الفصل الثالث:
ابن الجزري: وظائفه وآثاره العلمية
المبحث الأول: وظـائفـه العلميــة
لقد كان جديراً بابن الجزري أن يتقلد أعلى المناصب العلمية والرسمية لما ناله من شهرة علمية واسعة، ولما كان عليه من الحفظ والإتقان وعلو الإسناد ورجاحة العقل وقد أشارت كتب التراجم إلى جملة من الوظائف التي تولاها، وذلك ما سنبينه خلال المطلبين التاليين.
المطلب الأول: مشيخة الإقراء
تولى ابن الجزري مشيخة القراء في العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية.
ومن تلك المؤسسات ما يلي:
أ - دار القرآن الجزرية بدمشق
دار القرآن الجزرية هي مدرسة بناها وأنشأها ابن الجزري بدرب الحجر الذي يعرف حالياً بجادة باب التومة بدمشق وهو الممتد من داخل باب توما إلى نحو الجنوب.
قال ابن حجر العسقلاقي:
"...ولهج بطلب الحديث والقرآن، وبرز فيهما وعمر مدرسة للقراء وسماها دار القرآن وأقرأ الناس بها..."، وكان ابن الجزري هو من تولى مشيخة الإقراء بها، ولما غادر دمشق إلى بلاد الروم سنة ثماني وتسعين وسبعمائة خلفه ابنه أبو الفتح فيها حتى توفي سنة أربع عشرة وثمانمائة فخلقه من بعده أخوه أحمد.
ب - دار القرآن الجزرية بشيراز
دار القرآن الشيرازية هي مدرسة أنشأها ابن الجزري للإقراء حين قدم شيراز وألزم بالبقاء فيها سنة سبع عشر وثمانمائة، وكان هو من تولى مشيخة الإقراء بها، وإذا غاب ناب عنه تلميذه طاهر بن عرب.
قالت سلمى بنت ابن الجزري في ترجمة طاهر:
"...وقرره الوالد أن يجلس مكانه بدار القرآن التي أنشأها داخل مدينة شيراز وأن يكون خليفته فيها قائماً مقامه غاب الوالد أو حضر...."، وكل مَـْن ترجم له يذكر أنه دفن بهذه الدار بعـد وفاته قال ابنه: "توفي شيخنا -رحمه الله- ضحوة الجمعة... بمدينة شيراز ودفن بدار القرآن التي أنشأها".
ج - مشيخة الإقراء بالمدرسة العادلية
تعتبر المدرسة العادلية أكبر وأعظم مدارس الشافعية وبها يحكم قاضي القضاة وكان ابن الجزري قد تولى مشيخة الإقراء بها، قال النعيمي في حديثه عن المدرسة الصالحية : "...ثم وليها شمس الدين ابن الجزري المقرئ مع مشيخة العادلية".
رابعاً: مشيخة الإقراء الكبرى بدمشق بتربة أم الصالح
تربة أم الصالح تربة أوقفها الصالح أبو الجيش إسماعيل بن الملك العادل سيف الدين، وبهذه التربة المدرسة الصالحية المخصصة للشافعية، وكان ابن الجزري أحد الذين تولوا مشيخة الإقراء الكبرى بهذه المدرسة بعد وفاة شيخه أبي محمد عبد الوهاب بن السلار سنة ثماني وثمانين وسبعمائة وكان من شرط المشيخة الكبرى بهذه المدرسة ألا يتولاها إلا مَنْ كان أعلم أهل البلد بالقراءات ومَنْ كان ينافس ابن الجزري في هذا في زمانه، وبهذا الشرط فصل الأمر وفض النزاع فيمَنْ يتولى المشيخة حين تنازع عليها الشيخان: محمد بن علي أبو الفتح الأنصاري والعلامة أبو شامة حيث كانت لأبي الفتح بعد اختبار لهما كشف عن أيهما أعلم بالقراءات، وكان سبب هذا الشرط الشيخ علي بن محمد السخاوي الذي بنيت لأجله هذه المدرسة ليتولى مشيخة الإقراء بها، ولم ينازعه أحد في القراءات في أيامه.
قال النعيمي:
"...ثم وليها العلامة شمس الدين ابن الجزري المقرئ مع مشيخة العادلية... ثم انتقلت إلى ولده فتح الدين."
