إلى كل إنسان عاقل مُبتلى بشرب الدُّخان
الدُّخــــــــان... مُحَرَّمْ شُرْبًا وَبَيْعًا وَشِرَاءً
من كتــــــاب... الأسئلة والأجوبة الفقهية
------------------------------------------------------------------------
من الأدلة الدالة على تحريم الدخان قوله تعالى:
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ} إلى قوله تعالى: {يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ}، ولا يمتري عاقل في دخول الدخان في قسم الخبائث.
وورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
«كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»، وقال: «كُلُّ مُسْكِر خَمْر وَكُلُّ خَمْر حَرَام»، وعن عائشة مرفوعًا: «كُلُّ مُسْكِر حَرَام، وما أسْكَرَ الفرق منه فملؤ الكَّفِ منه حَرَامٌ» فهذه الأحاديث دالة على تحريمه، فإنه خبيث مُسْكِر تارة ومُفَتِّر تارةً أخرى.
ومن الأدلة على تحريم الدخان أيضاً:
أنه ثبت طبيًا أن التَّبْغ يحتوي على كمية كبيرة من مادة النيكوتين السَّامة، وأن شاربه يتعرض لأمراض خطيرة وكثيرة في بدنه أولاً، ثم تظهر تدريجيًا فيضطرب الغشاء المخاطي، ويهيج ويسيل منه اللعاب بكثرة، ويتغير ويتعسر عليه هضم الطعام.
وأيضًا:
يحدث إلتهابًا في الرئتين، ينشأ عنه سعال، ويتسبب عن ذلك تعطيل الشرايين الصدرية، وعروض أمراض صدرية ربما يتعذر البرء منها، وما يجتمع على باطن القصبة من آثار التدخين، يجتمع مثله على القلب، فيضغط على فتحاته، فيحصل عسر في التنفس.
ويؤثر على القلب:
بتشويش إنتظام دقاته، وربما أدَّى بشرابه إلى الموت، فيكون شاربه تسبب لقتل نفسه، وقتل النفس محرم، شرعًا، قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مُخلدًا فيها أبدًا".
ومن الأدلة الدالة على تحريم الدخان أيضاً:
أنه إسراف، وليس فيه نفع مباح، بل هو محض ضرر، بأخبار أهل الخبرة، وقد حُرّمَ الإسراف، والتبذير شرعًا، قال الله تعالى: {وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُسْرِفِينَ}، وقال الله تعالى: {إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}.
وورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
«إن الله حرَّم عليكم عُقوق الأمهات ووأد البنات، ومنعاً وهات، وكره لكم قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال».
ومن الأدلة الدالة على تحريمه أيضاً:
كون رائحته الكريهة، تؤذي الناس الذين لا يستعملونه، وعلى الخصوص، في مجامع الصلاة ونحوها، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرفوعًا: «مَنْ أكل ثَوْمًا أو بَصَلاً فليعتزلنا وليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته».
ومن المعلوم:
أن رائحة الدخان، لا تقل عن كراهة رائحة الثوم، والبصل، وورد عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الملائكة تتأذَّى ممَّا يتأذَّى منه النَّاس».
وفي الحديث الآخر:
«مَنْ آذى مُسْلِمًا فقد آذاني، ومَنْ آذاني فقد آذى الله»، وفيما ذكرنا كفاية من الأدلة الدالة على تحريمه، فالعاقلُ المُتَبَصِّرُ، ينظر ويتأمل، ولا يغتر بأقوال أهل الأهواء.