منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد الجوهري عبد الجواد
زائر




قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Empty
مُساهمةموضوع: قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم    قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Emptyالثلاثاء 08 سبتمبر 2015, 11:34 pm

قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Z
قطوفٌ.. من حيَاة علماء وشيوخ عرفتُهم (4)
فضيلة الشيخ الدكتور عبدالبديع أبو هاشم
[1380 هـ - 1960 م/ 1432 هـ - 2011 م]
================== 
إذا أردتُ أن أصف فضيلةَ شيخنا الدكتور عبدالبديع أبو هاشم رحمه الله تعالى في جملةٍ واحدةٍ، فسوف أقول:
كان رحمه الله شمسًا، والدُّعاةُ من حوله كواكب، إذا بدَت لم يبدُ منهنَّ كوكبٌ! ففضيلة الشيخ - عليه سحائبُ الرَّحمة - صاحبُ أثرٍ عظيمٍ في الدَّعوة إلى الله تعالى في القاهرة خاصَّة، ومصر عامَّة كتأثيرٍ مباشرٍ، وغيرها من بلدانِ العالَم الإسلاميِّ كتأثيرٍ غير مباشر؛ من خلال طلاَّبه الدَّارسين لديه من أكاديميين وغيرهم. 
ولئن كان المسجدُ "العُمَريُّ" - مسجدُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه الذي كان الشيخُ يؤدِّي فيه خطبةَ الجمعة ودروسَ العلم وسائرَ أنشِطة الدَّعوة - يقع من حيث المكان بحيِّ العرب من منطقة عين شمس بالقاهرة؛ فإنَّ أنوار هذا المسجد المبارَكة قد أضاءَت جنباتِ المحروسة، وشعَّ الضوءُ من هذه الجنبات إلى حيث ينير الطريقَ أمام السالكين في كثيرٍ من بلدان العالم، ممَّن يرون في هذا الرَّجل العظيم قدوةً طيِّبة، ومَثلاً أعلى يُحتذى؛ فاختطُّوا لأنفسهم خطَّته في البيان، وارتضَوا طريقته في البلاغ؛ تلك الخطَّة هي خطَّة تفهيم القرآن، وتِلك الطريقة هي العمل بذلك التفهيم حتى يحصِّلوا الغايةَ من هذا الفهم؛ وهي تخريج أجيالٍ تؤمن بأنَّ خلاصَ هذه الأمَّة من مشكلاتها أجمع هو في الاستمساك بالكِتاب الكريم والاهتداءِ بهدي النبيِّ الأمين صلى الله عليه وسلم، ويوم يحصل هذا فسيتمثَّل هذا الدِّين واقعًا حيًّا في سموِّ أخلاق أَتباعه، وكريم معاملاتهم، وحُسن سلوكيَّاتهم.
 
كذلك كانت نشأة الشيخ الكريم في بِيئة القرآن، فتخرَّج فيها مثالاً ونموذجًا يُقتدى به في أخلاقه ومعاملاته وسلوكه، وكذلك رأى أن تكون نشأة الأجيال اللاحقة بِه؛ إذ هي الطريق الذي يَراه إلى رِفعة هذا الدِّين. 
نشأ "عبدالبديع" في حجر والده فضيلة الشيخ العلاَّمة: "أبو هاشم محمد علي النوري" محفِّظ القرآن الكريم، ومعلِّم التجويد، ومقرِئ القراءات العشر، ومفتِّش العلوم الشرعيَّة بالمعاهد الأزهرية، وصاحب الصوت النَّدي بالقرآن الكريم؛ وصاحب مكتبةٍ عامرة بالتصانيف النَّافعة، فكانت بدايةً مبشِّرةً تنبئ عن مستقبلٍ كريمٍ لـ"عبدالبديع"، لا سيَّما وقد رأى من أمامه نجمًا يتهادى، خرج هو الآخر من نفس الحِجر؛ هو أخوه فضيلة الشيخ الدكتور محمد أبو هاشم النوري، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكليَّة أصول الدين - الزَّقازيق، في الجامعة الأزهريَّة، وأنجمًا أخرى من هذه الأسرة الكريمة نشأَت في رِحاب القرآن؛ فحفظَت ألفاظَه وحروفه، وتعلَّمَت آدابَه وحدوده، وتربَّت على عِبره ومواعظه، في "كتَّاب القرية"، وكان قيِّم "الكتَّاب" والدهم الكريم.
قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  12_pic 
إذًا كانت نشأة "عبدالبديع" - الذي وُلد في يوم الاثنين 16 من جمادى الآخرة لسنة 1380 هـ الموافق 5/ 12/ 1960 م بقرية القرين من أعمال محافظة الشرقيَّة - نشأةً إسلاميَّة قرآنيَّة، يظلِّلها أبوه "الشيخ المقرئ"، ويحوطها إخوتُه "القرَّاء الحفَظة" بالرعاية والعناية. 
التحق "عبدالبديع" بالتعليم وتدرَّج في مراحله المختلفة، فحصل على الشهادة الابتدائيَّة الأزهرية من جمعيَّة المحافظة على القرآن الكريم، والابتدائية العامَّة عام 1972 م من مدرسة الجلاء بالقرين، ثمَّ انتقل إلى مركز فاقوس ليلتحق بالمعهد الإعدادي الثانوي الأزهري، وأتمَّ المرحلةَ الثانوية عام 1979 م، ومَنَّ الله عليه فكان الأولَ على القسم الأدبي، ثمَّ انتقل إلى القاهرة والتحقَ بكليَّة أصول الدِّين جامعة الأزهر، وتخرَّج فيها عام ١٩٨٣م بتقدير عام "جيِّد جدًّا مع مرتبة الشرَف"، وهكذا قطع مراحلَ التعليم بتميُّزٍ ملحوظٍ بين أقرانه، قاده إلى تميُّزٍ مستمرٍّ في طريق الدعوة إلى الله.
 
ويتذكَّر "الشيخ عبدالبديع" هذه المراحل الدراسيَّة؛ فيذكر أنَّ أعظم أثرٍ طبعَته في فؤاده وتركَته في طِباعه هو "أخلاق" معلِّميه و"آداب" مربِّيه، الذين رزقه الله بهم في أيَّامه تِلك؛ فمن أول الأستاذ "سيد" الذي درَّسه في المرحلة الأوليَّة، إلى الدكتور أحمد أبو السعادات الذي درَّسه في المرحلة الجامعيَّة، ومَن بينهما من الشيوخ والمدرِّسين، يتذكرهم "الشيخ" جميعًا، ويثني عليهم، ويستغفر لهم، ثمَّ يجمل أفضل ما استفاده منهم في عِبارةٍ تستحقُّ منَّا غاية التأمُّل؛ إذ يقول: "استفدتُ من أساتذتي هؤلاء الأخلاقَ، والآدابَ، والالتزام العَملي". 
فهو هنا يؤثِر ذِكر الجانب العملي والتطبيقي على الإفادة من الدُّروس العِلمية النَّظرية؛ لأنَّه يرى الأُولى هي الغاية المقصودة، وما الثَّانية إلاَّ وسيلة إليها أو أداة. 
إنَّها القضيَّة التي شغلَت بال "فضيلة الشيخ" وفِكره، وبذل لأجلها وقتَه ومالَه وجهده، قضيَّة الأدب والسلوك، أن يتحوَّل هذا الدِّين في حياة المؤمنين به إلى واقع. 
لقد كان "الشيخ عبدالبديع" - بحقٍّ - نموذجًا رائعًا للدَّاعية الذي يقوم على دعوته حقَّ قيامها؛ فهو عارِف بغايته، ومحدِّد لأهدافه، ومدرِك لقدراته، ومستوعِب لوسائله وأدواته، وخبير بطريقِه؛ ولهذا وصل - بشهادة الكثيرين - إلى تَحقيق كثير جدًّا ممَّا كان يأمله ويهدف إليه.
♦  ♦  ♦
عرفتُ فضيلةَ الشيخ الدكتور "عبدالبديع أبو هاشم" رحمه الله بآثاره قبل أن أُعاين شخصَه الكريم؛ فحين وفدتُ إلى القاهرة للدِّراسة في الجامعة الأزهريَّة كان طلاب كليَّتي - كلية الدعوة والثقافة الإسلاميَّة - يؤمُّون المصلِّين ويخطبون في المساجد الموجودة في محيط الجامعة، وكنتُ أفعل الأمرَ ذاته بأحد هذه المساجد، فرأيتُ من روَّاده حرصًا دائمًا على حضور درس الشيخ "عبدالبديع أبو هاشم" يوم الثلاثاء من كلِّ أسبوع، ثمَّ في رمضان، لا سيَّما الاعتكاف، ورأيتُ فيهم حبًّا للشيخ رحمه الله تعالى، جعل ذِكره بالخير على ألسنتهم كلَّ ساعة وفي كلِّ موقف، ممَّا كان له الأثر الكبير في دَفعي إلى زيارة الشيخ رحمه الله، والصلاة وراءه، والجلوس في درسه، لأرى - أنا - بعد ذلك أنَّ ما يقوله هؤلاء الإخوة عن الشيخ وجهودِه العظيمة في الدَّعوة دون واقِع الشيخ بكثير، مهما بالَغوا في أقوالهم وأوصافهم. 