المطلب الثاني: وظائفه الأخرى
أولاً: التدريس
لقد كانت دمشق على عهد ابن الجزري بلد العلم والعلماء فشيدت بها المدارس والزوايا والربط وغيرها من المؤسسات العلمية، وتولى بها التدريس جماعة من الأئمة العلماء، وكان للمدرس شروطه في المدرسة التي يجعلها محلاً لتدريسه كما كان للمدرسة شروطها في المدرس الذي لم يكن ليختار إلا من مشاهير العلماء ومن صفوتهم المعتبرين.
قال ابن خلدون:
"كان السند في التعليم في كل علم أو صناعة إلى مشاهير المعلمين فيها"، وهذا ما يفسر عناية ابن الجزري بعلم القراءات رواية ودراية حيث عمل جاهداً على تحصيل أكبر عدد من الإجازات العلمية والقراءة على معظم شيوخ البلاد الإسلامية فحصل له أن جمع كل أسانيد زمانه، وتفرد فيها بالعلو وصار شيخ الشيوخ، وهذا ما خول له أن يتولى تدريس القرآن الكريم تجويداً وقراءة بالجامع الأموي الذي كان قلعة من القلاع العلمية الضخمة في ذلك الزمان واتخذ من قبة النسر مجلساً له، وما كان ليتولاه إلا بعد أن شهد له شيوخه برسوخ قدمه في علم القراءة فأذنوا له بذلك، وكان ممَّنْ أذن له بالتدريس ابن اللبان وابن السلار، وظل في هذه الوظيفة سنين.
قال ابن ابن الجزري:
"وجلس تحت النسر من الجامع الأموي سنين"، وأيضاً ولي التدريس بالمدرسة الصلاحية القدسية بعد الشيخ نجم الدين بن جماعة وأقام بها نحو السنة وزيادة.
قال الإمام السخاوي:
"ولي تدريس الصلاحية القدسية في سنة خمسة وتسعين وسبعمائة عوضاً عن المحب البرهان بن جماعة فدام فيها إلى سنة سبع وتسعين وسبعمائة"، وولي كذلك التدريس بالمدرسة الأتابكية التي بنتها خاتون بنت عز الدين مسعود بن أتابك ولما خرج ابن الجزري من دمشق ولي التدريس بها ابنه ابو الفتح كما تولى جميع وظائفه الأخرى ولما مات أبو الفتح خلفه أخوه أحمد فيها.
ثانيـاً: الإفــتاء
لقد ولي ابن الجزري الإفتاء بدمشق بعد أن أذن له طائفة من شيوخه وعلماء عصره، فقد أذن له شيخ الإسلام العماد أبو الفداء إسماعيل بن كثير الفقيه المفسر الحافظ سنة أربع وسبعين وسبعمائة، كما أذن له شيخ الإسلام البلقيني سنة خمس وسبعين وأيضاً أذن له الشيخ ضياء الدين سنة ثماني وسبعين.
ثالثاً: القضــاء
القضاء مرتبة شريفة ومنزلة رفيعة ومهمة من أسندت إليه الفصل بين الخصوم واستيفاء الحقوق العامة للمسلمين ،ولا توكل هذه المهمة إلا لمن كان عالماً بالكتاب والسنة وقادراً على الاجتهاد والنظر فيما أشكل من المسائل وكان ورعاً تقياً يخشـى الله سبحـانه، ونظـراً لصعوبة هذه المهمة وخشية الوقوع في الخطأ عند مزاولتها فينصف ظالم ويهدر حق مظلوم استحب السلف الصالح ترك القضاء والامتناع عنه، وهو ما تمثل مع ابن الجزري حين ألزمه بير محمد سلطان شيراز بالقضاء حيث ما قبل إلا مكرهاً وخائفاً.
وكانت مهمة القضاء قد أسندت لابن الجزري مرتين هما:
أ – قضاء الشام
تولى ابن الجزري قضاء الشام في شعبان سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة بدلاً من الشريف مسعود، وكان يومها بالقاهرة، غير أنه لم يستمر فيه إلا قليلاً لعوارض وطوارئ لم يكشف عنها في كتب التراجم.
قال ابن حجر العسقلاني:
"...عين لقضاء الشام مرة، وكتب توقيعه عماد الدين ابن كثير ثم عرض عارض فلم يتم ذلك."
وقال الإمام السخاوي:
"...وعزل بعد أيام قبل دخولها."
ب – قضاء شيراز
تولى ابن الجزري قضاء شيراز مُكرهاً حين وصلها في رمضان سنة ثماني وثمانمائة، حيث أمسكه سلطان شيراز بير محمد وألزمه بالقضاء بها وبما أضيف إليها من مماليك، فقبل بذلك وبقي بها أربعة عشر عاماً حتى سنة اثنتين وعشرين حيث خرج حاجاً، وما كان لابن الجزري أن يمكث كل هذه الفترة في القضاء لولا التزام السلاطين له وتهديده إذا ما رفض.
وعلق ابن حجر العسقلاني على قضائه فقال:
"وكان يلقب في بلاده بالإمام الأعظم ولم يكن محمود السيرة في القضاء. لكن هذا في آخر أيامه بعد ما تغيرت عليه الملوك وصاروا لا يحمدون سيرته وزاد تهديدهم له، وما خروجه في سنة اثنتين وعشرين إلى الحج إلا ليجد فرصة للتخلي عن القضاء وترك هم الملوك.
رابعاً: الخطابة
تولى ابن الجزري بأمر من السلطان الظاهر برقوق الخطابة بجامع التوبة بدمشق وكان قبله الشيخ الشهاب الحسباني الذي أبعد عنها ثم قسمت بينهما بعد ذلك.
قال السخاوي:
"ولي من برقوق خطابه جامع التوبة عن الشهاب الحسباني ثم قسمت بينها."
خامساً: الكتابة
ولي ابن الجزري الكتابة عند الملك المؤيد حين كان بالقاهرة على دراهم يؤمن بها حياته، فلم تطل المدة حتى تغير الحال عليه واتهمه قطلبك استدار ايتمش فخرج إلى مدنية بورصة.
المبحث الثاني: آثــاره
لقد توفي ابن الجزري وخلف لمَنْ بعده مؤلفات كثيرة، صنفها في فنون عديدة وبألوان مختلفة، فقد كان منها المنظوم كما كان منها المنثور، وكان فيها الموجز المختصر كما كان فيها المطول المطنب فيه، وذلك ما يدل على سعة علمه ورسوخ قدمه في كل فن كتب فيه، ولم يكن ابن الجزري قد ألف في القراءات وعلومها فحسب بل ألف أيضاً في الحديث ومصطلحه وفي الفقه وأصوله، والتاريخ والمناقب، وفي العربية وعلومها، وسوف نورد خلال هذا المبحث جملة مؤلفاته في غير القراءات وعلومها، إذ سنخص الحديث عن هذه الأخيرة في باب آخر.
المطلب الأول: مؤلفاته في الحديث ومصطلحه
1 – أحاديث مسلسلات وعشريات الإسناد عاليات: (مخطوط)
مؤلف في الحديث جمع فيه ابن الجزري جملة من الأحاديث المسلسلة الصحيحة عالية الإسناد استهله بقوله: "الحمد لله وبعد: فهذه أحاديث مسلسلات صحاح وحسان وعوال صحيحة وعشارية عالية الشأن لا يوجد في الدنيا أعلى منها، ولا يحسن لمؤمن الإعراض عنها، إذ قرب الإسناد وعلوه قرب من الله -عز وجل- ورسوله –صلى الله عليه وسلم- " ومنه نسخة مخطوطة بمكتبة الأسد بدمشق برقم: م ش / م / 7810.
2 – كتاب الأربعين في الحديث: (مفقود)
مؤلف جمع فيه أربعين حديثاً صحيحاً موجزاً، قال حاجي خليفة: "اختار فيه ما هو أصح وأفصح وأوجز" وذكر هذا المؤلف كل من ابن حجر والسخاوي.
3 – الأولوية في حديث الأولية: (مفقود)
جاء هذا المؤلف منسوباً إلى ابن الجزري عند كل من السخاوي وإسماعيل البغدادي.
4 – البداية في علوم الرواية: (مخطوط)
ذكره السخاوي وإسماعيل البغدادي وبروكلمان في تاريخ الأدب باسم: البداية في أصول الحديث وأخبر أن منه مخطوطة في بيشاور برقم: 332 وآخر في برلين برقم: 1084 -وذكر د– محمد مطيع إن ابن الجزري ذكره في كتابه: المصعد الأحمد في ختم مسند أحمد.
