أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn مؤسس ومدير المنتدى
عدد المساهمات : 52561 العمر : 72
| موضوع: تعارض نظرية دارون مع الكشوف العلمية الحديثة الأحد 13 ديسمبر 2015, 12:13 am | |
| تعارض نظرية دارون مع الكشوف العلمية الحديثة
أ.د. عبد الخالق حامد السباعى -------------------------- معروف أن العالم البريطاني Charles Darwin، قد كتب نظريته في كتابه ‘أصل الأنواع’ بعد مشاهداته كضابط في طاقم السفينة Beagle في أثناء وبعد رحلتها البحرية في البحار الدافئة، وقد انضم إليه في الفترة عينها العالم البريطاني ‘ألفريد راسيل والاس’ 1823 ـ 1912م.
وحين أعلن ‘دارون’ نظريته عن التطور كان ما زال يجهل قوانين مندل للوارثة التي أعلنت بعد إعلان نظرية التطور بسنوات قليلة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وظلت مجهولة حتى أعيد تسليط الضوء عليها العام 1905م، بعد وفاة ‘جريجور مندل’ 1822م ـ 1884م.
ورغم أن ‘دارون’ نفسه لم يكن ملحدًا، بل كان يؤمن بالمسيحية -كما أنه يسلم في نظريته بأن الإله الخالق هو الذي وهب الحياة الأولى على الأرض- إلا أن مذاهب الفلسفة المادية والإلحادية التي سادت أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين قد احتضنت نظرية ‘دارون’ للنشوء والتطور كجزء من معتقداتها المذهبية واتخذتها ذريعة لإنكار وجود الله الخالق ـ وها نحن نجد العالم الفرنسي الملحد Monod Gack وهو أحد المشتغلين بالبيولوجيا الجزيئية يكتب في الستينيات من القرن العشرين أن نظرية النشوء والتطور تفسر نشأة الحياة على الأرض وتطورها تحت تأثير عاملي المصادفة والحاجة Chance and necessity وامتدادًا لذلك يعتقد بعضهم أن حدوث الطفرات الوراثية يفسر وسيلة حدوث التطور.
والآن ونحن في مستهل القرن الواحد والعشرين -فإننا مع العالم في مفترق الطرق, ومن واجبنا أن نراجع رصيدنا العلمي من القرن التاسع عشر- وسنجد أن كثيرًا من النظريات قد رسخت واستقرت كقوانين ثابتة مثل قوانين الجاذبية وقوانين الوراثة وقوانين الديناميكا الحرارية وصور البيولوجيا الجزيئية، ولكننا سنجد أن نظرية ‘دارون’ ما زالت مجرد نظرية تستند على ثلاثة من الافتراضات الرئيسة التي سنحاول مناقشتها موضوعيًا وعلميًا فيما يلي:
الافتراض الأول: الأوزون تأكد العلماء حديثًا من دور غاز الأوزون في طبقات الجو العليا في حماية كل صور الحياة على الأرض من فتك الأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجة وهو أمر لا يمكن أن يحدث مصادفة.
أن الحياة قد نشأت على الأرض وتطورت مصادفة ودون خالق وهذا الافتراض يتعارض مع القوانين الثابتة والحقائق العلمية التالية:
1ـ العلم الحديث يكشف لنا كل يوم أن الكون الذي نعيش فيه, فيه نظام بيئي متزن لدرجة متناهية في الدقة, وهذا أمر لا يمكن أن يحدث مصادفة، ولعل ما أكتشف من دور الكائنات الدقيقة المتخصصة في دورات العناصر وإكساب خصوبة التربة -وكذلك التوازن بين حرارة الجو وما يحتويه من بخار وثاني أكسيد الكربون، وأخيرًا ما تأكد حديثًا من دور غاز الأوزون في طبقات الجو العليا في حماية كل صور الحياة على الأرض من فتك الأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجة- كل ذلك لا يمكن أن يحدث مصادفة، بل هو دليل على القصد والتدبير في الخلق والإبداع.
2ـ القول إن الخلية الحية وجدت مصادفة وتطورت تلقائيًا - يتعارض مع قوانين الديناميكا الحرارية في الكيمياء الطبيعية التي تنص على أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث كما أنها تقطع كذلك بالاستحالة وجود الماكينة التي تدور تلقائيًا إلى ما لا نهاية من دون بذل شغل أو طاقة، وهذا يعني أن إتمام أي تفاعل لبناء أي من الجزيئات أو الأنسجة الجديدة يقتضي وجود قوة مدبرة توفر القدر المطلوب من الطاقة، كمًا ونوعًا، وكذلك، فإن عليها أن توفر الظروف المثلى لإتمام التفاعل وتحديد اتجاهه، ثم بعد بناء الجزيئات الجامدة تأتي المعجزة في منحها طاقة الحياة من مصدر الحياة التي لا تنضب -سبحان الحي القيوم- فهذه قدرة لم يستطع أحد أن ينسبها لنفسه.
3ـ تتميز الكثير من الجزيئات البيوكيميائية في الخلايا الحية بأن لها تركيبًا نوعيًا ونشاطًا ضوئيًا, فإذا كنا دائمًا نجد أن الخلايا الحية لا تحوي إلا المشابهه اليساري الدوران [Levo] وهذا مثال واحد لكثير من صور الاختيارية والنوعية العالية - فهل يتسنى أن يحدث هذا مصادفة؟
4ـ أن أحدث ما وصل إليه العلم في مجال البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية ـ تتم فيه التجارب حاليًا لنقل صفات وراثية من شريط الجينات من كائن عديد الخلايا إلى بعض البكتريا, والأمل بناء جزيئات جديدة ـ ورغم أن علماء الهندسة الوراثية الذين يحاولون إعادة بناء الأحماض النووية بعد إلحاق أجزاء مأخوذة من جينات أخرى ـ أي أنهم يستعملون جزيئات حية تامة الصنع في عمليات إعادة البناء ـ ومع ذلك وبالرغم من أنهم يستخدمون لبنات بناء جاهزة وصلتهم عبر عصور وقرون التاريخ تامة الصنع فهل يمكن أن يكابر الإنسان في أنها قد تكونت مصادفة من غير صانع أو خالق ـ فسبحان الله الخالق البارئ المصور.
فإذا أضفنا إلى ذلك أن إلحاق هذا الجزء من شريط DNA إلى جزء آخر هو تفاعل كيماوي يحتاج لإتمامه لتوافر الطاقة والظروف المثلى لتنشيط الجزيئات لإتمام التفاعل.
وهذا يقطع أيضًا باستحالة إتمام التفاعل دون توافر الحد الأدنى من طاقة التنشيط والعوامل والظروف المساعدة بما يحد اتجاه التفاعل وخصوصًا أن المواد الفاعلة ذاتها يمكن أن تتجه لأكثر من اتجاه طبقًا للتركيز، ونسبة المواد المتفاعلة، ونوع ومقدار الطاقة المتوافرة والظروف الملائمة وكل ذلك يؤكد استحالة العفوية في بناء أو تطوير والكائنات الحية المكونة من بلايين الذرات والجزيئات والخلايا.
5ـ بتطبيق قوانين الاحتمال الإحصائي أمكن حساب احتمال تكون جهاز لدغ الثعبان في الحية الرقطاء دون غيرها من الثعابين بتأثير عامل المصادفة, فقد وجد أن هذا الاحتمال واحد في كل 1/10 أس [23] احتمال أي أنه واحد في كل مئة ألف بليون بليون مصادفة.
6ـ قام العالم ‘شارلز إيجين جاي’ بحساب احتمال التكون بعامل المصادفة لجزيء بروتين واحدة، فوجد أن هذا يمكن أن يحدث مرة كلما مرت فترة زمنية لا تقل عن 10 أس [243] من السنوات، وهذا يزيد على بلايين أضعاف عمر الأرض، وهذا هو احتمال تكون جزيء واحد فقط من البروتين غير المتخصص.
7ـ في العام 1962م، قام عالما الكيمياء الحيوية ‘مالكوم ديكسون’، ‘أيدويب’ بحساب احتمال تكون جزيء البروتين ذاتيًا نتيجة مجرد التقاء جزيئات أحماض أمينية في مخلوط منها ـ وقد تبين أن هذا الاحتمال لكي يتحقق يقتضي حجمًا من مخلوط الأحماض الأمينية المعروفة يصل إلى أضعاف حجم الكرة الأرضية بمقدار 10 أس [50] ضعفًا, كل ذلك لمجرد تكون جزيء بروتين واحد من النوع العادي غير المتخصص، أما احتمال تكون جزيء بروتين متخصص مثل ‘الهيموغلوبين’، فإن الحساب قد وصل إلى ضرورة توافر حجم من مخلوط الأحماض الأمينية لا يقل عن 10 أس [512] ضعف حجم الكون كله، فما أروع قدرة الخالق سبحانه وتعالى الذي منح أجسامنا الحياة والقدرة على أن تبني هذه الجزيئات بدقة بالغة ليلاً ونهارًا حتى ونحن نيام، حقًا ما أروع قدرة الخالق سبحانه وتعالى.
8ـ وفي العالم 1987م قام العالمان ‘والاس’ ‘سيمونس’ بدراسة احتمال تكون جزيء بروتين متكون من 100 حامض أميني في ترتيب معين ـ ولما كانت الأحماض الأمينية المعروفة 20 حامضًا، فإن هناك 20 احتمالاً للحامض في الموضع الأول، وهكذا وتصبح احتمالات شغل الأحماض المئة في جزئ البروتين = 20 [100] =1,25 ×10أس [130] أي احتمال في كل 10أس [130] احتمال.
