل الله

تعالى و هو القرآن , و كلام النبي صلى الله عليه وسلم بعد بلوغ النص إليه

و قيام الحجة به عليه , و تعلق بفلان و فلان , مقلدا عامدا للاختلاف , داعيا

إلى عصبية و حمية الجاهلية , قاصدا للفرقة , متحريا في دعواه برد القرآن

و السنة إليها , فإن وافقها النص أخذ به , و إن خالفها تعلق بجاهليته , و ترك

القرآن و كلام النبي صلى الله عليه وسلم , فهؤلاء هم المختلفون المذمومون .

و طبقة أخرى و هم قوم بلغت بهم رقة الدين و قلة التقوى إلى طلب ما وافق أهواءهم

في قول كل قائل , فهم يأخذون ما كان رخصة في قول كل عالم , مقلدين له غير

طالبين ما أوجبه النص عن الله و عن رسوله صلى الله عليه وسلم .

و يشير في آخر كلامه إلى " التلفيق " المعروف عند الفقهاء , و هو أخذ قول

العالم بدون دليل , و إنما اتباعا للهوى أو الرخص , و قد اختلفوا في جوازه ,

و الحق تحريمه لوجوه لا مجال الآن لبيانها , و تجويزه مستوحى من هذا الحديث

و عليه استند من قال : " من قلد عالما لقي الله سالما " ! و كل هذا من آثار

الأحاديث الضعيفة , فكن في حذر منها إن كنت ترجو النجاة *( يوم لا ينفع مال

و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم )* .


58

" أصحابي كالنجوم , بأيهم اقتديتم اهتديتم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 144 ) : موضوع .

رواه ابن عبد البر في " جامع العلم " ( 2 / 91 ) و ابن حزم في " الإحكام "

( 6 / 82 ) من طريق سلام بن سليم قال : حدثنا الحارث بن غصين عن الأعمش عن

أبي سفيان عن # جابر # مرفوعا به , و قال ابن عبد البر : هذا إسناد لا تقوم به

حجة لأن الحارث بن غصين مجهول .

و قال ابن حزم : هذه رواية ساقطة , أبو سفيان ضعيف , و الحارث بن غصين هذا هو

أبو وهب الثقفي , و سلام بن سليمان يروي الأحاديث الموضوعة و هذا منها بلا شك .

قلت : الحمل في هذا الحديث على سلام بن سليم - و يقال : ابن سليمان و هو

الطويل - أولى فإنه مجمع على ضعفه , بل قال ابن خراش : كذاب , و قال ابن حبان :

روى أحاديث موضوعة .

و أما أبو سفيان فليس ضعيفا كما قال ابن حزم , بل هو صدوق كما قال الحافظ في

" التقريب " , و أخرج له مسلم في " صحيحه " .

و الحارث بن غصين مجهول كما قال ابن حزم , و كذا قال ابن عبد البر و إن ذكره

ابن حبان في " الثقات " , و لهذا قال أحمد : لا يصح هذا الحديث كما في

" المنتخب " لابن قدامة ( 10 / 199 / 2 ) .

و أما قول الشعراني في " الميزان " ( 1 / 28 ) : و هذا الحديث و إن كان فيه

مقال عند المحدثين , فهو صحيح عند أهل الكشف , فباطل و هراء لا يتلفت إليه !

ذلك لأن تصحيح الأحاديث من طريق الكشف بدعة صوفية مقيتة , و الاعتماد عليها

يؤدي إلى تصحيح أحاديث باطلة لا أصل لها , كهذا الحديث لأن الكشف أحسن أحواله -

إن صح - أن يكون كالرأي , و هو يخطيء و يصيب , و هذا إن لم يداخله الهوي ,

نسأل الله السلامة منه , و من كل ما لا يرضيه .

و روي الحديث عن # أبي هريرة # بلفظ : " مثل أصحابي " و سيأتي برقم (438 )

و روي نحوه عن ابن عباس و عمر بن الخطاب و ابنه عبد الله .

أما حديث ابن العباس فهو:


59

" مهما أوتيتم من كتاب الله فالعمل به , لا عذر لأحدكم في تركه , فإن لم يكن في

كتاب الله , فسنة مني ماضية , فإن لم يكن سنة مني ماضية , فما قال أصحابي , إن

أصحابي بمنزلة النجوم في السماء , فأيها أخذتم به اهتديتم , و اختلاف أصحابي

لكم رحمة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 146 ) : موضوع .

