وصفات طبية من الكتـاب والسنة
للدكتور: عبد الباسط محمد السيد
--------------------------------
فوائد التمر من القرآن والسنة مع الأبحاث العلمية
الـتــــــمـر:
قال تعالى مخاطباً السيدة مريم عليها السلام: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) [سورة مريم: 25]، وورد في فضل التمر وأكله عدة أحاديث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خير تمراتكم البُرنيُّ، يُذهب الدّاء"، الحديث رواه الحاكم (4/ 204) والجامع الكبير (13737) وصحيح الجامع (3298).
و منها ما رواه ابن ماجة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كُلوا البلح بالتمر فإنَّ الشيطان يقول بقي ابن آدم يأكل الجديد بالعتيق" الحديث رواه ابن ماجة (3330) والحاكم (4/ 121).
والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يفطر على رطبات قبل أن يصلي، وفي إفطاره صلى الله عليه وسلم على الرطب أو التمر ما يظهر نور النبوة، وذلك، وذلك لأن الصائم يعتمد على ما يوجد بجسمه من سكر وخاصة المخزون منه في الكبد، والسكر الموجود في طعام السحور يكفي 6 ساعات وبعد ذلك يبدأ الإمداد من المخزون الموجود بالكبد.
ومن هنا فإن الصائم إذا أفطر على التمر أو الرطب، وهي تحتوي على سكريات أحادية، فإنها تصل سريعاً إلى الكبد والدم الذي يصل بدوره إلى الأعضاء وخاصة المخ، أما الذي يملأ معدته بالطعام والشراب، فيحتاج لمدة من ساعتين إلى ثلاثة ساعات حتى تمتص أمعاؤه السكر، والتمر واللبن غذاء كامل متكامل، وكثير من البدو يعيشون على التمر المجفف ولبن الماعز، وهم ممشوقون القوام، وأصحّاء، وأقل عرضة للأمراض، سواء المزمنة أو الخبيثة منها [1].
والتمر والرطب يقويان الرحم عند الولادة ويزيدان من أنقباض الرحم عند الولادة لذك أشار الله به على السيدة الطاهرة مريم، فقال: "وهُزي إليك بجذع النخلة تُساقط عليك رُطبّاً جنِيّا، فكلي واشربي وقرِّي عيناً" مريم: 25 ـ 26، وفي هذه الآية إشارة إلى أن الرطب يغذيها وفي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أطعموا نساءكم التمر فإن مَنْ كان طعامها التمر، خرج ولدها حَلِيماً" ينظر الجامع الكبير (3381).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ في العجوة العالية شفاءً". الحديث رواه مسلم (14/ 3) وأحمد (6/ 152).
ومن السنة المطهرة أن يُفطر الصَّائم على العجوة، أو التمر، قال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وجد تمراً فليُفطر عليه، ومن لا يجد فليُفطر على الماء فإنه طَهورٌ" الحديث رواه أبو داود (2355)، الترمذي (653)، ابن ماجة (699).
ولقد أثبت العلم الحديث فوائد للتمر:
المواد الفعالة:
1 ـ يحتوي على نسبة عالية من المواد النشوية المولدة للطاقة، سكر الفركتوز، و سكر الجلوكوز.
2 ـ نسبة عالية من الفيتامينات التي تقي من البلاجرا.
3 ـ كميات من مركبات الكالسيوم التي تدخل في تكوين العظام.
4 ـ نسبة عالية من الفوسفور والحديد.
أما طلع النخيل فيحتوي على:
1 ـ سكر القصب.
2 ـ مواد بروتينية عالية القيمة.
3 ـ عناصر الفوسفور، والكالسيوم، والحديد.
4 ـ فيتامينات B و D.
5 ـ مادة الرِّنين، وهي مادة لازمة لمرونة الشعيرات الدموية.
6 ـ يحتوي على هرمونات الاستروجين الذي ينشط المبيض، ويساعد على تكوين البويضة.
فوائد التمر الصحية والطبية:
1. يساعد على العلاج من الأنيميا لما يحتويه من معدن الحديد.
2. يعالج أمراض القلب لاحتواءه على عنصر الحديد.
3. يعالج الإمساك نظراً لاحتوائه على كمية عالية من سكر الفواكه - الفركتوز.
4. لديه فعالية ضد الحساسية لاحتواءه على عنصر الزنك.
5. وقف النزيف أثناء الحمل لاحتوائه على فيتامين K والتاناين الذي هو عبارة عن مادة قابضة.
6. يمكن استخدامه أيضاً في حالات الفشل الكلوي لاحتواءه على فيتامين بي1-بي2 و بي6 إضافة إلى سكر الفواكه.
7. يخفف من الحموضة والحرقة لاحتوائه على الأملاح القلوية.
8. يمنع الدوخة ودوار الرأس لاحتواءه على بعض العناصر مثل الكاروتين.
9. يساعد على منع الخلايا السرطانية من النمو والانتشار لاحتوائه على المغنيسيوم والكالسيوم.
10. يماثل التمر نظام إعادة البناء في جسم الإنسان لاحتوائه على الفسفور وباقي الأملاح المعدنية والفيتامينات.
11. دقيق التمر المجفف ونواته المطحونة تساعد على الشفاء من الربو وضيق التنفس [2].
التمر والوقاية من السم والحسد:
روى أبو نعيم وروى أبو داود، ورواه الحاكم، وروى الإمام الترمذي، ورُوي في الإمام الذهبي للطب النبوي، قال: "مَنْ تصبَّح بسبع ثمرات عجوة لا يصيبه في هذا اليوم سمٌ ولا سحر".
فيما يتعلق بالشق الأول وهو السم:
تم على السم تجارب علمية، فوجد أنه عندما يتعرض جسم الإنسان للتسمم هناك أنزيم ينتج داخل الكبد يعمل كمضاد لهذه السموم فعندما يدخل السم إلى الجسم هذا الإنزيم يرتفع، ولذلك عندما يتم فحص نسبة هذا الأنزيم في الجسم نجده مرتفع وعندما تتناول سبع تمرات عجوة لمدة شهر يومياً نجد أن هذا الإنزيم بدأ يهبط ويدخل في الوضع الطبيعي، ومن الغريب أنه لو تتبعنا الحالة لمدة سنة بعد هذا نجد الإنزيم لا يرتفع يعني أصبح هنالك وقاية وشفاء ولذلك لما أكل رسول -الله صلى الله عليه وسلم من شاة خيبر التي كان كتفها مسمومة، والله سبحانه أنطق الكتف لتخبر النبي أنها مسمومة، كان النبي متصبح بسبع تمرات عجوة فلم يصبه في هذا الوقت سم، وإنما السم وجه تحت الجلد يعني دخل في الدهون تحت الجلد، ولذلك احتجم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند مكان تخزين هذا الدهن تحت الجلد، كذلك فالعجوة تقي من السم العالي، وهنالك جمعية بريطانية قائمة على ظاهرة (التليباثي) الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي أو التي يسمونها التخاطر عن بعد، بحثت في هذا الحديث بحث مستفيض، وبجانب الدراسات التي تمت في جامعة الملك عبد العزيز وكانت نتائج الدراسات أنه لا تعارض بين هذا الحديث وبين نتائج التجارب.
فمن خلال تجاربها على البشر وجد أن الناس الذين يتعرضون للتسمم يعني الناس الذين يتعاملون مع مادة الرصاص كصناعة البطاريات يعانون من مشكلة الكادميام والتي هي عبارة عن إحدى العناصر الثقيلة التي تسممها يؤدي إلى الفشل الكلوي، ويؤدي إلى مشاكل كبيرة جداً، لو تناولوا سبع تمرات عجوة ستكون detoxication أو مضادات السموم في الكبد سليمة، وهنالك حوالي 120 بحث منشورين حول ذلك، ومنهم الراجل اليهودي اللي اسمه (جولدمان) نشر بحث عن سبع تمرات عجوة، فبسبع تمرات عجوة تكون Claition يعني المعادن الثقيلة تدخل الجسم وتتكون لها مركبات مخلبية، تدخل تحت الجلد، بالإضافة إن جزء يذيبه وينزله في البراز، وجزء يذيبه وينزله في البول هذه عملية تسمى detoxication التي تتم أو عملية مضادات السموم التي تتم من تمر العجوة، ولذلك رسول -الله صلى الله عليه وسلم- يقول، فيما رواه الترمذي في سنن الترمذي الحديث: "العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم"، "إن العجوة من الجنة، وفيها شفاء من السم".
أما فيما يتعلق بالسحر:
فقد قام أصحاب ظاهرة التليباثي أو الاستجلاء البصري أو الاستجلاء السمعي والذين هم علماء بريطانيين وأبحاثهم منشورة منها المجلة الدورية التي اسمها "تليباثي"، فقاموا بفحص خط الطيف الذي ينتج عن هضم تمر العجوة فوجدوا أنه يُعطي خط طيفٍ لونه أزرق قالوا إن اللون الأزرق يستمر لمدة 12 ساعة وقالوا إن العين هي التي تُسحر، فالسحر ليس هو تغيرٌ في طبيعة الأشياء إنما هو تخيل وسحر للعين، لذلك قال تعالى في القرآن الكريم: (سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوَهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ) وقال على سيدنا موسى: (فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ...)، فوجدوا أن العين هي التي تُسحر والقدرة السحرية يبطلها أو تمتص كل الألوان ما عدا اللون الأزرق، فالتصبح بسبع تمرات كل يوم ينتج عنها خط طيف لونه أزرق يقي الإنسان من الحسد، ويقيه من السحر [3].
------------------------
المصدر:
[1] كتاب: التداوي بالنبات والطب النبوي تأليف الدكتور عبد الباسط محمد السيد أستاذ مادة الجراثيم والمكروبات في الجامعات المصرية.
[2] موقع شركة تمور المملكة على شبكة الإنترنت.
[3] ندوة للدكتور عبد الباسط السيد على قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود بتاريخ 04/ 12/ 2002 تم إعادة صياغتها بتصرف.