تنبئك بذلك نظرةٌ إلى آثار الشيخ التي أسَّسها وأقامَها وشيَّدها، في المسجد والمعهد والمكتبة والدورات... إلخ المناشط الدعويَّة التي لا تُخطئها العين هناك، إضافةً إلى الأمور الاعتياديَّة من الإمامة والخطب والدروس والفتاوى والمجلَّة... إلخ أعمال هذا المسجد المبارَك الذي علا شأنُه وارتفع، وكثرَت خدماتُه في طريق الدعوة والهداية.
 
لقد رأيتُ رجلاً الدعوةُ عنده تعني الحياة، وبشهادة أحد خواصِّه، يقول: "ربَّما قصَّر في راحته وصحته لأجل الدَّعوة في سبيل الله عزَّ وجل..."، ثمَّ يقول: "فما رأيتُ محبًّا للدَّعوة مثلَه، حتى أذكر أنَّه خرج يومًا من مستشفى "المقاولون العرب" إلى أحد معاهد إعداد الدُّعاة قبل مروره على البيت، ناهيك أنَّه كان يَقطع البلاد والمحافظات تلبيةً لدعوة درسٍ هنا أو محاضرة هناك، وكان قول الله جل وعلا: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ ﴾ [فصلت: 33] آية تمثل له أمرًا، فكنتَ تسمعه في قراءتها أو في تفسيرها فتشعرُ وكأنه يتذوَّقها تذوُّقًا غير عادي، حتى وصل به اﻷمرُ إلى أن كان الموت في ميدان الدَّعوة مَطلبًا عنده وغاية يَسعى لتحقيقها، رأيتُ ذلك بعيني في أكثر من موضع ومَوطن، ولله الحمد والمنَّة أن وفَّقه اللهُ إليها؛ ممَّا يدلُّ على صِدقه في طلبها". 
وقد بارَك الله للشيخ في أعماله الكثيرة، وحفظ الجهدَ الذي بذله - رحمة الله عليه - بجندٍ كرامٍ من إخوانه وطلاَّبه، الذين عاوَنوه عليها في حياته، وقاموا عليها بعد مماته.
♦  ♦  ♦
لقد سعى الشيخ "عبدالبديع أبو هاشم" رحمه الله على مدار ربع قرن أو يزيد بالدَّعوة إلى الله سعيًا حثيثًا؛ لنشر دِين الله وإعلاء كلمته، وبثِّ الدعوة في الإخوة والعامَّة على سواء، وبذل في سبيل ذلك تضحيَّات لا يقدرها أحدٌ قدرَها؛ من مالٍ ووقت وجهد وغيره، وقد نتصوَّر بعضَ هذا السعي إذا علمنا أنَّ الشيخ رحمه الله لمَّا توفِّي قام بأعماله الدعويَّة في المسجد والمعهد التابع له (9) من أفاضل العلماء، فضلاً عمَّن يقوم مقامه من المديرين فيما كان هو يتولَّى إدارته! 
لقد تركتَ - يا شيخنا - فراغًا كبيرًا يتعاون هؤلاء جميعًا على سدِّه والقيامِ مكانكم فيه، ولئن استطاعوا، فمن يسدُّ فراغَ القلوب التي تشتاق إلى رؤيتك، وتُجتَذب كلَّ لحظة توقًا إلى صحبتك؟!
قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Images?q=tbn:ANd9GcRbaABbdVtJeOg__wuu93qg9fF4_0N43gL_xFmnxLO8jbtNrYuA
يا رفيقَ الصِّبا 
أين عهدٌ مضى؟ 
أين ما كان مِن 
وصْلِنا والهوى؟ 
رُبَّ ليَلٍ على 
حُلْكِه قد غشى 
قد دعَونا به 
وأطلْنا الدُّعا 
وبكَينا به 
ثمَّ زِدنا البُكا 
وسكَبنا معًا 
أدمعًا في الدجى 
ونهارٍ على 
طوله والظَّما 
قد صَبرْنا له 
ورجَونا الجَزا 
وحفِظْنا معًا 
سورة الأنبيا 
وسهِرنا على 
سُنَّة المصطفى 
في صحيح البخا 
ريِّ قلبًا وعى 
وعلِمنا الهُدى 
ودعَينا الورى 
وندمنا على 
لهوِ عُمرٍ مضى 
يا رفيقَ الصِّبا 
كنتَ نِعم الفتى! 
كنتَ نبعًا صََفا 
ومَعينًا روى 
يا رفيقَ الصِّبا 
كنتَ نعمَ الفتى! 
كنتَ مرعى الهوى 
وملاذَ المُنى 
ثم ضاق الفَضَا 
حين حَقَّ القَضَا  
وهكذا من الرِّجال مَن هو فردٌ بأمَّة، ولا نزكِّيه على الله، نحسبه كذلك والله حسيبه، فرحمك الله، يا من أتعَبتَ بعدَك - في بلوغ شأوك، وبذلِ مثل جهدك - كلَّ الدُّعاة.
♦  ♦  ♦
لقد كان أفضل ميزات فضيلة شيخنا أبي محمد عبدالبديع أبو هاشم رحمه الله تعالى "بساطته"؛ فهو متواضِع في مقاله، متواضِع في حاله، متواضِع في مَطالبه، متواضِع في سائر أموره. 
فهو حين يتحدَّث يُؤثِر استعمالَ أقرب ألفاظ اللُّغة العربية الفصحى، في خطبه ومحاضراته ودروسه؛ المسموعة منها والمرئيَّة، حتى حين يفسِّر القرآن الكريم؛ يتحدَّث بأسلوب سهلٍ عَذب واضحٍ قريبٍ. 
وهو حين يتعامل مع النَّاس يفضِّل المرونةَ وعدم الكلفة، ولا يستحضر مناصِبه ولا درجاته، ولا يَستعمل جاهَه ولا صِيته، يشهد بذلك الذين جاوروه، فضلاً عن جميع مَن عرفوه؛ ولهذا من رأى حال الناس في محبَّته تعجَّب، حتى إنَّ بعضَهم - بعد وفاته - لم يستطع دخولَ المسجد بعد غياب شيخهم عنه إلى شهورٍ من رحيله. 
وهو متواضع في مَطالبه؛ ولك - عزيزي القارئ - أن تعلَم بكثرة العروض التي جاءَته إعارة إلى بلدان عربيَّة وغيرها، وهي عروض مغرِية يؤمِّلها الكثيرون ويرجون من ورائها الغِنى والثراء، فرفضها "فضيلةُ الشيخ" جميعها، واختار أن يَبقى لدعوته وأسرَته؛ إذ كان يَرى في استمرار الدَّعوة وتماسُك الأسرة فريضةً لا يسعه التفريط فيها، وقد قام الشيخُ عليهما حقَّ القيام، فكانت دعوته مستمرَّة صاعدة تشقُّ طريقَها بين الصخور، وتتغلَّب على العقبات؛ معتادةً وغير معتادةٍ، طبيعيةً وغير طبيعيةٍ.
 
وكذلك استمرَّ في أُسرته يحوط أفرادَها - بنين وبنات - بالرِّعاية والعِناية، يربِّيهم على أدب القرآن الكريم وأخلاقِ النبيِّ العظيم صلى الله عليه وسلم، فكان نتاج ذلك ترابطًا أسريًّا، وتعاملاً إسلاميًّا، وسلوكًا نبويًّا، في أخلاقٍ شهد لهم بها القريبُ والبعيد. 
إنَّ مظاهر الحياة التي أغرَت كثيرين، أو أجبرَتهم على ما لا يريدون، أو اضطر إليها غيرُ الشيخ لأسباب قاهِرة - قد عافى الله الشيخَ منها، ولقد كان ذلك لبساطته المعهودة في حياته وتواضع مطالِبه، حتى إنَّه تعامل بها مع أصهاره، فاكتفى بمقالة الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاءكم من تَرضَون دينَه وخُلقه، فزوِّجوه...))[1]، دون تطلُّع منه إلى زينةٍ أو متاعٍ. 
وهكذا كان الشيخ رحمه الله زاهدًا حقيقيًّا في الحياة الدنيا، ولا يرجو إلاَّ الله والدارَ الآخرة جزاء من الله.
رحم الله الشيخَ وجعل مثواه الفردوس.
♦  ♦  ♦
كان الشيخ عبدالبديع رحمه الله صاحبَ وجهٍ مُنيرٍ، وفِكْرٍ هادئ، وسلوكٍ قويم، ومعشَرٍ طيِّب، ولسانٍ عفٍّ، وأدبٍ جمٍّ. 
ولكَم حدَثَت صولات وجولات - في المنطقة التي يقيم فيها الشيخُ وما حولها، بل في القاهرة كلِّها - تولَّى كِبرَها بعضُ الدُّعاة والشيوخ، فأثارَت فتنةً بل فِتنًا، وعمَّ بسببها البلاء، ووقعَت من جرَّائها الفُرقة بين صفوف الإخوة، وتعطَّلَت لأجلها الدَّعوة في المساجد، وصار الملتزمون إلى الحكايات، وتحوَّلوا من العمل الجادِّ إلى نَقل القيل والقال والحُكمِ على الأشخاص والجمعيَّات والهيئات...، إلى آخر هذه الأمراض التي تنتج عن: "التفرُّغ للنظر في أعمال العاملين، وتتبُّع سقطات العلماء وكبوات الفرسان"، فأين كان الشيخ عبدالبديع رحمه الله تعالى من هذه الأمور التي استغرقَت (10) سنوات أو تزيد؟!
قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Images?q=tbn:ANd9GcTMaagDbtc4wwpBshydlzXwEq-fe7QtxTmEGHNIiLl-ptu5lVOFBg 
يجيب "الشاغلون": كان فضيلة الشيخ عبدالبديع أبو هاشم رحمه الله أعقل النَّاس وأفطنَهم في هذه المسألة؛ فلم تشغله عن واجبه، ولم تغيِّره عن خطَّته، ولم تحرفه عن وجهته، فاستمرَّ على عمله في التدريس والتعليم، والتربية والتأديب، يمضي إلى غايته، فلما انقشعَت السحابة، وأدبرَت الفتنة، وولَّت كان "عبدالبديع أبو هاشم" يحرز أهدافَه في العمل لدين الله، حين راوح الجميعُ في أماكنهم، "الشاغلون" و"المشغولون بهم" على سواء، ومنهم مَن أخلى مكانَه في الدَّعوة إلى الأبد، نسأل الله أن يردَّهم إلى ساحة الدَّعوة وعمل الخير ردًّا جميلاً. 
ولم يعدِم الرجلُ العالِم - في هذه الأثناء - أن ينصحَ لإخوانه الدُّعاة بكلماتٍ يسيرةٍ تحمل عفَّةَ نفسه وأدبَ شخصه، في غير تشنيعٍ أو تقريع، فلمَّا لم يُسمع لقوله تحوَّل إلى مدعوِّيه من إخوانه وطلابه يجمعهم على فِقه الكتاب العظيم وتدبُّره، ويزكِّي به أرواحَهم وسلوكهم، وكان ركنًا آوى إليه - في ذلك الوقت - مَن كتب الله لهم النَّجاة. 
وإنَّ في ذلك لذكرى تتجدَّد فيها العِظة لليوم والغد.
♦  ♦  ♦
عمل الشيخ "عبدالبديع أبو هاشم" أوَّل أمره مدرِّسًا للغة العربيَّة والدِّين بمدرسة عبدالله الشرقاوي بالقرين - شرقيَّة، لمدَّة سنة، جاءه بعدها (1985م) التكليف من جامعة الأزهر بالعمل معيدًا في الكليَّة التي تخرَّج فيها "أصول الدين - القاهرة"، وحيث سلَك هذا الخطَّ في التدريس الجامعيِّ فقد أقبل على عدَّته الجامعيَّة يستكملها؛ ففي عام (1986م) انتهى من الدراسات العليا - تمهيدي الماجستير - بقِسم التفسير وعلوم القرآن، وفي عام (1987م) سجَّل موضوعَه لرسالة التخصص - الماجستير - بعنوان "الاتباع في ميزان القرآن"، وحصل على درجة الماجستير عام (1989م)، بتقدير امتياز.
كما حصل على درجة العالمية - الدكتوراه - عام (1993م) عن رسالته القيِّمة: "أقوال أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه في التفسير - جمع ودراسة"، بتقدير امتياز مع مَرتبة الشرف؛ ليصير مدرِّسًا بالكليَّة، فأستاذًا مساعدًا، ثمَّ أستاذًا.
ولم تغيِّر الأستاذيَّةُ الجامعيَّة "عبدالبديع أبو هاشم" أبدًا، لا في اهتمامه بالدَّعوة وبذله لها وتضحياته في سبيلها، ولا في بَساطَته وتواضعه لخلق الله أجمع؛ بل بقي يبذل للنَّاس نداه ووقتَه وعلمَه، في تواضعٍ جمٍّ وأدبٍ رفيع.
♦  ♦  ♦
كانت دعوة الشيخ رحمه الله تعالى ذات مساحةٍ عريضة جدًّا في اهتماماتها ومجالاتها، ولئن اختار الشيخ أن يكون مقرُّها مسجد منطقتِه التي بها يقيم ويسكن، إلاَّ أنَّه لم يكن يتأخَّر عن السفر والرحلة في الدَّعوة إلى محافظات مصر المختلفة، وكان يَستخدم في الدعوة أيضًا وسائل عرفَته الجماهيرُ العريضة من خلالها؛ فقد شارك في العمل الإذاعيِّ من خلال بعض برامج إذاعة القرآن الكريم، وفي العمل الصحفي ببعض المقالات الصحفيَّة، كما شارك في بعض الحلقات التليفزيونيَّة والقنوات الفضائية التي سجَّل من خلالها حلقات برامجه الرائعة: "وقفة مع آية"، و"هنا نزلَت" وغيرها، إلى جانب مشاركاته في "فتاوى النَّاس".
ولا تزال أعمال الشيخ الدعويَّة المتميِّزة نبراسًا يضِيء الطريقَ أمام الدُّعاة وطلاب العلم، في رحاب القرآن الكريم والسنَّة النبوية كـ "سلسلة مقاصد سور القرآن الكريم"، و"سلسلة التفسير المجمل"، و"سلسلة أضواء البيان"، و"سلسلة قصص قرآنية"، و"سلسلة آيات وأحاديث"، و"سلسلة بناء الفرد المسلم"؛ إلى آخر الأعمال الصوتيَّة والمرئيَّة في الخطب العامَّة؛ في الفقه والعقيدة، وهموم الأمَّة ومعايشة الواقع، وغيرها، وهي معروفة متوفِّرة. 
وللشيخ - نوَّر الله ضريحَه - مصحفٌ مرتَّلٌ، وهو موجودٌ في موقع طريق الإسلام وموقِعه الخاص وأماكن أخرى من الشَّبكة العالمية، وقد رُزق جمال الصوت في التلاوة، مع ما منَّ الله به عليه من علمٍ زاده تدبُّرًا لما يَقرأ.
♦  ♦  ♦
عرفَت المكتبةُ الإسلاميَّةُ الشيخَ الدكتور "عبدالبديع أبو هاشم" رحمه الله كاتبًا وباحثًا متميِّزًا من خلال مؤلَّفاته: "مبادئ علوم القرآن"، و"سحر البيان في أسلوب القرآن"، و"تفسير سورة الممتحنة تحليليًّا"، و"إمتاع الجنان بعلوم القرآن"، و"من آداب الأسرة والمجتمع في القرآن الكريم من خلال سورتَي النور والتحريم"، و"تفسير سورة النازعات تحليليًّا". 
وهناك كثير من أعمال الشيخ الدعويَّة يصلح للجمع والنشر، لو يقوم عليها بعض محبِّي الشيخ وطلاَّبه، أو الغيورين على الدِّين، فيخرجها للنَّاس، لم يكن عملاً قليلاً عند اللهِ ومحبِّي الشيخ وخدمة الدعوة. 
والشيخ وجهودُه في مجال الدَّعوة بعامَّة يصلح - بجدارة - أن يكون موضِع دِراسة أحد الباحثين في رسالة التخصُّص أو العالميَّة، يسَّر الله لهذا الموضوع من يتبنَّاه ليفيد من تجربته أجيالَ الدعوة عامَّة، وأهل التفسير خاصَّة. 
كانت للشيخ رحمه الله عناية بعامَّة العلوم يدرِّسها ويشرحها وييسِّرها، ولعلَّ سلسلة الكتب التي عزم على إخراجها لعامَّة القرَّاء عن "مبادئ العلوم" خيرُ دليل على ذلك؛ إذ أراد بها تسهيلَ تناول العلوم الإسلاميَّة على عموم القرَّاء، وتقريب الثَّقافة الإسلاميَّة والعلوم الشرعيَّة المتخصِّصة إلى غير المتخصصين. 
وقد أنفذ الشيخُ من هذه السلسلة إلى المكتبة: كتابَه الأول منها: "مبادئ علوم القرآن"، وكان انتهى من كتابين آخرين فيها، هما: "مبادئ علوم الحديث"، و"مبادئ علم التجويد"، ولعلَّهما لحقا بأخيهما.
♦  ♦  ♦
لقد كان لتخصُّص "فضيلة الشيخ الدكتور" رحمه الله في التفسير - أكاديميًّا - أثرٌ طبَع مشاركاته الدعويَّة بطابع القرآن في كلِّ مناسبة وآنٍ؛ في خُطبه ودروسه ودوراته ومحاضراته وحلقاته الإذاعيَّة والفضائية. 
فالشيخ يتناول "مقاصد القرآن الكريم" على المنبر؛ سورةً سورةً، من أوَّله إلى آخره. 
ويتناول التفسيرَ الموضوعيَّ للقرآن الكريم في "سلسلة التفسير المجمل" دروسًا؛ ليعرِّف مستمعيه بما يحويه كلُّ جزء من أجزاء القرآن الكريم يتلوه في صلاة التراويح في رمضان. 
ويقف في برنامج "تلفازيٍّ" مع آيات هي من جَوامع الكلِم في القرآن الكريم، يهدف من ورائها إلى ترسيخ مَفهوم، أو تصحيح تصوُّر، أو بِناء سلوك، في سلسلته: "وقفة مع آية".
قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Hqdefault 
ويقرِّب علمَ أسباب النزول إلى النَّاس؛ ليعيشوا أحوالَ الصحابة وقتَ نزول القرآن الكريم، ويتعرَّفوا على العصر والظرف الذي نزل فيه، من خلال برنامجه: "هنا نزلت". 
ويقدِّم القرآن للنَّاس علاجًا ربَّانيًّا، وشفاءً إلهيًّا، من خلال خطبه: "سلسلة الاستشفاء بالقرآن". 
وهكذا ارتبط الشيخُ بالقرآن؛ فأفنى رحمه الله عمرَه كلَّه في خِدمة كتاب الله تعليمًا وتفهيمًا وتربيةً للنَّاس عليه، وكان مثالاً للدَّأب في ذلك، والحرص عليه بكلِّ ما آتاه الله من قوَّة، فكان لذلك عظيم الأثر في توثيق صِلَة المستمعين إليه - وهم كُثر - بالقرآن الكريم حفظًا وتدبُّرًا، مع الإشارة إلى كافَّة العلوم من خلال إشارات القرآن الكريم المحيطة بكلِّ شيء؛ ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، وكان في ذلك مفسِّرًا على طراز الأوَّلين، ولا غرو؛ فقد كان أوَّل تفسير وقع له وأفاد منه في قراءته الأوليَّة ثمَّ في خطبه وكلماتِه الأولى هو "تفسير الحافظ ابن كثير"، مع ربطه مشكلات العصر بحلول القرآن، وتوقِيع النصوص على الأحوال، مع تقريبٍ للأفهام وضربٍ للأمثال، في منهجٍ سلفيٍّ وأسلوبٍ عصريٍّ، كان له عظيم الأثر في سامعيه، وترك بصمته فيهم؛ فاللهمَّ احشُره مع الصدِّيقين والنبيِّين والشهداء والصالحين، وحَسُن أولئك رفيقًا، واجعله من أهلك وخاصَّتك.
♦  ♦  ♦
كان "فضيلة الشيخ الدكتور" ذا مواهب متعدِّدة، وممَّا لا يَعرفه عنه كثيرون أنَّه ذو تجربة في الشِّعر؛ أَحبَّه، وأنشده، وحاول قَرْضه، لكن على طريقة العلماء، وقد قرأتُ له قصيدةً تفيض رِقَّةً ولهفة إلى والديه اللذين سافرا وتركاه، قالها إثر سفر والده - معارًا إلى المملكة العربيَّة السعوديَّة - ومعه والدتُه، وكان ذلك في حقبة السبعينيات وللشيخ وقتئذٍ (18) سنةً فقط، وكان في الصفِّ الثالث الثانوي، فشَعر الشيخُ رحمه الله بالوحدة وهو الذي تعوَّد على الأُنس بهم طَوالَ حياته، لا سيَّما وقد كان جميع إخوته متزوِّجين إلاَّ هو؛ لصغر سنِّه كما أسلفتُ، فأنشد قائلاً:
ولَّيتَ مدبرًا وتركتَني وحيدًا 
أعاني من وحدتي ما أعاني 
أعيش في وجودي فريدًا 
ﻻ أنيس ولا حبيب يلقاني 
إلخ القصيدة، وهي كما قلتُ: من محاولات البداية وأيام الشباب، ولا أدري إذا كان للشيخ رحمه الله محاولات وقصائد أخرى أم لا؟ لا أدري.
♦  ♦  ♦
هكذا عاش فضيلةُ شيخنا الدكتور عبدالبديع أبو هاشم رحمه الله تعالى مع الدَّعوة ولها، في رِحاب القرآن الكريم وبه، فأفنى فيهما وبِهما حياتَه، وكما قيل - بحقٍّ -: "مَن عاش على شيءٍ مات عليه"، "مصادر الحياة - أي: ما يُصدره الإنسان طوال حياته - هي موارد الوفاة"، فكانَت موتة الشيخ مع الدَّعوة كما عاش حياته مع الدَّعوة؛ ففي يوم الجمعة 26 جمادى الأولى لعام 1432 هـ الموافق 29/ 4/ 2011 م خطَب الشيخُ المفوَّه الجمعةَ في مسجد من مساجد الدعوة بمحافظة "بور سعيد"، ودخل في غَيبوبة، نُقل على إثرها إلى المستشفى، ولم يفِق من غيبوبته إلى الجمعة التي بعدَها، وفيها توفِّي رحمه الله، وكان ذلك يوم الجمعة 3 من جمادى الآخرة لعام 1432 هـ الموافق 6/ 5/ 2011. 
ليرحل قَمرٌ من أقمار الدَّعوة وداعيةٌ من أهل السنَّة، تبكيه المنابرُ وروَّادها، وتسأل اللهَ فيه العِوَض، رحمه الله تعالى رحمةً واسعة، وأسكنه فسيحَ جناته، فلله درُّه من مبارك؛ كم كان رحيمًا، وكم كان عَطوفًا، وكم كان خَلوقًا، وكم كان وفيًّا، صاحب حالٍ مع ربِّه؛ كما يشهد به المقرَّبون، مجاب الدُّعاء عن قريب؛ حتى إنَّه ليصرِّح بذلك لبعض خاصَّته - ابنه الشيخ محمد - فيقول: "ما تمنيتُ شيئًا على الله تعالى إلاَّ وقد حقَّقه لي، وأخشى أن تكون هذه طيباتي عُجِّلَت لي في حياتي الدنيا"، وكم كان رفيقًا بطلاَّبه، حتى إنَّه ليسافر إلى بعضهم في بلده أو قريبًا منها حتى لا يشقَّ عليه، وذلك أثناء متابعة الطالِب لرسالة الماجستير أو الدكتوراه، ومن دلائل ذلك - وكفى به من دليل - جنازتُه، فقد كانت عزَّة لدين الله، وفخرًا للدَّعوة، ونصرةً للخير، وتتويجًا لمشواره الطويل المبارك في سبيل الله. 
قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Images?q=tbn:ANd9GcQSi7bfdEhK3ED5VNsCc1Da8xqQlpznnpJSY_2SGl9NLdP_AmFA
أودِّعُكم بدمعاتِ العيونِ 
أودِّعكم وأنتُم لي عيوني 
أودِّعكم وفي قلبي لهيبٌ 
تجودُ بهِ من الشَّوقِ شجوني 
أراكم ذَاهبين ولن تعودوا 
أكاد أصيح: إخواني خُذوني 
فلستُ أطيق عيشًا لا تراكم 
به عينِي وقد فارَقتمونِي 
ألا يا إخوةً في الله كُنتم 
على المأساة لي خيرَ معينِ 
وكنتُم في طريق الشوك وردًا 
يفوح شَذاه عطرًا من غصونِ 
إذا لم نلتقي في الأرضِ يومًا 
وفرَّق بيننا كأسُ المَنونِ 
فموعدنا غدًا في دار خلدٍ 
بها يحيا الحنونُ مع الحنونِ  
اللهم اجعل قبرَ شيخنا عبدالبديع أبو هاشم روضةً من رِياض الجنَّة، ومدَّ له في قبره مدًّا، ومتِّعه بالنظَر إلى وجهك الكريم أبدًا.
فيا ربِّي رفعتُ يدي 
وكلِّي خاضعٌ لكمُ 
ألا أدخِلْه دارَ رضا 
ك في الفردوسِ ينتظمُ 
-----------------------------------------------
[1] رواه الترمذي (1085)، وابن ماجه (1967) وحسنه الألباني.
المصدر:
http://www.alukah.net/culture/0/91538/
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48824
العمر : 71

قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Empty
مُساهمةموضوع: رسالة شكر   قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Emptyالسبت 12 سبتمبر 2015, 2:00 pm

رسالة شكر
قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  76e00fe74bf82cc403143350c97160ee
مُساهمة من طرف
محمد عبد البديع ابو هاشم النوري
في الخميس 10 سبتمبر 2015
----------------------------
جزى الله عنا فضيلة الاستاذ احمد الجوهري خير الجزاء على ما قدم وأطرى وأسأل الله أن نكون على هذا القدر، لكن كلامك يوحي بانك شديد الصلة بنا كأسرة للشيخ، لكنا نسعد بكم وبرؤياكم ولقياكم، ونكرر شكرنا لكم مع العجز والتقصير!
قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  Thumbnail.php?file=41_17618_1199952884_994423179


قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم  2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
قطوف من حياة علماء وشيوخ عرفتهم (4) فضيلة الدكتور عبد البديع أبو هاشم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من دروس فضيلة الشيخ الدكتور عبد البديع أبو هاشم
» السيرة الذاتية للأستاذ الدكتور عبد البديع أبو هاشم (رحمه الله)
» فضيلة الشيخ الدكتور سفر الحوالي
» إلماحة من حياة الدكتور ذاكر نائك
» تصدير بقلم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد يوسف موسى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مقاصد سور القرآن-
انتقل الى: