الدرس الثالث
المرأة والمسجد
أختي المسلمة:
مرحبا بك في بيت من بيوت الله التي قال الله فيها:
((في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه)).
وأنت هنا ما جاء بك إلا هذا الغرض:
* شهود الصلاة.
* ذكر الله عز وجل فيها بالتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير. وقد أذن الشارع الحكيم لك بذلك في قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها".
وإن للمساجد آداب فتذكريها:
1- الدخول بتقديم الرجل اليمنى وقول: "بسم الله اللهم صل على محمد اللهم افتح لي أبواب رحمتك".
وعند الخروج تقدم الرجل اليسرى ويقال: "بسم الله اللهم صل على محمد اللهم إني أسألك من فضلك".
2- من السنة صلاة ركعتين قبل الجلوس تحية المسجد كما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس".
3- احترام المساجد وعدم العبث بها أو رمي الأقذار والأوساخ فيها، والواجب تنظيفها وتطييبها والعناية بها أكثر من عنايتنا ببيوتنا وأماكننا، فعن عائشة -رضي الله عنها- "أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء المساجد في الدور، وأمر بها أن تنظف وتطيب".
4- تسوية الصفوف وسد الفرج:
ومن النساء من لا تهتم بهذا الأمر ولا تعطيه أهمية فتجد صفوف النساء متعرجة ومتفككة وكأن الأمر في ذلك مقتصر على الرجال دون النساء.
قال صلى الله عليه وسلم: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟ فقلنا: يارسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف".
5- عدم التشويش ورفع الأصوات:
يقول الشيخ خير الدين وانلي: "وقد يحدث التشويش من قبل النساء اللاتي يصلين في بعض المساجد خلف ستارة ويكثرن اللغط وتداول الأحاديث للتسلية بل قد يكون في هذه الأحاديث ما هو غيبة أو نميمة فلتحذر النساء مثل هذا التشويش".
ومن التشويش إحضار الأطفال الرضع أو صغار السن اللذين لا يحسنون الالتزام بالأدب في المسجد فيحدث ما لا يحمد عقباه.
6- عدم التطيب عند الحضور للمسجد:
وإن كان الشارع الحكيم قد أذن للمرأة وسمح لها بالذهاب إلى المسجد لتسمع الموعظة الحسنة، وتتعلم شؤون دينها، فقد فرض عليها ألا تمس الطيب.
قال صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة".
وقال عقيه: "إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا" وقال صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد، لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل".
فلتلتزم النساء بهذه التوجيهات النبوية السامية لتحصل الأجر الكامل من حضورها المسجد وإلا فلتصل في بيتها خير لها وأزكى.
الدرس الرابع
المرأة والتراويح
يقول الشيخ محمد العثيمين:
(ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد إذا أمنت الفتنة منهن وبهن لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولأن هذا من عمل السلف الصالح رضي الله عنهم.
لكن يجب أن تأتي:
* متسترة، متحجبة، غير متبرجة.
* ولا متطيبة.
* ولا رافعة صوتاً.
* ولا مبدية زينة.
لقوله تعالى: ((ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)) أي لكن ما ظهر منها فلا يمكن إخفاؤه وهي الجلباب والعباءة ونحوهما، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم "لما أمر النساء بالخروج إلى الصلاة يوم العيد قالت أم عطية: يارسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال: لتلبسها أختها من جلبابها"..
والسنة أن يتأخرن عن الرجال ويبعدن عنهم ويبدأن بالصف المؤخر فالمؤخر عكس الرجال لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" وينصرفن من المسجد فور تسليم الإمام، ولا يتأخرن إلا لعذر لحديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم قام النساء حين يقضي تسليمه وهو يمكث في مقامه يسيراً قبل أن يقوم، قالت: نرى والله أعلم أن ذلك كان لكي ينصرف النساء قبل أن يدركهن الرجال".
الدرس الخامس
توجيهات للنساء في رمضان..