أخرجه الخطيب في " الكفاية في علم الرواية " ( ص 48 ) و من قبله أبو العباس

الأصم في الثاني من حديثه رقم 142 من نسختي , و عنه البيهقي في " المدخل " رقم

( 152 ) , و الديلمي ( 4 / 75 ) , و ابن عساكر ( 7 / 315 / 2 ) من طريق سليمان

ابن أبي كريمة عن جويبر عن الضحاك عن # ابن عباس # مرفوعا .

قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا : سليمان بن أبي كريمة قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 /

138 ) عن أبيه : ضعيف الحديث .

و جويبر هو ابن سعيد الأزدي , متروك , كما قال الدارقطني و النسائي و غيرهما ,

و ضعفه ابن المديني جدا .

و الضحاك هو ابن مزاحم الهلالي لم يلق ابن عباس , و قال البيهقي عقبه : هذا

حديث متنه مشهور , و أسانيده ضعيفة , لم يثبت في هذا إسناد .

و الحديث أورد منه الجملة الأخيرة الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 1 /

25 ) و أورده السيوطي بتمامه في أول رسالته " جزيل المواهب في اختلاف المذاهب "

من رواية البيهقي في " المدخل " ثم قال العراقي : و إسناده ضعيف .

و التحقيق أنه ضعيف جدا لما ذكرنا من حال جويبر , و كذلك قال السخاوي في

" المقاصد " و لكنه موضوع من حيث معناه لما تقدم و يأتي .

فإذا عرفت هذا فمن الغريب قول السيوطي في الرسالة المشار إليها : في هذا الحديث

فوائد , منها إخباره صلى الله عليه وسلم باختلاف المذاهب بعده في الفروع ,

و ذلك من معجزاته , لأنه من الإخبار بالمغيبات , و رضاه بذلك و تقريره عليه حيث

جعله رحمة , و التخيير للمكلف في الأخذ بأيها شاء... فيقال له : أثبت العشر ثم

انقش , و ما ذكره من التخيير باطل لا يمكن لمسلم أن يلتزم القول و العمل به على

إطلاقه لأنه يؤدي إلى التحلل من التكاليف الشرعية كما لا يخفى.

و انظر الكلام على الحديث الآتي ( 63 ) .

و مما سبق , تعلم أن تصحيح الشيخ مهدي حسن الشاهجهانبوري لهذا الحديث في كتابه

" السيف المجلى على المحلى " ( ص 3 ) و قوله : إنه حديث مشهور ليس بصحيح بل هو

مخالف لأقوال أهل العلم بهذا الفن كما رأيت , و له مثله كثير فانظر الحديث

( 87 ) . و أما حديث عمر بن الخطاب فهو :

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 52575
العمر : 72

سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (3) Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (3)   سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (3) Emptyالأربعاء 16 يونيو 2021, 5:20 am

60

" سألت ربي فيما اختلف فيه أصحابي من بعدي , فأوحى الله إلي يا محمد إن أصحابك

عندي بمنزلة النجوم في السماء , بعضها أضوأ من بعض , فمن أخذ بشيء مما هم عليه

من اختلافهم فهو عندي على هدى " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 147 ) : موضوع .

رواه ابن بطة في " الإبانة " ( 4 / 11 / 2 ) و الخطيب أيضا و نظام الملك في

" الأمالي " ( 13 / 2 ) , و الديلمي في " مسنده " ( 2 / 190 ) , و الضياء في

" المنتقى عن مسموعاته بمرو " ( 116 / 2 ) و كذا ابن عساكر ( 6 / 303 / 1 ) من

طريق نعيم بن حماد حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن سعيد بن المسيب عن

# عمر بن الخطاب # مرفوعا .

و هذا سند موضوع , نعيم بن حماد ضعيف , قال الحافظ : يخطئ كثيرا ,

و عبد الرحيم بن زيد العمي كذاب كما تقدم ( 53 ) فهو آفته و أبوه خير منه .

و الحديث أورده السيوطي في " الجامع الصغير " برواية السجزي في " الإبانة "

و ابن عساكر عن عمر , و قال شارحه المناوي : قال ابن الجوزي في " العلل " : هذا

لا يصح نعيم مجروح , و عبد الرحيم قال ابن معين : كذاب , و في " الميزان " :

هذا الحديث باطل , ثم قال المناوي : ظاهر صنيع المصنف أن ابن عساكر أخرجه ساكتا

عليه و الأمر بخلافه فإنه تعقبه بقوله : قال ابن سعد : زيد العمي أبو الحواري

كان ضعيفا في الحديث , و قال ابن عدي : عامة ما يرويه و من يروي عنه ضعفاء ,

و رواه عن عمر أيضا البيهقي , قال الذهبي : و إسناده واه .

قلت : و روى ابن عبد البر عن البزار أنه قال في هذا الحديث : و هذا الكلام لا

يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم , رواه عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن

سعيد بن المسيب عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم , و ربما رواه

عبد الرحيم عن أبيه عن ابن عمر , كذا في الموضعين : ابن عمر , و الظاهر أن لفظة

( ابن ) مقحمة من الناسخ في الموضع الأول و إنما أتى ضعف هذا الحديث من قبل عبد

الرحيم بن زيد , لأن أهل العلم قد سكتوا عن الرواية لحديثه , و الكلام أيضا

منكر عن النبي صلى الله عليه وسلم , و قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم

بإسناد صحيح : " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي , عضوا عليها

بالنواجذ " , و هذا الكلام يعارض حديث عبد الرحيم لو ثبت , فكيف و لم يثبت ?!

و النبي صلى الله عليه وسلم لا يبيح الاختلاف بعده من أصحابه .

ثم روى عن المزني رحمه الله أنه قال : إن صح هذا الخبر فمعناه : فيما نقلوا عنه

و شهدوا به عليه , فكلهم ثقة مؤتمن على ما جاء به , لا يجوز عندي غير هذا ,

و أما ما قالوا فيه برأيهم فلو كان عند أنفسهم كذلك ما خطأ بعضهم بعضا , و لا

أنكر بعضهم على بعض , و لا رجع منهم أحد إلى قول صاحبه فتدبر .

قلت : الظاهر من ألفاظ الحديث خلاف المعنى الذي حمله عليه المزني رحمه الله ,

بل المراد ما قالوه برأيهم , و عليه يكون معنى الحديث دليلا آخر على أن الحديث

موضوع ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم , إذ كيف يسوغ لنا أن نتصور أن النبي

صلى الله عليه وسلم يجيز لنا أن نقتدي بكل رجل من الصحابة مع أن فيهم العالم

و المتوسط في العلم و من هو دون ذلك ! و كان فيهم مثلا من يرى أن البرد لا يفطر

الصائم بأكله ! كما سيأتي ذكره بعد حديث .

و أما حديث ابن عمر فهو :


61

" إنما أصحابي مثل النجوم فأيهم أخذتم بقوله اهتديتم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 149 ) : موضوع .

ذكره ابن عبد البر معلقا ( 2 / 90 ) و عنه ابن حزم من طريق أبي شهاب الحناط عن

حمزة الجزري عن نافع عن # ابن عمر # مرفوعا به , و قد وصله عبد بن حميد في

" المنتخب من المسند " ( 86 / 1 ) : أخبرني أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب به ,

و رواه ابن بطة في " الإبانة " ( 4 / 11 / 2 ) من طريق آخر عن أبي شهاب به , ثم

قال ابن عبد البر : و هذا إسناد لا يصح , و لا يرويه عن نافع من يحتج به .

قلت : و حمزة هذا هو ابن أبي حمزة , قال الدارقطني : متروك , و قال ابن عدي :

عامة مروياته موضوعة , و قال ابن حبان : ينفرد عن الثقات بالموضوعات حتى كأنه

المتعمد لها , و لا تحل الرواية عنه , و قد ساق له الذهبي في " الميزان "

أحاديث من موضوعاته هذا منها .

قال ابن حزم ( 6 / 83 ) : فقد ظهر أن هذه الرواية لا تثبت أصلا , بل لا شك أنها

مكذوبة , لأن الله تعالى يقول في صفة نبيه صلى الله عليه وسلم : *( و ما ينطق

عن الهوي , إن هو إلا وحي يوحى )* , فإذا كان كلامه عليه الصلاة و السلام في

الشريعة حقا كله و واجبا فهو من الله تعالى بلا شك , و ما كان من الله تعالى

فلا يختلف فيه لقوله تعالى : *( و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا

كثيرا )* , و قد نهى تعالى عن التفرق و الاختلاف بقوله : *( و لا تنازعوا )*

,فمن المحال أن يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم باتباع كل قائل من الصحابة

رضي الله عنهم و فيهم من يحلل الشيء , و غيره يحرمه , و لو كان ذلك لكان بيع

الخمر حلالا اقتداء بسمرة بن جندب , و لكان أكل البرد للصائم حلالا اقتداء

بأبي طلحة , و حراما اقتداء بغيره منهم , و لكان ترك الغسل من الإكسال واجبا

بعلي و عثمان و طلحة و أبي أيوب و أبي بن كعب و حراما اقتداء بعائشة و ابن عمر

و كل هذا مروى عندنا بالأسانيد الصحيحة .

