بعض الدعوات المستجابات
1- دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة:
عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أنه قال: «ما من عبد مسلم يعدو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل».
2- دعوة المظلوم:
حين بعث الرسول (صلى الله عليه وسلم) معاذًا إلى اليمن قال له: «واتق دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب».
3- دعوة الوالد لولده أو على ولده.
4- دعوة المسافر:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ثلاث دعواتٌ يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده».
5- دعوة الصائم عند فطره، ودعوة الإمام العادل ودعوة المظلوم:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – يرفعه: «ثلاث لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام، ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين».
6- دعوة الولد الصالح:
لحديث أبي هريرة – رضي الله عنه - «إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له».
7- دعوة المضطر:
قال تعالى: "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ" [النمل: 62].
8- من بات طاهرًا على ذكر الله:
عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرًا، فيتعار من الليل، فيسأل الله خيرًا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه».
9- دعوة من دعا بدعوة ذي النون:
عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت لا إله إلا الله أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له».
10- دعوة المستيقظ من النوم:
ودعاؤه بالمأثور عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه – عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: «من تعارّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له، فإن عزم وتوضأ قبلت صلاته».
11- دعوة الولد البار بوالديه:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن الله ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب أنَّي لي هذا؟ فيقول: باستغفار ولدك لك».
12- دعوة الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله:
لحديث ابن عمر – رضي الله عنهما – عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «الغازي في سبيل الله، والحاج، والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم».
13- دعوة الذاكر الله كثيرًا:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «ثلاث لا يرد دعاؤهم: الذاكر الله كثيرًا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط».
14- دعوة مَنْ أحبه الله ورضي عنه:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن الله تعالى – قال: مَنْ عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأكره مساءته».
* * *
دعاء آدم – عليه السلام -:
عصى آدم – عليه السلام – ربنا – تبارك وتعالى – بأكله من الشجرة التي نهاه أن يأكل منها، لأن إبليس –لعنه الله– أغراه بالأكل منها، فكما قال – تعالى -: "فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ" [الأعراف: 22].
وبعدها دعا آدم الله – تعالى – وطلب منه المغفرة والعفو ثم إن الله تاب عليه كما قال -عز وجل-: "فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" [البقرة: 37]، بل إن الله خصه بالاجتباء بقوله -سبحانه-: "ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى" [طه: 122].
* * *
دعاء نوح – عليه السلام -:
قال – تعالى -:
"وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا" [نوح: 26].
قال ابن كثير – رحمه الله –:
أي لا تترك على وجه الأرض منهم أحدًا، ولا ديارًا، وهذه من صيغ تأكيد النفي. ثم قال بعد ذلك فاستجاب الله له، فأهلك جميع من في الأرض من الكافرين، حتى ولد نوح لصلبه الذي اعتزل عن أبيه وقال: "قَالَ سَآَوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ" [هود: 43].
ونجَّي الله أصحاب السفينة الذين آمنوا مع نوح –عليه السلام– وهم الذين أمره الله بحملهم معه.
* * *
دعاء إبراهيم – عليه السلام -:
قال – تعالى -:
"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ" [إبراهيم: 35].
قال ابن كثير – رحمه الله -:
ولقد استجاب الله له فقال تعالى: "أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا" [العنكبوت: 76]».
وقال تعالى:
"رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ" [إبراهيم: 37].
قال ابن كثير – رحمه الله -:
وقد استجاب الله ذلك كما قال: "وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا" [القصص: 57].
وهذا من لطفه – تعالى – وكرمه، ورحمته وبركته، أنه ليس في البلد الحرام مكة شجرة مثمرة، وهي تجبي إليها ثمرات ما حولها، استجابة لدعاء الخليل – عليه السلام -
فاستجاب الله – جل وعلا – لخليله إبراهيم – عليه السلام – وهو في مواضع كثيرة مطولة، وهكذا جميع الأنبياء فإن دعاءهم مستجاب؛ لأنهم حققوا أسباب استجابة الدعاء، ولذلك قال تعالى عن إبراهيم – عليه السلام -: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ" [إبراهيم: 39] قال ابن كثير في تفسيره: «أي أنه يستجيب لمن دعاه».
* * *
دعاء يعقوب – عليه السلام -:
فقد يعقوب – عليه السلام – ابنه يوسف – عليه السلام – وحزن عليه حزنًا عظيمًا كما قال تعالى: "وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ" [يوسف: 84].
ثم فقد أخاه لما وضع في رحله صواع الملك بتدبير من يوسف – عليه السلام – فرجعوا إلى أبيهم وأخبروه، فقال يعقوب – عليه السلام -: "قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ * وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ * قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ * قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ * يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ" [يوسف: 83-87].
فاستجاب الله – سبحانه – له فرد عليه يوسف وأخاه وأبصر بعد ما وضع عليه قميص يوسف – عليه السلام – واستغفر لإخوته، وذهبوا إلى مصر جميعًا، وكانت هذه عاقبة الصبر.
* * *
دعاء يوسف – عليه السلام -
قال – تعالى – عن يوسف – عليه السلام -: "قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ * فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" [يوسف: 33-34].
قال ذلك – عليه السلام – بعد ما راودته امرأة العزيز على نفسه، فاعتصم بالله – تعالى – وقال معاذ الله بعد ما أشيع في المدينة من قبل النساء بقولهن: "امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ... " [يوسف: 30].
فجمعتهن امرأة العزيز وأمرت يوسف بالدخول عليهن، فتعجبن من جماله فقالت لهن: "فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ" [يوسف: 32] فعند ذلك دعا يوسف الله – عز وجل – بأن يصرف عنه كيدهن، فاستجاب الله له، وصرف عنه كيدهن إنه هو السميع لدعاء من دعاه العليم بحاله.
* * *
دعاء موسى – عليه السلام -:
قال تعالى: "وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آَتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا" [يونس: 88089].
قال ابن كثير –رحمه الله-:
«استجاب الله لموسى – عليه السلام – ومن معه، وأهلك فرعون وقومه بالغرق».
* * *
دعاء أيوب – عليه السلام -:
قال – تعالى -: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ" [الأنبياء: 83-84].
قال ابن كثير -رحمه الله-:
«يذكر الله -تعالى- عن أيوب -عليه السلام- ما كان أصابه من البلاء في ماله، وولده وجسده، وذلك أنه كان له من الدواب والأنعام والحرث، شيء كثير وأولاد ومنازل مرضية، فابتلي في ذلك كله وذهب عن آخره، ثم ابتلي في جسده... ولم يبق فيه عضو سليم سوى قلبه ولسانه يذكر بهما الله –عز وجل– حتى عافه الجليس، وأفرد في ناحية من البلد، ولم يبق أحد من الناس يحنو عليه سوى زوجته، كانت تقوم بأمره، ويقال إنها احتاجت، فصارت تخدم الناس من أجله... وقد كان نبي الله أيوب –عليه السلام– في غاية الصبر وبه يضرب المثل»، ثم ذكر ابن كثير –رحمه الله– بعد ما ساق الروايات في القصة قال: «فعند ذلك دعا الله –عز وجل– فقال: "أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" [الأنبياء: 83]».
وبعد أن دعا الله – عز وجل – بعد ذلك البلاء الذي مكث فيه ثماني عشر سنة، وقيل: سبع سنوات، وقيل ثلاث سنوات، دعا ربه – عز وجل -: "فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ" [الأنبياء: 83].
* * *
دعاء يونس – عليه السلام -:
قال تعالى: "وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ" [الأنبياء: 87-88].
ذكر المفسرون تفسير هذه الآية فقال الحافظ ابن كثير –رحمه الله-:
«وذلك أن يونس بن متى –عليه السلام– بعثه الله إلى أهل نينوى... فدعاهم إلى الله –تعالى– فأبوا عليه، وتمادوا على كفرهم، فخرج من بين أظهرهم مغاضبًا لهم؛ ووعدهم بالعذاب بعد ثلاث، فلما تحققوا منه ذلك، وعلموا أن النبي لا يكذب، خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم، وأنعامهم ومواشيهم، وفرقوا بين الأمهات وأولادهن، ثم تضرعوا إلى –عز وجل– وجاءوا إليه ورغت الإبل وفصلانها، وخارت البقر وأولادها، وثغت الغنم وسخالها، فرفع الله عنهم العذاب...
وأما يونس –عليه السلام– فإنه ذهب، فركب مع قوم في سفينة، فلججت بهم، وخافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون منه، فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه، ثم أعادوا القرعة فوقعت عليه أيضًا فأبوا، ثم أعادوا فوقعت عليه أيضًا، قال الله: "فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ" [الصافات: 141]... فقام يونس –عليه السلام– وتجرد من ثيابه، ثم ألقى بنفسه في البحر».
قال تعالى:
"فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ" [الصافات: 142]، وقد أوحى إليها الله ألا تأكله قال تعالى: "فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ" [الأنبياء: 87-88].
* * *
دعـاء نمـلة:
صح أن سليمان –عليه السلام– قد أوتي منطق الطير، وقد خرج مرة يستسقي بالناس، وفي طريقه رأى نملة رفعت رجليها تدعوا الله –عز وجل– بالغيث، فقال سليمان –عليه السلام-: أيها الناس، عودوا فقد كفيتم بدعوة غيركم، فأخذ الغيث ينهمر بدعاء تلك النملة.
* * *
دعاء زكريا – عليه السلام -:
قال – عز وجل -:
"هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ" [آل عمران: 38].
وقال –جل وعلا-:
"وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ" [الأنبياء: 89-90].
بعد أن دعا نبي الله زكريا –عليه السلام– ربه –عز وجل– بأن يهب له ذرية طيبة، استجاب الله له، ووهب له يحيى –عليه السلام– بعدما كبر زكريا –عليه السلام– لما رأى أن الله –تعالى– يرزق مريم –عليها السلام– كما قال تعالى: "كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ" [آل عمران: 37]، عند ذلك دعا الله –عز وجل– فاستجاب الله له، وأصلح له زوجه.
* * *