وإذا أخذنا في اعتبارنا ملايين الجزيئات في ملايين الخلايا نجد أن الاحتمالات الإحصائية تقطع باستحالة البناء الذاتي بالمصادفة لتكون جزيء بروتيني واحد فضلاً عن الخلية الحية الكاملة.
الافتراض الثاني أن هناك سلمًا للتطور: الفيروس والبكتريا مازلنا نرى كائنات دقيقة وحيدة الخلية والعديد من الكائنات التي لم تنقرض رغم أنها ضعيفة بسيطة التركيب, ولا أدل على ذلك من أننا نكتشف فيروسات جديدة كل يوم كما نكتشف أنواع البكتريا ذاتها في حفريات الفراعنة
وتقول نظرية التطور: إن السلم قد بدأ بالكائنات وحيدة الخلية وتحت تأثير الظروف البيئية تم التطور إلى كائنات أكثر قدرة وأكثر تعقيدًا بتفوق الأصلح في الصراع من أجل البقاء مع انقراض الأفراد الأقل صلاحية في التنافس والصراع.
وهذا الافتراض الثاني تنقضه الحقائق التالية: 1ـ رغم مرور ملايين السنين منذ بدأت الحياة على الأرض فمازلنا نرى كائنات دقيقة وحيدة الخلية والعديد من الكائنات التي لم تنقرض رغم أنها ضعيفة بسيطة التركيب, ولا أدل على ذلك من أننا نكتشف فيروسات جديدة كل يوم كما نكتشف أنواع البكتريا ذاتها في حفريات الفراعنة.
2ـ حين أعلن ‘دارون’ نظرية التطور كان لا يعلم شيئًا عن قوانين ‘مندل’ للوراثة -وعلم الوراثة- وهو علم راسخ الأركان - يقطع بأن الكائنات تتوارث صفاتها الوراثية عن طريق الجينات الوراثية للأبوين بغض النظر عن الظروف البيئية, بينما تصر نظرية التطور على القول إنه يتم تطور صفات الكائنات بتأثير ضغط البيئة والتنافس من أجل البقاء.
3ـ حاول علماء التطور الاستعانة بحفريات وهياكل الكائنات المدفونة لمحاولة عمل سلم التطور ولكن رغم الجهود المضنية فما زالت هناك فراغات في السلم لا يتسنى ملؤها كما أن العمر الجيولوجي للأرض وهو نحو 4 بليون عام وعمر الحياة على الأرض الذي قدر بنحو 1,55 بليون عام -لا يتيح الوقت اللازم للتطور التلقائي- فعلماء التطور قد حسبوا أن تطور الحصان من صورته القزمية إلى حجم الحصان الحالي قد احتاج زمنًا لا يقل عن 100 مليون سنة -وهذا معناه أن عمر الحياة على الأرض لا تسعف تفسير التطور التلقائي إلى ما يسمى بالكائنات الراقية من النباتات والحيوانات- فضلاً عن عدم توافر الوقت اللازم لتفسير تطور الإنسان من الكائنات غير العاقلة.
4ـ الاهتمام بالحفريات حمل بعض الانتهازيين على تزييف الكثير من الهياكل العظيمة من أشهر الأمثلة ما حدث العام 1953م، من الإعلان عن أن ما سمي ببقايا الإنسان الأول [piltdown] قد تبين أنه بقايا عظام مزيفة تمامًا.
5ـ بعض علماء التطور كانوا يفسرون تميز بعض أجسام الحيوانات بألوان زاهية بأنه تحقق للانتخاب الجنسي لضمان جذب الذكور، وقد كانت الصدمة كبيرة حين أوضحت الكشوف الحديثة أن عيون الكثير من هذه الحيوانات الملونة لا تميز الألوان.
6ـ أوضح عالم الفيزيقا البيولوجية الأمريكي Morqwitz العام 1979م أن هناك تحديًا رئيسًا يواجه نظرية ‘دارون’ للتطور ـ وهو أن خلايا الكائنات الحية على وجه الأرض تنقسم إلى نوعين:
الأول: يسمى prokaryotic وهي كائنات وحيدة الخلية خالية من الأغشية والأجسام الخلوية المتخصصة ومن أمثلتها البكتريا والطحالب الخضراء، والمزرقة والميكوبلازم وتكون المادة الوراثية فيها متمثلة في حامض نووي منفرد DNA.
أما النوع الثاني: فيسمى Eukaraotic وتتميز بأن خلاياها مزودة بأجسام متخصصة مثل: النواة - الميتوندريا - الليسوسومات - والكلوروبلاستيدات... إلخ.
كما أن المادة الوراثية تنتظم في كروموزومات تحوي الكثير من الجينات وهذه بدورها تحوي أحماضًا نووية مع البروتينات المتخصصة, ويشمل النوع الثاني مختلف أنواع النباتات والحيوانات وكذلك الإنسان و’البروتوزوا’ والخلايا الفطرية ومعظم أنواع الطحالب, ولا يدخل في ذلك الفيروسات لأنها تمثل قسمًا ثالثًا متميزًا بذاته, وموضع التحدي أنه لا توجد أي صورة وسيطة بين النوعين من الخلايا مما ينفي نظرية التطور من الكائنات البسيطة إلى الكائنات عالية التخصص.
ولا يفوتنا هنا أن نذكر أن خلايا Prokayotes البسيطة تقوم بوظائف عالية التخصص وبالغة الأهمية في دورات العناصر على سطح الكون وإكساب التربة خصوبتها وتحلل الكثير من المخلفات العضوية …. إلخ، وهذا يلفت النظر إلى أن حقيقة الحياة على الأرض هي أن كل مخلوق له وظيفة في إطار من التكامل والاتزان بالغ الدقة والحساسية.
7ـ أعلن العالم الفرنسي Monod jack في الستينيات أن حدوث الطفرات الوراثية هو أداة تحقيق سلم التطور تحت تأثير المصادفة والحاجة إلا أن البحوث التي أجريت على ‘الدروسوفلا’ وغيرها ـ قد أثبتت أن الطفرة لا تنشئ نوعًا جديدًا ولكنها تعطي انتخابًا محدودًا لأفراد من النوع ذاته بصفات قد تتفاوت ولكن في حدود الوعاء الوراثي المحدد للنوع ذاته the same genetic trait.
8ـ أسس علم التقسيم لا تتفق مع نظرية ‘دارون’: علم تقسيم الكائنات Taxonomy بدأ قبل مئة عام من مجيء ‘دارون’ بوساطة العالم Linnaues carolus 1707م ـ 1778م، وقد أعلن ‘لينيوس’ التسمية من اسمين، اسم الجنس متبوعًا باسم النوع والأنواع، تعرف بأنها المجموع ذو الصفات المشتركة التي تتكاثر جنسيًا لإعطاء أجيال جديدة مماثلة وسليمة، ولم يستطع ‘دارون’ أن يوائم بين نظريته في سلم التطور وبين مقتضيات التقسيم.
9ـ فشل نظرية التطور في التنبؤ بالمستقبل: لقد أعلن عالما الوراثة ‘والاس’ و’سيمونس’ 1987م تلك الحقيقة، وأوضحا أنه إذا كانت نظرية التطور مبنية على المصادفة ـ وإذا كنا نعلم أيضًا أنه يصعب على الإنسان أن يتنبأ بطريقة قاطعة عن مسار كرة تهبط فوق سطح يحوي أكثر من مئة دبوس وتنتهي بخمس عشرة فتحة -إذا كان التنبؤ هنا مستحيلاً- فكيف يمكن التنبؤ بمصير أكثر من 35 مليون نوع من الكائنات التي تتعايش حاليًا مع بعضها ومع الإنسان على ظهر الأرض.
وإذا كنا لا نستطيع التنبؤ بالمستقبل ـ فكيف نستطيع أن نقطع بما نسميه سلم التطور عبر ملايين السنين التي سبقتنا، إن مجرد وجود تشابه وتماثل في وحدات البناء للجزيئات الجامدة والحية لهو دليل واضح على وحدة الخالق البارئ المصور سبحانه وتعالى جل شأنه.
10ـ تعدد الأنواع وتميز الصفات الفردية: يذكر العالم الأمريكي Jancey العام 1975م أن عالمنا يزدحم بالكثير من المخلوقات التي لا يتيسر تفسير وجودها على أساس نظرية التطور والصراع من أجل البقاء, وفي الوقت عينه، فإن أفراد كل نوع يتميز بصفات فردية لا تتكر مثل لون فروة الجسم وزركشة الطيور، فهي خصائص لا تتكرر مما يدل على قدرة الخالق المبدع.
الإنسان والقرد انحدار البشر من نسل القرود والشمبانزي هو الافتراض الثالث في نظرية التطور لدارون، وقد ناقشنا بالمنطق العلمي الافتراضين الأول والثاني في الجزء الأول من المقال لكننا سنجد أن نظرية ‘دارون’ لازالت تستند على افتراض رئيسي أخير وهو الذي سنحاول مناقشته موضوعيًا وعلميًا فيما يلي:
الافتراض الثالث: أن الإنسان ينحدر من نسل القرود والشمبانزي والغوريلا: 1ـ ولعل أول دليل على بطلان هذا الافتراض هو ما ثبت من عدم توافق التكاثر التناسلي بين الإنسان وأنواع القرود والشمبانزي والغوريلا، وهذا معناه في ضوء علم التقسيم أن الإنسان نوع منفرد وراثيًا.
2ـ وقد حاول بعض علماء الأجنة مجاراة نظرية التطور فزعموا أن جنين الإنسان مزود بفتحات خياشيمية زائدة وأنها تمثل مرحلة تطور الإنسان من الحيوانات المائية مثل الأسماك -إلا أنه أخيرًا في العام 1959م استطاع العالم ‘راندل شورت’ Rendle short الذي قضى حياته في دراسة تشريح جسم الإنسان- أن يثبت خطأ هذا التفسير وأثبت أن ما يسمى بفتحات خياشيمية ليست زائدة بل هي عبارة عن ثنيات في الأنسجة لازمة لتثبيت الأوعية الدموية في جنين الإنسان، وقد كان هذا التفنيد قاطعًا حتى إن ‘جوليان هاكسلي’ في كتابه عن التطور في صورته الجديدة قد اضطر للتسليم بما أثبته عالم التشريح ‘راندل شورت’.
3ـ نشر فريق علماء الأنثربولوجي المكون من عشرة مختصين بقيادة Tim white الأستاذ في جامعة كاليفورنيا بيركلي’ العام 1987م ـ نتائج دراساتهم المضنية لفحص 302 من هياكل وعظام الحفريات Fossils لما سمي ببقايا إنسان ما قبل التاريخ الذي يفترض أنه عاش في جنوب شرق أفريقيا منذ أكثر من 1,5 مليون عام، والذي يسمي Homo Habilis والذي كان يعتقد أن له صلة النسب في التطور بين الإنسان الحالي كما نعرفه وبين أجداده المزعومة من القرود أو الغوريلا أو الشمبانزي، وقد أثبتت نتائج دراسة الفريق الأمريكي أن ما سمي بإنسان ما قبل التاريخ يختلف تمامًا عن الإنسان الحالي لأن العظام قد أثبتت أنه يتحرك على أربع وأنه ليس منتصب القوام كالإنسان، كما أن طوله أقصر بشكل واضح، كما أن عظام الرأس وتجويف المخ تختلف تمامًا عن الإنسان الحقيقي، وقد اختتم فريق علماء الأنثربولوجي الأمريكي تقريرهم العلمي في العام 1987م بأن هناك فرقا شاسعًا يعكس فراغًا واضحًا زمنيًا وتشريحيًا من ناحية التطور بين ما سمي بإنسان ما قبل التاريخ والإنسان الحقيقي، وأنه من المقطوع به أن هناك تغييرًا دراميًا ضخمًا قد حدث نتج منه ظهور الإنسان على الأرض بحيث يصعب تصور ارتباط الإنسان الحقيقي بما يفترض أنه نشأ من نسلهم ـ حيث إن الإنسان الحالي متميز تمامًا ظاهريًا وتشريحيًا وسلوكيًا وعقليًا وقدرة وملكات عن أي كائن آخر.
4ـ أصل شعار البقاء للأصلح: هربرت سبنسر كان ‘دارون’ في نظريته يشبع ويعكس فكريًا معتقداته الاجتماعية والفلسفية التي اعتنقها كواحد ممَّن عاصروا وتتلمذاوا على يد الفيلسوف الإنكليزي Herbt Spencer كما كان كل منهما يدين في فلسفته لفكر الفيلسوف الاقتصادي الإنكليزي Malthus 1766 ـ 1834م وهو من أوائل مَنْ تناولوا مشكلة ازدحام وتزايد السكان وتعبير الصراع من أجل البقاء والبقاء للأصلح فهي تعبيرات من وضع Spencer كتعبير عن فكرة في الفلسفة المادية اقتصاديًا واجتماعيًا، وإذا كان Spencer يعتقد أن المجتمعات البشرية تتزاحم بشكل مضطرد مما يضطرها للتنافس من أجل المستقبل، وأن هذا التنافس في نظره من المحتم أن يتحول إلى صراع، وأن الفوز في صراع البقاء سيكون للإنسان الأقوى والأفضل، سيكون عن ذلك بالصراع بين الخير والشر، وضرورة تنحي الشر ـ كما قام بتطبيق فكرة هذا التنافس الذي كان سائدًا في وقته بين الرجل الأبيض المتقدم وبين الشعوب الملونة المتخلفة ـ وكان من الطبيعي أن يرى أن الفوز في الصراع لا بد وأن يكون للشعوب البيضاء الأوروبية على الملونين المتخلفين لأنهم أفضل وأقوى ـ وهذه هي الفلسفة نفسها التي استخدمها الاستعمار البريطاني والأوروبي لتبرير احتلاله وحروبه الاستعمارية وراء البحار.
كما كانت هي نفسها الخلفية الفلسفية في فكر ووجدان ‘دارون’ حين قام برحلته على ظهر السفينة Beagle ـ وكان من الطبيعي أن يحاول تعميم هذه النظرة الفلسفية عن الصراع من أجل البقاء على سائر الكائنات وأن يربط بين ما سجله من ملاحظات عن أوجه الشبه والخلاف بين الكائنات وبين نظرية البقاء للأصلح، فكانت نظريته عن أصل الأنواع والنشوء والتطور، وانضم إليه فيها زميله البريطاني المعاصر Wallace في ذلك الحين.
5ـ الخصائص الفردية المميزة لكل إنسان: أثبتت دراسات البيولوجيا الجزيئية أن كل إنسان متميز عن الإنسان الآخر في صفات فردية لا تتكرر مثل بصمات أصابع اليدين والقدمين والحامض النووي DNA الذي أصبح أحد وسائل الأدلة الجنائية فضلاً عن تركيب الشعر ومجموعة الدم ونوع أجسام المناعة وبصمة الصوت والرائحة وهي كلها ثوابت لا تتكرر بين بلايين البشر, وهذا يقطع بعدم صحة افتراض أن الحياة والتطور كانا بعامل المصادفة ـ بل هي أدلة قاطعة على أن الإنسان من صنع الله الذي خلقه وجعل كل إنسان متميزًا مستقلاً ومسئولاً وميزه بملكاته وقدراته ليؤدي أمانة عمارة الأرض وإقامة الحضارة الإنسانية.
6ـ برهان جديد على أن الإنسان من صنع الله: ولقد استحدث أخيرًا علم جديد هو: البيولوجيا الاجتماعية Socio Biology ويقود هذا الاتجاه Eyenge Steiner منذ العام 1969م وهو أستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ‘ييل’ في أميركا وقد أوضح أن الإنسان ليس وليد سلم التطور، بل إن العلم برهن على أن الإنسان له من المميزات البيولوجية والذهنية والنفسية والروحية التي تمنحه القدرة على الكلام والتفكير وترتيب الأسباب والاستنتاج المنطقي والمناقشة والتعارف والتعاون وتسخير غيره من الكائنات وصور البيئة لتكوين مجتمعات حضارية، كما أنه يتمتع بملكات الإبداع العلمي والأدبي والفني وكذلك يتمتع بمشاعر وصور التعبير عنها كما يستطيع التحكم فيها وفي سلوكه وعواطفه على أسس من النبل والأخلاق والمثل العليا، كما ينفر طبعه عن الشذوذ والسلوك غير الأخلاقي وهذه كلها صفات مميزة للإنسان عن كل الحيوانات والكائنات الأخرى، ولا أثر لها على ما يسمى بسلم التطور مما يقطع بعدم صلة النسب بين الإنسان والحيوان، وفي العام 1977م تبنى علماء جامعة ‘كاليفورنيا’ هذا العلم الجديد ونشر العالم الأمريكي Edward Wilson الأستاذ في جامعة ‘كاليفورنيا’ كتابه الجديد في هذا المجال، وقد انتهى فيه إلى أن ما نلحظه من تشابه بين الإنسان والحيوان في وحدات التركيب الخلوي والجزيئي رغم التميز القاطع للإنسان ـ هو الدليل الناصع على وحدة الخالق الأعظم.
7ـ “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ” (الذاريات:21): الخريطة الوراثية رغم تماثل الكروموزومات في الشكل، إلا أنها تتفاوت في وظائفها ودورها في توريث مختلف الصفات.
في مارس 1989م نشرت مجلة Science الأميركية تقريرًا عن مشروع قومي ممول من وزارة الصحة الأميركية بميزانية قدرها ثلاثة بلايين من الدولارات ولفترة زمنية مقدرة بخمسة عشر عامًا ويهدف المشروع إلى وضع خريطة توضح مكنون التركيب الجزيئي للحامض النووي في جينات جسم الإنسان والمسئولة عن نقل صفاته الوراثية.
وقد ذكر التقرير أن جسم الإنسان يحتوي على مئة تريليون خلية أي 1×10أس [14] من الخلايا الحية يحوي كل منها DNA في جينات كروموزومات النواة فيما عدا خلايا الدم الحمراء والتي لا تحتوي نواة منها، ومن العجب أن يتماثل DNA في الفرد نفسه من الإنسان في هذه الآلاف من البلايين من الخلايا ولكنها تختلف تمامًا عن أي إنسان آخر و DNA مع البروتينات والإنزيمات المتخصصة تكون الجينات التي بدورها تكون الكروموزومات الثابتة العدد في كل نواة تحتوي 46 كروزموزومًا.
ورغم تماثل الكروموزومات في الشكل، إلا أنها تتفاوت في وظائفها ودورها في توريث مختلف الصفات، وكل كروموزوم يمكن تمثيله بخيط طوله خمسة أقدام وقطره 5×10أس [ـ10] بوصة هل يمكن أن يحدث كل ذلك مصادفة وتلقائيًا؟
ويستطرد التقرير ليوضح أن خلية بكتريا E Col يحوي جزيء DNA فيها 4,5 مليون وحدة من الأحماض الأمينية ـ أما جينات الإنسان فتحوي كل منها 3 بليون وحدة ـ وعدد البنات في الإنسان تبلغ 100,000 مئة ألف من الجينات لكل كروموزوم.
ولم يتيسر حتى الآن التعرف إلى أكثر من 4500 من تلك الجينات ومن بينها أمكن تحديد موقع 1500 جين فقط على الكروموزمات المختلفة ـ أي أننا أمامنا أمد طويل لنفهم مجرد تركيب خلايا الإنسان ورسم خريطة كاملة لها ـ أفليس ذلك أدعى لأهل العلم أن يتواضعوا لقدرة الله الخالق البارئ المصور وهم بحكم علمهم أكثر الناس معرفة بتلك القدرة الفائقة ـ وصدق الله العظيم فقال: “وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ“.
وإذا كنا لا نستطيع أن نزعم أن مصنعًا للتكنولوجيا الحيوية قد ظهر مصادفة وبصورة تلقائية في مكان ما وأصبح مستمرًا في إنتاجه من دون العقل المدبر أو قوة الطاقة القادرة فكيف لا يهزنا خلق الله في أنفسنا وفيما حولنا وكل ذلك دليل على قدرته وتدبيره وهل يستساغ بعد ذلك أن نركن إلى القول: إن الحياة والإنسان كانا وليدي المصادفة.
8ـ ماذا قال العلماء عن نظرية التطور: معروف أن ‘ألبرت أينشتين’ 1879 ـ 1955م هو صاحب قوانين النسبية منذ العام 1905م، وما ارتبط بها من تحديث قوانين الطاقة وميكانيكا الكم الدقيق والطبيعة النووية، وإن تلك القوانين تؤكد على أن صور ومقدار الطاقة في الكون محكومة بقوانين كمية ثابتة يمتنع معها حدوث أي تفاعل تلقائي أو مصادفة، ولذلك فقد كان ‘أينشتين’ العالم الألماني الذي هاجر إلى الولايات المتحدة هربًا من النازية، كان دائمًا حريصًا على الإيمان بالأديان والكتب السماوية وقال: إن تعاليم التوراة والإنجيل هي الملاذ الذي يجب أن يلجأ إليه الإنسان حتى لا يضل طريقه وهدفه في الحياة, وحديثًا نجد عالم الكيمياء الأميركي Linus Pauling والأستاذ بجامعة كاليفورنيا بيركلي والحائز على جائزة نوبل عامي 1953م ـ 1962م طوال حياته بالإضافة إلى جانب منجزاته المعروفة في نطاق الروابط الكيميائية متفانيًا في العلم من أجل السلام وتحريم الأسلحة النووية حفاظًا على سعادة الإنسان وحضارته ـ وقد ذكر في احتفال أقامته له الجمعية الكيمياوية الأميركية عام 1983م، أنه يهتم بالعمل على التقدم المستمر للمعرفة الإنسانية وأنه يعتبر أن هدف المعرفة يجب أن يكون معرفة الله بعيدًا عن أي طواغيت وأنه بذلك يمكن أن يتحقق الالتقاء بين العلم والدين لضمان تحقيق عالم أفضل.
العالم الأمريكي ماكسويل: أما العالم الأميركي Maxwell فقد ذكر في كتابه ‘العلم يعود إلى الله’ 1970م أن نظرية ‘دارون’ قد استنفدت أغراضها في زمن إعلانها، حيث كان يسود فكر العصر الفيكتوري في إنكلترا ـ ولما كانت شتى العلوم قد استحدثت فيها الكثير من الإضافات العلمية التي تميزت معالمها ولم تقف عندما كان معروفًا في أوائل القرن التاسع عشر وقياسًا على ذلك فإنه لابد من مراجعة مدى سريان نظرية التطور لأنها قد أصبحت لا تتلاءم مع مستحدثات العلم في القرن العشرين فضلاً عن مطلع القرن الواحد والعشرين.
كما أن عالم الطبيعة البيولوجية الأميركي Morowitz العام 1979م، قد كتب أنه أمر مخزٍ للإنسان أن يسرح بذهنه ليتصور أنه من سلالة قرد عريان غير عاقل.
ويضيف: لذلك كان طبيعيًا أن القس البريطاني Widerforce حين اشترك في مناظرة عن نظرية ‘دارون’ للتطور أمام ‘جوليان هكسلي’ الكاتب والفيلسوف البريطاني الملحد كان طبيعيًا أن يستطرد القس في مناقشته فيسأل ‘هكسلي’ ترى هل كان عن طريق جده لأمه أم جده لأبيه ما اتصل بنظرية ‘دارون’ من أن أصله من نسل قرد؟
ويعلق ‘مورفيتز’ أنه من المؤلم أن يظل الإنسان الذي أقام الحضارة وأضاف الكثير من المبتكرات والتكنولوجيا - تحت وطأة أنه من سلالة قرد أبله، ويضيف أن الإنسان المادي الذي لم يسعده عالمه المادي، في حاجة الآن إلى أن يعود ويقرن عالم الروح بالمادة ليصبح إنسانًا غير حيوان.
ولعل هذا اليقين هو ما دعا العالم الأميركي Cressy Morrison A. الرئيس السابق لأكاديمية العلوم في نيويورك وعضو المجلس التنفيذي لمجلس العلوم القومي بالولايات المتحدة إلى إصدار كتابه: ‘الإنسان لا يقف وحده’ العام 1944م، وذلك ردًا على كتاب ‘جوليان هكسلي’ ‘الإنسان يقوم وحده’.
أما العالم الأميركي: Maxwell فقد ذكر في كتابه ‘العلم يعود إلى الله’ 1970م أن نظرية ‘دارون’ قد استنفدت أغراضها في زمن إعلانها، حيث كان يسود فكر العصر الفيكتوري في إنكلترا ـ ولما كانت شتى العلوم قد استحدثت فيها الكثير من الإضافات العلمية التي تميزت معالمها ولم تقف عندما كان معروفًا في أوائل القرن التاسع عشر وقياسًا على ذلك فإنه لابد من مراجعة مدى سريان نظرية التطور لأنها قد أصبحت لا تتلاءم مع مستحدثات العلم في القرن العشرين فضلاً عن مطلع القرن الواحد والعشرين.
وهكذا فإننا نجد أن نظرية ‘دارون’ وهي إحدى معالم فكر القرن التاسع عشر أصبحت غير قابلة لأن تستمر أساسًا لتدريس علوم الحياة والبيولوجيا الجزيئية ـ وإذا أضفنا إلى ذلك أن تلك النظرية قد استغلتها الاتجاهات الفلسفية الإلحادية والمادية والجدلية وبخاصة الشيوعية والوجودية … إلخ، لدعم معتقداتهم المادية التي تنكر الجانب الروحي والديني ـ فإن علمنا الآن بأن العالم يراجع تلك النظريات المادية والشيوعية وبعد أن ثبت فشلها في عقر دارها، يضيف: علينا عبء أكبر في ضرورة مراجعة خلفياتنا العلمية والفلسفية حتى لا نتمسك بما قد ثبت بالدليل القاطع بطلانه علميًا.
وقد أسيء استخدام نظرية التطور حتى في مجال الإنتاج الزراعي والتعليم الجامعي في النظام الشيوعي السوفييتي، حيث تسلط عالم الزراعة السوفييتي Lysenko Trorin D. بحكم صلته بـ ‘جوزيف ستالين’ على جميع الكوادر العلمية في الاتحاد السوفييتي، وكان أداة اضطهاد واعتقال وطرد للكثير من علماء الوراثة الروس تدريس الوراثة أو عمل أي أبحاث على أساس قوانين ‘مندل’ الوراثية، ظنًا منه أنه يخدم الشيوعية، ويبعد مظنة الإيمان بالخالق للصفات الموروثة في تربية النباتات، وصمم على أن تحسين أصناف القمح يمكن أن يتم لمجرد تغيير العوامل البيئية دون انتخاب الصفات الوراثية، وقد استمرت هذه المهزلة في التاريخ المعاصر من العام 1926م، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ الجمود ينحسر، وكان فشل Lysenko في تحسين إنتاج القمح هو الذي دعا الدولة إلى إتاحة الفرصة أمام فكر علماء الرواثية ليعودوا إلى الظهور ويعود تدريس الوراثة في المدارس والجامعات السوفييتية بعد تحريمه عشرين عامًا.
واليوم ونحن على مشارف القرن الواحد والعشرين، وقد انحسرت موجة الشيوعية، وأصبح العالم كله يراجع فكره، ومعتقداته فعلينا أن نعلن رأينا واضحًا في شأن عدم الاستمرار في تبني نظرية النشوء والتطور حتى يتم تحرير البيولوجيا الجزيئية وكذلك أفكارنا من تلك المزاعم التي تصر على أن تفقد الإنسان إنسانيته. ____________________________ المصدر: بتصرف يسير عن مجلة الوعي الإسلامي، العدد 532 |
|