أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52683 العمر : 72
| موضوع: باب الحذف والإثبات الإثنين 14 مارس 2016, 1:35 am | |
| باب الحذف والإثبات ------------------ اعلم أخي القارئ العزيز أن هذا الباب من أهم أبواب علم التجويد, ولابد من معرفة ما رسم بالحذف والإثبات من حروف المد الثلاثة: (الألف, الواو, الياء) حتى يتمكن القارئ من القراءة الصحيحة للقرآن الكريم.
وهذا الباب أخي القارئ يتكلم عن حروف المد الثلاثة: (الألف, الواو, الياء) من حيث الرسم العثماني الذي هو ركن من أركان القراءة الصحيحة, فلابد من معرفة ما رسم حذفًا وما رسم بالإثبات؛ حتى تتعرف على كيفية الوقف على هذه الحروف, وكيفية الوصل بما بعدها, وسوف نوضح لك أخي القارئ فيما يلي حالات الحذف والإثبات, وحكم كل حالة منها.
أولاً: الحرف الثابت في الرسم والوصل, مثل: قَالا رَبَّنَا, إِنِّي مَعَكُمْ, قَالُوا خَيْراً.
فالحكم في هذه الحالة هو الوقف عليها بالإثبات؛ لأنها ثبتت رسمًا ووصلاً.
ثانيًا: الحرف المحذوف في الرسم والوصل, مثل: وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ, وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ, ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ.
فالحكم في هذه الحالة هو الوقف عليها بالحذف لأنها رسمت بالحذف, واتباع الرسم سنة في القراءة.
والكلمات في الأمثلة الثلاثة السابقة هي: (يخش, الجوار, ادع).
ثالثًا: الحرف الثابت في الرسم والمحذوف في الوصل, مثل: كَانَتَا اثْنَتَيْنِ, نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ, مُرْسِلُو الْنَّاقَةِ.
والحكم في هذه الحالة هو الوقف عليها بالإثبات؛ لأن هذه الحروف رسمت خطًا في المصحف, واتباع الرسم سنةً كما أشرنا سابقًا.
رابعًا: الحرف المحذوف في الرسم والثابت في الوصل, مثل: إِنَّهُ هُوَ, بِهِ بَصِيراً.
فحكم الوقف في هذه الحالة هو الحذف؛ لأن هذه الحروف لم تثبت رسمًا في المصحف, وإنما هي إشباع الصلة لها, ففي المثالين تثبت وصلاً وتحذف وقفًا.
ومما سبق يتضح لك أخي القارئ أن حكم الوقف في هذه الحالات الأربع السابقة إنما هو تابع للرسم لا للوصل, أي أننا لا نقف على الحرف من حيث حذفه وإثباته في الرسم, فإن كان الحرف ثابتًا رسمًا كان الوقف عليه بالإثبات, وإن كان الحرف محذوفًا رسمًا كان الوقف عليه بالحذف.
ويستثنى من هذه القاعدة الكلمات الآتية: • كلمة: "سلاسلا" في سورة الإنسان. • فالألف الثانية فيها رسمت بالإثبات مع أنه يجوز فيها الوقف بإثبات الألف وبحذفه.
• كلمة "ءاتان" في سورة النمل.
• فالياء فيها محذوفة رسمًا مع أنه يجوز الوقف عليها بإثبات الياء وبحذفها أيضًا.
• كلمة "ثمودا" في مواضعها الأربعة: أَلا إِنَّ ثَمُودَا كَفَرُوا رَبَّهُمْ, وَعَاداً وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ، وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ, وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى.
• وهذه المواضع الأربعة رسمت في الألف بالإثبات لكنها محذوفة وصلاً ووقفًا.
• والحكمة من رسمها في المصحف هو احتمال قراءة من ينون كلمة (ثمودا) من القراء العشرة, فإذا وقف عليها وقف بالألف.
وفيما يلي أخي القارئ سوف نبين حالات حروف المد الثلاثة, كل على حدة من حيث الإثبات والحذف.
أولاً- الألف: أ. أحوال إثبات الألف في الوقف دون الوصل وجوبًا كرسمها: • تثبت الألف في كل ما رسم بالإثبات وحذف وصلاً للتخلص من التقاء الساكنين, مثل: وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ.
• تثبت الألف في لفظ "أيها" عند الوقف عليها في جميع ما وقع في القرآن إلا في ثلاثة مواضع يجب الوقوف عليها بالحذف, وهي: أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ, و يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ, و أَيُّهَ الثَّقَلانِ.
• وما عدا هذه المواضع فالوقف عليها بالألف مثل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.
• تثبت الألف وقفًا فيما يثبت رسمًا لا وصلاً من رءوس الآيات, مثل: (الظنونا- الرسولا- السبيلا) في الأحزاب, (قواريرا) الموضع الأول في سورة الإنسان, أما الموضع الثاني فالألف فيها محذوفة رسمًا ووقفًا ووصلاً.
• تثبت الألف وقفًا فيما رسم بالإثبات على هيئة التنوين بدلاً من نون التوكيد الخفيفة, وهذا جاء في موضعين في القرآن: وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ, و لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ.
• تثبت الألف وقفًا فيما رسم بالتنوين المنصوب, وهذا ما يسمى بـ"مد العوض" مثل: شيئًا, خيرًا.
• تثبت الألف وقفًا في كلمة (إذًا) المنونة, في نحو: إِذاً لَابْتَغَوْا.
• تثبت الألف وقفًا في كلمة (أنا) "ضمير المتكلم", مثال: أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ.
• تثبت الألف وقفًا في كلمة (لكنا) في قوله تعالى: لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي.
ب. حالات حذف الألف في الوقف على خلاف رسمها: وتحذف الألف وقفًا بخلاف أنها مرسومة خطًا, وذلك وقع في كلمة (ثمودًا) في مواضعها الأربعة السابق ذكرها في أول الباب.
ج. جواز الإثبات والحذف في الألف: وهذه الحالة -أخي القارئ- جاءت في موضع واحد وهو كلمة (سلاسلا) في سورة الإنسان, فيجوز فيها الوقف بالإثبات والحذف.
ثانيًا- الياء: أ. أحوال إثبات الياء وقفًا دون الوصل وجوبًا كرسمها:
تثبت الياء وقفًا دون الوصل وجوبًا كرسمها في حالتين: • تثبت الياء عند الوقف فيما حذفت منه بسبب التقاء الساكنين, وكانت مرسومةً خطًا مثل: حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ, مُحِلِّي الصَّيْدِ, وَالْمُقِيمِي الصَّلاة, غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ, إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً, مُهْلِكِي الْقُرَى.
• تثبت الياء وقفًا في كلمة (الأيدي) من: أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ.
ب. أحوال حذف الياء وقفًا كرسمها وجوبًا: تحذف الياء وقفًا كرسمها في حالتين: • تحذف الياء وقفًا فيما حذفت رسمًا ووصلاً تبعًا للراوية, مثل: وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْر, وما شابهها في ذلك من ياءات الزوائد لحفص.
• تحذف الياء وقفًا إذا كانت محذوفة رسمًا ووصلاً للتخلص من التقاء الساكنين دون الالتفات إلى كونها من أصل الكلمة أم لا, مثل: فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ, عَلَى وَادِ النَّمْلِ, فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ, وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
ج. جواز إثبات الياء وحذفها في الوقف: وهذه الحالة أخي القارئ جاءت في كلمة: آتَانِيَ اللَّهُ. فجاز فيها الوجهان: إثبات الياء وحذفها.
ثالثًا: الواو: • تثبت الواو وقفًا وجوبًا في كل ما ثبت رسمًا وحذف لعدم التقاء الساكنين, مثل: يَمْحُوا اللَّهُ, جَابُوا الصَّخْرَ.
• وتحذف الواو وقفًا فيما حذفت منه رسمًا ووصلاً, وذلك مثل: وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ, سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ, يَدْعُ الدَّاعِ. |
|