أختي المسلمة:
أنت مطالبة كالرجال تماما باستغلال هذا الشهر الكريم بما يعود بالنفع عليك وعلى أسرتك.
ومما يجدر التنبيه عليه في هذا الشأن ما يلي:
1- تفريغ أكبر قدر من الوقت للعبادة
كقراءة القرآن وذكر الله عز وجل والدعاء وغير ذلك لأن هذا الشهر تضاعف فيه أعمال العباد.
2- الاهتمام بتوجيه الأبناء إلى قيمة هذا الشهر
وتعويدهم على الصيام بالتدريج شيئا فشيئا وتبيين أحكام شهر رمضان بما يناسب عقولهم حتى يتعودوا على الطاعة ويشبوا صالحين.
3- التقليل من الانشغال بالطبخ
وإعداد أصناف الأطعمة فرمضان ليس شهر أكل وشرب وانغماس في أصناف الطعام وإنما هو شهر عبادة.
فعليك بإعداد الطعام المناسب لأسرتك دون تكلف ودون إسراف حتى لا يشغلك عن ما هو أهم من الطعام وهو التفرغ للعبادة واغتنام فرصة موسم الطاعة وتكثير الحسنات.
4- أداء الصلاة في أوقاتها
بل في أول الوقت كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا في رمضان وفي غيره ولا تنتظر المرأة حتى يخرج الرجال من المسجد كما تفهم بعض النساء
الدرس السادس
المساواة بين الرجل والمرأة في التكليف وجزاء الآخرة
تدبري -أختي المسلمة- الآيات والأحاديث الآتية واعلمي أن الله ساوى بينك وبين الرجل في أغلب التكاليف وساوى بينك وبين الرجل في جزاء الأعمال في الآخرة:
قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن، فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار)).
وقال تعالى: ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً)).
وأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات جميعاً فقال تعالى: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم)).
ومن مساواة المرأة والرجل في جزاء الآخرة:
قوله تعالى: ((ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن مما كانوا يعملون)).
وقوله تعالى: ((ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً)).
ومن المجمع عليه والمعلوم من دين الإسلام بالضرورة أن على النساء ما على الرجال من أركان الإسلام، إلا أن الصلاة تسقط عن المرأة في زمن الحيض والنفاس مطلقا وليس عليها إعادة لحديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان يصيبنا ذلك -يعني الحيض- فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة".
فعليك -أيتها المرأة المسلمة- أن تقومي بتكاليف الإسلام كما أمر الله عز وجل من المحافظة على الصلاة في أوقاتها وأداء الصيام كاملا وإخراج الزكاة في وقتها والحج لبيت الله الحرام إن استطعت والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله بقدر طاقتك وفي حدود وسعك وقد قال الله تعالى: ((ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها)).
الدرس السابع
المرأة المسلمة وطريق الجنة
أيتها المسلمات الصائمات القانتات:
*هل تعرفن الطريق السهل الذي يوصلكن إلى الجنة؟!
* استمعن لهذه الأحاديث التي وجهكن إليها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وهو يرسم للمرأة المسلمة طريق السعادة وطريق الهداية الموصل لمرضاة الله والجنة وهو مع ذلك مرتبط بتحقيق السعادة الزوجية وصيانة العلاقة بين الزوج وزوجته.
(1) رضا الزوج:
عن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة".
فعليك -أختي المسلمة- برضى الزوج فيما لا معصية فيه لله حتى الموت تفوزي بالجنة.
(2) القيام بالواجبات:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت".
(3) الرحمة بالأبناء والقيام عل تربيتهم:
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله قد أوجب لها الجنة أو أعتقها بها من النار".
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كن له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فاتقى الله وأقام عليهن كان معي في الجنة هكذا، وأومأ بالسبابة والوسطى".
"انصرفي يا أسماء وأعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال" فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشاراً بمقالة النبي صلى الله عليه وسلم.
