الحمد لله... وسبحان الله... ولا إله إلا الله... والله أكبر... ولا حول ولا قوة إلا بالله... أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، رب العرش العظيم، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن.
سبحانه والله الذي لا إله إلا هو... إنه ينبغي علينا أن نحبه أكثر من أي شيء.
اللهم اجعلنا ممن يحبونك واجعل حبك أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ.
صلى الله وسلم على نبينا محمد السراج المنير... الداعي إلى الله بإذنه... البشير النذير... الذي أدى رسالة ربه وبلغ الدعوة ووفى الأمانة - صلى الله عليه و على آله وصحبه أجمعين - الذي حبه مقدم على حب البشر أجمعين.
(لا يؤمن أحدكم حتى يكون رسول الله أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) اللهم أجعل حب رسولك مما تعمر به قلوبنا.
أيها المسلمون:
عمرة في رمضان تعدل حجة، أجر عظيم وموسم فضيل وثواب جزيل ورب كريم،أبواب الخير مشرعة والبقية عليك يا عبد الله لإكمال المشوار، (عمرة في رمضان تعدل حجة).
وفضيلة هذه العمرة في جميع أيام الشهر، هذه الحجة ليست قاصرة على العمرة في العشر الأواخر فإذا رأى المسلم أن من مصلحة عبادته استباق الازدحام الشديد جداً الذي لا يطيقه ويعطله عن أعماله وعن شغله حتى في نفسه وطعامه وشرابه فعليه أن يبادر وإذا رأى أن تشتيت ليالي العشر بالأسفار وفوات القيام سيتحقق فلا بأس عليه أن يعتمر في العشر الأول أو الأواسط، أو كان ممن للمصلحة في بقائه في بلده في العشر الأواخر، أو يخشى عدم التمكن من حجز مكان للسفر فليبادر الآن بالذهاب فالبيت قريب والسبيل آمن والأجر عظيم؛ كم من الناس يتمنون أن يعتمروا وأن يأمّوا البيت العتيق فلا يتمكنون... ولا يستطيعون من ظلم ظالم... أو فقر فقير لا يستطيعون أن يأتوا البيت العتيق، فأنت قريب والسبيل آمن ولله الحمد فلماذا لا تبادر بالذهاب.
ونوصي إخواننا الذين سيذهبون في رمضان إلى مكة والآن العطلة الدراسية قريبة وبعدها سيعقبه سفر وأسفار.
نوصي الذين يذهبون لقضاء العشر وغيرها بجوار بيت الله الحرام بما يلي:-
أولاً:
اغتنام الوقت في تحصيل أكبر قدر من الأجر، واجتناب الانشغال بسفاسف الأمور كتضيع الوقت في الطبخ والبحث عن الأطعمة فكل مما تيسر،وكذلك الانشغال في الصف في الأسواق، أسواق مكة وتضيع الواجبات الأساسية والأهداف الأساسية من رحلة العمرة.
ثانياً:
اطالة المكث في بيت الله الحرام ما أمكن، والاعتكاف فإن فيه أجر عظيماً حتى لا يذهب الوقت في المساكن والشقق المستأجرة فتعظم الخسارة فصل الصلاة بالصلاة، وطف، وانتظر الصلاة بعد الصلاة في المسجد الحرام فمن جلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة.
ثالثا:ً
عدم إضاعة الوقت بالكلام في الحرم مع الأصحاب والأصدقاء أو استقبال الغادين والرائحين واستيقاف الأصحاب والفرجة على الناس والطائفين، وإنما دع الوقت الأكبر لعبادة ربك والخلوة به.
رابعاً:
ربط الحزام في مسألة النوم، وعدم الإكثار منه لأنك ستكون في حالة استنفار لأجل العبادة.
خامساً:
عدم الاشتغال بالمفضول عن الفاضل بأمور وأنشطة تعطل عن المقصود الأساسي لرحلة العمرة، فخذ من هذا وهذا واجعل السهم الوافر للهدف الأساسي والأعظم أجرا.
سادساً:
الاستعداد الدائم والتبكير لصلوات، لآن بعض الناس يضيعون تكبيرة الإحرام تقصيراً ولا يعلم قدر ثواب إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام في الحرم إلا الله عز وجل؛ فهنيئاً لمن طابت سفرته وعظمت عبادته وأصاب بعمرته السنّة.
اللهم اجعلنا من أهل السنة والقائمين بالسنة والمحافظين على السنة أحينا على السنة وأمتنا على السنة اللهم اجعل شهرك هذا شهر نصر للإسلام والمسلمين وشهر عزة وتمكين للمجاهدين، اللهم اقمع أعداء الدين اللهم شرّدهم وشرّد من خلفهم، اللهم اجعلهم عبرة للمعتبرين، اللهم أهلك اليهود وأعوانهم وطهّر بلاد المسلمين من رجزهم وانجاسهم، اللهم إن في العباد والبلاد من اللئواء والشدة والضنك مالا نشكوه إلا إليك، اللهم ارفع الظلم عن المظلومين، اللهم فرج هم المهمومين ونفس كرب المكروبين وفك أسرى المأسورين واجعل بلاد المسلمين على التوحيد خالصةً لك قائمة لك، اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الزيغ والفساد والعناد،اللهم ارزقنا توبة نصوحة ومغفرة في هذا الشهر العظيم، نسألك بأسمائك الحسنى أنت الكريم أنت المنان أنت الحي القيوم أن تغفر لنا ي ساعتنا هذه أجمعين وأن تجعلنا من عتقائك من النار في هذه الساعة من يوم الجمعة من شهر رمضان أنت أكرم الأكرمين وأنت أرحم الراحمين أنت إلهنا لا رب لنا غيرك ولا إله لنا سواك سبحانك وتعالى، تعاليت وتقدست أسمائك؛ إن الله يأمر بالإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يغظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.