ثم أطال في بيان بعض الآراء التي صدرت من الصحابة و أخطأوا فيها السنة , و ذلك

في حياته صلى الله عليه وسلم و بعد مماته , ثم قال ( 6 / 86 ) : فكيف يجوز

تقليد قوم يخطئون و يصيبون ? ! .

و قال قبل ذلك ( 5 / 64 ) تحت باب ذم الاختلاف : و إنما الفرض علينا اتباع ما

جاء به القرآن عن الله تعالى الذي شرع لنا دين الإسلام , و ما صح عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم الذي أمره الله تعالى ببيان الدين ... فصح أن الاختلاف لا

يجب أن يراعى أصلا , و قد غلط قوم فقالوا : الاختلاف رحمة , و احتجوا بما روي

عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " ,

قال : و هذا الحديث باطل مكذوب من توليد أهل الفسق لوجوه ضرورية .

أحدها : أنه لم يصح من طريق النقل .

و الثاني : أنه صلى الله عليه وسلم لم يجز أن يأمر بما نهى عنه , و هو عليه

السلام قد أخبر أن أبا بكر قد أخطأ في تفسير فسره , و كذب عمر في تأويل تأوله

في الهجرة , و خطأ أبا السنابل في فتيا أفتى بها في العدة , فمن المحال الممتنع

الذي لا يجوز البتة أن يكون عليه السلام يأمر باتباع ما قد أخبر أنه خطأ .

فيكون حينئذ أمر بالخطأ تعالى الله عن ذلك , و حاشا له صلى الله عليه وسلم من

هذه الصفة , و هو عليه الصلاة و السلام قد أخبر أنهم يخطئون , فلا يجوز أن

يأمرنا باتباع من يخطيء , إلا أن يكون عليه السلام أراد نقلهم لما رووا عنه

فهذا صحيح لأنهم رضي الله عنهم كلهم ثقات , فمن أيهم نقل , فقد اهتدى الناقل .

و الثالث : أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول الباطل , بل قوله الحق ,

و تشبيه المشبه للمصيبين بالنجوم تشبيه فاسد و كذب ظاهر , لأنه من أراد جهة

مطلع الجدي , فأم جهة مطلع السرطان لم يهتد , بل قد ضل ضلالا بعيدا و أخطأ خطأ

فاحشا , و ليس كل النجوم يهتدى بها في كل طريق , فبطل التشبيه المذكور و وضح

كذب ذلك الحديث و سقوطه وضوحا ضروريا .

و نقل خلاصته ابن الملقن في " الخلاصة " ( 175 / 2 ) و أقره , و به ختم كلامه

على الحديث فقال : و قال ابن حزم : خبر مكذوب موضوع باطل لم يصح قط .

و روي هذا الحديث بلفظ آخر :


62

" أهل بيتي كالنجوم , بأيهم اقتديتم اهتديتم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 152 ) : موضوع .

و هو في نسخة أحمد بن نبيط الكذاب , و قد وقفت عليها , و هي من رواية أبي نعيم

الأصبهاني قال : حدثنا أبو الحسن أحمد بن القاسم بن الريان المصري المعروف

باللكي - بالبصرة في نهر دبيس قراءة عليه في صفر سنة سبع و خمسين و ثلاث مئة

فأقر به قال - أنبأنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط أبو جعفر

الأشجعي بمصر - سنة اثنتين و سبعين و مئتين قال - حدثني أبي إسحاق بن إبراهيم

ابن نبيط , قال : حدثني أبي إبراهيم بن نبيط عن جده # نبيط بن شريط # مرفوعا .

قلت : فذكر أحاديث كثيرة هذا منها ( ق 158 / 2 ) , و قد قال الذهبي في هذه

النسخة : فيها بلايا ! و أحمد بن إسحاق لا يحل الاحتجاج به فإنه كذاب .