الدرس الثامن
الإسلام يحارب عن طريق إفساد المرأة
الإسلام يحارب بشتى الطرق من قبل أعدائه من اليهود والنصارى ومن يعاونهم ويبارك جهودهم من المنافقين والعلمانيين في بلاد المسلمين.
وعند استعراضنا لهذه الحرب نجد أن من أكثر الأسلحة فتكا بالمجتمعات الإسلامية هو ما يستخدمه الأعداء من وسائل لإفساد المرأة المسلمة.
* المرأة كائن ضعيف عاطفي حساس يتأثر بسرعة.
* وبالرغم من ذلك فهي نصف المجتمع وتربي لنا الرجال الذين هم النصف الثاني فهي المجتمع بكامله.
* هي التي تقود دفة البيت المسلم.
* "والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها".
* تربي الأبناء وتنشئهم وتعلمهم وتبني عقولهم.
* هذه مسئولياتك أيتها المرأة.. مسئوليات جسيمة، ولذلك سماها سيد قطب رحمه الله "حارسة القلعة".
* تصوروا لو أن هذه الحارسة فسدت.. انحرفت.. أو كانت صاحبة فكر هدام.. ماذا يكون مصير البيت المسلم؟!!
لاشك أن الخطب سيكون جسيما، والنتائج وخيمة، فعلى أختي المسلمة أن تنتبه إلى ما يخططه لها الأعداء وأن تعي الدور الذي يجب أن تقوم به من التصدي لهذه الحملات المتكررة على المرأة.
وهو كما يلي:
(1) التزامها بدينها في نفسها وتطبيق كل ما تؤمر به واجتناب كل ما تنتهي عنه صيانة لنفسها من الانحراف.
(2) دعوة غيرها لهذا. الالتزام وتشجيعهن على ذلك والتواصي به بكل الوسائل الممكنة.
(3) التفقه في دينها وطلب العلم النافع والوعي بواقع المسلمين وما يخططه لهم أعداؤهم عن طريق القراءة والمتابعة.
الدرس التاسع
طرق الأعداء في إفساد المرأة المسلمة
استخدم أعداؤنا طرقا متعددة وأساليب مختلفة لإفساد المرأة المسلمة في جميع مراحل حياتها.
ومن طرقهم:
(1) الإعلام (المقروء والمسموع والمرئي): مجلات نسائية، مواضيع وتحقيقات صحفية، أفلام ومسلسلات مغرضة .....الخ.
* ظاهرها: العناية بشئون المرأة وطرح المواضيع التي تهمها والدفاع عن حقوقها.
* باطنها: صور الفتيات العاريات من كل شيء على الغلاف (من الثياب، من الحياء، من الأخلاق... الخ).
(2) الدعوة للحرية المطلقة.
(3) الدعوة للإباحية والخروج عن المألوف والموروث والعادات.
(4) متابعة المنحرفين والمنحرفات في المجتمع من المغنيين والمغنيات والفنانين والفنانات (مجلات الفن).
(5) متابعة آخر الموضة من الفساتين والأحذية وغيرها.
(6) دعوة المرأة المسلمة للعمل خارج المنزل والاختلاط بالرجال.
(7) تعليم المرأة طرق الإغراء وكتابة الشعر الغزلي عن طريق صفحات ما يسمى ب: (الأدب، أقلام القراء، حوارات ...الخ).
(8) ركن التعارف بين الشباب والشابات يجرئ الفتاة على الكتابة للشباب وهذا ما يسمى ب: (المراسلة بين الجنسين).
يقول "بوله " الماسوني سنة 1879م: "تأكدوا تماما أننا لسنا منتصرين على الدين إلا يوم تشاركنا المرأة فتمشي في صفوفنا".
ويقول محمد طلعت حرب باشا في كتابه (المرأة والحجاب): "إن رفع الحجاب والاختلاط، كلاهما أمنية تتمناها أوروبا من قديم الزمان لغاية في النفس يدركها كل من وقف على مقاصد أوروبا بالعالم الإسلامي).