5 – تذكرة العلماء في أصول الحديث: (مخطوط)
مختصر في علوم الحديث ذكر فيه شرف علم الحديث وزمان رواجه وكساده وقلة أهله ببلاد الروم واستهله بقوله: "الحمد لله على بداية نهايتها..." وكان هذا المختصر قد وضعه بداية ممهدة لمنظومته المسماة: الهداية إلى معالم الرواية، وكان قد رتبه على مقدمة وأربعة أصول، وفرغ من تأليفه سنة ست وثمانمائة، وأخبر عن هذا الكتاب محقق كتاب الحافظ الحاكم النيسابورى: معرفة علوم الحديث فقال: "ولأبي الخير محمد بن محمد بن الجزري المتوفي سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة مقدمة في علم الحديث وأيضاً تذكرة في أصول الحديث"، وذكره أيضاً إسماعيل البغدادي وبروكلمان في تاريخه ، وأخبر أن منه نسخة مخطوطة في برلين برقم: 1085 وأخرى في ليدن برقم: 753.
6 – تكملة ذيل التقييد لمعرفة رواه السنن والأسانيد: (مفقود)
التقييد لمعرفة رواه السنن والأسانيد هو كتاب الإمام الحافظ معين الدين أبي بكر محمد بن عبد الغني البغدادي المعروف بابن نقطة الحنبلي المتوفي سنة تسع وعشرين وستمائة، وكان قد ذيل عليه القاضي تقي الدين محمد بن أحمد الحسيني الفاسي المتوفي سنة اثنتين وثلاثين وثمانمائة فاستدرك عليه ما فاته ولما جاء ابن الجزري أكمل ذلك الذيل بما رأى أنه ينقصه، وذكر هذه التكملة ونسبها إلى ابن الجزري إسماعيل البغدادي.
7 – التوضيح في شرح المصابيح: (ثلاثة أجزاء)، (مفقود)
مصابيح السنة كتاب الإمام حسين بن مسعود البغوي المتوفي سنة ست عشرة وخمسمائة، ولما جاء ابن الجزري قام بشرحه في ثلاث مجلدات وأسماه: التوضيح في شرح المصابيح وذلك حين كان ببلاد ما وراء النهر، وذكر هذا الكتاب كل من ابن الجزري والسخاوي والإمام الشوكاني.
8 – الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين: (مطبوع)
قال حاجي خليفة: "هو من الكتب الجامعة للأدعية والأوراد والأذكار الواردة في الأحاديث والآثار وذكر فيه أنه خرجه من الأحاديث الصحيحة... وقدم له بمقدمة تشمل أحاديث فضل الدعاء والذكر وآدابه وأوقات الإجابة وأماكنها ثم اجتهد في الاسم الأعظم والأسماء الحسنى، وبعد تأليفه قام المؤلف نفسه بشرحه في كتاب: مفتاح الحصن الحصين ثم قام باختصاره مرتين أولاهما: عدة الحصن الحصين و ثانيهما: جنة الحصن الحصين، ذكر هذا المؤلف الإمام السخاوي وإسماعيل البغدادي، وهو كتاب مطبوع طبعة حجرية سنة سبع وسبعين ومائتين وألف في ستة عشرة صفحة، وطبع أيضاً بدار الفكر ببيروت في مائة وتسعة وتسعين صفحة، وبمطبعة دار الهلال ببيروت في ثلاث وستين صفحة سنة خمس وثمانين وتسعمائة وألف.
9 – عقد الألي في الأحاديث المسلسلة العوالي: (مخطوط)
ذكر هذا المؤلف كل من الإمام السخاوي وإسماعيل البغدادي، وأخبر د. محمد مطيع أن منه نسـخة مخطوط في المكتبـة الأهليـة بباريـس، برقــم: 3 / 45.
10 – القصد الأحمد في رجال مسند أحمد: (مفقود)
ذكر هذا الكتاب السخاوي وإسماعيل البغدادي.
11- المسند الأحمد فيما يتعلق في بمسند أحمد: (مفقود)
هذا المؤلف هو شرح لمسند الإمام أحمد وكان ابن الجزري قد أشار إليه في كتابه: المصعد الأحمد وذكر فيه عدد ما اشتمل عليه المسند من أحاديث صحيحة كما ذكر فيه شيوخ الإمام أحمد وعددهم، وذكر هذا المؤلف أيضاً لابن الجزري الإمام السخاوي وإسماعيل البغدادي.
12 – المصعد الأحمد في ختم مسند الإمام أحمد: (مطبوع)
هذا كتاب ألفه ابن الجزري بمناسبة ختمه لمسند الإمام أحمد على طلابه بمكة المكرمة سنة ثماني وعشرين وثمانمائة، وفيه أشار إلى فضل المسند وفضل جامعه الإمام أحمد كما ذكر فيه إسناده إليه ومسمعه وسامعه، وهو كتاب مطبوع بمطبعة السعادة بمصر سنة سبع وأربعين وثلاث مائة وألف، وطبع مصوراً على هذه الطبعة بمكتبه التوبة بالرياض.
13 – مقدمة في علم الحديث: (مخطوط)
منظمومة في علوم الحديث قام بشرحها ابنه أبو بكر أحمد بن الجزري، وهي التي أشار إليها الحاكم النيسايوري وذكر محمد بن شنب أن منها نسخة مخطوطة في برلين برقم: 1084.
14 – الهداية إلى علوم الدراية: (مخطوط)
منظومة عدة أبياتها سبعون وثلاثمائة مطلعها:
محمــد بـن الجــزري السلـفي
يقـول راجـي عفـو رب رؤوف
وقام بشرحها تقي الدين الحصنى وسماها: العناية في شرح الهداية، وذكرها الإمام السخاوي وإسماعيل البغدادي وبروكلمان وأخبر أن منه مخطوطة في جوتا برقم: 582/2 وعليه شرحان، وذكر د. محمد مطيع أن من هذه القصيدة نسخة مخطوطة في برلين برقم: 1086 وأخرى بليدن برقم: 1753، وأخرى بالظاهرية بدمشق جزء منه برقم: 2685 في خمس ورقات.
15 – تخريج مشيخة الجنيد بن أحمد: (مفقود)
هذه المشيحة من تخريج ابن الجزري، ذكر ذلك الأمام السخاوي.
المطلب الثاني: مؤلفاته في التاريخ والفضائل والمناقب
إضافة إلى ما ألفه ابن الجزري في تاريخ القراء ألف أيضاً في تاريخ غيرهم وفي فضائل ومناقب أهل الفصل وسيرهم.
وذلك ما سنورده في الأتي:
1 – الإجلال والتعظيم في مقام إبراهيم: (مفقود)
ظاهر من عنوان هذا الكتاب أنه في فضل مقام إبراهيم وإجلاله وعظمته، وهو كتاب ذكره ونسبه إلى ابن الجزري كل من: الإمام السخاوي والشوكاني وإسماعيل البغدادي.
2 – أسني المطالب في مناقب على بن أبي طالب: (مطبوع)
تناول ابن الجزري في هذا الكتاب جملة من الأحاديث الواردة في مناقب الإمام علي -رضي الله عنه- وجاء في مقدمته قوله: "الحمد لله على أن هدانا لدين الإسـلام، ووفقنا لسنة نبيه -عليه أفضل الصلاة السلام- وحبانا لمحبة أهل بيته الكرام وصحابته نجوم الهدى الأعلام... وبعد: فهذه أحاديث مسندة مما تواتر وصح وحسن من أسنى مناقب أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه..."، وذكر هذا المؤلف كل من الإمام السخاوي والشوكاني وإسماعيل البغدادي وجاء عن الكتاني أنه كتاب مطبوع.
3 – تاريخ ابن الجزري: (مفقود)
ذكر هذا المؤلف حاجي خليفة وقال عنه: "... وهو غير الطبقات" ويظهر أنه اشتمل على حوادث زمانه لا على تراجم الأعلام والأعيان، وذكره أيضاً صلاح الدين المنجد في كتابه: المؤرخون الدمشقيون.
4 – التعريف بالمولد الشريف: (مفقود)
كتاب تناول فيه ابن الجزري سيرة النبي –صلى الله عليه وسلم- إجمالاً، مطلعه: الحمد لله الذي نور أطراف الأفاق… وذكر هذا المؤلف الإمام السخاوي وإسماعيل البغدادي والكتاني في فهرسه.
5- تكملة على تاريخ الشيخ عماد الدين ابن كثير: (مفقود)
يعتبر الإمام عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير أحد شيوخ ابن الجزري وأحد من تأثر بعلمهم فآثر أن يضع على تاريخه تكملة لحوادث الفترة الممتدة من وفاة ابن كثير حتى ما قبيل المائة التاسعة، وذكر هذا الكتاب الإمام النويري في شرحه للطيبة.
6 – ذات الشفا في سيرة المصطفى ومن بعده من الخلفاء: (مطبوع)
يظهر من خلال هذا العنوان أن ابن الجزري تناول في كتابه هذا أحداث سيرة النبي–صلى الله عليه وسلم- وسيرة الخلفاء الراشدين من بعده ولمحة سريعة في تاريخ المسلمين إلى عهد السلطان بايزيد نزولا عند رغبة السلطان بير محمد أمير شيراز.
وذلك من خلال قصيدة مطلها:
الحمـــد للمهيمــن المقتــدر
قـال محمـد هـو ابـن الجـزري
سيـرة خيـر مـرسـل إلى الأمم
وبعــد إن خيـر شـيء انتظــم
ذكر هذه القصيدة إسماعيل البغدادي، وهو مؤلف مطبوع ضمن شرحه لمحمد بن الحاج حسن الآلاني بتحقيق حمدي السلفي ببيروت سنة أربعمائة وألف للهجرة.
7 – الذيل على مرآة الزمان للنووي: (مفقود)
مرآة الزمان في تاريخ الأعيان مؤلف للحافظ محي الدين يحي بن شرف النووي المحدث الفقيه المتوفى سنة ست وسبعين وثمانمائة، ولما جاء ابن الجزري ذيل عليه فاستدرك ما فات النووي من أعيان.
وذكر هذا الذيل إسماعيل البغدادي.
8 – عرف التعريف في المولد الشريف: (مطبوع)
يعتبر هدا المؤلف مختصراً من كتاب التعريف بالمولد الشريف اشتمل على أحول النبـي –صلى الله عليه وسلم- وسيرته، وذكر هذا الكتاب كل من السخاوي والبغدادي وغيرهم، وأخبر بروكلمان أن منه نسخة في المتحف البريطاني برقم ثالث 515، وأنه مطبوع في لوكنوسنة 1307 هـ / 1897 م، وأن منه مخطوطة في بنكيبور برقم: 16/1016/2 مع ترجمة هندوسية.
9 – فضل حراء: (مفقود)
هدا المؤلف ذكره الإمام السخاوي ولم يذكر عند غيره.
10 – مختصر تاريخ الإسلام الذهبي: (مخطوط)
يعتبر الإمام أبو عبد الله الذهبي أحد الشخصيات العلمية التي أثرت في شخصية ابن الجزري من خلال مؤلفاته: طبقات القراء وتاريخ الإسلام... ونظراً لكثرة مادة "تاريخ الإسلام" وكبر حجمه، إذا بلغ نحو اثنا عشر مجلداً قام ابن الجزري باختصاره في مختصر مطلعه: الحمد لله الذي جعل الحوادث والوفيات أعظم عبرة للإنسان..." وانتهى من تلخيصه سنة ثماني وتسعين وسبعمائة، وتوجد من هذا المختصر نسخة مخطوطة بمعهد المخطوطات بالقاهرة برقم: 25 ف وأخرى بمكتبة عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم: 90 تاريخ، كتبت سنة تسعمائة للهجرة، في ثمانين و مائة ورقة.
11 – المولد الكبير: (مفقود)
وهو في سيرة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، ذكره محمد شنب في دائرة معارفه وأخبر أن منه مخطوطة بملحق المتحف البريطاني برقم 515/17.
المطلب الثالث: مؤلفاته الأخرى
هناك طائفة أخرى من مؤلفات ابن الجزري تنوعت موضوعاتها وتباينت ولم تكن لتدرج تحت ما عرضنا.
نوردها فيما يلي:
1 – الإبانة في العمرة من الجعرانة: (مفقود)
ذكر هذا المؤلف ونسبه إلى ابن الجزري كل من الإمام السخاوي وإسماعيل البغدادي.
2 – أحاسن المنن: (مفقود)
ذكره السخاوي ولم يذكره غيره من المتقدمين.
3 – الإعتراض المبدي لوهم التاج الكندي: (مفقود)
ذكره إسماعيل البغدادي.
4 – الإصابة في لوازم الكتابة: (مخطوط)
ذكر محمد بن شنب في دائرة معارفه أن منه نسخة مخطوطة في برلينن برقم: 6/22.
5 – التكريم في العمرة من التنعيم: (مفقود)
ذكره السخاوي وإسماعيل البغدادي.
6 – الجوهرة في النحو: (مفقود)
منظومة اشتملت على مسائل علم النحو، ذكرت في طبقات ابن الجزري في مواضع عديدة وذكرها أيضاً الإمام السخاوي وطاش كبرى زادة وإسماعيل البغدادي وحاجي خليفة.
7- حاشية على لإيضاح في المعاني والبيان (مفقود)
الإيضاح في المعاني والبيان مؤلف لجلال الدين القزوني أحد شيوخ ابن الجزري توفي سنة ثمانين وسبعمائة، وقام الإمام ابن الجزري يوضح حاشية عليه استهلها بقوله: "الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلمه البيان..." وهو مؤلف ذكره إسماعيل البغدادي.
8- الرسالة البيانية في حق أبوي النبي: (مخطوط)
وهو مؤلف في بيان هل يدخل أبوا النبي –صلى الله عليه وسلم- الجنة؟ ذكره بروكلمان وأخبر أن منه نسخة مخطوطه في برلين برقم 10343.
9 – الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح: (مطبوع)
هذا المؤلف هو رسالة في الحث على الفضائل وترك الرذائل ذكرها إسماعيل البغدادي وبروكلمان، وهي رسالة قد طبعت مراراً بمصر ومن طبعاتها طبعة عبد الرزاق سنة 1305 هـ في 64 صفحة وطبعة المطبعة الميمنية سنة 1310هـ في 64 صفحة وطبعة المطبعة العلمية سنة 1313هـ في 68 صفحة.
10 – شرح منهاج الأصول: (مفقود)
مناهج الأصول الاسم الشائع لمناهج الوصول إلى علم ألأصول وهو مؤلف للإمام القاضي عبد الله بن عمر الشيرازي البيضاوي المتوفي سنة إحدى وتسعين وستمائة وهو مصنف في أصول الشافعية ولما جاء ابن الجزري كتب شرحاً له في مصنف أسماه: شرح منهاج الأصول، وهذا المؤلف ذكره إسماعيل البغدادي ولم يذكره غيره.
11 – كاشف الخصاصة عن ألفاظ الخلاصة: (مطبوع)
يعتبر هذا المؤلف شرحاً على ألفية النحو لمؤلفها جمال الدين بن مالك الشهيرة بألفية ابن مالك، وجاء هذا الشرح شرحاً موجزاً مقتصراً فيه على حل ألفاظ الألفية وألغازها مع التمثيل لذلك، ولم يتعرض ابن الجزري فيه للاستشهاد والتعليل إلا نادراً، ومعتمداً في ذلك على شرح مؤلفها الشافية وذكر هذا المؤلف حاجي خليفة فقال: "ومن شرح الألفية الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الجزري"، وهذا المؤلف مطبوع بتحقيق مصطفى أحمد النحاس، في مطبعة السعادة بالقاهرة.
12 – كتاب في الطب على حروف المعجم: (مفقود)
ذكر هذا المؤلف الإمام النويري في شرحه على الطبية.
13 – كفاية الألمعي في آية يا أرض ابلعي: (مطبوع)
هذا مؤلف في تفسير قوله تعالى: "يأرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي..." وكان قد ضمنه أوجها من أوجه الإعجاز القرآني في هذه الآية، وهو مؤلف ذكره حاجي خليفة وإسماعيل البغدادي وقام بتحقيقه الطالب: نشيد حمد سعيد ونال به درجه الماجستير بقسم اللغة العربية بجامعة دمشق كما قام بتحقيقه –أيضاً- عدنان أبو شامة وطبع سنة 1411هـ.
14 – المختار في فقه الإمام الشافعي: (مفقود)
هو مؤلف تناول فيه ابن الجزري المشهور من الفتاوى الشافعية المختار والمفتى بها عندهم، قال الإمام النويري في ترجمته لابن الجزري: "لـه كتاب في فقه الإمام الشافعي –رحمة الله تعالى– سماه المختار ذكر فيه المعتني به عندهم".
15 – مختار النصيحة بالأدلة الصحيحة: (مفقود)
مؤلف في الوعظ أوله: أما بعد: الحمد لله الذي أمر بالعدل والإحسان وأشار إلى هذا المؤلف إسماعيل البغدادي.