و أقره الحافظ في " اللسان " .

قلت : و الراوي عنه أحمد بن القاسم اللكي ضعيف .

و الحديث أورده ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 2 / 419 ) تبعا لأصله " ذيل

الأحاديث الموضوعة " للسيوطي ( ص 201 ) و كذا الشوكاني في " الفوائد المجموعة

في الأحاديث الموضوعة " ( ص 144 ) نقلا عن " المختصر " لكن وقع فيه نسخة نبيط

الكذاب فكأنه سقط من النسخة لفظة ( ابن ) و هو أحمد بن إسحاق نسب إلى جده ,

و إلا فإن نبيطا صحابي .


63

" إن البرد ليس بطعام و لا بشراب " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 153 ) : منكر .

أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 347 ) و أبو يعلى في " مسنده "

( ق 191 / 2 ) و السلفي في " الطيوريات " ( 7 / 1 - 2 ) و ابن عساكر

( 6 / 313 / 2 ) من طريق علي بن زيد بن جدعان عن # أنس # قال : مطرت السماء

بردا فقال لنا أبو طلحة : ناولوني من هذا البرد , فجعل يأكل و هو صائم و ذلك في

رمضان ! فقلت : أتأكل البرد و أنت صائم ? فقال : إنما هو برد نزل من السماء

نطهر به بطوننا و إنه ليس بطعام و لا بشراب ! فأتيت رسول الله صلى الله عليه

وسلم فأخبرته بذلك فقال : " خذها عن عمك " .

قلت : و هذا سند ضعيف , و علي بن زيد بن جدعان ضعيف كما قال الحافظ في

" التقريب " , و قال شعبة بن الحجاج : حدثنا علي بن زيد و كان رفاعا يعني أنه

كان يخطيء فيرفع الحديث الموقوف و هذا هو علة هذا الحديث , فإن الثقات رووه عن

أنس موقوفا على أبي طلحة خلافا لعلى بن زيد الذي رفعه إلى النبي صلى الله عليه

وسلم فأخطأ , فرفعه منكر , فقد أخرجه أحمد ( 3 / 279 ) و ابن عساكر ( 6 / 313 /

2 ) من طريق شعبة عن قتادة و حميد عن أنس قال : مطرنا بردا و أبو طلحة صائم

فجعل يأكل منه , قيل له : أتأكل و أنت صائم ? ! فقال : إنما هذا بركة ! و سنده

صحيح على شرط الشيخين , و صححه ابن حزم في " الإحكام " ( 6 / 83 ) و أخرجه

الطحاوي من طريق خالد بن قيس عن قتادة , و من طريق حماد بن سلمة عن ثابت ,

كلاهما عن أنس به نحوه , و رواه البزار موقوفا و زاد : فذكرت ذلك لسعيد بن

المسيب فكرهه , و قال : إنه يقطع الظمأ , قال البزار : لا نعلم هذا الفعل إلا

عن أبي طلحة , فثبت أن الحديث موقوف ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ,

و إنما أخطأ في رفعه ابن جدعان كما جزم بذلك الطحاوي .

و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 3 / 171 - 172 ) مرفوعا ثم قال :

رواه أبو يعلى و فيه علي بن زيد و فيه كلام , و قد وثق , و بقية رجاله رجال

الصحيح , و أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 116 ) من رواية

الديلمي بإسناد يقول فيه كل من رواته : أصم الله هاتين إن لم أكن سمعته من فلان

و لكن ابن عراق في " تنزيه الشريعة " ( 1 / 159 ) رد عليه حكمه عليه بالوضع

و نقل عن الحافظ ابن حجر أنه قال في " المطالب العالية " : إسناده ضعيف , ثم

ختم ابن عراق كلامه بقوله : و لعل السيوطي إنما عنى أنه موضوع بهذه الزيادة من

التسلسل لا مطلقا , والله اعلم .

قلت : و هذا الحديث الموقوف من الأدلة على بطلان الحديث المتقدم : " أصحابي

كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " , إذ لو صح هذا لكان الذي يأكل البرد في رمضان

لا يفطر اقتداء بأبي طلحة رضي الله عنه , و هذا مما لا يقوله مسلم اليوم فيما أعتقد .



سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (3) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني (3)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـحــــديث الـنبــوي الـشـريف :: الأحــاديث الضعيــــفة :: مجمع الأحـاديث الضـعـيـفـة والمكذوبة-
انتقل الى: