شرح
نواقض الإسلام العشرة
د/ حمزة ال فتحي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
وخطيب جامع الفهد بمحايل عسير
*********************
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه.. وبعد...
فهذه تعليقات وجيزة على متن نواقض الاسلام للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، قيدت في بعض الدورات العلمية في محايل عسير، أشكر المولى تعالى أن وفقنا لها، وكذلك كل من تسبب في انعقادها، وأخص من كتبها من الطلاب، وهو ابننا الطالب الجاد والطبيب القادم مرعي السنبقي... وفقه الله وزملاءه الطلاب، وأشد على أيديهم في حب العلم وأخذه بقوة وعزيمة، فلا ينال العلم براحة الجسد.!
وقد قيل:
تريدين لقيـــان المعالي رخيصة
ولابد دون الشهد من إبر النحلِ!
وقبل الشروع فيه أورد بعض الأسئلة ثم نجيب عليها...
*********************
-س1- مافائدة دراسة نواقض الإسلام؟
ج1- الجواب من عدة وجوه:
1- تصحيح العقيدة والسير بها على طريقة الوحيين ومنهج المهديين والسلف الصالح.
2- تجنيب العقيدة الصحيحة أي مسلك للإنحراف أو الوقوع فيما يضادها، لأنها لا تجتمع والإسلام الحق، بل لا بد من التباعد عنها والحذر أشد الحذر، قال تعالى: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم". سورة البقرة.
3- المحافظة على جوهر الصراط المستقيم وصناعة جناب عقدي يحول دون اختراقه أو النيل منه قال تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" سورة الانعام.
4- أن معرفة النواقض العشرة يؤمن من الإقتراب منها، فضلا عن ملامستها، قال حذيفة –رضي الله عنه-: (كان الناس يسألون الرسول –صلى الله عليه وسلم –عن الخير، وكنت أسأله عن الشر ؛ مخافة أن يدركني)...
وكما قيل:
عرفت الشر لا للشر
لكــــن لــــتــوقــيــه
ومن لا يعرف الشــر
مـــــن الخير يقع فيه
وقال عمر رضي الله عنه: "يوشك أن تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام، مَنْ لا يعرف الجاهلية".
5- أن غالبها متصل بحياة المسلم العملية، فهي من الأهمية بمكان.
6- أن الوعي بها زيادة للإيمان وتعميق للتوحيد الخالص.
7- أن كثرة طرق الإنحراف والزيغ هذه الأيام يحتم على أهل العلم بثها وتبصير الناس بها، لاسيما جيل الشباب والفتيان المتعرضين لحملات فكرية وإعلامية، من خلال وسائل التقنية الحديثة وسُعار الفضائيات المتفاقم.
8- أن من أسباب ضعف المسلمين ضعف عقيدتهم وإيمانهم بدينهم، وحتى تسترد السيادة لابد من تصحيح الإيمان، وتجديد كلمة "لا إله إلا الله".
9- أن مخططات أعداء الإسلام وأذنابهم من المنافقين، إنما تنصب على الجانب العقدي أو الإيماني؛ لتذويبه وتوهينه فإذا ذاب، ذاب ما وراءه من الأخلاق والأحكام, ولذلك كانت العقيدة مفتاح البناء والتأسيس، قال تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله" سورة محمد، وفي حديث معاذ حينما أرسله إلى اليمن"إنك ستأتي قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة "ألا إله إلا الله وأني رسول الله".
10- أن تساهل بعض المسلمين يحملنا على تدريس تلك النواقض، وتجديدها في حياتنا، لا سيما وأن من آثار الإنفجار الإعلامي والتقني تذويب قضايا الإيمان وإحداث بعض الكلمات والسلوكيات هزلا وتوسعا مما يعني وقوع بعضهم في الزيغ وهو لا يشعر، قال تعالى: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون". يقول ابن عباس –رضي الله عنه-: "من إيمانهم أنهم إذا قيل لهم مَنْ خلق السماوات؟ ومَنْ خلق الأرض؟ ومَنْ خلق الجبال؟ قالوا: الله، وهم مشركون به.
*********************
س2- من هو صاحب هذا المتن؟
ج2- هو باختصار الشيخ الإمام المجدد:
محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن مشرف التميمي.
-ولد عام 1115هـ.
-صفاته:
1- نشأ في أسرة علمية, فجده سليمان كان عالما يحتاج الناس إليه وأبوه شغل القضاء.
2- كان ذكيا سريع الحفظ.
-3محبا للعلم ومتأثرا بشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله.
.4-حرصه على الدعوة ونفع الناس.
5- اتباع الدليل ونقض الآراء والموروثات الخاطئة.
6- شجاعته الإصلاحية.
7- صبره وتحمله الشدائد في سبيل الدعوة السلفية والتي اعتبرت إصلاحية، حيث طهرت المنطقة من البدع، بعد الإتفاق التاريخي، الذي حصل مع الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- سنة 1117هـ، إبان الدولة السعودية الأولى، ولا زالت هذه الدعوة قائمة إلى هذا العصر الحديث في الدولة السعودية الثالثة – وفقها الله لكل خير ونفع بها الإسلام والسنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (قوام الدين: كتاب يَهدي وسيف ينصر).
- من أشهر مؤلفاته:
1- كتاب التوحيد.
2- الأصول الثلاثة.
3- المشي إلى الصلاة.
4- كشف الشبهات.
5- مسائل الجاهلية.
– كانت وفاته –رحمه الله- 1206هـ.
*********************
س3- ما معنى نواقض الإسلام؟
ج3- النواقض: جمع ناقض والمراد بها المفسدات والمبطلات: التي إذا واقعها المرء انتقض دينه وبطل، وصار في عداد أهل الكفر والإلحاد، عياذا بالله من ذلك، وتُشبه بنواقض الوضوء، فإنه متى ما أحدث المسلم بعد طهارته انتقض وضوؤه، وجب عليه التطهر من جديد، قال تعالى: "ولا تبطلوا أعمالكم" سورة محمد.
وقال سبحانه: "ولا ترتدوا على أدباركم". سورة المائدة.
-الإسلام:
هو (الإستسلام لله بالتوحيد والإنقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك), وقولنا الإسلام هنا ، يدخل فيه الإيمان، فهي نواقض الإيمان والتوحيد والعقيدة، لأن الفارق الدقيق بين الإسلام والإيمان أنهما إذا افترقا اجتمعا، وإذا اجتمعا افترقا كقوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام" سورة آل عمران.، وكقوله -صلى الله عليه وسلم– "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ".
- قال تعالى: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" الآية. سورة الحجرات.
أما حصره في عشرة فهذا من حيث الأهمية والخطورة وإلا فإن ثمة أشياء لم يذكرها المؤلف –رحمه الله تعالى- .
- الناقض الأول:
الشرك في عبادة الله ، قال تعالى: "إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" سورة النساء. وقال تعالى :" إنه من يشر ك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار"سورة المائدة. ومنه الذبح لغير الله كمن يذبح للجن والقبر.
• قال الناظم:
ويُهـدمٌ الإسلام بالـنواقـضِ
عشـرةِ أفعـال بلا تناقضِ
الشرك والوسائط المحجوبةْ
وغير تكفير لذي المنكوبةْ
ويهوى مذهبا غير الرسولِ
ومبغضٌ شيئا من الأصولِ
أو شك في أولئك الكفارِ
وحكّم القانون في الأمصارِ
كذلك المستهزئْ بالشرائعِ
والسحر والظهار للفضائع
أو يسعُ الخروجَ في الإسلام
ومعرض عن هديْ أو أحكامِ!
• حقيقة الشرك:
أن يُعبد المخلوق كما يُعبد الله، أو تصرف له نوع من خصائص الربوبية أو الألوهية كما في الحديث: "أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك" ويطلق أحيانا على الكفر، وثمة أمثلة أخرى خلاف ماذكر الشيخ المجدد -رحمه الله- كدعاء غير الله والسجود لصنم أو لبشر أو الطواف بغير الكعبة تقربا بذلك الغير.
• الكفر: من الستر والخفاء.
• الإلحاد: يقوم على أنه لا إله والحياة مادة.
• والشرك بالله أعظم ذنب عصي به الله، وهو أقبح الذنوب وأشنعها، قادح للتوحيد هادم له محبط للأعمال كما قالوا: لوأقام لله تعالى قيام السارية ليلاً ونهاراً، ثم أشرك مع الله غيره لحظة من اللحظات، ومات على ذلك، فقد حبط عمله كله بتلك اللحظة التي أشرك فيها، قال تعالى: "ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون".
وهو نوعان:
• الأول:
شرك أكبر ينافي التوحيد بالكلية، ويخرج صاحبه من الإسلام، وصاحبه مخلد في جهنم عياذاً بالله من ذلك.
• الثاني:
شرك أصغر لا يخرج من المله وهو: "الرياء" لكنه ينقص العمل وقد يحبطه إذا غلب عليه،
قال العلامة: حافظ الحكمي –رحمه الله- في سلم الوصول:
والشرك نوعانِ فشرك أكبرُ
به خلود النار إذ لا يُغفرُ
وهـواتخـاذ العبـد غـير اللهِ
ندا به مسوّياً مضـاهـي
والثاني شرك أصغرهوالريا
فسّـره به ختام الأنـبيـا
ومنه: إقـسامٌ بغيـر اللهِ
كما أتى في مُحكم الأخبار!
- الناقض الثاني:
من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم، ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم، كفر إجماعاً.
- الوسائط:
هي معبودات من أحجار أو بشر أو عظماء أو قبور وتماثيل وكواكب، يعتقدون فضلها وأنها تقربهم إلى المولى الكريم، وهو داخل في الناقض الأول، ولكنه أفرد لأهميته ولانتشاره في القرون المتأخرة من نحو دعاء قبور الصالحين وطلب الغوث والمدد منهم كقولهم: أغثني يا محمد, أو يا حسين أو يابدوي، ويذبح لهم وينذر، اعتقادا لمكانتهم أو لقربهم من الله، قال تعالى: "والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا" الآية. سورة الزمر.
ومعنى الزلفى:
القربى أي ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله تقريبا، فهو اسم أقيم مقام المصدر، وفي آية أخرى (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) فهذا النوع كفر بإجماع المسلمين.
قال الشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله–:
هذا ومن أعمال أهل الشركِ
من غير ما ترددٍ أو شكِ
مايقصد الجهال من تعظيم ما
لم يـأذن الله بأن يُعظـما
كمَن يـَـلـُذ ببـقعةٍ أو حـجــرِ
أو قبر ميّت وبعض الشجرِ!
مـــتــخـذ لـذلـك الـمكــانِ
عيدا كفعل عابدي الأوثان
ومن القبور والمزارات المشهورة الآن:
قبر الحسين والسيد البدوي ونفيسة وزينب، وغيرهم ممن يتوسم فيهم الولاية والصلاح، تزار قبورهم باشكال بدعية مفضية الى الشرك، ويجعل منهم الزوار وسائط أو يدعون مباشرة، ولا شك أن فاعلها حينئذ مأزور وليس بمأجور, قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله، في ذكر زيارة القبور البدعية... وإنما الحكم يتعلق بدعائك الميت والاستغاثة بالميت، هذا شرك أكبر، أو طلبه المدد أو العون أو الشفاعة هذا من الشرك الأكبر، حتى ولو رد السلام، حتى ولو قدرنا أنك سمعت رد السلام، لا يجوز لك أن تدعوه من دون الله ولا أن تستغيث به، ولا أنت تنذر له، ولا أن تطلب المدد والعون كل هذا عبادة لغير الله، من الأموات أو من الأصنام أو الأشجار أو الأحجار كل هذا لا يجوز، وهذا هو عمل المشركين الأولين فالواجب الحذر من ذلك، وهكذا التبرك بالقبور بترابها وأحجارها وشمسها لا يجوز، وإذا أراد بهذا طلب البركة منهم وأنهم يعطونه بركة ويمدونه بالبركة صار هذا نوعٌ من عبادته من دون الله، ونوع من طلب البركة بالفعل فلا يجوز ذلك، وإنما الزيارة لذكر الآخرة والترحم على الميت، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم-: (زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة)، فالمؤمن يزور هذه ليذكر الآخرة وليدعو لهم، هم في حاجة إلى الدعاء يدعوا لهم يترحم عليهم يسأل الله لهم المغفرة والرحمة والعفو، هكذا الزيارة الشرعية، فيجب على كل من يدعي الإسلام أن يحذر ما ينقض الإسلام ويفسد عليه إسلامه من الشرك بالله -عز وجل-، ويجب على الجاهل أن يسأل أهل العلم ويبصروه، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإن شاء الله بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين)، ويقول عند زيارة أهل البقيع: (اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد)، يدعو لهم ويترحم عليهم هذه الزيارة الشرعية، فالواجب على كل مسلم أن يلتزم بهذه الزيارة الشرعية، وأن يحذر من الزيارات البدعية والشركية التي يفعلها الجهال مع كثير من القبور والله المستعان.
- الناقض الثالث:
من لم يكفر المشركين،أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم كفر.
– المشركون:
هم أصحاب الأديان الأخرى من اليهود والنصارى والمجوس والبوذيين والشيوعيين وعبدة الشيطان، ويسمون الكفار والمجرمين؛ لأنهم اتخذوا آلهة من دون الله فلا يصح الإسلام إلا بالكفر بهم وبطواغيتهم، قال تعالى: "فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم" سورة البقرة، ومعنى لا انفصام: لا انقطاع.
- ذكر المؤلف رحمه الله- هنا صورتين:
1- شك في كفرهم رغم انتشاره ووضوحه، كأن يقول: لا أدري النصارى على ضلال أم لا؟!!
2- صحح مذهبهم كأن يقول: هم على دين صحيح أو مذهبهم مستقيم!! وهذا يستلزم أن يكون راضيا بصنيعهم، فيصيبه ما أصابهم؛ لأن الله قد كفرهم، ولعنهم، قال تعال: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة" الآية سورة المائدة.
وقال (لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم) سورة المائدة، والسبب في ذلك أنه لم يحقق شرط التوحيد "لا إله إلا الله" من النفي والإثبات.
فخلاصة صورة الواقعية:
1- دعوى صحة دين اليهود أو دين البوذيين أو غيرهم.
2- الدعوة إلى تقارب الأديان والاعتراف بها رغم ضلالها الشنيع، أو توليف مشترك سماه بعضهم "دين الإنسانية".
3- قول بعض الجهلة مستدلاً: "لكم دينكم ولي دين" سورة الكافرون.
قبل دعوتهم ومحاورتهم، وكذلك استشهاده بقوله تعالى: (وقل الحق من ربكم فمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر)، سورة الكهف.
قال ابن كثير –رحمه الله-: "هذا من باب التهديد والوعيد الشديد ولهذا قال تعالى عقبها: "إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها"، أي أرصدنا للظالمين.
- الناقض الرابع:
من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم – أكمل من هديه وأن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر.
– الهدي: هو الطريقة والدين والمسلك المتبع، ولايمكن لأحد أن يؤمن بالله ويتبع غيرَهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني...الآية" سورة ال عمران.
وهدي الرسول –صلى الله عليه وسلم– إنما عظم لأمور:
1- لأنه الدين الحق.
2- خروجه من مشكاة الوحي.
3- لا يملكه بشر.
4- بابة للسعادة والإنشراح.
5- منجاة من النار وطريق للجنة.
– هذا الناقض له صور:
1- إعتقاد أن هدي فلان من الناس أعظم من هدي الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
2- زعمه أن الفلاسفة أفهم الناس بالأديان أو أن الصوفية طريقتهم العبادية، أفضل من عبادة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وفيها من الضلال مافيها.
3- تفضيله حكم الأعلام والطواغيت على حكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
4- تحكيم القوانين الوضعية بدلاً من الشريعة الإسلامية، أو دعواه عدم صلاحيتها للعصر الحديث أو أنها حسنة، لكن تلك أحسن، أو أنها مماثلة، فنأخذها لغلبة الناس عليها، أو كونها التشريع العالمي..!
فهذه كلها مكفرة مخرجة عن الملة، قال تعالى: "أفحكم الجاهلية يبغون ومَنْ أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون" سورة المائدة. وقوله تعالى: "ومَن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
الظالمون، الفاسقون..!، نعتهم بثلاث صفات.
وأما إذا فعل ذلك مضطراً أو خوفاً مع اعتقاد حسن الشريعة، وفساد ذلك، وأنه معتد ظالم فهذا قيل يكفر كفراً أصغر والمسألة فيها تفصيلات طويلة.
• الناقض الخامس:
من أبغض شيئا مما جاء به الرسول –صلى الله عليه وسلم- ولو عمل به كفر.
• – البغضاء وهي ضد الحب أي: الكراهية والمعاداة لأمر شرعي، قال تعالى: "ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم" سورة محمد.
• ومن صوره:
1- التضايق من الصلاة وتكررها في اليوم والليلة وأنها شاقة، فيكفر ولو صلى.
2- قول بعضهم: الحدود شديدة وتسي ْ للإسلام، كحد الزنا والسرقة.
3- قول بعضهم: السواك غير جيد وبدلا منه الفرشاة والمعجون.
4- قول العلمانيين والليبراليين: الحجاب رجعية وتخلف وليس من الإسلام في شيء، والخمرة مشروبات روحية، والزنا علاقات إنسانية وضرورة حيوانية.
– ثم قال المؤلف –رحمه الله-: ولو عمل به، لأن حُسن العمل لا يزيل الاعتقاد الفاسد، ولا يطهر البغضاء السيئة الدفينة، كحال المنافقين زمن الرسول –صلى الله عليه وسلم– يظهرون خلاف ما يبطنون.
يتبع إن شاء الله...